قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس عشر

أحكمت غلق الحقائب بعد إن وضعت ملابسها هي وزوجها وصغارها أيضًا، وجميع متعلقاتهم، حتى آتي الصغار من المدرسة في حين دلفت هالة تقول بجدية:
- كريم لو سمحت بلاش تمشي من البيت وتسيبنا كل شئ هيتحل أرجوك يا كريم.
حرك رأسه قبل أن يردف بنفي تام:
- لا لازم أمشي، وهو ده الحل الوحيد يا هالة.
هالة برجاء:
- بس إحنا ذنبنا إيه إذا كانت مني أوس البلاوي دي كلها إحنا ملناش ذنب يا كريم.
كريم بنفاذ صبر:.

- خلاص يا هالة إسكتي بقي..
إقتربت هالة من فاطمة تعانقها بعاطفة قوية وقد إنسابت دموعها تأثرا برحيل شقيقها وزوجته والتي تكن بمثابة أخت وأكثر فإنها من أحب الناس على قلبها..
بادلتها فاطمة العناق وإختلطت الدموع، في حين قالت هالة من بين بكاؤها: خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ومتزعليش أنا هبقي أجي أزوركم.

إكتفت فاطمة بإيماءة خفيفة من رأسها وتوجهت إلى خارج الشقة بصحبة زوجها وصغارها اللذين حزنا وبشدة حين علما أنهم سينتقلون إلى منزل آخر بعيدا عن ذلك المنزل..
هبط إبراهيم الدرج فتفاجئ أنهم بالفعل سيرحلون وليس فقط كلام في لحظة غضب..
إقترب من ولده يهتف في دهشة: إيه ده؟ إنت هتمشي بجد يا كريم؟
أومأ كريم برأسه وقال مؤكدا: أيوة يا بابا وده قرار مش هرجع فيه.
كشر إبراهيم وهو يسأله بضيق:.

طيب وأنا؟ هتسيب أبوك في السن ده يعني عشان خاطر التفاهات دي!
ربت كريم على كتف والده قائلا في هدوء:
مش هسيبك ولا حاجة يا بابا أنا معاك ديما هبقي أجيلك وأدينا في الشغل مع بعض لكن عشان خاطري سبني أمشي ومتزعلش مني عشان بجد تعبت..
زفر والده بضيق وراح يقول بنبرة حادة:
بس أنا مش عاوزك تمشي، لو في حد لازم يمشي تبقي مني و لو أمها عاوزها تمشي معاها وتبقي تجيلنا زيارة وخلاص.

كريم بتصميم: لا يا بابا معلش، بلاش تزعل عمتي هي ملهاش ذنب بأي حاجة وبعدين يعني أنا مش ههاجر أنا جنبك برضو...
تنهد إبراهيم بيأس وقال:
يعني مصمم يا كريم؟
هز كريم رأسه وقال بتأكيد: أيوة، كده أحسن يا بابا صدقني..
ثم إنحني بجسده ليقبل كفه، ومن ثم إستقام ليحتضنه بقوة بينما عانقه إبراهيم بحزن وهو يقول: مش هضغط عليك بس هسيبك فترة صغيرة ترتاح من المشاكل دي وبعدها هترجع، تمام؟
أومأ قائلًا بإيجاز: إن شاء الله..

توجه إبراهيم ناحية فاطمة، ثم إحتضنها بحنان أبوي وهو يربت على ظهرها، ثم قال هادئا: مع السلامة يا فاطمة، خلي بالك على نفسك، ثم وجه حديثه إلى كريم: خلي بالك منها يا كريم وبراحة عليها عشان خاطري ماشي؟
كريم بجدية وهو ينظر إلى زوجته بجمود: طيب، ثم إستكمل في حزم: يلا، يلا يا إبراهيم خد أختك وإسبقونا تحت..
هبطا الطفلان فإقترب كريم يصافح شقيقته وهو يهمس لها: خلي بالك من نفسك وإسمعي كلام جوزك تمام؟

عانقته بقوة وهي تومئ برأسها حابسة دموعها داخل مقلتيها، فإبتسم لها بخفة وأمسك يد زوجته وقال وهو يهبط الدرج: يلا سلام عليكم.
ثم هبطا معا وإستقلا السيارة بصحبة الطفلان وإنطلقوا بها...

صعد إبراهيم بعد ذلك إلى شقة شقيقته رجاء حيث دلف بعصبية وهتف بإنفعال:
- أهو كريم سابلكم البيت باللي فيه ورجع شقته القديمة، إرتاحتي دلوقتي يا رجاء إنتي وبنتك وإبنك؟ يارب تهدوا بقي!
عقدت رجاء حاجباها بإستغراب تام وهي تقول: كريم ساب البيت؟

قال إبراهيم بغضب: أيوة يا رجاء أرجو ان بنتك تهدي بقي كده وميبقاش ليها حجة تعمل مشكلة جديدة! عشان بجد المرة الجاية أنا كمان هسيب البيت وعيشي فيه مع بنتك لوحدكم بقي..
أنهي كلامه وخرج متجها إلى شقته في حين قالت مني في حزن: طب وكريم يمشي ليه ما كانت هي تغور في داهيه لوحدها!
تأففت رجاء ثم هتفت بحنق: ما تسكتي بقي يا مني الله كفاية كفاية..

هدئتها مني، وقالت مستفسرة: سوري يا ماما هسكت أهو، بس هما راحوا فين يعني؟
أجابتها بضيق:
راحوا شقتهم القديمة..
سألتها بدهشة: هما عندهم شقة قديمة!؟ أول مرة أسمع عنها
أجابتها مرة أخرى بنفاذ صبر:
أيوة في بداية جوازهم كريم إختلف مع عمه حسين وسكن برة لفترة وبعدين إصطلحوا ورجع بس خلي شقته زي ما هي لوقت عوزة..
طغت علامات الضيق على وجه مني التي قالت في وليجة نفسها:
تؤ، يعني مش هشوف كريم تاني أنا لاااازم أتصرف..

- على فكرة اللي عملته عيب أوي يا أحمد ومكنش ينفع أبدا تكلم كريم بالأسلوب ده.
أردفت هالة في ضيق، بينما قال أحمد بحدة:
أنتي تسكتي خالص يا هالة ومتدخليش أحسن..
هالة وقد تجهمت قسماتها:
يعني إيه؟ أشوفك بتغلط وأسكت؟! لا بقي مش هسكت وأنت غلطان وكريم ده يبقي أخويا على فكرة عشان تقولي متدخليش..! ثم إن إزاي تقوله إحكم مراتك؟
رد عليها صائحا:
وهو إزاي يقولي لم أختك؟

أجابته بنبرة ساخرة: ما هي أختك بتاعة مشاكل مقالش حاجة غلط على فكرة، وأنت عارف كده كويس أوي، بس بتبالغ
إقترب منها يهتف محذرًا: حاسبي انتي كمان على كلامك يا هالة، أنا سكت كتير لكن المرادي هي معملتش ليها حاجة عشان تضربها وتوقعها تكسرها كده!
تنهدت هالة قبل أن تخبره بهدوء:.

بص يا أحمد مني عمرها ما إعترفت بغلطها واكيد مش هتقولك أنا عملت كذا لا هتنتهز الفرصة وتسخنك ومتزعلش مني هو ده إسلوبها، وإنت بدل ما تسمع من الطرفين جيت على فاطمة وغلطت في كريم ومش عشان يا أحمد مني مستهترة هتوقعنا كلنا في بعض ده إحنا حتى لحم ودم وعيلة واحدة.

جلس أحمد يمسح على وجهه محاولا تهدئة نفسه، بينما جلست هالة إلى جواره تقول بخفوت: أحمد أنا مش بسخنك على أختك أقسم بالله، بس هي فعلا زودتها أوي والكل بقي يتجنبها عشان ميغلطوش فيها وكل ده عشان خاطرك انت وعمتي فمينفعش إنهم يعملولك خاطر وانت من أول موقف متعملش خاطر لحد وتدافع عن أختك اللي هي أصلا غلطانة جدا..
أحمد وقد إقتنع قليلًا: هو سبب الخناقة بينهم أصلا؟

صمتت هالة لبرهه، لتتابع بخفوت: بتتريق عليها عشان موضوع السواق ده وبتقول إنها بلطجية وكمان بتقولها نفسي في الكراميلة..
أحمد وقد رفع أحد حاجباه بإندهاش: كراميلة إيه دي!؟
تنحنحت هالة وأجابته: إحم كراميلة ده دلع كريم بس محدش بيقوله كده غير فاطمة فهي قالتلها كده عشان تضايقها..
كشر أحمد عن جبينه، ثم قال بجدية: مني لازم تسافر تاني لازم!

وصلوا أخيرًا بعد ما يقارب الساعة إلى المنزل القديم الخاص بهم، ترجلوا من السيارة وصعدوا حتى فتح كريم الباب بالمفتاح ودلف وإتبعته هي بصحبة صغارها، تأففت ما إن دلفت من عتمة المكان والأتربة المتناثرة على الأثاث والحائط..
أغلقت الباب بيدها، بينما توجه كريم يفتح النوافذ، فشعشع ضوء الشمس منتشرا بالمكان، في حين قالت فاطمة بتذمر وهي تنفض يدها من أثر الأتربة:
- البيت محتاج نضافة جامدة أوي..

نظر لها في صمت وتجاهلها عمدا، فكتمت هي عيظها وإحتقن وجهها بالدماء من أسلوبه ذاك وفضلت الصمت هي الأخري..
مرت ساعة، ساعتان وهي لم تكف عن تنظيف المنزل، ولم تكن بمفردها بل كان يساعدها تارة ويجلس تارة وكذلك الصغار حتى إنتهوا أخيرا، وجلست فاطمة تلهث بتعب، فنهض كريم قائلًا بجدية تامة: أنا هنزل أشتري أكل..
فصاح إبراهيم برجاء: وأنا هاجي معاك يا بابا لو سمحت.
قال كريم بإيجاز وهو يرتدي حذاءه: تعالي.

توجها إلى الخارج بعد قليل، فإستشاطت فاطمة غضبا من تجاهله فهي لا تتحمل خصامه، تعلم أنها متسرعة، متهورة، تأتي له بالمشاكل ولكن هذا خارج عن إرادتها فهي تكره الظلم والشر لذا تفعل ما تراه صحيحا دائما من وجهة نظرها..

عاد إلى البيت منهكا بعد إنتهاء يومه العملي الشاق، فتح الباب بالمفتاح ودلف ثم أغلق الباب خلفه بقدمه، بحث بعينيه عنها، توجه إلى الغرفة فلم يجدها، ظن أنها قد ضربت بكلامه عرض الحائط وخرجت، ولكن أخاب ظنه حينما إستمع صرير المياه فعلم أنها بالحمام، جلس على الفراش وهو يخلع سترته بإرهاق، فالأيام الماضية كانت مرهقة جدا بكل ما حملت من شجار مع زوجته وها هو ينوي الرفق بها والبدء من جديد معها، صفحة، صفحة جديدة يريد أن يفتحها معها ليعيشا كحبيبان ويتمتعا ببعضهما..

مرت ربع ساعه حتى خرجت سارة من الحمام تلف جسدها بمنشفة كبيرة، وما إن دلفت إلى الغرفة حتى شهقت بقوة وهي ترجع للخلف..
فآتاها صوته الرجولي يقول في هدوء: إيه مالك، شوفتي عفريت ولا حاجة؟!

إزدردت ريقها بتوتر وقد توردت وجنتاها من نظراته المصوبة على جسدها، لكنها تجاهلته بعد أن رمقته بحدة ووقفت أمام المرآة تمشط شعرها المبتل غير مباليه به، فنهض حسام ومشي خطوتين حتى وقف خلفها مباشرة ولف ذراعيه حول خصرها هامسًا: وحشتيني على فكرة..
إندهشت بشدة، فظنت أنه سيصفعها مجددًا أو حتى يجذبها من خصلاتها كعادته الأخيرة معها..

خفق قلبها بقوة أثر لمسته الدافئة الحنونة تلك، فما كان منها إلا أن إلتفتت تعانقه بكل ما تمتلك من قوة دون مقدمات وقد أجهشت بالبكاء، بكت وبكت وتعالت شهقاتها بين أحضانه، بينما كان هو يربت على شعرها نزولا إلى ظهرها هامسًا بحزم هادئ: ششش إهدي، إهدي وإنسي اللي حصل، وتعالي نبدأ من جديد..

أومأت برأسها موافقة إياه وبكاؤها يزداد فإنها كانت تشتاق له رغم كل شئ رغم تظاهرها بالقوة الخادعة والصمود الزائف، وفي وليجة نفسها هي أضعف المخلوقات وروحها تائهة، ممزقه، مرهقة، تحتاج لعطفه وحنينه تريد أن تعيش، تعيش الحياة كما يجب أن تعاش ولكنها غير قادرة، غير قادرة ولا تعرف أين السبب؟!

إحتضن وجهها بين كفيه، وراح يمسح دموعها بإبهامه، ثم طبع قبلة فوق جبينها وقال بخفوت: أنتي عارفة إني بحبك بس إنتي إضطرتيني أعاملك المعاملة دي يا سارة، ومكنتش متخيل إنك بتردي عليا بكل جبروت كده..!
أنا أسفة، قالتها بشفتين مرتعشتين وهي تنظر إلى عمق عينيه الواسعتين..
فإبتسم حسام وقال مازحا: أوك، وأنا قبلت أسفك.

ضحكت بخفوت ثم قالت وهي تمسح دموعها بظهر يدها: بس، إنت كمان قسيت عليا على فكرة، وخلتني أبكي بحرقة كل يوم..
رد عليها بجدية: عارف وأنتي كمان قسيتي عليا وعليتي صوتك وفتحتيها على الرابع معايا!
ضحكت مجددًا، بينما واصل هو وقد أرجع شعرها للخلف: هتهتمي ببيتك وجوزك يا سارة؟
أومأت له في هدوء، فتابع بنظرة ذات معني: هتهزري مع حد غريب تاني يا سارة؟
حركت رأسها بعلامة النفي، فتابع بتنهيدة عميقة: لسه بتحبيني؟

أومأت مجددًا وقالت بصدق: بحبك وعمري ما هحب غيرك يا حسام، مهما عملت مش هحب غيرك..
إقترب بوجهه يطبع قبلة فوق وجنتها الناعمة وهمس بإرتياح: وأنا كذلك يا سو، ثم رفع رأسه ينظر لها من علو قائلا بمرح: بس إيه البشكير الجامد ده؟ هياكل منك حتة
ضحكت برقة، فإنحني بجزعه ليحملها بين ذراعيه هاتفا بمزاح: وحشتيني جدا يعني، وحشتيني بغباء..
تعالت الضحكات وغابا معا في عالم آخر..

في منزل أهل إسلام..
طرق إسلام الباب برفق، ففتح والده بعد قليل وما إن وجده حتى قال بترحيب وإشتياق:
أهلااا، إسلام وحشتني.
دلف إسلام وراح يعانق والده قائلا بنبرة دافئة:
حبيبي يا بابا وأنت كمان والله
ربت عبد العزيز على ظهره ثم توجها إلى صالة المنزل..

كانت عفاف تشاهد التلفاز فهبت واقفة بغضب ما إن وجدته وكادت لتغادر الصالة، فأسرع إسلام يقف أمامها وقد إحتضنها رغما قائلا بإبتسامة: أقسم بالله وحشتيني جدا يا ست الكل..
مازالت غاضبة منه فإنحني يقبل كف يدها بحنان، ثم إستقام ليقبل جبينها أيضًا وقال بمرح: مقدرش على زعلك والله يا ماما ده إنتي الغالية..

رق قلبها له، ولانت ملامحها قليلًا ثم قالت بتذمر: يا سلام ما إنت سبتني زعلانه من يوم ما مشيت من عندك ولا حتى فكرت ترفع سماعة التلفون عليا..
إنفجر إسلام ضاحكا هاتفا من بين ضحكاتهُ الرجولية:
حرام عليكي يا أمي، ده أنا كنت عمال أتصل وإنتي مش راضية تردي عليا فقولت مبدهاش بقي لازم أجي عشان ترضي عني، سماح بقي يا أم إسلام
إبتسمت له وعانقته بقوة، ثم تفوهت قائلة: ماشي يا قلب أمك ما أنا بضعف قدامك يا ولا..

ضحك وهو يقبل رأسها مرة ثانية هاتفا: ربنا يباركلي فيكي يا ست الحبايب..
قاطعهما عبد العزيز وهو يهتف مازحا:
اجيب شجرة وإتنين لمون؟
جلسوا ثلاثتهم وهم يضحكون عاليا، فيما قالت عفاف بعد ذلك بتساؤل: أومال مراتك ماجتش معاك ليه هي وسارة؟ مستكبرة تيجي ولا إيه، أما عجايب والله..
قال إسلام بهدوء: لا هي متعرفش اني هنا أصلا لأني طلعت من الشغل عليكي فورًا..

أومأت رأسها وقالت وهي تنهض: ماشي يا سلوم، تتغدي معانا بقي يا حبيب أمك.
إسلام بنفي: مش لازم يا ماما أنا جيت أصالحك بس يا جميل.
وكزته في كتفه وهتفت متذمرة: بس يا واد تبقي عندي وتنزل من غير أكل ده أنا حتى عاملة شوية ملوخية زي السكر وكمان ورق عنب من اللي أنت بتحبه..
إزدرد إسلام لعابه بشهية، ثم قال بمرح: لا طالما ملوخية وورق عنب يبقي نشمر بقااااا...

في المساء..
تسطح على الفراش متجاهلا إياها تماما كما لو أنها هواء بالنسبة له، فأصبحت على وشك الإنهيار وهي تهتف بنفاذ صبر:
ممكن متعاملنيش كده، إتكلم معايا، إعمل أي حاجة زعقلي أو حتى إضربني لو تحب بس بلاش تعاملني بالأسلوب ده..!
أيضًا لم يرد بل أغلق عينيه متجاهلها مرة أخرى، فإقتربت منه تصرخ بغضب: رد علياااا بقي أنا بكلمك حرااااام عليك أنا عملت إيه لده كله يعني!

نهض من الفراش وقد توهجتا عينيه بغضب شديد وهو يهتف محذرًا: تعرفي طوتي صوتك؟! وتخرسي خالص بقي.
حركت رأسها بعنف وهي تقول معترضة: مش هسكت، مش هسكت، وهتكلمني عشان مموتش نفسي!
أمسكها من فكها هاتفا بعصبية: وأكلمك ليه؟ أكلم واحدة بتكسر كلامي ومبتسمعوش لييييه! أكلم واحدة مش بتعرف تعمل حاجة غير المشاكل ليه؟!
إنهمرت دموعها كأنهارا صغيرة فوق وجنتاها، ثم هتفت بصوت متحشرج من بين شهقاتها:.

إنت بتعمل، كل ده، ع عشان بحبك وبغير عليك، ده جزاتي يعني إني مش بحب حد يقرب منك ولا يبصلك!، أنا بحبك، بحبك خالص!
أنهت كلامها وإنفجرت مجددًا في البكاء وقد إعتلت شهقاتها وراحت تدفن وجهها بين صدره متشبثه به بشدة، إلا إنه أبعدها برفق وولاها ظهره قبل أن يضعف أمامها كعادته دائما وتذهب مني والجميع إلى الجحيم، ولكن لا سيعالجها بطريقته الخاصة فهو ليس بغني عنها، فإن دللها ستضيع ذات مرة..

إزداد بكاؤها وهي تحاول إستعطافه، فقال بغضب وهو يعاود إلى الفراش: تعالي نامي ومتحاوليش قولت مش هكلمك يعني مش هكلمك ولو كترتي في الكلام هسيبلك البيت وأغور في داهية..
إنصاعت له خوفا من أن يتركها كما يقول، فأغلقت الإضاءة وصعدت إلى جواره وحينما إقتربت منه إلتفت موليها ظهره، فصرت على أسنانها غيظا وإقتربت تلتصق به رغمًا عنه، فأغلق عينيه بنفاذ صبر ثم أعاد فتحها حين سمع همسها الخافت: بحبك..

إبتسم رغمًا عنه، ماذا يفعل معها كل محاولاته في العقاب تفشل بسبب حبها هذا وهو أيضًا يعشقها عشقا جارفا، لكنه أقسم أن يكمل العقاب هذه المرة، ربما تفيق...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة