قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الحادي عشر

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الحادي عشر

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الحادي عشر

جلس يستند بظره شبه ممددا على الأريكة ينفث دخان ارجيلته الكريستالية الفاخرة باستمتاع، يحملق في الماثلة امامه تتمايل على انغام موسيقى صاخبة، غير مدرك لحرمات الله تعالى وعواقب فعلها، ليأتيه اتصالا من احد رجاله، التقط الهاتف بعدم اهتمام ليرد قائلا
: ايوه
ليأتيه صوته من الجهة الأخرى
: باشا. لسة واصله بيتها دلوقتي. ومعاها واحد.

اعتدل باسم جالسا، يضيق عينيه باستفهام، يشير للماثلة امامه بالتوقف فاسرعت تطيع اوامره و تغلق الموسيقى، همم يحثه على تكملة حديثه وبداخلة غضبا يشتعل توعدا لها، ليرد عليه من الجهة الاخرى
: تحب سعادتك نعمل ايه. ننفذ اللي امرتنا بيه؟
استغرق باسم عدة لحظات يفكر. ثم رد قائلا تلتمع شرارات عينيه شرا
: لاء، سيبها دلوقت. وتجيبلي قرار اللي كان معاها.
ليرد عليه الرجل قائلا
: هو اتحرك دلوقتى سعادتك.

رد باسم قائلا يأمره بحزم وبنبرة شيطان غاضب
: خليك وراه و اياك يفلت منك.
: رد عليه الرجل من الجهة الاخرى وهو يحرك سيارته ليتبع قصي قائلا
: تمام ياباشا.
ثم اغلق باسم الهاتف، يفكر. ترى من من الممكن ان يكون هذا الذي ظهر لهم من العدم.؟ وما مدى علاقتها به حتى تختفى عنده تلك المدة.؟ ليحدث نفسه بصوت خافت تنطق افكاره قائلا
: و ده مين ده كمان اللي طلعلنا زي عفريت العلبة.؟

، نظر بهاتفه مرة اخرى يطلب رشدي، وعندما رد، اردف باسم قائلا
: بنتك ظهرت.
اتسعت عيني رشدي على الجهة الاخرى يسأله
: ظهرت فين.؟
رد عليه باسم ومازال عقله يطرح اسئلة كثيرة بخصوص ذالك الشخص الذي ساعدها
: لسه واصلة بيت منصور حالا. في واحد واصلها، بعت وراه حد يجبلي قراره.

ليتسائل رشدي على الجانب الاخر من من الممكن ان يكون؟، فلا اقارب لها سوى منصور وزوجته. ، و نسى انه من المفترض ان يتحسب نفسه اقارب لها. فأردف باسم يأمره قائلا
: اجل حوار منصور دلوقت. لحد ما نعرف مين ده ووضعه ايه.؟
رد عليه رشدي حائرا
: ماشي.
ثم اغلق الهاتف يتسائل الاخر بداخله من يكون ذالك الشخص. ربما هو احد معارف منصور. مستبعدا ان يكون احد اقرابئه.
لا يدرك هو بأن ذالك الشخص اقرب الاقربين الى منصور...

قبل بعض الوقت
رن جرس المنزل لتنتبه حنان تنظر إلى ساعة الحائط فقد تجاوز الوقت منتصف الليل، تتسائل من سيأتي اليهم الأن، استقامت من مكان جلوسها على سجادة الصلاة تتجه ناحية الباب تتسائل
: مين.؟
ليأتيها صوتها كالمستغيث. تبكي، نبرة صوتها تترجاها ان تفتح سريعا
: انا حياة.

اتسعت عيناه حنان ترتعش من هول المفاجأة، تفتح الباب بلهفة وقد اشتدت خفقات قلبها يصرخ متلهفا لعناقها، طالبا الاطمئنان على قطعة منه. وبمجرد ان فتحته، القت حياة بنفسها داخل احضان حنان تبكي بصوت عالِ تخرج ما بقحبتها من بكاء. خوف. رعب، قد عاشته في الايام الماضية، تبكي كطفلة نزعوها عنوة من بين احضان والداها. تتشبث بملابس حنان بقوة من الخلف وكأنها لا تريد الفكاك عن دفئ احضانها. ان تبقى ها هنا بين يديها للأبد. تطلق آهات من بين بكائها. آهات تروي ما اختبرته في الاوقات الماضيه من زعر وضعف وخوف.

اما هي فقد تلقفها قلبها متلهفا قبل يديها. تشعر وكأنها اعادت له خفقاته لينبض بالحياة مرة اخرى، شددت من احتضانها اكثر كلما تشبثت بها حياة، وكأنها بلغة أخرى تخبرها انني هنا بجوارك، لن اترككِ مجددا. انك بمأمن الان. بين يدي. فالتنعمي بالأمان داخل احضاني. لغة اعمق وأثمن من ان تصفها كلمات. رددت حنان بلهفة من بين دموعها التي تنهمر من عينيها كالشلال وكأنها تخبر نفسها غير مصدقه وجودها اماما
: بنتي. بنتي.

تبعدها عن احضانها لتحتضن وجهها بين يديها تنظر لها بلهفة. تتأكد بأنها امامها الأن سالمة، ثم تضمها مرة اخرى لأحضانها تغلق يديها عليها لا تريد لها الخروج من بينهما ابدا.
دموع لا تتوقف من كلاهما، اتت سارة على صوت البكاء، وما ان رأت حنان تحتضن حياة حتى اتسعت عينيها فرحا غير مصدقه تركض نحوهم صارخه
: حياة.

التفتت لها حياة، لا يزال اللؤلؤ المنثور يتساقط من مقلتيها. ضمتها سارة اليها في عناق اخوي. توأم روحها. صديقة برتبة اخت لها. ، لتتساقط دموع الفرح من عيون سارة لرؤيتها امامها سالمة تحمد الله سرا قائلا من بين دموعها
؛ حمدالله على السلامة. حمدالله على السلامه يا حبيبتي
لتأخذها حنان من يديها، تتجه بها نحو الأريكة، جلسوا فجزبت حنان رأسها بين احضانها تقبله مرة اخرى
قائلة بدموع فرحة لرؤيتها.

: الحمد لله. الحمد لله. انا كنت حاسه ان ربنا هيستجيب لدعايا. الحمد لله يارب
توقفت حياة عن البكاء، تشهق تلك الشهقات الحارقة التي تتبع كل بكاء. شهقات عبارة عن هدنة مؤقتة تتمالك فيها نفسها لتغرق ثانية في بكاء مرير.
جلست سارة بجوارها تربت على قدميها وقد آلمها قلبها لحالها، نظرت حنان الى سارة قائلة عندما رأت حالتها المزرية تلك
: اسنديها معايا ياسارة. اطلعها اوضتها.

نهضت سارة تسند حياة من الجانب الاخر ليساعدوها في صعود الدرج.
بينما بالخارج ما ان دخلت حياة حتى تحرك بسيارته.
وعيون كالصقر من خلف زجاج نافذة ما تتفقد المكان بتركيز تام.
رن هاتفه بعد لحظات من تحركه، التقطه يرد ليأتيه صوت من الجهة الاخرى قائلا
: خد بالك في عربية ماشية وراك.
نظر قصي بمرآة السيارة ليري سيارة سوداء تتبعة فرد قائلا لمن بالهاتف
: تمام. شوفتها.
فأغلق الهاتف يتجه الى طريق آخر عكس اتجاه منزله.

ساعدتها حنان في اخذ حمام دافئ بينما اخرجت لها سارة من خزانه ملابسها منامة مريحه، ساعدتها حنان في ارتدائها ثم مددتها على الفراش تغطيها، لتشعر حياة بالراحة اخيرا، اطفأت لها سارة ضوء الغرفة وانارت لها اضائة خافته تساعدها على النوم، همت حنان بتركها لتتشبث حياة بيديها تتساقط دموعها قائلة بنبرة بكاء تترجاها
: ما تسيبنيش. خليكي جانبي.

تساقطت دموع حنان يتألم قلبها لحالها، تتمدد جوارها تأخذها بين احضانها تتلو بعض ايات القرآن الكريم، لتهدأ حياة وتغط في نوم عميق بعد وقت قصير...
نظرت اليها حنان تملس على اطراف منابت شعرها بحنو، قبلت جبهتها تضمها اكثر الى احضانها، تحمد الله انه ردها اليها. تشكر كرمه وعطفه عليهما.
تابع قصي سيره ومازالت تلك السيارة تتبعه حتى وصل الى أحد الفنادق صف السيارة ثم ترجل منها إلى داخل الفندق.

توقف الآخر بسيارته على الجانب الخر يلتقط هاتفه يحادث باسم ليخبره بما حدث قائلا
: انا فضلت وراه. لحد ما وقف قدام فندق ركن عربيته ودخل
علي الجانب الآخر التمعت عينى باسم تتسع يفكر بزهول. فندق؟ ربما لجأت الى احد المسافرين بالمطار و هو من ساعدها بالهروب. لكن عليه ان يتأكد، رد عليه قائلا
: خليك وراه. عينك عليه.

اغلق الهاتف يترجل من سيارته يتبع قصي الى داخل الفندق ليقف يمشط المكان، لم يرى وجهه لكنه انتبه الى ما يرتديه من ملابس، لم يجد له أثر، ليجلس بعض الوقت في ردهة الفندق.
في تلك الاثناء كان قصي بداخل الحمام الخاص بالفندق يخرج هاتفه ليحادث صديقه يوسف.
استيقظ يوسف من نومه على رنين هاتفه ليرد دون النظر لاسم المتصل بصوت ناعس
: الو.
لينتبه ناهضا من الفراش تتسع عينيه عندما حادثه قصي على الجانب الأخر قائلا.

: يوسف. تعالي حالا، في فندق (، ) وهات معاك هدوم كاجوال
انزل يوسف الهاتف من على اذنيه ينظر لأسم المتصل متسع العينين باستغراب ليجده رقم قصي المسجل بأسمه، وضع الهاتف على اذنه مرة اخرى قائلا بعدم فهم
: مين معايا.؟
زفر قصي على الجانب الآخر بنفاذ صبر قائلا
: يوسف. ركز معايا. انا قصي. قوم دلوقت هات معاك هدوم كاجوال وتعلالى فورا على فندق (، )، واما تيجي هفهمك
رد عليه يوسف ناهضا من الفراش يتجه نحو خزانة ملابسه.

: تمام. مسافة السكة واكون عندك.
اغلق قصي الهاتف ينتظر يوسف، نظر حوله في المرحاض، يفكر فيما يفعله، اهو خطأ. ام صواب، لأول مرة بحياته يتصرف بتلقائية تنبع من داخله. دون ترتيب و تخطيط مسبق كما كان يفعل بكل شيء في حياته.
بعد ما يقارب ساعة تقريبا وصل يوسف الى الفندق صف سيارته يحادث قصي قائلا
: انا بره قدام الفندق
ليرد عليه قصي على الجهة الأخرى قائلا
: تعلالي حمام الرجالة بسرعه.

لتتسع عينا يوسف مرة اخرى ينظر بشاشة الهاتف ليتأكد من ان المتحدث هو صديقه ليرد قائلا باستنكار
: نعم.؟
ليجز قصي على اسنانه غيظا قائلا
: اسمع اللى بقولك عليه
ليرد يوسف عليه بقهر يتسائل بداخله ما الذي يريده بحمام الرجال قائلا
: حاضر.
واثناء دخوله الى الفندق كان الرجل الذي يتبع قصي خاجا منه عندما لم يجده، لينظر الى سيارته متأكدا انه مازال بداخل الفندق.

وصل يوسف الى حمام الرجال ينظر بداخله بترقب فتح قصي باب المرحاض قليلا ليري يوسف فخرج يلتقط من يديه الحقيبه مسرعا قائلا
: استناني هنا لحظة.

ثم دخل ثانيه يغلق الباب ليبدل ملابسه. ، نظر يوسف للباب المغلق بزهول، لا يقهم ماذا يحدث، بعد دقائق قليلة خرج قصي يرتدي تيشرت ابيض وبنطال من الجينز الاسود يتوجه نحو مرآة حوض الحمام يفتح صنبور المياه ليبعثر شعره بيديه مبللة يالماء حتى يغير من هيئته، نظر له يوسف باستغراب، اغلق قصي الصنبور يوجه كلامه ليوسف سريعا قائلا
: هات مفاتيح العربية إلى انت جي بيها.
اعطاه اياها يوسف وهو ينظر له بنظرة بلهاء.

فأردف قصي بجد قائلا
: انا هخرج هاخد العربية اللي انت جاي بيها دلوقتي. واطلع بيها، هقف في الشارع اللي جمب الفندق. تخرج من هنا تمشي عادي خالص تجيلي على هناك هتلاقيني مستنيك
لينظر له يوسف قائلا بتهكم من تفكير قصي
: وليه كل ده. ما اخد عربيتي واطلع وراك عادي. ما انت راكنها بره
مسح قصي على وجهه بنفاز صبر يكاد ينفجر منه غيظا قائلا.

: يوسف اسمع اللي بقولك عليه دلوقت. ونفذه، وانا هفهمك كل حاجه لما تجيلي على هناك.

اومأ له يوسف يزفر بيأس ليسبقه قصي الى خارج الفندق يضغط على زر فتح السيارة بميداليه المفاتيح لتصدر سيارة يوسف الاخرى صوت فيعلم مكانها، اتجه نحوها بثبات شديد يركب امام المقود ليتحرك بالسيارة يبتعد عن الفندق، تحت انظار الرجل الخاص بباسم، الذي يوجه كل تركيزه الى السيارة الاخرى. بعد دقائق خرج يوسف من الفندق وكأنه يتمشي، متجها الى الشارع بجوار الفندق ليجد قصي بانتظاره كما اتفق معه، ركب سريعا بجواره، هم قصي ان يقود السيارة ليهتف به يوسف قائلا سريعا.

: استنى...
نظر له قصي بتسائل، فأردف يوسف قائلا بقهر مصتنع
: اقولها مرة من نفسي.
نظر له قصي بعدم فهم ليردف يوسف يجلس بأريحيه مبتسما قائلا
: اطلع بسرعه.
ليضحك قصي عندما فهم مقصده ويتحرك بالسيارة مبتعدا بها عن الفندق...
توقف قصي بالسيارة في مكان هادئ بعض الشيء
ليسأله يوسف باهتمام
: في ايه ياقصي. ايه اللي بيحصل بالظبط.؟

نظر له قصي يتنهد تنهيده تنبع من اعماق داخله يقص عليه بشأن تلك المكالمة صباح اليوم، وما يليها من مقابلة سريه يترتب عليها ما حدث الان
لينظر له يوسف تتسع عينيه ينهره بحدة قائلا
: قصي انت هتودي نفسك في داهيه. مالك انت ومال ده كله. انت ساعدتها لما كانت في ورطة وخلصنا. ليه تغرز نفسك في حاجه مالكش فيها.؟!

نظر قصي بجواره من نافذة السيارة غير يعبأ بكلام صديقه الموجه اليه، كل ما يفكر به الان ماذا عليه ان يفعل بالخطوة التاليه ليحافظ عليها.
نظر له يوسف بيأس، يعرفه جيدا، مهما حدث لن يتخلى عن من يلجأ اليه. ولن يستمع لحرف واحد من كلامه زفر يوسف يائسا ثم اردف قائلا ينظر له بحزن
: انا خايف عليك ياصاحبي. انت ورطت نفسك ياقصي.
نظر له قصي يربت على كتفه بشبه ابتسامة قائلا
: عارف. ما تقلقش.

ييدرك تماما انه ورط نفسه، والغريب ان تلك الورطة تروقه. تروقه كثيرا. يتصرف بتلقائية لحمايتها بدون ارادة منه، لايعلم ما سر ذالك الشعور. وكأنه وحده بالعالم. والوحيد الذي يمكنه مساعدتها، حمايتها. ولا احد غيره
نزل من السيارة قائلا ليوسف بتعب
: انزل سوق انت.

لينظر له يوسف بشفقة ثم ينزل من السيارة يبدلون اماكنهم، ليجلس قصي بجوار يوسف مغمض العينين يستند برأسه على الكرسي، بينما نظر له يوسف ثم شرع في قيادة سيارته الى منزله
اشرقت شمس الغد بشعاها الوضاء يتسلل مرورا عبر نافذة غرفتها يداعب جفنيها، لتستيقظ تفتح عيونها فبدا شعاع الشمس وكأنه يشاكس ليل عيناها، رفعت يدها سريعا تحجبه عن عينيها. نهضت من الفراش لتجد حنان امامها تبتسم لها بحنو قائلة.

: صباح الخير يا حبييتي
ابتسمت لها حياة بشحوب ترد تحيه الصباح
: صباح الخير ياماما
تقدمت حنان تتجه اليها تضمها قائلة
: يالا قومي فوقي كده. وانزلي عشان نفطر سوا
غامت عينا حياة بالحزن حينما تذكرت خالها. و تجمعهم على مائدة واحدة، لتتنهد حنان وقد علمت ما تفكر به حياة، قبلتها ثم استقامت قائلة بابتسامة تشع امل
: قريب ان شاء الله هنتجمع كلنا من تاني
نظرت لها حياة بعيون دامعة تترجاها قائلة
: نفسي اشوفه. واطمن عليه.

تأثرت حنان كثيرا، دمعت عينيها بدورها قائلة
: مش عارفة اقولك ايه. بس انتي هنا بأمان اكتر
اغمضت حياة عيونها لتتساقط دموعها على وجنتيها قائلة
: ارجوكي ياماما عاوزة اشوفه
أومأت لها حنان تمسح لها دموعها تأخذها بين احضانها قائلة
: حاضر ياحبيتي. حاضر
ابتسمت لها ثم اردفت
: قومي يالا جهزي نفسك علشان نقطر سوا ونروحله.

نهضت حياة سريعا تمسح دموعها بظهر يديها تتوجه الى الحمام تتوضأ لتؤدي صلاتها، ثم تركتها حنان لتحضر طعام الإفطار
جلس سالم بمكتبه، يفكر في امر ذالك الورث. وتلك التي ستأخذ من بين ايديهم كل شيء، لن يدع ذالك يحدث ولو اضطر الى افتعال حرب لن يترك إرث اجداده، كل ما يدور بفكره الان، كيف سيقنعها بالزواج منه، يبدو انها ستتعبه كثيرا لتنفيذ خطته تلك، ليتحدث الجالس امامه اسماعيل قائلا له وكأنه يحثه على السلام.

: ما نظهروا الوصيه يا اخوي واهو عمك بردو مش ناسينا فيها
ليستشيط رأس سالم غضبا من كلام اخيه قائلا وشرارات الغضب تنضح من عينيه
: وتاجي بنت امبارح دي. تاخد كل تعبنا وشجانا، سنين بنكبرو الثروه ونزودو الاراضي، وتاجي هي تاخد كل حاجه ع الجاهز
زفر اسماعيل بيأس يغمض عينيه فأردف سالم بنبرة كالسيف
: الوصية دي ما هاتظهرش واصل دلوجتي. انا هعرف كيف اخلي كل حاجة تحت يدنا زي ما هي
ثم نظر الى اخيه قائلا.

: لمهم دلوجت. ماعايزش سيرة الوصية تاجي على لسانك تاني. لحد ما اشوف هنتصرفو ازاي مع بت المحروج دي
اومأ له اخيه بعدم اقتناع لا يحبز فكرته اطلاقا.
نهض سالم يتوجه الى خارج المكتب قائلا
: يالا هم نشوفو مصالحنا.
ثم اردف بسخرية قائلا
مش هنجعدو طول اليوم نتحدث عن بت عمك المصون لينهض اسماعيل من مكانه يتبعه الى الخارج...

تلبدت غيوم السماء تخفي شعاع الشمس خلفها. تحجبه عن اناره الارض. عندما هبطت الطائرة القابعة بها زهيرة على اراضي مصر، وكأن بمجرد وصولها، قوى شر ما انتشرت في الاجواء تحجب شعاع الحق عن اناره الظلام بداخلها. خطت زهيرة خطواتها دلخل وطنها للمرة الاولي بعد غربة لأكثر من 25 عام، . تغيرت الاشياء من حولها. تبدل حالها على مر السنين. لكن الشر بداخلها لم يتبدل بل يزداد. حقدا وكرها يوما بعد يوم. وقد فاض يبعثر حولها فسادا اينما ذهبت، وضعت نظارتها الشمسية على عينيها تخفي تحتها شرارات حقد سوداء تكاد تحرق العالم اجمع، خطت بكبريائها المعتاد خارج المطار توقف اول سيارة اجرة تطلب منه الذهاب الى الفندق الذي حجزت به الكترونيا قبل سفرها.

: وديني فندق (، )
جلست بداخل السيارة تنسج خيوط اولى مخططاتها. والتخلص من اول خيط بلعبتها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة