قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثلاثون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثلاثون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثلاثون

بعد مرور يومين من احتجاز كل من منصور وقصي. اثبتت تقارير الطب الشرعي ان ما تحمله الجثة بين أظافرها من بقايا جلد وبعض شعيرات القاتل. في محاولة منها للنجاة ودفعه عنها. غير مطابقة مع كل من قصي او منصور. وكذلك كاميرات مراقبة الفندق سجلت لحظة تتبع شخص ما للضحية وهجومه عليها ومن ثم دفعه لها الى داخل الغرفة. وخروجه بعد بعض الوقت غير متزن يتخبط بالجدار شبه راكضا. وقدوم قصي قبل قوات الشرطة ببضع دقائق. مما يترتب عليه برائته وعدم ثبوت الأدلة الكافية لارتكابه للجريمة. بمجرد خروجه من مكتب التحقيقات. وجدها امامه تنظر اليه معاتبة اياه بدموع عينيها. تقدم نحوها يحتضنها وكأنه يعتذر عما سببه لها من الم وقلق حيث مر اليومين الماضيين عليها وكأنهما دهرا. بين دموع وبكاء و ذعر من فقده مرة أخرى. تركها ينظر الى شريف نظرات متألمة ذات مغزى ليخفض شريف رأسه بأسف. وحزن تسارعت دقاته تخفق صارخه اثر اشتداد قبضة ما تعتصر قلبه. ودموع عينيه تتساقط واحدة تلو الأخرى. نظر كلا من منصور وحنان اليه باستفهام عن سبب بكائه. فتحدث شريف يجيب تسائل أعينهم قائلا بأسف.

: عمر عبد السلام الزيني اخو باش مهندس قصي اتوفى من يومين.
تفهم والده الآن مشاعره. اما امه فرأت ان دمعة واحدة من عينيه اثمن من ان يزرفها على ابن ناهد مدعيا اخوته له. غافله عن انه جزء منه. بخطوات واجمه تركهم قصي يبتعد عنهم خارجا من القسم ليناديه والده باستغراب
: قصي. رايح فين.؟
التفت له تتساقط دموعه بكبت.
ليتحدث شريف بخفوت تحت عيون حنان المعلقة بولدها بلهفة.

: لازم حد يستلم الجثة. هو موجود دلوقتي في مستشفى (، ).
نظر منصور الى حنان بترقب. حيث اتسعت نظرة عينيها تنفي برأسها ببطء هامسة
: مش اخوك. ده ابنها. ابنها هي.
ركضت الى قصي تمسح دموع عينيه قائلة بهيستريا.
: مش أخوك يا مازن. ده مش أخوك. ده ابنها هي. انت مالكش دعوة بيهم خلاص.
اغمض عينيه بقوة يبكى بحرقة. كيف يفهمها الوضع. كيف يخبرها انه بمثابة ولده وليس أخيه. تهدجت انفاسه يرد عليها.

: اخويا يا امي. والله اخويا. هدفن اخويا.
ثم تركهم شبه راكضا. تقدمت حنان بضع خطوات تتبعه ثم توقفت تنظر له بألم ولهفة. ليقترب منها منصور يربط على كتفيها بحنو ينظر لها بتأثر قائلا
: سيبيه. ماتخافيش هيرجع.

اتكأت برأسها على كتفه في تسليم من كل حواسها لما يدور حولها. وكأنها تخبره انها لم تعد قادرة على شيئا بعد. اخذها يخطو برفق الى خارج القسم، جلست بالسيارة فأغلق منصور الباب مائلا نحو نافذة السيارة يأمر السائق بإيصالها إلى المنزل قائلا لها.
: لازم ابقى معاه. مش هينفع اسيبه لوحده.
أومأت له تغمض عيونها باستسلام تام. ليتركها منصور راكبا سيارته يتبع قصي...

جلست بارتياح على ذلك المقعد الخشبي الكبير بحديقة المنزل. تنظر إلى السماء بابتسامة ممتنة. وكأنها تبدي شكرا ما لأحدهم. ثم نقلت نظرها إلى ذلك العصفور. رفيقها. تبتسم باتساع. متذكره ذلك الطبيب حمزة. وكيف كانت تريده ان يرافقها في رحلتها مع سالم لخوفها الشديد منه. يبدي لها بعضا من الاهتمام والذي لاحظته في الأونة الأخيرة. لا تنكر ان شيئا ما بداخلها يتحرك تجاهه. تشعر بالسكن. بالأمان. عند رؤيته. تطمئن. ان كل شيء سيصبح على ما يرام. تداعب العصفور الصغير داخل القفص بلطف. وهناك خلف زجاج نافذة مكتبه وقف ينظر إليها. وكأنه يكتشفها. نظرة بها لمحة تردد. مجرد لمحة لا تذكر. وإصرار رهيب على ما ينتوي عليه. وشيء واحد فقط. يرفض ذلك الإصرار. يتجاهله هو بدون ادراك منه. وربما يتجاهل عمدا الالتفات اليه. استدار جالسا على مقعد مكتبه يجلس امامه اسماعيل يحثه بتوسل قائلا.

: بلاش يا اخوي. دي مهما كانت ولية. وبت عمنا. مش احنا اللي نعملوا اكده. اجل ما فيها ناخدو الورجه ونهملها لحالها.
نظر إليه نظرة مطولة. يعيد كلماته بداخل عقله. ليرد قائلا.

: اياك تكون فاكر انها هتسكت وتسلم امرها لله وخلاص على اكده. لا، دي جوية مش زي حريمنا اهنه. ماطرح ما نحطهم نلاجيهم. لازمن تنكسر. وما هتجيش غير اكده. عشان يكون عندك معلوم انا ما رايدش احافظ على الورث وبس لا، اني اكده هحافظ عليها وهتفضل جارنا على طول.
طرق الباب لتدخل الخادمة تنظر خلفها بحذر تتقدم إليهم بخطوات سريعه ليتحدث سالم قائلا
: عملتي إللي جولتلك عليه.؟
ردت تومأ له عدة مرات قائلة.

: ايوة عملته يا سيدي
ليرد محذرا إياها بشدة
: طب روحي دلوقت لحد ما اناديكي. وإياك حد يشم خبر باللي حصل. هقطع خبرك
: حاضر يا سيدي ماحدش هيعرف واصل
ثم خرجت تعود ادراجها مغلقة الباب خلفها
استقام اسماعيل يواجهه قائلا بأسف
: اعذرني يا اخوي. انا مش هجدر اعمل اكده.
وعاقبة اخرى تعوق وصوله إلى الهدف. استشاط غضبا ناهضا يدور حول المكتب وصولا الى أمام اخيه يمسكه من تلابيب عبائته يزمجر غاضبا.

: ما فيش حاجه اسمها مش هجدر. مش لعب عيال اياك. هتنفذ كل اللي هجولك عليه يا اسماعيل والا قسما عظما...
ليقاطعه قائلا بحزن
: ما تقسمش يمين الله. اني اول مرة اعصاك يا اخوي. نفذ انت إن جدرت...
ثم نفض عنه ملابسه خارجا من الغرفة تحت عيونه المشتعلة غضبا. لم يتبقى سوى خطوة واحدة. لن يدع كل ما خطط له يضيع هبائا. سينفذ ما يريد. وبنفسه...

جلست بجوار حنان اللتي تنظر للا شيء بمعالم وجه يسكنها الوجوم. تنظر اليها بحزن لما اصبحت عليه. لكن بداخلها تشعر بفرح شديد لنجاته من تلك الورطة. فلم تذق طعما للنوم منذ يومين تناجي الله. تدعوه. ان يظهر برائته. إن كان يستحق. ليستجيب الله لدعائها وتثبت برائته. نظرت إليها تترجاها هامسة بحنو تمسك بين يديها وعاء حساء ما
: علشان خاطري يا ماما لازم تاكلي اي حاجه. انتي بقالك يومين ما دوقتيش الاكل.

نفت حنان برأسها ببطء. لتعاود حياة الكره مرة ثانية
: طيب انتي ايه اللي مزعلك دلوقتي. مش هو طلع بريء خلاص وخرج هو وخالو.
تساقطت دموع حنان بألم. تتحدث بخفوت
: ناهد مش هتسبني في حالي. هتفضل واخداه مني حتى لو مش موجوده.
وضعت حياة الوعاء من بين يديها على الطاولة امامها. تربت على ظهرها بيد وبيدها الأخرى تمسح لها دموعها قائلة بابتسامة متفائلة
: مين بس اللي قال كده. محدش يقدر يبعدك عنه خلاص.

وكأنها تدرك ما سيحدث. وكأنها تشعر بتلك الغيمة اللتي ستمطر عليهم سواداً. تستنشق رائحة ذلك الضباب الذي سيعم الأرجاء تاركا لهم اثرا مؤلم. بقلب ام كرادار استشعار. ردت بنبرة تخلو من الحياة
: بيتهيألك.
انقبض قلب حياة تنظر لها بوجوم. فأردفت حنان من بين دموعها المتساقطة باستسلام
: مش مرتاحة. قلبي مش مرتاح يا حياة. قلبي مش مرتاح...

جثا أرضا على ركبتيه بعدما انتهى من مراسم تشييع جثمان أخيه. شاردا بحزن تتسابق دموعه واحدة تلو الأخرى. نظر إليه منصور يتألم مشفقا عليه. ليشير إلى كل من يوسف وشريف باللحاق به خارجا. بعدما اصرا على المجيء وعدم تركه بمفرده. خرجوا جميعهم تاركين له مساحة اظهار مشاعره. ابداء حزنه المكبوت بداخله. الكثير من الدموع اللتي لم يستطيع كبح جماحها. خرجت ترافقها آهات نابعة من شق قلبه. يتحدث من بين بكائه يهمس ناظرا لقبر أخيه وكأنه امامه.

: سامحني ياعمر. والله كنت جايلك. كنت بدور عليك.
ثم تهدجت انفاسه تنازع روحه قهرا وألما يتحدث بنشيج باكي ينفي برأسه بهدوء معتذرا له
: مالحقتش. مالحقتكش ياعمر. مالحقتكش.

يبكي بصوت عال. قد وصل الى مسامعهم بالخارج ليضغط يوسف ضاما شفتيه بقوة تدمع عينيه على حال صديقه. ومنصور الذي ينظر اليه تتشوش امامه الرؤيا اثر دموع عينيه اللتي تتساقط حزنا على ولده. يحثه قلبه على الذهاب إليه وضمه بقوة داخل أحضانه. وشريف الذي بدوره ابتعد قليلا يتجه نحو سيارته احتراما لخصوصية الموقف متأثرا بما يحدث
. تنهد قصي صامتا من نوبة بكائه. ينظر مطولا إلى قبر أخيه ثم أردف بنبرة متوعد. وواعده.

: مش هسيبه. هلاقيه ياعمر. وحياتك عندي هلاقيه. هقتله.

وهنا اتفض قلب اب على وشك لفظ دقاته الأخيرة. بنظرة زهول. صدمة. خوف. رعب العالم كله تجسد بنظرته. لو استطاع لحبسه بين ضلوعه الآن يرفض بتاتا فكرة خروجه. خوفا عليه. لن يتركه. لن يترك تلك الفكرة تتوغل برأسه اكثر. لن يعطي له الفرصة لينجرف نحو تيار انتقام حتما سيقضي عليه. بعد بعض الوقت. تقدم نحوه بخطوات بطيئه. ثم دنا يضع كف يديه على كتفه. فالتفت قصي ينظر اليه بنظرات عالق بها بعض الدموع.

: الليل قرب يدخل. قوم يا ابني
قالها منصور برجاء. استقام قصي ينظر قليلا الى قبر أخيه بشرود للحظات. فجذبه منصور يحثه على الخروج. فأذعن خارجا بين يدي والده. منحنيا وكأن احدهم كسر له ظهره عمدا. اخيه. ولو كانت تلك الدماء اللتي تتجمد الآن تحت التراب دمائها. سيظل أخيه. جزءا من روحه...

جلس بمكتب عيادته تستحوذ صورتها على جميع افكاره. تأسر مشاعره دافعة اياه نحو دوامة وردية اللون. يشعر انها نصفه الآخر. لا يستطيع ان يجزم ان ما بداخله ناحيتها هو الحب. وربما يرهب الاعتراف بذلك. لكنه شعور له لذته الخاصة. ذلك الشعور الذي يرسم ابتسامة تلقائية على شفتيه. ابتسامة حالمة دون ادراك منه. عيون تلتمع شوقا لرؤيتها دائما. هاجس قلق يفرض نفسه بقوة حول قلبه. يطوف بعقله دون هوادة. ترى كيف حالها الآن. متى ستعود. هل ستشعر بما يحمله لها داخله. ربما. وربما لا تشعر. زفر بنفاذ صبر تحايره فكرة مهاتفتها منذ الصباح. ماذا سيحدث. لا شيء. اخذ يتردد ما بين الاتصال وترك الهاتف من بين يديه. ليحسم امره بضغطة واحده على زر الاتصال. بخفقات متسارعة ينتظر الرد.

علي الجانب الآخر دخلت إلى غرفتها تتثائب بنعاس. تحمل القفص بين يديها. لتقطب جبينها باستغراب ما ان استمعت الى رنين هاتفها في ذلك الوقت المتأخر. التقطته تتردد ما بين الرد وعدمه. عندما علمت هوية المتصل. ترتعش اوتار مشاعرها مسببة لها تلك الدغدغة اللتي تشبه رفرفة الفراشات. تبعث شبه ابتسامة صغيرة ترسم على شفتيها. سرعان ما زمتها بندم تنهر نفسها. تنظر إلى اصبع يديها بغضب. عندما ضغطت على زر الإتصال. ربما ضغط سهوا. وربما توترا. وربما كانت تلك الفراشات هي من ضغطت هلى زر الرد. اذدردت ريقها ترد بعملية تامة متصنعه الجمود.

: الو.
كان ينتظر الرد بخفقات متسارعه. لماذا يصمت الآن. اين ذهب الكلام من حلقه ليرد.
: الو.
خرجت منها شبه زاعقة بغضب عندما تأخر في الرد
نظر للهاتف باستنكار ثم رد قائلا بتلعثم
: انسة سارة. ااا. انا دكتور حمزة.
: ايوه عارفه.
قالتها باقتضاب وكأنها تبصق بوجهه. حسنا يستحق هو المخطأ. حدث نفسه بها بندم. عليه اكمال المكالمة وتحمل تلك الطريقة الجافة منها. واللتي للغرابة تجذبه اليها أكثر. لتباغته قبل الرد مردفة.

: خير يا دكتور. في حاجه.؟
وارتبك امام اسلوبها. قائلا
: لاء. ااا قصدي اه.
ثم زفر مردفا
: انتي كويسة.؟
وابتسمت. ولا تنكر تلك السعادة اللتي انتشرت بداخلها. لتضيق بين حاجبيها تتصنع الجمود قائلة
: الحمد لله.
سألها مباشرة دون تردد
: راجعه امتى.؟
وسؤاله مطعم بالإشتياق. حسنا يعلم انها لم تعد بعد. ويتصل بوقت متأخر من الليل ليسأل عن موعد رجوعها. ومع ذلك بكل حماقة ترد قائلة.

: لو حضرتك في اي استفسار بخصوص الشغل تقدر تتواصل مع الشركة على...
وقاطعها مستنكرا تلك الحماقة بتفكيرها. يرد بغيظ قائلا
: انتي ليه كده. شغل ايه وشركة ايه.؟
وابتسمت تضع يديها على فمها تحاول كتم ضحكتها.
والمسكين غافلا عن انها تتفهم جيدا سبب اتصاله. لكنها تدعي الحماقه. وهناك فرق. ليأتيه ردها من الجهة الأخرى
: مش حضرتك بتتصل بخصوص الشغل؟
: لاء. مش متصل عشان بخصوص الزفت.
قالعا بحدة حناقا.

وصمتت تنتظر اكمال حديثه بابتسامة مترقبة وعيون تلتمع ببريق غامض. ليردف حمزة يحمحم قائلا
: كنت عاوزك في موضوع شخصي.
ردت تتصنع الغباء مرة أخري
: شخصي.؟ اتفضل
مط شفتيه يائسا ثم رد
: مش هينفع في التليفون. ممكن اعرف راجعه امته.؟
فردت بعمليه تامة تنافي تلك الابتسامة الواسعة على شفتيها
: تمام يا دكتور. هكلم حضرتك اول لما ارجع.
وجائها رده عبر الهاتف متهكما
: ايوه اللي هو امته يعني.؟

بصعوبة حاولت اخفاء ضحكاتها لترد قائلة
: يعني. يومين كده. او اكتر مش عارفة بصراحة
زفر يتحدث بيأس
: تمام. هنتظر مكالمتك.
ثم ودعها مغلقا الهاتف ينظر اليه بين يديه باشمئزاز قائلا
: ايه ده ياربي.؟ بحب غفير.؟

وعلى الجانب الآخر تقفز على أطراف قدميها فرحا. وأخيرا ستبتسم لها الحياة. فقد توطدت علاقتها بالعائلة. ويبدو انها على اعتاب حب. طُرق باب غرفتها بدقات اجفلت اثرها. غافلة عن انها قد تكون دقات ناقوس الخطر. تحذير. لم تدركه. وجدت الباب يفتح وتدخل منه ام السعد بكوب من الحليب تحمله بين يديها تبتسم قائلة
: ستي الحاجه جالتلي اجيبلك كوباية لبن دافية.

وضحكت بعدها ضحكة سمجة. ردتها سارة بإبتسامة ود تتناولها من بين يديها قائلة
: متشكرة يا ام السعد.
: تصبحي هلى خير ياستي.
قالتها خارجه من الغرفة بنظرات غامضة تتعلق بذلك الكوب بين يديها تغلق الباب ببطء وابتسامة ظفر ظهرت على وجهها قبل غلق الباب كليا. عندما لمحتها ترفع ذلك الكوب إلى فمها. لتنزل الدرج بخطوات متسارعة وصولا إلى مكتب سالم. تنظر حولها بحذر. لتدخل متحدثة بصوت خافت
: كله تمام يا سيدي.

نظر لها بمعالم وجه مخيفة. رغم ثبات عينيه. نهض يمشي بخطوات ثابتة. رتيبة. يصعد الدرج. وكل درجة بتفكير مختلف. كم هو حقير. سيحافظ على ثروة العائلة. لكنه سيظلمها. لكنها ستبقى بعد ذلك بجوارهم للابد. مرغمه. لكنه سيحافظ عليها. ربما ترفض فرض الأمر عليها. ربما تأذي نفسها. سيراقبها جيدا لن يدع لها الفرصة. لن يترك لها تلك الثروة الكبيرة لتهدرها غافلة عن قيمتها. لن يضيعها مثلما فعل ابيه من قبل. اخذت افكاره تتحدث بداخله. وكانهما شخصان. احدهما ينهاه. والآخر يبرر له ما سيفعله. وجد نفسه امام باب غرفتها. فتحه يدخل إلى الغرفة تتبعه ام السعد مغلقة الباب خلفها. وقف ينظر اليها. ممددة بعرض الفراش. تغط في نوم اكثر من عميق. ثم نقل نظره إلى ذلك الكوب. شبه فارغا موضوع على حافة الكومود بجوار الفراش. اقترب منها يخرج من جيب عبائته ورقتين. ومن الجيب الآخر علبة زرقاء خاصة ببصمة اليد على الورق. يدنو منها ملتقطا اصبعها الإبهام يغمسه مطولا بتلك العلبة. ومن ثم يبصم به على الورقة الأولى. ونصف ما يريد. ليعاود الكره مرة ثانية. ثم يبصم بإبهامها على الورقة الثانية. واصبح بحوزته كل ما يريد. استقام يضع كلتا الورقتين بجيب عبائته. يشير برأسه الى ام السعد ناحية سارة. لتفهم هي ما عليها فعله. يستدير معطيها ظهره. يخلع عنه عبائته. والأخرى تجرد تلك النائمة من ملابسها. حيث حصل على ما يريد. لكنه سيضمن بقائه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة