قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثالث

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثالث

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثالث

اشتعلت عيناه منصور غضبا يشعر وكأن ما يتدفق في عروقه نار بركانيه وليست دماء فرشدي يحاول استفزازه امام موظفي الشركة، لا يعلم احد بموت اخته منتحره سوى رشدي وهو، وبحركة غير محسوبة اصاب رشدي بضربة رأس في انفه جعلته يترنح خطوات إلى الوراء والدم يتدفق من انفه بغزارة، ثم امر امن الشركة باخذه خارج الشركة.
هتف رشدي بشر و رجال الامن يتوجهون به إلى خارج الغرفه.

: هتندم يامنصور يامنياوي واوعدك. هتيجي لحد عندي تبوس رجلي قبل ايدي
ولاه منصور ظهره غير مباليا بكلامه توجه بنظره إلى مدير اعمال باسم الشرقاوي قائلا
: اللي باسم عمله ده هحاسبه عليه. ده اتفاق وعقود مش لعب عيال
ثم خرج من غرفة الاجتماعات، خطواته تكاد تحرق الارض غضبا
في الجامعة خرجت حياة وصديقتها سارة، و قد انتهوا للتو من ااخر اختبار لهما، حياة في فرح وهي تسفق كالاطفال.

: يااه اخيرا خلصنا وهنتخرج انا مش مصدقه
توجه نظرها نحو سارة لتجدها شاردة في عالمها الخاص، تفكر فيما تنوي فعله، خطوتها القادمة في طريق الثأر، حياة وهي تربت على ظهرها في شفقة
: سرحانه في ايه ياسارة
انتبهت اليها سارة قائلة
: بتقولي حاجه ياحياة
حياة: انا بقالي من ساعة ماخرجنا بكلمك وانتي مش معايا. بتفكري ف ايه اوي كده.

تريد ان تخبرها، تريد من يساندها، تريد العون من ايا كان للمضي قدما في طريقها، لكنها لا تريد توريطها او الحاقها بسوء في امور لا تعنيها وليست من شانها، فما هي إلا حرب. وستخوضها بمفردها
ابتسمت بشحوب قائلة
: مفيش ياحبيبتي. انا بس سرحت شوية
نظرت لها حياة بلهفة متوسلة قائلة
: ما تفكري تاني ياسارة في الموضوع ده. انا ببقي قاعدة.

لوحدي طول اليوم وخالو في الشركه وماما لاما مشغولة في المطبخ او بتزور حد من جيرانها يعني هنونس بعض و على الاقل هبقي مطمنه عليكي.
كم تتمنى هي ان تحيا وسط حنان الاسرة، ان تختبر دفء العائلة، هي لا ترفض فكرة العيش معهم لمجرد الرفض، بل لا تريد توريطهم في ماتنوي عليه، وبالتاكيد ستفعل، اذا عادت سالمة، لا خيار اخر لديها لكن يجب عليها اولا استعادة حقها وحق والدتها المسلوب، ردت سارة في ابتسامة.

: حاضر يا حياة هفكر تاني
تفاجئو بانهم خارج مبني الجامعه ضحكت حياة قائلة
: ياخبر ده احنا الكلام اخدنا وخرجنا بره
ابتسمت سارة قائله
: اخدك لوحدك انا كده كده كنت خارجه عشان مااتاخرش على الشغل
حياة: طيب ما تستني معايا خالو واهو يوصلك بالمرة
سارة: لا معلش عشان مااتأخرش
اومات لها حياة وتركتها على راحتها
حياة: خلي بالك على نفسك.

وبإمائة بسيطة ودعتها سارة وذهبت، التفت حياة مرة اخري متجهه إلى داخل الجامعه لانتظار خالها، وما ان استدارت للدخول حتى وجدت سيارة سوداء كبيرة وقفت فجأة خلفها مباشرة نزل منها رجلان ضخام البنيه احدهما سألها بابتسامة متكلفة
: انسة حياة؟
انقبض قلبها بشدة لرؤيتهم، نظرت حولها، ثم اعادت نظرها اليهم في ثبات، و لو كان زائفا
حياة: ايوة. مين حضرتك؟ وعاوز ايه؟

وبغتة، بحركة مفاجأه شعرت بشيء ما رطب يرش على وجهها، حاولت الصراخ، فلم تجدي محاولتها، حيث ما بعد ذالك ظلام. ظلام دامس، سقطت فاقدة للوعي، فاسرع احدهم بحملها ووضعها داخل السيارة والاخر اخذ حقيبتها وركب بجوار صديقه و انطلقو بالسيارة كالبرق.

نزل منصور من شركته يزفر بضيق من تلك المشاجرة التي اعادت له ذكري اخته الحبيبة وصورتها لا تفارق عينيه، اتجه إلى سيارته، ركبها متجها إلى الجامعه، اخرج الهاتف ثم تحرك بها إلى الطريق الرئيسي يتصل بحياه ليخبرها انه قادم اليها، لم ترد عليه، وضع الهاتف أمامه، ينوى ان يتصل بها عندما يصل إلى الجامعه فربما لم تسمعه او تتحدث إلى احد زملائها او ربما مشغولة بشيء ما، ولا يعلم انها بصدد كارثة لم تكن في الحسبان.

وقفت سارة تعد العدة للذهاب والسعي خلف ماضي بعيد، لاسترجاع حقها المسلوب، اخذت اذن من العمل بالخروج مبكرا مع اجازة لمدة اسبوع حيث هي تعمل بمتجر لبيع العطور بجانب دارستها، احضرت حقيبة سفر صغيرة فهي على حسب ترتيبها لن تمكث اكثر من ايام معدودة، وضعت بها ماتحتاجه، اخذت حماما ثم توضأت وارتدت ملابسها وصلت لله ان يحفظها ويعينها على ماهي مقدمة عليه والله خير معين.

وصل امام الجامعه ليعاود الاتصال بها مرة. ولا رد، الثانيه ولا رد، وفي المرة الثالثة كان ينزل من السيارة متوجها نحو باب الجامعه يلتفت يمينا ويسارا يبحث عنها والهاتف على اذنه ولا استجابه منها، تفاقم القلق بداخله فصغيرته غير معتادة على عدم الرد عليه بل دائما ما تستجيب لاتصاله من اول مرة، حسنا ماذا يفعل؟ ظل ينظر حوله عله يلمحها هنا او هناك، ولا جدوى، تذكر سارة صديقتها ربما ذهبت معها إلى عملها ونسيت اخباره، لكن لماذا لا تجيب اتصالاته، ليعاود الاتصال ثانيه لكن هذه المرة بسارة، ليأتيه الرد ان الهاتف الذي تحاول الاتصال به خارج نطاق الخدمه ازداد الخوف بداخله ترى اين يمكن ان تكون، اوقف احد طلاب الجامعه يسأله عن اختبار الفرقه الرابعه لكليه الهندسه فاخبره انهم انتهو منذ ساعه واكثر تقريبا، شكره وذهب نحو الكافيتريا الخاصة بالجامعة لعلها تنتظره هناك ومن المؤكد ان هاتفها به عطل ما، تقدم بخطوات واسعه وخفقات قلبه تزداد وتيرتها، مشط المكان و جميع الجالسين بنظره، لم يجدها، ليعاود الاتصال بها مرة اخرى ويأتيه الرد الذي فجر بركان خوفه فتحول إلى رعب، خارج نطاق الخدمه عاود الاتصال مرة واخرى ونفس الرد ليعاود الاتصال بصدقيتها سارة ولا استجابه ايضا، عاود مرة اخري لكن هذه المرة بحنان زوجته ربما ذهبا سويا إلى المنزل وهذا الاحتمال الاكثر منطقية او ان عقله لا يريد تصور ما دون ذالك، فلا يحتمل قلبه حدوث مكروه لصغيرته، اتاه رد حنان ليسرع في لهفة.

: حياه وصلت
لتجيبة حنان على الجانب الاخر بنبرة قلقه
: لا لسه ماوصلتش
يكاد قلبه يخرج عن صدره، قبض الخوف قبطة من حديد على قلبه، فصغيرته حتما في خطر هي غير معتاده على ذالك واذا حدث شيء ما او مشكلة ما بهاتفها تحسن التصرف وتخبره على الفور، فهو يخبرها دائما الا تقلقه عليها، ومهما حدث عليها مهاتفته ليطمئن
طمئن حنان قائلا
: طيب. اصلي هعدي عليها فقولت اسألك لو وصلت ولا لا ء. انا هروح اجيبها.

واغلق الخط على الفور، خرج من الجامعة يتوجه نحو سيارته لايشعر باي شيء، يكاد لا يري امامه، براكين تتدفق براسه وقلبه براكين تحرق روحه قلقا عليها، اتصل مرة اخري واخري ولا استجابه، ركب سيارته منطلقا بها كالبرق ومايزال يعاود مرات اتصاله تارة بحياة وتارة اخري بسارة، وفجأه تحفذت جميع جوارحه للرد عندما استجاب الاتصال...

في غرفة واسعة تحتوي على فراش وثير وخزانة ملابس وحمام فقط، ممدة هي على ذالك الفراش فاقدة للوعي بينما بجوار الفراش يقف هو بعيون جائعة تأكلها في نظرة، نظرة ذئب جائع ينتظر ان يتذوق فريسته، ذئب اختبأ في ثوب الحمل حتى تمكن من اغواء الراعي لينعم هو بالفريسة،
طرقت الخادمة الباب ودخلت تنظر ارضا ليأتيها صوته قائلا
: جه ولا لسه؟
ردت الخادمة
: تحت مستني حضرتك في المكتب.

ليصرفها بحركه من يديه ويبتسم بسمة ظفر حيث هو نال فريسته وماعليه الان سوي ان ينفرد بها. فقط الانفراد بها.

في موقف سيارات السفر الكبيره تجلس سارة في مقعدها ذو الرقم المطابق لرقم تذكرتها تشعر بالرعب فهي وحدها، كورقة شجر في مهب الريح يتلقفها الهواء يمينا ويسارا ثم يلقي بها على سطح مياه نهر رائقة صافيه تستقر عليها وتمضي بسلام برفقة صفاء المياه، بينما هي لاتدرك انا بصدد الاستقرار على ارض جافة قاسية وبدون قصد يأتي احدهم يدهسها بقدمه رغما عنه، وربما كان يقصد،.

تحركت السيارة ما ان امتلئت بالركاب ليأتيها اتصالا من منصور تتردد في الرد تكاد تطغط على زر الرد وتخبره بما هي مقدمه عليه واثناء ترددها انتهي الاتصال
بينما على الجانب الاخر لاح الامل في عينيه عندما فتح هاتف سارة ولكنها لا تجيب ليعاود الكارة مرة اخري بلهفة يضع الهاتف على أذنه ينتظر ردها، بعد عدة ثواني اتاه الرظ مترددا
سارة: ايوه ياانكل. السلام عليكم
هدأت خفقات قلبه قليلا ليهب صارخا بصوت غاضب.

منصور: انتو فين ومابتروديش عليا ليه لاانتي ولا حياه.
علي الجانب الاخر اذدردت سارة ريقها ببطء قائلة
: انا مش مع حياة ياانكل
فقد الشعور باطرافة. القلق والخوف بلغ حده بداخله، ضغط على مكابح سيارته متوقفا بجانب الطريق، تهدج صوته وهو يسألها
: حياة مش معاكي
لتجيب سارة على الجانب الاخر
: لا. انا سبتها قدام الكليه ومشيت روحت الشغل. ليه ياانكل في حاجه
ليسألها مرة اخري وهو يفكر بعقل صغيرته
: يمكن راحتلك الشغل.

اذدردت ريقها مرة اخرى قائلة في تردد وتوتر
: انااااا احم. مش في الشغل.
ضيق عينيه بااستفهام يسألها
: اومال انتي فين
لتجيبة وخققات قلبها عباره عن قرع طبول من شده التوتر
: اناااا ففي الطريق مسافرة. مسافرة. عععشان ارجع حقي و ورثي و ورث امي.

اتسعت عينه على اخرهما من الصدمة، عقله وقلبه لا يحتملان مايحدث فسارة بمثابه حياة بالنسبة له لا يعرف هل يفكر بحياة واين هي وما حدث لها ام يفكر في حال تلك المختله التي تريد مواجهه عائلة باكملها وحدها ليصرخ بها غاضبا حانقا بصوت افزع الطيور المجاورة له على اشجار الطريق
: تاني ياسارة. تاني؟ اتفضلي ارجعي دلوقتي حالا وبدون نقاش. تنزلي حالا وتجيلي على البيت
سارة وهي على وشك البكاء.

: العربية اتحركت ياانكل خلاص
ليسالها منصور وقد تدارك نفسه عندما سمع صوتها وهي على وشك البكاء
: اتحركت بقلها اد ايه
اجابته
سارة: حوالي. ربع ساعة
ليجز على اسنانه غيظا قائلا
: قولي للسواق وانا معاكي دلوقت يقف، انزلي ياسارة حالا واركبي تاكسي وتعالي ع البيت. عندي
زفرت قائلة: حاضر ياانكل
لتفعل ماامرها به فهو بمثابة والدها الذي لم تراه ابدا في حياتها.

نزلت حياة من السيارة ولحسن الحظ وجدت سريعا سيارة اجرة ومازال منصور معها على الهاتف
ليسالها منصور في استجداء
منصور: هي حياة ماقلتلكيش انها راحه في حته قبل ماتسيبيها
اجابته سارة في قلق: لا ماقلتش هي قالت هتستناك تيجي توصلها حتى كانت عاوزاني استنى معاها لكن انا مشيت علشان استاذن بدري من الشغل. هي مااتصلتش بحضرتك
ليضغط هو باصبعيه الإبهام و السبابة على عينيه يفكر اين يمكن ان تكون، رد يطمئن سارة حتى تعود.

منصور: لا كلمتني. قالت هتشتري حاجه بس تليفونها اتقفل فكرتها معاكي
اغلق الهاتف، ليكرر المحاولة الاتصال بحياة مرة اخري ولا جدوى.

تململت في الفراش يكاد الالم يفتك برأسها، نهضت نصف جالسة لتتذكر الرجلان الضخام فتحت عينيها لآخرهما خوفا لاتعلم اين هي ومن اختطفها ولما؟ كل تلك تسائلات تدور برأسها نظرت يمينا ويسارا تبحث عن حقيبتها حتى وجدتها على الكومود بجوار الفراش فتحتها مسرعه وما يدور بخاطرها مهاتفه خالها لينقذها، بحثت عن الهاتف في حقيبتها فلم تجده أفرغت محتويات حقيبتها باحثة عنه لم تجده، شعرت بخفقات قلبها تزداد وتيرتها بشده تكاد تسمعها اذنيها لشدة خوفها توجهت نحو نافذة الغرفة لتري اين هي وما هذا المكان لتجد على مرمى بصرها فقط رمال انها في وسط الصحراء ازداد الخوف بداخلها، تأكدت من وضع حجابها واتجهت بخطواتها نحو باب الغرفة تفتحه بحذر خرجت من الغرفة إلى رواق طويل في منتصفه درج، التفت يمينا ويسارا تتحفز جميع خلاياها للهروب والخوف يسيطر عليها بشكل كلي، ذهبت بخطوات سريعه نحو الدرج تنزله بحذر غير مصدرة صوت لتستمع فجاة إلى قهقهة تعرفها جيدا، لا لايمكن ان يكون هو من اختطفها، واذا كان هو لما، لماذا خطفها.

اقتربت من باب المكتب حيث صوت الضحك تسترق السمع لتتسع عينيها في زهول تام واضعة يديها على فمها عندما سمعت صوت والدها قائلا
رشدي ضاحكا: بس ايه شربها وبللع عليها كمان
تحدث الطرف الاخر ويبدو انها سمعت ذالك الصوت من قبل
الشخص الآخر: اسمعني كويس. انا مش لازم اقعد هنا كتير منصور المنياوي لو عرف حاجه وانا لسه في مصر هطربق الدنيا على دماغك
اذدرد رشدي ريقه بخوف قائلا.

: وايه اللي هيعرفه؟ مش رجالتك بتقول ماحدش شافهم وهما بيخطفوها
الشخص الاخر محذرا: اه محدش شافهم بس انا عارفك كويس قبضت مني تمنها ومش بعيد تقول لمنصور وتقبض تمنها مرتين ساعتها الدبان الازرق مش هيعرفلك طريق يارشدي ياسعيد
رشدي مطمئنا اياه: عيب ياباسم بيه وبعدين حتى لو عرف وده مش هيبقي مني طبعا، حياة مراتك انت ناسي ولا ايه.

انهمرت دموعها كالشلال، دموع تحرق روحها قبل بشرتها، لما سمعت، الان تذكرت ذالك الصوت الذي يتحدث إلى والدها باسم الشرقاوي شريك خالها، تتسع عينيها في صدمة تتساقط دموعها كالبركان، باعها والدها وبكل بساطة قبض ثمنها ولا مانع لديه من بيعها مرة ثانيه هي حقا تعرف قيمتها لديه حيث هي لاتعني له اي شيء. وهو لا وجود له في حياتها سوى خانه اسمه بعد اسمها.

تقف كالموتى لم تكن تدرك انها بالنسبة اليه سلعة تبتاع وتشترى قلبها على وشك التوقف اثر الصدمة، لا تقدر حتى على الوقوف، حتى استمعت لصوت باسم قائلا
: بس ماتنساش ان العقد متفبرك ويدوب اعرف اخرج بيه من البلد ومعايا حياه
انتفض قلبها زعرا، اي بلد واي خروج، تدفق الادرينالين بجميع خالاياها عليها الهروب وفورا، تركت العنان لاقدامها راكضه والدموع تتطاير حولها تركض كمن يصارع الموت ويريد البقاء على قيد الحياة.

رشدي بجد محذرا: احنا اتفاقنا ان اول ماتسافر هتبقي مراتك رسمي
ابتسم باسم بسخرية قائلا
: جرى ايه يارشدي ده انت قابض تمنها هتعمل فيها اب عليا وعلى العموم ياسيدي اتفاقنا مش هيتغير
وقبل ان يرد عليه رشدي أتاه اتصالا من احد رجاله ليخبره بمحاولة هروب حياة
باسم والشرر يتطاير من عينيه: هاتوها حالا
رشدي بقلق: في ايه
باسم بسخرية: بنتك. حاولت تهرب
لينتفض رشدي كمن لدغه عقرب قائلا في خوف شديد
: هربت.

نظر له باسم ضاحكا: جرى ايه يارشدي. اهدي انت ناسي انا مين.
طرق الباب ودخل رجاله بصحبة حياة تنهمر الدموع من عينيها تشعر بالانكسار فالذي من المفترض ان يكون امانها وحمايتها هي بالنسبة له مجرد سلعة باعها مقابل المال.
دخلت تنظر بعيني والدها ليلتفت بوجهه االي الجانب الاخر ليس خجلا من ما فعل لكنه يرى حقيقته بعيونها، تنعكس حقارته وتتجسد بعيونها ليراها.

توقف الكلام بحلقها تريد الصراخ، الثورة، تريد اسكات ذالك الالم بداخلها، تريد الانفجار زاعقة كبركان هائج يحرق الاخضر واليابس، ومع ذالك لم تستطيع النطق سوى بكلمة واحدة
حياة: ليه.؟
نظر رشدي لباسم ليصرف رجاله، استقام باسم امرا رجاله بالخروج ليقف امامها، تنظر له باشمئزاز تام فعلي الارجح هو في عمر والدها تقريبا او يصغره ببضع سنوات
ابتسم ابتسامة ظفر جانبية قائلا وهو ينظر بعينيها
: بالسلامة انت بقي يارشدي.

اتسعت عينيها واشتدت خفقات قلبها فبرغم من ما فعل لكنها لاتستوعب انه سيتركها لهذا الدب القطبي كما دار ببالها، لم تختبر الابوة معه مطلقا على عكس خالها الذي كان دائما ما يشعرها بانها ابنته التي لم ينجبها، استقام رشدي خارجا وهي تنظر له في زهول تام، تقول في نفسها لايمكن ان يتركني بمفردي وعندما اعطاها ظهره خارجا من المكتب، تهدج صوتها تتسابق الدموع نزولا من عينيها، هتفت باكية
حياة: بابا!

هتفت كطفلة تتشبث باحضان والدها الا يتركها، تتعلق برقبته باكيه تترجاه ان يأخذها معه تستجديه بالا يتركها بمفردها، لكن تشبثها لم يكن باحضان والدها بل من كان يتشبث بأخر خيط للنجاه هو قلبها، توقف رشدي للحظات وهي تقف خلفة، ثم اكمل سيره خارجا باتجاه باب الفيلا.
اما هي نظرت في اثره بزهول ومازال شلال الدموع يتساقط انتفضت تركض نحو باب المكتب ليسبقها باسم اليه، اغلق الباب على كليهما و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة