قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الحادي والأربعون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الحادي والأربعون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الحادي والأربعون

هي البرائة المدانة بتبديد ظلام قلبه. وهو لن يكون فقط إثمها. بل الإثنين معا (الإثم والعقاب )...
: يعني ايه اللي انت بتقوله ده يا شاكر.؟
هتف بها منصور بانفعال مستنكرا حديث شاكر. بينما هناك. داخل احدهم. يولد رُهاب جديد. وقف يتنفس بانتظام لا يعكس فوضى مشاعره. اختلاجة قلبه خوفا. فقط ينظر إلى شاكر بعدما تفوه به و عازل ما بينهم لم يكن سوى صورتها. رد شاكر يحاول تبرير فعلته.

: انت كنت في حالة صعبة يا منصور و كنت مُصر ان حياة ما يكونش عندها علم بالجواز. وما كانش في حل غير كده قدامي عشان اهد مخطط باسم ورشدي الله يرحمه بقى.
خرجت الاخيرة منه بإمتعاض. ثم أردف.

: انا كنت هخلص كل حاجه مع قصي على اساس انها خدمة انسانية منه باعتبار ان كل واحد يروح لحاله بعد كده. من غير ما اقولك ان العقد باطل. لكن بعد ما عرفت اللي حصل و ان قصي هو هو ابنك مازن كان لازم اوضح لك الأمور. وان الجواز باطل وغير صحيح لعدم موافقة حياة او علمها من الاساس بالعقد.
زفر منصور بإرهاق. بينما تحدث قصي بسهولة انسياب مياه جارية. تخمد تلك النيران المشتعلة التي يخفيها بداخله.

: تمام. نكتب الكتاب تاني بعقد صحيح. وبعلمها.
: ماينفعش.

هتف بها منصور ينظر الى ولده وكأنه يذكره بأمر ما. بينما هو نظر امامه بصمت للحظات يهدأ ذلك المارد الناري بداخله. (حيث لكل رجل. مارد ما. يستيقظ فقط في ظروف معينه ). التفت برأسه ببطء ينظر إلى والده، نظراته تستنكر اعتراضه بصمت. ونظرات منصور تجيب أيضا بصمت. وقبضة في القلب تسلل ظهورها إلى ملامح قصي على هيئة بهتان بشرته. وبين اجابة منصور. وقبضة قلبه يلوح الشيطان. و بلغة أخرى. ناهد. فأردف منصور ناهيا بجدية.

: ما ينفعش دلوقت خالص...
اعصابه على وشك الإفلات. دقائق أخرى وسيخرج الغامض عن طور رَزانته. بصعوبة تحكم بإفلاتها. حتى انهاء المقابلة والخروج من الشركة يتجه بسيارته إلى مكان وجودها وفقط. وللصدق. بتعبير غير مجازي. ما يحرك سيارته الآن افكاره. و ذلك الهاجس بداخله الذي يستنكر احتمالية فقدها...

دائما ما تأتي المصائب يرافقها اللطف. تواجهنا الصعوبات. نتعثر. نسقط ثم ننهض. فنتعثر ونسقط مرة اخرى. نظن انها نهاية الطريق. فقط لحظة سقوط وكفي. سينتهي كل شيء. بينما وبدون انذار. تبزغ الشمس. تنير بصيرتك نحو طَريقٍ آخر لم تكن تراه.
آتاها اللطف مبتسما يقبل جبينها قائلا
: المحامي كلمني انهارده. وقاللي ان نسبة نجاح القضية مضمونه.

تنهدت بابتسام تحمد الله. توجه إليه نظرات امتنان وحب. لن تنكر انها في بداية الامر انتابتها بعض الشكوك رغم اطمئنان روحها جواره. وقد لاحظ هو ذلك الريب بتعاملها. ليحسم الأمر بذلك التحليل الذي أراح كليهما مع ثبوت الأخوة. تحدثت بارتعاش. تتجمع الدموع بعينيها على وشك البكاء. بينما نظرتها خوف
: انا مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه. اوعدني انك مش هتسيبني تاني يا آدم.
ابتسم يقترب منها يهدئها بمرح قائلا.

: بس بس بس. رجعي الدموع دي تاني بسرعه.
ابتسمت تمسح عينيها. ليحتضنها مردفا بحنو.
: مش عايزك تخافي ابدا طول ما انا جانبك. واوعدك ياستي عمري ما هسيبك ابدا ابدا ابدا.
شددت من عِناقه بسعادة. بعد لحظات تحدث قائلا بحماس.
: صحيح انا ما قولتلكيش.
نفت برأسها ليردف
: عايزك تجهزي شنطتك عشان محضرلك مفاجأة انما ايه. هتعجبك اوي.
ضيقت ما بين حاجبيها بتذمر مبتسم قائلة
: لاء لاء قول على طول. انا مش بحب المفاجآت.

علت ضحكاته ليتحدث قائلا
: طب اطلعي البسي عشان نروح نشتري شوية حاجات، وهقولك في الطريق.
واتبع الاخيرة بغمزة مشاكسة من عينيه. اومأت له سارة إيجابا بضحكة خافتة تتجه لتبديل ملابسها. نظر في أثرها بشرود ونصف ابتسامة متنهدا يقطع وعدا مع نفسه قائلا بخفوت.
: صدقيني هعوضك عن كل اللي شوفتيه في حياتك.

خرج من باب غرفته يتجه نحو غرفة جدته. منذ ايام و هي تأبى الجلوس معه على مائدة واحدة، الجميع يجتمع بلا شهية. ولا يلاحظ هو الجميع. فقط يغرق في ادق تفاصيلها. وقد لاحظ تغيرها وطريقتها المتحاشية للتعامل معه بالمرة. تنهد يطرق باب غرفة جدته. لم يجد بدا من اخبارها بما حدث. اذنت بالدخول. وما ان فتح الباب ينظر اليها حتى غضبت ملامحها تشيح بوجهها بالاتجاه المعاكس. ابتسم يقترب نحوها جلس ارضا امام الفراش يلتقط يديها مقبلا اياها قائلا بندم.

: سامحيني يا جدتي.
ترفض حتى ان تعيره محض انتباه. ليردف بعتاب
: مش عايزة حتى تكلميني.؟ ماشي.
تنهد بعمق. ثم استقام يجلس جوارها على الفراش ينظر ارضا. يستند بمرفقيه الى ركبته. عم الصمت لدقائق. ليتحدث بصوت خافت. نبرته مزيج من الخِذي والأسف.
: ما عملتش حاجه. ما أذيتهاش.
التفتت اليه بزهول غير مصدقة. ليرفع نظراته اليها ببطء. نظرات حزن. تحدثت تسأله بلهفة وبدأت دموعها بالتساقط باكية.

: ص صُح ياولدي.؟ بتقول الصدق.؟
تنهد بإيماء ينظر اليها بألم. قائلا
: والله العظيم ما لمستها. ولا يدي جات عليها حتى.
شهيق خافت استنشقته الجدة بارتياح وكأن روحها قد ردت اليها من جديد. تبكي وتنظر إليه بعتاب بالغ الألم.
: ليه ياسالم. ليه ياولدي تكسر ضهري وتخيب املي فيك. ليه توهمها انك عملت العملة دي.؟
اذدرد ريقه بصعوبة. يبتلع غصة صامته دون حديث. لتردف الجدة بتسائل بما إستنتجته.
: رايدها. ميال ليها يعني.؟

: لاء.
وال(لا ) منه شملت النفي والنهي معا. قالها بدون تردد او تفكير. فقط لأنها الحقيقة. حيث لا يميل هو لغيرها. واحدة فقط لا يريد سواها. لتسأله الجده قائلة
: لما هو لاء. اومال عملت كده ليه.؟
تحدث بحنق
: عشان راسها زي الجزمة. و دمها صعيدي صرف. ماكانتش هتسكت ولا تقعد مغلوبة على امرها. لاء.
: قصدك عشان وليه مكسورة و مالهاش حد.؟
قاطعته بها جدته تنظر اليه بحسرة. ليذدرد ريقه بأحراج مربك. لتكمل قائلة.

: لوعندك اخت ترضى حد يعمل فيها كده يا ولدي.؟
زفر بحنق ينظر إلى الجهة المعاكسة لها. لتكمل مخاطبة ذلك الضمير بداخله. تنعشه عله يفيق.
: و لو ليه.؟ ترضى حد يعمل اكده في قمر، انت اللي مربيها وزي اختك تمام.
ارادت مخاطبة ضميره فأخطأت المخاطبة إلى قلبه.

نظر اليها ونظرة عينيه ثورة في ساحة حدقتيه المشتعلة. تعارض أفكاره قبولها في خانة الأخت. وتعارض دمائه. خفقاته. انفاسه. نبض قلبه. كيانه بأكمله ان يمس احدهم فقط شعرة واحدة من رأسها. عندما عم الصمت ولم يجيب اردفت الجدة بجد. بنبرة تحمل الأمر والرجاء معا.
: رجع الحق لصحابه يا ولدي. رجع الحق لصحابه.
استقام ينهي الحديث غاضبا.

: اني قولتلها نصيبك من ريع الارض هيوصلك لكن انا ما هفرطش في ورث اجدادي ابدا لعيلة صغيرة.
: واخوها.؟ واد عمك.؟ عيل هو كمان؟، ليه خبيت علينا وجوده. ليه نكرته عن اخته. عشان تحافظ الورث بردك صح.؟
قاطعته جدته بمعالم وجه ساخرة. ليردف هو بحدة
: ايوه. عشان احافظ على الورث. واد عمي اللى عتجولي عليه ده متربي طول عمره في بلاد بره وسط الخوجات. يعرف ايه ده عننا وعن ارضنا ومحاصيلنا وتجارتنا. ها.؟

حزنت ملامحها ترد بتأكيد
: حقه يا ولدي. حقه اللي ربنا قال عليه. هتخالف انت كلام ربنا وتقسم الدنيا على مزاجك.؟
نظر اليها للحظات ثم القى بكلامه دفعة واحدة خارجا من الغرفة باترا لأي حديث آخر
: حقه ده يبقى ياخده لو عرف يثبته. اني كل حاجه باسمي دلوقت بيع وشرا. وانا ما خالفتش حق ربنا، نصيبهم هيوصلهم على داير مليم كل سنة.

نظرت في أثره بحزن لترفع عينيها دامعه إلى السماء تدعو له الله ان يرده إلى الصواب وينهاه عن طريق الباطل...

نزل الدرج تنكمش معالم وجهه بضيق. منزعج. شيئا من الانزعاج يوخذ ما تبقى له من ضمير وهذا الشعور يغضبه. خرج من المنزل بخطوات متسارعة غاضبة يتجه نحو سيارته. لمحها تجلس بحديقة المنزل. توقفت خطواتة. توقفت انفاسه. توقف الكون من حوله ولا يتحرك امامه سواها. كانت تجلس بارتياح. تغمض عينيها رافعة وجهها نحو السماء وكأنها في مواجهة ما مع الشمس التي اهدتها بريق شعاعها الذهبي يتخلل بين خصلاتها المسترسلة على جانبي وجهها. هدوء تام وسكينة اصابت مشاعره بفوضى محببة لديه. وجد قدميه تقوده نحوها دون وعي منه. وقف جوارها على مقربة منها ينظر اليها وتفيض عينيه بالعشق. تنهدت تبتسم ومازالت عينيها مغمضة. اذابت ابتسامتها قلبه. فتحت عينيها وكأنها شمس اخرى. شمس يدور قلبه حول مدارها ولا يوجد سواهما بالمجرة أكملها.

: صباح الخير.
رغم هدوء نبرته. اجفلت. وقد أطفأت نظراتها المتألمة اشراقة الشمس بعينيها.
: صباح النور
استقامت ترد التحية باقتضاب تاركة اياه متجهة نحو باب المنزل.
: صباح النور.
شهقت بتفاجئ عندما اوقف سيرها بقبضة يديه فوق مرفقها. التفتت اليه. نظرت مباشرة إلى عينيه. وكأنها تشكو جحيم عشقها له. سنوات من العذاب. سنوات كالحرب بين عجزها وقلبها النابض بعشقه. حرب خاضتها مرارا والآن تود الانسحاب مرغمة.

: مالك يا قمر. تعبانة؟
ارادت قول الكثير. كم كانت تتمنى لحظة واحدة يمكنها فيها كشف الستار عن عشقها الدفين له بث ما يعانيه قلبها له. كم كانت تتمنى رجوع صوتها ولو للحظة واحدة. الآن وبعد اغتنامها الفرصة. هي مقيدة بعجز من نوع آخر. بكامل ارادتها تخفي الآن عشقها له. والاسباب. البوح بها مهزلة. خرج صوتها مرتعشا تخلص يديها من قبضته
: مم. مافيش. انا كويسة.
تحدث بحزن بحر يفضل دائما المزيد.

: ما بتقعديش ولا تتكلمي معايا زي الاول. شايف كلام في عنيكي ما عيزش يخرج.
نظرت اليه للحظات ثم ردت بعبارة ذات معزى
: ما منوش فايدة يا واد عمي. لو خرج مين هيسمعني. من زمن وماحدش بيسمعني.
ضيق مابين حاجبيه ينظر اليها بعدم فهم. يشوب نبرتها الكثير من الألم. اراد وبشدة معرفة سببه.
: بس انتي ما كنتيش بتتكلمي.
ابتسامة جانبية ساخرة شقت ثغرها قائلة
: مش يمكن انت اللي ما بتسمعش.

نظر اليها مطولا. حديثها يحمل من المعنى وجه آخر. لا يفقهه. هي تتألم يستطيع أن يشعر بذلك. ليتفاجئ بها تذهب من امامه مسرعة قائلة باقتضاب.
: عن اذنك.
لكنتها لها سحر خاص. سحر يقلب كيانه رأسا على عقب. شرد في اثرها تطرح افكاره العديد من الأسئلة حول حديثها المغلف بالغموض. هو لا يحتاج افكاره لفهم حديثها. فقط يحتاج تحديد وجهته. ومن ثم اطلاق العنان لعشقه.

عاصفة من الأفكار. تدور حول رأسه بلا هوادة. زهيرة واختفائها المفاجئ. بحث خلف كل الخيوط التي يمكن ان تؤدي اليها. ولا نتيجه الا أن كل الخيوط خاطئة. يمنى وتغيرها المريب تجاهه. يؤلمه كثيرا كونها ربما تكون هي الخيط الصحيح. يعلم تماما ان زهيرة لها يد في فذلك التغير منها. لكن كيف ذلك ما يخطط لمعرفته. مراد وثأره الذي لن يتركه حتى يلفظ آخر انفاسه. واخيرا. حياة. وجل ما يصيب قلبه ناحيتها. رهاب جديد من نوعه. ظلام قاتم لا يمكنه اعتياده. يخاف. يخاف كثيرا فقدها. ويخاف بقائها. معضلة. في فقدها بقاء. وفي بقائها فقد. يحتاج فقط عزلة لترتيب افكاره. هدنة. انتظار العاصفة حتى تمر. ويخشي فقدها مع التيار خلف العاصفة، التقط هاتفه يحادث والده قائلا بنبرة صوته المعتادة لكن التقط منصور التيه من بين حروفه.

: حياة عرفت بالكلام اللى شاكر قاله.؟
اجابه منصور قائلا
: لاء لسه. بتسأل ليه.؟
اجابه بوضوح.
: مش عايزها تعرف دلوقتي.
صمت منصور وضغط هو على اسنانه غضبا. غيظا من اظهار شيئا مما بداخله. وقد اخذ صمت ابيه على محمل القلق و عدم الثقة. ليرد سريعا يهم بإغلاق الخط.
: اسف. هكلم حضرتك تاني.
: انا وثقت فيك وانت غريب.
ارتجع عن إغلاق الهاتف عندما قالها منصور بيقين اب. ليكمل.

: آمنتك عليها وانا عاجز عن حمايتها وما كنتش اعرف انك ابني.
اذدرد ريفه متنهدا بعمق يستمع إلى ابيه وقد اضفى كلامه بعض السرور إلى صدره
: وانا دلوقت بكامل صحتي وقادر احميها. بس عمري ما هآمن لحد غيرك عليها. انا واثق فيك يا ابني. واثق انك هتحميها حتى من نفسك.
ابتسم شبه ابتسامة بإمتنان ينهي مع ابيه المكالمة. بعدما شكره على ثقته به.

استمعت إلى صوت نحيب باكي اثناء مرورها عبر الشارع المؤدي إلى المنزل. بكاء رقيق خائف. تتبعت الصوت وقد خمنت انه لفتاة صغيرة. صدق حدثها عندما رأت طفلة صغيرة باكية تجلس خلف سور المنتزه. تمسك بين يديها حبل ما يتصل برقبة جرو صغير عبارة عن كتلة فراء ابيض يلعب حولها بمرح. وباليد الأخرى تفرك عينيها من شدة البكاء. اقتربت منها حياة تدنو حتى مستوى الصغيرة قائلة بابتسامة.

: مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه وقاعدة لوحدك ليه كده.
نظرت لها الفتاة تشهق ببكاء خائف. تنثني شفتيها للأسفل قائلة
: مش لاقية بابا. تاه مني.
نظرت حياة حولها لم تجد احد. نظرت الى الفتاة مرة أخرى تطمأنها قائلة
: طيب اهدي بس ماتخافيش.
اسرعت الفتاة تشد من بكائها قائلة
: لا انا خايفة يسيبني ويروح لماما.
سألتها حياة تمسح دموعها بتأثر قائلة
: طب هي ماما فين.؟
: عند ربنا.

شهقت تضع يديها على فمها تتجمع الدموع سريعا بعينيها تجذب الصغير في عناق عميق نحو صدرها. بينما الجرو الصغير ينبح بمرح حولهم. اخرجت الفتاة من احضانها تمسح دموعها قائلة بابتسامة هادئة.
: ماتعيطيش. انا كمان ماماتي عند ربنا.
هتفت الصغيرة تتسع عينيها بحماس وقد نست بكائها منذ قليل
: مع ماما في الجنة.؟
ضحكت حياة بخفوت من بين بكائها تومأ لها ايجابا لتسألها الطفلة بفضول.
: وباباكي تاه منك بردو.؟

ابتسمت حياة بحزن تنفي لها برأسها شاردة للحظات قائلة
: لاء. انا اللي توهت منه.
وكعادة الاطفال في مثل سنها. فقط مهد لهم. وستنال وصلة كاملة من الاسئلة التي لا تنتهي.
: ازاي.؟
: قوليلي بس الاول بابا كان فين.؟ كان معاكي هنا في الشارع.؟
نفت الصغيرة برأسها قائلة
: لاء. كنا في الجنينة بنلعب احنا و بيكسي مع سوا.
ثم اشارت نحو الجرو الصغير. مردفة
: و بعدين واحد عمو جه يكلم بابا وبابا انشغل معاه.

كانت تروي ما حدث بتلقائية لتردف بعدها ببداية بكاء
: و بيكسي طلع يجري مني وانا جريت وراه لحد ما جينا هنا ومش لقيت بابا معانا تاه مني.
استقامت حياة توقف الصغيرة قائلة.
: طيب خلاص ما تعيطيش. انا عرفت بابا فين تعالي معايا.
همت الصغيرة بالذهاب معها ليلتقط ذلك الجرو طرف فستان حياة يزمجر برقة مضحكة. يمنع حياة من اخذ الطفلة. دنت حيا تلتقطه كليا ضاحكة.

: انت ليك عين تتكلم يا سي بيكسي. اسكت خالص لحد ما نشوف هنعمل ايه.؟
ثم نظرت إلى الفتاة قائلة
: انتي اسمك.؟
ردت الطفلة ببرائة
: اسمي حياة.
نظرت لها بزهول تبتسم قائلة
: انا كمان اسمي حياة.
ابتسمت الطفلة باتساع لتسألها حياة
: طب اسم بابا ايه يا حياة.؟
: المهندس علاء.

ابتسمت حياة فتلك الصغيرة تشبه قطعة السكاكر. اتجهت حياة برفقة الصغيرة نحو الباب الرئيسي للمنتزه بنهاية السور. عازمة على تسليم الطفلة إلى والدها بعدما تطلب مساعدة ادارة المنتزه. لكن بعض النهايات تخالف توقعاتنا. حيث توقفت سيارة قصي على الجانب الآخر من الطريق ينظر اليها باستغراب وتسائل. بينما رجل راكض يقترب من حياة مباشرة. صارخا باسمها امامه.
: حيااااة.

انطلق قصي كالصاروخ ويبدو ان المارد بداخله استيقظ أثر زعقة ذلك الرجل، جذب الرجل حياة من مرفقها بعنف دافعا اياها عن تلك الفتاة الصغيرة ينهرها وقبل ان ينطق بحرف واحد. كان على موعد مع مقابلة المارد البركاني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة