قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الخامس عشر

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي

رواية أحببتها في انتقامي للكاتبة عليا حمدي الفصل الخامس عشر

توقفت يارا عن التصفيق ورفعت رأسها للاعلى واخدت نفس عميق وظلت تنظر للجميع لاتصدق ان ذلك صدر من والدها ومن الانسان الذى دق قلبها اليه .
اقتربت بهدوء من سرير والدها وقالت: انت تعبان دلوقتى . اقصد يعنى حاسس بأى وجع .
فتح احمد فمه للتحدث فرفعت يارا اصبعها السبابه فى الهواء مقاطعه اياه: ثانيه ... ثانيه .

والتفت وعادت خطوتين لتقف امام ادم الذى يغمض عينه بقوه ولكن ملامح وجهه لا تحمل اى تعابير وقالت: اد ثم صمتت و ابتسمت بألم وقالت: معذره معذره انت مبتحبش تسمع اسمك منى صح يابشمهندس ايه رأيك فيا دلوقتى افتكرت كلامك ونفذته اهه ياترى فى نظرك لسه غبيه وعقلى الصغير مبيفهمش ولا غيرت رأيك .

فتح ادم عينه ببطء ورفع نظره لها وجدها تبتسم ابتسامه مزقت قلبه ابتسامه تحمل كل معالم الالم والصدمه والوجع والشعور بالغدر من اقرب الاشخاص اليك اغمض عينه مجددا واخذ نفس عميق نعم هو ايضا يشعر بالصدمه اكل ما فعله كان من فعل والده والاسوء انه بالاتفاق مع والدها لم يفكر بأى شئ الان سوى بها عن مدى الالم الذى تشعر به عن مدى الوجع الذى تمر به عن حاله قلبها لقد تشاركوا جميعهم فى تمزيقها بلا رحمه او شفقه تنهد ثم فتح عينه ووقف امامها وهذه المره اخفض نظره اليها وقال بهدوء: هتسمعى الاجابه ولا بتسألى السؤال وانتى مش عايزه تسمعى اجابته .

كان نظر يارا مركز على قلبه وعند سماعها كلماته ابتسمت مجددا ووضعت يدها على صدره مكان قلبه تفاجأ بفعلتها ولكنه ظل هادئا مترقبا ما تفعله فرفعت عينها اليه وهى ما زالت واضعه يدها على صدره وقالت بنبره مؤلمه ومتفاجئه: هااا عندك قلب ! ثم قالت بسخريه لاذعه: وانا اللي كنت فاكره مكانه حجر .

شعر ادم بوجع رهيب بداخله واراد احتضانها وطمأنتها الان ادرك انها مجرد فتاه بسيطه لا ترغب سوى بحياه هادئه تبحث فقط عن قلب تختبأ به ولكنه اذاها بلا رحمه منه ألمها بقوه وكسر كل جميل بها ولكن هل يؤلم الشاه ذبحها بعد سلخها ولكنه رغم رغبته بذلك صمت وظل مكانه بملامحه البارده
فأكملت يارا وهى تنظر بشرود لصدره موضع قلبه والدموع متجمعه بعينها و يدها ما زالت على صدره وقالت بصوت ضعيف مجروح: عارف انا كنت بحاول بس الاقى لنفسى مكان هنا .. مكنتش عايزه حاجه غير بيت صغير ليا جوه ده قالت وهى تنظر لقلبه .

دق قلب ادم بعنف فاردفت يارا بشهقه: واااااو مش معقول دا طلع بيدق كمان بس يا ترى بيدق بسرعه ليه ها يا بشمهندس ثم صرخت: ليه ؟ ودفعته بعنف تحرك كتف ادم اثر دفعتها التى رغم قوتها الا انها لا تساوى شئ امام جسد ادم .
انتفضت سميه واروى واقفتين واعتدل احمد فى جلسته ووقف رأفت واعتدل يوسف واصبح وجه الجميع ينبض بالقلق .
قال احمد محاولا تهدأت الاوضاع: اهدى يا بنتى انا عارف...

قاطعه صوت يارا الساخر وهى تلتفت له بحده وبدأت الدموع تشق طريقها على وجنتها: بنتى !. بنتى... ايوا ايه يثبتلى دلوقتى انى بنتك حافظت عليا " لا " اهتميت بيا برضو " لا " جوزتنى راجل هيبقى ضهرى وحمايتى " لا " جوزتنى راجل هياخد باله منى برضو " لا " ...
انت جوزتنى راجل هينتقم منى وعارف كمان ... ثم ضحكت بوجع: انت السبب والادهى بقى انك مش السبب حاجه معقده صح ...
متقولش بنتى تانى لاني مش لاقيه اى حاجه تثبت وكمان كنت خايف اوى ونفسك تنفذ وعدك علشان كده بعتنى للحجيم بايدك طب هسألك سؤال واحد فين كل وعودك ليا ! فين وعدك انك هتحمينى من اى حاجه ! فين وعدك انك مش هتسمح لحد ينزل دمعه من عينى ! فين وعدك انك هتبقى امانى وضهرى ! فين وعدك انك عمرك ما هتتخلى عنى ! فين وعدك انك هتفضل تحبنى !

ذرفت الدموع بحرقه شديده واختنق صوتها بشده وقالت: فاكر يا بابا لما جيت تقولى على ادم وانه اتقدم انا رفضت فاكر انت قولتلى ايه فاكر لما حضنتنى وسألتنى انت مش بتثقى فيا ؟ بس انا كنت واثقه فيك يابابا كنت واثقه انك مش هتعمل حاجه تأذينى مش هتسيب حد يغلط فيا او يجرحنى ثم صرخت: بس انت سبتنى يا بابا سبتنى لا دا انت حتطنى جوه الالم والوجع بايدك هثق فيك ازاى يا بابا هثق فيك ازاى .

توقفت تأخذ انفاسها بصعوبه ودموعها تنهمر كالامطار التى مزقت قلب كل من بالغرفه ولا يسمع اى صوت سوى صوت انفاسهم العاليه وشهقاتها المؤلمه .
كانت اروى وسميه تبكيان بحرقه على منظر يارا وادم يموت قهرا من كلماتها الاذعه المؤلمه واحمد احس بخنجر ينغرس داخل صدره ليمزقه بعنف .

التفتت يارا لادم وابتسمت بألم محاوله تمالك نفسها وقالت بسخريه: ليه بس انا اللى اتصدم تحب اقولهم حياتنا كانت عامله ازاى اهو يبقى الكل عرف حقيقه جديده النهارده .
وضع ادم يده على فمه ليمسح عليه ببطء ونظر اليها ولم يتحدث .
فأكملت: بس انا مش هعمل كده عارف ليه لانى قلتلك انى مش هقول وانا قد كلامى .
وامسكت حقيبتها بعنف واسرعت باتجاه الباب لتخرج ولكن امام الباب اوقفها صوته الهادئ: قولى ...

نظرت اليه بابتسامه حزينه وقالت بهدوء: اقول ايه بالظبط ؟ واقول ليه ؟ هيرجعلى ايه حياتى هترجع زى الاول ! ولا قلبى هيبقى زى الاول ! ولا حتى عائلتى اللى باعتنى هتبقى بالنسبالى زى الاول ! ولا يمكن اق...
قاطعها رأفت: انا عارف ان اللى حصل صعب عليكى واحنا فعلا غلطنا بس يا بنتى حياتكوا دلوقتى بقت احسن وادم اتعلق بيكى .
اكمل يوسف بتوتر: ادم فعلا حبك وبيغير عليكى من الهوا عمرى ما شفته بيضحك زى ما كان بيضحك وهو معاكى وهو قالى انه خلاص اتعلق بيكى وميقدرش يستغنى عنك .

اغمضت يارا عينها لا ترغب فى سماع اي شئ ما يقولون هم لا يعرفون شئ وهى لا تريد قول شئ هى فقط تريد الابتعاد الان لان اعصابها بدأت تتلف وستفقد نفسها بعد قليل .
اقتربت اروى منها ووضعت يدها على كتف يارا: كنتى دايما بتقوليلى ان اللى بيغلط لازم له فرصه تانيه واننا لازم نسامح الناس اللى بنحبهم لما نبقى قادرين على ده انتى وهو عشتو فى بيت واحد تحت سقف واحد بدأتو حياه جديده سوا وحبيتوا بعض وانتى بلسانك اعترفتى بده ليه علشان غلطه هتدمرى سعادتك انسى يا يارا ولو على الاقل اديهم فرصه يخلوكى تسامحيهم ..

انفجرت يارا ضاحكه فابعدت اروى يدها ونظرت اليها بتعجب كما فعل الجميع ...
فقالت يارا: انا موافقه اعمل اللى بتقولى عليه بس عايزه اسألك كذا سؤال وردى عليا .
نظرت اليها اروى وأومأت بتوتر ...
فسألتها يارا: ايه اكتر اكله بيحبها جوزك ؟
فتح الجميع فمه من الصدمه والاستغراب الشديد !
بينما ادم اعتصر وجهه بيده يعلم جيدا ما ترمى اليه فلقد قررت افصاح الحقيقه .
تعجبت اروى: ايه لازمه السؤال دا دلوقتى مش فاهمه !
قالت يارا باصرار: ردى عليا وخلاص .

قالت اروى: المكرونه بأنواعها .
امسكت يارا يد اروى وقالت: مين لبسك الدبله دى .
اروى بتنهيده: يوسف
قالت يارا: اكتر لون بيحبه.
اروى وهى متعجبه للغايه: الازرق .
يارا: صوت المقرئ المفضل عنده
اروى: سعد الغامدى
يارا: بتقلب وهو نايم ولا...

" يااااااااراااااااا " صرخ ادم بها بقوه ليفزع كل من كان بالغرفه
ولكن تجاهلته يارا وقالت: عرفتى الحاجات دى كلها ازاى .
اروى وقد وصل تعجبها الحد الاعلى: يارا انتى بتقولى ايه انا مش فاهمه حاجه ! يوسف يبقى جوزى واكيد اعرف عنه كل حاجه لانى معاه دايما وجنبه دايما واكيد عرفت كل عاداته بس انتى ليه بتعملى كده ؟ يارا ارجوكى فهمينى .
يارا بهدوء: اسألينى نفس الاسئله كده
اروى: يارا علش...

قاطعتها يارا صارخه وقد فقدت اخر اعصابها وانهمرت دموعها بشده واختنق صوتها: اسألينى اسألينى ايه اكلت جوزى المفضل هقولك معرفش .. ايه لونه المفضل هقولك معرفش .. بيحب ايه بيكره ايه برضو معرفش .. الدبله اللى فى ايدى انا اللى اخترتها لوحدى وانا اللى نقلتها لايدى الشمال لوحدى .. لانه جوزى على الورق بس .. جوزى قدامكوا وبس .. جوزى اللى مش عايش معايا غير شهر واحد بس .. بقالى 6 شهور متجوزه وجوزى مشفتوش غير شهر واحد فاهمه يعنى ايه ! يعنى انا مجرد لعبه بالنسبه ليهم .. مجرد وسيله هما خدوها لاسبابهم .. جوزى علشان ينتقم وبابايا علشان ينفذ وعده .. كنت مجرد لعبه بيحركوها مكان ما هما عايزين .. مكنش ليا قيمه عند حد فيهم .. تعرفوا انتو ايه عن حياتى علشان تقولولى اعمل ايه ؟

تعرفوا ايه عنى علشان تتكلموا عن سعادتى ؟ تعرفوا انى مجرد واحده اتسابت يوم فرحها اللى المفروض اسعد يوم بحياتها جوزها رماها ورا الباب بفستان فرحها وقالها بكرهك ! انا مجرد واحده عايشه لوحدها بقالها 5 شهور مفيش حد معبرها كأنها واحده منبوذه محدش عايزها ! انا مجرد واحده اتكسرت بدل المره الف واتوجعت بدل المره ميه ! انا مجرد واحده اتهانت كرامتها واتهانت انوثتها !
ثم اشارت لوجنتها التى تحمل اثار اصابع ادم عليها وكانت تحاول اخفائها بحجابها قد المستطاع: انا مجرد واحده اضربت وكله بسبب جوزها ! عرفتى ليه بسأل يا اروى عرفتى ليه .

لم تستطع اقدامها الصمود اكتر من ذلك فوقعت جالسه على ركبتيها على الارض واكملت بألم وانكسار ودموعها تنهمر: مكنتش محتاجه فلوس ولا عربيه ولا منصب مكنتش محتاجه غير بيت صغير اعيش فيه مع انسان يحبنى انسان يخاف عليا انسان يبيع نفسه ويشترينى كان نفسى ابقى عايشه مطمنه مش كل يوم خايفه وانا لوحدى وحتى لما رجع كنت خايفه برضو عارفه ليه لانه لما كان يخرج كنت ابقى خايفه يبعد عنى ويسبنى تانى انعدمت ثقتى فى انه هيفضل جنبى كنت عايشه كل لحظه على اعصابى ...

كان نفسى اضحك كل يوم وانا فى حضنه مش اعيط كل يوم وهو مش جنبى .. كان نفسى لما اسمع صوت غريب فى البيت يبقى جنبى يطمنى مش لما اسمع صوت احس انه اخر يوم فى عمرى .. كان نفسى يمسح دموعى مش يمد ايده عليا ..
ثم صرخت بوجع: كان نفسى اعيش ... الاقى حد جنبى انا كنت ساعه ما امثل انى زعلانه بلاقيكى جنبى وبلاقى ماما وبابا وانتو الثلاثه فاتحين ليا حضنكوا دلوقتى كنت بموت من القهر ومش لاقيه حد معايا .. كان نفسى بس فى حضن يطمنى ده كتير يا اروى قوليلى دا كتير عليا !

لما كنت بتعب كنتوا بتفضلوا جنبى طول الليل لحد ما اخف اما دلوقتى كنت بيغمى عليا اصحى الاقى نفسى على الارض زى ما انا .. كانت ماما بتجرى ورايا علشان اكل رغم انى كلت قبل كده 3 مرات لكن دلوقتى مكنتش باكل بالايام ومكنش حد جنبي .. كان نفسى يبقى امامى فى صلاتى .. يقعد جنبى ونقرأ قران سوا .. انام على كتفه ونفكر فى اسامى اولادنا .. اتخانق معاه علشان طبخت رز وهو بيحب المكرونه .. نزعل سوى ويصالحنى .. يدخل عليا بورده .. يجيبلى شيكولاته .. نسمع فيلم كرتون سوى .. يعاملنى كأنى بنته مش يحرمنى من كل حاجه وكمان يسمعنى كلام زى السم ويعاملنى معامله اسوء من معامله الاعداء حتى ...
ثم هدأت وتحدثت بصوت اشبه بالهمس وهى تنظر امامها بأعين منصدمه مفتوحه والدموع تأخذ مجراها: ودا كله علشان جوزى ينتقم من ابويا ولا الاقى ابويا هو اللى مسلمنى ليه ...

وصمتت وتسارعت انفاسها بشده ثم اكملت: ايوا حبيته وحبيت حتى قسوته عليا وكنت متقبلاه فى كل حالاته حتى بعد ما ضربنى اول ما لجأت .. لجأت لحضنه ! فاكره يا اروى لما سألتينى انتى بتحبى ادم ولا لا قولتلك انا دلوقتى متعلقه بيه لما اتعامل معاه واعرفه واعرف عيوبه واحبها يبقى وقتها كده ابقى بحبه ...

صمتت ثواني ثم قالت بانكسار يصف جيدا انكسار قلبها: اهو انا بقى حبيته ! كنت مستعده استناه عمرى كله .. فضلت مستنياه كل يوم لا كل ساعه وكل دقيقه وعايشه على امل انه يرجعلى وانى اصحى فى يوم الاقيه جنبى .. عارفه كنت مستعده اعيش جنبه عمرى كله مهما كان قاسى او شديد عليا حاولت اقرب منه بس لا ازاى عمره ما سمحلى كان دايما يسمعنى اسوء كلام واحده تسمعه من انسان بتكرهه فما بالك بقى بالانسان اللى بتحبه وجوزها كمان كان دايما يبعدنى عنه ويجرحنى بكلامه ومع ذلك اول ما يبتسم كنت انسي كل حاجه ..

عارفه انا النهارده طلبت منه يفضل جنبى مسكت ايده وطلبت منه يفضل جنبى ويطمنى ...
ثم ابتسمت بمراره: عارفه عمل ايه !
بكت بحرقه واكملت: سحب ايده وسبنى ومشى اتخلى حتى عن انه يطمنى ... عن انه يبقى قريب منى .. عايزانى اديله فرصه تانيه طب ازاى ! عايزانى اسامحه طب ووجعى اعمل فيه ايه ! طب وخوفى اتخلى عنو ازاى ! لا لا مش هقدر مش انا اللى بعدت هو اللى اتخلى عنى ...
وجعنى اوى يا اروى وجع قلبى اوى ..

انهارت يارا باكيه بحرقه وشهقاتها تتعالي بجنون
ولا يتوقع احد ما يشعر به كل شخص بالغرفه تهاوت اروى على الكرسى وهى تبكى بحرقه على حال صديقتها .. كيف عاشت كل ذلك بمفردها ! واكثر ما يخيف اروى الان ماذا ستفعل يارا عندما تعرف ان اروى وايضا والدتها سميه كانوا يعلمون ؟! .
يسندها يوسف الذى اتسعت عينه اللامعه بالدموع على حال زوجه صديقه وهو غير مصدق ان صديقه فعل ذلك !
وسميه سقطت جالسه على الاريكه وهو تضع يدها على فمها واعيناها متسعه تنهمر منها الدموع على حال صغيرتها التى تحملت كل ذلك بمفردها !
و احمد اخذت الدموع مجراها على وجنته وهو يرى زهره عمره ذابله امامه !

ورأفت يضع يده الاثنين على فمه غير مصدق ما فعله ابنه بتلك الرقيقه التى كانت لا تفعل شئ بحياتها سوى الضحك !
اما ادم فاحمرت عيناه بشده وشعر بمدى بشاعه ما فعله كان يعتقد انه بابتعاده عنها يرحمها من اذيته ولكنه لم يدرى انه بذلك اذاها اشد اذى وقتل كل جميل بها تلك الورده الجميله التى كانت تنبض بالحياه قتلها هو بكل بشاعه دون رحمه ..
قبض على يده بقوه وشعر حينها انه لا يستحق حبها له هو اقل من ان تحبه ملاك مثلها كل هذا الحب !

تنهد بألم واتجه اليها وهى قابعه على الارض تبكى بحرقه وعيناها متسعه دلاله على انها ما زالت منصدمه وامسكها من ذراعها واوقفها ...
التفتت يارا اليه ولقد اصبحت الرؤيه لديها مشوشه بفعل الدموع وايضا هى مجهده بحق رفعت بصرها اليه وقالت باستعطاف: لييه ! انا عملت فيك ايه ؟ ليه تعمل فيا كده ! انا والله العظيم حبيتك والله حبيتك ؟

اخذت نفس عميق ثم وضعت يدها على يده الممسكه بذراعها وازاحتها ببطء وقالت: مبروك نجحت نجاح باهر فى انتقامك وبرتبه امتياز نجحت فى انك تكسرنى وتذلنى ورمتنى لابويا جسد من غير روح .. نجحت فى انك تموت قلبى وتحوله لحجر زيك بالظبط .. نجحت فى انك تكرهنى فى الحب لانى لما حبيتك مخدتش غير الوجع .. نجحت فى انك تغير جوايا حاجات كتير عمرها ما هترجع زى الاول ابدا .. نجحت فى انك تصنع واحده جديده نسخه طبق الاصل من مامتك اضافه ان الوجع مش من حبيبها دا من ابوها وحماها وجوزها مبروك يا زوجى العزيز  ...

عاد ادم خطوه للخلف مدمرا كليا من الداخل ولكنه مع ذلك يقف امامها صامدا وقال بهدوء: يارا انتى م...
قاطعته يارا بحده وعينها رغم انها تمتلئ بالالم كانت تمتلئ ايضا باصرار لم يعهدهم احد فى يارا: مش عايزه اسمع صوتك تانى ولا عايزه اشوف وشك خالص ومش عايزاك فى حياتى ابدا ... واقتربت اكثر من وجهه وعادت اليه نفس كلماته: اصل انا نفسى اخلص من الارف ده بقى ...
ثم اغمضت عينها وسقطت دموعها وابتعدت عنه وذهبت باتجاه والدتها وهى تسير بظهرها وتنظر اليه
اغمض ادم عينه ووضع يده على وجهه متنهدا بألم .

امسكت يارا يد والدتها وقبلتها بضعف: انا اسفه مكنتش عايزه اقول حاجه قدامك علشان متشليش همى بس انتو كان لازم تعرفوا الحقيقه كان نفسى افضل فى حضنك بس للاسف مش هقدر افضل فى مكان واحد مع با.. اقصد الاستاذ احمد علشان كده انا هبعد فتره اريح فيها اعصابى وبعدين هكلمك متقلقيش عليا انتى واروى اللى فضلتوا ليا فى حياتى انتو اللى هقدر اعتمد عليكو لانكو يهمكوا وضعى متقلقيش عليا اتفقنا .

واحتضنتها يارا بضعف شديد فهى تشعر ان قواها على وشك النفاذ ولكنها تماسكت وتساقطت دموعها على كتف والدتها واغمضت عينها لتشعر ببعض الحنان الذى افتقدته ... ولكن سميه من شده تألمها من وجع يارا وانها كانت على علم بكل شئ فلقد اخبرها احمد من قبل فلم تبادل يارا الحضن وازدادت دموعها بشده وانتفضت بقوه ...

فتحت يارا عينها بصدمه وابتعدت ببطء وهى تنظر لوجه والدتها بخوف وابتلعت ريقها بصعوبه واشارت اليها باصابع مرتعشه: ا... نتى ان... تى ك . ماان ... وانهمرت دموعها وانتفضت بقوه وصرخت: وانتى كمااااان كنتى عارفه يا ماما كنتى عارفه ...
ثم وللحظه تشنجت واستدارت بسرعه ونظرت لاروى نظرات متوسله مستجديه ان تقول انها لا تعرف وقالت بصوت مختنق: قولى لا الله يخليكى قولى لا .
نظرت اروى للارض وهى تبكى بحرقه ...

لتغمض يارا عينها بألم شديد وهى تشعر بروحها تخرج منها وصرخت: اه اه اه
ثم ضحكت بشده ودموعها تنهمر بقوه وسرعه فباتت تضحك وتبكى بنفس الوقت لتقول بصدمه: كنت لعبه ليكو كلكو ليكو كلكو كلكو ظلت تصرخ بها وهى تعود بظهرها للخلف حتى اصطدمت بالحائط فنزلت بجسدها عليه حتى استقرت على الارض ضمت ركبتيها لصدرها وظلت تنتفض بشده وتبكى ودموعها تنهمر وهى تطلق اهات مؤلمه: اه كنت لعبه كنت مجرد لعبه انا مسواش حاجه عندكوا انا محدش بيفكر فيا وصرخت: عملت ايه ! عملت ايه انا !
اه اه اه اه اه ...

وظلت تنتفض بقوه ودموعها تغرق وجنتها وجميع من بالغرفه يشعر بالحزن الشديد عليها والدها والداتها صديقتها حماها يرغبون بضمها بتهدئتها ولكنهم يعرفون انهم سبب تعبها هم السبب اقرب الاشخاص اليها هم السبب فلم يجرأ احد منهم على الاقتراب منها .
اما ادم فظل يراقبها بملامح متألمه وعيناه تشتعلان غضبا من نفسه ومن والدها ومن والده ومن كل شئ يشتعل غضبا لرؤيه صغيرته هكذا لرؤيه زهرته هكذا تحرك خطوه باتجاهها ولكنه توقف مكانه عندما توقفت فجأه ومسحت دموعها بعنف وهى تنهض من جلستها وابتلعت ريقها واخذت نفس عميق وقالت بضعف ولكن بحزم: مش عايزه اشوف حد فيكو تانى ابدا .. استاذ احمد ومدام سميه انا اسفه بس بنتكوا ماتت خلاص انتو قتلتوها ...
واستاذ رأفت متشكره اوى على كل حاجه عملتهالى وكل لحظه حسيت فيها انك قريب منى بس خلاص انتهينا واه بهنيكوا بجد على الخطه الممتازه لتنفيذ الوعد بجد بهنيكوا .

ثم التفتت ليوسف واروى: بشمهندس انت بجد صديق ممتاز لانك وقفت جنب صاحبك وفى نفس الوقت جنب بابا صاحبك انت بجد رائع و كمان زوجتك انسانه رائعه جدا باعت اعز اصدقائها وسبتها تعيش اروع جرح فى حياتها وهى بتتفرج ...
خلى بالك منها رغم كل حاجه مراتك فعلا مفيش منها خلى بالك منها ومن ابنكو و ربوه بس امانه لما يكبر لو صاحب اوعى تخليه زيكوا .

ثم التفتت لادم: اما انت بقى مثال رائع للزوج والابن اخدت انتقام مامتك بذمه كبيره اكيد هى فرحانه جدا بيك دلوقتى وبهنيك على النجاح الرهيب اللى حققته فى الكام شهر دول وبهنيك على ذكائك اللى يوصلك لاكتر الطرق اللى تقتل بيها المرأه بجد انت رائع وكمان بهينك على الهدوء والبرود اللى انت عايش بيهم بجد تاخد جائزه عالميه فيهم ...

ثم رفعت اصبعها فى وجهه: بس من النهارده كل الحب اللى جوايا ليك مات وبايدك ... مش عايزه لا اشوف وشك ولا اسمع صوتك تانى ابدا وورقه طلاقى توصلنى ثم تعمدت تلقيده قائله: كلامى مفهوم .
ثم حملت حقيبتها هم احمد وسميه بالتحدث ولكن يارا لم تعطى لهم الفرصه وقالت: متسألوش هروح فين او هبقى فين ارض الله واسعه وثقوا فيا مش هتعرفوا مكانى ابدا واه رأفه منى بيكو هسيب تليفونى مفتوح لو عايزين تتصلوا بيا اتصلوا بس انا مش هرد هستمتع بس بانكم مش عارفين توصلولى واه متقلقوش عليا انا عشت فى بلد غريبه 5 شهور لوحدى فا انا اقدر اخد بالى من نفسى كويس وتحركت باتجاه الباب والتفتت لادم لتقول قبل ان تخرج: يا ريت يوصلنى رساله قريب انى اخيرا خلصت من الرابط اللى بيربطنى بانسان زيك .

ومفيش مانع دلوقتى بقى من حبه دراما من اللى بتبقى فى الافلام مهو انا بصراحه عشت جوه قصه رائعه فاحب اقولكم من كل قلبى الوداع يا عائلتى الكريمه وخدوا بالكوا انا مقلتش الى اللقاء انا قلت الوداااااااع ...
والتفت لتغادر ولكنها توقفت وعادت ووقفت امام ادم: اقولك بلاش ورقه الطلاق انا عايزه اسمعها اغمضت عينها واخذت نفس عميق ثم اعادت نظرها اليه وقالت بصوت يجمع الكثير من المشاعر المؤلمه: طلقنى .

تسمر ادم ولاول مره بحياته لا يعرف ماذا يفعل لاول مره يشعر بعجز حقيقى بألم لا يقدر الكينج على تحمله نظر لعينها وغرق فى محيط مشاعرها وجد حزن والم واصرار وحب ولكنه وجد ايضا رجاء وتوسل فاتبعهما وقال: يارا انتى لازم تسمعى ال... قاطعته يارا: اسمع ايه لا تبرير ينفع ولا توضيح ينفع ولا اعتذار ينفع كفايه لحد كده كفايه اللى انا عرفته واللى شفته واللى عشته ! انا بترجاك تخلصنى من وجعى بقى لو حاسس بذره شفقه نحيتى ارحمنى ولمره واحده بس اسمعنى وارجوك طلقنى .

اغمض ادم عينه بقوه ووضع يده على شعره وحاول ان يظل متماسكا تحيط به هاله البرود الخاص به ..
جاء رأفت ليتحدث: بنتى ا ...
قاطعته يارا: انا مش بنت حد ولو فعلا ليه اى قيمه عندكوا ياريت تسبونى لمره فى حياتى اخد قرارى بنفسى كفايه لعب بحياتى بقى كفايه .

ما زال ادم مغلقا عيناه يستمع لكلامها حقا هو لا يرغب فى ابتعادها عنه ابدا يحاول ان يتماسك حتى لا يندفع ويحتضنها ويخبرها كم هو يريدها بجواره وانه فعل ذلك لانه لم يكن يريد اذيتها تمنى ان يندفع ويقبلها بقوه لتعود اليه حياته وان يمنعها مطلقا من التحدث هكذا ويخبرها انه لا يريد سوى قربها ... قربها فقط...
يارا بحده: طلقنى يا بشمهندس ...

فتح ادم عينه لتقع على عينها المليئه بالدموع لكم مره كان هو السبب فى هذه الدموع ! لكم مره لم يراعى مشاعرها او كيف يؤلمها !
افاق من تفكيره على صوتها الضعيف: ارجوك طلقنى..
نظر اليها للمره الاخيره ثم تحدث ببطء وبنبره هادئه: ... انتى طالق ...

شهقت اروى وسميه واغمض احمد عينه بقوه و وضع رأفت يده على وجهه واغمض يوسف عينه بتألم وشد على شعره بقوه .
اما يارا فاغمضت عينها لتسقط الدموع من عينها ببطء لتغرق وجنتها وابتسامه مهزومه ترتسم علي شفتيها ...

نعم هى كانت تتطلب منه نعم هى تعلم ان ذلك هو الحل الامثل ولكن للحظه تمنت الا يستجيب لها ان يرفض تركها لمره واحده لا يتخلى عنها بل يتمسك بها ولو على الاقل يحاول ان يمنعها ولكنه نطق بها قالها لها لم يعد يربطهم شئ انتهى كل شئ نعم هى صدمت اليوم ولكن تلك الكلمه وذلك الاستسلام وذلك الانسحاب هم صدمتها الكبرى شعرت برأسها يدور بقوه فتحت عينها لترى لاول مره نظره الالم فى عينه نظره حزن لم تعهدها منه لم تفكر بشئ او بمعنى اصح لم تستطع التفكير بشئ توقف كل شئ من حولها كل شئ لدرجه شعورها بتنفسها يتوقف دقات قلبها تباطئت بقوه ..
تحركت باتجاه الباب ضائعه تائهه والتفتت اليهم ونظرت اليهم نظره اخيره وابتسمت بتألم فتلك كانت نظره الوداااااااااع
وفتحت الباب ورحلت .

خرجت يارا واغلقت الباب خلفها واختفت الابتسامه المتألمه التى كانت على وجهها وضعت يدها على قلبها وانهمرت دموعها بشده وشعرت انها غير قادره على التنفس اخدت تجرى فى الممر لتخرج من المشفى وهى لا ترى امامها من دموعها المنهمره ظلت تجرى حتى اصطدمت بشخص التفتت يارا اليه وقالت بصوت باكى: انا اسفه ..وهمت بالرحيل
فقال الشخص: ولا يمهك ان...
ولكنه وجدها ترحل فأمسك معصمها وقال: ثو ...

فاستدارت له بقوه وسحبت يدها بعنف و استدارت مره اخرى لترحل فأمسك معصمها مجددا: اس ...
فلم تشعر يارا غير ويدها الاخرى تطبع صفعه مدويه على وجهه وسحبت يدها بعنف .

استدار كل من بالممر اليهم على صوت صفعتها ولكنها لم تبالى بهم او بالشخص الذى امامها ورحلت مسرعه ...
خرجت يارا من باب المشفى وهى تشهق بقوه ودموعها تندفع بغزاره وخرجت بين السيارات حتى عبرت للطريق الاخر ظلت تسير بلا هدف وهى لا ترى امامها جيدا وبدأت تفقد قواها وتشعر برأسها يدور بشده ويؤلمها بقسوه اصبحت الرؤيه تختفى تدريجيا فوضعت يدها على رأسها واخذت تترنح وصوت واحد يتردد داخل اذنها بقوه كلمه واحده تتكرر مرارا وتكرارا صوته الهادئ نبرته المتألمه نظرته الحزينه كلمته لها " انتى طالق ... انتى طالق ... انتى طالق " ظلت تتردد الى ان اختفت الرؤيه تماما ولم تشعر يارا بعدها بشئ ولم ترى غير تجمع الناس من حولها قبل ان تغلق عينها تماما ..

اما بداخل تلك الغرفه فلم ينطق احد منهم بحرف واحد ولم يسمع فى الغرفه سوى صوت شهقات اروى و سميه ...
بدأ جسد احمد يضعف بشده ووضع يده على قلبه واطلق صيحه تألم فاستدعى رأفت الطبيب ليراه
واروى تعبت كثيرا فاستأذن يوسف واخذها وذهبوا الى منزلهم .
نام احمد او بالمعنى الصحيح اعطاه الطبيب ادويته فأدى ذلك لنومه مرغما وظلت سميه بجواره ..

خرج ادم من الغرفه ووقف فى الممر واستند بضهره عليه وارجع رأسه للخلف واغمض عينه يتذكر كلماتها منظرها دموعها يشعر بروحه تتمزق بعنف يشعر بقلبه يؤلمه حد الحجيم يشعر بنفسه يضيق وهو لا يقوى على فعل شئ .
خرج رأفت اليه استند على الحائط بجواره وتحدث بهدوء: انا مش هقولك عملت كده ليه لاننا السبب من الاول ورغم انى كنت عارف انك مبترحمش اى حد بيأذى مامتك وبتأذيهم بدون ما تفكر مهما كان الوجع اللى هتسببه ليها ورغم ذلك وافقت وضغطت على احمد كمان بس انا هسألك سؤال واحد ضربتها ليه يا ادم انتى عمرك ما مديت ايدك على بنت مهما كان ازاى تمد ايدك عليها وكمان مراتك ليه عملت كده .

رد ادم بهدوء: انا مش ندمان انى ضربتها لان غلطتها بالنسبالى لا تغتفر .
تنهد رأفت بألم وهو يرى ابنه بهذه القسوه وقال: انا مش فاهم انت ازاى بالقسوه دى ازاى بعد اللى عرفته ازاى بعد ما ظلمتها قلبك محنش ليها ..
وصمت ومد يده لجيب بنطاله واخرج ورقتين ومد يده بها لادم قائلا: امسك اقرى رساله مامتك ليك كويس يمكن تفهم منها حاجه اقرأها دلوقتى يا ادم .
فتح ادم عينه بسرعه ونظر الى يد والده بصدمه وجدها رساله والدته له والصوره التى تجمعهما ايضا رفع رأسه ونظر لوالده بحده وقال: دول لقيتهم فين .
نظر رأفت اليه وقال: انا اخدتهم من اوضتك .

ادم بحده: امتى وازاى يا بابا امتى .
رأفت: امبارح العصر لما مراتك نزلت انا كنت طالع فوق اناديها ولقيتهم على الكمدينو جنب سريركم خفت يضيعوا او يقعوا فأخدتهم علشان اشيلهوملك .
اغمض ادم عينه ووضع يده الاثنين على شعره وشد عليه بعنف وارجع رأسه للخلف وضربها بالحائط عده مرات وحدث نفسه بصوت هامس: يااااربى ذنب تانى فى حقها يااااااربى .
اخذهم من والده وخرج من المشفى مسرعا .

فى منزل يوسف
دخل يوسف واروى تستند على ذراعه ومازالت تبكى بحرقه اجلسها يوسف وحاول تهدأتها
يوسف: حبيبتى علشان خاطرى اهدى هى الصدمه كبيره عليها باباها ومامتها وجوزها وصاحبتها مكنش سهل انها تتقبل الموضوع هى شويه وهتهدى وهتتكلموا واكيد هتتصافوا انتو طول عمركوا سوا وبتحبوا بعض اكيد مش هتفضل شايله منك كتير اهدى وادعيلها ربنا يريح قلبها .
احتضنته اروى وقالت: انتى متعرفش يارا لما بتزعل بتشيل اوى يا يوسف يارا مش هتسامحنى بسهوله مش هتسامحنى ابدا هتفضل شايله مننا كلنا ومش هتصالح عمو وطنط ابدا يارا اتوجعت مننا جامد والموضوع مش هيعدى بالساهل يا رتنى وقفت جنبها ياريت .

ثم ابتعدت عنه فجأه وقالت باتهام: انت السبب انت اللى خلتنى اوعدك انت السبب فى انها تزعل منى وتبعد عنى انت السبب .
تفاجأ يوسف من موقفها المهاجم وقال وهو يمسك يدها: اروى حبيبتى اهدى بس .. انتى عارفه ان غصب عنى وقد ايه حاولت ارجع ادم عن اللى فى دماغه بس مقدرتش وبعدين احنا كنا مضطرين نسكت مش بمزاجنا عمو وطنط وعمو رأفت كمان كانوا عايزين كده انا مكنش بايدى حاجه .
بكت اروى بشده: انا اسفه انا مش عارفه قولت كده ازاى بالله عليك متزعلش منى .

احتضنها يوسف: حبيتى انا مقدرش ازعل منك قومى نتوضى ونصلى وادعيلها واكيد هنكلمها لحد ما نوصل لها متقلقيش .
اروى: هتبقى كويسه صح مش هيجرلها حاجه .
يوسف: هى فى رعايه ربنا يا اروى هو هياخد باله منها .
قامت اروى مع يوسف وظلت تصلى وتدعو الله ان يقف بجوار صديقتها وان يطيب جراحها والا تصاب باى مكروه حتى غفت مكانها .
حملها يوسف لفراشها وضعها عليه وظل يمسح على شعرها وهو يقول بشرود: ياترى هتعمل ايه يا صاحبى دمرت حياتك بايدك .

فى مكان لا يوجد به صوت سوى صوت الرياح وحفيف الاشجار يجلس ادم على الارض بجوار قبر والدته ينظر الى القبر بشرود وعينه حمراء كالدماء يعبث الهواء بخصلات شعره ويلفح وجهه لتسير القشعريره فى جميع انحاء جسده ينظر امامه بحزن شديد تألمه روحه بشده يتذكر كلمات صديقه " فوق يا ادم قبل ما يفوت الاوان " " صدقنى يا صاحبى هتندم ندم عمرك " يتذكر كلماتها له فى المشفى عندما امسكت يده " خليك جنبى متسبنيش انا بستمد قوتى منك وجودك جنبى بيطمنى ".

يتذكر عندما استيقظت مساء عندما كانت تدعو له يتذكر صدى صوتها فى اذنه " بحبك ... بحبك ... بحبك " يتذكر عندما احتضنته فى المطبخ كيف كانت فرحه كيف شكرته كيف كانت متعلقه به كطفله صغيره .. تذكر عندما كان مريض كيف اعتنت به وسهرت بجواره .. تذكر نظراتها الهادئه له .. تذكر ضحكاتها .. تذكر عندما قبلته على وجنته عندما اخبرها برجوعهم .. تذكر عندما تحدثت معه فى السياره عن انها ستنسى كل شئ فقط ليبقى بجوارها .. تذكر يوم وقوفها بالمطبخ وتلطخها بالطحين وكيف وقعوا سويا .. تذكر عندما كتبت على الرمال ليتك تحبنى كما احبك .. تذكر كل لحظاتها معه ...

زاد احمرار عينه وانقبض فكه بشده و بدأ يتحدث مع والدته: انا من اول مره شفتها وانا متعلق بيها كنت خايف تضيع منى انا عارف انى فى غضبى مبشفش قدامى وخصوصا لما يبقى الموضوع متعلق بيكى انا كنت خايف اءذيها علشان كده بعدت فى دماغى انها كده هرتاح من غيرى بس انا وجعتها اوى يا امى وجعتها لدرجه انى مقدرش ادويها كله جه عليها للاسف كنا كلنا انانين ومحدش فكر فيها انا مش هعتب عليها لان كلنا نستاهل اللى هى عملته وزياده انا هتعب اوى من غيرها انتى عارفه انا اتعلقت بيها وحبيتها قد ايه عارفه كم الوجع اللى جوايا دلوقتى ياريتك جنبى كان نفسى اترمى فى حضنك دلوقتى عارف انك لو كنتى جنبى كنتى هتزعلى منى جامد بس احنا عملنا كده علشانك بس اكيد اننا اتصرفنا غلط انا كنت هحاول اعوضها بس هى اختارت تبعد نظره الحزن اللى فى عنيها قتلتنى مبحسش انى ضعيف غير قدامها انا قسيت عليها وكان نفسى افضل جنبها واخليها تسامحنى اينعم انا عمرى ما اعتذرت من حد او اتأسفت بس ليها كنت مستعد اعمل كل حاجه واى حاجه.

هى الوحيده اللى قادره تفرحنى وتضحكنى من قلبى هى الوحيده اللى كنت مستعد اجيب لها كل حاجه بس للاسف ضيعت كل حاجه فى لحظه وحرمت نفسى من السعاده ومن وجودها جنبى انا مكنتش عايزها تبعد عنى بس خلاص كله انتهى هى اختارت وانا نفذتلها طلبها كل حاجه انتهت يا امى كل حاجه رجعت بقيت لوحدى تانى رجعت لادم الكينج خلاص يارا بعدت عنى وبعد معاها كل حاجه كان ممكن تتغير للاحلى دلوقتى حياتى هترجع زى الاول واسوء اه بايدى حاجات كتير اعملها بس طالما دا اختيارها وقرارها انا نفذتلها اللى هى عايزاه واتمنى انها تقدر تنسى وانا انسى ونعيش حياتنا تانى .
ظل ادم امام قبر والدته حتى الصباح ثم نهض واظلمت عيناه وارتدى قناع البرود واصبح وجهه خالى من المشاعر وملامحه مبهمه التعابير عاد لقوته لسيطرته التى لما نرى منها شيئا حتى الان ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة