قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس عشر

إرتدت للخلف أثر الصفعة فتعثرت قدميها معا مما أدي لسقوطها من أعلي درجات السلم لتصرخ عاليًا وقد إصطدمت رأسها بحائط السور، ففُزعت فاطمة وراحت تركض خلفها، ثم جثت على ركبتيها وهي تهتف بذعر سافر:
- إنتي كويسة، قومي متخافيش، آآ..
دفعتها الأخيرة بيدها وهي تصيح بألم:
يا حيوانة، أنا هوديكي في داهيه، اااااه..

بينما فتحت هالة بابها على أثر صياحها، وأسرعت تركض إليهما قائلة بإندهاش: إيه، في إيه، وما لبث حتى وضعت يدها على جبين مُني وهي تشهق بلهفة: إيه ده دم! هو إيه اللي حصل؟؟
بينما خرجت العمة رجاء هي الأخري مسرعة وهي تقول بتلهف: في إيه في إيه، ثم توقفت لثوان وهي تخبط على صدرها بصدمة هاتفة: يا حبيبتي يابنتي!
أسرعت تجثي على ركبتيها وهي ترفع رأس إبنتها فيما صرخت مني وتعالي بكاؤها:.

هموت يا ماما هموت، الحيوانة دي زقتني عاوزة تموتني يا ماما اااااه..
إتسعتا حدقتا عينيها وهي تنظر إلى فاطمة التي هتفت في محاولة منها للدفاع عن نفسها:
والله ما زقتها يا عمتي والله، آآ..
زمجرت رجاء مقاطعة إياها:
بس، بس، ولا كلمة يابنتي عيب عليكي بجد اللي بتعمليه ده هتموتيلي بنتي عيب عليكي يا فاطمة عيب أوي!

ذُهلت فاطمة وقد فتحت فاها بإستغراب تام، بينما ساعدت رجاء إبنتها هي وهاله حتى وقفت على قدماها، فصرخت قائلة وهي تعض على شفتها السفلي:
- مش قادرة يا ماما مش قادرة، رجلي شكلها إتكسرت...
رجاء وهي تربت على ظهرها بحنان: معلش يا حبيبتي هبعت أجيبلك الدكتور دلوقتي بس ساعدينا نطلعك فوق وأنا ليا كلام تاني مع كريم لما يجي عشان كده كتير أوي...

صعدت معها بصحبة هالة حيث ساعدتاها الإثنتين، بينما وقفت فاطمة تمسح على رأسها بضيق شديد، وهي تلعن حظها ومني معا...

بعد مرور ساعة...
طرقت السكرتيرة باب حجرة المكتب الخاص بحسام وأخبرته أن هناك شخص يُسمي كريم يريد مقابلته، فنهض قائلًا بإيجاز:
دخليه.
خرجت السكرتيرة ليدخل كريم، فأقبل حسام مرحبا به:
أهلا وسهلا يا كريم نورت الشركة.
رفع كريم أحد حاجبيه وهو يقول بجدية:
أهلا يا حسام، يا اللي عاملي فيها راجل مهم ومبتردش على مكالمتي!

إبتسم حسام بخفة وراح يجلس على كرسيه بينما جلس كريم قبالته قائلًا بهدوء: أفهم بقي فيه إيه لكل ده؟
قال حسام متنهدا:
تشرب إيه الأول؟
حرك رأسه نفيا ثم تابع بنبرة جادة: مش عاوز أشرب، إنت عارف أنا جايلك ليه خلينا ندخل في المفيد.
إبتسم متهكما وتابع: وإيه المفيد؟
رد عليه بحزم: كلمني عدل يا حسام، وبلاش تخلينا ندخل السخرية في الكلام، طبعا أنا جايلك بخصوص سارة اللي أنت ضربتها وحبستها ولا كأن ليها أهل.

نهض حسام من مقعده ثم راح يجلس بالمقعد المقابل له وقال بجدية تامة:
واللي قالك إني ضربتها مقالكش إنها بتهزر مع زميلها في الشغل بطريقة منحطة؟ ومقالكش إنها بتعلي صوتها عليا وبتعاند فيا، مقالش إنها مهملة في بيتها عشان خاطر الزفت الشغل! طبعا محدش هيقول كده، هيسيبوا الموضوع كله ويمسكوا في حسام ضرب سارة !
أخذ كريم نفسا قويا قبل أن يستند بمرفقيه على ساقيه، وقال بهدوء:.

وأنت كده عملت الصح يعني؟ مين قالك إن المشاكل بتتحل بالضرب؟ بالعكس إنت كده بتعقد الأمور أكتر..
حسام وقد إنفعل قليلًا:
أعالجها إزاي يعني؟

إبتسم كريم وتابع: بالعقل يا أستاذ حسام، مش بالدراع، هي غلطانة في مليون طريقة غير الضرب إنما العنف ده متزعلش مني أسلوب الهمجية المتخلفين المجردين من الدين، لا شرع ولا دين قالك لو مراتك علت صوتها عليك إضربها، وعاشروهن بالمعروف يا حسام، لو بتحبها حاول تعالج منها أما لو مبتحبهاش فده موضوع تاني والحل الوحيد هنا يكون الإنفصال لأن مفيش علاقة تدوم من غير حب!

صمت قليلًا ثم تابع بضيق: ما هو إنت يا كريم مش هتحس بحاجة وأوعي تقتعني إنك لو شوفت مراتك بتهزر مع راجل غريب مش هتضايق ولا هتتصرف بنفس الطريقة اللي أنا إتصرفت بيها!

أومأ برأسه موافقًا وقال: هتضايق جدا طبعا وهطين عيشتها كمان، هحبسها في البيت، هخاصمها شهر شهرين، وأسمعها برضو مش هجلدها يعني، على فكرة مش بقولك إنك غلطان بس تصرفك مش صح، أنا عارف كويس جدا إن سارة تصرفاتها كلها غلط في غلط وإن هي فعلا مهملة فيك وأنت مش مقصر معاها وبتحبها رغم كل ده، بس كل اللي هي فيه ده ليه أسباب ومش من فراغ، ولو إنت شايف إنك فعلا مش عارف تعيش معاها وان الحياة مستحيلة إنفصل بدل ما تعقد الدنيا أكتر وأكتر، بإختصار يا تعالجها يا تبعد عنها..

مسح حسام على رأسه ثم قال بحدة:
وإشمعني هي، ما إخواتها كانوا نفس ظروفها ومع ذلك مش زيها، هي مراتك بتعمل كده يعني؟
ضحك كريم قائلًا في محاولة منه لتهدئته:
لا بتعمل أنيل من كده، كل يوم مشكلة جديدة، طب قولي إنت مراتك إتخانقت مع سواق ميكروباص قبل كده؟

رفع حاجباه مندهشا، فتابع كريم ضاحكا: شوفت تنحت إزاي، عادي أي حد ميعجبهاش بتضربه، عندها فوبيا من الناس الشريرة، مبتقدرش تشوف الغلط وتسكت، فبدل ما تنصح الناس اللي بتغلط دي بتضربهم..
ضحك حسام رغمًا عنه وهو يضرب كفا على كف، بينما قال كريم متنهدا:.

ودي برضو مشكلة وبعاني منها معاها بس بحاول أعالجها، سهل جدا إني كل يوم أضربها قلمين مفيش أسهل من كده لكن كده أنا هدمرها أكتر كأني بقولها أيوة كل الرجالة زي أبوكي كلهم جبروت وقسوة واللي عايزو هتعمليه ورجلك فوق رقبتك، تعرف لو بصيت لتلاته هتلاقي كل واحدة منهم بتعاني من حاجة معينه والسبب في ده أمهم وأبوهم مش حد غيرهم..
إقتنع حسام ولكنه لا يزال يشعر بالضيق، فتابع كريم حديثه:.

حاول، إديها فرصة تانية، لقيت نفسك مش قادر تكمل بجد أنا اللي بقولك إنفصل بس أنا واثق إنك هتقدر تعالجها وتخليها تسمع كلامك بدون عنف، اللي أنا أعرفه إن الست محتاجة كلمة حلوة هتبقي معاك مفيش بعد كده، جرب مش هتخسر.
أومأ حسام برأسه وقال في هدوء: ماشي.
كريم بمزاح: طب إفرد وشك ده وتاني مرة ترد عليا لما أكلمك عشان معملش معاك الجلاشه.

إبتسم حسام متابعا: معلش متزعلش مني بس بجد كنت مخنوق، قلبك أبيض يا أبو الكرم.
نهض كريم قائلًا بمرح: ماشي يا عم، المهم تركز كده في اللي قولتهولك، سلام أنا بقي.
نهض هو الآخر قائلًا بإبتسامة: برضو مشربتش حاجة..
كريم بجدية:
مش مهم خليها مرة تانية يا حس.

- إنتي زقتيها فعلا يا فاطمة؟
سألتها هالة بجدية، في حين قالت فاطمة نافية بثبات:
لا يا هالة مزقتهاش وهي بتكذب أنا ضربتها بالقلم بس والله إنما هي وقعت لوحدها.
هالة وقد إرتفعا حاجباها بدهشة: بالقلم بس! لا كده إنتي زي الفل يا بطوطة ده إنتي ليلتك فل النهاردة عمتو زعلت منك أوي وإتصلت ب بابا وبابا زعل ولسه لما كريم يعرف وأحمد ربنا يستر بقي.
فاطمة وقد شعرت بالوجل قليلًا:.

هي اللي خلتني أضربها إنسانة مستفزة وحقودة، تعرفي كانت بتقول إيه؟ كانت بتقول نفسي أدوق الكراميلة السافلة المنحطة دي..
هالة بمزاح: أوووه، لا بجد زودتها بس يمكن نفسها في كراميلة فعلا يا بطة!
زفرت فاطمة بحِنق ثم تابعت: يوه يا هالة متهزريش عشان أنا مخنوقه أوي أنا معرفش ليه عمتي أخدت مني موقف كده.

إستكملت هالة بجدية: ما هي بنتها برضو يا فاطمة وزي ماانتي شايفة كده كذبت عليها وقالت إنك زقتيها وعاوزة تموتيها، إعذريها يا بنتي.
بينما كان يصعد أحمد الدرج فهبت هالة واقفة وإتجهت إليه فسألها بقلق: مالها مني يا هالة في إيه؟
أجابته هالة بجدية: إهدي يا أحمد متخافش هو..
قاطعها وهو ينظر إلى فاطمة بغضب: هي فاطمة فعلا زقتها من على السلم؟!

حركت هالة رأسها بالنفي وأجابته بخفوت: لا لا يا أحمد هي اللي وقعت لوحدها.
تركهما وصعد إلى الأعلي، فعقدت فاطمة ما بين حاجباها وهي تقول بحنق: هو جوزك بيبصلي كده ليه أووف يارتني ما شوفت وشك يا مني الزفت..!

دلف أحمد إلى غرفة شقيقته ليجدها ممددة على الفراش وقدمها اليمني ترتفع قليلا عن مستوي الأخري بينما رأسها تلتف بالشاش الأبيض ووالدتها تجلس إلى جانبها فإقترب أحمد بذهول يسألها: فاطمة عملت فيكِ كل ده!
قالت رجاء بتنهيدة:
أيوة يا أحمد، مش عارفه إيه اللي حصل بينهم خليتها تزقها كده..
صاح أحمد بغضب: عملتي إيه يا مني؟

مني ببكاء: والله ما عملت حاجة خالص يا أحمد، إنت عارف إنها بتكرهني وإستفردت بيا على السلم وضربتني بالقلم وزقتني وقعت، حسبي الله ونعم الوكيل.
زفر أحمد أنفاسه ثم جلس قائلًا بحدة: يعني هي عملت كده من غير ما تعمللها حاجة مش معقول يا مني!
مني من بين بكاؤها: صدقني يا أحمد، أنا معملتش حاجة أنا عارفه إن كلكوا هتصدقوها زي كل مرة، كل ده عشان أنا يتيمه مليش أب الله يرحمك يا بابا كان زمانك جبتلي حقي منهم..

أحمد معاتبا: إيه الهبل اللي بتقوليه ده! أنا مش هعدي الموضوع ده على خير، ماشي يا فاطمة.

ترجل كريم من سيارته بصحبة والده إبراهيم، ثم صعدا الدرج وهما يتمازحان كعادتهما دائما، حتى وصلا إلى الطابق العلوي ليجد كريم زوجته تجلس بصحبة شقيقته على إحدي درجات السلم..
فعقد حاجباه بإستغراب، وقال بجدية: في إيه قاعدين هنا ليه.
نهضتا معا لتقول هالة بهدوء: مفيش أصل في حاجة كده حصلت بس أرجوك متتعصبش يا كريم.

نظر كريم إلى زوجته التي تطالعه بخوف، فعلم على الفور أنها فعلت مصيبة أخرى جديدة، فراح يسألها بنفاذ صبر: في إيه يا فاطمة؟
تابعت هالة بحذر: أصل مني وقعت من على السلم النهاردة ورجلها إتكسرت و، و ف فاطمة ضربتها بالقلم وعمتي زعلانه والدنيا بايظة خالص بصراحة.
أغلق عينيه بشدة وهو يرفع رأسه للأعلي هاتفا: ياربي، منك لله يا فاطمة، أقسم بالله حرااااام عليكِ.

بينما قال إبراهيم بعتاب: ليه كده يا فاطمة، ماتسمعي الكلام بقي يا بنتي وبلاش عداوة بينك وبينها..
فاطمة وقد لألأت عينيها بالعبرات:
والله يا عمي هي اللي إستفزتني خالص، وأنا ضربتها بس بالقلم لكن مزقتهاش أقسم بالله..
هز كريم رأسه بيأس وقال بمنتهي الهدوء وهو يقترب منها:
مافيش فايدة صح؟، يعني أعمل فيكِ إيييييه؟ أحبسك في أوضة لوحدك، ولا أرمي نفسي من البلكونة وأموت كافر عشان تستريحي؟

إصطدمت بالحائط من خلفها، ثم إنفجرت باكية وهي تقول من بين شهقاتها: و، والله يا كريم آآ...
قاطعها وهو يصرخ في وجهها: بس، بس بلي كريم بلا زفت، مفيش ولا كلمة بتسمعيها وعمالة تتصرفي من دماغك..
إقترب والده يهدئه: بس يا كريم إهدي إما نشوف إيه اللي حصل الأول..
كان أحمد يهبط الدرج في هذا الحين، ليهتف بغضبٍ سافر:
اللي حصل يا خال، إن فاطمة هتموت مني أختي في أي مرة من المرات، ياااه للدرجة دي بتكرهيها يعني؟

إبراهيم بجدية: إيه اللي بتقوله ده يا أحمد، إهدي كده وإعقل..
أشار أحمد بسبابته إلى فاطمة وهتف في توعد: تعرفي لو إتعرضتلها تاني، محدش هيقفلك غيري وإن كانت هتبقي ملطشة ليكي ومفكرة إنها ملهاش حد يدافع عنها تبقي غلطانة!
تدخل كريم في هذه اللحظة قائلًا بصوت جهوري: إيه ده، ما تيجي تاخدها قلمين أحسن يا أحمد بيه، مينفعش كده يا راجل..!
أحمد وقد إعتلي صوته أكثر:.

مش معني إني ساكت وبقول مش مهم ما هي أختي بتبقي غلطانة إن مراتك تسوق فيها يا كريم باشا!
وضع كريم كلتي يديه في جيب بنطاله قبل أن يهتف بجمود وهو يقول:
طب ما تلم إنت أختك وتبعدها عنها وهي مش هتقرب منها، ما هي أكيد إستفزتها كعادتها..
أحمد صائحا: يبقي تيجي تقولي وأنا أجبلها حقها مش شغل بلطجية هو، وبعدين أنا هلم أختي وإنت كمان أحكم مراتك و...

قاطعه إبراهيم وهو يصيح به غاضبا: بس لحد هنا وكفاية إيه هتتخانقوا قدامي مش مالي عينكم أنا!
إلتفت كريم إلى والده يقول بجدية تامة: فعلا يا بابا لحد هنا وكفاية أوي، أنا هحكم مراتي على رأي أحمد، ومن اللحظة دي أنا هرجع شقتي القديمة وسايبلكم البيت باللي فيه هنبعد خالص عشان لا تقولوا فاطمة عملت ولا سوت...

أنهي حديثه وجذب زوجته بعصبية تامة ثم فتح الباب ودخل بصحبتها صافقا الباب خلفه، في حين نظر إبراهيم إلى أحمد في عتاب وقال وهو يصعد الدرج: إرتاحت كده يا أخويا كان لازم يعني تقوله أحكم مراتك أوف عليك أنت وهو يا شيخ!

جلست تبكي وهي تدفن وجهها بين كفيها بينما هو إستمر في تعنيفه لها بشدة..
- عاجبك كده؟ عاجبك اللي حصل دلوقتي، شوفتي وصلتينا لفين، أهو طلعت مش عارف أحكمك، غبيه وهتفضلي طول عمرك غبيه..
رفعت رأسها إليه لتقول من بين دموعها:
هي مش كويسة وهي السبب في ده كله مش أنا هي اللي بتخليني أعمل كده خليها تغور بعيد عني بقي.

صر على أسنانه بشدة ثم تابع بتوعد: الكلام مش جايب معاكي نتيجة نجرب بقي نمنع الكلام أحسن يمكن تتعدلي من دلوقتي لساني مش هيخاطب لسانك أبدا يا فاطمة..
حاولت أن تتكلم إلا إنه صاح بها مجددًا:
مش عاوز أسمع صوتك خالص، وإتفضلي قومي جهزي نفسك عشان هنمشي من هنا يلا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة