قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس

وقف إسلام أمام المرآة يعدل من ملابسه الأنيقة، بينما إقتربت جميلة تسأله بإبتسامة حانية: إسلام فكرت في الموضوع إلى كلمتك فيه؟
إلتفت لها مردفا بعد أن تنهد بعمق:
- موافق يا ست جوجو بس لو لقيت تقصير في البيت هتقعدي فورًا بدون نقاش، تمام؟
أومأت رأسها مبتسمة وهي تقترب واضعة قبلة على وجنته قائلة في مرح: شكرًا يا سولم، متحرمش منك يا عمري إنت.
ضحك هو الآخر قائلًا برومانسية: حبيبي.

جميلة بخفوت: هنزل من بكرة إن شاء الله ومتخافش عمري ما هقصر والله.
أمسك طرف ذقنها برفق، وهو يقول بنبرة حانية: عارف يا جميلتي ومتأكد من حاجة زي كده، المهم خلي بالك من نفسك ومش هوصيكي طبعا تتعاملي ازاي مفهوم؟
أومأت ضاحكة: هتعامل زي العسكري بالظبط، وبعدين مش تخاف، انا هبقي مع عمو إبراهيم وكريم كمان يعني في أمان يا سولم.
رد بإيجاز وهو يخرج من الغرفه: وهو ده إلى مطمني يا جوجو، يلا سلام بقي هتأخر على شغلي.

ودعته جميلة وخرجت معه تتابعه بعينيها وهو يهبط السلالم، فتفاجئت ب هالة تفتح الباب قائلة بإبتسامة: صباح الخير يا جوجو
بادلتها جميلة الابتسامة وقالت: صباح النور يا هالة، قوليلي فطرتي ولا لسه؟
هالة بنفي ؛ لا لسه وزعت أحمد وقولت أفطر معاكي ماهو احنا الاتنين إلى عاطلين زي بعض..
أنهت جملتها ضاحكة، لتضحك الأخيرة قائلة من بين ضحكاتها: بس أنا هنزل الشغل من بكرة إسلااااام وافق!

جحظت عيني هالة قائلة بجدية مُصطنعه:
يا حلااااوة، يعني أنا بس إلى هبقي عاطلة هو في ايه كلكوا هتسبوني.
جميلة بمزاح: تعالي إنتي كمان اشتغلي معايا في الشركة بصراحة قعدة البيت تجيب إكتئاب وكسحتني ده أنا مبقتش قادرة أخرج والله.
هالة مؤكدة: وأنا والله، بس أحمد الغلس مش راضي.
جميلة وقد ضيقت عينيها بمرح:.

زني على دماغه يا لولو، الزن على الودان أمر من السحر يا ماما، هو حد كان يصدق إن فااااطمة تشتغل دي معجزة إن كريم رضي.
ضحكت هالة بشدة، ثم قالت: والله البت فاطمة دي أروبة بتعمل إلى هي عيزاه وبتعرف تقنع كريم، مش زيي خايبة، يا بختكوا بقي.
جميلة وهي تسحبها من يدها بمرح: طب تعالي نفطر ألا أنا عصافير بطني بتصوصو...

كانت تسير في باحة الكلية وهي تعبث في أزرار هاتفها تبحث عن إسم حسام، حتى وجدته لتضغط على زر الإتصال واضعة الهاتف على آذنها..
إنتظرت عدة ثوانِ حتى آتاها صوته الرجولي، يقول: ألو..
ضرب قلبها بعنف مُجرد أن إستمعت لصوته الخشن ذاك، إزدردت ريقها بصعوبة ثم تفوهت أخيرًا بهدوء:
- سلام عليكم يا أستاذ حسام، إزي حضرتك؟
رد عليها هادئًا:
وعليكم السلام يا فجر، إزيك أنتِ عاملة ايه؟
فجر بخجل:.

الحمدلله بخير، أنا آسفة أنا بس قولت أسأل على حضرتك عشان بقالك كتير جدا مش بتيجي فحبيت أطمن بس.
إبتسم حسام وقال:
شكرا على السؤال يا فجر، أنا إلى أسف بجد الشغل أخدني ونسيت أسأل عليكِ خالص، إن شاء الله هخلص شغلي وأعدي أطمن عليكِ.
فجر بتوتر:
لا ولا يهمك يا أستاذ حسام، مش عاوزة أعطلك عن شغلك..
ضحك على برائتها ثم قال بمرح:
مفيش عطلة ولا حاجة يا فجر، إن شاء الله هعدي عليكِ النهاردة..

إتسعت إبتسامتها وهي تضع يدها على موضع قلبها الذي يكاد أن يخرج من مكانه من شدة ضرباته العنيفة:
تمام، في إنتظار حضرتك.
مع السلامة يا فجر، قالها حسام بخفوت، ليغلق الخط بعد ذلك وتغلق فجر عينيها تحاول تهدئة قلبها المجنون الذي ربما يأخذها إلى طريق مليئ بالمواجع..
سمعت صوت صديقتها وهي تهتف بمرح ؛ واااو، معقولة كل ده من مكالمة واحدة بس!
إنتبهت فجر إلى نفسها وتنحنحت قائلة: في إيه يا نور، مالك؟

نور بمرح: مالي أنا ولا مالك إنتي! قوليلي حس قالك ايه؟
فجر بإرتباك:
قالي هيعدي عليا النهارده..
نور بمزاح: مممم عظيم عظيم، حيث كده بقي ننجز في يومنا عشان نستقبل الأستاذ حس!.
صمتت نور قليلًا ثم تابعت في تساؤل حذر: فجر! إنت بجد حاسة بحاجة ناحية حسام؟
فجر نافية بتلعثم: آآ، في ايه يا نور أحس بإيه يعني؟ ده مجرد إنسان بيسأل عني بعد ما أمي ما ماتت..
نور بجدية: فجر متكذبيش عليا، قوليلي، احنا اخوات يا فجر!

فجر وقد إرتبكت أكثر وعينيها تزوغ بالمكان: م مش عارفه يا نور م معرفش، صدقيني معرفش ايه إلى بحس بيه لما بشوفه او اسمع صوته!
نور وقد تنهدت بعمق:
فجر ده راجل متجوز على فكرة، يعني أيا كان شعورك لازم تتغاضي عنه ولو قلبك دق معلش يعني دوسي عليه بدل ما توجعي قلبك وقلب انسانه تانية ملهاش اي ذنب إلى هي مراته!
أغلقت فجر عينيها بألم، ثم أعادت فتحهما وهي تتفوه بنبرة حزينة:.

نور ده إلى انا بعمله يا نور، انا فين وحسام فين، ده أنا أمي كانت شغالة عند جدته يا نور ثم انه بيحب مراته وانا عارفة وعمري ما هعمل إلى في بالك أنا مش كده يا نور إطمني!
نور بابتسامة حانية: تمام يا فجر انتي كده صح يا حبيبتي..
فجر بإيجاز: طيب يلا بقي نشوف ورانا ايه..!
ما بك يا قلبي، مهلا، مهلا!، لا تدق هكذا وتأخذني لطريق الأذي، لا تعشق يا قلبي ما ليس لك، إهدأ لا تنبض، مهلا يا قلبي مهلا!

جلست فاطمة بجانب صديقتها وزميلتها نوارة تلك التي تعرفت عليها منذ أن عملت في المدرسة، وأحبتها فاطمة وأصبحت ترتاح لها دائمًا..
أردفت نوارة في تساؤل: طمنيني عنك يا بطوط وعن أخبارك؟
أجابتها فاطمة بإبتسامتها المعتادة: الحمدلله بخير والله
نوارة بحنو: دايما يارب يا بطوط..
فاطمة بمرح: تسلملي يا جميل، قوليلي عاملة ايه مع جوزك الندل ده؟، آٱ، قصدي يعني لسه بيمد ايده عليكي!؟

أومأت نوارة في ضجر وتابعت: اه والله يا فاطمة تعبت ومش عارفه اعمل معاه ايه..
فاطمة بجدية: اطلبي الطلاق وابعدي انتي وعيالك ما انتي بتشتغلي وليكي دخل يعني هتعرفي تربيهم..
نوارة بقلة حيلة: ياريت ينفع يا فاطمة أنا بخاف يأذي أمي ولا اخواتي اصلنا ناس غلابة وهو مستقوي علينا، على طول يهددنا ويقولي هطربق الدنيا على دماغكم.

فاطمة بغضب: ده بلطجي بقي، هي البلد سايبة ولا ايه، روحي القسم واعملي محضر ايه القرف ده، انتي مالك ضعيفة كده ليه!
نوارة بحزن: نصيبي كده بقي يا فاطمة، تعالي بس نشوف الحصص وبعدين نكمل.
أومأت فاطمة برأسها ونهضت معها، وما إن سارت خطوتين حتى سمعت فتاة تمزح مع صديقتها وتنعتها بلفظ من أقذر الألفاظ..
شهقت فاطمة وجحظت عينيها، ثم إلتفتت إلى الفتاة التي تضحك عاليا بميوعة وكأنها في ملهي ليلي..

إتجهت فاطمة إليها وهي تهتف بحدة:
أنتي يا بنت، ايه قلة الادب دي أنتي سافلة ومش محترمة!
تجهمت ملامح الفتاة وراحت تلوح بيدها بجراءة وهي تهتف بحدة مماثلة:
مين دي إلى سافلة يا أبلة، إنتي إزاي تكلميني كده؟
فاطمة وقد ذُهلت بشدة: أبلة! أنتي ازاي تشتمي زميلتك كده! وايه اسلوب العربجية إلى بتتكلمي بيه ده؟!
الفتاة بغضب: أنا حرة مع صاحبتي يا مس، حضرتك ايه إلى مزعلك لمؤاخذة يعني.

شعرت فاطمة بالدماء تغلي في عروقها، لتهتف بغضب جلي: قدامي على المديرة أنتي لازم تتربي!
وضعت الفتاة يديها في منتصف خصرها قائلة ببرود:
لا مش هنزل للمديرة وأنتي متغلطيش فيا عشان هتزعلي مني جامد، وأوعي تفكري إني هخاف منك عشان انتي المس، نو الظاهر كده انتي متعرفيش انا مين أصلا فأحسنلك بقي تاكلي عيش يا، يا أبلة!

عليها أن تتحمل فلقد أوصلتها إلى أشد درجات الغضب، لم تدري فاطمة بحالها إلا وهي ترفع يدها عاليا وتهبط بها على وجهها بقوة صارخة بها: اخرسي يا حيوانة!
إتسعت عيني نوارة التي ركضت نحوهما وكذلك توجه المدرسات والمدرسين وهم في حالة من الذهول..
حاولت الفتاة رد الصفعة لها، إلا أن احدهم امسكها وأبعدها بقوة محاولين فض الشجار هذا، بينما لم تتوالي فاطمة ولو لحظة عن التهزيئ للفتاة، فكيف لها أن تتجرأ عليها هكذا!.

وصل الأمر إلى مديرة المدرسة، فصعقت حين علمت أن فاطمة صفعتها هكذا وعاتبتها على هذا التصرف فهذه الفتاة تكن إبنة رجل صارم يعمل جزارا إذا تعدي أحد على إبنته من الممكن أن ينسفه نسفا، ولقد عاتبتها المديرة خوفا عليها من ذاك المُتعجرف الهجمي وكادت أن تعتذر للفتاة الا ان فاطمة إعترضت بشجاعة غير مباليه..

توعدت لها الفتاة وأجرت إتصالا على والدها، وما أن أنهت المكالمة حتى قالت بتحدي مجنون: أبويا جاي والي غلط هيتربي هنشوف انا ولا انتي يا مس!
كزت فاطمة على أسنانها بغضب شديد، ثم صاحت بها: اخرسي بقي عشان لو انفجرت فيكي هضيعك، ايه السفالة دي، بجد مش قادرة أستوعب..!
أسكتتها المديرة لحين آتي والد الفتاة الذي دلف كالثور الهائج وصوته الغليظ يصدح عاليا في المكان: هي فين فييييييين إلى ضربت بنتي!

أسرعن المدرسات بقفل الباب على فاطمة في حجرة المديرة فإنه سيتهور ويفعل ما لا يحمد عقباه! سيضربها كما ضربت إبنته المنحلة تلك!
دلفت نوارة إلى الحجرة وهي تقول بخوف واضح: الحقي يا فاطمة ده مصمم يضربك والدنيا مقلوبة بره..
شعرت بالخوف قليلًا ولكن، لا لن أخاف وكيف أخاف من ذاك الهجمي، كيف أخاف وزوجي موجود، وما لبثت أن إلتقطت هاتفها لتتصل بزوجها وهي تبتلع ريقها وقلبها يخفق بسرعة...

وما ان ردت عليها حتى هتفت بإستعانة:
- كريييم إلحقني في واحد هنا في المدرسة حالف يضربني تعالي بسرعة..
نهض كريم عن كرسيه بسرعة شديدة وهو يقول بذهول: ايييه واحد عايز يضربك!
فاطمة وقد أوشكت على البكاء: تعالي بسرعة يا كريم.
كريم مطمئنا: انا جاي حالا يا فاطمة متخافيش..

أغلق الخط ولا يعلم كيف هبط الدرج بهذه السرعة دون حتى أن يستعين بالمصعد، فمن ذلك الذي تعدي على زوجته بالتأكيد سيحطم أسنانه و أضلاعه ليتركه حُطاااام!
نصف ساعة وكان كريم داخل المدرسة يسير بخطوات سريعة أقرب إلى الركض حيث ذهب إلى ذلك التجمع وذلك الرجل الذي يشتم في زوجته، ما لبث أن جذبه بحركة مفاجئة من تلابيبه وهو يديره نحوه قائلًا وعينيه تتوهج نارًا:.

أنت مين يا إبن ~~~~~، أنت عاوز تمد ايدك على مراتي انا!
صُعق الرجل من هيئته الغاضبة ليهتف بخوف: إنت مين أنت يا عم؟
أسرعت نوارة نحوه قائلة بصوت عالي: ده جوز المدام إلى أنت عاوز تمد ايدك عليها!
لم يدري كريم بنفسه إلا وهو يطبق على عنقه بقوة فشعر الآخر بالإختناق وهو يحاول نزع يديه المُطبقة على عنقه، جاهدوا المدرسين لنزع كريم للخلف وبالفعل نجحوا في ذلك ليسعل الرجل بشدة ويلهث بعنف..

إستمر كريم في سبه إلى أن أسرعت فاطمة تتوسله بأن يرحلا قبل أن يتهور الرجل، ولكنه لم يصغي لها حيث هتف بصوت جهوري: ازاي تسيبوه يتهجم على مراتي ايه الفوضي دي فين المديرة دي مدرسة دي ولا سويقة انا هعمل محضر حالا وهوديك في ستين داهيه انت والمسؤولين إلى سمحولك تدخل من باب المدرسة أصلااا!
هتفت المديرة بجدية: اهدي من فضلك يا أستاذ، وافهم الموضوع الاول..

بينما تدخل الرجل بغضب: وأنت كنت عاوزني أعمل ايه لما اعرف إنها ضربت بنتي وهزقتها!
إتسعت عيني كريم وهو يلتفت إلى زوجته جازا على أسنانه!
بينما قالت فاطمة وهي ترفع سبابتها أمام وجه الرجل: بنتك قلت أدبها عليا وشتمت زميلتها بألفاظ مش كويسة وأنا مقدرتش امسك نفسي!
تدخلت المديرة بعتاب: يبقي كان لازم ترجعيلي انا يا فاطمة وانا كنت هتصرف لكن الأسلوب ده مينفعش..

فاطمة بجدية: وده إلى عملته لكنها مرديتش تيجي معايا ليكي!
الرجل بغيظ شديد: تقومي تضربيها فاكرة نفسك ايه حضرتك فتوة!
أسرع كريم يحذره بشراسة: احترم نفسك يا راجل انت، وبعدين انت تحمد ربنا اني لحقتك قبل ما تمد ايدك عليها والا كان زمانك مع الاموات!
تدخلت المديرة تهدئهما وبعد جدال دام لساعتان تقدم الرجل بالاعتذار وكذلك فعل كريم على تصرف فاطمة مع الفتاة..

أخذها بعد ذلك وخرجا من المدرسة ليقبض كريم على ذراعها ويفتح باب السيارة دافعا إياها بقوة إلى الداخل ثم صفق الباب بعنف وإلتفت يستقل جوارها فإبتلعت ريقها وهي تقول بخوف: في ايه يا كريم.
هدر بها بغضب: عملالي بلطجية حضرتك!؟ صبرك بس لما أروح..
قالت بخفوت وقد ترقرقت العبرات في عينيها: والله هي إلى قلت أدبها عليا و...
قاطعها بحدة: اخرسي خالص ومسمعش حسك لحد ما نروح!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة