قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع عشر

تراجعت للخلف خوفا من ملامحه الغاضبة التي تحولت فورًا عقب إن إستمع ما قالته الصغيرة، بينما قالت هالة في محاولة منها لتهدئته:
- ماحصلش حاجة يا كريم، الموضوع بسيط والله هو اللي حصل إن...
قاطعها وهو يقترب من زوجته التي إختبئت سريعا خلفها، قائلًا بغيظ:
- اللي حصل إن مراتي بتكذب عليا ومفيش فايدة فيها..
جذبها من يدها إليه وهو يهتف بنفاذ صبر: تعالي تعالي ده أنتي أيامك معايا شكلها مش هتعدي..

إبتلعت ريقها قبل أن تقول بخفوت: إستهدي بالله بس وهفهمك اللي حصل، والله ما ليا ذنب، دي هي اللي ما تسمي اللي إدت لإبراهيم موبايل وأنا...
قاطعها وقد إرتفع أحد حاجباه قائلًا:
وأنتي بقي إتخانقتي ودخلتي بقلب جامد وبعد كده قولتي مش هجيب سيرة لكريم عشان ميوجعليش دماغي هو أنا ناقصة وجع دماغ!
رفعت حاجباها مندهشة وقالت بمزاح: إيه ده عرفت منين؟
كز على أسنانه غيظا، ثم هتف بغضب:
وكمان بتهزري؟

حركت رأسها بعلامة النفي وقالت: لا لا مش بهزر خالص، بس حبيت أهديك شوية، ممكن طيب تسمعني الأول؟، لو سمحت، أرجوك، ربنا يباركلك إسمعني الأول، عشان خاطري، ه..
كتم فمها بيده وهو يهتف بنفاذ صبر: ششش بس بس، إيه بالعة راديو يخربيت كده...
بينما قالت هالة ضاحكة: خلاص بقي يا كريم قلبك أبيض إسمعها وبراحة هي فعلا مني اللي غلطانة، هسيبكوا وادخل أشوف ورايا إيه، سلام.

أخذت إبنتها وخرجت، ليغلق كريم الباب فوقفت فاطمة تنظر له في محاولة منها لإستعطافه، فتنهد بغيظ وجذبها ليجلس بها على الأريكة قائلًا بحزم هادئ: إحكيلي اللي حصل.
أومأت رأسها ثم تابعت بهدوء:
أنا إتفاجئت إن إبراهيم معاه موبايل ولما سألته قالي إن مني هي اللي جابته.
سألها مستفسرا: وبعدين؟
قالت بتوتر:
و، وبعدين رحت كلمتها وهي كذبت وقالتلي مدتوش حاجة، فزعقتلها شوية بس وخلاص...
ضيق عينيه متسائلا: ومقولتليش ليه؟

حملقت به لثوان، ثم تابعت بجدية:
بصراحة إبراهيم وعدني إنه مش هيعمل كده تاني وكان خايف منك، وأنا وعدته إني مش هقولك بس كده والله هو ده كل اللي حصل، لو سمحت متزعلش مني
كشر عن جبينه وهو يقول بحدة:
لا زعلان ومخاصمك، قومي بقي من جنبي يلا!
فتحت فاها بصدمة، ثم تابعت بضيق:
لا مش هتخاصمني، مش هتخاصمني ها.
رفع أحد حاجباه قائلًا: والله! بالعافية ولا إيه؟
أومأت برأسها وراحت تلتصق به أكثر وهي تقول بتوسل:.

أنا أسفة طيب، أوعدك مش هعمل كده تاني وهقولك على كل حاجة.
ماذا يفعل معها، بالتأكيد سيسامحها هي حبيبته مهما فعلت من مصائب..

مازالت تحبس دموعها وهي تجلس على الأريكة تتحسس وجنتها بألم، بينما جلس هو على الفراش يضغط على أسنانه بقوة من عنادها معه الزائد عن الحد، ينظر لها بين الحين والآخر عله يجد نظرة إعتذار منها فيشفق عليها، إلا إنه لم يجد سوي نظرات التحدي والعناد..
إندلعت نيران الغضب بداخله، ليهتف وهو يغلق عينيه محاولا التحكم بأعصابه:
- ساااارة.
نظرت له بصمت منتظرة ما سيقول، فنظر لها بقوة قائلًا بجمود:
- حضري الغدا!

ذُهلت مما يطلبه، أيضربها ويعنفها ثم يطلب الطعام كمن لا يفعل شئ!
ظلت تنظر له بإستغراب فعاد يصيح بنفاذ صبر: سمعتي أنا قولت إيه؟
حركت رأسها نافية وقالت بإستفزاز: المطبخ عندك قوم إنت إعمل لنفسك، هو أنا خدامة عندك!؟
هذه المرة سيدفع رأسها بالحائط لتتحطم، لطالما تتحداه بقوة..
نهض من مكانه وإتجه إليها جاذبا إياها من ذراعها هاتفا بصرامة:.

متخلنيش أعمل منك خدامة فعلا، أقسم بالله يا سارة لو ما إتعدلتي لخليكي خدامة بجد وهوريكي، قوليلي وريني وأنا هوريكي فورًا!
صمتت وهي تري الشر يتطاير من عينيه، هو لا يتحدث مجرد كلام، فعيناه توحي بأنه على أتم إستعداد لفعل ما يقول...
نزعت ذراعها منه قائلة بصوتٍ خافت متألم: ماشي، هروح أحضرلك الغدا..!
إبتسم بإنتصار وهو يقول بهدوء مستفز: أهو كده تعجبيني يلا يا دكتورة بس إوعي تحطيلي سم عشان تخلصي مني.

إبتسمت بتهكم ثم خرجت من الغرفه وإتجهت إلى المطبخ، فزفر حسام أنفاسه بقوة وضرب الحائط بقدمه قائلًا بغيظ شديد: مستفزة..

بعد مرور الوقت..
إنتها إسلام وجميلة من تناول وجبة الغداء بصحبة صغيرتهما..
بينما أحضرت جميلة الشاي وجلست معه بصمت، فسألها بقلق: مالك يا جميلة، مش عجباني من ساعة ما رجعتي من الشغل؟
ظهر الألم جليًا في عينيها، قبل أن تخبره بتنهيدة مؤلمة:
- أنا شوفت ماما النهاردة يا إسلام..
سألها مرة أخرى بتعجب:
شوفتيها فين؟!
قالت بخفوت: في الشركة في مكتب عمي..
وبعدين، قالها مستفسرا..

لتستكمل جميلة في ضيق: مكنتش أعرف إني هتعب نفسيا كده بجد، يوم ما فاطمة وسارة قالولي مش هنقابلها عارضتهم وقولتلهم لا هقابلها وهسمع منها بس معرفش إنها هتفكرني بكل السنين والالم اللي عشناه ده!
مسد إسلام على شعرها في حنو ثم قال هادئا:
ده شئ طبيعي على فكرة بس أنا متأكد إنك لو شوفتيها مرة تانية وتالته الاحساس ده هيقل تدريجيا ومع الوقت هيختفي، بس أهم حاجة متزعليش كده كل شئ هيتحل.

أومأت برأسها وقالت: عندي إحساس بكده بس اللي متأكدة منه إن فاطمة وسارة مش هيسامحوها إذا كنت أنا تعبت جدا هما هيعملوا إيه، بصراحة معاهم حق في كل اللي قالوه
كان يسمعها بصمت تاركا إياها تفرغ من صدرها كل ما يؤلمها، في حين تابعت هي وقد تلألأت عينيها بالعبرات:.

إحنا إتعذبنا أوي يا إسلام، في وقت مكنش فيه حد بيسأل فينا، إنت متخيل إنك تعيش مع أب قاسي جدا وأم سلبية جدا جدا، وفي الاخر ترميك وتمشي ويجي أبوك يلطش فيك ويهينك بدون سبب وكل ده ليه؟ عشان إحنا بنات وهو عاوز صبيان يعني شئ ملناش أي دخل فيه!، نفسي أعرف بيخلفونا ليه طالما هيمسحوا بكرامتنا الأرض بيخلفونا ليه!

جذبها إليه وقد ربت على ظهرها في حنان متابعا: كل شئ هيبقي كويس يا جميلة، مينفعش تقولي بيخلفونا ليه لأن دي إرادة ربنا يا حبيبتي، وبعدين يعني مش إنتي ديما تقوليلي ربنا عوضني بيك، معني كده إنه ربنا كريم صح؟
هزت رأسها بتأكيد، ثم تابعت وهي تتطلع إلى عمق عينيه: وأنت اللي داويت جرحي أصلا، ربنا يباركلي فيك ولا يحرمني منك.

إبتسم لها قبل أن يردف بمزاح: ولا يحرمني منك يا جميلتي بس ده ميمنعش إني عاوز أكُل بسبوسة بالقشطة والمكسرات لأزعل وأجيب ناس تزعل
ضحكت بشدة ثم قالت من بين ضحكاتها الرقيقة: من عنيا يا سولي.

في اليوم التالي..
كان مندمجا في عمله الذي تراكم عليه حيث أنه لم يأتي أمس..
في حين دلف والده بعد أن طرق الباب يقول بجدية مُصطنعه:
أهلا أهلا بالباشا اللي سابني محتاس إمبارح وقعد في البيت.
تراجع كريم بالمقعد قليلًا وهو يقول بحسرة: يارتني ما قعدت، حرام عليك يا بابا كل ده شغل!

ضحك بشدة ثم هتف: أعمل إيه بقولك كنت محتاث إمبارح والشركة بقت فوضي مش عارف مين داخل ومين خارج، شايف دلوقتي عاملة إزاي كله محترم نفسه.
ضحك كريم قائلًا بإندهاش: ليه هو حصل إيه إمبارح..
إبراهيم بجدية: حصل هرجلة وعدم نظام، إنت حاكمهم وشاكمهم بصراحة، محدش بيخاف مني أبدا.
كريم مبتسما: عشان طيب يا أبو خليل، الكل بيحبك وعشمان فيك، ربنا يباركلنا في عمرك.

إبراهيم بهدوء: ويباركلي فيك يا أبو الكرم، المهم عاوزك تكلم الواد حسام ده، عشان أنا لو كلمته بجد هطين عشته، إزاي الواد يضرب البت كده ولا كأن ليها أهل.
تنهد كريم وقال: إهدي يا بابا أنا فعلا كنت ناوي أكلمه بس أكيد سارة إستفزته ماهو مش هيعمل كده من فراغ..
إبراهيم بنفي:
لا ده عمتك كلمتني وبتقولي إنه حابسها في البيت وضربها تاني، وعشان هو صاحبك كلمه إنت تمام؟

أومأ كريم برأسه وقال متنهدا: حاضر يا بابا هخلص شغل وأروحله الشركة عشان مبيردش على تلفوناتي..
نهض والده قائلا بجدية: تمام يا كريم، يلا أنا كمان هشوف شغلي...
خرج وأغلق الباب خلفه، فمط كريم شفتيه وحدث نفسه وهو يتابع عمله:
كان مالي ومال العيلة دي ياربي، مش كفاية عليا بطتي المجنونة..
تفاجئ بالهاتف يصدح عاليا، فنظر إلى الشاشة ليفتح فاه بذهول قائلًا: مش ممكن بتيجي على السيرة..

فتح ورد عليها بهدوء: خييير يا بطتي.
آتاه صوتها الحبيب تقول بنبرة دافئة: وحشتني خالص..
ضحك وقال: وإنتي كمان، ها إنجزي عشان عندي شغل..
ردت بتذمر: حاضر، ممكن يا كريم أدخل عند هالة ولا ممنوع برضو؟
كريم بنفاذ صبر: هتدخلي تعملي إيه يا بطتي؟
أجابته بجدية: هشرب نسكافيه وأكل بسبوسة بالقشطة من اللي جميلة عملتها إمبارح، أصلها سابتلي نصيبي منها عند هالة وهالة مش راضية تدهوني فأنا هدخل أكله وبعدين...

قاطعها بصياح: باااااااااااااااس، وربنا حرام كل ده كلام، إدخلي يا حبيبتي إدخلي وسبيني أشوف شغلي سلااام..
مطت شفتيها وتابعت بإستغراب: بتزعقلي ليه دلوقتي، أنا ضايقتك في حاجة؟
قال بنفي وهو يغلق عينيه بشدة: لا هو أنتي بتضايقني، أنتي ملاك بجناحات يا بطتي يلا يا حبيبتي قومي كلي البسبوسة سلام.
ضحكت برقة وقالت بدلال: هشيلك حته يا كيمو.
أردف بنفاذ صبر: ماشي يا بطتي سلام.

ثم أغلق الخط وهو يضحك بشدة، بينما نهضت فاطمة قائلة بتذمر: مافيش مرة أكلمه إلا لما يقفل في وشي ماااشي يا كرميلة..
إتجهت صوب الباب وفتحت، وما إن خرجت حتى وجدتها تهبط الدرج، فتجاهلتها فاطمة وكادت لتتحرك لكنها وقفت حين سمعتها تقول عبر هاتفها:
أووه مقولكيش بقي يا مها على الناس البيئة اللي بتتخانق مع سواقين الميكروباصات بجد فيلجر خالص.
إلتفتت لها فاطمة تحدجها بنظرات نارية في حين تابعت مني بإستفزاز:.

تعرفي بقي إن جوز الناس دي بيقول عليها بلطجية، بجد حاجة تقرف..
تحاملت فاطمة على نفسها وتجاهلتها مرة ثانية حتى لا تفعل مشكلة مرة أخري، بينما الأخيرة لم تكف عن كلامها المستفز ذاك فقالت متعمدة إستفزازها أكثر: بس يا مها أنا نفسي أدوق الكراميلة أوووي.
في هذه اللحظة إتجهت إليها فاطمة وقد رفعت يدها لتهوي بها على صدغها ثم صاحت بغضب عارم: إخرسي يا سافلة!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة