قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع

تعجبت فاطمة وسألته بعدم إستيعاب: أمي!
هز رأسه مؤكدا مواصلًا حديثه:
- آه أنا برضو إتفاجئت جدا بيها، وإستغربت إيه إلى فكرها بيكم بعد السنين دي كلها!
فاطمة وقد ظهر الألم جليًا في عينيها: قالتلك إيه يعني؟
أجابها بعد أن أطلق تنهيدة قوية:
- كانت بتعيط وبتتوسلني أخليكم تسامحوها وتنسوا إلى فات وترجع تعيش معاكم زي أي أم وبناتها..

إبتسمت متهكمة من هذا اللقب أم! فماذا تعرف هي عن الأمومة، عن التضحية عن الحب والوفاء والإخلاص؟!

تابعت بإختناق: أم، وهي تعرف إيه عن الأمومة! هي نسيت إنها سابتنا ومشيت ولا همها حاجة، نسيت لما كنا بنعاني وهي بكل سهولة سابتنا لبابا الله يرحمه يقسي علينا، نسيت لما إتصلت بيها رغم كل ده عشان أقولها إني خلفت وجميلة خلفت تعالي عيشي معانا وهي بكل سهولة قالتلي جوزي مش هيرضي، جوزها إلى قد إبنها والي إتجوزته بعد ما بابا طلقها، هي عايزة إيه مننا؟ عاوزة ايه!

أنهت كلامها بنوبة هستيرية من البكاء، إنهمرت دموعها بغزارة تتذكر حياتها السابقة كم كانت تحتاج لها هي وشقيقاتها وهي، هي ماذا فعلت تركتهن يعانين مع أب قاسي ولم يتذوقن أبدًا حنان الوالدين..
أخذ كريم يهدئها حيث إحتضنها بحنان وهو يربت على ظهرها برفق وهو يهمس: ششش إهدي يا بطتي، إهدي يا حبيبتي أنا ماكنتش عاوز أقولك عشان كده، لكن كان لازم تعرفي إنتي واخواتك..

حركت رأسها بعنف رافضة وهي تهتف من بين دموعها الحارة: لا، لا أنا مش عاوزاها في حياتي مش عاوزاها يا كريم، قولها إننا ملناش أم!
كريم بتفهم لحالتها:
بس هي ندمانة يا فاطمة، وعارفة إنها غلطانة، وإحنا بشر وبنغلط..
رفعت رأسها تنظر له بغضب شديد وهي تهتف: أنت بتدافع عنها؟ بتدافع عنها ليه، أخرج أنت من الموضوع يا كريم متدخلش أنا قولت مش عاوزاها بلاش أنت تبرر عشان مش هسمعلك أصلااااااا.

توسعت عيني كريم وهو يطالعها بذهول ليكتم غيظه داخله من صوتها العالي وعجرفتها تلك، فإنه يعلم أنها خرجت عن وعيها الآن ووصلت إلى أشد حالات الغضب حتى واتتها الجُرئة بأن تحدثه هكذااا..
لم يعقب إنما رمقها نظرة كفيلة بأن تجعلها تخشي قليلًا وتنتبه إلى نفسها وتهدأ أيضًا..
تنحنحت وهي تمسح دموعها بأنامل يدها المرتجفة، فتابع كريم بجمود: تعالي بقي خديلك قلمين يا فاطمة، مينفعش كده!

قالت بحرج وهي تنظر له ثانية: أنا آسفة، مكنش قصدي أزعقلك..
رفع أحد حاجبيه مكررًا كلمتها الأخيرة: تزعقيلي!
أغلقت عينيها قائلة بنفاذ صبر: قصدي يعني أعلي صوتي، خلاص بقي يا كريم أنا إلى فيا مكفيني.
كريم ممازحا:
أبدااا، لازم تصالحيني أولا، هي الحكاية سبهللة كده؟
إبتسمت رغمًا عنها من بين دموعها قائلة بخفوت: خلاص بقي يا كيمو، أنا في ايه وأنت في إيه!

مد يده يمسح لها عبراتها قائلًا بإبتسامته الجذابة: طيب ينفع تبطلي عياط بقي؟ انا مش فاهم انتي بتعيطي ليه دلوقتي كل حاجة هتتحل بس من غير زعل ودموع ولا عاوزاني اقلب على الوش التاني، قوليلي؟
هزت رأسها بعلامة النفي ثم قالت برفض تام: لا ولو سمحت يا كريم إقفل على الموضوع ده ولو هي كلمتك تاني قولها ولادك مش عاوزينك!

كريم بهدوء: طيب بس عرفي إخواتك وشوفي رأيهم ايه وفكري كويس يا فاطمة بلاش الاندفاع بتاعك ده تمام؟
ردت متذمرة: لا مش تمام..
كريم بمزاح وهو يجذبها نحوه: طيب نشوف الموضوع ده بكره إن شاء الله! ودلوقتي تعالي ننام عشان عندي بكرة شغل متلتل، انا كان مالي ومال العيلة دي ياربي!

دلف حسام إلى غرفة نومهما بعد إن هدأ قليلًا وراح يتجه نحو زوجته متسطحًا إلى جوارها وهو يهمس: سارة، متزعليش مني، مكنش قصدي أضايقك..
لم تجيب عليه بل أغمضت عينيها بشدة، فإقترب أكثر طابعًا قبلة هادئة على جبهتها وهو يقول بتنهيدة: قلبك أبيض بقي يا سو، إنتي عارفه لما بتعصب بقول أي كلام حقك عليا متزعليش، بس أنتي برضو يا سارة مهتمية بشغلك أكتر مني وزي ما شغلك ليه حقوق برضو جوزك ليه حقوق مش كده ولا إيه؟

فتحت عينيها لتشتبك مع عينيه المتألمتين، ودائمًا ما تري الألم جليًا في عينيه منذ أن علم أن لديها مشكلة في الانجاب...
أردفت في هدوء:
- أنا مش عارفه إنت عاوز ايه يا حسام؟ أعمل ايه طيب عشان أرضيك؟
حسام بجدية: عاوزك أنتي يا سارة عاوز أرجع البيت ألاقي مراتي عاوز احس إن البيت ليه روح عاوز أعيش زي خلق الله كتير عليا يا سارة؟
تابعت سارة في ضجر:.

عشان ترجع تلاقيني يا حسام شغلي هيبوظ وأنا تعبت جدا على ما وصلت وبقيت دكتورة..
حسام بنبرة ساخرة: على كده بقي كل الدكاترة مهملين في بيتهم؟
سارة بإندهاش: هو أنا مهملة فيك؟ أنا مش مقصرة معاك يا حسام وحقوقك كلها بتاخدها..
حسام بيأس: خلاص يا سارة نامي دلوقتي الوقت إتأخر نتكلم بعدين، تصبحي على خير.

لم تعرف ماذا تفعل معه لم ولن تهمل في عملها هي طبيبة وستظل، مهما حدث لن تخضع لرجل يريد هدم طموحتها مثله مثل والدها الراحل الذي ترك لها عُقدة وأصبحت تعاني منها مرارا ولن تجعل زوجها يتحكم فيها مثلما فعل الأب سيكون لها كيان رغم أنف الجميع هكذا وعدت نفسها وأقسمت..!

- مش عارفه أعمل معاه ايه يا مها، ولا بيعبرني أبدااا هو زي ما هو بعد السنين دي كلها!
أردفت مني بتلك الكلمات موجهه حديثها لصديقتها عبر الهاتف في حين قالت صديقتها مها
- طيب يا بنتي فكك منه بقي وشوفي أنتي حالك!

مني برفض: للأسف مش قادرة أشوف غيره، أصل كريم ده حاجة كده مفيش منها راجل بزيادة عن اللزوم ولا شكله واه من شكله ولبسه تخيلي بعد السنين دي كلها لسه قمر زي ما هو، أنا لسه مقابلتش حد زي كريم مفيش حد مالي عيني زيه..
ضحكت مها بشدة على كلامها ثم تابعت مردفة: بس يا بنتي هو بيحب مراته أنتي شكلك إتجننتي خلاص!

مني بهيام: انا مجنونة بيه هو، معرفش بيحب البتاعة إلى اسمها فاطمة دي على ايه أنا بجد بحقد عليها وبكرهها.
مها بنفاذ صبر: طيب وأخرتها؟
مني بمكر ؛: أخرتها زي الفل ان شاء الله وهاخده منها
مها بعدم اقتناع: مش هتعرفي كنتي عرفتي زمان..
مني ضاحكة: زمان كان لسه فرحان بيها انما دلوقتي اكيد مش بيحبها زي الأول هو اه بيحبها لحد دلوقتي بس مش زي الأول وأنا بقي لازم أستحوذ عليه!

مها بتهكم: طيب يا بيبي ورينا شطارتك بقي!
إبتسمت بشيطنة وتابعت: هوريكي، بقولك إيه ابقي تعالي بكرة اقعدي معايا شوية عشان أنا طهقت من الناس دي..
مها بإيجاز: أوك، سلام بقي دلوقتي..

صباح يوم جديد، إستيقظ الجميع مستعدين إلى عملهم والصغار إلى مدارسهم..
إنتهت فاطمة من إرتداء ملابسها المحتشمة، ثم إلتفتت إلى كريم الذي كان يرتدي سترته ويتابعها بعينيه..
أردفت في تساؤل: ايه رأيك يا كيمو؟ حلو الطقم ده؟
رفع أحد حاجبيه قائلًا بتذمر: طولي الطرحة شوية..
حركت رأسها نافية وإلتفتت مرة ثانية إلى المرآة، فهتف بجمود: مش هعيد كلامي مرتين يا فاطمة، ماشي؟

ردت عليه بمشاكسه: على فكرة أنا لبسي حلو ومحتشم، لكن أنت بقي لازم تخليني أطول الطرحة وخلاص..
كريم بجدية وهو يرتدي ساعة معصمه:
يلا إنجزي يا فاطمة، أنا مش حمل مناهدة على الصبح، مبتتعبيش من الرغي!؟
ضحكت قائلة: لا، وبعدين انت إلى بترغي يا كيمو.
قال بلهجة آمرة: طب يلا إنجزي وطولي الطرحة..
نفخت بضيق ثم نظرت إلى المرآة وهي تعدل من طرحتها كما قال، ثم قالت بتنهيدة: اه منك أنت يا تاعب قلبي.

إقترب منها محذرًا: طبعا مش هقولك تاخدي بالك من نفسك ولا تعملي مشكلة، ولا ليكي علاقة بالمدرسين الرجالة نهااااائي، ملكيش كلام مع أي مدرس تمام؟
أومأت له ضاحكة، ثم قالت من بين ضحكاتها: حاضر يا كرميلة..
كريم وقد تجهمت ملامح وجهه: بس متقولليش كراميلة دي، هتضربي على الصبح
عانقته ولا زالت تضحك بقوة ثم هتفت: طب والله احلي كراميله في الدنيا.

شاركها الضحك وهو يربت على ظهرها: طب والله مجنونة ورزلة يا بطتي يلا قدامي..!
سارت أمامه قائلة بمزاح: حاضر يا حبعمري..
رفع حاجباه مذهولا ثم قال: حبعمري، مش عارف ليه حاسس إنك تباع ميكروباص يا بطتي، يخربيت جنانك..
أقبل الطفلان عليهما، فإنحني كريم يقبلهما قائلًا بإبتسامة: جاهزين يا شباب..
هزا رأسهما بإيجاب، ثم توجهوا جميعا إلى الخارج، وإستقلوا السيارة منطلقين بها..

وصل كريم طفليه إلى المدرسة الخاصة بهما، ثم إنطلق إلى المدرسة التي تعمل بها زوجته، حيث أنها عملت معلمة لغة عربية مؤخرًا في أحد المدارس الإعدادية الخاصة بالفتيات، بعد مُعناه مع كريم الذي رفض رفضا تام ولكنها لم تيأس وأصرت حتى وافق أخيرًا على مضض...
وقف أمام بوابة المدرسة، ثم قال بجدية: يلا، وخلي بالك من نفسك يا بطتي بلاش جنان مفهوم؟
هزت رأسها في طاعة ثم تفوهت برقة: حاضر يا حبيبي من عيوني.

ضحك قائلًا: يا سلام على الرقة يا إخواتي بجد مفيش منك إتنين يا بطتي يا مجنونة.
ما لبثت أن ترجلت من السيارة وهي تلوح له بيدها تودعه بإبتسامتها البريئة الذي يعشقها هو عشقا جارفا...

على جانب آخر..
في شقة ما، تقطن فتاة في مُقتبل العمر، تتنقل مثل الفراشة في أنحاء المنزل ترتدي ثيابها، وتتناول طعامها على عجالة حتى لا تتأخر عن جامعتها، وفجأة طُرق الباب فأسرعت تفتح وهي تقول بإبتسامة واسعة: تعالي يا نور..
قالت الأخيرة بتذمر: حرام عليكي يا فجر كل يوم تأخرينا كده يا بنتي هنطرد برضو من المحاضرة منك لله يا فجر هضيعي مستقبلي..
فجر بنفاذ صبر:.

ششش بس يا بنتي متدعيش عليا على الصبح كده حرام عليكي، اعمل ايه يعني ما أنا وحيدة ومعيش حد يصحيني!
نور وقد تأثرت بكلمتها الأخيرة: يا حبيبتي انتي مش وحيدة انا معاكي ديما يا صاحبتي متخافيش..
إبتسمت فجر بإمتنان: شكرا يا صاحبتي، يلا بقي عشان منتأخرش اكتر من كده..
أومأت موافقة ثم خرجتا من المنزل سويا، وهبطتا الدرج، ثم سألتها نور بفضول:
إومال إيه أخبار حسام يا فجر؟

طغي الحزن على ملامح فجر ثم قالت في يأس: بقاله كتير أوي مش بيجي أنا زعلانه أوووي يا نور...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة