قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثاني

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثاني

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثاني

في أحد ألبلدان ألعربية في ما يشبه القصر ببوابة خارجية ذهبية عملاقة وحديقة واسعة تحاوط القصر المكون من ثلاث طوابق، امام البوابة الداخلية نافورة مياة على شكل تمثال يشبه الملاك،.

اما من الداخل يتكون من ردهة واسعة بكل جانب بها يوضع تحفة اثرية تتنوع مابين الحضارة الفرعونيه والرومانيه، فاظات عملاقة يرجع تاريخها إلى العصور الوسطي، و على الجانب الايسر مكتب كبير يجاوره غرفة المعيشه، على الجانب الايمن يقع المطبخ الرئيسي للقصر وغرف الخدم، تعيش اسرة صغيرة مكونة من اب وام وثلاثة اخوة. في الطابق الثاني يقع جناح الام والاب وغرفة الصغيرة يمني.

اما في الطابق الثالث الجناح الخاص بالابن الاكبر قصي
وغرفة كبيرة بحمام خاص للابن الاصغر عمر.

خرج من الحمام الخاص بجناحه يلف منشفة حول خصره والاخري يجفف بها شعره قُصي في ال30 من عمره قوي البنيه بعضلات جسده البارزة، طويل القامة بشرته حنطية بعض الشيء، شعر بني، عيناه مزيج من لونين العسل والزيتون، شرع في ارتداء ملابسه وتصفيف شعره للذهاب اللي عمله، سمع صوت طرق الباب ابتسم تلقائيا لمعرفته الطارق، عادتها منذ الصغر اخته الصغري يمني، تذكر عندما كانت رضيعة، لم تكن تغفو سوي بين يديه اتسعت ابتسامته، لكنها سرعان ما اندثرت تحت تعابير وجهه الحزينة حين تذكر فرمان والدته بمنعه عن هدهدة الصغيرة او مداعبتها واللعب معها لسبب ما يجهله، و كانت شديدة التعلق بأخيها لذا ومنذ ذالك اليوم ما ان تستيقظ تصعد إلى جناحه على الفور، اذن لها بالدخول دلفت تتجه نحوه قائلة باابتسامة.

يمني: صباح الخير يا ابيه
اخذها بين ذراعيه يقبلها من جبهتها قائلا بابتسامة حنون
: صباح الخير ياحبيبتي
ثم اردف
قصي: ما روحتيش المدرسة ليه؟
زفرت يمنى قائلة
: اجازة
اومأ لها قصي ثم اردف
: نزلتي لبابا؟
يمني بابتسامة: لسه. بطلعلك انت الاول.

تشبثت باحضانه اكثر، بل تشبثت بحنانه الذي يدفقه عليها كأب ثاني لها، ابتسم قصي ليضمها بدوره اليه اكثر فهي بالنسبة له اللوان شتى على صفحه حياته السوداء، صغيرته، ووردته التي يرعاها بحب خالص ويمطرها بحنان ابوي
نظر اليها قائلا
: طب يالا ننزل. عشان اتأخرت
يجلس الاب بمكتبه منشغلا بمراجعة احدي الملفات، دلف اليه عمر
: بابا
نظر اليه الاب من تحت عويناته باستنكار
: في اختراع اسمه نخبط على البابا الاول ماسمعتش عنه.

ليرد عمر عليه
: ما انا مش حد غريب ياعبده عشان اخبط،
ثم اشار إلى نظارة والده واردف
: وبعدين ماانت مش خالع راسك اهو
ليحاول الاب كبح ابتسامته قائلا
: ولد. ايه عبدة دي،؟ اتأدب
ردعليه ولده باستنكار
: ايه وحشه عبده؟ كخة عبده دلوقتي؟ ما الذئردة الصغيرة اما بتقولها بيبقي على قلبك زي العسل
لتدلف إلى الداخل يمني تبتسم قائلة
: مين بيجيب في سيرتي
عمر بااستنكار
: اهلا
ثم نظر إلى ابيه قائلا.

: اهي بتيجي ع السيرة مش كنا افتكرنا حاجه عدلة
فتح الاب زراعيه لابنته قائلا
: ملكش دعوة ياولد. تعالي ياحبيبة بابي
لتتجه يمني نحو والدها تنظر لعمر بطرف عينيها، اخرجت له لسانها تبتسم بفخر وتستقر بين احضان والدها
عمر باستنكار: اااه طب سلامو عليكو انابقي
عبد السلام: استنى ياعمر. كنت عاوز ايه؟
عمر: لا خلاص كفايه يمني هانم عليك
عبد السلام بنفاذ صبر
: ماتقول ياابني كنت عاوز ايه.

رجع عمر مرة اخري بفخر ينظر ليمني نفس النظرة الجانبية
: كنت عاوز فلوس
عبد السلام: وياتري هتصرفها على بنت مين المرة دي.
ضحكت يمني ضحكة خافته واضعه يديها على فمها
عمر باحراج وهو يتوعد ليمني
: ااا. ايه يابابا. بنت مين ايه بس. انا كنت عاوز اشتري كتب عشان الامتحانات وكده
عبد السلام بعدم اقتناع
: ماشي ياعمر عدي على اخوك في الشركة خد منه اللي انت عاوزه
عمر بضيق
: هو لازم اعدي على اخويا في الشركة عشان اخد فلوس.

عبد السلام محذرا
: ولد. اتكلم بطريقة كويسة
زفر عمر بضيق قائلا
: حاضر
عبد السلام: خد معاك الملف ده سلمه ل قصي.
عمر: اه قول كده بقي اي منفعة وخلاص
عبد السلام محذرا بصوت اعلي
: عمر...
عمر وهو يتصنع الخوف
: جرى ايه ياعبده انا بهزر مابتهزرش
عبد السلام
: طب يلا عشان ماتتاخرش على الجامعة
استقام عمر ينظر لاخته قائلا بتهكم
: وانتي ناويه تريحي كده كتير؟، ايه ماوراكيش مدرسة انتي كمان.

لتنظر له يمني بابتسامة متشفية متشبثة أكثر باحضان والدها
: لا انا اجازة. وكمان راحه مع مامي النادي انهارده
عمر باستنكار اخذا الملف من على سطح المكتب
: طب يااختي. اما اروح انا الحق اسلم الملف
وتوجه الى خارج المكتب.

تنزل على درجات السلم الداخلي للقصر، سيدة في عقدها الخامس تقريبا لا يبدو عليها الكبر من يراها لا يصدق عمرها الحقيقي، تحدد عينيها بكحل اسود ثقيل، مرتدية عبائة مزركشة تليق بالجلوس في المنزل، شعرها الحريري معقوس على شكل كعكة قاسية، خرج عمر من المكتب متجه إلى خارج القصر ليراها وهي تنزل الدرج، وقف اسفل الدرج يحيها منحنيا بحركة استعراضية قائلا بمرح
: واخيرا نلنا شرف رؤية زهيرة هانم في الصباح.

زهيرة بشبه ابتسامة
: صباح الخير. بابا فين
رد عليها بغيظ قائلا
: في المكتب وضرتك معاه جوه
نظرت له قائلة
: اومال انت رايح فين كده
عمر وهو يتصنع القهر
: رايح اسلم الملف ده للمحروس ابنك
لتلتمع عينيها لمعة فرح قائلة
: انت قررت تشتغل مع قُصى وتمسك معاه الشركات
رد عمر بتهكم
: لا طبعا. انا رايح اخد منه فلوس بس بابا حب يخليني اعمل بالفلوس دي.
ليتصنع الحزن قائلا.

: شايفة التفرقة العنصرية بيني وبين الذئردة اللي جوه؟! دي قبل ماتطلب الطلب بيبقي عندها
لتقول زهيرة بنبره مأنبه
: ما انت اللي بقالك سنتين مبلط مش عاوز تتخرج كان زمانك ماسك الشغل لبابا دلوقتي وكل حاجه تحت ايدك
عمر: يادي ام السنتين اللي ماسكنهوملي دول. وبعدين انا ماليش في شغل الشركات والملفات ووجع الراس ده يا ماما
زهيرة محذرة.

: ولد. اتكلم كويس، وبعدين ماله شغل الشركات انت عارف بابا تعب اد ايه عشان يبني الشركات دي. وسيادتك مش عاجبك
قال عمر بضيق وكانه يروي لها قصة
: عارف. ابتدي بشركة صغيرة واشتغل وتعب واجتهد عشان يكبرها لحد مابقت سلسلة شركات الزيني
ثم نظر لها قائلا
: عارف القصة دي وربنا. وبعدين ما هو قصي اهو قايم بالواجب وزيادة والشغل نازل يرف عليه ده بابا مابيروحش الشركة دلوقتي ومعتمد عليه في كل شيء
نظرت ليه بيأس قائلة
: غبي.

ابتسم عمر ابتسامة صفراء قائلا
: شكرا، انا ماشي
واتجه إلى خارج القصر، نظر ت في اثره بشرود اتجهت نحو غرفة المكتب، دلفت دون طرق الباب
ليوجه عبد السلام نظره ليمني قائلا بصوت خافت
: ظلمنا عمر طلع طالع لامه
لتضحك يمني في خفوت قائلة
: من شابه امه فما ظلم
ضحك عبد السلام بخفوت
ليتفاجأو بزهيرة تقف امام المكتب مربعة يديها امام صدرها ترفع حاجبها الايسر.
استقامت يمنى قائلة
: ااا. انا طالعه اجهز عشان نروح النادي.

أومأت لها زهيرة نصف ايمائة، خرجت يمني
لتجلس زهيرة بشموخ على الكرسي المقابل للمكتب بينما ينظر عبد السلام إلى عينيها نظرة عتاب صامت هي تفهمه. تفهمه جيدا
جلست وكأنها لم تفهم نظراته
زهيرة: اخبار الشغل ايه؟ ماشي كويس؟
عبد السلام: الحمد لله نظر اليها واردف
: لولا قصي ماكانتش قدرت الاحق على الشغل.

تجمدت تعابير وجهها شاردة، فهو حقا لم يعد قادرا على فهمها او فهم مايدور بعقلها استحقت وبجدارة لقب المرأه الحديدية كما يلقبها في نفسه دائما، لا يجرأ على النطق بهذا اللقب، حبه الاول وعشقه الوحيد، لم يعشق قط في حياته احدا مثلمها عشقها، فضلها كثيرا بل دائما ماكان يفضلها على نفسه و على الجميع كان ينظر لها وكانها احد انتصاراته حيث انتصر الحب،.

في ختام قصة ما انتصار الحب هو بدايه حياة، بعثرة ورود وقلوب، ورفرفة فراشات، اما في واقعه انتصار الحب كان هزيمة للمبادئ، هزيمة للانسانية، خسارة فادحة لكرامته، كان السقوط في بئر مظلم ولا يمتلك رفاهية الفرصة الثانيه للخروج منه، لكنه لم يسقط منفردا بل اخذ معه برائة وحكم عليها بالاندماج بظلام القاع.
زهيرة مغيره مجرى الحوار
: الصفقة الجديدة اخبارها ايه
مال عبد السلام للامام مشبكا اصابعه على سطح مكتبه.

: الحمد لله...
ثم اردف وهو ينظر بعينيها جيدا وكأنه ينتظر ان يقتنص
ثغرة لها
: بس هحتاج انزل مصر. عشان نمضي العقود، الشراكة دي هتبقي مكسب كبير اوي لينا
خفق قلبها بشدة وتر ما بوجهها ارتعش بغير اتزان، رمشت بأهدابها في توتر رغم ثباتها وشموخها لم تستطع اخفاء توترها
زهيرة: انت إلى هتسافر؟
اما هو فقد اقتنص ما يريده لاح في عينيه نظرة حزن عتيق يلفها الكثير من الندم لكنه لم يستوقف عندها كثيرا
رد عبد السلام.

: باذن الله، عقد الشراكة هيبقي مع الفرع بتاعنا اللي ف مصر ودي صفقة تقيلة مش هقدر عليها لوحدي ومش عايز اخسر الشريك فلازم ابقي متابع بنفسي
اومأت له ثم استقامت تخفي توترها وخفقات قلبها تزداد بشدة
زهيرة: انا هطلع اجهز عشان راحة انا ويمني النادي
اوما لها ثم خرجت هي في شموخها المعتاد
ظل ينظر في اثرها عازما على ما ينوى عليه وقد اتخذ قرارا وعقد النية على الخروج من البئر.

في الطابق الثالث داخل مبني شركة الزيني للبناء والتعمير المكون من 4 طوابق، يقع مكتب مدير الشركة والابن الاكبر لصاحب شركات الزيني، غرفة المكتب المكونة من مكتب زجاجي حديث الطراز يقع في وسط الغرفة، وعلى اليمين
طاقم مكون من اريكة كبيرة و5 كراسي يتوسطهم طاولة صغير بينما على الجانب الايسر تقع طاولة كبيرة خاصة بالاجتماعات.
طرق سكيرتيره الخاص عصام الباب ثم دلف قائلا
: استاذ عمر بره يافندم.

قصي وهو يتطلع إلى احد تصاميم العمل
: خليه يدخل يا عصام
خرج عصام ليسمح لعمر بالدخول
دخل عمر قائلا في تهكم
: هو لازم استأذن عشان ادخل
اعتدل قصي في جلسته يبتسم
: مين قال. لاعاش ولاكان. تعالي
واشار إلى الكرسي المقابل لمكتبه
زفر عمر متجها نحو المكتب
: انت مستحمل عصام ده ازاي انا مابطيقش اجي الشركة من وشه ده على طول مكشر
ضحك قصي وهو يضغط على زر استدعاء عصام قائلا.

: بالعكس بقي ده شاطر جدا شغال معايا بقاله فترة ومريحني جدا في الشغل
طرق عصام الباب ثم دخل قائلا
اأمر يافندم
سأله عمر مباشرة
انت مابتضحكش ليه ياعصام، اومأ له و هو يبتسم
قصي: تشرب ايه ياعمر
عمر: لا مش عاوز حاجه انا ماشي على طول. خد بابا بعتلك الملف ده
وضع عمر الملف على سطح المكتب
قصي: هاتلي القهوة بتاعتي ياعصام
عصام: تحت امرك يافندم
قصي وهو ينظر لعمر
: جاي تديني الملف بس ولا حاجه تاني
عمر قائلا بمرح.

: كنت جاي عشان حاجه واحده دلوقتي بقو حاجتين
ابتسم له قصي فبرغم من فارق السن الصغير بينهم الا انه يشعر وكأنه ولده وليس اخيه
قصي بابتسامة: سمعني
عمر باستنكار: اول حاجه ترفد عصام
قهقه قصي ضاحكا على غير عادته
فاردف عمر بجد
: اه والله
ثم عض على شفتيه وغمز بعينه اليمنى قائلا
: وتجيب سكرتيرة بقي. ده انا عندي استعداد اتخرج من بكره واجي اشتغل هنا لو ده حصل
توقف قصي عن الضحك قائلا بلوم.

قصي: انت لسه ما توبتش من عمايلك دي، لو بابا عرف ياعمر و اتدخل انت عارف العواقب هتبقي ايه، ساعتها مش هعرف الحقك زي كل مرة
عمر في ضيق: يعني انتو ولا عاجبكم مااشتغلش ولا عاجبكم اقول اجي اشتغل
نظر له قصي في يأس: ماشي ياعمر ايه الطلب التاني
عمر: عاوز فلوس
كان على وشك ان يساله لماذا لكنه تراجع قائلا
: عدي على الحسابات خد اللي انت عاوزه
نظر له عمر ثم بعث له قبلة في الهواء
قصي: عاوز حاجه تاني
استقام عمر قائلا.

: لا شكرا همشي انا عشان مااتأخرش على الجامعه
وخرج من المكتب
التقط قصي هاتفه طالبا رقما ما
: خلي عينك عليه كويس لو راح المكان ده تاني تديني خبر على طول.

ثم اغلق الهاتف ووضعه على سطح المكتب، رجع مستندا على ظهر الكرسي يتنهد في تعب مال برأسه إلى الواراء، طرق الباب ودخل ساعي البوفيه بالقهوة الخاصة به فشكره واعتدل يرتشف منها في تفكير و كل ما يدور برأسه هو ان ينقذ اخاه من ذالك المستنقع ويبعده عن ذاك الطريق...
نزلت مسرعه من العيادة تتسابق خطواتها تكاد تركض حتى وصلت إلى منزلها وجدت حياة بانتظارها ويبدو على وجهها القلق وبجوارها خالها منصور.

سارة: اسفه كنت بشتري حاجه مهمة
حياة بمعاتبة: قلقتيني عليكي ياسارة. الحمد لله انك كويسة
احتضنهتا سارة فهي ماتبقي لها في هذه الحياة ليست صديقتها فحسب بل اختها وتوأم روحها، انتبهت إلى منصور الوقف يتابعهم باابتسامه اب حنون
سارة: ازيك ياانكل. صباح الخير
منصور بابتسامته القادرة على احتوائها
: صباح النور ياحبيبتي. يالا عشان ما تتاخروش على الامتحان.

ركبا السيارة وانطلقا في طريقهما إلى الجامعه، اوضلهما منصور ثم اكمل طريقه اللي عمله بعد ان اكد على حياة ان تنتظره بعد الاختبار ليقلها إلى المنزل
وصل منصور إلى مقر شركته اعطي السائس مفاتيح سيارته ثم ترجل منها متجها نحو الشركة شركة المنياوي للحديد والصلب استقبلته السكرتيرة الخاصة بمكتبه
مرحبه به باابتسامة
سناء: صباح الخير يافندم
رد عليها وهو يتابع خطواته اللي غرفة الاجتماعات.

منصور: صباح الخير الاجتماع جاهز
ردت وهي تحاول مجاراة خطواته
سناء: ايوة يافندم. مدير اعمال باسم الشرقاوي هو اللي موجود
توقف ملتفتا اليها في استفهام
ردت موضحه
سناء: باسم بيه على وصول يافندم
اوماأ لها ثم اكمل سيره، دلف إلى غرفة الاجتماعات محييا من بالغرفة، جلس على رأس الطاولة يسأل
منصور: ممكن اعرف استاذ باسم ماشرفناش في الاجتماع بنفسه ليه
تحمحم مدير الاعمال الخاص بباسم الشرقاوي قائلا.

: احم احم. على وصول يافندم واسفين جدا للتأخير اومأ له وقبل ان يرد سمع صوت آخر شخص يمكن تواجده بالمكان، صوت يكرهه، يكرهه بشده
في شركة المنصوري، داخل غرفة الاجتماعات
تحمحم مدير الاعمال الخاص بباسم الشرقاوي قائلا
: احم احم. على وصول يافندم واسفين جدا للتأخير اومأ له وقبل ان يرد سمع صوت آخر شخص يمكن تواجده بالمكان، صوت يكرهه، يكرهه بشده
رشدي: وليه الاسف انا موجود اهو.

ليشير لساعته في استفزاز بابتسامه جانبيه
دلف إلى غرفة الاجتماعات يتبعه مدير اعماله الخاص
رشدي: وفي معادي كمان
نظر منصور باتجاهه وعينيه تشتعل غضبا وقلبة يحترق لذكري اليمه، استقام يقبض على يده بشده غضبا
منصور: انت ايه اللي دخلك هنا. اطلع بره
وضع رشدي يديه في جيب بنطاله متجها نحو طاولة الاجتماع في خطوات بطيئة، سحب كرسي، جلس عليه واضعا قدم فوق الاخري قائلا بسخرية
رشدي: تؤ تؤ تؤ كده يامنص تطرد جوز اختك.

بركان. مايعبر عن ما بداخله هو بركان، فهو الان يشتعل، يحترق، لاح في ذاكرته صورة اخته وهي غارقة في دمائها حاول قدر الامكان ان يتمسك بثباته فقال بنبرة كالبركان الذي على وشك الانفجار من باطن الارض
منصور: ايه اللي جابك
لينظر له رشدي يتصنع الصدمه قائلا
: هو انا ماقولتلكش
صفع جبهته بيده اليمني قائلا
: ياه بقيت انسى خالص اليومين دول
ابتسم بسخرية ينظر إلى منصور يساله
: تفتكر بنسى ليه؟

نظر له منصور يضغط على اسنانه بقوة ليقول رشدي
. : . ماعلينا اقولك ياسيدي ايه اللي جابني
لتتحول ابتسامته الساخرة إلى ابتسامة متشفيه وعينين حاقدتين قائلا
: انا شريكك في الصفقة
نظر له منصور في استفهاام غير مستوعبا
ليكمل له رشدي وكانه تذكر
رشدي: ييه نسيت اقولك تاني. انا اشتريت اسهم باسم الشرقاوي يعني انا دلوقتي اللي شريكك مش باسم.

ثم ابتسم له في انتصار اما على الجانب الاخر لم يستطع منصور الحفاظ على ثباته اكثر ااندفع اليه يجذبه من تلابيب ملابسه والشرر يتطاير من عينيه هاتفا بصوت جهوري هز ارجاء الغرفة
: شريك مين؟ انت لو اخر واحد في الدنيا عمري ماهحط ايدي في ايده. انت فاهم
ليضحك رشدي ساخرا قائلا في تهكم
: ليه قتلتلك قتيل؟
ضربه في الصميم، يعلم جيدا كيف يضغط على الجرح كما يقال، وان كان بالفعل قد قتل له قتيل.

اشتعلت عيناه منصور غضبا يشعر وكأن ما يتدفق في عروقه نار بركانيه وليست دماء فرشدي يحاول استفزازه امام موظفي الشركة، لا يعلم احد بموت اخته منتحره سوى رشدي وهو، وبحركة غير محسوبة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة