قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثاني عشر

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثاني عشر

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثاني عشر

وصلت حنان برفقة حياة وسارة الى المشفى للإطنئنان على منصور، فتحت الباب بنظرات قلقة من رد فعل منصور في هذه الحالة لوجود حياة هنا والمخاطرة بحياتها، دلفت اليه تتبعها حياة بقلب يتقافذ فرحا لرؤيته والاطمئنان عليه، ما ان رآها منصور حتى اتسعت ابتسامته بنظرات لهفة، يرفع لها ذراعه الغير مجبر في دعوة صريحه الى الأمان بين احضانه. ركضت نحوه حياة تتشبث برقبته تدفس رأسها بكتفه تتشبث به وكأنه عالمها. عالمها الذي ما ان تبتعد عنه حتى تواجه عواصف شيطانية. أخذ رأسها يضمها الى صدره. ليهدأ من اعاصير قلبه الهائجة قلقا عليها. يضمها اكثر وكأنه يخبره انها ها هنا. مازالت بخير.

استغربت حنان بداخلها لأنه لم ينزعج لفكرة ظهورها لكنها بررت ذالك بفرحة رؤيته لها سالمة
رفع رأسها اليه ينظر لها كليا، يبتسم بتأثر قائلا
: وحشتيني
ردت حياة بابتسامة فرحه
: وحضرتك وحشتني اوي. الحمد لله انك بخير
لترد حنان وهي تقترب منهم قائلة بمرح
: لا، ده واضح انها راحت عليا خالص
ليضحكوا جميعا، نظر لها منصور بكل حب قائلا بابتسامة مشاكسة
: ازاي بقى.؟ ده انتي الخير والبركة يا حنون.

ابتسمت حنان بخجل لتضحكا حياة وسارة بخفوت، ردت سارة قائلة بابتسامة
: حمدالله على سلامتك يا انكل
رد عليها منصور بابتسامة حنون قائلا
: الله يسلمك يابنتي.
جلسوا سويا يتبادلون الضحكات. انتبهت حياة الى منصور عندما رد يوجه حديثه اليها قائلا بجد
: حياة. عايزك تروحي الشركة تتابعي كل الشغل المتوقف على وجودي هناك، لحد ما اقوم من هنا
ثم نظر الى سارة مردفا
: وانتي كمان ياسارة عاوزك مع حياة
اومأت له سارة بجد وثقة.

نظرت له حيا نظرات حائرة فأردف منصور يطمئنها قائلا
: ماتقلقيش شاكر هيفهمك على كل حاجه
لترد حنان بقلق نابع من قلبها قائلة بتردد
: طب. واا. باسم ورشدي
دب الخوف بقلب حياة لكنها لم تظهره، فرد منصور قائلا بغضب
: محدش هيقدر يقربلها. طول ما انا عايش
ليتفاجأو جميعا بمن يدلف الى الغرفة قائلا يتصنع خوفه على صحة منصور
: تؤ تؤ تؤ. غلط كده عليك يا منص، الانفعال غلط عليك.

اتجهت نظراتهم جميعا له، حنان بنظرات قلقة مترقبه لردة فعل منصور بخوف، سارة تنظر له بنظرة مشمأذة وكأنها تحتقره. ، وكم يستحق
نظر له منصور بحدة. بغضب يكاد يفتك به فتكا. إذدردت حياة ريقها ببطء تنظر له نظرات حسرة تتجرع مرارتها بداخلها، قبض منصور على يديها كأنه يبث لها الثبات، تقدم رشدي نحوهما وبنبرة حقد وكره اردف يتكأ على حروف جملته قائلا لمنصور
: حمدالله ع السلامة.

رد عليه منصور ينظر له بتقذذ غاضبا، يشتعل بداخله براكين يريد انفجارها بوجهه قائلا
: اطلع بره.
ضحك رشدي بخفوت ينظر ارضا ثم رفع نظره اليه بابتسامة جانبية قائلا
: وماله.
ثم نظر الى حياة بنظرة غامضة يفهمها منصور جيدا واردف
: قريب اوي. هقولهالك انا
هذا ما حسب حسبانه منصور جيدا، التفت رشدي ليخرج من الغرفة بابتسامه جانبية ليتوقف فجأة عندما آتاه صوت منصور بنبرة ثابته. واثقة، اهتز لها ثبات رشدي قائلا.

: اما نشوف يارشدي. بلغ باسم سلامي.
التفت رشدي ينظر له بحدة وكأنه يريد اختراق عقله ليعلم ما يدور به، فأردف منصور بابتسامة واثقة ونبرة غامضة
: ولا اقولك. انا هوصله بنفسي
خرج رشدي يستشيط غضبا. يعرف منصور جيدا لن يتركهم وشأنهم. حتما سيرد الصفعة صفعتين، وربما تكون الضربة القاضية لهما.
وقف امامها ذليلا يتوسلها بمهانة متلهفا ان تعطيه جرعة اخرى من ذالك السم قائلا
: ارجوكي انا مش قادر. هديكي اللي انتي عاوزاه.

لترد عليه قائلا بحزن مصتنع
: صدقني حبيبي. اخر شي كان معي يالي اخذته امس
ليرد عليها بحالة مزرية قائلا بهيستيريا وحركات جسده غير متزنه
: طب هستناكي هنا وروحي هاتي، الفلوس اهي. او او قوليلي مكانه وانا اروح اجيب
لتتصنع هي التفكير ثم ترد قائلة
: ما في غير شخص واحد فقط يقدر يساعدك
اومأ لها بلهفة سريعا
لتخرج هي ورقة من حقيبتها تعطيه اياها قائلة
: خذ هادا عنوانه. بتروح بتطلب منه وبيعطيك.

اخذ منها الروقه متلهفا يخرج سريعا للذهاب الى العنوان المدون بالورقة
التقطت هي هاتفها تتحدث قائلا
: اي. عطيته العنوان اخذه وخرج. بطريقه اليك
ثم اغلقت الخط تتنهد بظفر...
وصل عمر الى العنوان المدون بالورقة، مكان هادئ يكاد يكون خاليا من المارة، وجد بابا مفتوحا وكأن احدهم يستعد لاستقباله دلف ينظر حوله يمينا ويسارا لا يوجد احد، لينتفض فزعا عندما آتاه صوت من جانبه قائلا
: ياأهلا وسهلا.

التفت له عمر يذدرد ريقه تتسع عينيه، العرق يتصبب من جبهته، يتحدث بصوت مرتعش يحك انفه بطريقة مستمرة
: ااا اهلا.
رد مراد بابتسامة جانبية قائلا
: اؤمر.
تحدث عمر بلهفة يبتسم يتوتر يخرج له النقود قائلا
: ااانا مع معايا فلوس كتير وكنت عايز.
ليقاطعه مراد بابتسامة خبيثة ونبرة مرحبه
: اه، اوي اوي اتفضل.

واشار له بالدخول، تقدم مراد خلفه عمر، اشار له مراد بالجلوس وجلس بدوره امامه، اخرج من جيب سترته ورقة مطوية تحتوي على ذالك المسحوق. ليذدرد عمر ريقه تتسع عينيه يلهث عندما رأى ما بيد مراد،
قربها مراد اليه، هم عمر بالتقاطها ليبعدها مراد مرة اخرى، فنظر له عمر بتسائل، ليبتسم مراد ابتسامة غامضة
قائلا
: نتفق الاول.
ظن عمر انه يتحدث عن النقود فرد قائلا بلهفة يضع جميع ما بحوزته من النقود على الطاولة امامه.

: انا تحت امرك. خد اللى انت عاوزه
ابتسم مراد بسخرية قائلا وهو يخرج من جيب سترته ورقتين
: مش ده اللي هنتفق عليه.
وضع امامه الورقتين، يناوله قلما، لينظر له عمر بعدم فهم فأردف مراد يعطيه القلم قائلا بعيون تلتمع بمكر وشر
: امضي هنا الاول
ثم مد يده بالورقة المطوية واردف بنبرة ثعلبة
: وبعدين خد دي تظبط بيها مزاجك، عشان نعرف نتكلم.

اخذ عمر القلم بدون تردد واسرع يوقع بإسمه على الورقتين غير عابئا بقرائة محتواهما، فحالته لا تسمح له بالتقاط انفاسه حتى، ثم اخذ الورقة من يد مراد يفتحها سريعا يصفها ويستنشق ما بها،
وكانت النشوى هنا للماثل امامه، ينظر اليه يبتسم بشر وقد اقترب من هدفه. قصي الزيني
جالس بسيارته لم يذق طعم النوم منذ امس ظنا منه ان مالك السيارة مازال بداخل الفندق، ليأتيه اتصالا من باسم يسأله قائلا
: عملت ايه.؟
رد قائلا.

: العربية ما اتحركتش ياباشا. لسه في الفندق
علي الجانب الاخر من الهاتف تلتمع عينيه بتفكير يحدث نفسه. ربما كان شخص عابر عرض عليها المساعدة
وربما شخص ذكي، غير عادي، يعلم بمراقبته له وهذا الاحتمال الذي سيأخذ به، ليرد قائلا
: خليك مكانك. عينك ما تغفلش ثانيه واحده. اول ما يظهر تبلغني.
ثم اغلق الخط، ليتفاجأ برشدي يدلف الى داخل مكتبه يبدو عليه الغضب، جلس امامه يزفر بانزعاج، ليسأله باسم مستغربا حالته.

: في ايه.؟
رد عليه رشدي بغضب يزفر قائلا بانزعاج
: منصور فاق. مش كنا خلصنا منه الاول
رد باسم يؤكد له قائلا
: هنخلص منه. ماتستعجلش
ليردف بعدها بعيون تلتمع بمكر قائلا
: المهم دلوقت ان مدة الوصاية على حياة تنتهي وتتم السن القانوني اللي بيه تبطل وصاية منصور عليها
نظر له رشدي بقلق ليردف قائلا
: منصور مش سهل. واكيد بيخطط لحاجه.

شرد باسم يفكر في كلامه وفي ذالك الذي كان برفقة حياة امس، ترى هل من الممكن ان يكون منصور خلف ذالك الامر...

وقف بشرفة منزله عاري الجزع يرتدي بنطالا فقط، ينفث دخان سيجارته وبيده كأس من الخمر، يفكر فيما يفعله، والى اي طريق يذهب، غاضب من نفسه، لم يكن يوما ليفعل امرا ما دون تخطيط مسبق. دون تفكير، ما عدا هذا الامر، لماذا، هو لا يعلم، يتوقف عقله عن التفكير، يفعل ما يمليه عليه داخله. او بالأحرى قلبه، ابتسم بسخرية، لذكر قلبه بالمناسبة، ثم التمعت عينيه بشعاع غريب وميض يختبره لأول مرة، عندما مرت صورتها بخاطره. ، شعر بوخذة ما بداخله. شيء ما يجذبه اليها، يحثه على الحفاظ عليها وحمايتها، كم هي نقية وبريئة، لا تشبهه، لا تشبه حقيقته المشوهة، الوجه الاخر ل قصي الزيني الذي لا يظهره سوى لمن يستحق، ارتشف من الكأس بين يديه، يتذكر نظرة الخوف بعينيها. ابتسامتها. حمرة الخجل بوجنتيها. كم تحكم بنفسه بثبات ليحافظ هلى وجهة قصي الزيني رجل الاعمال ومدير شركات الزيني واخفاء ما هو عليه الان.

زفر بغضب ينهر نفسه، على التفكير بها عن الحد اللازم، يشعر انه لايستحق مجرد الحلم بالأشياء الجميلة. حتى الاحلام، . معتاد هو على انه لا يستحقها، ليس من حقه، منذ صغره. سلب منه كل ما هو جميل. بات كل ما يتمناه يقع تحت قانون انه لا يستحق.
لا يدرك انه فقط يحتاج لمن ينير ذالك الظلام بداخله. يحتاج فقط نفض الرماد عن جوهره. يحتاج الى من يأخذ بيده من كهف قلبه المظلم الى نور الشمس. الى الحياة...

دلفت الى غرفتها بالفندق، القت حقائبها جانبا، لن تعبأ بأخذ قسط من الراحه لسفرها من يلد5 لأخرى، اخذت حماما باردا، عله يهدأ من البراكين المشتعلة بداخلها ثم خرجت ترتدي ملابسها الكونة من بنطال قماشي اسود يعلوه ستره من نفس اللون تحتها قميص ابيض مزركش، انتهت من ارتداء ملابسها لتقف امام المرآة تنظر لنفسها، ارتدت نظارتها، فلا داعي لإحراق العالم بشراراتها المتطايرة، توجهت الى خارج الفندق عازمة على زيارة لا بد منها، وقطع خيط، لكن يجب عليها التأكد اولا بعدم افشاء السر، اوقفت سيارة اجرة، ركبت قائلة للسائق الذي تفاجأ بطلبها ذالك.

: وديني شارع (، )
لينظر لها السائق باستغراب، سيدة بهذا الرقي يبدو عليها الثراء، تخرج من ذالك الفندق الذي يبدو عليه الفخامة، قاتنيه من اصحاب الملاين، ما الذي يدعوها للذهاب لهذه المنطقة الشعبية، لكنه حدث نفسه قائلا. انه لا يعنيه امرها سيوصلها بالمكان الذي تريده ويأخذ أجرته، حتى اذا طلبت منه الذهاب الى الجحيم سيوصلها وليس من شأنه، ليتحرك بالسيارة متوجها بها الى ذالك المكان.

ويا ليته يوصلها الى الجحيم الذي يتماشي كثيرا مع تلك البراكين المشتعلة بداخلها...
وصلت حياة الى المنزل صعدت الى غرفتها وكلام منصور يدور برأسها. يتردد صداه بداخلهت، هو يعتمد عليها، يجب ان تكون محل تلك الثقة، اتجهت نحو مرآة زينتها تأخذ نفس عميق ترفع رأسها عاليا تحدث نفسها. بأنها قوية. ستواجه. لن تتوارى ضعفا او خوفا،.

تنهدت بعدم ارتياح، لتتجه الى الحمام تتوضأ وتصلي الى من تلجأ اليه في احلك اوقاتها سوادا. الى من قال ادعوني استجيب لكم، وقفت بين يدي الله تدعوه الثبات والقوة والحماية منه وحده. تترجاه العون والوقوف بجوارها.

جلست بحديقة المنزل برفقة صديقها الصغير تنظر له بابتسامة مشرقة. تحدث نفسها قائلة. على الرغم من اول مقابلة لهم تكن ظريفة اطلاقا، لكنها تستبشر به، تعلقت به كثيرا، لاح بخاطرها ذالك الطبيب ومقابلتها الاولى له الغير لطيفة بالمرة، كم كان عديم الزوق، لكنها ممتنة له. ممتنة له كثيرا لإنقاذه صديقها الصغير، انتبهت الى رنين الهاتف بجوارها التقطته لتجده رقم غير مسجل رفعت الهاتف الى اذنها لتذدرد ريقها خوفا عندما آتاها صوت سالم قائلا.

: جرى ايه يابت عمي. ماعيزاش تردي ولا ايه؟
تنهدت بضيق، ثم ردت بثبات يخالف ارتعاش داخلها
: لو مش عايزة ارد ماكنتش رديت
علي الجانب الاخر من الهاتف جز سالم على اسنانه غيظا من ردها عليه، ليبلع غيظه بداخله يرد قائلا
: ماشي. انا في الكافيه اللي بعد البيت بشارع. عاوز اتحدث وياكي
ابتسم بسخرية مردفا
: ما رضيتش اجيلك البيت. علشان بتضايجي. وكمان علشان احنا ولاد اصول، وبنفهمو في الاصول.

اذدردت ريقها بارتباك، يا الله ماذا ستفعل في ذالك المأزق
، لم يدع لها رفاهية الرفض حيث اردف سريعا مغلقا الخط
: مستانيكي.
انزلت سارة الهاتف عن اذنيها تضع يديها على وجهها ضيقا، تحدث نفسها قائلة. ان ذالك المقهى ليس ببعيد. والمكان مفتوح. فلا داعي للخوف، لابد من تلك المواجهة، ستحدث آجلا ام عاجلا
نهضت من مكانها تودع العصفور بابتسامة لتتجه الى خارج المنزل، لمقابلة ابن عمها...

وصلت سيارة الاجرة بصعوبة لضيق تلك الشوارع المعروف، ليتأفف السائق في نفسه يسأل عن العنوان الذي املته اياه زهيرة حتى وصل امام المنزل المطابق رقمه بالعنوان في الورقة، نظرت زهيرة حولها من نافذة السيارة لتوجه كلامها للسائق قائلة
: استناني هنا يااسطا. مش هتأخر
نظر لها السائق ثم اومأ قائلا
: من عنيا ياست هانم.

نزلت زهيرة تتجه الى داخل المنزل. صعدت درجات السلم المتهالكة لتصل الى باب غرفة عليا طرقت الباب فآتاها صوت عالية يسمح للطارق بالدخول فتحت الباب ببطء شديد، لتضيق عليا ما بين عينيها بترقب تنتظر لترى من الطارق، يفتح الباب شيئا فشيئا لتظهر امام ناظرها كاملة، خطت بخطوات بطيئة تتقدم منها، نفس الابتسامة. نفس الخطوات التي وكأنها تتحدى الارض ثباتا وقوة، مازالت علامات التسائل على وجه عليا، لتتسع عينيها زهولا، تشتد خفقات قلبها خوفا، وتنزل دموع الحسرة والندم، عندما آتاها نفس الصوت الناعم الذي يشبه فحيح الافعى ببحته الطبيعيه تلك قائلة.

: ازيك ياعليا.؟
ردت عليا متسعه العينين، تكاد عينيها تقفز فزعا من هول الصدمة، تتحدث بكلام غير مرتب
: انتي. انتي.؟!
ابتسمت زهيرة ابتسامة جانبية لا تخلو من الكبرياء قائلة
: ايوة انا. مالك مصدومة ليه.؟
لتردف وهي تتصنع الحزن وترتسم معالم الندم الزائفة على وجهها قائلة
: ما كنتيش عايزة تشوفيني تاني بعد السنين دي كلها. بعد ما عرفت غلطتي وناوية الم شملنا من تاني.

لتنظر لها عليا غير مصدقة لما تقول، ظهرت على محياها الابتسامة شيئا فشيئا، تنزل دموعها سريعا بكثرة قائلة من بين بكائها
: يااااه. معقوله.؟ معقولة ربنا قبل مني التوبة للدرجادي؟
اغمضت عيونها بقوة لتردف من بين دموعها
: انتي ماتعرفيش العذاب اللي شفته. والندم اللي انا فيه على غلطة غلتطها زمان دفعت تمنها غالي اوي. اوي
ردت زهيرة وهي تتشنج بداخلها غيظا، لا يوجد لديها طاقة لهذا الهراء الذي تتحدث عنه هي.

فأردفت عليا من بين بكائها تحمد الله قائلة
: الحمد لله يارب انك قبلت توبتي. نفسي يمد في عمري واستسمحهم بنفسي. علشان اموت وانا مرتاحه
ثم اردفت بما جعل زهيرة وكأنها تقف على جمر مشتعل، ارتفعت باركين غضبها حتى اوشكت على ان تفيض من عينيها، عندما اردفت عليا
: بعد ما بعتلهم الجواب واعترفتلهم بأن ابنهم عايش وطلبت منهم يجو استسمحهم، بردو ما كنتش مرتاحه.

في تلك الاثناء كانت ام ورد تجفف الملابس على حبال شرفتها لترى تلك السيارة فتنظر لها باستغراب قائلة
: يااختي. وده ايه اللي هيدخل التاكس النضيف حتتنا المعفنه دي. جي لمين ياترى؟!
ثم صاحت تنادي لأحد الصبيان المتواجدين بالحارة قائلة
: واد يا زلطة. انت يا ولاه
ليرد عليها الفتى قائلا
: نعم يا خالتي.
ردت ام ورد تسأله قائله
جاي لمين ياواد التاكس ده.؟
رد عليها الفتى يلتقط كرته من الارض قائلا.

: دي ناس عند خالتي ام مصطفى.
ضيقت ام ورد ما بين حاجبيها باستغراب لتتسع عينيها بعد ذالك قائلة بصوت خافت تضع اصبعيها الابهام والسبابة اسفل ذقنها
: يكونش الناس اياهم. بتوع الظرف
اسرعت تاركه ما بين يديها تدلف الى داخل شقتها، تبحث عن خمارها ترتديه سريعا لتجد ورد امامها تسألها بعدم فهم قائلة
: راحة فين يا امه. ومتسربعة كده ليه.؟
ردت ام ورد بفرح قائلة.

: الظاهر كده الناس اللي وديتلهم الظرف بتاع ام مصطفى، بتوع الحكاية اياها اللي حكتهالك جم عند خالتك ام مصطفى
أومأت لها ورد بتفهم، لتتركها سريعا تنزل درجات السلم تتجه الى منزل ام ورد. فلم تجد سيارة الاجرة مكانها. بل لم تجدها من الاساس
لترد قائلة لنفسها باستغراب
: الله. هما مشيو ولا ايه؟
دلفت الى داخل الغرفة تنادي عليا
قائلة
: ام مصط...
فقدت ام ورد النطق تتسع عينيها تصفع صدرها مرارا بقوة، صارخة.

: يااختااااااي. الحقوني ياخلق
عندما وجدت عليا مطعونة بنصل حاد اسفل رقبتها قرب صدرها، غارقة ببركة من الدماء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة