قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الخمسون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الخمسون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الخمسون

التصالح مع مخاوفنا امر شاق. بينما العيش بها واقع مرير. مميت...

القت بنفسها بشجاعة واهية داخل احدى المواصلات المارة على الطريق الرئيسي. لا تدري إلى اي وجهة راحلة. زهرة اجبرت ساقها على الانتزاع من باطن الارض. حين ظنت ان الارض ضاقت بها رحبا. لتذروها الرياح كيفما شائت. تقودها نحو بعد آخر. اما لبستان غناء. او جحيم فَنّاء. توقفت العربة بمكان يعج بالمارة من شتى الاعمار والاشكال. مشت بلا وجهة محددة. لتتفاجئ بهاتفها ما يرن داخل جيب فستانها. نست تركه قبل هروبها. رقم مجهول غير مسجل. يتردد اصبعها فوق زر الرد. لتستمع إلى صوت احد منهم لآخر مرة ثم تلقي بالهاتف جانب الطريق و ينتهي الامر. ضغطت على الزر ثم رفعت الهاتف نحو اذنيها تكتم بيدها الاخرى فوق فمها شهقات بكائها. ليأتيها صوت رقيق طفولي.

: انا حياة، فاكراني؟
تذكرتها مرحبة بها تحاول مداراة نبرة بكائها.
: ماما جاتلي في الحلم لعبت معايا وحكيتلها عنك.
قالتها الصغيرة بسعادة بالغة ونبرة حماسية. بينما يجلس ابيها جوارها تغيم عينيه بألم.
: قوليلها حياة بتقولك شكرا اوي. حياة انا مش انتي. اوعي تتلغبطي.
طيف ذكرى والدتها مر بخاطرها، دون ارادتها علت وتيرة بكائها بعض الشيء حتى استشعرتها الصغيرة عبر مسامعها. ومن حولها.
: طنت حياة انتي بتعيطي ليه.؟

ردت تنفي وتكذبها نبرة صوتها الباكية. لتتفاجئ بصوت ثخين معاكس لرقة الصوت الآخر.
: انسة حياة انتي كويسة.؟ في مشكلة معاكي؟
بنبرة قلقة نطق بها بعدما التقط الهاتف من بين يدي صغيرته. استماعه لصوتها الباكي وزامور السيارات بالشارع من حولها اثار ريبه.

تفاجئت به يخترق محادثتها مع الصغيرة. لترتبك مغلقة الخط سريعا. ستشتاق كثيرا لتلك الفتاة الصغيرة، وستظل برائتها ذكرى معلقة بمخيلتها. لحظة استدراك هبوط الليل يجثم بعتمته فوق دنياها البائسة والسقيع يلف جسدها من جميع الجهات. وازت ذكرى استلقائها بداخل احضان زوجة خالها الدافئة. نصل حاد يخترق قلبها كلما تذكرت ما سمعته خلف الباب من حديث. لحظة استدراك وجدار ارادتها ينهار. شجاعتها تتضائل مع رنين الهاتف مرة أخرى برقم مسجل. رقمه، من كانت على مشارف لقب زوجته. لا تدرك انها اصبحت بالفعل. انتهى الاتصال وفكرة الرجوع تقتلها. رنين اخر من ذاك الرقم المجهول خاصة الصغيرة حياة. رنين كحبل النجاة ما اذا تمسكت به. فقط ضغطة ذر. لا احد لها. لا مكان ولا سبيل تسلك دربه. ابتلعت غصة مريرة. بصوت متهدج اجابت عندما كرر السؤال.

: ممكن اطلب من حضرتك طلب.؟
كانت اقرب لصورة الصغيرة عندما كانت تائهة. مفتقدة ملاذا ما. وربما فاقدة. كلمات متقاطعة وتنتهي المحادثة.
: خليكي مكانك، دقايق واكون عندك.

اشتعال دمائه يبيح الحرق. بينما اشتعال قلبه يبيح الموت. خفقاته خواء رغم زلزلتها لا يحتسبها القلب اشارة حياة. حتى يجدها. هروبها كفكرة تثير غضبه ربما يثور زاعقا عندما يعثر عليها. اما اختطافها. في تلك الحالة. فلتكن فعلتهم خطيئة. وليكن هو الجحيم.
انفاسه تحترق. مسلوب الروح ومؤقتا يقبع بداخله شيطانه. شيطان العشق...
: هاتلي مكان التليفون يا شريف حالا.

تحدث بها عبر الهاتف بنبرة مظلمه. في اقل من نصف ساعة كان قد وصل إلى مكان هاتفها. صف السيارة. يتبعه شريف وبعض رجال الشرطة. احدهم يسئل سائقوا الحافلات. وآخر يقوم بتفريغ كاميرات بعض المحلات. ومن بينهم وقف هو يبحث عنها بجميع حواسه...
: لقينا التليفون ده يا فندم واقع جنب العربية دي
قالها احد رجال الشرطة لشريف. ليلتقطه منه ناظرا لقصي الذي التقطه من بين يديه عندما تأكد انه هاتفها.

: تعالى وريني لقيته فين بالظبط.

تقدم الرجل امامه مباشرة يشير له نحو المكان. وقف بنظرة حادة غامضة ينظر حوله. حتى تصلبت عينيه فوق دكان ما كاميراته موجهة نحو مكان القاء الهاتف. دقائق معدودة وكانت تتصلب عينيه فوق الشاشة. يرى المارة والحركة تمر بسلام. وفجأة ظهرت تذرف دموعا تمسحها بظهر يديها والهاتف بيدها الاخرى تتحدث لأحدهم باكية. ارتعشت حدقتيه. جف ريقه. تمنى لو تتجسد امامه الآن. لحظة فارقة. تلقى الهاتف بنفسها دون اجبار. وبعد دقيقة او اكثر وقفت امامها فجأة سيارة سوداء لم يرى منها سوى يد سائقها فوق المقود حيث لم تلتقط الكاميرا سوى جانبها فقط. وبكل اقبال ركبت جواره بتحفظ.

: رجع الشريط.
افكاره تتضارب. مشاعره في قتال. اعاد المشهد عشرات المرات لم يصل لشيء. بعد بعض الوقت خرج برفقة شريف يعبث بهاتفه متأكدا من وجود ذلك المقطع به.
ليتحدث شريف.
: قصي. واضح جدا ان حياة هربت. ما اتخطفتش، والرقم اللي بعتلك آخر رسالة لقيناه جنب البيت، يعني ممكن يكون حد بيراقب قاصد بس يوترك او يشتتك.
شرد قليلا بتفكير مردفا.
: و ممكن يكون بينبهك لهروبها.
نظر اليه تشعل عينيه بغضب.

: اللي بيبعت الرسايل مش بيراقب يا شريف. ولا بينبهني. اللي بيبعتها عارف كويس هو بيعمل.
نظر شريف إليه بعدم فهم. لبتركه راكبا سيارته عائدا إلى المنزل. متوعدا بان يكون الهلاك لأحدهم...
دخل المنزل برفقتها بعد ما اطمئن على حالة أخيه. لم يتفوه معها طوال الطريق بكلمة واحدة. همت تخطوا نحو غرفتهم لتتفاجئ بذراعها يسحق تحت قبضة يديه الطاغية. نظرته داكنة. مخيفة.

: ايه اللي وداكي البيت عند اخوي. و مين اللي عمل فيه كده؟
اخذ صدرها يعلوا ويهبط أثر خفقات قلبها المتسارعة تنظر إلى الأرض. لتطلق صرخة خافتة عندما زعق
: انطقي، ايه اللي وداكي هناك.؟
: ک. ک. كنت رايحة اجيب حاجة من هناك و اتفاجئت ب...

بتر حديثها الكاذب بصفعة مدوية، فعندما اخبره الرجل الذي كان يتبعها بعدما وصله خبر محاولة قتل اخيه. اختلق ذريعة وجودها بالمنزل وقت الجريمة بانها كانت تحضر اشيائها الخاصة. لم تدرك ان ذريعتها تطابقت مع ما لقنه لذاك الرجل. وضعت يمناها فوق وجنتها المحترقة من الالم اثر صفعته. تبكي بحرارة.
: مين عمل في اخويا كده. تعرفي ايه انطقي.؟

لن تتحدث. فليفرغ جام غضبه بها. لكنها لن تخبره. لا تريد فقده بسبب احد اعمامها. فلو اخبرته لن يتردد في قتل احدهم. جذبها نحو غرفتهم يهزها بعنف
: لمي هدومك وعلى اهلك. انا هعرف مين اللي عمل في اخويا اكده وساعتها هخليه يتمنى الموت ما يطولوش.

حدجها بنظرة مطولة. نفت برأسها تنظر إليه. وكأنها تنهاه عما هو مقبل عليه. استشعرت التخلي بنظرة عينيه. كاد يلفظها. انت طالق. كادت تنفلت من بين شفتيه لكنه امتنع. ابتلعها برفقة غصة ما وشعور داخله يجبره بإلحاح على بقائها.
: مش عايز اشوف وشك هنا تاني. ارجع ما القاكيش.
هكذا فقط وذهب. جلست ارضا تضم ركبتيها نحو صدرها تختز للامام والخلف بنحيب باكي. لتستقيم بعد بعض الوقت تلملم حاجاتها خارجة من المنزل...

وقفت امام شقته، يبتعد عنها بالقدر الكافي لعدم ترنباكها وتوترها، يشير إلى شقة مواجهة لها. تحدث بابتسامة يشوبها بعض التوتر
: دي شقة صغيرة لما فضيت قولت اشتريها واقلبها مكتب قريب من البيت علشان حياة.
الحديث يحمل اكثر من وجه. حمم باحراج يفتح الباب. بينما هي مطرأة برأسها ارضا بانكسار. في تلك اللحظة فتحت الصغيرة الباب المقابل راكضة نحوها. لتدنو منها حياة تبادلها العناق بابتسامه باهته.

: انتي هتعيشي معانا.؟
سألت الصغيرة بفرحة. بينما انتهى علاء من فتح الباب و الانوار، يتحدث ليتلاشى احراجها.
: اتفضلي في جوة كل حاجة ممكن تحتاجيها. عن إذنك.
دب الرعب بأوصالها. تعرقت بتوتر. هي لا تخاف الوحدة، بل تموت رعبا ما اذا بقت بمفردها في مكان ما خاصة اذا ما كان غريب عليا.
: بابي بابي علشان خاطري انام مع حياة عشان خاطري مش هزعجها.
وقبل ان يعترض الاب تعلقت هي بالصغيرة كونيس لها، لم تنتظر موافقته.

: طيب ما فيش مشكلة ممكن حضرتك تسيبها معايا. انا متشكرة جدا على كل اللي عملته. عن إذنك.
ثم دخلت تغلق الباب من الداخل.
تنهد بحزن لم يعرف ماذا حدث لها. ولم يحمله الفضول للضغط عليها في الحديث. فقط لبى طلب ونداء مساعدة. وأمر...
تمنح الفرص فقط لمن يستحق. فتح عينيه بثقل. يتأوه بخفوت شاق. بينما تجلس هي جانبه شارد بحزن لتنتفض بفرحة ما ان استمعت إلى صوته.
: سالم. حمدالله على السلامة يا حبيبي.

خامتها عفويتها في لفظ حبيبي. ولم تنتبه. بينما واقع الكلمة على مسامعه بين حضور وتيه. واقع بستان ورود وهي تستلقي بين احضانه ناظرة إلى عينيه تطلق من بين شفتيها الكرزية ( حمدالله على السلامة يا حبيبي). لفظ بإسمها عدة مرات.
: قمر. ما تسبنيش ياقمر.
: انا جانبك اهو مش هسيبك تاني بس انت قوم بالسلامة.
ولج اسماعيل إلى داخل الغرفة مهللا ببكاء يقبل رأس ويد أخيه الكبير.

: سالم. حمدالله على سلامتك يا اخوي. سامحني. سامحني ياسالم. اتفرقنا وسيبناك للديابة يستفردوا بيك يا اخوي، سامحني.
انفاس شاقة تعبر من خلال جرحه النضج. يظن انها الأنفاس الأخيرة. ليتحدث قائلا بمشقة
: انت ولدي مش اخوي يا سالم. المهم دلوقت. عايز. حاضرة الظابط. ضروري ياسالم. لازم ابرئ الدكتور. قبل. قبل ما اموت.
وضعت يديخا فوق فمها تكتم بكائها نافية برأسها ما يتفوه به.
بينما تحدث اسماعيل بغضب.

: مين يا سالم اللي عمل فيك اكده. قولي عليه وانا هقطعه بسناني دول.
ابتسم له بتعب. لن يخبره عن هوية القاتل الحقيقي.
: ابعت هات الظابط يا اسماعيل. بسرعة يا اخوي.
لبى رغبته على الفور. أتى الضابط المسؤل عن التحقيق بعد دقائق معدودة. ليأخذ بشهادته. قص سالم على مسامعه ما حدث بداية من اختراق النصل لصدره مرورا بتعرفه على هويل القاتل وحتى دخول ومساعدة حمزة له...

دخلت إلى منزل جدها وكأن بابه احدى ابواب الجحيم. تمسح دموعها بظهر يديها. بمجرد ان ولجت تحمل حقيقبة ملابسها. انتفض الجالس على الاريكة بخوف كمن لدغه عقرب. تقدم نحوها سريعا يزجرها بعينيه قائلا.
: ايه اللي جايبك هنا الساعة دي؟
صمتت تنظر اليه دامعة ليهتف يهزها بعنف.
: اوعي تكوني فتحتي بقك بحرف واحد من اللي سمعتيه هنا. قسما عظما اكون قاتلك ومتاوي جتتك.
: ماعملتش حاجة وماقولتش حاجة سيبوني في حالي بقى...

دفعها بقسوة
: حالك.؟ مش حالك ده اللي وداكي لسالم البيت عشان تنبهيه اني جاي اقتله. كنتي عايزاه يقتلني
: لاء برضوا ودي تيجي. سلم نفسك وارفع ايدك لفوق.
اتسعت عيني كلا منهم عندما اقتحمت الشرطة المنزل تلقي القبض عليه. حدجها بنظرات كره حاقدة يهتف بغضب
: بتسلميني يا حور. بتسلميني يابت
ليسرع احد الغفر بالفرار خلسة يركض مهرولا نحو المشفى ليخبر عوض...

همت ذاهبة إلى المنزل. تخرج عبر رواق المشفى الكبير. لتلتقي به يتقدم نحوها، تمقته، تمقت رؤيته ورؤية من يحملون جينات شره. سوى حور، تلك الفتاة تختلف عنهم. نقيضهم. ، بحزن و أسف مصطنع تحدث.
: قلبي عندك يافاطمة يابتي. كيفه سالم ولدي دلوقت.؟
: الحمد لله ربنا نجاه من ولاد الحرام الخونة. ربنا يحرق قلوبهم قادر يا كريم.

ابتسم ابتسامة صفراء ثم التفت ينظر خلفه وولده جواره ليجد الغفير خاصته يركض مهرولا. عندما وصل اليه دنا من اذنيه لاهثا يخبره بما حدث. اتسعت عيني عوض بغضب سرعان ما ضاقت بخبث يشير إلى الغفير برأسه ليذهب. ثم همس لولده الذي اتسعت عينيه بدوره ثم وجه نظرات تشفي كريهة نحو فاطمة التي تقف ترمقهم بشك. ثم ترك والده وفر بخطوات متسارعة.

مش ولاد الحرام بس اللي بيتحرق قلبهم يافاطمة. ولاد الحلال كمان قلبهم بيتحرق زي ما قلبي اتحرق على ضنايا. ولدي الكبير وسندي. بسببك.
يفتح الان دفاتر الماضي المقبورة بين طيات القلوب. يقلب بين سطورها المكتوبة بالدماء والألم. ابتسمت بسخرية. تغيم عينيها بالحزن.

: بسببي؟ مش بسببي يا حاج عوض. بسبب طمع ابنك وجشعه وعينه اللي ما كانش يملاها غير التراب عشان يبص لوحدة متجوزة، ويقتل جوزها عشان يتجوزها يستاهل الموت الف مرة. وخسارة فيه حرقة القلب.
: سيبي حرق القلب لصحابه يا فاطمة. انتي ما جربتيش حارقة الضنا علشان كده ما هتحسيش بناري.
يستدرجها نحو منحدر ما من الحديث. يلقي لها الطعم لتفتح فمها ملتقطة اياه.

: مين قال كده.؟ جربتها يا حاج عوض. جربتها و في ضنايا اللي مات من حسرتي على ابوه. يوم ما جاني الطلق وانا بسمع خبر قتل ابوه بيد ابنك. ابني اللي مات قبل حتى ما اشوفه او اسمع صوته.
: قصدك بنتك، و اللي لساها عايشة.
اتسعت عينيها بصدمة. تذدرد ريقها بجفاء. قلبها يخفق فجأة بعنف.
: تقصد ايه. يعني ايه بتي اللي لسة عايشة.؟
ابتسم بشيطانية.

: اقصد احرق قلبك كيف ما حرقتي قلبي على ابني. اترحمي على بتك يا فاطمة. اترحمي على حور...

Flash back
الغضب. الغيرة. القسوة. العناد. التضحية. الفناء من اجل الآخر. والجحيم. للعشق وجوه عدة. عدا وجه واحد فقط لا يمت للعشق بصلة. الخطيئة. هي احدى فخاخ الشيطان الماكرة. التي يضعها لنا في اطار العشق الخادع. رآها بعين غريزة شهوانيه مدنسة. بعيدة كل البعد عن نقاء العشق.
: عايز اتجوزك. اتطلقي من جوزك وانا اوزنك بالدهب. هخليكي ملكه. كل فلوسي تحت امر منك. بس انتي وافقي.

وبين عرض وطلب هناك صفعة قاسية من امرأه حرة الدماء فاطمة
: اخرس يا خاين. مش جوزي ده اللي يبقى صاحبك. صحيح ابن عوض هيكون ايه غير واطي وخاين لقمة العيش والملح زيك.
ختمت كلامها ببصقة فوق وجهه. كانت على بعد ايام من استقبال جنينها. صفعتها له ما زادته سوى إصرارا على امتلاكها. فهيء له شيطانه قتل زوجها. الحاجز الذي يمنعه عنها. ثم اتفاق مسبق مع تلك الداية التي ستتقوم بولادتها.

: هتولديها و توهميها ان العيل مات. وتجيبه ليا هنا. واياكي حد يشم خبر.
باختطاف الطفل. و مساومتها بعد موت الزوج. إما زواجها منه، و إما فلن تراه للأبد. وبكل قساوة قلب ونعدام ضمير. قتل الزوج امام ابنته الصغيرة ذات ال5 سنوات وابن اخيه الفتًي. الذي اخذ بثأر عمه في خلال يومين بقتل رجب. واخبرت تلك الداية فاطمة بموت جنينها لحظة الولادة التي سبقها خبر موت زوجها الفقيد...

: ربنا يعوض عليكي يا ست فاطمة في ولدك. نزل ياحبة عيني مخنوق من الحزن. اتحسر على ابوه يا نضري.
بينما لم يكن الجنين ولدا. بل كان الجنين حور. التي كانت تآسي مرارة القسوة بين ايدي قاتلي والدها الحقيقي. والمتسببين في صمت شقيقتها لاعوام طويلة المدى.
Back.

امسكت فاطمة عوض من تلابيبه صارخه بعيني متسعة اثر تلك الصدمة المميتة.
: انت بتقول ايه؟ حور.؟ حور تبقى بنتي. بنتي وعايشة.؟
التم جمع غفير يحاول تخليص رجل عجوز من يد امرأة تكاد تقتله. بينما تبتسامة ومتشفية ارتسمت فوق شفتيه بقسوة.
: قصدك تللي كانت عايشة.

غشاوة ما غشت عينيها، صدع رهيب الم بقلبها برفقة صرختها المدوية. بينما يقف هو متصلبا خلفهم متسع العينين بصدمة. حور. زوجته. ابنة عمه. تصلب جسده، توقف قلبه عن النبض. بينما روحه تشتعل وتشيع اوردته نيران الحرب والعشق. عندما استمع إلى كلماته ( قصدك اللي كانت عايشة ).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة