قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثالث عشر

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثالث عشر

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثالث عشر

وصلت سارة الى المقهى تبحث بعينيها عن سالم، تتمنى الا تجده وتعود ادراجها مرة اخرى، لكن ضاعت امانيها عندما رفع سالم يده يشير لها جالسا بإحدى الطاولات الجانبية، تقدمت اليه بخطوات ثابته، وانف مرفوع وعيون واثقة. وقلب يرتجف. تمتلك هي القوة لإخفاء ذالك الارتجاف
جلست امامه قائلة مباشرة وبدون مقدمات
: خير.؟
نظر لها ثم تنهد يحث نفسه على الصبر، رد قائلا باستنكار
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ردت بنفاذ صبر
: لو سمحت قول انت عاوز ايه لأني مش فاضيه.
جز على اسنانه غيظا، لكنه اخفى غيظه، نظر بجانبه، ثم اعاد نظره اليها مرة اخرى بتأثر مصتنع قائلا
: عارف ان من حجك تزعلى. وتعملي اكتر من اكده كمان،
ثم تنهد تنهيدة عميقة مردفا
: هقول ايه بجى. الله يرحمه عمي هو السبب في اللي احنا فيه ده.

لتغيم عينا سارة بسحابات من الحزن، كم كانت تتمنى وجوده بجوارها، كم كانت تتشوق لتذوق دفئ احضان الاب كما تسمع عنه، لكن لا يدرك المرء كل ما يتمنى،
التمعت عينيه بثعلبية عندما لمح بنظرة عينيها ذالك التغير، وقد لمس وترا ما في احساسها فأردف بحزن وتأثر مصطنع
: اني موافج نحلو موضوع الورث ودي، ولا محاكم ولا يحزنون، لكن ليا شرط.

انتبهت سارة اليه والى كلمة شرط لترفع حاجبها الايسر تشتعل عسليتيها غضبا، تربع ايديها اما صدرها تستعد للهجوم عليه بوابل من الكلمات، استشعر هو ذبذبات غضبها فأردف سريعا
: وممكن تسميه طلب. او رجاء مني.
ردت قائلة وهي على نفس وضعها
: ايه هو الرجاء.؟ احب اعرفه
اسبل لها عينيه بحزن قائلا
: تاجي تجعدي وسطينا. ناكلو في طبج واحد ويبجى عيش وملح. نتعرفو عليكي. وتتعرفي علينا.

ترددت افكارها للحظة. تشتتت، . تفتقد، بل تفتقر ذالك الشعور بوجود عائلة. لم تختبره قط، وقد اردف سالم يطرق على الحديد وهو ساخن قائلا عندما رأى ترددها
: اجل ما فيها. تشوفي جدتك. تشمي فيها ريحة ابوكي اللي ما شوفتيهوش قبل سابج.

نظرت له بعدم تصديق. هل حقا لها جدة. هل ستتقبلها بعد تلك السنوات. هل حقا تجد فيها اثر والدها الذي لم تراه في حياتها قط، اذدردت سارة ريقها ببطء ترمش بأهدابها في تفكير، فرد سالم قائلا وهو يخرج من جيب عبائته ورقة مدون بها جميع ارقامه
: انا هسيبك تفكري. وتردي عليا على مهلك، كلميني اول ما تاخدي جرار.

ثم تركها وذهب. ترك افكارا. واشواقا لمشاعر عدة لم تختبرها مطلقا. ، ابتسم بظفر اثناء خروجه فقد تأكد من نجاح خطته، فقد لعب على نقطة احتياجها، يقدم لها ما تفتقده...
جلست تفكر، . شريدة هي كطائر ضل الطريق عن سربه. وقد عثر عليه اخيرا. ، تحدث نفسها ماذا سيحدث اذا ذهبت الى هناك.؟ لن ينقص منها شيء. ، استقامت تلطقت الكارت من على سطح الطاولة متجة الى خارج المقهى...

شريدة. كطائر فقد سربه. ووجده اخيرا متلهفا متشوقا إلى الاحتواء. لا يدرك أنه. سرب من سراب.

وصلت قوات الشرطة في ذالك الحي الشعبي، حيث حادث قتل مروع بمنزل مكون من غرفة واحدة. والمجنى عليها عجوز تكاد تكون عاجزة عن الحركة. لم يسرق شيء من الغرفة. او بالأحرى لا يوجد شيء لسرقته. إذا ما اذي دفع القاتل لإرتكاب جريمة كهذه. وقف ضابط المباحث ينظر الى جثة عليا بتركيز، افراد المعمل الجنائي يقومون بأخذ سلاح الجريمة و الاحراذ لوضعها تحت الإختبارات و رفع البصمات، التفت الى الغارقة بدموعها من شدة البكاء، نظر لها باستياء يسئلها قائلا.

: ايه اللي حصل.؟
نظرت له ام ورد تتحدث من بين بكائها
: انا كنت واقفة في البلكونة ياباشا. وشوفت تاكس واقف قدام بيتها. ، على بال ما نزلت، كان التاكس مشي دخلت لقيتها غرقانة في دمها.
ليسألها الضابط مرة اخرى
: ليها قرايب. او معارف؟
نفت له ام ورد قائلة
: مالهاش حد ابدا يا باشا. ماكنش ليها غير ابنها الله يرحمه.

اومأ لها الضابط يفكر، ما الذي يستدعي احد ما لقتل عجوز قعيدة.؟ اذا لم يكن القتل بنيه سرقة. ترى ماذا يكون الدافع.؟
نظر الى ام ورد قائلا
: تعالى معانا. هنحتاج اقوالك دي في القسم
اومأت له ام ورد تبكى حزنا على فراق صديقتها...

وصلت زهيرة بسيارة الاجرة امام الفندق مرة اخرى بمعالم وجه مرتاحه للغاية، وكأنها لم ترتكب جريمة قتل للتو. اعطت السائق اجرته وترجلت من السيارة الى داخل الفندق بقلب كالجليد، لم تتأثر لحظة بكونها أذهقت روح انسان منذ عدة دقائق، صعدت إلى غرفتها، اخذت حقيبه ملابسها وترجلت مرة اخرى الى خارج الفندق، بلا عودة. ستغير مكانها احتسابا لأي شيء قد يحدث.

هي لا تفكر وتنفذ فقط. لا. بل تنسج خطتها بنسيج محكم. غير قابل للفكاك. حيث جميع اطراف خيوطه بين يديها. انتقلت الى شقة مفروشة، قد حجزتها ايضا من خلال احدى المواقع الإلكترونيه، تحدث نفسها قائلة بسخرية. ما اسهل التعاملات في العصر الحالي. بضغطة زر فقط تحصل على ما تريد.
انهت مقابلة مالك الشقة واستلامها في وقت قصير، واستعدت للمهمة الأكثر صعوبة. حيث هي على مشارف مواجهة. ويجب الإستعداد لها على اكمل وجه.

انتهى اليوم بإطفاء شمس غرقت في بحار الكون.
وبدأ يوم جديد بولادة شعاع نورها مرة اخرى من رحم الظلام.

وقفت حياة تعدل من ملابسها امام مرآتها بعيون تلتمع بالعزم والثبات، ارتدت فستانا من اللون البنفسجي الداكن، تتحدد حواف اكمامه وجيوبه باللون السكري وحجاب من اللون الاوف وايت اسفله جزء صغير من نفس لون الفستان. فبدت رائعة للغايه، خرجت تنزل الدرج تتجه نحو الاسفل، فوجدت حنان وسارة بانتظارها على مائدة الافطار، اقتربت منهم بابتسامة مشرقة، لتنظر لها سارة بانبهار، وكذالك حنان تنظر لها مبتسمة بفخر.

اقتربت حياة منهما قائلة
: صباح الخير
ردتا سارة وحنان التحية لتنظر سارة اليها قائلة بمرح
: هما اللي بيتخطفوا بيحلوا كده
ضحكتا حنان وحياة، ثم ردت حنان تربت على كتف حياة بحنو قائلة
: ربنا ما يجيبلناش حاجه وحشة تاني يارب.
انتهوا من تناول الإفطار، وجهت حياة حديثها الى سارة قائلة
: يالا بينا. عاوزين نوصل الشركة بدري.
ردت سارة تجيبها وهي تنهض من مكانها قائلة
: يالا.

قبلتا كل منهما حنان يودعانها، ثم خرجوا يتوجهان نحو السيارة
تودعهم حنان بدعوات صادقة من قلبها قائلة
: في حفظ الله يا حباييي. ربنا معاكم
ركبا سويا، وتحركت حياة منطلقة بالسيارة،
تحركت سيارة خلفها مباشرة تتبعها،
وسيارة اخرى. تتبع كليهما...

جلس بمكتبه يشتعل غضبا، يتحرك يمينا ويسارا، تحترق انفاسه، فقد علم توا بسفرها الى مصر، لم يكن يريدها ان تعلم بالأمر الان، كان يجب عليه ان يحسب حسبانه جيدا لمعرفتها. ستخرب الآن كل شيء، كم ستكون مهمته شبه مستحيلة. فهو يعلمها تماما. لن تتوارى عن فعل اي شيء حتى تحقق مبتغاها. لن يستطيع احدا ما الوقوف أمام قوى شرها وحقدها العتيق، عزم امره على المواجهة، وقد قرر اللحاق بها والعودة الى الماضي لإصلاح ما قد هدمته هي وساعدها هو في هدمه. ، لم تفكر حتى بابنتها الصغيرة، تركتها بمفردها وسعت خلف انتقام واهي لن يحقق لها سوى الهلاك، ماذا يفعل كيف سيتركها بمفردها، فعمر يمكنه تحمل مسؤليه نفسه، لكن يمنى مازالت اصغر من تحمل مسؤولية وجودها بمفردها، قد فكر بأن يأخذها معه لكن اختبارتها قد بدأت للتو. يا إلاهي ما تلك المعضلة. ماذا سيفعل.

حسم امره بعد تفكير عميق، قرر ان يسافر الى مصر اولا بمفرده، ومن ثم يمنى وعمر يلحقان به بعد انتهاء اختبارات الصغيرة...
وقف امام منزله ينظف سيارته الاجرة ليبدأ يوم عمل جديد، وصوت القرآن الكريم يصدح من المذياع الخاص بالسيارة، انتهى من تنظيفها، يتجه نحو المقهى امام منزله يحتسي قدح الشاي الساخن كما عادته كل صباح، جلس على احد المقاعد ينادي فتى المقهى بصوت جهوري قائلا
: كوباية شاي في الخمسينة يا دقدق.

ليأتيه صوت دقدق قائلا
: من عنيا يا اسطا خليل. وعندك واحد شاي في الخمسينة وصلحوا
استمع الى صوت احد معارفه بجواره يحوقل قائلا بتأثر
: لا حول ولا قوة الا بالله. الناس بقت ماشية تقتل في بعضها. مابقاش في تقوى ولا ضمير خلاص
ليرد عليه الاسطى خليل قائلا باستنكار
: يافتاح ياعليم يارزاق يا كريم. خير ع الصبح.؟
ليرد عليه الرجل بتأثر ناظرا بالجريدة بين يديه.

: جريمة قتل ياسيدي. والمجنى عليها ست غلبانه ماحليتهاش اللضى. في منطقة (، )، اتقتلت ليه. ومين القاتل.؟ ما يعرفوش
ثم نظر له بسخرية مردفا
: ويضيع الحق على كده. ما احنا مالناش تمن في البلد دي.
اما هو فجلس متسع العينين عندما ذكر صديقه اسم المنطقة. فهي نفسها المنطقة التي كان ينتظر بها تلك السيدة امس. ، جلس متذكرا ربكتها وتوترها عندما خرجت من ذالك المنزل الذي كان ينتظرها امامه.

Flash back
خرجت مسرعه من المنزل تركب السيارة قائلة وعيونها تلتفت حولها والى باب المنزل خاصة
: اطلع يااسطى. بسرعه
ليرد عليها قائلا وهو يستغرب ارتباكها
: حاضر ياست هانم. ، بسم الله
ويشرع في تشغيل سيارته والتحرك بها خارجا من تلك المنطقة.
Back.

اخذ من يد المجاور له الجريدة ينظر بها ليتأكد من اسم المنطقة، اتسعت عينيه لآخرهما، قلبه يخفق بشدة عندما رأى صورة للمنزل والمنطقة من الخارج، تحت عنوان جريمة قتل مجهولة الدوافع، لسيدة بعقدها الخامس بحي (، )
اغلق الجريدة بنظرات حائرة، وعقله يأخذه ذهابا وإيابا،.

يتسائل هل يمكن ان تكون تلك السيده هي القاتلة. و إن كانت. ماذا عليه ان يفعل.؟، اذا صمت فسيكون شريكا لها. واذا ذهب للإدلاء بشهادته فماذا سيكون مصيره...
وصلت حياة الى الشركة بصحبة سارة، صفت سيارتها بجراج الشركة، ثم ترجلت منها تتجه الى الداخل،
صعدتا إلى مكتب منصور بكل عزيمة و ثبات، وصلتا الى المكتب لتستقبلهما السكرتيرة بابتسامة واسعة قائلة
: اهلا وسهلا يافندم. حمدالله على سلامة منصور بيه.

اومأت لها حياة بابتسامة تشكرها قائلا
: متشكرة ياسناء.
ثم اردفت بجديه تامة
: عاوزاكي تجيبيلي كل الملفات المتأخرة اراجعها، وتبلغي كل العملا ان الشغل هيفضل مستمر وان كلها ايام باذن الله وخالو يرجع الشركة تاني.
اومأت لها سناء قائلة
: باذن الله يافندم. تحت امرك
لم يكن الامر صعبا عليها، فقد دربها منصور كثيرا اثناء دراستها على متابعة اعماله ومعرفة نظام وخط سيرها.

دلفت الى داخل المكتب تحث سارة بمرح قائلة بجدية مصتنعة
: صحصحي معايا ها. الشغل اتعطل اليومين اللي فاتو دول. عاوزين نثبت لخالو ان احنا قدها،
ثم رفعت انفها بفخر مردفة
: وانه معاه بنات اه بس بمية راجل.
لترد عليها سارة بتهكم قائلة تشير الى المكتب
: ماشي يا ابو الرجالة. اتفضلي
ضحكا سويا، ثم جلست حياة بمكتب منصور. وجلست امامها سارة
دلفت بعد عدة دقائق سناء تحمل بعض الدفاتر والملفات قائلة.

: دي كل الملفات والفاكسات اللي وصلت لنا. ده غير ان في اجتماع مهم جدا للصفقة الجديدة. متأخر بقاله يومين
اومأت لها حياة قائلة
: تمام، بلغيهم دلوقتي ان الاجتماع معاده انهارده.
اومأت لها سناء ثم خرجت من المكتب
نظرت حياة الى سارة قائلة وهي تقسم الملفات امامها
: يالا خدي انتي حبه وانا حبة
ضحكت سارة تلطقت منها الملفات لمراجعتها.
لتنكب كل منهما على ما في ايديهم لينهياهما بوقت قياسي.

، بالخارج اجرت سناء عدة اتصالات بخصوص الاجتماع، ومن ضمن تلك الاتصالات قصي الزيني، احد العملاء المساهمون في تلك الصفقة
بداخل المكتب نظرت سارة باندهاش للورقة بين يديها ثم وجهت نظرها الى حياة قائلة بترقب
: حياة.؟ في حاجة مش لطيفة، اظن انها مش هتعجبك
ردت عليها حياة وهي تنظر بالأوراق بين يديها بتركيز قائلة بعدم اهتمام
: في ايه.؟
مدت سارة يديها بالورقة نحوها قائلة
: خدي شوفي كده.

التقطت حياة الورقة بين يديها تنظر لها، اتسعت عينيها فجأة حين رأت ان والدها الذي شارك باختطافها لصالح باسم منذ أيام. هو شريك خالها ايضا بعد شرائه لأسهم باسم،
لتنظر الى سارة بعدم فهم قائلة
: الكلام ده معناه ايه.؟
ردت عليها سارة تقلب شفتيها للأسفل بمعني انها لا تدري
لتردف حياة بعد تفكير قائلة.

: ده ما لوش غير معني واحد. ان باسم وبابا متفقين يورطو خالو، ويخلوه غصب عنه يوافق بشراكة بابا اللي مستحيل خالو يوافق بيها.
ثم التقطت ورقة مدون بها شروط قبول عقد الشراكة، تقرأها جيدا مردفة بتفكير
: وبحسب شروط القبول خالو مضطر لا اما يقبل الشراكة لا اما يدفع الشرط الجزائي ويخسر الصفقة.
لترد سارة بزهول قائلة
: ياولاد الأبلسه
ثم اردفت تنظر الى حياة بتسائل قائلة.

: تفتكري ليه عملو كده. وهل ده ليه علاقة بخطفك.؟
لتتنهد حياة بنظرات حائرة قائلة
: مش عارفة.
إلتمعت عينيها باصرار، لأول مرة ستتصرف بدون استشارة منصور، او الأخذ برأيه، ضغطت على زر استدعاء سناء، لتدلف الاخيرة اليها فأردفت حياة
: عاوزاكي تطلبي استاذ رشدي وتبلغيه بضرورة وجوده في الاجتماع
ارادت سناء اخبارها بشأن مشاجرة منصور ورشدي وامره بعدم دخوله الى الشركة مرة اخرى لتتنحنح قائلة بإحراج.

: احم، انسه حياة. في أمر من منصور بيه بعدم دخول استاذ رشدي الشركة.
اومأت لها حياة بتفهم فقد كانت تتوقع ذالك قائلة
: تمام نفذي اللي قولتلك عليه
اذعنت سناء لأمرها متجهة إلى خارج المكتب.
نظرت سارة باتجاهها تسألها
: ناوية على ايه.؟
تنهدت حياة تفكر فيما ستفعله. تدعو الله سرا الثبات والقوة امامه، فلا يزال حادث اختطافها يترك اثرا بالخوف داخلها. لكنها ستبتلع ذالك الخوف، ستغمره بأعماقها، لن تظهره ابدا...

وقف يستند بجسده على السيارة استمع الى رنين هاتفه ليرفعه إلى اذنيه يرد قائلا
: باشا. العربية ما اتحركتش من مكانها.

علي الجانب الاخر من الهاتف تأججت نيران غضبه، تشتعل بعينيه براكين تكاد تنفجر غيظا، ليغلق الخط بوجهه، يفكر. حتما هو احد اتباع او معارف منصور، فلا يعقل ان يظل نزيل فندق لمدة ثلاثة ايام دون الخروج، استقام متجها الى سيارته تقوده شياطين غضبه متجها نحو شركة منصور، حيث عين شخص آخر بمراقبتة حياة، اخبره منذ قليل بوجودها في الشركة. بمفردها، ركب سيارته يتوعد لها بداخله. عازما على النيل منها. حيث ستكون هي. صفقته الرابحة التي لن يتنازل عنها ابدا...

بعد بعض الوقت.
دلفت حياة برفقة سارة وبعض موظفين الشركة الى غرفة الاجتماعات، لتجد رشدي وبعض العملاء بانتظارها، جلست على المقعد الرئيسي الخاص بمنصور ترفع رأسها بشموخ، لينظر لها رشدي بسخرية واستهزاء،
التقطت نظراته بنظرة تحدي وإصرار قائلة
: اهلا بيكم. الحقيقة اجتماع انهارده بخصوص الصفقة لكن بشكل تاني.
لتعلو الهمهمات من حولها بين موظفين الشركة، والعملاء.
فأردفت بكل ثبات توجه نظرها الى العملاء.

: اجتماع انهارده بخير فيه حضراتكم بين امرين. الاول، إنكم تكملوا الصفقة مع شركة منصور المنياوي فقط. وهتتحمل الشركة الصفقة كاملة
ثم وجهت نظرات التحدي الى والدها مردفة
: من غير شراكة استاذ رشدي.
نقلت نظرها مرة اخرى الى العملاء قائلة
: وليكم حرية القبول او الرفض.

نظر لها رشدي تتطاير شرارات غضبه من نظراته الموجهة اليها. فبتلك الفكرة سيخسر هو في كلتا الحالتين، فبموافقة العملاء على اتمام الصفقة بالتعاقد مع شركة منصور فقط، سيكون هو الخاسر وعليه الانسحاب قسرا، و برفض التعاقد من الاساس مع شركة منصور وشركته، سيكون ايضا هو الخاسر، حيث تمتلك شركة منصور النسبة الاعلى من الاسهم، وسيقسم الشرط الجزائي على كلاهما
تلك الشيطانة الصغيرة فعلت ما لم يجرؤ منصور نفسه على فعله.

وكل ما فعلته هي. المجازفة. اما التعاقد مع شركتهم فقط وانسحاب شركة والدها. و ستجد حلا فيما بعد لضبط الميزانية، واما رفض التعاقد اطلاقا مع الشركتين وبذالك سيكون الشرط الجزائي مخفف حيث سيدفع رشدي جزء منه...
ولشركتهم أسبقية القرار، لإمتلاكها النسبة الاكبر من الأسهم.

تشاور العملاء فيما بينهم، ثم طلبوا بعض الوقت لدراسة الامر والتفكير جيدا، وافقت حياة، وانهت الاجتماع تحت نظرات موظفين الشركة المنزعجة لقرارها الذي اتخذته بدون اي اساس من الصحة، خلت غرفة الاجتماعات سوى من رشدي وحياة وسارة،
استقام رشدي ينظر اليها بغضب. تشتعل عينيه يريد الفتك بها. تقدم نحوها بخطوات تكاد تترك آثارها ارضا من شده احتراق غضبه قائلا وهو يجز على اسنانه غيظا
: تربية منصور بصحيح.

ليبتسم بسخرية مردفا
: بس مش دي نهاية اللعبة لسه...
ليقطع كلامه اقتحام باسم لغرفة الاجتماع كشعلة يتوهج لهيبها غضبا، انتفضت حياة زعرا اثر اقتحامه هذا
لتذدرد ريقها تقف بثبات، يرتعد داخلها خوفا تناجي الله سرا. الاغاثة. بجوارها سارة تماثلها نفس الثبات الظاهرى
ليتقدم نحوهم باسم ينظر لها شررا ثم يوجه نظراته الى رشدي قائلا بسخرية مهينة لحياة
: مش تسأل بنتك المصون اليومين اللي اختفت فيهم كانت بايته فين.

ثم وجه نظره اليها بنفس السخرية يتكأ على حروف كلمته يقصد اهانتها مردفا بنبرة صوت كعويل كلاب الشوارع الجربه
: ومع مين.؟

استمعت الى كلامه متسعة العينين ذالك الحقير ماذا يقول، همت سارة بالإنقضاض عليه قالقطة الشرسة. لتمنعها حياة، فلا تعلم عواقب الاندفاع الان، لم يؤثر بها كلام ذالك الحقير، لا يعنيها هرائه. لكن ما ألمها حقا وكانت كالسهم الحارقة بقلبها. هي نظرات التشفي بعيون والدها. او بالأحرى ذالك الكائن الذي لايستحق لقب والد
تقدم باسم منها ببطء يريد اقتناص نظرة خوف واحدة من بين ثبات عيونها.

وقفت تواجهه بنظرات تحدي ثابته. وقلب يكاد يخقق آخر خفقاته اثر الخوف، نبضاتها تدوي كالطبول تسمعها اذنيها، وبخطوة اخرى من ذالك الحقير ربما سيسمعها أيضا
تحدث نفسها. ياالله ساعدني. يارب اغثني.
خطوة اخرى وستنطلق دموع عينيها كالشلال، لن تستطيع الصمود اكثر.
رد باسم ببطء يوازي بطء خطواته ينظر الى عينيها بشر قائلا
: شوفي بقى. مين هينجدك مني.؟
ليآتيه الرد فورا.
وتأتيها هي الإغاثة الإلاهية.

في نبرة صوت واثقة. ثابته كالجبال.
: انا.
التفتت الى القائل تتسع عينيها على آخرهما من هول الصدمة. ما الذي أتى به الى هنا. هدأت خفقات قلبها تتخذ مجرى النبض الطبيعي بإطمئنان، عندما رأته، يقف أمام باب الغرفة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة