قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل السابع والثلاثون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل السابع والثلاثون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل السابع والثلاثون

وصل قصي بسيارته امام منزل منصور بعد مدة قصيرة. نزلت حياة سريعا ما ان توقفت السيارة تتجه نحو باب المنزل. تبعها إلى الداخل بعدما صف سيارته بابتسامة مراوغة تاركا باب المنزل مفتوحا.
. دخلت إلى المنزل مجاهدة في حبس تلك الدموع وعدم إظهارها، ما ان همت في صعود الدرج المؤدي إلى غرفتها حتى توترت جميع حواسها عندما تحدث قصي قائلا بمكر
: انتي هتسيبيني اقعد لوحدي.؟

ونبرته تلومها حيث عليها ان تقوم بواجب الضيافة. التفتت ترفرف اهدابها بتوتر. رغم ان المنزل يعد منزله. إلا ان قواعد الزوق تحتم عليها مضايفته. همت بالاقتراب جالسه حتى باغتها قائلا بنبرة ذات مغزى في تأثر وأسف مصطنع يحاول كبح جماح ابتسامته
: انا كمان ساعات بخاف اقعد لوحدي.
نظرت له بغيظ ضاغطة على شفتيها. وليذهب واجب الضيافة برفقة قواعد الزوق إلى الجحيم. ربعت يديها قائلة تتصنع الثقة.

: انا مش بخاف اقعد لوحدي. خالو مكبر الموضوع عشان بيقلق عليا بس.
نظرت جانبا بغضب عندما نظر اليها بعدم تصديق في نظرة مفادها حقا؟
: مضايقة عشان عرفت نقطة ضعفك.؟
نظرت إليه تزفر بحنق. تتمنى قدوم خالها سريعا ترد معانده
: انا ماليش نقطة ضعف.
تعلم ويعلم انها كاذبة.
ابتسم رافعا حاجبه الأيسر مشيرا برأسه نحو باب المنزل المفتوح قائلا بتحدي
: يعني لو إستغلتها دلوقتي، مش هتخافي.؟

اذدردت لعابها بخوف تجسد في اهتزاز حدقتيها. تسارعت خفقاتها تتنفس سريعا ما ان خطا قصي ببطء نحو باب المنزل ,تتحدث افكارها ذعرا. لن يترككِ. لن يستطيع.

خطوة واحدة فقط ويصبح خارجا، وذعرا تحثها الأفكار من جديد. فقط ان تتوسله البقاء. انكمشت معالم وجهها بخوف في بكاء طفولي. لتتفاجأ به يخالف توقعاتها كما هو دائما. تنظر اليه بترقب وعدم فهم. ويبدو انها ستختبر خوفا من نوع آخر. حيث اغلق باب المنزل موصدا اياه من الداخل. يلتفت إليها بتعابير وجه مبهمة ونظرة غامضة لم تستطيع تفسيرها. يتقدم نحوها ببطء ليدب فيها الخوف مسيطرا على جميع خلاياها...

تأهب الجميع بقلب خائف مرتجف لحظة خروج الطبيب من غرفة العمليات. الجميع عاداه. حيث توقف قلبه عن النبض ولم يلبث في استعادة نبضاته حتى تحدث الطبيب قائلا بانهاك
: الحمد لله. جميع اعضائها في نشاطها الحيوي الطبيعي، فقدت دم كتير جدا و لولا وجود متبرع كان زماننا فقدناها. حمدالله على سلامتها.

انهي الطبيب حديثه ذاهبا بينما فاطمة تتمتم بين حمدا وثناء. تنفست الجده الصعداء ببال منشغل بما حدث منذ قليل، ناظره إلى سالم تنهره بعتاب. بينما روحه. انفاسه. نظراته عالقة بملاكه النائم على ذلك السرير النقال يتقدم نحوه شيئا فشيئا. يتنهد بارتياح لسلامتها يريد فقط رؤية وجهها ويعوق رؤيته ذلك الجهاز الخاص بالتنفس يشغل معظم ملامحها. وجنان عينيها تغلق امامه ابوابها في سكون. مرت من امامه ليذهب بخطواتخ خلفها دون ادراك. فتفاجئ بجدته توقفه ممسكة بمرفقه تتحدث بحزم جاف رغم الكبر لايزال صوتها يملك هيبة التهذيب قائلة.

: استنى عندك والدي. ما انتش منجول من اهنه غير لما اعرف ايه اللي بيحصل ما اعرفوش. في عينك كلام رايده اسمعه.
نظرت إلى فاطمة مردفة
: فاطمة. همي ويا بتك خليكي جارها.
واشارت لام السعد التي بدا عليها الخوف والارتباك باتباع فاطمة. نظرت اليه تستكمل حديثها
: اجعد يا ولدي. عاوزة اعرف كل حاجه و يستحسن تجولي بنفسك. عملت ايه يا ولدي.؟
جلس سالم على المقعد جوارها يذدرد ريقه بخزي يبرر بعصبية قائلا.

: اني حافظت على ورث ابوي وجدي. اللي بنوه طول حياتهم وتعبو فيه لاجل يبجالنا جيمه وكلمه وسط كبارات البلد. مش عشان تاجي بت مفعوصة تكوش على كل حاجه وتضيع اسم وهيبة بجالها سنين.
ضيقت الجده عينيها تنظر اليه بشك قائلة بتروي
: فرطت في ايه بالمجابل يا ولدي.؟ عشان تحافظ على الورث ضحيت بايه.؟
نظر اليها للحظات ثم اذدرد ريقه ينظر ارضا قائلا يتصنع عدم الشعور بالأسف.

: اني اتجوزتها خلاص يا جدتي ماعادش له لازمه الحدي...
وصفعة قاطعت حديثه بغتة. صفعة رغم وهن اليد وتجاعيد بشرتها. آلمته. اصابت رجولته في الصميم نظر اليها يضيق ما بين حاجبيه بغضب لترد الجدة بدموع عينيها ونبرة لوم وزهول.
: فرطت في عرضك يا ابن زياد. فرطت في عرضك يا ابن ابني. كيف.؟ وبت عمك.؟ كيف جدرت كيف؟
والأخيرة خرجت منها بقهر يعادل سنوات عمرها. ليستقيم سالم تنتفخ اوداجه زاعقا.

: كنت عايزاني اعمل ايه. اشوف عيلة مفعوصة بتبعتر شجانا وارضنا على كيفها. ولا كنت جعدت كيف الحريم ايدي على خدي واستنيت المحروس أخوها لما يظهر ويكوش على كل حاجه. كنتي عايزه ايه.؟
نظرت له بزهول وعدم تصديق قائلة
: كنت تعرف.؟ تعرف انه واد عمك وساكت.؟
تحولت نظراتها إلى نظرات امتعاض عندما نظر جانبا يعض شفتيه بغضب مردفه.

: فرجت ايه دلوجتي انت عن الحريم.؟ الحريم طلعت أصيله عنيك يا ولدي. والعيلة اللي جنيت عليها هي نجت بتنا من الموت.
نظر اليها بشرود يبلع لعابه لتردف بحزن ونظرة ساخرة.

: زمان. بعد جدك ما مات ابوك كان هيبيع ارضنا للغريب عشان يرمح ورا الغوازي. اللي وجف جصاده عمك فؤاد. ولدي. منعه من بيعها ولما ابوك ركب راسه وصمم يبيع جاله اشتريها منيك. ولا ان الغريب يدوس ارض ابوي. جال جمله ياولدي لساتني فاكراها لكن ما فهمتهاش وجتها. جاله ( الأرض. كيف العرض. واني ما رايدش افرط في الاتنين. ) ما كنتش اعرف وجتها يجصد ايه.

امتلئت عينيه بالدموع ينظر إلى جدته بندم لتستكمل الجدة ببكاء تنحي رأسها بعيدا عنه قائلة
: بعد عن وشي. بعد. ماعيزاش اشوفك. ما عيزاش. جلبي وربي غضبانين عليك.
ذهب سالم من امامها وأخذت هي تردد آخر جملةلها ببكاء حارق...

تمددت امامه في استرخاء. جلس جوارها يملس على منابت شعرها السوداء برفق. وحب. حب نادر. فريد من نوعه. اسمى علاقة على وجه الأرض. تلك التي لا حدود فيها للعطاء. فقط نبذل ما بوسعنا لينال كل شق مننا سعادته. يبتسم بحزن. رآها فقط مرات معدودة. ومع ذلك يشعر نحوها بعاطفة ابويه جامحه. وكأنها عطية القدر. راحة عجيبة يشعر بها جوارها. سكن.

وقف سالم امام باب الغرفة ينظر اليهما بمعالم وجه غير مقروءه. التفت آدم عندما لاحظ حركة بجوار الباب. تبدلت ابتسامته بنظرة مظلمه. تحولت معالم وجهه إلى شراسة يصك اسنانه ببعضها. ومع اول خطوة له داخل الغرفة كان هو كشعلة منطلقه. دفعة بركانيه اطاحت بسالم إلى خارج الغرفة يضع مرفقه امام رقية سالم في وضع الإختناق. يتحدث من بين اسنانه بغضب.

: مش هقولك ما تلمسهاش وما تأذيهاش. لاء. المكان اللي هي فيه. رجلك ما تعتبوش. ولا انا ولا هي عايزين نشوف وشك ال ده. سامعني.

كانت كلمته الأخيرة بنبرة صارخه. استيقظت أثرها تلك النائمة بالداخل لتتفاجا بخرطوم ما رفيع شفاف يتصل بسائل معلق جوارها يمر من خلاله وصولا إلى وريدها مباشرة. ويبدو لها ان احدهم يتشاجر خارجا. استقامت تنزع ذلك الخرطوم من يديها تتجه إلى خارج الغرفة بلهفة خائفة. ظنا منها ان حمزة مازال بالمشفى وتلك الجلبة نتيجه شجاره و سالم. بينما خارجا...
دفعه سالم بصدره يرفع رأسه قائلا بتبجح.

: سارة مرتي. اشوفها وادخلها كيف ما احب ووجت ما احب
تستند هي بجوار الباب ترى سالم يقف قبالتها لكنه لا يراها. وشخص آخر يوليها ظهره مستديرا. لا يشبه حمزة فذلك هيئته اضخم. لا تستطيع تحديد هويته.
ابتسم حمزة ابتسامة باردة يقترب ببطء حتى وقف امامه مباشرة ينظر إلى عينيه قائلا بصوت قد وصل إلى مسامعها كصاعق كهربائي. غير مميت. بل ذلك الصاعق الذي يعيد النبضات. يعيد الحياة. عندما تحدث آدم قائلا بتقطع وتروي.

: وانا بقولك. رجلك. ما تعتبش المكان. اللي اختي فيه
و المقطع الأخير تحول فيه التروي إلى صرخه تزين نهايتها ضربة رأس منه إلى منتصف وجه سالم.
ترنح للوراء يحاول الاستناد إلى الحائط خلفه فيفقد توازنه ساقطا ممسكا بوجهه في ألم ودوار.

وتلك الواقفة خلفهم متسعة العينين بزهول تضع يديها على فمها بصدمة. تتسارع خفقاتها. نظرتها له تشبث. مناداة. تطرح افكارها مئات التسائلات. لم يكتفي آدم. ليتقدم منه جاذبا اياه من تلابيب ملابسه الى أعلى يتمايل امامه آثر الضربة. اردف آدم قائلا بحدة امام وجهه وشرارات الغضب تتناثر من عينيه. يبتسم بشر ساخرا
: اوعى تكون مفكر اني خواجه ياروح امك و هسكتلك. لاء فوق.
اختفت الابتسامة مردفا باشتعال.

: حق اختي مش هسيبه. وحقي عندك مش هسيبه. وما بتكلمش على الورث لاء. حق سارة هجيبهولها وهتدفع تمنه. وحقي في غلطك مع اختي. ده اللي انت مش هتقدر تدفع تمنه.

وضربة اخرى بركبته اصابت بطن سالم لينحني إلى الأمام متألما. دفعه آدم بعنف يستدير عائدا نحو الغرفة. فتفاجأ بها تقف جوار الباب في حالة من الصمت والزهول. تتعلق نظراتها به متسعة العينين وكأنها في واد آخر. تتساقط قطرات الدماء من يديها أرضا عبر ذلك الجزء البلاستيكي الموصل بوريدها. ليلتقط يديها سريعا عائدا بها إلى الداخل يجلسها معيدا السائل عبر الخرطوم إلى وريدها قائلا بنبرة حانية تتعاكس تماما مع ذلك البركان الذي ابرح سالم ضربا خارجا قائلا.

: انتي ايه اللي قومك.؟ حد يشيل الكالونا كده.؟
ومازالت هي على حالتها. تنظر إليه غارقة فقط في كلمة اختي. انتهي ينظر اليها بابتسامة هادئة. ونظرة لم ترى لها مثيل. لكنها تعلمها. تعرفت عليها سريعا. تلك النظرة التي كانت تنتظرها. تتمنها. تراها دائما فقط بالأحلام. نظرة بمثابة احتواء. احتضان. تشبث. تحدث قائلا.

: عارف انك مستغربة. بس دي الحقيقة اللي انا نفسي إتفاجئت بيها اول مرة سمعت فيها اسمك. جلس جوارها ينظر امامه وهي تحدق به وبمعالم وجهه ليقص على مسامعها ماحدث له منذ طفولته مرورا بوفاة والدته واكتشاف الحقائق. حتى وصوله مصر بحثا عن ابيه. شلالات متدفقه من الدموع تجري متساقطة فوق وجنتيها كينبوع الماء الصافي. التفت إليها يبتسم بحزن يحتضن وجهها بين يديه يمسح دموعها بإبهاميه وتنظر هي اليه بعدم تصديق. ليستكمل حديثه قائلا.

: و اتكعبلت فيكي صدفه وانا بتعاقد مع شركه المنياوي عشان المشروع بتاعي.
تنهد جاذبا اياها داخل صدره يحتضنها قائلا
: ماتعيطيش. مش عايز اشوف دموعك دي تاني.
اراد ابعادها ليكمل حديثه فتفاجأ بها تتشبث بأحضانه بقوة تشبث غارق ما بطوق نجاة. نظر اليها بقلق ليشد من احتضانها إليه أكثر مردفا
: ماتخافيش. مش عايزك تخافي انا جمبك.
وهي ترتجف بين يديه تهتز بعنف مازالت على تشبثها به. ليناديها بقلق وخوف
: سارة.؟ سارة اهدي.

وتهمم داخل احضانه. تأن. وكأنها تشكو اليه. ثم تنفجر في البكاء. تنتحب كطفلة صغيرة تشكو لأبيها كابوسا مزعجا أرق نومها. يحاول هو تهدئتها. ويفشل. وبدون ان يدرك تساقطت الدموع من عينيه. اخرجها بقوة من أحضانه يحتضن وجهها بين يديه باكيا و يترجاها ان تكف عن البكاء. تشهق بنشيج باكي تحاول التحدث من بين بكائها فتعجز و تنخرط في البكاء. يومأ لها عدة مرات بلهفة وكانه يخبرها. (تحدثي. انا اسمعك ).

من بين انينها تحاول التحدث يعوق مرور حروفها شهقات البكاء قائلة بتقطع
: ان. ان. انا. انا تت. تعبت. تعبت اوي.
فيضمها سريعا إلى صدره بقوة. تطلق العديد من الآهات. و يطلق بدوره تنهيده محترقة من بين بكائه قائلا بوعد وتوعد
: مش هسيبه. هجيبلك حقك منه. خلاص مافيش تعب تاني. انا جمبك. مش هسيبك.

اخذ يهدئها بتلك الكلامات النابعة من صميم قلبه بصدق. حتى هدئت بين ذراعيه. استكانت تنعم بدفء احضانه. حصنها المنيع. جدارها الحامي. ضد مخاوف الحياة...
توقف امامها مباشرة وغموض نظراته بدا الآن مختلف. يمكن تصنيفه حسب استقرار انفاسها. سكون ليل عينها فوق غابات عينيه. انه امان. اطمئنان. تبديد ذلك الخوف من أصوله. تحدث بنبرة بها دفئ رجولي خاص. تعانق نظراته ملامح وجهها قائلا.

: مش عايز اشوف الخوف ده في عنيكي. مش عايزك تظهريه لأي حد.
شاب بعض الخوف نظرتها. ليختطفها في ابتسامة لا تليق بسواها قائلا بمرح يميل إلى الجديه
: الا انا طبعا.

ومجددا تصيب الحيرة نظرتها. يدرك جيدا ثقل نهج حياته. عمق افكاره حد الظلمه. مقابل رقة روحها ونقاء فطرتها. رفع يداه اليسرى يحيط بها يمين وجنتها. غرق كلا منهما بنظرات الآخر. حلق طائرا تحت سماء ليلها الهادئ. ونعمت هي باسترخاء نظرتها فوق عشب غاباته الزيتون خاصته. يلفها صوته وكأن العالم يصمت تماما ولا يتحدث سواه.
: تعرفي انك محظوظة.؟
تسأله بخفوت ونظرتها تتقافز ببهجه من عين إلى أخرى
: ليه.؟

ابتسم ببساطه يجيبها وقد استشعرت الألم في نبرته
: عشان عندك حد تأمنيه على نقطة ضعفك. تحكيله اللي مخوفك من غير ما تندمي.
واكثر ما تستبعده رقة وحالمية الحظة. دموع التأثر التي تتجمع داخل عينيها. لتتسع ابتسامته غامزا لها بعينيه في اختطاف آخر
: اقولك على حاجه كمان.؟
وتبتسم بإيمائة صغيرة مصدرهافقط رؤية ابتسامته. ليردف قائلا.

: عمري ما حكيت مع اي مخلوق عن حاجه جوايا. ولا حتى اقرب صاحب ليا. انتي اول حد اتكلم معاه عن حاجه تخصني. اول حد اشاركه اسراري كان انتي يا حياة.
تنتقل الابتسامة لا اراديا إلى عينيها. وتسري بهجة عجيبة بين حواسها تشتد لها خفقاتها راقصة. بنبرة فرحه تسأله
: بجد.؟
ضيق ما بين حاجبيه يتصنع الجد وشبه ابتسامه بين شفتيه يؤكد لها قائلا
: بجد.
اطلقت ضحكة خافتة. على نغمتها تراقصت نبضاته. لتسأله من جديد بفضول.

: طب انت ليك نقطة ضعف.؟
شرد بعينيها للحظات. ثم اومأ لها إيجابا بجمود ومازالت نظرته معلقة بعينيها.
اسبلت عينيها بدفء فطري زادها فتنة مردفة
: ايه هي.؟
تنهد بعمق. يبتسم باتساع. وابتسامته تحت قواعده الغامضة تعد اجابه. لن تدرك هي معناها. مقصدها. حيث تتلخص نقطة ضعفه بكلمة واحده ( هي ).

ابتسمت كالبلهاء لمجرد ابتسامته فجذبها نحوه في عناق كالمطر. يروي شقوق روحه يغمض عينيه مستنشقا عبيرها متنفسا بعمق. بعد لحظات. لم بتبدي فيها حركة قط. تحدث يسألها باستنكار
: حياة؟ اوعي تكوني نمتي تاني.؟
تلخص ردها في ضحكة خافته. ليتفاجأ كلاهما برنين جرس الباب. ويتفاجأ هو بردة فعل منها اقرب للعته من الحماقة. حيث دفعته بذعر تقبض كفيها امام فمها متسعة العينين هاتفة بخوف.
: خالو.

ارتفع حاجبيه للأعلى بدهشة واستغراب يرد قائلا باستنكار
: انتي بتعملي كده ليه هو انا مأجرك. انا جوزك يا حياة
. وبعدين خالك ده اللي هو ابويا عارف اني معاكي. وهو اللي قايلي.
نظرت إلى اللا شيء. بدت وكأنها تفكر متذكره لتصفع جبهتها تضيق عينيها ناظرة اليه بأسف. نظر لها بامتعاض يتجه نحو الباب ليفتحه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة