قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل السادس عشر

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل السادس عشر

عندما يتحدث احدهم عن تألم الروح او يخبرك بمدى الوجع الذى يعانيه عاده تستخف بكلامه وتشعر انه بالتأكيد يبالغ ! ولكن صدقا وجع الروح هو اقصى انواع الوجع.
عندما تشعر بأن الجميع الجميع بلى استثناء يستغى عنك يتركك كزهره وحيده وسط حديقه ومن حولك لا يفكر سوى ب  يالا الجمال انها حديقه  ولكنها حديقه مليئه بالاشواك مليئه بالاوراق المتساقطه وان كان بها شئ جيد فهى فقط الاوراق المعلقه بالاشجار ولكنها ذابله وانت تدور وتدور لتبحث عن زهره اخرى لا تجد ! لتبحث عن ماء لا تجد ! وايضا لا تجد حتى الهواء !.

احساس بالضيق يلازمك تتألم بشده ومن اكثر الاحباء لقلبك حسنا من كنت تظنهم كذلك ولكن تكتشف ومره واحده انك وحيدا حزينا متخاذلا .
احساس انك تريد التنفس ولا تستطع ! تريد البكاء ولكن تأبى دموعك السقوط ! تريد العيش ولكن كل ما حولك يرغب بموتك ! ولذلك لم ترى امامك سوى الرحيل!.
عندما تجد من تعشقهم يتلذذون فقط من رؤيه دموعك ! يستمتعون برؤيه الامك ! يفرحون برؤيتك عاجزا ضعيفا ! تجدهم يلقون بك بكل سرور على حافه الهاويه فيصبح كل تفكيرك وقتها اتمنى لو اقابل الموت فى طريقى !.

... انتى طالق ...

فتحت يارا عينها سريعا وهى تتنفس بسرعه وضربات قلبها متعاليه وجبينها متعرق بشده وضعت يدها على قلبها والاخرى على وجهها تمسح عليه ببطء ثم نظرت حولها بتعجب كانت تجلس فى غرفه بيضاء كل ما حولها كان ابيض الحوائط الباب النوافذ الارضيه الطاوله والفراش وفرش الغرفه بالكامل فحدثت نفسها بسخريه: حمدلله على سلامتك يا يارا وصلتى الدار البيضاء بنجاح او ممكن تكونى فى الجنه .

وفجأه فتح الباب ودلفت امرأه جميله كانت تبدو فى مثل عمرها ترتدى حجاب بسيط وملابس محتشمه نظرتها البنيه دافئه وملامح وجهها قلقه وبمجرد ان رأت يارا ابتسمت بود ودلفت وقالت: حمدلله على سلامتك
يارا باستغراب: الله يسلمك
اتسعت ابتسامه الفتاه عندما ادركت معالم يارا المتعجبه وقالت: انا مريم وانتى ؟
يارا وزادت معالمها تعجبا وقالت بغباء: هو انتى تايهه ؟
ضحكت مريم بخفه: هههه لا انا جيالك انتى .

يارا: جيالى انا ! بصى ارجوكى فهمينى انا فين؟ وبعمل ايه هنا ؟ وجيت هنا امتى ؟ ومين جابنى ؟وانتى مين ؟ وتعرفينى منين ؟ وكمان انا كنت بحلم انى بطلق ومش فاكره حاجه تانيه ممكن تقوليلى هو الطلاق فى الحلم حاجه وحشه ؟ .
ضحكت مريم: اهدى اهدى دى كلها اسأله ادينى فرصه اجاوب .
عقدت يارا حاجبيها وبدأت بالتذكر رويدا رويدا عندما قالت مريم
اولا: انتى دلوقتى فى المستشفى
وثانيا: جيتى هنا علشان اغمى عليكى
وثالثا بقى: انا اللى جيبتك هنا .
عقدت يارا حاجبيها اكثر واكثر وهى تتذكر الحقيقه وتتذكر ما فعله ادم وعائلتها بها ولهذا هى لم تكن تحلم كان هذا فقط التعبير عن الواقع الذى تعيش بداخله الان...

اكملت مريم: انا معرفكيش انا كنت ماشيه على الرصيف جنب البحر لقيتك مره واحده اغمى عليكى قدامى معرفتش اتصرف فجيبتك على المستشفى هنا علشان يفوقوكى وبقالك 3 ساعات نايمه فكنت قلقانه عليكى ...
بدأت الدموع تتجمع فى عين يارا عندما تذكرت احداث امس تتذكر الحقيقه التى المتها كثيرا تخلى والدها ووالدتها عنها بهذه البساطه ولم تشعر بشئ الا انها فى حضن دافئ ودموعها تنهمر بغزاره ظلت تبكى مده ليست بقصيره حتى هدأت قليلا ثم ابتعدت عن حضن مريم .
مريم بحزن عليها: انا مش هقولك مالك ولا فى ايه انا هقولك ان مفيش حد يستاهل انك تعملى كده فى نفسك عشانه ولا فى حاجه تستاهل انك تحرقى روحك كده علشانها وبعدين ليكى رب كبير ادعيه وهو مش هيخذلك ابدا .

يارا بامتنان: ونعم بالله ربنا يخليكى وشكرا على وقوفك جنبى تعبتك معايا .
مريم بابتسامه: عيب عليكى انتى زى اختى ولا انا منفعش .
يارا وظهر على وجهها شبه ابتسامه ان كان يعتبر كذلك: لا طبعا تنفعى ونص وبعدين دى حاجه تشرفنى .
مريم: طب بصى بقى انا بقول بما انك كويسه يالا نخرج من هنا .
اومأت يارا لها وقامت معها وخرجوا من المشفى سألتها مريم: تحبى اوصلك فين . ؟
تجهم وجه يارا وقالت بهمس: مش عارفه .

مريم باستغراب: مش عارفه ازاى ! هو انتى مش من هنا .
يارا: لا من هنا بس مش عايزه ارجع بيت اهلى .
مريم: وترجعى بيت اهلك ليه ... وامسكت يد يارا اليسرى: مش انتى متجوزه فين جوزك .
شعرت يارا بقلبها يحترق وقالت وقد امتلأت عينها بالدموع: انا اطلقت امبارح .
شهقت مريم من الصدمه ثم تمالكت نفسها وحاولت مواساتها: انا اسفه خير قدر الله وما شاء فعل متزعليش اكيد مكنش فيه خير ليكى ربنا شيالك الاحسن متقلقيش .

تنهدت يارا: ونعم بالله .
امسكت مريم يدها ساحبه اياها خلفها نحو سيارتها دون ان تقول اى كلمه فتحت لها الباب ودفعتها للركوب واستدارت وركبت هى الاخرى وكل ذلك تحت اندهاش يارا وتعجبها .
ابتسمت مريم عندما نظرت ليارا ووجدتها تنظر اليها بنظرات تعجب فقالت: ممكن تسيبيلى نفسك خالص وانا هحللك الموضوع .

صمتت يارا وهى تفكر ماذا تفعل وكيف تتصرف الان نعم هى تركتهم ولن تعود ابدا ولكنها لاول مره تشعر بالضياع هكذا ..
ظلت مده طويله تفكر فى كل شعور ولد بداخلها تجاه ادم كيف يفعل بها هذا ؟ كيف كان قادرا على اظهار حبه بهذا الشكل فى البدايه ؟ وكيف كان قادرا على ان يتحول هكذا مره اخرى ؟ لديه سرعه رهيبه بتغيير المزاج كيف تحول من انسان يبتسم بوجهها يغازلها يتحدث معها مقرب منها يحبها او كما اعتقدت هى الى انسان يكرهها يسمعها اسوء الكلام يؤذى مشاعرها بارد كأنه خلق من جليد تاهت فى دوامه افكارها عما حدث لها منهم او بالاخص عما حدث لها منه !
حتي فاقت من شرودها على صوت مريم تقول: يالا وصلنا ..

نظرت يارا اليها ثم نظرت للخارج باستغراب: احنا فين ؟
مريم بابتسامه: احنا قدام بيتى .
يارا باستغراب: بيتك ! طيب احنا جاينا هنا ليه . ؟
مريم بابتسامه وهى تضع يدها على كتف يارا: مش انتى مش عارفه تروحى فين خلاص انا يا ستى جيبتك تعيشى معايا لانى عايشه لوحدى ..
اندهشت يارا وقالت: مريم انتى باين عليكى انك طيبه بس دا ميخلنيش اثق فيكى لدرجه انى اعيش معاكى ومن اول لقاء بينا انا اسفه بس انا شفت كتير يخلينى مثقش حتى فى اهلى .

ونظرت للاسفل بحزن .
مريم بود: معاكى حق خلاص قوليلى هتعملى ايه دلوقتى .
صمتت يارا وظلت تبحث عن حل ثم قالت: هحجز فى اى فندق وخلاص اسكندريه مليانه .
مريم: تمام تقدرى تعتبرى بيتى فندق واحجزى عندى اوضه .
حاولت يارا التحدث ولكن قاطعتها مريم: وهخليكى تدفعى ايجار كمان يا ستى .

صمتت يارا تفكر وتحدث نفسها  هى شكلها طيب ومهتمه بيا وكمان بتتعامل معايا كويس ممكن يكون ربنا بعتهالى ؟ لا لا يا يارا اوعى تثقى فى حد تانى اذا كان اهلك واعز اصحابك وجوزك باعوكى يبقى مستنيه ايه من حد غريب...
جوزى ! يا ترى بيعمل ايه دلوقتى زعلان انى مشيت ولا عادى ...
ثوانى .. ثوانى انا اطلقت خلاص معدش حاجه تربطنى بيه بقى غريب عنى امتلئت عيناها بالدموع ..

فقالت مريم: ارجوكى يا يارا انا عايشه لوحدى والله محدش هيضايقك علشان خاطرى انا نفسى اعملك اى حاجه وانتى محتاجه حد جنبك دلوقتى وافقى بقى ويالا ندخل
فكرت يارا لبرهه ثم قالت: موافقه .
فرحت مريم وامسكت يدها ودلفوا الى المنزل سويا ولم يدرى اى منهما ان تلك الخطوه ستغير الكثير بمجرى حياتهم ...

توتر واضطراب يقف الجميع يملأهم الخوف من القادم يتهامسون فيما بينهم عن ماذا سيحدث لهم ؟ كيف سيتعامل معهم ؟ هل سيمرر الامر مرور الكرام ام سيعاقب من تخاذل ؟
ظلوا فى هذا القلق الا ان عم الصمت القاعه ولم يسمع بها سوى صوت خطواته ..
جميع العيون اتجهت اليه منهم من ينظر باعجاب ومنهم من ينظر بحالميه ومنهم من ينظر بفخر ولكن الجميع مع ذلك ينظرون بخوف وترقب .
سار بخطوات متزنه رأسه مرفوع بجاذبيته ووسامته المعتاده بعينه الزيتونه التى غلفتها نظره حاده يترك عطره اثرا بعد كل خطوه يخطوها لتذوب الفتيات خلفه على اثرها ...

وصل الى نهايه قاعه الاجتماعات واستدار بهدوء لينظر اليهم ثم اسقط نظره الى عده اوراق امامه ونظر اليها بدقه وحرافيه ولكن بهدوء زاد التوتر فى قلوب الجميع ثم اغلق اوراقه بهدوء ورفع نظره اليهم .
ادم بهدوء: طبعا مش عارفين انا جمعتكم هنا ليه ... اولا انا مش عاجبنى الشغل خالص الفتره اللى فاتت ومش معنى انى مش موجود انى مش عارف اللى بيحصل وبالتالى الاسماء فى الورقه اللى مع احمد مش عايز اشوفهم تانى فى الشركه ومطلوب من مدير الحسابات يخلص استحقاقتهم ويديهم مرتب شهر زياده وبعدها لو شفت خيالهم ولو حتى بره الشركه هيشوفوا منى وشى التانى اللى انا متأكد ان محدش عايز يشوفه .

ثانيا انا هبقى بره البلد شهرين ونص واحتمال توصل ل 3 شهور عايز الشغل يمشى بالمسطره واى حد هيقصر فى شغله مش هتعدى .
ثالثا اذا كانت الناس مش مدركه مدى اهميه وكبر الشركه بتاعتنا فى السوق وبالنسبه للناس اللى متعينه جديد فاحب اوضح اننا مؤسسه كامله مش مجرد شركه هندسه يعنى مش تصميمات بس احنا اللى بنرسم واحنا اللى بنفذ ودا اللى كبر شركتنا فاى غلطه هتسبب خلل فى الشغل صاحب الغلطه هيروح ورا الشمس .
واخيرا بقى انا مبحبش اعيد كلامى تانى ابدا فياريت تفهموا سريعا سريعا لان انا عندى مشكله مع عدم الفهم .

صمت ادم وتوقفت انفاس الجميع فى القاعه حتى تحدث مديرا ظهره لهم يستند بيده على الطاوله امامه: تقدروا تخرجوا .
خرج الجميع مسرعا من القاعه ولم يبقى سوى ادم ويوسف .
عم الصمت بينهم الا ان قطعه يوسف قائلا: هتبعد كده خلاص هتستسلم مش هتدور عليها يا ادم .
ظل ادم على صمته ولم تتغير حتى ملامح وجهه ..
يوسف: ادم اللى بتعمله دا مش صح لازم ترجعها لانك بتحبها .

وايضا لم يجد رد
انفعل يوسف: انت يا بنى ادم حرام عليك اللى بتعمله دا احنا دمرناها مينفعش تبعد كده انا مش فاهم ازاى تبقى مطلق مراتك امبارح وابوها مرمى فى المستشفى وابوك بيتقطع من جوه وانت جاى الشغل ولا على بالك برودك ده انا مبقتش طايق اتعامل معاه .
رد ادم بهدوء: صوتك احنا فى الشركه ...
صرخ يوسف بصوت عالى وهو يعود للخلف مبتعدا عن ادم قليلا: لا انا مش قادر استحمل ! بس تصدق كويس انك طلقتها لان واحده زيها متستهلش كتله البرود اللى زيك بكره تتجوز وتنساك وتعيش حياتها مبسوطه ...

راقب يوسف انقباض فك ادم والشرر الذى بدأ يتطاير من عينه واطمأن انه استطاع لمس وتر سيوقظ ادم فأكمل قائلا: اكيد هتلاقى راجل بدل ما يضربها يحضنها ويمسح على شعرها ويواسيها !  هتلاقى راجل بدل ما يحبسها وينفيها عن العالم هيلففها العالم كله ويخدها بدل شهر شهور عسل ! هتلاقى راجل بدل ما بيظهر عليها قوته ساعه ما يشوفها يضعف قدامها ! هتلاقى راجل بدل ما يمنع نفسه عنها ويجرح انوثتها هيقدرها ويقرب منها ويحسسها بانوثتها ! فعلا كويس جدا انك طلقتها بجد عملت فيها خير ...

نظر يوسف لادم وجده كمن يحترق حيا ملامحه اصبحت مظلمه مخيفه وعيونه يغلفها الهلاك وانفاسه متسارعه بشده تعبر عن غضبه الشديد رفع نظره ليوسف فابتلع يوسف ريقه بصعوبه واغمض عينه وحدث نفسه: سامحينى يا اروى بحبك اوى الله يرحمنى كنت طيب .
اقترب ادم منه ووضع يده على كتفه ففتح يوسف عينه ليفاجأ بملامح ادم الهادئه وبروده المعتاد تحدث ادم ببرود: واضح ان اعصابك تعبانه اشربلك حاجه كده وبعدين كمل شغلك .. انا خارج هروح اظبط ورق السفر متنساش تهدى كده وتروق اعصابك ... وازاح يده وغادر وكأن شيئا لم يكن .
اما يوسف فسقط فمه ارضا من الصدمه فلقد توقع ان يقتله ادم على كلماته انا يسلخه ثم يقتله ولكنه لم يفعل شيئا وضع يوسف يده على راسه وصرخ: باااااااااااااااااااااااارد
وخرج من المكتب محدثا نفسه: والله ما انا شغال يا بن الشافعى انا هروح اقعد جنب مراتى واولع انت .

فى المشفى
تجلس سميه بجانب زوجها وقد بدأت حالته تتحسن ويجلس معهم رأفت
احمد بضعف: انا كده خلاص خسرت بنتى .
رأفت: متقلقش يا احمد يارا محتاجه فتره تهدى فيها بس وبعدين هترجع وهتبقى كويسه .
ردت سميه: يارا عناديه وعنادها وحش اوى وطالما قررت تبعد يبقى فعلا هتبعد يارا قطعت ناس كتير علشان كذبوا عليها كذبه بسيطه فا بالك باكبر كذبه فى حياتها .
تنهد احمد: عايز اطمن عليها نفسى اعرف راحت فين
رأفت: متقلقش عليها اكيد عند حد من صحباتها بس انا شايف اننا نسيبها تفكر مع نفسها شويه .
احمد: طب وادم ؟

رأفت: انا معرفش عنه حاجه ومش عايز اشوفه دلوقتى خالص هو كمان شويه وهيروق وهيفكر بعقل ..
احمد: هى خلاص معدش فيها تفكير خلاص طلقها وانتهى الموضوع ويارا عمرها ما هتوافق تتجوزه تانى .
تنهد رأفت: محدش عارف الايام مخبيه ايه ربنا يفرحهم ويسعدهم حتى لو بعاد عن بعض .
احمد وسميه:اللهم امين.

فى حوالى الساعه 2 بعد منتصف الليل ..
دق باب منزل يوسف فاستيقظ بفزع هو واروى ونظرا لبعضهم باستغراب قام يوسف سريعا وامرها بالا تخرج من الغرفه نهائيا .
ذهب يوسف الى الباب وفتحه ليفاجأ بلكمه عنيفه تحطم انفه وفكه كله سقط على اثرها على الارض ظل مستلقى دون حركه فهو يعلم هذه اللكمه جيدا ويعلم صاحبها جيدا مسح فمه المحطم بيده ونهض ليفاجأ بلكمه اخرى تلاها العديد والعديد من اللكمات فى جميع انحاء جسمه ولكن يوسف لم يستقبل فقط بل سدد بعض لكمات ايضا ولكنها ليست لا بقوه ولا سرعه ولا كثره اللكمات التى تلقاها حتى سقط الاثنين على الارض وهم يتنفسون بصعوبه ويوسف اصبحت حالته يرثى لها ...

قال يوسف بهدوء: صبرت ليه مسكت نفسك لحد دلوقتى ليه .
رد ادم بهدوء مماثل: كان عندى حاجات اهم اعملها .
يوسف بغضب: حاجات اهم من مراتك !
ادم ببرود: السفريه دى مهمه جدا ...
يوسف بصوت عالى: بارد ! وجاى دلوقتى هنا ليه هو انا قلت حاجه غلط .

نهض ادم بسرعه ولكم يوسف بيد فى وجهه واليد الاخرى فى بطنه فتأوه يوسف بشده ..
فأمسكه ادم من ياقه قميصه وتحدث بنبره مميته: سواء على ذمتى او لا محدش هيعرف يقرب منها غيرى .
ضحك يوسف بشده وتألم فى نفس الوقت فدفعه ادم بعنف على الاريكه وخرج من المنزل دون كلمه اضافيه .
خرجت اروى من الغرفه مسرعه وجلست بجوار يوسف على الارض وهى تبكى بشده فأمسك يوسف يدها وضحك بصعوبه لان عضلات وجهه شبه محطمه وقال وهو يمسح الدماء عن فمه: اروى حبيبتى اهدى انا متعود منه على كده .

اروى ببكاء: دا انسان همجى معندوش دم ازاى يجيلو جرأه يعمل كده وفى بيتك كمان .
استند يوسف عليها متألما واطلق ضحكه عاليه: ههههههه هو كده عمل حاجه ! كده كان بيسلم عليا بس وبعدين انا استاهل اصلا انا اللى خرجت جنانه .
اروى باستغراب: بيسلم عليك بس ! وتستاهل ! انا مش فاهمه حاجه وبعدين مهما كان ايه يستدعى انه يعمل كده فيك مفيش حاجه تستاهل .
يوسف: لا فى ... صحبتك.
اتسعت عين اروى بدهشه: ازاى وايه دخل يارا .

ضحك يوسف وحكى لاروى ما قال لادم وما قاله ادم له وعندما انتهى ضحكت اروى من بين دموعها وقالت: يعنى هو بيحبها وبيغير عليها اومال طلقها ليه .
ثم وكزته فى كتفه فتألم وقالت: وبعدين يا استاذ يا محترم انت ازاى تتكلم عنها كده .
ضحك يوسف وامسك يدها: انا عارف صاحبى كويس وعارف ايه يوجعه اينعم بيصعب عليا كتير جدا انى افهمه بس انا عرفت انه بيغير عليها من الهوا علشان كده قولت ادوس على الوتر ده بس هو الحمد لله متأثرش خالص وسبنى ومشى ودلوقتى جه يدوس على رقبتى ابن الشافعى .

ضحكت اروى وقامت واحضرت الاسعافات الاوليه وجلست تعالج جراحه بهدوء وهو ينظر لها بحب ثم وضع يده على بطنها المتكوره: اخبار حزقول ايه .
ذمت شفتيها: ايه حزقول دى متقولش عليه كده .
اقترب منها مخطفا قبله من شفتيها فخجلت واحمرت وجنتها ونظرت للارض فابتسم وامسك ذقنها رافعا رأسها اليه ثم احتضنها بهدوء وقال: ربنا يخليكو ليا وميحرمنيش منكو ابدا وتفضلوا دايما مالين عليا حياتى .

فى صباح اليوم التالى سافر ادم لاتمام اعماله فى مرسى مطروح وهناك قرر انه سيمر على بيته ولكنه لكن يسكن به لشعوره بالغربه تجاهه ..
دلف ادم الى الفيلا ظل يتطلع حوله وتذكر عندما فتح الباب يوم خروجه وارتمت يارا بحضنه فأغمض عينه بتألم وهو يتذكر ضحكتها الرنانه .. دموعها المنسابه على وجنتها بسببه .. شعرها الحرير المتطاير  .. ملابسها الطفوليه .. نظرات عينها الساحره .. تذكر يوم احتضانه لها من خصرها واوشاكه على تقبيلها ..

نظر للمطبخ وتذكر عندما كانت تجلس بطفوليه على طاوله المطبخ .. تذكر احساسه بسخونه جسدها اسفله يوم وقوعهم بسبب الزيت .. تذكر شفتاها التى كان يموت عشقا لها ويريد بشده تذوقها .. تذكر يوم قامت بتعقيم حرقه وعندما اصيبت ورغم ذلك اهتمت به .. تذكر يوم مرضه عندما نامت بجواره واراح نفسه على كتفها .. تذكر قبلتها على وجنته فرحا ..

تذكر عندما جلسوا سويا على الشاطئ .. وعند تذكره كل هذا احس بالاختناق فخرج مسرعا للحديقه بجوار المنزل ظل يدور يدور وقبضه يده تكاد تتمزق من شدتها الا ان وقع بصره على اصيص لوردتين جملتين من يراهم يعرف جيدا انهم خلقوا ليكونوا سويا تميل اوراقهما على بعض كأنهم يحتضنوا بعضهم فاقترب منهم واشتم عبيرهم ولاحظ انهما بدأ يزبلا ولاحظ ايضا بعض كلمات محفوره عليهم فأمال رأسه اكثر ليرى كلمات يارا  يارا خاصه ادم  واسفلها  عاشقه لك حد الجنون  فأغمض عينه بشده وارجع رأسه للخلف وازدادت قبضته ثم قام بلكم الحوض امامه فجرح يده .. خرج مسرعا من الحديقه ووقف امام البحر وايضا داهمت يارا افكاره تذكر عندما كانت تجلس امام البحر ويتلاعب الهوا بخصلات شعرها .. تذكر عندما كانت فرحه وقامت بالغنى والدوران امام البحر ..

وفجأه تذكر عندما اخفت صندوق صغير فى الرمال فاتجه مسرعا اليه باحثا عن اى اثرا للمكان ظل يدور ويبحث حتى وجد العلامه التى وضعتها فأسرع بالحفر حتى وصل للصندوق فاخرجه وجد كتابه عليه من الخارج  زوجى وحبيبى ورفيقى للجنه .. اعشقك
تنهد وفتحه بهدوء وجد بداخله عده اوراق صغيره ومعها بضعه اشياء فوجد قلب صغير ومعه ورقه مكتوب عليها  لقد اعطيتك قلبى فلا تجرحه
زفر ادم الهواء من فمه بألم واخذ الصندوق ودلف للداخل جلس بغرفه المكتب واكمل فتح الاوراق
وجد مفتاح صغير ومعه ورقه مكتوب عليها  قلبى الصغير لم يستطع احد العثور على مفتاحه سواك انت فاحرص على الا يضيع منك لان وقتها ستترك قلبى بلا حمايه.

امسك الثالثه وجدها ورده صغيره ومعها ورقه مكتوب بها  بحبك انت تفتحت اوراقى ولكن اذا اهملتنى سأذبل وستموت اوراقى
احمرت عين ادم بشده وشعر بغصه مؤلمه فى قلبه ولكنه اصر على اكمالهم امسك الورقه التاليه وكان بها  ليتك انت بى تكتفى
امسك اخرى  احبك كما لم احب احدا وارغب بك كما لم ارغب احدا فانت من سكنتنى ولا اريد احدا غيرك
واخرى  لا تذهب يا رجلى ... فماذا افعل انا بدونك
واخرى  نعم انا غاضبه منك حد الجنون ولكنى ارغب فى رؤيتك رغم الجحيم
وامسك اخر ورقه وكان بها  حتى لو لا اكون موجوده يوما ما لا تنسى انى سأحبك دائما  ...

اغمض ادم عينه واسند رأسه على مؤخره الكرسى وظل يفكر بها وبكلامها وكيف احبته وكيف انه لم يفعل شيئا سوى انه سبب الام لها اذاها بشده وهى كان خطأها الوحيد حبها له وانتظارها له وانها رغم تخليه عنها لم تتخلى هى عنه ظل جالس لفتره ثم تنهد واغلق الصندوق ووضعه بين اشياءه وقام من مكانه استعدادا للرحيل لاتمام عمله .

بعد مرور شهرين ونصف كان ادم عائدا للاسكندريه عندما رن هاتفه وهو بالسياره وجده يوسف فرد عليه
يوسف: ايه يا برنس مش ناوى تنزل بقى .
ادم: هو مش انا مظبتك قبل ما امشى المفروض تزعل بقى وتحل عنى .
يوسف بضحكه: ليه كده بس يا كينج دا انا بحبك يعنى وبعدين يا عم انا متصل اقولك اخبار جميله .
ادم: قول
يوسف: يالهوى على البرود على العموم يا عم قولى مستعد الاول ولا ايه ...

لم يجد رد لان ادم فصل الخط بوجهه امسك يوسف الهاتف وابتسم ثم طلبه مره اخرى واخرى حتى اجاب ادم
فقال يوسف مسرعا: انزل بقى بجد محتاجك
ادم: انا على الطريق
يوسف: بجد .. ثم ابعد الهاتف ونظر اليه ثم حدث نفسه قائلا: بابن الثم وضع الهاتف مره اخرى: حبيبى ومقلتش ليه .
ادم: عارف عارف انك شتمتنى فى سرك بلاش الشويتين دول .
يوسف بضحكه رنانه: حبيبى يا كينج دايما قافشنى.
ادم: انجز
يوسف: تعالى على المستشفى اصلك بقيت عم يا سيدى
ادم بابتسامه فرحه: بجد طب اقفل بقى.
يوسف بغيظ: يا بنى فى حاجه اسمها الف مبروك .. فرحتنى .. والله اتبسطلك ..ربنا يفرحكوا بيه .. اى حاجه يا بأف اوف منك اوف .
ادم: بأف ! طب لما اجيلك نتكلم ...
واغلق الخط بوجه يوسف ولكنه لم يستطع ان يدارى فرحته بكونه اصبح عم وان اقرب اصدقائه اصبح اب اخيرا زاد سرعه السياره بصوره جنونيه وغادر متوجها للمشفى .

كانت يارا تعمل بالمطبخ وهى شارده حتى دلفت مريم: صبح صبح يا عم الحج .
يارا بابتسامه: صباح الخير
مريم: برضو يا بنتى بتشتغلى لوحدك .
يارا: خلاص يا مريومه سبينى براحتى انا خلصت وهمشى بقى .
مريم: برضو هتروحى مش كفايه بقى بقالك اكتر من شهر بتروحى تسألى الناس عليها حرام عليكى نفسك .
يارا بتنهيده: مهما حصل اروى هتفضل اعز صحباتى ولازم اشوف البيبى ولانى مش قادره اكلمها اسألها على صحتها وولادتها امتى بضطر اروح اسأل عليها بنفسى مش هطمن ولا ههدى الا لما تولد واشوف البيبى بتاعها واطمن عليها .

مريم: انتى طيبه اوى ... طب يالا روحى ومتتاخريش وربنا يطمنك ويريح قلبك يا ستى .
يارا: عارفه انا بدأت اطمن من الجو هنا لما ارجع هعيش حياتى بقى وهبدأ صفحه جديده معاكى ويارب يا مريم متخذلنيش انتى كمان .
مريم: يا يارا والله انا مش هعمل حاجه تضايقك ابدا انا ما صدقت لقيت اخت ليا ومحترمه ومتدينه زيك كده رغم انك معرفتنيش ايه حصل معاكى بس انا ميهمنيش غير انك تبقى مبسوطه .
احتضنتها يارا وقالت: اوعدك هحكيلك على كل حاجه النهارده .
وتركتها يارا وغادرت
فتنهدت مريم: ربنا يسعدك ويريح بالك

وصل ادم للمشفى وهاتف يوسف فاخبره يوسف على مكانه فصعد اليهم طرق الباب ودلف وجد احمد وسميه ورأفت ويوسف وبالطبع اروى والطفل الصغير ..
احتضن والده الذى عاتبه على سفره المفاجئ وتأخره ثم سلم على يوسف واحتضنه وبارك له ثم اتجه لاحمد ظل ينظر اليه لحظات فقام احمد واحتضنه وبكى فبادله ادم الحضن وهى يشعر بانه يحتضنه لرغبته فى اى شئ قريبا من يارا ...
احمد: حمدلله على سلامتك يا بنى .
ادم: الله يسلمك يا عمى .
احمد: لسه شايل منى يا ادم .

ادم: يا عمى كلنا غلطنا انا وانتم ومحدش له حد يلوم التانى كلنا غلطنا فيها واذناها .
بكت سميه فاقترب ادم منها فقالت له: نفسى اطمن عليها اعرف كويسه ولا لا برن عليها مبتردش عليا ومعرفش عنها حاجه خالص قلبى واجعنى عليها اوى .
ادم: اطمنى باذن الله هى كويسه .
قاطع كلامهم صوت بكاء الطفل فالتفوا اليه جميعهم فاقترب ادم منه وحمله بهدوء ونظر اليه بحنان جارف رغم توتره من حمل طفل صغير هكذا فاقترب يوسف منه ووضع يده على كتف ادم واليد الاخرى يداعب بها انف الطفل وقال: زياد يوسف ..

ابتسم ادم وانخفض وطبع قبله على جبينه وامسك بيده الصغيره وقال: الاسم جميل اكيد مش اختيارك .
يوسف بضحكه: لا يا عم مش اختيارى ..
نظر ادم لاروى: الف مبروك .
نظرت اروى اليه وهى غاضبه منه بسبب ما فعله بصديقتها وبسبب ضربه ليوسف اخر مره .
لاحظها ادم وفهم سبب غضبها وايضا لاحظها يوسف فحاول تدارك الموقف وقال: اروى اللى اختارت الاسم .
ادم: ربنا يباركلكو فيه .
اروى بهدوء: يارا اللى كانت مختاراه ليا وقالتلى اول ولد يجى سواء ليكى او ليا هنسميه زياد .

حبست الانفاس لذكر اسمها واغمض ادم عينه بهدوء ثم فتحها ووضع الصغير على فراشه واستأذن منهم وخرج من الغرفه ..
يشعر بالاختناق .. يشعر بضعفه الشديد من مجرد ذكر اسمها .. اخرج ورقه من جيبه وكانت احدى اوراقها من الصندوق وفتحها  حتى لو لا اكون موجوده يوما لا تنسى انى سأظل احبك دائما
تنهد واطلق كلمه واحده  وحشتينى

ذهبت يارا امام منزل اروى ودلفت لمنزل جيرانها كما تفعل كل يوم فاستقبلتها المرأه بالترحاب
المرأه: اهلا يا بنتى اتفضلى
يارا: الله يخليكى يا طنط مش عايزه اتعبك انا عارفه انك زهقتى منى .
المرأه: عيب عليكى تقولى كده ادخلى ادخلى
يارا: معلش يا طنط مش عايزه اتاخر اروى اخبرها ايه !
المرأه: خدوها على المستشفى من ساعتين تلاته كده شكلها كده بتولد !
يارا: مستشفى ايه يا طنط
المراه: مستشفىتقريبا
يارا: متشكره اوى يا طنط معلش تعبتك معايا الفتره دى .

المرأه: ولا يهمك يا بنتى .
استأذنت يارا ورحلت مسرعه فى اتجاه المشفى حتى وصلت ونزلت مسرعه ولانها لم ترغب فى ان يراها احد اخفت وجهها قليلا بحجابها وصعدت وصلت للممرضه الجالسه بالاستقبال: لو سمحتى اوضه المريضه اروى محسن رقم كام ...
بحثت الممرضه عنها: اوضه 580 الدور الخامس
يارا: تمام شكرا .
ذهبت يارا مسرعه باتجاه الاصانصير وفتحته وصعدت به ...

فى نفس الوقت الذى قرر فيه ادم الذهاب للاسفل لشراء مشروبات للجميع وقف ادم امام باب الاصانصير ينتظر وعندما وصل وفتح الباب نادى يوسف على ادم فالتفت ادم اليه فلم تلمحه يارا ولكنها لمحت يوسف فاستدارت مسرعه وضغطت على الزر ونزلت للاسفل مسرعه حتى وصلت للدور الرابع فقررت صعود الدور الاخير على السلالم اما ادم فعندما وجد ان الاصانصير تحرك مجددا لم ينتظر وقرر النزول على السلالم كانت يارا تصعد بهدوء وهى تنظر لهاتفها بيدها وادم ينزل السلالم بسرعه وهو ينظر فى ساعته فمر بجانبها دون ان يلاحظها وهى ايضا لم تلاحظه ..

صعدت يارا للدور الخامس وذهبت بهدوء باتجاه الغرفه وبالقرب منها وجدت سميه تخرج فاستدارت بسرعه حتى مرت من جوارها بعدها خرج احمد ورأفت ويوسف ظلت مستديره واستمعت لحوارهم وهى خائفه من ان يراها احد
يوسف: الحمد لله اهو نام واروى نامت هى كمان شويه كده وندخلهم تانى .
احمد: بإذن الله يا بنى .

وغادروا متجهين للاسفل وعندما رحلوا تحركت يارا بسرعه باتجاه الباب وفتحته بهدوء لترى اروى وهى نائمه كالملاك وبجوارها الطفل الصغير نائما ايضا اقترب منهم ببطء وامتلئت عينها بالدموع وبدأت بالهبوط على وجنتها وضعت يدها على خد اروى وقبلت جبينها وقالت بصوت خافت: حمدلله على سلامتك .
ثم اقتربت من الطفل وامسكت يده الصغيره وقبلتها وظلت تمسح على بشرته بحنان: نورت الدنيا كلها انا متأكده ان ماما سمتك زياد علشان احنا متفقين سوا على كده انا ابقى خالتو اوعى تنسانى انا هبقى اجى اشوفك بس ممكن مش كتير لما تكبر متزعلش منى انا والله بحبك اوى ...

ثم طبعت قبله على وجنته والتفت سريعا ودموعها تملأ وجهها وتبلل شفتاها فتحت باب الغرفه بهدوء ثم خرجت واغلقته واستدارت لتفاجأ بادم امامها مباشره .
توقفت عن التنفس وشعرت باكثر من شعور شعرت بالغضب منه ومما فعل .. شعرت بالحزن لعدم بحثه عنها او محاوله ايقافها .. شعرت بالسعاده لرؤيتها له .. شعرت بالحنين لان تكون بجواره .. شعرت بالرغبه الشديده فى احتضانه .. شعرت بالالم بسبب ما فعله بها .. شعرت بوجع شديد داخل قلبها .. شعرت بمدى اشتياقها له وكم ترغب بشده فى نسيان كل شئ فقط لتمسك يده وتظل بجوراه .. شعرت بالاهانه لتذكرها ضربه لها .. شعرت بالقهر لتذكرها اطلاقه لكلمه  انتى طالق  بسهوله بدلا من اثناءها عن ذلك او حتى اجبارها لتظل معه ..

حسنا هى كانت غاضبه ولكنها كان ترغب فى ان يتمسك بها ولكنها شعرت بشعور واحد سيطر على كل تلك المشاعر شعرت بالحب شعرت بمدى عشقها له وان الحياه عادت اليها الان عند رؤيته .. شعرت برغبه فى لمس وجنته الخشنه ولحيته الصغيره ورغبتها بطبع قبله على جبينه .. شعرت برغبتها فى الاحساس بنبضات قلبه الان ترغب فى احتضانه بشده واخباره كم اشتاقت اليه .. ولكن لم يحدث شئ من هذا ...

اما ادم فعندما رأها تمرد قلبه ونبض بعنف وتسارعت انفاسه .. هو ايضا شعر بالحنين اليها .. هو يرغب فى معاتبتها لابتعادها عنه كل هذا الوقت .. يرغب فى صفعها ليضمها بعدها ويخبرها الا تفعل به هذا .. يرغب فى الهجوم على شفتيها ليثبت لها انها ملكه ولن تكون لغيره .. يرغب فى الاستمتاع برائحتها ويشم عبيرها الذى يعتبر بالنسبه اليه اكسجينه .. يرغب فى المسح على وجنتها وازاله دموعها المتساقطه .. يرغب فى الاقتراب منها وامساك يدها ولو بالعنف واخذها والرحيل بعيدا لمكان ليس به احدا غيرهم هو وهى فقط .. يرغب فى وجودها بجانبه وان يشعر بحبها وخوفها عليه مجددا .. يرغب فى رؤيه طفوليتها وتذمرها لاصغر الاشياء امامه .. يرغب فى مداعبتها حتى تغضب عليه فيحتضنها ليهدئها .. يرغب فى رؤيتها نائمه بجواره ..

يشعر بالحزن لتذكره بكائها يوم ان عرفت يشعر بالعجز لعدم مقدرته على تهدءتها او احساسها بالامان .. يشعر بالوجع لقولها انها لن تستطيع مسامحته .. يشعر بالغضب الشديد من نفسه لانه ضربها بقوه بدون اعطائها فرصه لتبرير او الايضاح .. يشعر بمدى حقارته عندما راى مدى تغيرها وان الورده الجميله قد زبلت بسببه .. يشعر بالدماء تغلى فى عروقه كلما تذكر كلمات يوسف وانه من الممكن ان تكون فى احضان رجل اخر .. هى الان تقف امامه بمفردها ولكن ربما فى المره القادمه يكن بجوارها احدهم .. شعر بالغضب الشديد وانه الان يشعر برغبه حارقه فى اخذها فى حضنه واخبارها كم اشتاق لها ولكن ايضا لم يحدث شيئا مما يرغب به ...
ظلا ينظرون الى بعضهم بنظرات عديده ولكن معظمها يغلفها الحب والاشتياق والحنين .

همت يارا بالرحيل من امامه مسرعه وهى تحاول منع دموعها من السقوط ولكن كالعاده ابت دموعها الاستماع اليها وانهمرت لتغرق وجنتها الناعمه بالدموع ومرت من جواره بخطى مسرعه وشعرت بانفاسها المتسارعه ودقات قلبها التى تجزم بأن جميع من بالمشفى يسمعها لعلوها وقوه نبضاتها وعندما تجاوزته توقفت مكانها عندما اسمعت لاسمها بصوته عندما نادها بصوت اقرب للهمس كأنه يحدث نفسه .

عندما تقدمت اليه شعر بدقات قلبه تزداد ولكنه حافظ على هدوءه الخارجى وعندما رأى دموعها المنهمره بغزاره تشتت قلبه حزنا عليها ولكن عندما مرت بجواره واحس انه على وشك خسارتها ومعاناه بعدها مره اخرى شعر بوجع رهيب فى قلبه وكل ذره من جسده ترغب فى قربها فلم يشعر سوى بصوته الهامس يناديها: يارا...
توقفت شعر بالراحه لانها توقفت حسنا سيتحدث معها الان سيطلب منها البقاء معه سيطلب منها نسيان كل شئ وفقط فلتعود ولكنه وجدها على وشك الرحيل مجددا فنادى بصوت عالى: يااااااارا .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة