قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العشرون

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العشرون

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العشرون

وأما بالخارج فقد أقبل أحمد على كريم يصافحه بإشتياق، وكذلك فعل كريم، في حين قال أحمد مبتسما:
كريم متزعلش مني حقك عليا، أنا مكنش قصدي أزعلك وتمشي بسببي من البيت، بجد اسف..
ربت كريم على كتفه قائلًا ببساطة:
مش زعلان ولا مشيت عشانك، مشيت عشان هو ده الصح وكده كده احنا اهل وهنفضل اهل يا أبو حميد..
أحمد بتأكيد: أكيد يا أبو الكرم، بس لازم ترجع تاني..
كريم بنفي: لا ده أنا كده تمام أوي ياعم..

نظر أحمد إلى فاطمة وهتف بمرح: إيه يا فطوم انتي زعلانة مني ولا إيه؟
فأردفت بنفي: لا..
فقال كريم بهدوء: زعلانة عشان جميلة..
هز أحمد رأسه متابعا: ربنا يشفيه ويعافيه بإذن الله..
رد كريم: آمين..
تلفت كريم حوله قائلًا بجدية: العيال راحوا فين؟
أجابه أحمد هادئا: راحوا مع مني بتجيب لهم حاجة حلوة..
فاطمة وقد رفعت احد حاجبيها: ومين اللي قالها تاخدهم بقي؟

لم يكمل أحمد حديثه حيث أقبلت مني عليهم وهي تعرج بقدمها بصحبة الطفلان وهي تقول بإبتسامة مصطنعة:
فطوم إزيك؟
رفعت فاطمة حاجبيها بدهشة ورمقتها بشك، فتابعت مني بضحكة خفيفة:
إنتي لسه زعلانة مني ولا إيه؟ ياستي أنا كنت بهزر معاكي بس انتي اللي غدرتي بيا عموما أنا مسمحاكي..
نظرت فاطمة إلى زوجها بإستغراب وعاودت النظر إليها قائلة بجدية:
مسمحاني على إيه؟، أنتي اللي المفروض تطلبي مني السماح..!

أطلقت مني ضحكة مستهزءة، فزفرت فاطمة بضيق ووجهت حديثها لكريم: يلا يا كريم نمشي عشان نلحق ننام ونيجي لجميلة بكرة..
هز رأسه موافقًا وكاد ليتحركا بصحبة الطفلان، فأوقفتهم مني قائلة بضحكة صفراء:
مع السلامة يا فاطومة، سلام يا كريم، خلي بالك من بطوط
أكمل سيره ولم يرد عليها كعادته معها دائمًا مما يجعلها تستشيط غضبا أكثر، فتعمدت إثارة غضبها فقالت:
وانتي يا بطة، خلي بالك من جوزك.

وضغطت على أحرف الكلمات وكأنها رسالة مباشرة..
كادت فاطمة أن تلتفت لها إلا أنها أكملت سيرها بصحبة زوجها وطفليها فالوضع لا يسمح أبدًا وهي أيضًا وعدت زوجها بالثبات وستوفي بالوعد..
وكزها أحمد في ذراعها وقد كز على أسنانه هاتفا بحنق: ده أنتي حتة بت تحرق الدم، نازلة ضحك واستفزاز وترجعي تزعلي لما اقولك هسفرك صح؟
صمتت مني، وقد طأطأت رأسها للأسفل بحرج مصطنع فتنهد أحمد بيأس قائلًا بصرامة: يلا قدامي..

بينما في السيارة ظلت فاطمة صامته وهي تنظر من النافذة بشرود، مشاعر كثيرة تجتاحها، حزن منذ علمت بحادثة إسلام، وألم منذ رأت أمها وها هي تكتمل برؤية مني وإستفزازها وما تلك الرسالة التي ألقتها عليها...!
شعرت بيده تمسك يدها برفق ويقود باليد الأخري، فنظرت له متنهدة وعينيها تحادثه وهو يفهمها، ويعلم ما تفكر به، يعلم مشاعرها جيدا، إنها حبيبته وهو يحفظ تفاصيلها..
إلتفت يواجه عينيها وهو يسألها بهدوء: مالك؟

أجابته وهي تعاود النظر من النافذة: زعلانة، حزينة، مضايقة..
قال بمرح: التلاته مع بعض؟
هزت رأسها بغضب طفولي، فإبتسم لها غامزًا:
وهو ينفع تزعلي وكريم موجود؟ ده حتى عيبة في حقي يا أم هيما..
ضحكت رغمًا عنها وهي ترفع يده وتحتضنها، بينما هتفت الصغيرة بتذمر طفولي ؛: وليه مش ام بسملة يعني يا بابا؟ كل حاجة هيما هيما!
ضحك كريم قائلًا: ردي عليها يابطتي عشان معنديش رد...

أجابتها فاطمة بإيجاز: عشان إبراهيم الكبير يا بسبوسة..
وانا ايه يعني يا ماما؟ ها يا بابا؟
كريم بمزاح: إنت حبيب قلبي الصغنن يا روح بابا، متزعليش.
إبراهيم بتذمر: ده انتي بت منفسنة اوي ما تسبونا ناخد فرصتنا بقي!
ضحك كريم هاتفا بمرح: انا قولت العيال مجانين زي امهم محدش صدقني..
زادت فاطمة من إحتضان يده وهي تهتف ضاحكة: هو ده اللي عندنا يا كيمو، عاجبك ولا لا؟
عمز لها وقال: عاجبني..
في اليوم التالي..

في شركة حسام..
دلفت إلى مكتبه تحمل بعض الملفات وراحت توضعهم أمامه قائلة بإبتسامة عريضة ؛:
- إتفضل يا أستاذ حسام..
قال دون أن يرفع رأسه إليها: متشكر يا فجر..
شعرت بالإحراج، فتابعت بخفوت:
هو حضرتك تعبان؟
هز رأسه نافيًا وقال بجدية وهو ينظر إلى شاشة الحاسوب: لا..
إستغربت بشدة من طريقته تلك، ما به لقد كان يمزح معها ويمنحها إبتسامة مشرقة، لماذا يعاملها بجفاء الآن!
مطت شفتيها بضيق، وتابعت زافرة:
هو حصل مني حاجة؟

أغلق عينيه بضيق ومسح على وجهه بكف يده محاولا تهدئة نفسه..
عقدت فجر حاجباها وتقلصت ملامحها بشدة لتردف بقلق: على فكرة شكل حضرتك تعبان، أنهت كلامها وإتجهت نحوه لينهرها بشدة وقد هب واقفا:
في إيه يا فجر ما قولت مش متزفت تعبان، وتاني مرة مترغيش معايا كتير تعملي شغلك من سكات إنتي فاهمة ولا لا؟

إتسعت عينيها بشدة وبدأت دموعها تنهمر بغزارة فوق وجنتاها وقد أصابتها رجفة خفيفة وهي تطالعه بعدم تصديق، فما كان منها إلا أن هزت رأسها بإيجاب وركضت خارج المكتب، فعاد حسام يجلس بعصبية تامة وهو يزفر بعنف، فبعد أن علم أنها تحبه في صمت أراد قطع آمالها في الوصول إليه نهائيا، فمهما كانت الخلافات بينه وبين زوجته إلا إنه يحبها وأبدا لن ينظر لغيرها هي زوجته وحبيبته وتلك الثانية في مثابة شقيقته وسيخبرها بذلك...

وحشتيني، وحشتيني أوي يا بطوطة..
أردفت نوارة بإشتياق وهي تعانق صديقتها فاطمة حيث أنها آتت لتزورها في منزلها..
بادلتها فاطمة العناق وهي تقول بإبتسامة:
وإنتي كمان يا حبيبتي، طمنيني عليكي؟
أجابتها بهدوء: الحمدلله، ثم تابعت متساءلة في ضيق:
- فاطمة هو إنتي مش هترجعي الشغل تاني ولا إيه؟!
هزت رأسها بعلامة النفي قبل أن تردف بجدية: لا، أو على الأقل مش دلوقتي لما الوضع يهدي وكمان كريم يوافق..

نوارة بقلق: وضع ايه اللي يهدي؟
أجابتها بنبرة حزينة:
أصل جميلة أختي جوزها عمل حادثة وإحنا كلنا زعلانين عليه..
نوارة وقد تأثرت بالموقف: لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يشفيه ويعفي عنه..
تنهدت فاطمة وقالت: يارب، أنتي عاملة إيه بقي؟
طأطأت نوارة رأسها للأسفل، وظلت تفرك كلتي يديها في بعضهما، في حين قالت فاطمة بإستغراب: مالك يا نوارة، إنتي محتاجة فلوس؟

نوارة بنبرة خافتة: بصراحة أنا مكسوفة منك أوي، أنا لسه مسددتش اللي عليا ومستحيل أخد منك فلوس تاني..
ربتت فاطمة على كتفها برفق وتابعت مبتسمة:
ليه كده يا نوارة ده إحنا إخوات، وانا عارفة ظروف..
نوارة بنفي قاطع:
مش هقدر أخد منك فلوس تاني بجد عشان انتي ملكيش ذنب في ظروفي..
أردفت فاطمة بجدية: بس أنا مقدرش أشوفك محتاجة مساعدة ومساعدتكيش!
نظرت لها وقالت بخجل: بصي أنا ليا طلب تاني وعشمانة أوي فيكِ..

فاطمة بإهتمام: قولي يا نوارة..
نوارة بخفوت: بصراحة أنا محتاجة وظيفة تانية بعد الشغل عشان أقدر أكفي العيال، لكن انا تعبت من كتر التدوير ومش لاقيه، فلو تكلميلي جوزك يشوفلي اي حاجة اشتغلها يبقي كتر خيرك يا فاطمة.
وافقت فاطمة وقد إبتسمت قائلة بإطمئنان: إعتبري نفسك إشتغلتي يا نوارة، أنا هقول لكريم أول ما يجي من الشغل..
نوارة بدهشة: يعني هيوافق؟

فاطمة بتأكيد: طبعا، كريم بيحب يساعد الناس وفوق كده مش بيرفضلي طلب..
ضحكت نوارة وقامت بعناقها قائلة بإمتنان:
شكرا جدا يا بطوط بجد أنتي ونعم الصديقة والأخت..

في عيادة الطبيبة داليا..
أخذت تهدئ من سارة التي إنفجرت في بكاء مرير متواصل وهي تحكي لها مواجهة والدتها وكيف جُرحت من هذه المواجهة، كيف تألمت من رؤية أمها أو التي تسمي أمها كما أخبرتها سارة..
- سارة لازم تكوني اقوي من كده، معقولة مواجهة مامتك تعمل فيكي كده، ماانتي كنتي عارفه انها هتحصل، هتحصل.
أردفت الأخيرة من بين بكاؤها:.

بس قلبي إتوجع معرفش إيه حصلي لما شفتها حسيت إنها دمرت كل حاجة فيا وكل حاجة حبيت اصلحها بيني وبين حسام، حسيت انها رجعتني سارة المتمردة تاني، احساس غريب اوي لما شوفتها مش قادرة اوصفه بس هو احساس وحش..
لم تتكلم داليا إنما كانت تسمعها بإهتمام تحاول جاهدة إخراج كل ما يؤلمها حتى تستريح..
تابعت سارة بعد موجة من الصمت وقد أغلقت عينيها بشدة وكورت قبضتها بقوة:.

أنا مش هرجع عن قراري يا داليا، أنا مش هخلف، مش هخلف عيال أظلمهم، أصل كل شئ جايز ماهو انا ممكن ووارد جدا ان حسام يسبني في اي وقت، ساعتها هعمل ايه واقول لولادي ايه، علاقتي بأبوكم فشلت ولا اروح اجوز واحد تاني واكرر نفس الغلطة وامرمط ولادي، وممكن اوي انا نفسي اكون مش أم كما يجب واسئ تربيتهم، أنا لو خلفت هعيد نفس الشريط من الأول..

إستندت داليا بظهرها إلى ظهر المقعد وقالت بإبتسامة هادئة: خلصتي اللي عندك؟
مسحت سارة دموعها وحدقت بها بصمت، في حين تابعت داليا بنفس الإبتسامة الهادئة ؛
تسمحيلي أقولك إنك غبية يا سارة...
زفرت سارة أنفاسها ولم ترد بل صمتت لتسمعها..
أردفت داليا بإتزان:
مافيش إنسان على وجه الأرض عاش حياة وردية مرفهه لابد من حدوث عقبات ولو كل واحد ساب العقبات دي تدمروا زيك انتي كده يبقي كله أغبيه..

دلوقتي إنتي أهلك كانوا قاسيين، أم غير صالحة، ليه انتي متكونيش أم صالحة وتعلمي ولادك اللي انتي متعلمتهوش او اللي كان نفسك فيه، ليه ما تشتغليش على نفسك وتجتهدي في تربية أولادك عشان تقدري تثبتي نفسك، ليه متحطيش إيدك في إيد جوزك وتمشوا المشوار من اوله هو من ناحية وانتي من ناحية هو يشد وانتي تليني والعكس، هتقوليلي حسام كذا، هقولك لو بتحبيه هتعالجي منه اللي مش عاجبك حاولي مرة اتين تلاته معرفتيش تتعاملي معاه يبقي ابعدي عنه احسن ما تعيشي معاه وانتي بتخدعيه..

سارة بدهشة: بخدعه!
داليا بتهكم: اومال اللي انتي بتعمليه ده اسمه ايه؟ واحد نفسه يكون اب وانتي حرماه ده انتي مجرمه مش بتخدعيه بس، فوقي، فوقي بقي من الوهم والحزن ده، اجتهدي، حاربي، اثبتي نفسك، وحققي اللي اهلك معرفوش يحققوه يا سارة، كوني أم كما يجب ومتقوليش مش هعرف، مش هعرف دي كلمة الفاشلين بس، لو عاوزة تبقي فاشلة اوك، صدقيني لو مافوقتيش، هتكون أنتي الخسرانة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة