قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع عشر

إستيقظت في الصباح الباكر بعد نوم قلق ومرهق طوال الليل، يا له من عقابٍ قاس، كيف ينام موليها ظهره ويتركها تتقلب وحيدة رغم إنها إلتصقت به رغمًا عنه!.
فركت عينيها بتكاسل وراحت تنظر إلى وجهه الحبيب بتمعن، ثم إقتربت بحذر تطبع قبلة طويلة فوق جبينه، ثم همست بجانب آذنه متوسلة إليه:
كيمو سامحني بقي عشان خاطري، كفاية كده عليا!

شعر بهمسها الدافئ وأنفاسها التي لفحت بشرة وجهه، فرمش بعينيه وتشنجت ملامحه مطصنعا الإنزعاج، فكشرت عن جبينها بضيق، هل لهذا الحد يزعجه قربها منه؟
فتح عينيه ببطئ ليصطدم بوجهها مباشرة من فوقه، فتأملها قليلًا، ثم تأفف قائلا بجدية: مقربة مني ليه كده؟ إتفضلي إبعدي عني لو سمحتي!
رمقته بنظرات مغتاظة وإعترضت، فصاح بها بصوتٍ أرعبها:
إبعدددددي عني بقااااا!

إبتعدت عنه بسرعة شديدة، وقد لألأت عينيها بالعبرات وهي تنظر له بعدم تصديق، هل هذا زوجها الحنون حقا؟!
نهض جالسا على الفراش زافرا أنفاسه بضيق، ثم تابع بصوته الأجش:
إنتي إيه لازقه! بقول مش عاوز أكلمك يعني مش هكلمك، أنا زهقت، زهقت..
إنفجرت باكية وقد تعالت شهقاتها كطفلة صغيرة، فشعر أنه قد أزادها وعنفها أكثر من اللازم ولكن هذا ما أراده، سيجعلها تكف عن أفعالها عنوه..

إنتصب واقفا بعد ذلك وصاح مجددًا وهو يتجه نحو خزانة الملابس لينتقي منها ثيابه:
عيطي، ما هو أنتي مش فالحة غير في العياط والمشاكل فقط لا غير أي حاجة تانية لا..
نهضت هي الأخري عن الفراش بغضب وقد إقتربت منه هاتفه بإنزعاج:
إنت بقيت تكرهني كده ليه؟ كل ده عشان آآ..

قاطعها وهو يقول متهكما: ايوووة الاسطوانة بقي بتاعة كل يوم، كل ده عشان بدافع عن الحق، عشان بحبك، بس إنتي أصلا مش بتحبيني عشان اللي بيحب حد بيسمع كلامه وإنتي ما شاء الله أقولك الكلمة تخرجيها من الناحية التانية!
صاحت به وهي تضرب الأرض بقدمها: ما هما اللي بيستفزوني أعمل إيه يعني، أووووف ده إنت حاجة صعبة يا شيخ!
رفع أحد حاجباه وهو يقترب منها قائلًا بتجهم: يلا على صوتك أكتر عشان مش هيحصلك كويس يا فاطمة.

إزدردت ريقها بخوف، ثم تابعت بصوت خافت:
ماشي، سكت، بس إنت هتفضل مخاصمني على طول؟
أومأ لها في صمت، فتابعت هي بتوسل: طيب أنا آسفة وهسمع كلامك بعد كده على طول، ممكن تسامحني؟
لانت ملامحه وراح يقترب منها أكثر، فتنهدت بإرتياح، أخيرًا سيرضي عنها ويسامحها، وحين شعرت به يقترب من آذنها، إبتسمت ببراءة، وما لبثت أن إتسعتا حدقتا عينيها بصدمة حين همس لها بحزم هادئ: آسفك مش مقبول يا فاطومة..

ثم إبتعد متجها إلى الحمام تاركا إياها تعض على شفتها السفلي بغيظ شديد...

صباحًا متغيرًا بكل ما تحمله الكلمة من معني عن صباح تلك الأيام الماضية، تشعر براحة نفسية إفتقدتها منذ فترة طويلة، وها هي تشعر وكأنها حمامه صغيرة ترفرف بحرية بعد ليلتها الحالمة، ليلة أمس، لا تعرف لمَ شعرت بسعاده غامرة لم تشعر بها في أي ليلة مضت منذ زواجهما ربما لأنها ذاقت قسوته، وتليها عشقه وحنانه من جديد فأدركت الفرق!

أحضرت فطارًا جميلًا وكل ما يحبه هو، تنقلت بين المطبخ وطاولة الطعام، ورصت الصحون بشكلٍ منظم، جذاب، ثم توجهت إلى الغرفة وراحت تقترب منه بإبتسامة واسعة تهزه برفق هامسة:
- حسام، حس، قوم يا حبيبي الفطار جاهز.
تمطع متكاسلا، ثم فتح عينيه ببطئ وعاد يغلقها قائلًا بصوت ناعس:
عاوز أنام يا سو، خلي الفطار بعدين..
تحولت ملامح وجهها للإنزعاج قبل أن تهتف بضيق:
تنام إيه، يلا عشان تفطر وبعدين تروح الشغل ولا هتأنتخ بقي!

نهض جالسا على الفراش وهو يتنهد بعمق، ثم فرك عينيه وهو يهمس لها: لا وهو أنا وش أنتخه يا سو، أمري لله إتكتب علينا الشقي..
ضحكت بصوت رنان، فهتف بمزاح: صل على النبي، أنا كده هلزقلك ومش هشتغل!
كتمت ضحكاتها وأومأت له برأسها فنهض بحركة خفيفة، وجذبها يطبع قبلة ناعمة فوق جبينها غامزًا برومانسيه: صباح الخير بقا..
منحته إبتسامة رقيقة صافية وقد توردت وجنتاها قليلًا، ليتابع متغزلا ؛:
- أحبك وأنت هادي ورقيق كده..

بادلته قبلته بقبلة أخري حانية وهي تهمس بحب: وأنا بحبك على طول، ثم صمتت لتستكمل بنبرة جادة: حسام، متزعلش مني على أي حاجة عدت ربنا يقدرني وأقدر أعوضك..
إتسعت إبتسامته وظل صامتا يتمعنها بعينيه مستمتعا لشعورها بالتقصير نحوه، وسعيدا بتغيرها ذاك حتى أنه لا يصدق هل هذا بفضل كلام صديقه كريم أم إنها شعرت به أخيرًا وقررت إعطاءه ما يريد؟

إستكملت حديثها بعفويه: حسام أنا مش خاينة ولا وحشة زي ما وصفتني، أنا بس بحس إني تايهه مش عارفه أنا عاوزة إيه، بتيجي عليا أوقات بحس إن مافيش حب بجد..
عقد حاجباه مستفسرا: إزاي يعني مافيش حب بجد؟
تنهدت طويلًا قبل أن تخبره بمرارة: يعني الحب ده أنا محستهوش غير في إخواتي فقط، أي حد تاني محستهوش، وغيرك إنت طبعا بس من اللي أنا شوفته قولت الرجالة كلهم زي بعض، زي بابا، وزي..

صمتت وقد إنتبهت لما تقول، فتابع حسام متفهما بجدية: وزي مين تاني؟، تقصدي الحوار بتاع زمان ده صح؟
أومأت وقد أطرقت رأسها للأسفل، في حين تابع حسام في كياسه:.

كلها تجارب، الحياه تجارب ومراحل يا سارة، بس التجارب دي لازم تعلمك ولازم تعرفي ان الجميع مختلف عن بعضه مافيش حاجة إسمها الرجالة كلهم زي بعض ولا الستات كلهم زي بعض، في حلو وفي وحش واحنا لازم نفرق، لازم نعيش، لازم نكافح، بإختصار ياتكوني قد الحياة، يا هتعيشي في معاناه، فهمتي حاجة!
أومأت مبتسمه وتابعت بأمل: وأنا نفسي أعيش، وبحاول، و..

قاطعها وهو ينهض جاذبا إياها من يدها: هتعيشي طالما هتفضلي هادية ورقيقه كده خالص هتعيشي..
ضحكت عاليا وإتجهت معه إلى طاولة الطعام ليتشاركا الضحكات معا ويسرقان من الزمن بضع لحظات سعيدة..

اااااي، كريييييم، إلحقني..
ركض مسرعا عقب إن إستمع إلى هتافها، ليجثو على ركبتيه أمامها على أرض المطبخ في قلق وهو يسندها برفق قائلا بقلق واضح:
- إيه مالك في إيه؟
طصنعت الآلآم وهتفت متذمرة: وقعت، إتزحلقت في المياه وأنا بمسح الأرض..
مسك رجلها بيده بحذر ثم تابع في تساؤل: بتوجعك؟
أومأت له، ثم قالت ببكاء مصطنع نجحت في إصطناعه: أوي، شكلها إتكسرت..

بادرها يقول: لا إن شاء الله مافيش كسر تلاقيها إتجزعت بس وبعدين في حد يمسح على الصبح كده؟
زفرت حانقة: يوووه بقي، إنت في إيه ولا إيه أنا رجلي إتكسرت..
نهض بنفاذ صبر حاملا إياها بين ذراعيه، فرفرف قلبها فرحا وهي تتعلق بعنقه مستمتعة بقربه منها وكأنه لمح كذبها فرمقها بتمعن يتابع تعبيرات وجهها التي تحولت من الحزن للفرح مجرد أن حملها بين يديه، ضيق عينيه متسائلا بغيظ: لسه بتوجعك؟

أومأت له بحذر، وأرجعت ملامحها للحزن المصطنع مرة ثانية، وكاد أن ينزلها أرضا فتشبثت به بشدة معترضة وهي تهتف بتوسل:
لا لا أرجوك، مش قادرة أدوس عليها..
كشر بشدة ثم أنزلها رغمًا عنها هاتفا بحنق: وكمان بتكذبي!؟ كذابة كمان، رصيدك معايا عمال يزيد والعقاب برضو بيزيد يا كذابة..
قفزت في مكانها بتذمر طفولي تتوسله بأن يصفح عنها: خلاص خلااااااص اناااااا اااااااسفه اوووف..

كادت أن تفلت منه ضحكة على تصرفاتها لكنه زاد من عبوس وجهه هاتفا بحدة:
قولتلك اسفك مش مقبول! وتاني مرة متمثليش عليا يا كذابة يا مستهترة يا عديمة المسؤولية..
دمعت عيناها سريعا من إهانته الصريحة، ماذا حدث له؟! يعنفها ويتجاهلها أين ذهب كريمها الحنون؟!
آتاها صوته الأجش يأمرها: حضري الفطار..

رمقته بنظرات تحمل العتاب والحزن الشديد، ثم إتجهت إلى المطبخ بصمت تام، أشفق عليها وبشدة يريد جذبها إلى أحضانه ثم الأعتذار عن معاملته الجافة حالا، ولكن وآه من لكن تلك، هو أقسم وسينفذ، رغمًا عنها وعنه!
جلس بعد قليل يتناول معها الإفطار وحدهما فلقد ذهب الصغار إلى المدرسة، الصمت كان سيد الموقف، فقط ينظر لها بحب دفين دون أن تشعر، وعندما ترفع رأسها إليه يتجاهلها مرة أخرى كأنه لم ينظر..

لم تقدر على البقاء صامته، فتحدثت بهدوء وثبات:
أنا محتاجة فلوس، ممكن تديني فلوس؟
قال بلا مبالاه وهو يتناول طعامه:
ليه فلوسك راحت فين، مصروف البيت خلص إزاي وإحنا لسه في أول الشهر وكمان مرتبك ملحقتيش تصرفيه مش إنتي قبضتي قبل ما تقعدي بكام يوم؟
إنه أزادها حقا، هل سيحقق معها، لم تتعود منه هي على التحقيق الممل ذاك، متي أرادت أموال كان يعطيها دون أن يسأل، إنه تحول فعلا، هذا ليس زوجها!

صمتت متحاشية النظر إليه وقد طغي الحزن على ملامح وجهها، ليستكمل كريم بحزم:
لما أكلمك تردي عليا، وديتي فين الفلوس؟!
أجابته بهدوء حزين: صرفت جزء كنت محتاجة حاجات شخصية..
رد بجدية: والجزء التاني؟
أجابته بصراحة: نوارة صاحبتي كانت محتاجة فلوس وإديتها جزء وخلص على كده..

كريم بنفاذ صبر: أها إديتي نوارة صاحبتك نص فلوسك وقبل كده برضو إدتيها كتير، بس اللي متعرفهوش بقي إن نوارة دي بتستغلك عشان هبلة، ولو كانت سلف زي ما بتقولي كانت رجعت حتى جزء منهم!
هتفت فاطمة بإنزعاج: لو سمحت متقولش كده على نوارة دي صاحبتي وأنا بحبها..
رفع أحد حاجباه متابعا بحزم: ماشي، مافيش فلوس..

ثم نهض متجها صوب الباب ليرتدي حذائه، في حين إنهمرت دموعها كعادتها الأخيرة، ليس بيدها سوي البكاء، إنه أصبح قاسي بل وبخيل!
هكذا راحت تفكر وهي تنظر له من بين دموعها، مد يده داخل جيبه وأخرج ما يكفيها من أموال وإتجه لها قائلًا بجمود: إتفضلي، ومتنسيش تصرفيهم على نوارة..
أنهي كلامه وإتجه سريعًا صوب الباب ثم خرج صافقا الباب خلفه، لتجهش بالبكاء الحار، إلى متي سيظل هكذا حبيبها، حبيبها وحدها..

نهضت معه حتى وصلا إلى باب الشقة تساعده على إرتداء سترته وهي تمنحه إبتسامة حانية وصافية..
فبادرها هو بقبلة فوق جبينها، ليسألها بعد ذلك بمودة: محتاجة حاجة؟.
أخذت تهز رأسها إيجابا، فسألها مجددًا: قولي؟.
قالت بتردد وقد زاغت أنظارها خوفا:
- هو أنا ممكن أرجع الشغل إمتي؟.
بدي الإنزعاج واضحا عليه، ولكنه حاول جاهدا التغلب على هذا الشعور، فأخبرها بحزم هادئ:.

بس إنتي وجودك في البيت مريحني يا سارة، حاسس بدفئ وروح حلوة، لما بتروحي شغلك بتتغيري مبتبقيش إنتي، أنا عاوزك هنا، هنا في بيتك.
تنهدت متفهمه لما يقول، وهي أيضًا مثله، ولكن عملها، عملها الذي سهرت من أجله ليالي لن تتنازل عنه ببساطة هكذا، ستتغير، ستوفق بين عملها وزوجها، وستوعده بذلك..
أردفت بعد عدة دقائق من الصمت:.

أوعدك إني مش هأثر المرادي، هشتغل وهراعي بيتي وجوزي، ولو في يوم حسيت بالتقصير ساعتها مش هعارض لو طلبت مني أسيب الشغل، تمام؟
أومأ مقتنعا بكلامها:
تمام يا سو، سلام بقي عشان إتأخرت..
ودعته بإبتسامة رقيقة ثم أغلقت الباب تتنفس أكبر قدر ممكن من الهواء وزفرته دفعه واحدة وكأنها تفرغ معه، بعض من آلامها...

جلست تلتقط هاتفها المحمول وقد أجرت إتصالا ما وإنتظرت حتى آتاها الرد من الطرف الآخر، لتردف في إشتياق: داليا، وحشتيني حبيبتي.
ردت داليا بمودة:
سو، وإنتي كمان والله، فينك كده بقالنا كتير مشفناش بعض..
ردت الأخيرة بهدوء:
عندي كلام كتير أوي عاوزة أقوله ليكي يا داليا، محتجالك جدا..
آتاها صوتها يخبرها بنبرة هادئة:
تعالي نتكلم يا سو، منتظراكي في أي وقت حبيبتي..
وافقتها سارة قائلة بمحبة:
قريب جدا هاجيلك..

أنهت المكالمة بعد بضعة دقائق، لتنهض بعد ذلك ترتدي ثيابا محتشمة عازمة على الهبوط للأسفل حيث شقيقتها فاطمة أو هالة، تعلم أن جميلة بعملها، ولكنها لم تعلم رحيل شقيقتها بصحبة زوجها..
طرقت الباب بخفة مرة وإثنان وثلاث بلا فائدة حتى فتحت هالة تقول بإبتسامتها المعتادة: سارة! أخيرًا إتفك عنك الحصار؟!
ضحكت سارة وأجابتها ببساطة: أيوة أخيرا أخدت إفراج..
ثم إستكملت في تساؤل: هي فاطمة رجعت الشغل ولا إيه؟!

ضحكت هالة مجيبة عليها من بين ضحكاتها:
فاطمة عزلت من هنا يا سوسو، إنتي لسه فاكرة!
فغرت فاها ببلاهه، وراحت تسألها بتعجب: فاطمة عزلت من هنا!

تعمل جميلة كعادتها بجدية ولكنها تغفل عن تلك العينان اللتين تراقبناها بإعجاب واضح منذ أسبوع أو أكثر، فهي تقضي وقتها دون أن تلتفت لهذا وذاك..
طرق مكتبها بخفة ودلف يقول بإبتسامة واسعة:
إتفضلي يا أستاذة جميلة، الفايل جاهز..
منحته إبتسامة مجاملة وهي تومئ برأسها قائلة بإتزان: شكرا يا أستاذ باسم..
باسم وقد جلس أمامها قائلًا في مرح:
تسمحيلي إقعد معاكِ خمس دقايق؟

أومأت في جدية وتابعت مستفسرة: خير يا أستاذ باسم؟
صمت قليلًا قبل أن يردف في توتر ملحوظ:
حضرتك مرتبطة؟
صدمتها الجملة قليلًا، لتتابع بجدية تامة: أنا زوجة وأم يا أستاذ باسم! والشركة كلها تعرف ده..
تنحنح ثم وقف قائلًا بحرج: آآ أنا أسف جدا، مكنتش أعرف لأني بقالي شهر واحد شغال هنا!
عادت تبتسم بعفوية ؛: حصل خير..

إسبوعا كاملا وهو مستمر في عقابها بل تعذيبها بخصامه الذي أرهقها بشدة..
قررت مساء هذا اليوم أن تنفذ نصيحة شقيقتها جميلة وتفعل ما سردته عليها هذه الليلة عله يرضي عنها ويسامحها..
سمعت صوت حركته بعد أن فتح الباب بالمفتاح، وصوت خطواته تقترب من الغرفة..

فركت كلتي يديها في بعضهما في خجل وتوتر بينما فتح هو الباب ودلف ليتسمر مكانه وهو يتطلع إليها بهيام، ما هذا، تلك المنامة الحريرية ذات اللون الموف التي يعشقها عليها، وشعرها، تركت شعرها ينسدل خلف ظهرها كما يحب أيضًا وعينيها، واه من عينيها السمراوتين اللتين كحلتهما، لتلمعتان ببريقٍ جذاب..
وتلك البسمة البريئة التي تحتل ثغرها، ستفقده الذاكرة..

إقتربت منه تخلع عنه سترته برفق فإزدرد ريقه يحاول السيطرة على نفسه فهو إشتاق لها بشدة، ولكنه مصرا على عقابها..
وقفت أمامه مرة أخري تهمس برقة: حمدالله على سلامتك حبيبي..
لم تتوقع رد فعله هذا أبدا، فإنه صدمها حين قال وهو يتجه نحو الفراش: الله يسلمك، ياريت تطفي النور عشان تعبان وعاوز أنام..

وكأنه دفعها بإناء مياه باردة جعلها تتجمد وقد ظهرت خيبة الأمل واضحة على ملامح وجهها، لينظر لها بطرف عينه وهو يخلع حذائه عن قدميه..
إلتفتت تغلق الإضاءة كما قال، لتتجه إلى الفراش تنام بجواره، وتلك المرة ولته ظهرها وإنفجرت باكية، لقد كسر خاطرها ومحي بسمتها وجعلها تنام باكية، لأول مرة تغضب منه هكذا..

بكاؤها مزق قلبه فلم يعد يحتمل أكثر من ذلك، إلتفت لها يجذبها نحوه إلا أنها دفعته بعيدا وهي تهتف من بين شهقاتها: ب، بس، إبعد، إبعد، ع، عني..
نهضت عن الفراش تبتعد عنه وهي تبكي بهستيرية وتلتصق بالحائط فأسرع يشعل الإضاءة ويتجه نحوها محاولا تهدئتها..
- فاطمة، حبيبتي، متزعليش آآ..
قاطعته وهي تضرب صدره بضعف وتهتف بصوت متحشرج: إ نت. مبتحبنيش، آآ..

لم تكمل جملتها لتسقط بين ذراعيه مغشيا عليها مما زاده هلعا وهو يصيح بإسمها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة