قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الخامس والثلاثون

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الخامس والثلاثون

كان ابراهيم يتطلع لادم بحزن فلقد رأى الحب من جميع احفاده ما عدا ادم كم يرغب فى احتضانه قبل ان يموت .
كانت عيناه مركزه على ادم وعندما نظر خلفه لمح احدهم يشهر مسدسه باتجاهه فزع ابراهيم واسرع من مكانه فلو انتظر لينبهه او ليخبر احدهم لكان فات الاوان انطلق اابراهيم لطاوله ادم مسرعا ووقف خلفه تعجب ادم واستدار اليه وقبل ان ينطق بكلمه كانت الرصاصه تستقر بظهر ابراهيم ليصرخ بألم وتتسع عيناه بصدمه  .
نظر اليه ادم غير مستوعب ما يحدث ولكن سرعان ما استفاق واسند ابراهيم الذى بدأ جسده يتهاوى بضعف شديد سقط على الارض وسقط ادم على ركبتيه بجواره غير مصدق لما صار ...

التف الجميع حوله .
اسر بخوف: جدو
رأفت:حد يطلب الاسعاف بسرعه .
اقتربت السيدات
امينه بصراخ: بابا .
اقتربت يارا بخوف: ابعدوا عنه علشان اكتم الدم .
ابتعد الجميع للخلف بينما بقى ادم ينظر الي جده وهو يغلق عيناه بضعف .
ادم بهدوء: الطلقه من ورا .
ادارته يارا وساعدها ادم ..

يارا: حد يناولنى حاجه اكتم بيها الدم .
قامت مرام بنزع الوشاح الذى كانت تلفه حول عنقها واعطته ليارا .
قامت يارا بلفه باحكام على الجرح .
فى هذه اللحظه امسك ابراهيم يد ادم بضعف نظر اليه ادم فقال ابراهيم: سامحنى يا ابنى ... سامحنى .
ثم اغلق عينه بهدوء صرخت بيبو: بااااباااا.
مصطفى: يالا نشيله الاسعاف هيأخر .

يارا ببكاء: الرصاصه ممكن تكون فى العمود الفقرى وهيبقى خطر اكبر عليه اننا نحركه .
بعد حوالى نصف ساعه وصلت الاسعاف  وحُمل ابراهيم بداخلها ومعه رأفت ولحقهم الباقى  .
وقف ادم بالمشفى ينظر للدماء على يده بشرود اقتربت يارا  منه وامسكت يده وقالت: هيبقى كويس باذن الله .
ادم بهدوء: اخذ الرصاصه مكانى .
يارا: ربنا كبير وان شاء الله مش هيحصله حاجه .

ادم بهدوء مخيف: طلب منى اسامحه .
وضع اسر يده على كتفه وقال: متقلقش يا ادم هيبقى بخير .
وفجأه احتدت عين ادم واحمرت بشده قبض على يديه بغضب وتسارعت انفاسه .
جاء جاسر من خلفهم بعد ان انهي مكالمته: العساكر اتلاقوا واحد بيهرب ومعاه مسدس .
طارق: مين .!
جاسر: اسمه تامر .
اسر بصدمه: تامر  !

جاسر: انت تعرفه .
اسر: اه بس هو هيضرب نار على جدى ليه ؟
ادم بحده وهو ينظر امامه: الرصاصه كانت قصدانى وانا عارف مين قاصدها كويس .
صمت جاسر ثوانى وسرعان ما استوعب مقصد ادم ونظر مسرعا لساعته كانت تشير ل 10 والنصف .
نظر ادم لاسر ثم ابتعدوا قليلا عن الجميع وقال ادم: خد طارق ومراد ووصلوا البنات كلهم على البيت وبعدين ارجعوا على المستشفى تانى وابقوا طمنونى .
اسر: انت ناوى على ايه ؟

ادم بابتسامه غاضبه: كل خير .
اشار ادم لجاسر فذهب اليهم .
ادم: يلا نتحرك .
جاسر: انت مصمم تيجى معانا الموضوع مش سهل .
صمت ادم ناظرا اليه بحده .
اسر: طب هتقول لمراتك ايه ؟
ادم: هى مش لازم تعرف اصلا محدش يقول لها حاجه .
جاسر: اذا كنت ناوى فعلا يالا لازم نتحرك دلوقتى .
ادم: تمام  .
اسر: خدوا بالكوا من نفسكوا .
ادم: سيبها على الله .

اقترب جاسر من ندى التى كانت تبكى بحضن مريم .
اتجه اليها امسك يدها وتحركوا لاحدى ممرات المشفى الفارغه .
جاسر بحنان: ممكن تهدى وبطلى عياط بقى هيبقى كويس ان شاء الله .
ندى: انا خايفه عليه اوى يا جاسر ربنا معاه .
جاسر: ادعيله يا حبيبتى دا اللى هيفيده دلوقتى .
ندى: ربنا يقومه بالسلامه .
جاسر: وادعيلى انا كمان .
ندى: ربنا يخليك ليا .

امسك جاسر يدها وقبلها وقال: عايزك تعرفى انى بحبك اوى وانك احلى حاجه حصلتلى فى حياتى .
ندى بقلق: انت بتتكلم كده ليه يا جاسر فى ايه ؟!
جاسر: مفيش هو حرام اقولك انى بحبك ولا ايه !
ندى: وانا كمان بحبك اوى بس مش عارفه ليه مش مطمنه !
جاسر: متقلقيش مفيش حاجه تستدعى خوفك .
خدى بالك من نفسك وانا عندى شويه شغل ضرورى هخلصه وارجع .
ندى بتوجس: شغل ايه ده بليل كده !؟

جاسر: مفيش الشغل العادى انتى عارفه الظباط ملهمش مواعيد .
ندى: جاسر انت مخبى ايه !  قولى الحقيقه .
زفر جاسر وقال: مش هتسبينى فى حالى يعنى .
ندى: لا قول بقى فى ايه ؟
جاسر: عندى مأموريه قبض على شحنه دا اللى اقدر اقولهولك واطمنى مفيش اشتباك ولا ضرب نار ولا حاجه .
ندى بخوف: مترحش .
جاسر: احنا اتفقنا على ايه مش اتفقنا انك تتحملى ظروف شغلى اللى غصب عنى هعملها .
ندى ببكاء: بس انا محتجاك جنبى دلوقتى .
احتضنها جاسر: وانا جنبك يا حبيبتى متخافيش هخلصها عالطول وهرجع .
ندى ابتعدت ونظرت لعيناه بعمق وقالت: توعدنى !
ظل جاسر ينظر لعينها قليلا بصمت ثم احتضنها مجددا مسندا رأسه على رأسها وتنهد مغلقا عينه: وعد .

جلس ادم على احدى كراسى المشفى بعيدا قليلا عن الجميع فاتجهت اليه يارا وجلست بجواره ووضعت رأسها على كتفه بصمت .
ادم: اسامحه ولا لأ ! امى تعبت بسببه اوى وعاملها وحش كتير والسبب انها مكنتش تقدر تخلف بعدى .. وانا اى حد وجع امى مبقدرش اسامحه يا يارا حتى لو على حساب نفسى وانت اكتر واحده عارفه ..

يارا: متخليش الغضب يعمى عينك عن الحب يا ادم جدك بيحبك وبعدين كلنا محتاجين فرصه تانيه واقرب مثال انت بس الفرق انى اديتك الفرصه دى ... والدتك لو موجوده مكنتش هترضى باللى انت بتعمله متقسيش قلبك على الناس اللى بتحبك .
جاء رأفت فاعتدل ادم ويارا .
رأفت: مش هقولك غير حاجه واحده امك قبل ما تموت وصتنى اخليك تسامح جدك .. وان كانت حياته اللى ضحى بيها علشانك مش كفايه فأنا معنتش اقدر اقول ولا اعمل حاجه .
وتركه ورحل .
نهض ادم وقال: يارا انا حابب ابقى لوحدى شويه .
يارا: ادم عل...

قاطعها: سبينى براحتى يا يارا ارجوكى ..
صمتت يارا ولم تجب فاحتضنها ادم دافنا وجهه فى حجابها لينعم برائحتها ودفئ حضنها الذى يريحه كثيرا .. فهو لا يدري هل سيعود ؟ ام تلك هي المره الاخيره التي يحتضنها فيها !
كذب عليها اخبرها برغبته بالبقاء بمفرده ليستطيع الخروج دون اقلاقها يعلم جيدا انه لو اخبرها الحقيقه لن تتركه يذهب وان ذهب ستموت قلقا عليه ففضل تضليلها .
تركها ادم هامسا بأذنها: بعشقك .
وتركها ورحل .

عندما سمعت يارا كلمته تلك شعرت بانقباض قلبها بشده لا تدرى ما يحدث لها ولكن شعور بالخوف والقلق يسيطر عليها ويتملك منها تشعر بأنها على وشك خساره احد اسباب حياتها .
حاولت نفض تلك الافكار عن عقلها: هو محتاج يقعد لوحده شويه علشان يفكر انتى قلقانه ليه ! مفيش حاجه هتحصل هو هيرجع كمان شويه وهيبقى كويس .. اه هيبقى كويس ... ثم تنهدت: يارب تحميه وتطمن قلبى عليه يارب .

بعد حوالى ساعه خرج الطبيب من غرفه العمليات .
حسين: خير يا دكتور طمنا .
الطبيب: العمليه مكنتش سهله الاصابه مش طفيفه وكمان فى السن ده اضرارها اكتر احنا خرجنا الرصاصه ونتمنى ان 24 ساعه الجايين يعدو على خير ويتجاوز مرحله الخطر.
محمد: طيب والمتوقع من الحاله ايه يا دكتور .

الطبيب: انت دكتور وعارف اننا منقدرش نحدد حاجه دلوقتى بس الرصاصه اخترقت الفقرات ودى حاجه مش مطمئنه .
محمد: تمام يا دكتور .
الطبيب: ربنا يقومه بالسلامه ..
وغادر الطبيب كان الجميع يجلس متوترا قلقا بشده .
جاء الممرض وقال: يا جماعه وقت الزيارات انتهى مينفعش وجودكم هنا هو مرافق واحد بس وكمان ملوش لازمه النهارده لان المريض مش هيفوق قبل 12 ساعه .
نهض رأفت: اسر خد الجماعه وصلهم على البيت وانا هفضل هنا .
امينه: انا مش همشى .

حسين: يا امينه وجودك دلوقتى ملوش لازمه على الاقل تغيرى هدمتك وتاكلى حاجه ونجيله الصبح .
رأفت: اسمعى الكلام يا امينه بابا مش هيصحى دلوقتى هتفضلى قاعده كده .
اسر: يالا يا ماما وهجيبك الصبح بدرى.
وتحت الحاح الجميع غادرت امينه المشفى وكذلك الكل .
عادوا للمنزل ورفض حازم فكره عوده مريم الى المنزل بمفردها واصر على بقائها مع يارا .

عاد احمد وسميه لمنزلهم بينما ارشد اسر كرم وبطه لغرفهم واخذ ساره لغرفتهم سويا وتركها لتبدل ملابسها وترتاح قليلا وجلس بالاسفل مع الشباب وعندما انتهت اتجهت هى الاخرى لتجلس مع الفتيات .
فضلت ندى البقاء مع مريم ويارا حتى لا يقتلها قلقها على جاسر .
انضمت اليهم بسمه وسرين ومرام بينما عادت ايمان مع زوجها .
جلس اسر وطارق وحازم ومراد ومروان ومحمد سويا وكان اسر وطارق وحازم فى عالم اخر يسيطر القلق عليهم بشده . كان الوقت وصل منتصف الليل اصبحت اعصاب الجميع مشتده يخشون ما على وشك الحدوث .

فى مكان خفى يختبئ ادم وجاسر  وخالد بجانب من الطريق وكان خالد يبعد مسافه ليست بقصيره مع فرقته عن جاسر وفرقته وعلى الجانب الاخر عامر مع فرقته واحمد يبعد عنه مسافه مع فرقته مع وجود القوات المنتشره فى المكان بالكامل .. فى تمام الساعه 11.55 دقيقه قطع هدوء الليل صوت 5 سيارات تقترب وتوقفت فى المكان المحدد الذى يبعد حوالى 10 امتار عن نقطه تجمع القوات العسكريه ..

خرج من السيارات رجال مفتولى العضلات يبدو على وجوههم انهم مسجلين خطر يرتدون نفس الزى بنطال اسود وقميص ازرق داكن اتجهوا للسياره التى تتوسط السيارات وفتحوا الباب ليخرج وليد بكل غرور ماسكا سيجارا بيده ويده الاخرى بجيب بنطاله ينفث الدخان ببرود وقف امام السياره لينظر حوله بهدوء شديد ليرى السكون يعم والظلام يغلف المكان بشده الا من مصابيح السيارات .

يقترب منه احد الرجال ولكن يرتدى زى مختلف عن الباقين ابتسم وليد بمجرد رؤيته اعطاه الرجل اوراق فزادت ابتسامه وليد واخرج من جيبه اله غريبه وورقه اخرى نظر لساعته ففعل خالد المثل وقال: شكلهم هيوقعوا الورق الساعه دلوقتى 12 .
وبالفعل قام وليد بتمرير الاله على الورقه الذى اخرجها من جيبه ثم وضعها على الورق الذى اعطاه الرجل اياه .
تحدث عامر بالاسلكى: هما بيعملوا ايه ؟
رد ادم بابتسامه هادئه: بيقلد توقيعى ..

وبمجرد ان تم التوقيع اخرج رجال وليد حقائب ضخمه من السيارات ووضعوها على الارض وقاموا بفتحها لتظهر الاموال بداخلها .
ابتسم الرجل وقام برفع هاتفه وحدث احدهم .
مرت دقائق قليله نظر وليد فى الساعه فقام خالد ايضا بالنظر وجدها 12.5 فقال: دول ماشيين بالثانيه .

وبالفعل اقتربت سيارات من الاتجاه الاخر ووقفت بمواجهه سيارات وليد فابتسم وليد وتقدم للامام وبجواره رجاله وكذلك نزل من السيارات المقابله رجل يبدو فى الاربعينات من عمره يبدو انه خليجى ويظهر ذلك من ملابسه وخلفه رجاله وكانوا يرتدون نفس ملابس الرجل الذى اعطى الاوراق لوليد فتأكد جاسر ومن معه انه احدى رجال العميل .

صافح الرجل وليد ثم طرق بيده مرتين فقام رجاله باخراج حقائب كبيره ايضا ووضعوها على الارض وقاموا بفتحها لتظهر الممنوعات بداخلها ..
ضحك وليد وقام بطرق يده هو الاخر فحدث تبادل اتجه رجال وليد ليحملوا حقائب المخدرات بينما اتجه رجال الرجل الخليجى ليحملوا حقائب الاموال   ووليد يقف امام الرجل وكلاهما مبتسم .

عاد الرجال لاماكنهم بعد ان وضع كل منهم الحقائب بسياراته وصافحوا بعضهم وافترقوا .
صعد وليد لسيارته واستدارت السيارات للرحيل .
جاسر بالاسلكى: فرقه ج وفرقه ب تستنى لما نمشى وتهاجم العميل الخليجى .
فرقه ا وفرقه د يستعدوا للانطلاق .
عامر " قائد فرقه ج ": تمام حول .
احمد " قائد فرقه ب ": علم وسينفذ حول .
خالد " قائد فرقه د ": تم التنفيذ حول .
جاسر " قائد فرقه ا ": بالتوفيق حول .

تحرك جاسر وادم بسرعه وصعدوا للسيارات المصفحه الخاصه بهم وانطلقوا خلف وليد ورجاله مع وجود مسافه بينهم حتى لا يُكشف امرهم .
بمجرد رحيل جاسر ومن معه خرج احمد وعامر وقواتهم وصعدوا لسيارتهم وانطلقوا خلف العميل الخليجى حتى استطاعوا محاوطه سياراتهم وخرجت القوات وحاصرتهم مشهره اسلحتهم .
وبالطبع حد اشتباك اصيب به عامر بطلق نارى بقدمه ولكن كان عدد الرجال ضئيلا جدا مقارنه بعدد القوات العسكريه فتم القبض عليهم ونجح الجزء الاول من المهمه .

تم ترحيلهم لمبنى السجون والتحفظ عليهم هناك وتم نقل عامر للمشفى لتلقى العلاج الفورى .
عامر: خد القوات والفرقه بتاعتى وفرقتك وحصل جاسر وخالد ممكن يحتاجوك هناك لو حصل اشتباك .
احمد: تمام انا هتحرك حالا .. قوم بالسلامه يا بطل .
عامر: ان شاء الله .
وغادر احمد لاحقا بباقى زملاءه للمساعده .

ظل جاسر ومن معه يطاردون سيارات وليد .
توقف وليد امام مصنع كبير ولكن ليس مصنع ادم هو مصنع مهجور تقريبا ظل جاسر بسيارته بعيد عنهم حتى لا ينتبهوا له ولاحظ وجود شاحنه كبيره تقف بانتظارهم قام احد الرجال بفتح بابها الخلفى ليظهر من خلاله وجود احذيه داخل الشاحنه .
ادم: هنا هتم عمليه التبديل .
جاسر: واضح كده .. بس مصنع مين ده ؟

صمت ادم قليلا ينظر اليه جيدا ثم قال: مصنع توفيق الكيلانى القديم .
جاسر: اها هى الحكايه كده .
حضر الكثير من الرجال وقاموا بتفريغ الاحذيه وكذلك المخدرات وبدأوا فى اخفائها تحت بطانه الاحذيه .
ظلوا ما يقارب 3 ساعات على هذا الوضع .
خلال هذا الوقت وصل لجاسر رساله من احمد تأكد اتمام الجزء الاول من الخطه وانه بانتظارهم بالقرب من المصنع وان قواته منتشره حوله .

فى المنزل كانت يارا تبكى بشده بين ذراعى ساره خوفا على ادم .
بينما ندى احتجزت نفسها بغرفه ولم تسمح لاحد بالدخول واخبرتهم انها لن تخرج حتى يأتى جاسر اليها بنفسه .
يارا كانت فى حاله يرثى لها كانت الافكار تعبث بعقلها تبكى وتبكى .. هى تشعر بالقلق شيئا ما يخبرها ان امور سيئه تحدث .. ادم ليس بخير ! تسأل من حولها من الفتيات ولكن لا يعرف احد شيئا منذ ساعتين انضمت اروى اليهم وحاولت بشتى الطرق تهدأه يارا التى كانت تموت خوفا .

قضت الساعيتن الماضيتين تصلى وتدعو لله وتبكى بشده الا ان اغشى عليها وهى تصلى وعندما استيقظت وجدت نفسها بأحضان ساره والجميع حولها يطالعها بقلق ومن وقتها الا الان تبكى بلا توقف وتدعو الله ان يزيح تلك الغمامه عن قلبها ..
لم تعد التحمل اكثر فنهضت بسرعه دفعت ساره عنها فنهض الجميع معها .
ساره: رايحه فين يا حبيبتى اهدى شويه !
اروى: يا يارا ان شاء الله هيبقى بخير متقلقيش .

يارا ببكاء مرير: انا مش مطمنه هو مخبى عليا حاجه انا متأكده قلبى وجعنى وقلقانه ادم مش كويس .
مريم: يا بنتى استغفرى ربنا  ليه الفال الوحش بس هيبقى بخير اطمنى ..
ارتدت يارا حجابها سريعا وخرجت من المنزل تبكى ولحقت بها الفتيات .
ذهبت يارا لمنزل العائله كان الشباب يجلسون بالصاله بينما الكبار ذهبوا لمنزل مصطفى ليرتاحوا قليلا ولكن من اين تأتى الراحه فهم ايضا ساهرون هناك نهض الشباب عندما دخلت يارا عليهم وفزعوا من فكره انها عرفت شئ ما .
اقتربت يارا من اسر وهى تبكى بشده: ادم فين ؟!

تلعثم اسر ونظر اليها ثم لساره التى ادركت على الفور انه يعلم وايضا ان ما يعلمه ليس خيرا ابدا .
يارا ببكاء اشد: ادم اتكلم معاك فى المستشفى لوحدكم بالله عليك قولى هو فين ؟
اتجه حازم اليها وقال: اهدى يا يارا ادم كويس .
يارا ببكاء وصرخت: متكدبش انا قلبى مش مطمن جوزى فين يا حازم ؟
ثم سقطت على الارض جالسه ودموعها تنهمر بغزاره: ادم مش كويس انا قلبى واجعنى مش مطمنه حد يطمنى عليه بالله عليكو حد يريح قلبى ويقولى انه جاى دلوقتى وانه كويس .

جلس حازم بجوارها واخذها بحضنه وعيناه تمتلئ بالدموع ماذا يفعل ؟ ان اخبر يارا الحقيقه بالطبع مريم وندى سيعرفون ان حياه جاسر بخطر ايضا ! وان لم يخبرهم لن تهدأ يارا ماذا يفعل ؟! والمشكله ان ادم او جاسر لم يهاتفوهم حتى الان ليطمئنوهم عليهم ...
ساره نظرت لاسر: لو تعرفوا حاجه قولوها حرام تفضل دماغها تودى وتجيب كده ريحوها .
اغمض اسر عينه واخذ نفس عميق وقال: ادم مع جاسر بيقبضوا على وليد بمساعده القوات فى مهمه رسميه .
تشنجت يارا بين يدى حازم الذى كان ينظر لمريم التى شهقت واضعه يدها على فمها بصدمه .
كان حازم بين نارين نار اخته بين يديه الذى لا يقوى حتى على النظر لوجهها الان ونار زوجته التى على وشك الانهيار فاخيها هو كل ما تملك فى هذا العالم بعد وفاه اهلهم .

لاحظت ساره نظراته الحائره القلقه بينهم فوضعت يدها على كتفه: قوم شوف مراتك اكيد محتجاك جنبها .
نظر اليها حازم بحزن ثم نظر ليارا وقبل جبينها ونهض وانهضها معه وهى كالجثه الهامده توقفت عينها عن ذرف الدموع .. فقدت القدره على النطق حتى .. كانت كالاله .. اخذتها ساره واجلستها واراحت رأسها على صدرها لعلها تهدأ ولكن يارا كانت مغيبه تماما ...
اما حازم اقترب من مريم فابتعدت بسمه التى احتضنتها فور سماعها لكلمات اسر .

رفع حازم راسها اليه ليرى عينها الغارقه بالدموع نظرت اليه بعجز ثم القت بنفسها بين ذراعيه وبكت بشده: هيبقى كويس وهيرجعلى يا حازم صح ؟
مسح حازم على راسها وظهرها بخفه وقال: ان شاء الله هيبقى كويس وهيرجع زى الفل ادعيله يا مريم .
مريم: انا مقدرش اعيش من غيره هو ابويا واخويا مقدرش اتخيل حياتى وجاسر مش فيها .
حازم: ربنا كبير وقادر على كل شئ متخافيش .
ظلت مريم تبكى وهى تردد: اللهم انى اسالك رد القضاء ولكنى اسالك اللطف فيه ...  اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت ... حسبى الله وانت نعم الوكيل ... ياااارب .

اقترب طارق من بسمه ومرام وسرين الذين يقفون كالاصنام غير مستوعبين ما يصير .
طارق: ندى فين !
سرين: حابسه نفسها فى الاوضه ورافضه تطلع الا ما جاسر يجى .
طارق: حد يروح لها ويفضل جنبها ومحدش يقولها حاجه .
بسمه: جاسر معرفها اصلا ان عنده مهمه بس قالها ان مفيش اشتباك ولا ضرب نار .
طارق بتنهيده: محبش يكدب عليها وفى نفس الوقت محبش يقلقها يااااارب الستر من عندك .
بسمه: انا هروح لها يمكن ترضى تفتح ..
مرام: استنى هاجى انا كمان .
بينما اتجهت سرين لتجلس بجوار يارا وساره .

نهضت يارا واقفه حاولوا ايقافها ولكنها لم تستمع لاحد ولم تحدث احد وعادت للمنزل وكذلك ساره وسرين بينما جلست مريم مع حازم ورفضت العوده حتى لا تعلم ندى وتقلق من مظهر مريم .
دلفت يارا للمنزل وبدون كلمه صعدت للاعلى وهى تسير كالجثه المتحركه بغير هدى دلفت لغرفتهم وقبل ان يلحقها احد اغلقت الباب خلفها جلست على الفراش وهى تفكر: راح يقبض على وليد يعنى ممكن ياذيه ! يعنى ممكن يتصاب او يجراله حاجه !ممكن مقدرش اشوفه تانى ! 

بدأت دموعها تنساب بسرعه: سبنى ومشى مفكرش فيا ! هستفيد ايه انا لما وليد يتقبض عليه وادم يجراله حاجه ! هعيش ازاى من غيره !
ثم قالت ببكاء وغضب: مفكرش فيا ليه ؟ مفكرش ممكن يجرالى ايه ؟ ليه يا ادم تعمل كده ! ليه ؟ انا مش هسامحك ابدا لو جرالك حاجه مش هسامحك .. انت اخترت الطريق الصعب ومشيت فيه ولو كان سبب فى بعدك عنى هتبقى انت اللى اخترت تبعد ومش هنساها ابدا ولا هسامحك عمرى كله ...

ثم رفعت يدها للسماء وقالت ببكاء: ياااارب انت اللى عالم بيا وعارف انى مقدرش على بعده يارب انت قادر على كل شئ احميه ليا يارب لو جراله حاجه انا هموت يااارب ارحمنى برحمتك يارب وانصره واحميه يارب خليك معاه واحفظهولى يارب  .
اذن الفجر فنهضت يارا وجلست تصلى وتصلى ودموعها تنساب بشده وهى تدعو الله ثم قامت وابدلت ملابسها بأخرى خاصته ووضعت عليها الكثير من عطره وجلست وضمت ركبتيها لصدرها وهى تنظر بشرود للاشئ وتبكى بصمت.

صدع اذان الفجر ولكن من لا يعيش الله بقلوبهم كيف يشعرون برهبه الاذان ! كيف يشعرون بقوه الجبار وعظمته ! اعمتهم حياتهم ونعميها عن الاخره ونسوا عذابها  .. حسبى الله هو نعم الوكيل .
فى تمام الساعه 4 بدأ الرجال فى تعبئه الشحنه مره اخرى بالاحذيه المملؤه بالمخدرات بداخلها .
فى الجانب الاخر يتحدث وليد بالهاتف
وليد: الشحنه جاهزه تدخل المصنع .
توفيق: تمام انت متأكد انك لبخت الناس التانيه .

وليد بغيظ: اينعم الرصاصه مجتش فيه بس جات فى جدى واكيد زمانهم فى المستشفى دلوقتى يا فى البيت اكيد مش هيفكر فى المصنع .
توفيق: يا قلبك الجامد طيب خد بالك مش عايز البضاعه تنقص حاجه .
وليد: عيب عليك وامتى اتكلف وليد بمهمه وغلط فيها .
توفيق: تعجبنى .. يالا اتحركوا قبل شروق الشمس محدش ضامن الوقت .
وليد: انا هتحرك حالا .
واغلق الخط وامر رجاله بالصعود للسيارات للتحرك باتجاه المصنع .

بالسياره .
جاسر: شكله بيكلم توفيق .
ادم: دا مؤكد بياخذ الاوامر .
بدأت الشاحنه تتحرك يسبقها سيارتين ويليها سيارتين بالاضافه للسياره الذى يجلس بها وليد .
انتظر جاسر قليلا ثم تحرك خلفهم واعطى اشارته لخالد ليتجه مع بعض القوات مباشره للمصنع .
جاسر: خالد اسبقنا على المصنع احمد هناك انشر القوات فى كل المداخل والمخارج عايز المصنع ملغم بالقوات جوه وبره ... حول
خالد: تمام ... حول .

وبالفعل اتجه خالد بقواته للمصنع وهناك تعاون هو واحمد فى توزيع القوات لتحاصر المصنع بالكامل من الداخل والخارج .
بعد حوالى نصف ساعه كانت الشاحنه تدخل من البوابه الرئيسيه بالمصنع .
بينما توقف جاسر وقواته خارج المصنع واتجهوا للداخل مشيا على الاقدام وبالطبع بمساعده ادم الذى يعرف مداخل ومخارج المصنع جيدا .
ادم بهدوء: اكيد هيتجهوا للمخزن .
جاسر: طب ده له طريق مختصر احنا لازم نستقبلهم جوه .
ادم: من هنا ..

واتجهوا جميعا من الطريق الذى اشار اليه ادم وبعد خمس دقائق كانوا فى منتصف المخزن ...
هبط وليد من سيارته واتجه للمخزن وخلفه الرجال الذين قاموا بفتح الباب ليقابلهم الظلام الدامس تم ادخال الشاحنه واغلاق الباب بعد ان دلف وليد ورجاله .
وعندما اضاءت مصابيح الشاحنه تفاجأ وليد بادم يجلس امامه على كرسى يضع قدم فوق الاخرى ويريح رأسه للخلف مغمض عينه بهدوء ويده تطرق بخفه على قدمه .
قام الرجال بسرعه باضاءه مصابيح المخزن ولكن لم يروا احدا سوى ادم والمخزن كما هو تغطى الستائر الطويله المتهالكه الغرف خلفها .
وليد بصدمه: ادم !

ادم ببرود شديد وهو ما زال على وضعه: تك توك تك توك .
ثم اعتدل وفتح عينه: مفاجأه مش كده ؟
وليد محاولا التماسك: ايه اللى جابك هنا ؟
ادم بهدوء: جاى اتأكد من وصول الاحذيه ايه مش من حقى ؟
وليد بارتباك: من حقك ااه .. الشحنه وصلت تقدر تروح .
ادم ببرود: عيب ... عيب عليك مش المفروض ترحب بضيوفك .
وليد بخوف: ضيوفى ... هو هو فى حد غيرك !
ادم بهدوء مخيف همس: هو انا مش كفايه ولا ايه ؟

وليد بصراخ فى رجاله: فتشوا المخزن كويس ولو لقيتوا حد اقتلوه .
اعاد ادم ظهره لمؤخره الكرسى مستندا عليه براحه وعلى وجهه ابتسامه جانبيه ..
تحرك رجال وليد وبقى حوله 5 رجال اتجه رجل ليمين المخزن وهو يشهر سلاحه بهدوء ينظر حوله بتوجس وفجأه خرج من خلف الستائر ثلاث عساكر كمكموا فمه وسحبوه للداخل وقام بضربه حتى فقد الوعى وحدث المثل مع باقى الرجال .
اما بالخارج انتظر وليد قليلا ولكن لم يعد احد من رجاله فبدأ الخوف والقلق يتسرب اليه .
وليد: انت عايز ايه يا ادم ؟

ادم: انا قاعد هنا بصفتى الكينج اللى وقع على الشحنه اللى وراك دى .. قاعد استقبلها يا سيدى .. وبعدين مالك مرتبك ليه كده هو فى حاجه ولا ايه ؟
وليد: عايز ايه يا كينج ؟
ادم بصوت يشبه الموت من بحته المخيفه: عايز حق ريهام ومازن ؟ وعايز حق وجع طارق ؟ وعايز شرف سرين ؟ وعايز راحه مراتى ؟ وعايز صحه جدك ؟ تحب اطلب كمان ولا كفايه ؟!.

قهقه وليد: قول كده بقى يعنى جاى تصفى حسابات بس احب اقولك انك جيت لقضاك برجليك .
نظر وليد لاحد الرجال بنظره ادركها الرجل جيدا واتجه مسرعا لزر بجوار الباب وضغط عليه لينتشر صوت انزار فى المكان .
بينما يبتسم ادم بهدوء شديد وقال: واضح انك امنت مصنعى على مزاجك .. ادى اخره اللى يسيب سندوتش فى ايد جعان .
وليد بغضب: دا مش مصنعك دا جزء من حقى اللى كلتوه عليا .
ادم ببرود: مش بقولك جعان .

اما خلف احد الستائر حيث يختبئ جاسر .
احمد: رائد جاسر فيه رجاله كتير داخلين المخزن ومعاهم اسلحه نتعامل يا فندم ... حول .
جاسر: لا ممنوع التعامل دلوقتى انتظروا الاشاره ... حول  .
وحدث جاسر القوات المنتشره بالداخل: كله يجهز ويستعد للخروج فى اى وقت فى قوه زياده داخله دلوقتى استعدوا .. حول .

الجميع: تمام يا فندم .. حول
فتح الباب بقوه ليدلف عدد كبير من الرجال ليحاوط بعضهم وليد ويحاط البعض ادم الجالس على كرسيه .
ادم بابتسامه: ممتاز بس معندكش غير دول بصراحه اللى ناوى اعمله فيك دول مش هيكفوا علشان ينقذوك منه .
وليد بصراخ: انت عايز ايه !

ادم وهو ينهض بهدوء ويضع يديه بجيب بنطاله ويسير بقوه وجبروت يخشاهم وليد جدا اقترب منه ووضع يده على كتفه قائلا بصوته الحاد: عايزك تعرف مين الكينج ! ثم قام بلكمه بقوه فى معدته لينحنى وليد متألما بينما يشهر الرجال اسلحتهم عليهم ويبدأ اطلاق النار .. فى نفس اللحظه الذى تفادى ادم فيها الرصاصه الاولى خرج جاسر وقواته التى تفوق اعداد رجال وليد واعطى امر للجميع بالهجوم وحدث الاشتباك .
سحب ادم وليد بقوه لجانب من المخزن وقام بتسديد اللكمات اليه بعنف وبعد ان تساقط جسد وليد بضعف انهضه ادم وضرب على وجنته بخفه وتحدث بسخريه: ابقى فكر كويس قبل ما تلعب مع اسيادك .

بينما وليد منحنى للامام اخرج خنجر كان يخفيه بحذائه ورفع نفسه بسرعا ممر نصله على صدر ادم الذى ترك وليد وصرخ متألما .
ابتعد وليد عنه وامسك سلاح ملقى على الارض واشهره فى وجه ادم وكان على وشك اطلاق النار بينما ادم ينظر اليه بهدوء وهو يضع يده على جرحه الذى يؤلمه كاللعنه .
ادم بهدوء: اضرب يا بن عمى اضرب .

نظر وليد اليه ولا يدرى السبب ولكن مر شريط حياتهم ومرحهم سويا امامه ولكن من عمى الشيطان قلبه لا يحن لطيب ابدا وضع وليد يده علي الزناد..
انتبه جاسر اليهم فى هذه اللحظه فاتجه مسرعا اليه ودفع وليد ليختل توازنه فتنطلق الرصاصه بذراع جاسر ليسقط كلاهما ارضا .
اقترب بعض العساكر منهم وحاصروا وليد واخذوه مع بقيه الرجال .
بينما اتجه احمد للشنحه ومعه بعض القوات ليتجهوا بها للمقر الخاص بمكافحه المخدرات .

اصيب الجميع فلقد اصيب العديد من العساكر ولكن حمدا لله لم يمت احدا ولكن البعض كانت اصابتهم خطيره للغايه ... اما القاده فأحمد اصاب بكدمات كثيره فى جسده ... بينما خالد اصيب هو الاخر بطلق نارى بقدمه والكثير من الكدمات ... وجاسر بطلق نارى فى يده ... اما ادم فكان اكثرهم اصابه فالجرح بصدره ليس طفيف بالمره فالاصابه عميقه غائره وبسبب المها الشديد احس ادم بتخدر فى جسده وسقط على الارض ...
طلب العساكر الاسعاف وتم نقل المصابين للمشفى العسكرى .

الان يارا تشعر بقلبها يدمى منذ دقائق ازداد خوفها وازداد انقباض قلبها خرجت منها صرخه قويه تعبر عما بداخلها صرخه افزعت الجميع حتى ندى عندما استمعت اليها خرجت مسرعه من الغرفه .
تجمعت الفتيات حول غرفه يارا وهم يصرخون بها لتفتح الباب ولكن لم يسمع احد شيئا سوى صوت بكائها المرير .
جرت مرام مسرعه لتنادى احد وجدت حازم ومريم يجلسون بالخارج اقتربت منهم وهى تأخذ انفاسها بصعوبه: الحقوا يارا مموته نفسها فوق وصرخت جامد دلوقتى .
نهض حازم بفزع وكذلك مريم واتجهوا لمنزل يارا اما عند الشباب .

فرن هاتف اسر وجده جاسر فأجاب
اسر: جاسر انتو كويسين .
جاسر: طب قول سلام عليكم الاول .
اسر: سلام عليكم يا سيدى طمنى انتو بخير .
جاسر: وعليكم السلام اه كلنا بخير شويه اصابات خفيفه كده .
اسر: وادم اخباره ايه !
جاسر: اتصاب بس برضو حاجه خفيفه كده احنا دلوقتى فى المستشفى العسكرى كلنا تمام طمنوا الناس عندكوا وللاسف لاننا بدرى مينفعش زيارات دلوقتى واحنا هنخرج ونجيلكوا ارتاحوا انتو واطمنوا .

اسر: طب ادينى ادم اكلمه .
ادم: الدكتور لسه معاه بيخيط الجرح بس والله صدقنى كلنا كويسين .
اسر: طيب هطمن البنات هنا لانهم هيموتوا من القلق عليكوا .
جاسر: تمام ... صحيح الحاج ابراهيم عامل ايه ؟
اسر: احنا روحنا كلنا لانه مش هيفوق قبل الساعه 11 الظهر وعلى الساعه 8 كده هنروح .
جاسر: تمام هنكون رجعنا باذن الله يالا فى رعايه الله .
اغلق الخط وطمأن اسر الشباب واتجه للمنزل الخاص بادم دق الجرس ففتحت له بسمه وهى تبكى .
اسر بخضه: فى ايه ؟

بسمه: يارا منهاره جوه ومش راضيه تفتح الباب وحازم بيحاول يكسره .
اسرع اسر للاعلى وجد حازم يدفع الباب بقوه والبنات تبكى وصوت يارا يقطع القلب .
اوقف اسر حازم وقال بصوت عالى: يارا اخرجى ادم كلمنى .
نظر الجميع اليه بصدمه وتوقف صوت يارا بالداخل .
ساره: اوعى تكون بتكدب !
ندى: بجد كلموك بجد !

اسر: والله لسه قافل مع جاسر دلوقتى وطمنى ان كلهم بخير طبعا فى اصابات بسيطه بس كلهم كويسين .
مريم: جاسر والبشمهندس بخير .
اسر: اه والله لسه قافل معاه حالا هما دلوقتى فى المستشفى علشان اصابتهم بس كويسين .
فى هذه اللحظه فتحت يارا الباب كانت عيناها حمراء من كثره البكاء ووجهها شاحب كالموتى .
قالت بصوت مبحوح يكاد يسمع: ادم فين ؟

رق قلب اسر وقال: والله العظيم كويس بس اتصاب اصابه خفيفه وهو دلوقتى فى المستشفى .
يارا وهى تجاهد لاخراج صوتها فحنجرتها تؤلمها بشده اثر بكاءها: عايزه اروح له !
اسر: للاسف مينفعش مفيش زيارات بس جاسر قالى انهم هيكونوا هنا على الساعه 8 كده علشان يجوا معانا المستشفى لجدى .
حازم: خلاص اطمنتى ممكن ته...
لم يكمل لان يارا سقطت فاقده الوعى .

خرج الطبيب من الغرفه الراقد بها ادم .
جاسر: خير يا دكتور .
الطبيب: هو الحمد لله فاق دلوقتى الجرح مش هين اخذ فيه 13 غرزه هو حاليا واخذ مسكن قوى فا مش هيبقى حاسس بألم بس لما مفعول المسكن يروح هيؤلمه جامد علشان كده لازم ياخذ حقنه مسكن كل 6 ساعات .
جاسر: تمام يا دكتور ...
رحل الطبيب ودلف جاسر لادم وجده يرتدى قميصه .
جاسر: حمدلله على سلامتك يا بطل .
ادم: الله يسلمك يالا نمشى .

جاسر: طب ارتاح شويه .
ادم: لا انا كويس يالا نروح .
جاسر: استهدى بالله بس انا كلمت اسر وقلتله يطمن الكل علينا واحنا نطمن عليك بس ونمشى .
نهض ادم كأن جاسر لا يتحدث وتحرك باتجاه الباب
جاسر: ياربى منك ومن عنادك ... طيب استنى هكلم الدكتور وناخذ اذن بالخروج .
اتجه جاسر للطبيب .
الطبيب: كان المفروض يستنى على الاقل يوم تحت الملاحظه .
جاسر: دماغه ناشفه يا دكتور ومش راضى .

الطبيب: خلاص اهم حاجه يهتم كويس بالجرح ويغير عليه باستمرار وممنوع اى مجهود لان الجرح ممكن يفتح تانى .
جاسر: تمام يا دكتور .
الطبيب: وانت كمان انتبه لدراعك .
جاسر: ان شاء الله .
وبالفعل رحل جاسر وادم عائدين للمنزل كانت الساعه 7 صباحا .
وصلوا للمنزل وجدوا ضوء منزل ادم مضاء فاتجهوا اليه .
دق ادم الباب وبعد ثوانى فتح لهم مراد.

دلف ادم وجاسر وبمجرد رؤيتهم نهضت ندى ومريم مسرعين ارتمت ندى باحضان ادم الذى تألم بشده لضغطها على جرحه ولكنه تحامل على نفسه وضمها اليه .
بينما احتضنت مريم جاسر ولكن بهدوء لكى لا تؤذى ذراعه المصاب .
كانت ندى تنظر لجاسر بحزن ولهفه وكذلك جاسر ينظر اليها بأسف وحب .
تحرك بهدوء وهو يضع يده على كتف مريم ضاما اياها لصدره .
جاسر: براحه يا ندى ادم مصاب بصدره ..
ابتعدت ندى مسرعه ونظرت لادم لترى علامات وجهه المتألمه .
ندى: انا اسفه والله مأخدتش بالى .
اومأ ادم بصمت .

اقتربت ندى من جاسر ومررت يدها على ذراعه المربوط: كدبت عليا .
جاسر: مكنتش عايز اقلقك انا اسف .
احتضنته ندى وبكت بشده وهو مسح على ظهرها حتى هدأت .
اطمأن الجميع عليهم بينما لم تظهر يارا حتى الان وعين ادم تدور بالمكان لعله يراها .
لاحظت ندى لهفته لرؤيتها: يارا فوق فى الاوضه وصدقنى مش هتعدى الموضوع بالساهل .
حازم: يارا بهدلت نفسها يا ادم اتهيألى كان افضل انك تقولها .
ادم بهدوء: هى عرفت ازاى !

حكى له حازم باختصار عما صار وانهى كلامه: هى بعد اتصال جاسر واطمأننها عليكو اغمى عليها ومن ساعتها نايمه فوق .
اومأ ادم ونهض بهدوء .
ساره: يارا مش هتعدى الموضوع ببساطه بابا مره خبى عنها انه مسافر وعرفت بعدها فضلت مخصماه اسبوع علشان ضحك عليها ومقلهاش .
اسر: اطلع لمراتك يا ادم  وربنا معاك يا بطل .
صعد ادم درجات السلم بهدوء وقد بدأ جرحه يؤلمه .

فتح باب الغرفه ودلف وجد يارا نائمه على الفراش بهدوء ولكن وجهها شاحب وعينها منتفخه من اثر البكاء  كانت منكمشه على نفسها تضم ركبتيها لصدرها .
اقترب منها بخفوت وجلس بجوراها مرر يده على شعرها ثم وجهها وقال: انا اسف حقك عليا .
فتحت يارا عينها ببطء ليظهر لها وجهه المتعب وعيناه الحمراء من قله الراحه .
اعتدلت بجلستها تنظر لوجهه وبدأت الدموع تتجمع بعينها ولكن لم تتفوه بكلمه رفع ادم يده ومسح دموعها وقال: انا اسف .

لم تجب يارا بل ابعدت وجهها عن يده ونظرت اليه من اعلى لاسفل ليلفت انتباهها رباط ابيض يظهر من ازرار قميصه العلويه المفتوحه فتزداد دموعها وترفع نظرها لوجهه ثانيه ليرق قلبها لمنظره فنهضت بهدوء وامسكت يده وانهضته معها واخذته للمرحاض فتحت الماء وبدأت برشها على وجهه وشعره ثم اغلقت الماء واخذت المشفه وخرجت اجلسته على الفراش واخذت تزيل الماء عن وجهه وهو مغلقا عينه مستسلم لها تماما .

انتهت ثم اتجهت للدولاب واخرجت بنطال قطنى مريح وتيشرت واتجهت اليه ساعدته بتبديل ملابسه وعندما رأت الرباط الملفوف حول صدره شهقت بخفه وازدادت دموعها ثم انتهت من تغيير ملابسه فساعدته للاستلقاء على الفراش ووضعت الغطاء عليه باحكام وهمت لتخرج ولكنه امسك يدها فوقفت واخذت نفس عميق نظرت اليه فسحب يدها بهدوء لتجلس بجواره: انا عارف انى قلقتك عليا جامد انا اسف متزعليش منى .
نظرت اليه يارا طويلا ثم قالت بهدوء: الحمد لله انك رجعت بالسلامه ارتاح شويه ... ثم صمتت قليلا ثم نظرت لعيناه مباشره قائله: بس انا مش مسمحاك .
وسحبت يدها وخرجت من الغرفه .

بمجرد خروجها تنهد ادم بتعب ولكنه سرعان ما اغلق عينه دون ارادته نتيجه انتشار الالم بجسده .
اما يارا بمجرد خروجها جلست امام الباب وبكت بشده كانت ترغب بالارتماء بين احضانه ولكن حتى هذه لن تستطيع فعلها بسبب اصابته لن تتمكن من مسامحته على ما فعل بنفسه هى ليست حزينه على نفسها ولكنها غاضبه بشده لانه اذى نفسه وبذلك اذاها وبشده .

نزلت يارا للاسفل واتجهت لجاسر: حمدلله على السلامه .
جاسر: الله يسلمك .
يارا: الدكتور قال ايه ؟
جاسر: هو الجرح كويس بس ميبذلش مجهود لانه ممكن يفتح تانى ... لازم يتغير عليه باستمرار ولازم ياخد حقنه مسكن كل 6 ساعات .
اغلقت يارا عينها بألم ثم قالت: قال على مسكن معين .
اخرج جاسر الروشته من جيبه واعطاها اياها: دى الادويه بتاعته .

اخذت يارا الروشته ثم نظرت لحازم: ممكن تجيبلى الحاجه اللى فيها .
اخذها حازم: حاضر .. ادم نام ؟
يارا: اه بيريح فوق شويه .
والدكتور قال لحضرتك ايه لسياده الرائد .
جاسر: لا انا تمام اوى الرصاصه كانت سطحيه وخرجوها بسهوله .
يارا: طيب الحمد لله .
صحيح يا سياده الرائد انتو صليتوا الفجر .

جاسر: ملحقناش الفجر بس عدينا على مسجد دلوقتى وكان لسه فاتح فصلينا فيه .
يارا: الحمد لله ربنا يتقبل .
تركتهم يارا ودلفت للمطبخ وذهب خلفها ساره وبسمه .
يارا: انا هعمل ليهم اكل لانهم اكيد مأكلوش من امبارح .
ساره: يارا بلاش تعملى كده .
يارا: نادوا مريم علشان تعرفنى اعمل ايه للرائد .

ساره: يارا الحمد لله الموضوع عدى بلاش تعملى كده ادم محتاجك جنبه .
نظرت اليها يارا نظره حارقه وقالت: شوفوا هنعمل ايه ياكلوه !
وضعت بسمه يدها على كتف ساره: سبيها براحتها هى شويه وهتروق وبعدين مش احنا اللى هنوصيها على ادم يا ساره .
نظرت اليها ساره ثم خرجت .
دلفت مريم واعدت مع يارا طعام لجاسر وادم .
اخذت ندى جاسر لغرفه جانبيه بينما صعدت يارا لادم بالاعلى .

وضعت الصينيه بجواره وجلست كان يغط فى نوما عميق اقتربت منه جلست بجواره مسحت بيدها بهدوء على وجهه ودموعها تأبى التوقف عبثت بشعره وهى تقول: زعلانه منك بمقدار حبى ليك .. مش عارفه اقسى عليك ولا عارفه انسى اختيارك انك تروح وكان ممكن تكون اصابتك اخطر من كده ودا يدل انك مش مدرك قد ايه انا ممكن ادمر لو جرالك حاجه ربنا يسامحك على اللى عملته فى نفسك ...
لم تدرى يارا اتوقظه ليأكل ام تتركه ينل قسطا من الراحه ظلت تنظر اليه الا ان قررت تركه ينام ثم عند استيقاظه تعد له الطعام مره اخرى .

حوالى الساعه 10 كان الجميع بالمشفى .
ظلوا ينظروا للجد من خلف الزجاج حتى خرج الطبيب وطمأنهم لقد مر الوقت بسلام ولكن ...
محمد: طمنا يا دكتور .
الطبيب: الحمد لله عدت على خير بس ..
رأفت: بس ايه يا دكتور .
الطبيب: للاسف الاصابه اثرت على عصب الرجل الشمال وتعرض لحاله شلل مؤقت .
شهق الجميع بصدمه .
محمد: بس مفيش امل ترجع سلميه يا دكتوره .

الطبيب: يادكتور محمد انا بقول مؤقت ان شاء الله نقوم بعلاج طبيعى بس هياخذ وقت بس بامر الله تتحسن مع الوقت .
محمد: مش مهم الوقت المهم النتيجه.
الطبيب: النتيجه مضمونه بنسبه 65% اتفائلوا خير .
رأفت: متشكرين اوى يا دكتور .
الطبيب: هو قدامه وقت قليل وهيفوق بأمر الله بس لازم يفضل هنا يومين لمراقبه الحاله علشان نتأكد ان مفيش مضاعفات .
حسين: شكرا يا ابنى جزاك الله كل خير ..
جلس الجميع حتى استعاد ابراهيم وعيه وجلسوا معه واطمئنوا عليه .

استيقظ ادم من شده التألم نهض ببطء ونظر للساعه وجدها 10 والنصف وعندما هم بالنهوض من الفراش وجد يارا تدلف للغرفه وبيدها الطعام وعندما رأته مستيقظا وضعت الطعام على الكمود ثم اتجهت اليه اسندته ليجلس وهو فقط ينظر اليها قامت بوضع الطعام امامه قائله: كل يالا علشان تاخذ المسكن .
ادم: اقعدى كلى معايا .
يارا: انا اكلت متشغلش بالك بيا .
ادم: يارا بلاش كده انا مش مستحمل طريقتك دى .

يارا: يالا علشان فات 6 ساعات على المسكن اللى اخدته .
تنهد ادم ودفع الطعام بيده: مش جعان .
نظرت اليه يارا وقربت الطعام منه مره اخرى: اذا كنت مش هتاكل علشان جعان فكل علشان جرحك يخف .
ادم: ال يعنى فارق معاكى .
امتلئت عين يارا بالدموع ونهضت واقفه قائله: لا مش فارق معايا ... مش فارق معايا خالص يا بشمهندس .

واتجهت للباب وخرجت واغلقته خلفها .. زفر ادم الهواء بقوه مسندا رأسه على السرير خلفه .
لم تمر ثوانى ودلفت يارا مره اخرى وجلست على الفراش دون ان تنظر اليه وقالت: يالا كل قبل الاكل ما يبرد .
ابتسم ادم حتى فى غضبها رائعه .. لها الحق فى غضبها وحزنها منه .. هو يعلم كم تحبه وكم ان اذيته شيئا صعبا بالنسبه اليها .. وهى الان تريد تلقينه درسا حتى لا يبتعد عنها مره اخرى .

اتسعت ابتسامته وبدأ يتناول طعامه وهى تراقبه بصمت وبعد انتهاؤه قامت بأخذ الطعام ونزلت للاسفل قامت باحضار ابريق ماء واتجهت اليه ومعها المسكن الخاص به اعطته فتعمد وهو يأخذه ان يمسك يدها وابتسم بينما هى ارتبكت وسحبت يدها هو يعلم ان بأقل مجهود منه لن تقاومه فهى تشتاق لحضنه بشده كم يلعن هو جرحه الان فهو لا يستطيع ضمها بسببه .
جاءت يارا لتخرج ولكن تأوه ادم اوقفها التفتت اليه وجدته ينهض ولكنه يضع يده على صدره متألما .
اتجهت اليه بسرعه: رايح فين ؟
ادم: عايز اروح الحمام ... ثم بنبره متألمه: ممكن تساعدينى ؟!
وبدون تردد اتجهت يارا اليه وامسكت يده لينهض معها وقام هو باستغلال الوضع ولف يده حول كتفها نظرت اليه يارا ولكنه التف بسرعه وادعى الالم وهو يبتسم بخبث .

اوصلته يارا للمرحاض وتركته وخرجت .
بعد دقائق خرج ورأسه مبلل بالماء امسك المنشفه ورفع ذراعه ولكنه تألم وهذه المره بحق فزعت هى واخذت المشفه من يده وقالت بعتاب: ممكن لما تعوز حاجه تقولى !
ادم بحب: حاضر .. عايز اغير هدومى .
يارا: انت ناوى تخرج ولا حاجه !
ادم: عايز اروح اطمن على جدى .
يارا: انت لسه مرتحتش استنى شويه كمان .
ادم: انا هرتاح لما اشوفه واتكلم معاه .
يارا بمضض: براحتك .

واتجهت للدولاب واخرجت قميص جينز وبنطال اسود واتجهت اليه قامت بنزع التيشرت الذى يرتديه ثم اقتربت منه ليرتدى قميصه شعر ادم بانفاسها تصطدم ببشرته كان يرغب بضمها بشده ولكنها لن تسمح له ليس امتناعا منها ولكن خوفا عليه اقترب برأسه منها ليستنشق عطرها وضع يده على خصرها ليقربها منه ولكنها خشت ان تصطدم بصدره فتؤلمه فابتعدت ولكنه لم يزح يده حاولت الافلات ولكنه احكم يده حولها قائلا: متبعديش .

استسلمت يارا الي ان انتهت من اغلاق ازرار قميصه ثم ابتعدت بهدوء وهى تزيح يده بخفه ونظرت اليه: وجعى المرادى ميتنساش بسهوله ...
وتركته خارجه من الغرفه .
تنهد ادم: واضح انك هتتعبينى معاكى !
بعد انتهاؤه من ارتداء ملابسه خرج من الغرفه واخبرها انه سيذهب للمشفى واصرت هى على الذهاب معه .

ذهبوا للمشفى خرج الجميع من غرفه ابراهيم وتركوا ادم معه .
ابراهيم بضعف: انت كويس يا بنى ؟
ادم: انقذتنى ليه !؟!
ابراهيم: لانك حفيدى اللى ظلمته كتير وحياتى مش كفايه مقابل حياتك .
ادم: بس انا عمرى ما عاملتك حلو .

ابراهيم: ربنا بيخلص مني ذنب امك واللى عملته فيها .
ادم: يعنى عارف انك غلط فى حقها .
ابراهيم: عارف وندمان واتمنى تكون مسامحانى وتسامحنى انت كمان .
ادم: يبقى شد حيلك واخرج بالسلامه يا ... ثم صمت قليلا ثم اكمل: ياا جدى .
اتسعت شفتى ابراهيم عن ابتسامه كبيره وسعد كثيرا لان ادم ناداه بجدى هذا يدل انه سامحه .

مر يومين على هذا الحال .
يارا تعامل ادم بجفاء ولكنها تعتنى به جيدا وادم يستغل اصابته ليقترب منها مانحا اياها كل الوقت الذى تحتاجه ولكنه بدأ يغضب لانه اشتاق لابتسامتها .. اشتاق لمزاحها ... لقربها منه .
فى صباح يوم جديد حاول ادم مجددا التحدث ليارا ولكن كعادتها طوال اليومين الماضيين تهربت منه .
اتجه غاضبا لساحه الملاكمه وظل يضرب كيس الرمل بعنف رغم ان جرحه يؤلمه كالجحيم ولكنه غاضب وتعب من بعدها عنه .
رأه طارق فاتجه اليه بسرعه: ادم انت اتجننت انت نسيت جرحك .

التف ادم اليه فرأى طارق تيشرته الابيض ملطخ بالدماء مما يدل على ان الجرح فتح مجددا .
ادم بغضب وهو مستمر بضرب الكيس امامه: كل ده بتعاقبنى مش كفايه بقى هى عايزه ايه تانى !
طارق: ادم اعقل مينفعش كده .
ولكن ادم لم يستمع اليه فرحل طارق واتجه ليارا دق الباب ففتحت له ..
طارق: الحقى ادم مبهدل نفسه فى ساحه الملاكمه
فزعت يارا: نعم !
وخرجت مسرعه تجرى حتى وصلت وعندما راته ودماءه تغطيه صرخت به: اااااااادم.

توقف ادم ونظر اليها وانفاسه متسارعه بشده ووجهه ينبض بالم اتجهت اليه وقالت ببكاء: ايه اللى انت بتعمله ده ؟ حرام عليك تعمل فيا كده  . ليه بتتعمد تاذى نفسك ليه !؟
نزل ادم على ركبتيه وقال بنبره متألمه: تجاهلك ليا وبعدك عنى اكتر حاجه بتاذينى انتى بتعاقبينى بس قسيتى عليا اوى يا يارا اوى .

يارا: اولع انا ! انت ليه تعمل فى نفسك كده ! انا كنت بعاقبك ليه ؟ مفكرتش ليه ! ثم بكت بشده: عاقبتك لانك اذيت نفسك .. لانك لما روحت تقبض على زفت مفكرتش ايه ممكن يحصلي لو جرالك حاجه .. بعاقبك لانك اخترت طريق ممكن يبعدك عنى .. انا مش عايزه حاجه غيرك جنبى .. ميفرقش معايا اى حاجه تانيه .. مش متخيل انا تعبت قد ايه لمجرد تفكيرى انك ممكن تتأذى .  ودلوقتى بتأذى نفسك اكتر ! انت عايز تتعبنى انا وبس ؟ انا كنت بموت لما كنت بعيد .. كل لحظه عدت عليا سنه وانا بفكر انت كويس ولا لا ؟! عايزنى لما اشوفك متصاب كده اعمل ايه ؟ اضحك وانسى ولا كأن حاجه حصلت .. مقدرتش مقدرتش .. انت عايز منى ايه بس فهمنى ؟ ثم بكت بشده .
ادم بضعف: عايز ارتاح فى حضنك .

سقطت يارا امامه واحتضنته بقوه رغم معرفتها انه يتالم ولكنها لم تستطع منع نفسها بينما هو تنفس الصعداء ودفن وجهه فى عنقها بقوه ظلا هكذا دقائق حتى ابتعدت هى ومسحت وجهه المتعرق وقالت: قوم معايا اغيرلك على الجرح .
نهض ادم واسند عليها وعادوا لمنزلهم اجلسته ونزعت تيشرته وقامت بالتغير على الجرح .
امسك هو يدها مقبلا اياها وقال بمكر: عارفه ايه اكتر حاجه فكرت فيها وانا فى المهمه الزفت دى !؟

يارا: امممم
ادم بخبث هامسا: القميص البنفسجى .
ضربته يارا بخفه على قدمه فقال بضحكه: دا انا كنت ناوى على حاجات مش كويسه خالص .
يارا: يعنى لازم اشكر وليد بقى .
ادم بضيق: متجبيش سيرته بقى .
يارا بضحكه: طب خلاص خلاص .. كده بقى اخرج براحتى ونتفسح براحتنا الدنيا امان يا كينج .
ادم: اللى تؤمر بيه حبيبتى هعمله ليها .
يارا بجرأه: طيب ما تجيب بوسه .

نظر اليها ادم بدهشه ثم قال: هو انا سيبتك يومين انحرفتى .
ضحكت يارا بدلع قائله: انا كان عندى استعداد للانحراف بس لقيت اللى يوجهنى .
ابتسم ادم: يا منحرف انت .
وبحركه سريعه القاها على الفراش وهو فوقها وقال: وقوليلى بقى ايه نوع حبوب الجرأه اللى وخداها حضرتك .
يارا بتوجس: ادم يا حبيبى انت تعبان .
ادم بخبث: اه قولى كده بقى انتى فكرك انى تعبان ومش قادر وانتي تتسلى براحتك  .
يارا: لا .. اه .. لا .. يوووه قصدى يعنى انت لازم ترتاح مينفعش الارهاق ده .
ادم وهو يقبل كل جزء من وجهها: دا انا بموت فى الارهاق ده .

يارا وبدأت تفقد حصونها: كده هتتعب اكتر .
اسكتها ادم بقبله يستمتع فيها برحيق شفتيها لمده ليست بقصيره حتى ضغطت على ظهره فابتعد لتلتقط هى انفاسها الضائعه بسببه ...
فهمس بجانب اذنها: اتعب ايه بس دا انا صحتى بتجيى على الحاجات دى  ...
"وسكتت شهرزاد عن الكلام غير المباح"

مر اسبوع اخر ولم يخبر جاسر او ادم اى احد بامر القبض على وليد حتى تهدأ الاوضاع قليلا ولا يوجد اى جديد سوى تقدم رامى لطلب لسرين بعدما رأى تغيرها للافضل ورأى انه مازال يرغب بها لتشاركه حياته ولكنها رفضته فهى لا تحبه حتى وان كانت تحبه لن تستطيع ان تتزوجه فهى اصبحت كالارض البور ولن ترغب بان تفضح نفسها مجددا فرفضته رفضا قطعا .

فى يوم جديد طلب ادم من جميع الرجال التجمع لرغبه جاسر فى قول شئ هام وبالفعل اجتمع الجميع
تنحنح جاسر قائلا: انا عارف ان مش وقته خالص بس لازم تعرفوا الحقيقه بقى .
اسر: حقيقه ايه ؟!
تردد جاسر كثيرا ثم قال: الاستاذ عادل وزوجته توفوا .
انصدم الجميع كأن القى عليهم دلو من الماء المثلج فى يوم شتاء قارص ...
رأفت: انت بتقول ايه ؟ عادل اخويا !

جاسر: للاسف .
طارق: ازاى الكلام ده من امتى ؟ وازاى احنا منعرفش حاجه ؟!
جاسر: هعتذر مره تانيه عن الكلام اللى هقوله بس هو كان متورط مع تجار مخدرات وكان ليهم اعمال مشبوهه والاستاذ عادل اتكشف فقرروا يتخلصوا منه وقتلوه هو ومراته .
ابراهيم: انا مش مصدق ودانى ابنى يعمل كل ده ... لا حول ولا قوه الا بالله .
مصطفى: انا لله وانا اليه راجعون .
رأفت: ربنا يرحمه ويغفرله .

حسين: ربنا يرحمه .. الا قولى يا بنى مفيش اخبار عن وليد .
نظر جاسر لادم وقال: وليد اتقبض عليه لانه كان متورط معاهم وفى خبر اسوء وليد هو اللى كان مكلف بقتل عمه وزوجته .
اغمض حسين عينه بألم ولم يقدر على الرد سوي ب: اللهم انى استودعتك نفسى فارحمها واغفرلها يارب .
ابراهيم: انا مش مستوعب كل ده يحصل فى يومين بس .
رأفت: طب وجثه عادل ومراته ادفنت..
جاسر: لسه احنا محتفظين بيهم فى ثلاجه المستشفى .

حسين: اكرام الميت دفنه . لازم يتدفن هو ومراته اما ابنى فا ربنا يهديه ويرحمه برحمته مكان ما يكون .
اسر: بس هنوصل الكلام ده لطنط حنان ازاى ! لازم نقدر موقفها برضو هى مش هتستحمل .
حسين: انا هتصرف معاها ... بعد اذنك يا بابا انا هسافر لاحمد كندا وهعيش معاه انا وحنان هناك واهو نبعد عن الجو هنا شويه .
ابراهيم: هروبك من المواجهه مش حل يا حسين ومع ذلك اعمل اللى يريحك .
طارق: طب وبسمه وسرين هنقولهم ازاى ؟
رأفت: دا قضاء ربنا والبنات ربنا يحميهم مؤمنين بالله وربنا يصبرهم ويصبرنا .

خرج الجميع واخذ حسين زوجته ودلفوا للغرفه واخبرها بكل شئ ولكن عكس توقعاته تماما فقد كانت هادئه واستقبلت الخبر بصمت ولكن من يعلم ما بداخلها ففى النهايه هى ام قلبها يبكى دما على فلذه كبدها ولكن ماذا تفعل ؟! هو يعصى الله .. ينتهك حرمات غيره .. يتاجر فى الممنوعات .. قتل عمه .. شرع فى قتل ابن عمه .. عاق والديه ماذا تفعل ؟! وكيف تطلب رجوعه لاحضانها ! وفى النهايه هو منتهى  بالنسبه لهم جميعا كيف تنصره ؟ وافقت بالنهايه على اقتراح حسين بابتعاد عن هنا فكلما نظرت لادم ستتذكر ان غيره ابنها منه هى السبب .. وكلما رأت اب زوجها لتتذكر انه السبب فى تلك الغيره .. ابتعادهم انسب حل للجميع فمهما كان ابنها سيئا فهى لن تستطيع كرهه او نسيانه .

بينما فى غرفه اخرى اصطحب رأفت سرين وبسمه معه ليخبرهم وبمجرد علمهم انهارت بسمه باكيه نعم اخطأ والديها بحقها كثيرا ولكن يبقوا والديها مهما صار وجودهم بجوارها كان يسعدها كانت تتمنى ان يصبحوا عائله واحده والان رحلوا عن هذه الدنيا ولم يعد حتى بامكانها تمنى تجمعهم .
بينما سرين صمتت ولم تتحدث ولم تبكى هى لم تكن يوما تحبهم لم تشعر انهم عائله لها هى تشعر انهم كانوا السبب فى ضياعها لم تحزن عليهم بل رأت ان هذا ما يستحقون .

اخبر حسين ابراهيم بقراره وفاجأت سرين الجميع برغبتها بالذهاب مع عمها وابتعادها عن هنا فهى مهما تقرب الجميع منها هى تشعر بالغربه تشعر انها الوحيده المخطئه بينهم تشعر انها لا تستحق ان يحبها احد وخاصه بعد تقدم رامى لها ورفضها .. هى لا ترغب بان تُفضح مجددا يكفى مره واحده.
ترددت حنان كثيرا ولكن بالنهايه وافقت على اصطحابها .
وامام اصرارهم لم يستطع ابراهيم فعل شئ وبالفعل سافر حسين وحنان ومعهم سرين .

مر شهرين على ابطالنا
ادم ويارا يعيشون بسعاده وبدأت صحه ادم تتحسن كثيرا بفضل اهتمام يارا به .
- جاسر وندى يعيشون ايامهم بسعاده واصبحت ندى تتذوق معه معنى الحب .
- طارق وبسمه مازالت المشاكسه بينهم لا يلين هو ولا تستلم هى .
- اسر وساره يعيشون بسعاده مع ابنائهم بعد ان تم القبض على تامر ورغم تاكيد انه لم يطلق النار ذلك اليوم ولكنه حكم عليه ب 3 سنوات للشروع بالقتل وكذلك تناول المخدرات .

- اما عصفورى الحب حازم ومريم يتشاجرون باستمرار وذلك لخجل مريم الشديد ولكن عاده مالا تستمر مشاجراتهم سوى 3 ثوانى فهو الحب يا اصدقائى .
- مراد يرغب بشده فى الذهاب لخطبه فرح ولكن ظروف العائله لا تسمح ابدا فاخذ وعد من مرام الا تخبرها بشئ حتى يتقدم رسميا لها .
- مرام تلتزم بحضورها المحاضرات وخاصه دكتور عمر الذى اصبح حضوره ورؤيته كفيله لتسعد مرام .

- تمت محاكمه منصور وولديه وحكم عليه بالمؤبد . بينما وليد حكم عليه بتحويل اوراقه لسياده المفتى وذلك لقتله عمه وزوجته .
- لا يوجد اى اخبار عن توفيق اطلاقا ومازالت القوات العسكريه تبحث عنه ...
يلعب القدر احيانا معنا بغرابه كأنه مصمم لاذيتنا ولكن القلوب العامره بحب الله دائما ما يجد قلبها ما يفرحها ويسعدها وينير حياتها .

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة