قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثامن

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثامن

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل الثامن

قبل بس ما ابدأ الفصل يابنات اعذروني لو في اي خطأ في الفصل لأن حقيقي انا كتبت الفصل في ظروف نفسية مش لطيفة وتقريبا ما نمتش من امبارح
اتمنى لكم قرائة ممتعة.

وقفت امامه ترتعد خوفا بداخلها، اما ظاهرها ثبات. تحدث نفسها. يجب عليها الا تظهر له ذالك الخوف يجب ان تخفيه في اعماق داخلها. صعدت نيران الغضب فورا بداخلها لتشتعل عينيها العسليتين، تربع يديها امام صدرها، تنظر له نظرات حادة، لكن هنالك بداخلها صراع. حرب. تردد. لو لم تسمح له بالدخول سيتأكد انها خائفة. وربما يستغل ذالك الخوف لصالحه.

لكنها ايضا لا تريد وجودها معهه بمفردها تدرك تماما خوفها بل رعبها من تلك اللحظة، لينظر هو إلى بريق الاشتعال بعسليتيها بابتسامة اعجاب قائلا
: جرى ايه. خايفة.؟
انتهى الصراع. وحسمت الحرب. وبات التردد صريعا لكن لا يزال الخوف باقيا عندما ردت قائلا بسخرية مهينة بنظرات تكاد تحرق الماثل امامها رغم زعرها
: ليه. مش بيقولو انكم بتعرفو الاصول كويس.؟

لم يستطيع هو ان يخفى نظرة اعجاابه بها رغم هيبته الواضحة امام ضعفها الا انها لم تخشاه تواجهه بثقة مقاتل يعلم جيدا قدر نفسه، اومأ مؤكدا بنظرات لا تخلو من الاعجاب، لتردف هي بنفس نبرة السخرية
: والاصول بتقول ان ما ينفعش تدخل. مش بتقول كده بردو.؟
اتسعت ابتسامته ليجد نفسه يرد قائلا
: صوح. تحبي نتحدثو فين.
اذدردت ريقها ببطء يا إلاهي ما هذه الورطة.؟، اين انت ياحنان. ردت بدون تفكير
: مش فاضية انهارده. وقت تاني.

التقطت حقيبة ملابسها ثم اغلقت باب المنزل على مرأى من سالم بعينين مزهولتين من تصرفها، لم يجرؤ احد قط على التعامل معه بتلك الطريقة
توقفت امامه بابتسامة صفراء قائلة
: عن اذنك.
همت ان تخطو إلى الخارج
ليضيق هو عينيه بغضب يمسكها من مرفقها بقوة
قائلا بغضب، وفي الحقيقة يريد هو اظهاره لها، او بالأحرى يختبر مدى خوفها
: على فين اكده.؟، اياك تكوني جولتي انك عايشه لحالك. وهتمشي على حل شعرك.

لحظة. الاشتعال تحول إلى حريق. يأكل احشائها غضبا من هذا ليتهمها بذالك اين كان عندما كانت بحاجة اليهم،
ثورة غضب تأججت نيرانها بداخلها، لكنها اخفتها بإعجاز عندما لمحت بعيونه ترقب انفجارها غضبا، اظهرت برودا ولا مبالاة، لتنفض يديها من تحت قبضته قائلة وشعاع العسل يتوهج غضبا في مقلتيها
: مالكش دعوة. كلامك يبقى مع المحامي بخصوص الورث. وما تجيش هنا تاني.

وقبل ان يستوعب ما قالته كانت قد ذهبت من امامه ليتملكه الغيظ الشديد، زفر بغضب ينفض عبائته لتلتمع عينيه باعجاب تام لتلك النارية، لاول مرة في حياته يرى ذالك النموذج من النساء، فالنساء في بلده يقدمن للرجل فروض الولاء والطاعة، اما تلك فمختلفة مختلفة تماما. نوع آخر لم يستساغه بعد وعلى ما يبدو انه لن تجدي معها تلك الطريقة عليه التفكير لها جيدا. والاستعداد للفوز بها، فربما تكون هي الثروة...

توقف بسيارته على الجانب الاخر امام المشفى، نظر إلى الجالس بجواره بحزم قائلا
: تنزل تخلص بسرعه هستناك هنا.
اومأ له رشدي ثم نزل من السيارة يعبر الطريق متجها إلى باب المشفى الرئيسي، يستعير قوى شياطينه لتساعده في مهمته للقضاء على منصور آخر عائق بطريقه، ربما لا يدرك ان هناك المزيد من العوائق بعد. وربما سدود.

صعد رشدي درجات السلم الى ان وصل إلى قسم العناية المركزة، خطى نحو باب الغرفة ينظر يمينا ويساراً ليتأكد من عدم وجود احد، تلصص نحو الداخل ثم اغلق الباب، نظر الى منصور الراقد في عجز تام، اقترب منه اكثر ينظر له بتشفي مريب، قائلا من بين الحقد الذي يقبع بجنبات قلبه. حقد تعتق لسنوات. وربما التصق به حتى تعفن بداخله
: ياااااه ماتعرفش انا شمتان فيك اد ايه يا اخي.
ضحك بخفوت ينظر ارضا ثم رفع نظره اليه مردفا.

: بقالي اكتر من عشرين سنه مستني اللحظة إلى تموت فيها. شرد قليلا بعينين تلتمع بالشر. بالكره. بالغيظ
: حتى اختك.
ثم ضحك بسخرية قائلا
: ماعرفتش الين دماغها واقنعها بالشغل معانا. نفس المبادئ والاخلاق.
ثم اقترب يدنو اكثر من منصور تحديدا قرب اذنيه و بصوت كفحيح الأفعي اردف يبخ كلامه كالسم
: اقولك على سر.
واردف ببطء وكأنه يؤكد وصول الكلام اليه.

: اختك ما انتحرتش. انا اللي قتلتها، علشان كانت نااويه تقولك على شغلنا
ثم وضع سبابته امام فمه قائلا بعينين متسعتين ونظرات هستيرية
: هوششش. زي ما هقتلك دلوقتي
ابتسم باتساع ابتسامة ظفر من يراه يظنه مختل
اخرج من جيب سترته مدية حادة تقدم نحو الاسلاك الموصله بمنصور ثم جمعهم في قبضة يده ليقطعهم مرة واحدة ليتفاجأ بمن يفتح الباب بغتة يسأله
: انت مين...
قبل ساعة تقريبا.

استيقظ قصي من نومه اخذ حماما دافئا ثم ارتدى ملابسه بنطال كلاسيكي اسود وقميص بلون السماء، وحذاء جلدي اسود، صورتها لم تفارق خياله. رقتها. ومجددا اسمها ردده بداخله وبمجرد تذكره ترتسم على وجهه ابتسامة هادئة، توجه نحو الدرج بمنزل يوسف صديقه، نزله فوجد يوسف يحتسي قهوته الصباحية القى عليه التحيه ثم سأله يوسف
: على فين كده.؟

لا يعرف قصي بماذا يرد، هو يريد وبشده ان يذهب للاطمئنان عليها، لكنه يحتاج الى زريعة قوية. التمعت عينيه بدهاء خالها. تلك اقوى زريعه للذهاب اليها عليه اولا ان يذهب للمشفى ليطمئن ثم يذهب اليها يطمئنها. نعم فقط يطمئنها حتى لو كانت نواياه غير ذالك.! لكنه سيطمئنها، ليرد قصي
: رايح المستشفى
لينظر له يوسف بااستغراب تام
: ليه.؟ مش كنت هناك امبارح وقالولك بقى كويس
رد قصي ينهض واقفا.

: ايوة ما هي مش هتفضل على طول قاعدة هناك، هروح اطمن واشوفه وصل لحد فين.
اومأ له صديقه ايجابا فاردف قصي
: محتاج عربيه لحد ما اجيب عربيتي من الفيلا
ابتسم يوسف بقهر ثم اعطاه مفاتيح سيارته قائلا
: خد انا بعد علقة امبارح دي مش هعرف اسوق تاني لمده اسبوع
ابتسم له قصي ثم رد قائلا
: هخلص واروح الشركة اشوف اخبار الشغل ايه
ثم تركه و خرج يركب السيارة متوجها بها نحو المشفى...

وصل قصي امام المشفى صف السيارة ثم نزل منها متوجها الى الداخل يسأل غرفة منصور، اخبره احدهم عن الطابق الخاص بالعنايه ورقم غرفة منصور، صعد قصي درجات السلم حتى وصل الى رواق العناية اقترب من غرفة منصور فتح الباب ببطء ليتفاجأ برجل يفعل شيء ما مستديرا يعطيه ظهره لا يبدو عليه انه من الطاقم الطبي الخاص بالمشفى ليسأله قصي
: انت مين.؟
ولا يدرك هو انه للمرة الثالثة على التوالي ينقذ حياة منصور.

تفاجأ رشدي بصوته، لم يلتفت له مباشرة بل بقى على حاله للحظات، جز على اسنانه غيظا فهو كان على بعد خطوة واحدة وينتهي من منصور للأبد، أدخل المدية الى كم قميصه حتى لا يلحظها قصي، ثم رفع يده يفرك وجهه وكانه يبكي لتسقط المديه بداخل الكم، وهنا التفت الى قصي، من شدة ارتباكه الذي حاول جاهدا اخفائه ظن ان قصي الطبيب المعالج الخاص بحالة منصور ليتصنع البكاء قائلا
: انا نسيبه. جوز اخته.

ثم نظر إلى منصور بحزن مصتنع قائلا
: واكتر من الاخوات...

شرد قصي في تلك الاثناء بحديثه مع حياة، هي لم تخبره ان لها اقارب سوى خالها، ترى لماذا لم تلجأ لذالك الرجل اذا. قطع شروده رشدي عندما رن هاتفه فاستأذن من قصي يتخطاه خارجا ليرد على المكالمة وبمجرد ان خرج من الغرفة فر بخطوات سريعة اتجه الى خارج المشفى يعبر الشارع للمرة الثانيه عائدا الى سيارة باسم ركب بجواره يلهث من شدة خوفه، ثم زفر بارتياح ليرد باسم و بريق شيطاني يلتمع بعينيه قائلا بلهفة.

: سبع ولا ضبع.؟
نظر له رشدي قائلا بغيظ شديد
: خلاص كان ثانيه وكل حاجه تخلص.
ثم اردف حانقا
: لولا الدكتور ابن ال، دخل في اخر لحظه
غضب باسم بشدة ثم ضرب عجلة القيادة بيده قائلا
. : انت غبي. ازاي تفوت فرصة زي دي؟
رد رشدي يبرر له موقفه
: بقولك الدكتور دخل في اخر لحظة. تقولي فرصه فرصة ايه؟
ليرد رشدي بتفكير ماكر
: الموضوع ده عايز حد ما يتوترش. ما يرتبكش لو الدكتور دخل مرة واحدة. وجوده يبقى طبيعي جمب المريض.

ابتسم رشدي ابتسامة جانبية يسأله
: قصدك ايه.؟
لتلتمع عينا باسم بثعلبية سوداء قائلا بشر
: حد من جوه المستشفى...

يجلس على كرسي مكبل بأغلال من حديد وفي الجهة المقابلة له كرسي اخر تجلس عليه اخته شعرها مشعث يبدو على بشرتها اثار ضرب مبرح تنزف الدماء من انفها وخيط دماء رفيع يخرج من فمها تنظر اليه وكأنها تستجديه ان ينقذها هم بالنهوض فمنعته تلك الاغلال اللعينة شعر ببراكين من نار تتأجج بداخله، . ماذا عساه ان يفعل.؟، ظل يحاول جاهدا بفكها والنهوض لإنقاذها لكن دون جدوي لينظر لها عاجزا. ودموع عينيه تتسابق الواحدة تلو الأخرى، ليظهر له من الظلام خلف الكرسي المقيدة به اخته نصل يلتمع. يبرق ببريق من نار، يحمله رشدي بين يديه ينظر لعجزه بتشفي، قبض على شعر اخته ليرفع رأسها للخلف نظر منصور له بعيون متسعه عندما قرب النصر من رقبتها تماما ثم نقل نظره إلى عيون اخته ليجدها حياة اتسعت عينيه اكثر عندما غرس رشدي النصل برقبتها وخيط دماء رفيع يتسلل بدئا من النصل نزولا الى صدرها ليصرخ بكل ما اوتى من قوة.

: حياة...
فتح عينيه فجأه فإذا بقصي يتقدم نحوه يتفقده، لينطق منصور بصوت متعب جدا
: حياة. حياة
تقدم قصي اليه ثم دنا منه قليلا يطمئنه
: ما تقلقش. هي كويسه
انتبه منصور إلى الصوت بجواره وما زالت الرؤيا تتشوش امامه ليغمض عينيه ثم يفتحهما مرة ثانيه ينظر بجواره
الى ملامح قصي بعيون شبه ناعسة قائلا
: انت. انت مين.؟
ابتسم له قصي شبه ابتسامة قائلا
: قصي. قصي الزيني. اللي حياة كلمتك من تليفونه.

تأثرت ملامح منصور تلتمع عينيه بالدموع واذا بدمعة تنزل من عينيه تستقر بجوار رأسه على وسادته يشعر وكأن روحه تسحب منه ببطء قائلا
: هي فين.؟ سافرت؟
اما هو لا يعلم لماذا تألم لرؤيا دموع ذالك الرجل شيء ما بداخله وكأنه ينكسر. يشعر وكأنه يريد ان يزيل تلك الدموع فورا لا إراديا منه وبدون ان يشعر اخرج منديلا من جيب بنطاله يمسح لمنصور دموعه قائلا.

: اطمن. ما سافرتش. هي عندي. خرجنا من المطار لما حضرتك اتأخرت. ماكنتش اعرف ان.
وصمت قصي ثم اردف وهو يومأ له بعينيه شبه مبتسما
: حمدالله على سلامتك
تهللت اسارير منصور لولا عجزه الان لفر راكضا الى مكانها ياخذها يخبئها بأحضانه فقط. عن باسم. عن رشدي. وعن العالم اجمع رد قائلا
: شكرا ياابني. انت لو طلبت مني عمري مش هوفي دينك ده في رقبتي
اذدرد قصي ريقه ثم ابتسم ابتسامه هادئه قائلا.

: انا ماعملتش حاجه. اي حد مكاني كان عمل اكتر من كدا.
واراد ان يتأكد. يطمئن قلبه. هو لا يكذبها لا، لكنه فقط يطمئن قلبه فأردف قائلا
: لكن جوزها ده. مش هيحاول يدور عليها.؟
وهنا يقبع سؤال بداخل سؤال، مقصده هو اجابة يتمني ان يحوز عليها، وقد حاز عندما رد منصور بانزعاج تام لمجرد الفكرة
: مش جوزها. الحيوان ده مش جوزها. حسابه معايا عسير هو واللي معاه. لما اقوم من هنا
ثم نظر الى قصي يذدرد ريقه بتعب قائلا.

: عاوز اكلمها.
اوما له قصي ليخرج هاتفه يهاتف عنايات.

قبل بعض الوقت في فيلا قصي استيقظت حياة من نومها وقد نامت بعمق وكأنها ببيتها اخذت حماما، تشعر براحة غريبة، وكانها معتادة على المنزل منذ زمن، توضأت ثم بدلت ملابسها إلى فستان بأكمام من اللون الزهري الغامق منثور في اخره بعص الورود الصغير البيضاء والورديه وعلى اكمامه ايضا بعض من تلك الورود، لتحدث نفسها بانه لديه رقي بذوقه، تخضبت وجنتيها بحمرة طفيفة عند تذكرها اياه، لفت حجاب ابيض حول وجهها ثم توجهت الى القبلة، ادت فرضها و راحت تبحث عن مصحف في المنزل فلم تجد ابدا ساعدتها عنايات في البحث فلم تجد ايضا، لتحدث حياة نفسها قائلة. كل ذالك الثراء ولا يحتوي المنزل على نسخة كتاب الله انزعجت كثيرا لملاحظتها ذالك وقد ضاق صدرها بعض الشيء، فطلبت من عنايات ان تستعير مصحف من احد الجيران بجوارهم.

لبت عنايات طلبها واحضرت لها المصحف، لتجلس حياة بروح صافية، تقرأ القران الكريم بصوت عذب بنية ان ينجي الله خالها ويحفظه لها من كل سؤ، التقطت عنايات هاتفها عندما استمعت الى رنينه فوجدته قصي ردت قائلة
: ايوة يافندم.
ليأتيها صوت قصي من الجهة الاخري قائلا
: انسه حياة صحيت.؟
نظرت عنايات بعينيها الى حياة ثم ردت قائلة
: صحيت يافندم.

لتنتبه حياة اليها، مغلقة المصحف تنظر لها في ترقب لتتفاجأ بعنايات تعطيها الهاتف، اتسعت عيناه حياة قليلا تذدرد ريقها من فكرة ان تحدثه بالهاتف استغربت لخفقات قلبها التي اشتدت وتيرتها فجأة تكاد تستمع اليها عنايات. او ربما استمعت. لما كل هذا. لحظه لما يريد ان يحدثها من الاساس، لم تجد بدا الا ان تلتقط الهاتف من عنايات وتتحدث قائله
: الو.

علي الجانب الآخر ابتسم ابتسامة لم ليستطيع اخفائها بسماع صوتها غافلا عن منصور الذي لاحظ ابتسامته وشعر ببعض الحنق والإنزعاج بداخله لكنه تغاضى جانبا عن ذالك الشعور الآن، رد قصي ولا تزال الابتسامة ترتسم على محياه
: صباح الخير. خالك عاوز يكلمك.

انتفضت ناهضة ولا تعلم من اين اتت تلك الدموع فجأة تنهمر من عيونها تتسابق بعضها بعضا سقوطا، ليأتيها صوت منصور الذي حارب. صارع كي يرد بنبره صوت ثابته تخفي تحتها آلام واوجاع حاده قائلا
: حياتي.
ومرة اخرى تنزل دموعه امام قصي، ومرة اخرى ينزعج قصي لمرأى تلك الدموع
ردت حياة على الجانب الاخر ببكاء
: خالو.
وضعت يديها على فمها تكتم بكائها، احتياجها له. اشتياقها لأحضانه ليأتيها صوته قائلا
: ما تخافيش انا كويس.

ابتسم من بين دموعه التي لا تراها هي، ويجاهد هو كي لا يشعرها بها ابدا مردفا بابتسامة متعبة
: خالك اسد يابنت.
ليزيد نحيبها على الجانب الاخر تبكي اكثر وأكثر
اردف منصور يسألها بجد
: المهم انتي. انتي كويسه.؟ باسم.؟
ليذدرد ريقه بتعب وقد بدأ الألم يبلغ مبلغه منه مردفا
: اذاكي.؟
بينما تحفز من بجواره تحفز الصقور لإجابتها التي سيراها على تعابير وجه منصور الماثل امامه
تنهد منصور امام ناظره بارتياح قائلا.

: الحمد لله. الحمد لله
ابتهج خافقه لرؤيه ملامح منصور المستريحه لإجابتها التي بالتأكيد هي لا، ولا يعلم لما سر ذالك الابتهاج. لكنه يروقه. يروقه كثيرا
انهي منصور المكالمة قائلا لها
: خلي بالك من نفسك. انا كلها يومين واجيلك ياحبيبتي
علي الجانب الآخر اومأت حياة له قائلة من بين بكائها
: ماتتأخرش.
رد عليها منصور يجاهد الألم وقد بدي انه ينازع الشعور بآلام اصابته على معالم وجهه قائلا.

: مش هتأخر ياحبيبتي. خلي بالك من نفسك ياحياة.
ثم انهى المكالمة ينظر إلى قصي بامتنان وعينيه تلتمع بدموع الفرح للاطمئنان على غاليته قائلا من بين انفاسه المتقاطعه
: مش عارف ارد لك الجميل ده ازاي. مهما عملت مش هكفي اللي انت عملته
ابتسم له قصي يربت على يده قائلا
: حمدا لله على سلامتك. انا همشي وهبعتلك الدكتور. هجيلك تاني.

اومأ له منصور بعد ما اصبح غير قادرا على الكلام مرة اخرى هم قصي بالخروج من العرفه ليأتيه صوت منصور بنبره متعبه بأمنه قائلا
: خلي بالك من الامانه ياابني.
التفت له قصي نظر له للحظات معدودة ليرد قائلا
: ما تقلقش. في عنيا
ثم خرج من العرفة متوجها إلى خارج المشفى بعد ما ارسل له الطبيب المعالج لحالته.

وصلت ام ورد بعد اختبار عناء المواصلات للمرة الثانية الى مقر شركة منصور، وقد حرصت تلك المرة على ان تأتى باكرا، تقدمت نحو مدخل الشركة تنظر بعلو إلى رجل الامن الذي منعها من الدخول سابقا، وكأنها صاحبة الشركة لينظر لها الاخير يرفع حاجبيه على وجههة ابتسامة بلهاء من تصرف تلك المرأة، لتتحرك إلى داخل الشركة مبتسمة بفخر بنظرة مفادها لن تستطيع منعى ليقلب كفيه فاغرا فمه يبتسم باستغراب،.

دلفت ام ورد إلى السكرتيرة، مبتسمة
: سلامو عليكو يابنتي. انا اللي جيتلك امبارح وكنت عاوزة اقابل منصور بيه.
لترد عليها السكرتيرة بمعالم وجه حزينة
: للأسف يافندم مش هاينفع تقابليه.
لتتحول معالم وجه ام ورد للإستعطاف قائلة
: ليه بس، ده انا جاية من آخر الدنيا. وعاوزاه في حاجه مهمة اوي.
ردت السكرتيرة
: للاسف مش هينفع. منصور بيه عمل حادثة امبارح وهو حاليا في المستشفى.

صفعت ام ورد صدرها بكف يدها متسعة العينين قائلة بصراخ
: يامصبتي. مات.؟
لترد السكرتيرة بانزعاج من قول ام ورد
: مات ايه يا ست انتي. بقولك في المستشفى يعني لسه عايش
لتقول ام ورد بأسف
: ما تأخذنيش يابنتي. الحمد لله انه عايش
ثم نظرت اليها تتوسلها مردفه
: طيب ابوس ايدك اديني عنوان بيته. خليني اوصل الامانة اللي مرميه على ضهري دي.
لترد السكرتيرة عليها بأسف.

: للاسف مقدرش. لو في اي حاجه تقدري تسيبيها واحنا هنبلغ بيها مدام حنان مراته.
يأست منها ام ورد تنظر الى تلك الظرف الابيض الذي تلفه بكيس بلاستيكي ثم نظرت إلى السكرتيرة، اخرجته من ذالك الكيس قائلة
: طيب الاهي يستر عرضك ويرزقك باابن الحلال قادر ياكريم. توصلي الظرف ده ليها شخصيا وتخليها تتصل على الرقم اللي جواه ضروري.

ابتسمت لها السكرتيرة فهذه السيده يبدو عليها الطيبة الشديدة، اومأت لها ثم تركتها ام ورد وذهبت بعد ما اكدت عليها مرة ثانيه...
طرقت الباب وهي تشعر بالخوف الشديد ترتعب خوفا من مجرد فكرة انه يتبعها، تنظر خلفها تارة وتطرق الباب مسرعة تارة، فتحت لها الباب لتدخل بلهفة تلف يديها حول نفسها تبكي. تنتحب بشدة، تخرج خوفها و يبدو انه خرج على هيئة نوبة بكاء،.

اسرعت حنان تتلقفها بين ذراعيها تسمي الله بلهفة عليها قائلة
: مالك ياسارة. مالك يابنتي. بسم الله الرحمن الرحيم
، ايه اللي حصل
لم تستطيع سارة التوقف عن البكاء رغم ثباتها امامه إلا انها من الداخل كانت تموت زعرا. ترتعب من مجرد فكرة وجودها بمفردها.

اخذتها حنان نحو الأريكة اجلستها واحضرت لها كوب ماء لتأخذه سارة منها بأيدٍ مرتعشة، ارتشفت منه القليل، ثم اخذته منها حنان وضعته على الطاوله جاذبه رأس سارة تريحه على صدرها تربت بيديها على رأسها تتلو آيات القرآن الكريم، بعد لحظات هدأت سارة قليلا لتسرد لها ما حدث لترد عليها حنان قائلة
: ايه البجاحه دي. مالهوش يسألك راحه فين وجايه منين.
ثم هدأت تستغفر الله قائلة تهدئها بقلب ام يحتوى آلام الجميع.

: استغفر الله العظيم. اهدي ياحبيبتي. انتي دلوقتي في امان ما يقدرش يجي وراكي لحد هنا. ماتخافيش
اومأت لها سارة وهي ماذالت تبكي لترى حنان حالتها تلك فردت قائلة
: خليكي انتي هنا انهارده وانا هروح اتطمن على منصور. واطمنك من هناك
اومأت لها سارة بضعف، فهي حقا لا تقوى هلي الوقوف على قدميها.

تركتها حنان وامرت الخادمة ان تصنع لها كأسا من العصير لتهدأ قليلا وذهبت الى المشفى للإطمئنان على منصور. تتلهف شوقا لتراه امامها سالما.
ركب السيارة متوجها بها نحو الشركة ليتابع اعماله. الامر الذي اضطر من أجله النزول الى مصر. وربما نزل مصر لامر اهم رتبه له القدر. اتت صورتها امامه، اثناء شروده بها قاطعه رنين هاتفه برقم والده، التقط الهاتف يرد
: الو.
عبد السلام من الجهة الاخرى.

: ايوة ياقصي. اخبارك ايه ياابني
قصي وقد وصل يصف السيارة امام الشركة رد
: كله تمام.
ليسأله عبد السلاام بترقب
: قابلت الشريك اللي داخل معانا في الصفقة
رد عليه قصي وهو يصعد الدرجات الرئيسية للشركة
: لسه، همر على الموظفين انهارده وادرس الملفات بتاعته كويس وعلى بكره ممكن نعمل اجتماع نمضي فيه العقود
اومأ عبد السلام على الجانب الآخر يشعر بالقلق
: طيب. تمام. اسيبك انا بقى تشوف شغلك
اغلق عبد السلام الهاتف مع قصي.

ثم شرد بحزن عتيق. ندم. ندم لم يفارق جنابات قلبه منذ سنوات. اي حب ذالك الذي يجعلك في طريق الوصول اليه. ان تدهس ورودا تحت قدميك. تحرق قلوبا. تجعل العيون تزرف دما حتى ينطفئ نورها. ،
تذكر يوم فقد فيه مبادئه. تركها على اعتاب ميناء بلده وغادر.

Flash back
سفينه عملاقة وجمع غفير في الميناء وهمهمات الكثير من حوله، يقف هو تحت اشعة الشمس الملتهبة بيده صغير لم يتعد ال6 سنوات، وبيده الآخرى بعض الأوراق اللازمة لخروجه من البلد يظلل بها على رأس الصغير من اشعة الشمس ليسأله بنبرة رقيقة وبكل برائة
: احنا لايحين فين.؟
اذدرد ريقه بصعوبة. ينظر إلى عينيه مباشرة للحظات ثم دنا منه حتى وصل الى مستواه قبله على وجنته قائلا.

: هنروح لماما مش انت كنت زعلان وبتعيط علشان عاوزها.؟
أومأ له الصغير بلهفة قائلا وهو يبتسم ملئ شدقيه
: ايوة ايوة. عاوز الوحلها دي وحستني اوي
نظر له بعيون تلتمع بالدموع عالق هو بين عشق في هواه متيم يفنى له روحخ فداء. وبين بقايا مبادئ. انسانية
. ربما بقايا رحمة تخبره ان يعيد الصغير. لكنها اندثرت سريعا حين اتى الى مسامعه من ينادي
: عبد السلام محمود الزيني.

لينهض واقفا يرفع يده بالأوراق يجر الصغير خلفه يغرق بين الجمع الغفير ليصل إلى المنادي، اعطاه الاوراق ليتأكد من صحتها ثم نظر الى الصغير ينظر بأوراقه وحين انتهى سمح له بالدخول صعودا الى السفينه
Back.

زفر عبد السلام بضيق شديد رفع يده يحل رابطة عنقه شبء ما يجثو فوق صدره يثقله. وربما ذنب ما. عليه ان يكفر عنه. ربما عليه استعادة ما تركه خلفه مغادرا وطنه. وربما قد يكون فات الأوان...
صعد الى الشركة وقبل دخول مكتبه بعد ترحيب الموظفين به، قرر ان يتفقدهم كما هي عادته عندما يعود الى مصر ليري مجهوداتهم ويشجعهم.

اثناء مروره باحد المكاتب وجد الجالسه عليه تنهض بصعوبة لتحي صاحب الشركة، توقف قليلا مستغربا كل ذالك المجهود وتعابير الألم لتنهض واقفة حتى ظهر من خلف المكتب عندما استقامت واقفه بطنها المتكور، ليفهم هو سر ذالك التعب تقدم نحوها ببطء، اذدردت الموظفة ريقها، تصبب العرق منها تضع يدها على بطنها تحدث نفسها قائلة. انه بالتأكيد سيرفدها ما حاجته هو بموظفة لا تقوى على بذل ربع المجهود الذي يبذله الموظف العادي اطرأت برأسها ارضا تغمض عينيها يبدو انها النهاية لعملها هنا تجمعت بعض الدموع بعينيها تشعر بالحزن الشديد ماذا ستفعل في ولادتها فهي تساعد زوجها بمصروف المنزل وبالكاد يكفي، كيف ستعثر على عمل آخر، من سيقيل بها بهذا الوضع. او بالأحرى كيف ستسطتيع هي القدرة هلى العمل بهذا الوضع انتشلها من فيضان اسئلتها صوت قصي حين اتاها قائلا وهو يمد يده بورقة ظنتها هي اقرار رفد او ماشابه.

: ده قرار بأجازة مفتوحه لحد ما تقومي بالسلامه. مرتبك هيفضل ماشي زي ما هو مع هدية المولود
نظرت له بعينين متسعتين تذدرد ريقها غير مصدقه لما تسمع شكرته وعيونها تلتمع بالدموع قائلة
: انا متشكرة جدا جدا يافندم. متشكرة اوي
ابتسم لها قصي بنصف بإيمائة ثم تركها ليكمل عمله.
لتنظر هي في اثره بامتنان شديد تدعو له، و تحمد الله قائلة بعيون دامعه
: الحمد لله. يا ما انت كريم يارب.

تمددت مكانها بالأريكة تحتضن نفسها في وضع الجنين. مستكينه سكون العصفور خلف اصيص زهورها. تماما مثله. كيف كانت ستذهب وحدها اليهم.؟، لولا منصور من ردعها عن المضي قدما في ذالك اليوم. كيف كانت ستواجههم بارضهم. ومنزلهم وحدها. فمجرد نقابلة عابرة واما منزلها هي. شعرت بكل ذالك الرعب والزعر، الذي جاهدت لعدم اظهاره فبات تأثيره اكثر سلبية عليها،.

تسلل الى مخيلتها صورة العصفور مرة اخرى تسأل نفسها، ترى هل مات، ام لا يزال على قيد الحياة
نهضت جالسه تمسح بقايا الدموع العالقة بأهدابها ثم استقامت متوجهة الى الحمام غسلت وجهها واعادت لف حجابها وخرجت تتلفت حولها حتى اوقفت سيارة اجرة قائلة
: آخر الشارع لو سمحت.؟

استيقظ باكرا، فلم يجد رغبة في فتح عيادته اليوم، توجه إلى المذياع الذي يبدو عليه القدم فقد ورثه عن جده وله في نفسه معزة خاصة ذالك المذياع من النوع القديم الذي يشبه الى حد كبير الصندوق، اشعله ضاغطا على زر ما ليبدأ بإصدار صوت التشويش المعتاد، لف العجلة الدوارة الصغيرة ليتوقف على صوت عبد الحليم قائلا
ستفتش عنها ياولدي في كل مكان.
وستسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن.

تقدم بلا ارادة منه نحو قفص عصفورها يداعبه بسبابته بشرود ليتسلل إلى مسامعه صوت المذياع مرة اخرى
وتجوب بحارا وبحارا. وتفيض دموعك انهارا.
وسيكبر حزنك حتى يصبح اشجاراً.
تنهد حمزة بشرود يحدث العصفور
: وبعدين.؟ هتفضل قاعد في ارابيزي كده كتير.

زفر بنفاذ صبر فالمدة ثلاثة ايام تعافى فيهما العصفور بعض الشيء. وهي لم تظهر بعد. لايعرف اسمها ولا حتى مكانها. توجه نحو شرفة غرفته يتفقد المارة بعينيه لينتبه الى ما يفعله يبتسم بعدم تصديق
ليأتيه صوت عبد الحليم من المذياع مرة اخرى وكأنه يؤكد له ما يجاهد في انكاره
ما اصعب ان تهوى امرأة ياولدي ليس لها عنوان
حدث نفسه قائلا باستنكار
: لاااء تهوى ايه ماتظبط يا حمزة مالك.؟

ثم وجه نظره نحو المذياع يحدثه بتحذير مردفا
: جري ايه ياحُلم.؟
ليتفاجأ بجدته تقف عند الباب تنظر له باستغراب تقدمت منه تنظر بعينيه قائلة بتهكم
: بتكلم مين ياابن بنتي. اتجننت.؟
تنحنح حمزة يضيق ما بين حاجبيه قائلا وهو يتوجه إلى سريره مرة اخرى
: ايه ياتيتا في ايه.؟
ردت عليه تفيدة ساخرة
: في انك تقوم تفتح عيادتك الناس ابتدت تجيلك وانت حابسلي نفسك في اوضتك
تمدد حمزة نصف جالسا ليقول لها بتعب وصوت ناعس.

: لا مش قادر قوليلهم اجازة انهارده
وضع ذراعه على عينيه لتتنهد تفيدة قائلة باستسلام
: طيب
بعد لحظة واحدة استمع الى رفرفة العصفور وزقزقته فأبعد زراعه عن عينيه يفتحهما، ليجد جدته تحمل القفص تخرج به من الغرفة، اتسعت عينيه. اين تذهب هذه هكذا.؟ ليناديها باستنكار قائلا
: راحه فين يا تيتا.؟
التفتت له تفيدة قائلة بمكر وهي ترفع حاجبها الايسر
: راحه اديه لصحبته. اللي مستنية بره. واقولها انك اجازة انهاردة مش هتفتح.

انتفض حمزة ناهضا تتسع عينيه يسألها بلهفة وهو يقترب منها
: هي جت.؟
نظرت له جدته قليلا ثم اومأت قائلة
: اه جت.
اتجه حمزة سريعا يخرج من غرفته لتناديه جدته قائلة باستنكار
: رايح فين يادكتور.؟!
وتعمدت ان تتكأ على حروف كلمة دكتور ثم اردفت بسخرية
: غير هدومك الاول.
ليتنحنح حمزة باحراج مبرارا
: ايه يا طوفي انتي فكرتي ايه؟ انااا هقفل الباب عشان اغير
نظرت له بتهكم قائلة
: طب خرجني الاول.

اومأ ينظر لها بترقب ليأخذ منها القفص قبل خروجها نظرت له باستغراب فرد
: اااا هجيبه معايا وانا خارج
حاولت تفيده كبح ابتسامتها ثم خرجت فأغلق الباب خلفها واتجه الى خزانة ملابسه ينظر الى المذياع بابتسامة واسعة قائلا بامتنان
: بركاتك ياجدي. بركاتك يا مهزوم الوجدان
ليشرع بعدها في تغير ملابسه...

نزل من الشركة متوجها الى سيارته، انطلق بها غافلا عن عيون تترقبه بتوعد حتى ذهب، بعدها بلحظات نزل موظف بالشركة وبيده مظروف ما يلتفت حوله بارتباك قلق، حتى وجد من يقلب له نور السيارة، ليتوجه اليها على الفور يصعد الى السيارة بجوارها، وهو ما زال ينظر حوله بقلق لترد زهيرة بثبات وقوة قائلة
: جبت اللي اتفقنا عليه.؟

اذدرد الموظف ريقه ثم أومأ لها يعطيها المظروف لتفتحه هي تتأكد من محتواه ثم تدس يدها بحقيبتها تخرج له رزمة من النقود ليأخذها وينزل مسرعا قبل ان يلمحه أحد عائدا ادراجه إلى الشركة مرة ثانية
اما هي جلست في سيارتها، فتحت المظروف وأخرجت منه صورة ملف الصفقة الجديدة التي اصر عبد السلام ان يسافر قصي من اجلها الى مصر.

لتتسع عينيها لآخرهما يتطاير منها الشر. تدوي خفقات قلبها كالطبول تجز على اسنانها غضبا حيث عاد للبحر الراقد ذكري آلامه لتتحول امواجه الهادئه كالنسمه إلى اخرى هائجة. عاصفة. وربما اعصار ما يعبر عن ما بداخلها، اشتعلت فورا بداخلها نار حارقة. نار بركانيه. عندما قرأت اسم شريك زوجها في الصفقة.
منصور محمد المنياوي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة