قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الرابع عشر

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الرابع عشر

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الرابع عشر

اقترب باسم بخطوات متمهلة، و بنبرة متوعدة و بطيئة يبث بها الخوف الى قلبها
: شوفي بقى. مين هينجدك مني.؟
ليأتيه الرد فورا.
وتأتيها هي الإغاثة الإلهية
في نبرة صوت واثقة. ثابته كالجبال
: انا...

التفتت إليه عيون جميع من بالغرفة، منهم من يحاول تذكر اين رآه. ومنهم من تذكر ويستنكر وجوده. اما هي فتنظر له بزهول. ما الذي آتي به الى هنا؟، انطلق النفس المحبوس بصدرها خوفا. ، واتخذت خفقاتها مسارها الطبيعي في النبض، فقط بوجوده تشعر بهالة من الاطمئنان، وبأن كل شيء سيبقى على ما يرام...
تقدم قصي الى داخل الغرفة يتوجه بخطوات بطيئة بإتجاه باسم، يمرر نظره بينه وبين رشدي بحدة،.

نظر اليه باسم بتركيز ليتذكره سريعا، لحظة المطار. المرحاض. والشخص الوحيد المتواجد بداخله. الذي كان يعدل من ملابسه. كانت برفقته. كانت حياة برفقته، اشتعلت نظراته يلتفت الى حياة ينظر لها
و. وجد رأسه لا اراديا يتجه نحو وجه قصي، بحركة كاد بها قصي ان يقلع رأس باسم من مكانها، نظر له باسم مباشرة ليتقدم رشدي ناحيتهم مندفعا الى حياة، وبخطوة واحدة كان قصي كالسد المنيع بينهم وبينها. ،.

نظرت حياة الى ظهره بزهول ترجع خطوة الى الوراء،
اما عن نظرات قصي اليهم، يتجسد بها الهلاك. لاتحاكي سوى الموت. الاحتراق.
: كلامك معايا.
قالها قصي بنبرة مقتضبة، جعلت باسم يفكر مرة اخرى قبل الرد. لكن من اندفع قائلا بدون اي وجه حق
: انا ابوها. انت مين.؟
نظر له قصي باستهزاء وسخرية تكاد تحرق الماثل امامه. او ربما يود هو شخصيا الفتك به، وكان على وشك الرد امامها و الإخلاء بوعد قد قطعه سابقا.

، لكن دلف شاكر الى الغرفة في الوقت المناسب، يأخذ الكلمة من على اطرف لسان قصي قائلا
يوجه كلامه الى سارة وحياة.
: بعد اذنك يا انسة حياة ممكن تستنيني في مكتب منصور بيه؟
نظرت له حياة بعدم فهم، فأومأ لها شاكر يحثها على الخروج
امسكت سارة بذراعها تتوجه بها الى خارج الغرفة، تبعتها وعيونها معلقة به. اهو حقا.؟ ما الذي آتى به الى هنا.؟ لماذا يظهر هو بالذات كلما وقعت بمأزق.؟

تدور تلك التسائلات حول رأسها اثناء خروجها من الغرفة
لكن قصي مازالت نظراته معلقة بذالك الذي لا يمت للأبوة بأي صلة
وبمجرد ان خرجت حياة نطق قصي بنبرة كصاعق كهربائى. نطق بما اصاب رشدي وباسم بشلل دماغي مؤقت، قائلا يرد على رشدي بابتسامة جانبية منتصرة
: و انا جوزها.!

نظر كل من رشدي وباسم له بزهول، ثم نقلوا نظراتهم بينهم بعدم فهم للحظات، اما قصي فوقف يضع يديه بجيوب بنطاله ينظر لصدمتهم باستمتاع، رد رشدي بغيظ واشتعال يستنكر قول قصي
: انت بتخرف بتقول ايه.؟
فكان دور شاكر ليتحدث قائلا وهو يخرج من حقيبة يده ورقة ما
: مش تخريف يا استاذ رشدي. اتفضل ده عقد زواج يثبت ان قصي عبد السلام الزيني زوج حياة
ثم نقل نظره الى باسم مردفا بتأكيد
: العقد صحيح. وموثق.

نظر له باسم بغضب ثم وجه نظراته الى قصي. نظرات كرصاصات نارية، اشتعلت بداخله براكين الغضب على وشك الانفجار. لم ينطق بكلمة واحدة، خرج سريعا من الغرفة كشعلة نارية، يتبعه رشدي موجها شرارات نظراته غضبا الى قصي وشاكر،
زفر شاكر بارتياح لخروجهم، ليتبادل هو وقصي نظرات غامضة ذات مغزى...

Flash back
في المشفى
منصور آسفا يوجه كلامه الى شاكر قائلا
: الظاهر ان كان لازم اسمع كلامك من زمان يا شاكر، ماكانش لازم اسكت عن الحقارة اللي كان بيعملها
نظر له شاكر بتأثر ليردف منصور
: كان لازم اسجنه بعمايله السودة. لكن انا ما حبتش اخليه نقطة سودة في حياة بنته. خليته يعملي تنازل عن وصاية البنت قصاد اني اسكت عن البلاوي اللي عرفتها عنه.
رد عليه شاكر يهدأ من روعه.

: ما تعملش في نفسك كده يامنصور. انت عملت الصح وحافظت على حياة.
اذدرد منصور لعابه ثم رد قائلا بجد
: اسمعني يا شاكر كويس. رشدي مستنى حياة تخرج من وصايتي بعد ما تتم ال21 سنة ويتحكم فيها براحته
. وده مستحيل هسمح بيه، كلها ايام ومش هيبقالي حق الوصاية عليها.
نظر له شاكر بنظرات حائرة يعجز عن قول اي شيء له فأردف منصور قائلا
: حياة لازم تبقى تحت وصاية حد تاني غيري. لازم تتجوز.

اتسعت عيني شاكر باهتمام يسأله بعدم تصديق
: انت بتقول ايه يامنصور. الوصاية هتتلغي في خلال ايام، ازاي هتلاقي في المدة دي حد تثق فيه وتقدر تأتمنه على حياة.
صمت شاكر بتفكير للحظات ثم اردف باستنكار
: انت عشان تحميها من رشدي. هترميها لأي حد.؟
نظر له منصور بغضب فرد قائلا
: جرى ايه ياشاكر.؟ انت تعرف عني كده. حياة دي بنتي ياشاكر. وانت عارف هي ايه بالنسبالي
تنهد شاكر بأسف قائلا.

: ما أقصدش. لكن مش متخيل انك ممكن تجوزها لأي حد كده.
ثم نظر له يضيق عينيه بتركيز قائلا
: إلا اذا كان في حد انت واثق فيه كويس.؟
رد منصور يتحدث بتعب
: اسمعني ياشاكر. كلم شريف. واديله كل الأوراق والصور اللي ضد رشدي. هو عارف هيعمل ايه
نظر له شاكر باهتمام فأردف منصور قائلا.

: و الرقم اللي هديهولك ده تكلم صاحبه. وتقابله في وجود شريف علشان يبقى فاهم هيعمل ايه. وتطلب منه انه يتجوز حياة قبل مدة الوصاية ما تنتهي. لو وافق. قوله رجاء خاص مني ان حياة ما تعرفش حاجه عن الموضوع ده لحد ما اقوم من هنا.
اخذ شاكر رقم قصي من منصور وخرج من المشفى متوجها الى مكتبه، التقط هاتفه يحادث قصي قائلا
: الو. باش مهندس قصي الزيني.؟

علي الجانب الآخر من الهاتف ضيق قصي ما بين حاجبيه باستغراب ليرد قائلا
: ايوه. معاك قصي الزيني.
رد شاكر من الجهة الاخرى قائلا
: انا شاكر الدمنهوري. المحامي الخاص بمنصور بيه خال حياة.
رد قصي سريعا يستغرب بداخله على الجانب الآخر
: ايوه ايوه. اهلا بيك يا فندم.
شاكر بجد: كنت عاوز حضرتك تشرفني بمكتبي. في موضوع شخصي منصور بيه مكلفني اكلمك فيه شخصيا
رد عليه قصي وبدون تردد.

: اديني العنوان ومسافة السكة هبقى عند حضرتك.
رد عليه شاكر مبتسما. يبدو ان منصور قد احسن الاختيار.
: متشكر جدا. هبعت لك العنوان حالا.
علي الجانب الآخر رد قصي ناهضا من مكانه يتوجه إلى خارج المكتب
: لا شكر على واجب. العفو
اغلق شاكر الخط مع قصي، ليطلب سريعا رقما آخر بعدما ارسل عنوان مكتبه الى قصي قائلا
: شريف باشا. في انتظارك يا فندم في مكتبي.

ليغلق الهاتف يضعه على مكتبه يرتب بعض الأوراق، استعدادا لمقابلتهم.
بعد ما يقارب الساعة تقريبا وصل قصي الى المكتب فرحب به شاكر ودعاه الى الجلوس قائلا
: اهلا ياباشمهندس. في الحقيقة انا مش عارف ابتدي كلامي ازاي لكن افضل انتظار شخص تالت وجوده مهم في الكلام اللي هقوله
قطع حديث شاكر طرق الباب ودلوف شريف،
استقام شاكر يصافحه قائلا
: اهلا وسهلا سيادة المقدم.
ثم نقل نظره الى قصي قائلا.

: سيادة المقدم شريف. هو الشخص التالت اللي قولتلك عليه.
نظر الى شريف قائلا يعرفه بقصي
: باشمهندس قصي يا شريف باشا.
استقام قصي يصافحه مرحبا به
، ثم جلسوا ثلاثتهم، بدأ شاكر بالحديث قائلا.

: كده بقى اقدر اتكلم. من حوالي 20 سنة تقريبا، كانت اخت منصور بيه الله يرحمها متزوجه من رشدي سعيد والد حياة. وبعد جوازهم بمدة مش قليلة اكتشفت، حقيقة شغل رشدي اللي مخبيه تحت ستار رجل الاعمال المحترم. وهو في الحقيقة. « قواد ». و ان ليه اكتر من بيت بيتوارد عليه رجال الاعمال اصدقائه وغيرهم، في اكتر من بلد.
نظر له قصي بزهول. ايعقل ان يكون والد ذالك الملاك، بتلك الحقارة.

اعتدل شريف في جلسته ينظر له باهتمام، فأردف شاكر يكمل حديثه
: وضحت نواياه الخبيثة اكتر لما كان عاوزها تسافر معاه. تشتغل في القذارة دي بعد ما فقد الامل بالإستيلاء على ورثها لأنها كانت موكله منصور بالتصرف في كل حاجه.
رفضت انها تسافر معاه، حاول معاها بكل الطرق لحد ما وصل الامر للتعذيب، وبردو ما وافقتش. وفي النهاية انتحرت.
صمت قليلا وكل من قصي وشريف يستمعون اليه، فأردف.

: سابت بنوتة صغيرة. حياة كانت 5 سنين تقريبا في الوقت ده، وطبعا منصور عرف حقيقة رشدي ومسك عليه اوراق وأدلة توديه في ستين داهية. لكن ما رضيش يدخله السجن عشان خاطر حياة مايبقاش وصمة عار ليها في حياتها. و اكتفي بأنه يهدده إما بإنه يتنازل ليه عن وصاية حياة، أو يبلغ عنه و يقدم الأوراق اللي ضده. وطبعا رشدي تنازل عن البنت لمنصور بحجة انه مسافر وانه مش هيقدر يتولى مسؤليتها. وبالفعل سافر بعدها كام سنه ورجع،.

واللي جد من كام يوم. خطف حياة وتزوير عقد زواج بينها وبين باسم بشهادة وتخطيط رشدي.
ثم نظر الى قصي يبتسم بامتنان قائلا
: ولولا وقوفك جمبها في المطار ما كناش عرفنا مكانها ولا اللي كان ممكن يحصلها.

نظر قصي الى اللا شيء امامه بوجوم غاضب يحدث نفسه. ماذا لو لم يكن موجودا بالمطار في ذالك الوقت.؟، ماذا كان سيحدث لها،؟ نفض تلك الفكرة التي تحثه على ارتكاب جريمة ما من عقله، لينتبه قلبه قبل عقله الى شاكر عندما اردف قائلا
: واللي طالبه من حضرتك، وطلبت حضورك بخصوصه انهارده. انك توافق على جوازك من حياة. بشكل مؤقت، لحد ما منصور بيه يقوم بالسلامة،.

نظر له قصي بصدمة توقف عقله قليلا عن التفكير. بينما هناك. داخل صدره. شيء ما تتراقص خفقاته فرحا.
اردف شاكر سريعا بيأس عندما لاحظ صمته
: عارف اني بطلب شيء غريب وصعب. لو رفضت مش هلوم عليك في شيء،
قاطعه قصي بنبرة حازمة وقد اتخذ خافقه القرار قائلا
: انا موافق.
ابتسم شاكر ابتسامة صغيرة يحدث نفسه. من الواضح ان ثقة منصور ليست من العدم
تحدث شريف يميل الى الامام قليلا يستند بمرفقيه على ركبتيه يتحدث بجدية قائلا.

: تمام اوي. منصور بيه كان مديني خلفية عن الموضوع، لكن كده كل حاجه وضحت، بكده يبقى ضيعنا على رشدي فرصة الوصاية على حياة لان الطبيعي جوزها اللي يبقى مسؤل عنها
ثم اردف يوجه كلامه الى قصي
: على حد علمي ان انسه حياة عندك في البيت.
اجابه قصي بإيمائة صغيرة فأردف شريف
: لازم تظهر لان ظهورها في عدم وجود منصور هيحمسهم اكتر، وهيفكروا ان الملعب فضي ليهم، وان مافيش حد يقف قصادهم، وفي الوقت المناسب هتظهر لهم.

ليفتعل قصي فكرة مرض حفيد عنايات ويأمرها بترك الفيلا ومن ثم يذهب هو يخبر حياة بعدم امكان عنايات بالحضور والمبيت معها في تلك الليلة ويضطر الذهاب بها الى منزلها الذي من المؤكد انه تحت مراقبة باسم، و بمعرفته بظهورها حتما سيتخذ خطوة ما للحصول عليها،.

وبمساعدة الضابط شريف واخذه اوراق ادانة رشدي ليتفحصها، وبمكوثه بأحد البنايات أمام منزل منصور لمراقبته وانقاذ الوضع اذا تطور، استطاع اخبار قصي بالسيارة التي تحركت خلفه مباشرة، واستطاع قصي الهروب من تلك السيارة التي من المؤكد انها تابعة لأحد رجال باسم...
وهما الآن بإنتظار ثغرة واحدة ليوقعوا بها كلا من باسم ورشدي في شباك اعمالهم.
Back.

تنهد شاكر ينظر الى قصي بامتنان قائلا
: الحمد لله. متشكر جدا يا باشمهندس
بل انا الذي يجب على شكرك. حدث بها قصي نفسه وهو يفكر بها. اومأ لشاكر بابتسامة صغيرة
فأردف شاكر قائلا
: دلوقتي لازم نفسر وجودك هنا لحياة على انك مساهم في الصفقة وبس.
رد قصي وقد مرت بعينيه لمحة من حزن اخفاها سريعا قائلا
: تمام. ما تقلقش مش هتعرف حاجه
خرج شاكر من الغرفة يتوجه الى مكتب منصور، شرد قصي للحظات ثم تبعه الى الخارج.

اما خارج الشركة تتقافز امام عينيه شياطين الكون، يشتعل بداخله بركان الغضب يكاد يحرقه، ركب سيارته، يصفع بابها بقوة، ينفث دخانا من انفه اثر اشتعال غضبه، ركب رشدي بجواره يجز على اسنانه غيظا مما حدث منذ قليل، ليلتفت اليه باسم يضيق ما بين عينيه بتفكير، يتسائل. بما انه وعلى ما يبدو ان وجود ذالك الشخص بالمطار لمساعدة حياة بتخطيط مسبق من منصور. وانه احد اتباعه. وإلا لما كان يزوجه ابنة اخته التي هي بمثابة ابنته. اذا كيف علم بأمر سفرهم.؟، من اخبره ليرتب لكل ذالك.؟ لا يعلم احد بمخطتهم سواه. ورشدي. رشدي. من المؤكد انه وشى به عند منصور وإلا لما كان قد علم بكل هذا.

ابتسم له بشر قائلا
: تفتكر يا رشدي. منصور عرف منين اننا في المطار و مسافرين.؟
نظر له رشدي وهو ما زال على غضبه يجيبه بتلقائية
: منا قولتلك، بنت ال دي كلمته من المطار وهو عندي؟
رد باسم وهو يتحكم في غضبه بصعوبة تجاه رشدي وقد تسلل الشك اليه بأنه قد باعه الى منصور وقبض الثمن
: وتفسر بإيه وجود واحد زي ده في المطار يساعدها انها تهرب منه.
ثم ابتسم بسخرية سوداء مردفا
: لاء، ويتجوزها كمان. تفتكر يارشدي دي صدفة.؟

ثم اردف بمعالم وجه مخيفة كشيطان غاضب، بل يشتعل غضبا بنبرة آتيه من الجحيم
: ولا وساخة منك.؟
ليذدرد رشدي ريقه بصعوبة تتسع عينيه، تتسارع خفقاته خوفا قائلا بتلعثم
: ااا. قصدك ايه.؟ انا ما قولتش لحد عن اتفاقنا، والله ما قولت
ابتسم باسم بسخرية قائلا
: قالو للحرامي احلف. بس ماشي، انا هعرف اذا كنت قولت ولا لاء. وساعتها يا رشدي، . مش هرحمك...
بداخل مكتب منصور قبل بعض الوقت...

تتحرك حياة ذهابا وايابا. تحدث نفسها. تفكر في ماهية وجوده بالشركة. كيف. ومتي. ولما.؟
تجلس سارة امامها تستند بذقنها على راحة يدها تنظر اليها بنفاذ صبر لتتحدث قائلة
: ما تقعدي بقى خيالتيني. خليني افتكر شوفته فين.
نظرت لها حياة بترقب قائلة
: هو مين.؟
لتزفر سارة بانزعاج لعدم تذكرها قائلة
: هولاكو اللي دخل علينا من شوية ده
نظرت لها حياة بعدم فهم لتتسع عيناه سارة لآخرهما تفرقع بأصابعها قائلة
: افتكرت. ده اللي.

ليقاطعها دخول شاكر الى المكتب وخلفه قصي
، تحدث شاكر قائلا يشير الى قصي
: احب اعرفكوا، باشمهندس قصي الزيني من اهم المساهمين في الصفقة الجديدة
نظرت حياة الى شاكر بزهول، وسارة تحدق بقصي تتأكد من ملامحة. وهو. وكأنه يتنفس النقاء برؤيتها امامه.
شمس مشرقة وبستان ورود لا حدود له ونسمات هواء معطرة برائحة الورود. وهي. هذا ما يشعر به بداخله حين يراها.

ليقطع تلك الصورة بمخيلته صوت سارة قائلة بابتسامة بلهاء ونبرة عاليه بعض الشيء
: ايوة انت. هو انت
التفت لها كلا من قصي وشاكر وحياة بنظرة مستغربة لتستدرك نفسها سريعا تتنحنح بإحراج. متى ستكف عن ذالك الاندفاع عندما تشعر بالفرح.
ثم اردفت بهدوء قائلة
: حضرتك كنت في مستشفى (، ) من كام يوم. واتبرعت بالدم؟

تذكرها قصي فورا بمجرد سؤالها عن المشفي. تلك الفتاة الباكية التي كانت تبحث عن عينة دماء متوافقة لمريض لها، فرد قائلا بشبه ابتسامة
: ايوه. افتكرتك. اتمنى يكون قريبك بخير.؟
لتتسع ابتسامة سارة تنظر له بامتنان قائلة تحت نظرات حياة وشاكر المستغربة للحديث بينهم
: الحمد لله يافندم. بفضل الله ثم تبرع حضرتك بالدم، انكل منصور عايش.
لحظة. اتسعت بها عيونهم جميعا يحملقون بسارة بزهول.

حياة تحدث نفسها. هل انقذ خالها ايضا من على اعتاب الموت. يا إلاهي. لكم مرة عليها شكره. كم هي ممتنة له.
شاكر. بعينين مزهولتين يستعجب كمّ تلك الصدف لنفس الشخص.
قصي يتسائل بداخله. أكان ذالك التبرع بالدم لمنصور. هو نفسه ذالك الشخص الذي كان على وشك فقد حياته
، لتمرر سارة نظرها بينهم باستغراب ثم تردف قائلة بابتسامة.

: استاذ قصي هو اللي اتبرع لانكل منصور بالدم في المستشفى. الدكتور قال لطنط ان لولا الدم جه في آخر لحظة كان زمان حياة انكل في خطر
ثم وجهت نظراتها الى قصي قائلة
: حتى نزلنا تاني علشان نشكر حضرتك لكن كنت مشيت.
اومأ لها قصي قائلا
: العفو. حمدالله على سلامته
تحدث شاكر يشكر قصي قائلا
: انا ممتن ليك جدا يا باشمهندس.
رد قصي بشبه إيمائة وابتسامة
: ما تقولش كده. اي حد مكاني كان هيعمل كده و اكتر.

ابتسم له شاكر ثم وجه حديثه الى حياة يسألها
: ايه اللي حصل في الاجتماع.؟ الموظفين شكلهم ما يسرش
قطعت حياة حبل افكارها ترد بتنهيدة قائلة بتحدي
: مافيش. لغيت الشراكه اللي بينا وبين استاذ رشدي، وخيرت العملا بين انهم يكملوا معانا بدون شراكته او يرفضوا
وهنا يستحق هو سحب لقب الابوة. يستحق وبجداره.
نظر لها شاكر متسع العينين يفكر في تلك الكارثة قائلا
: منصور عارف باالكلام ده.؟

رمشت حياة باهدابها عدة مرات تنفي برأسها قائلة
: لاء ما يعرفش
ليمسح شاكر بيده على وجهه قائلا
: ازاي يا حياة تتصرفي التصرف ده من غير ما ترجعي لمنصور. ازاي.؟
ردت حياة بنبرة حازمة قائلة
: انكل شاكر. ما كانش هينفع الشراكه دي تستمر. وخالو ماكانش هيوافق بحاجه زي كده
رد شاكر يوضح لها الامر قائلا
: لو رفضوا هنخسر كتير جدا ده غير ان سمعة منصور هتبقى على كل لسان في السوق. اللي طول عمره بيبنى فيها.

ربعت حياة يديها امام صدرها قائلة بثقة التمعت لها عيون قصي بإعجاب
: هيوافقوا. علشان سمعة خالو في السوق هيوافقوا. وهيبقى عندهم ثقة في مصداقيتنا. مش هيلغوا العقد بسبب فض شراكة شركة تانية اقل مننا.
نظر لها شاكر بتفكير ثم زفر يتحدث قائلا
: ربنا يستر.
نظر لها قصي بإعجاب بالغ وابتسامة جانبية لشجاعتها. يحدث نفسه. يبدو ان بجعبة تلك الفاتنة اشياء اخرى سوى البكاء. سيود كثيرا تفقدها واكتشافها...

وقف يطرق الباب بملابس رثة وشعر مبعثر وعيون شبه ناعسة يلفها السواد. يتصبب عرقا. ، فتح له الباب بابتسامة مرحبة يختبأ خلفها شيطان يبتسم بشر. بظفر. بقرب انتصار قائلا
: اتفضل.
دلف عمر امامه يحك كل اجزاء جسده الذي يتآكل طالبا لجرعته الروتينية من الهيروين. ،
اخرج من جيبه قلادة ذهبية معلق بها اسم ما بالخط الكوفي، يمد يده بها الى مراد، لينظر له الاخير بتسائل قائلا
: ايه دي.؟

رد عليه عمر بصوت مرتعش متقطع قائلا يحك انفه بقوة
: ماا. ماعيش فلوس. خد دي. دي. دي غالية جدا
التقطها مراد بين يديه يحركها امام عينيه قائلا ببطء يشير له الى الداخل
: وماله. اتفضل
دلف عمر بلهفة الى الداخل جلس ينظر مراد على احر من الجمر. جمر يشتعل بأوردته. يكاد ينفجر رأسه الما.

جلس مراد امامه يعطيه تلك الورقة ليأخذها سريعا منه يستنشق ما بداخلها متلهفا، لم يصفها كالمعتاد، فتبعثر ذالك المسحوق القاتل على انحاء وجهه بشكل مزري، فبدا وكأنه خارج تواً من صندوق قمامة...
ذهبت حياة برفقتها سارة بعد انتهاء العمل بالشركة الى احد المتاجر تبتاع شيئا ما
تأففت سارة قائلة
: حياة. انا مش عارفة ايه الضروري اوي ده اللى تدبي عشانه مشوار بعد الشغل، ما كنتي طلبتيه اون لاين وخلاص.

: نظرت حياة لها بيأس قائلة
: انتي من زمان وما بتحبيش الخروج والمشي الكتير
ابتسمت سارة لها بإصفرار قائلة
: ايوة فعلا انا ما بحبش الخروج ولا المشي. ثم اوقفتها مردفة
: هاتي بقى مفتاح العربية استناكي هناك. انا رجلي ورمت من اللف وانتي مش عارفة انتي عايزة ايه اساسا.

اعتطها حياة مفاتيح السيارة تبتسم لها بيأس لتتركها سارة وتتجه الى انتظارها بالسيارة، اما حياة فتبحث عن هدية مناسبة لذالك المنقذ الشجاع، لم تجد ما تفكر به. تريد هدية فريدة من نوعها. ليس مجرد شيء مادي ثمين فحسب، بل هدية مميزة، يتذكرها بها دائما، وفجأة التمعت بعينيها فكرة رائعة. ابتسمت تحدث نفسها. «وجدتها». لا يوجد اثمن واغلى اقيم من تلك الهدية...

جلست على مائدة الطعام تلتهم طعامها. تلوكه بفمها ببطء شديد، تفكر. والعقل نعمة للبعض. وللبعض الآخر هو نقمة. تحضر نفسها لمواجهة. تحسب عواقبها. ترتب لجمع الغنيمة. انتبهت الى رنين هاتفها بجوارها، التقطته تستمع الى المتحدث على الطرف الآخر من الهاتف
لترتشف من كأس شرابها تتحدث ببطء. بنبرة متمهلة واثقة كفحيح حية قائلة
: تمام. رصاصة واحدة. ومش عايزاه يموت...
تسلمولي يابنات يارب على اهتمامكم و سؤالكم عليا.

يارب يديم المحبة وما يحرمنيش منكم ابدا
حقيقي انا بحبكم جدا
فصل طويل اهو نعوض بيه يوم الثلاثاء
يالا توقعاتكم ايه للأحداث يا قمرات
وياتري زهيرة كانت بتكلم مين
و مين اللي هياخد الرصاصة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة