قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والثلاثون

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والثلاثون

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والثلاثون

رحب إبراهيم بضيوفه الذين حضروا للتو من محافظة المنوفية، ترحيبا حارا على أكمل وجه..
تقدم عواد إليه يصافحه بحرارة:
إزي حضرتك يا عم إبراهيم..
إبتسم إبراهيم وصافحه بدوره قائلًا:
بخير يا عواد، إتفضل..
جلس عواد وعن يمينه والده الحاج عبد المقصود، بينما عن يساره والدته السيدة صباح...

في حين رحبت السيدة رجاء بهم أيضًا وكلا من هالة وجميلة في جو مرح بضحكات خافتة، وجاء دور فاطمة التي كانت سعيدة للغاية بوجودهم فأخيرا ستتزوج مُني وتتركها وشأنها هي وزوجها...
أردفت فاطمة بإبتسامة عريضة وهي تقبل على السيدة صباح:
أهلا وسهلا يا حاجة، ده إنتي منورانا ومشرفانا..
ردت عليها صباح بإعجاب ورضي من ترحيبها:
تعيشي يا حبيبتي..
إنتقلت فاطمة ببصرها إلى الحاج عبد المقصود ترحب به أيضًا:.

منور يا حاج عبد المقصود، بجد منور..
رد عليها بهدوء: بنورك يابنتي..
لم تكتفي بكم الترحيبات تلك، لتقول موجهه حديثها لعواد:
منورنا يا أستاذ عواد..
إبتسم عواد بمجاملة، في حين رمقها كريم بنظرات قاتلة وهو يضغط على أسنانه غيظا منها، فتنحنحت بحرج وراحت تجلس إلى جواره بتوتر، ضحكن الفتيات عليها ضحكات خافته..
بينماتوعدها كريم وهو يميل عليها قليلًا:
حسابك معايا بعدين، ماشي..
حدثته بصوت منخفض:.

وأنا عملت إيه، برحب بالناس الله يا كريم
وكزها في ذراعها هامسًا بصرامة: إخرسي، إياك أشوفك بتتكلمي مع حد تاني..
حركت كتفيها بلا مبالاه وقالت هادئة:
أوك يا كرميلة..!
كز على أسنانه بغيظ وإنتبه للحاضرين ليتشارك معهم في الحوار..
وفي الداخل كانت مُني تقف أمام المرآة تعدل من ثيابها وعلامات الحزن ترتسم بوضوح على قسمات وجهها، توجهت أمها إلى داخل الغرفه وهي تقول بحزم:
يلا عشان تخرجي للناس..

نفخت مني بغضب، وتوجهت مع أمها إلى الخارج، ما إن رأتها فاطمة حتى قالت متعمدة مضايقتها:
إهي العروسة جات، زغروطة يا بنات..
عضت مني على شفتها السفلي بحنق وهي ترمقها بنظرات ناريه، فغمزت فاطمة لها بمزاح:
منورة يا عروسه..
وصمتت حين وكزها كريم مرة أخري بعنف، فإبتلعت حروفها بخوف..
تحركت مني إلى السيدة صباح فنهضت تصافحها وهي تتمعن النظر إلى وجهها:
أهلا يا حبيبتي، زي القمر ما شاء الله...
ردت مني بضيق: أهلا وسهلا..

وألقت نظرة على عواد سريعة هو ووالده لتجلس جوار خالها إبراهيم بعد ذلك..
نظرت إلى عواد هذه المرة بتركيز، فكان عواد شاب في أواخر عقده الأربعين (ما يقارب ال 37 عام)..
ذا بشرة سمراء بملامح رجولية مصرية، وهيئته شامخة، لا تنكر أنها أعجبت بشكله نوعا ما ولكن ملابسه لم تعجبها مطلقا، ويبدو أنه لا يفهم بالذوق هكذا حدثت ذاتها دون أن تتعرف عليه..!

هو أيضًا كان ينظر لها بتمعن وقد لمح نظرة الغرور الواضحة بعينيها، ولكن هناك شيئًا ما أعجبه بها..
بعد مرور ساعة كاملة من الحديث من كلا الأطراف قرر إبراهيم تركهما للتحدث بإريحة أكثر..
بالفعل نهضوا جميعًا ولم يتبقي سواهما، طال الصمت بينهما، حتى شعر عواد بالضجر من صمتها المبالغ فيه، قال بجدية تامة:
نحب نتعرف يا آنسة..؟
نظرت له من أسفله حتى أعلاه وهي ترد بتهكم: آنسة!
رمقها نفس النظرة الساخرة وقال:.

أومال أقولك إيه، هو إنتي مش آنسة برضو ولا أنا متهيألي، وبعدين مالك شايفة نفسك كده ما تتكلمي عدل يا آنسة أنتي!
توسعت عينيها بصدمة من حديثه الجرئ: نعم، إنت إيه الأسلوب البلدي ده، إنت إزاي تكلمني كده، يا إسمك إيه!
عواد بصرامة: إسمي عواد، ده إنتي غريبة أوي!
تأففت مني وهي تضغط أسنانها بغضب، تابع عواد بجدية: ها هنفضل كده كتير يا إسمك إيه..!
مُني بحنق ؛ إتفضل عرفني إنت عليك، خلصني!

رمقها بنظرات حانقة، ثم تابع محاولا ضبط أعصابه:
إسمي عواد، 37 سنة، بشتغل في مصنع بلاستك مع أبويا والمصنع بتاعتنا ملكنا..
سألته بتأفف: ومؤهلك إيه؟
أجابها بثبات: دبلوم زراعة..
لوت شفتيها ساخرة: دبلوم!، إنت عارف أنا مؤهلي إيه، أنا خريجة كلية هندسة، ده غير الكُرسات إنجلش وفرنش..
رفع عواد أحد حاجبيه ورد عليها بثقة:.

بيقولوا إن الأدب فضلوه عن العلم يا متعلمة يا بتاعة الجامعات، وإن تاج البنت حيائها صحيح مهم جدا تتعلم ويبقي معاها شهادة، بس لو معاها شهادة وأخلاقها زفت يبقي في داهية الشهادة وفي داهية العلام، ولا إيه رأيك يا متعلمة؟
توهجت عيني مُني بحمرة الغضب، شعرت أنه يقصدها بكل كلمة وكل كلمة موجهه إليها، تماسكت وقالت بعجرفة:
وبرضو المش متعلم ده يبقي جاهل ومبيفهمش حاجة وغبي..
ضحك متهكما:.

متهيألك كده، ياما ناس ما دخلوش مدارس من أصله ومثقفين، الحياة قادرة تثقف البني آدم، الشاطر هو اللي يتعلم من الحياة، العلم نور ما هو العلم مش بس في الجامعات والمدارس، العلم ممكن يكون في حاجات تانية، انا الحمدلله بعرف أقرأ وأكتب. إتعلمت من قراية الكتب حاجات كتير وأولهم كتاب الرحمن، القرآن الكريم، وحافظ كتير كمان، تقدري إنتي تقوليلي حافظة كام سورة من كتاب الله..؟

صُدمت من سؤاله المفاجئ، توترت وإرتبكت، إبتلعت ريقها الذي جف فجأة وأجابته بتلعثم:
وإيه، إيه لازمة السؤال ده، هو احنا بنتكلم في إيه وإنت في إيه..
تابع عواد بحزم هادئ:
أنا بقول الصح ولا إنتي بتهربي من إجابة السؤال يا متعلمة..؟ من الواضح كمان إنك معندكيش ذوق والعلام بتاعك ده مش أكتر من ورقة شيلاها في الدرج، عشان لو متعلمة زي ما بتقولي كان بقي أسلوبك أحسن من كده بكتير..

كانت تعتقد أنه لا يفقه بالذوق كلا هي من لا تفقه شيئًا عنه..
لم تجد كلمة ترد بها عليها، فقد واجهها بحقيقتها، ما فائدة العلم والجمال دون أخلاق؟!، لا قيمة ولا فائدة لطالما إنعدم الخُلق...
تحدثت مني مرة أخرى بضيق واضح:
إنت إزاي تكلمني كده أصلا!، وإزاي تقول عليا معنديش ذوق؟

مط شفتيه وتابع بهدوء: والله ده الواضح، الجواب بيبان من عنوانه، وإنتي كلامك كله عجرفة وغرور، وتكبر أوعي تفتكري إن دي حاجة حلوة وجميلة، أبدًا والله تعرفي الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال إيه..؟
نظرت له بعدم فهم وعينيها تتساءل، تابع عواد بنبرة هادئة:
قال صل الله عليه وسلم..

إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المُتشدقون، قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون ما المُتشدقون؟ قال المُتكبرون
الرسول ماقلش هنا أكثركم علما أو منصبا، لا قال أخلاقا وده يدل على إن الأخلاق والأدب أهم من أي شئ، سمعتي عن الحديث ده قبل كده..؟

دمعت عينيها حرجا، وتلون وجهها خجلا، ثم أطرقت رأسها خزيا، هي لم تعرف شيئًا عن دينها، لم تهتم مسبقا بمعرفة أخلاق دينها فقط تركض خلف أمور دنيوية ليس بها منفعة، تعلمت ولم تتعلم شيئاً فما الفائدة؟، وها هو صاحب المؤهل البسيط يُعلمها ما لا تعلمه...
خيم الوجوم عليهما، هي مطرقة رأسها وهو ينظر لها بإستغراب، أين ذهبت المتعجرفة التي كانت تحدثه منذ قليل..؟
شئ بداخلها تحرك، ذاك العواد أحيا شئ غافلا بداخلها..

سألها بجدية:
مالك؟
لم ترفع رأسها ولم ترد، إنما نهضت راكضة إلى غرفتها دون أن تنبس ببنت شفه..
عقد عواد ما بين حاجبيه بدهشة، لاحظ إبراهيم ذلك فإتجه إليه متسائلا: إيه اللي حصل يا عواد..؟
أجابه عواد بهدوء:
كنا بنتكلم وهي قامت فجأة كده، مش عارف إيه السبب..!
توجهت العمة رجاء خلفها وهي تسألها بقلق: في إيه، بتعيطي ليه؟

دفنت رأسها في الوسائد وإنخرطت في بكاء حار، بكاءا لم تبكيه من قبل، لم تشعر بتلك المشاعر الغريبة عليها لم تشعر بالضعف بقدر ما أشعرها عواد...
دلف إبراهيم أيضًا إلى الغرفة يسألها:
في إيه يا مني إيه اللي حصل فجأة..؟
لم تجيب على أحد فقط بكاء متواصل، بعد عدة محاولات منهم لم تنطق بحرف أيضًا، فخرج إبراهيم يعتذر ل عواد وعائلته، وإتفق معهم على إخبارهم بموافقتها عبر الهاتف، وتفهم عواد الأمر ورحل بصحبة والديه...

ليتركوا بعد ذلك مني بغرفتها وحيدة، وخرجوا إلى ردهة الشقة، تساءلت هالة بعدم فهم:
هو إيه اللي حصل يا بابا..؟
أجابها إبراهيم بتنهيدة: والله ما أنا عارف يا بنتي، لما تهدي تبقي تحكيلنا..
قالت رجاء بضيق:
يمكن اللي إسمه عواد ده قالها حاجة تزعلها يا إبراهيم!
إبراهيم بنفي:
لا ما إعتقدش يا رجاء، الولد كويس وبعدين لو عمل حاجة بنتك ما شاء الله مابتسكتش وكنا سمعنا حسها..

- يا عمو ده دلع ماسخ، هي بتعمل كده عشان ترفض العريس وتصعب عليكم، دي مابتحسش أصلا!
قالتها فاطمة بغيظ وصوت عال بعض الشيء، فقالت رجاء بجدية:
ما كفاية بقي يا فاطمة، ما تتكلم يا كريم!
جذبها كريم من ذراعها ناحيته وقال بصوت جهوري:
معلش يا عمتي، أنا غلطان إني طلعتها أصلا، يلا عن إذنكم..
ثم نادي على صغاره هاتفا: يلا يا إبراهيم هات أختك وتعالي..

ركض الصغار نحوه وهبطوا الدرج معا متجهين إلى شقتهم، توترت فاطمة من ملامحه الغاضبة وعاتبت نفسها على ما تفوهت وما فعلت لتغضبه هكذا...
أغلق باب الشقة وذهب إلى غرفته بصمت، بينما ذهبا الصغار إلى غرفتهما وذهبت هي خلفه بخوف، وقفت أمامه وكادت تحدثه، فإلتفت لها بحركة مفاجئة جاذبا إياها من خصلات شعرها صائحا بغضب:.

هو أنا كلامي ما بيتسمعش ليه..؟ ولا لما بكون بكلم بنتي الصغيرة، دي بسملة ما بتعملش اللي إنتي بتعمليه، عاوزة توصلينا لايه؟ عاوزني أمد إيدي عليكي وترجعي تعيطي أنا معنديش مانع، وإنسي بقي كريم الحنين اللي عمال يطبطب ويدلع..
تألمت من قبضته على شعرها فأخذت دموعها مجراها فوق وجنتيها، ثم قالت بضعف من بين شهقاتها:
أن أنا ب بسمع كلامك..
صرخ بها:.

والله، واللي بتعمليه ده ايه؟ عمالة تتكلمي مع الناس ولا كأني قاعد أساسا، رغي مع ده ودي وده وجيبالي الكلام ديما أقولك متقوليش تقولي ماتعمليش ده تعملي، كل ده وبتسمعي كلامي؟
تعالت شهقاتها وإزدادت دموعها بتدفق تركها بعصبية وهو يبعدها عنه، حاولت أن تقترب منه، فإبتعد محذرًا: إبعدي عني..

ثم تركها وترك الغرفة وغادر الشقة بأكملها، هتفت منادية عليه لكنه لم يسمع لتوسلاتها وهبط الدرج ليستقل سيارته وينطلق بها سريعا...

في المستشفى
كان يجلس أمامها وهو يطعمها بيده، بينما هي تتناول من يده بصمت وإبتسامة صغيرة تحتل ثغرها...
لتهمس بخفوت:
الشقة وحشتني وزهقت من المستشفى أوي..
رد عليها مبادلا إياها الإبتسامة:
الشقة بس اللي وحشتك؟
تورد وجهها بحياء وصمتت مرة أخرى، فمازحها قائلا:
يا سلام على الأدب والخجل، ايه الوداعة دي..؟
رفعت حاجبيها وهي تضحك بخفوت:
يا سلام هو أنا ماكنتش مؤدبة..
- كنتي عنيدة ومطلعة عيني..

- بس كنت بحبك وبأموت فيك
-كنتي؟
- كنت ومازلت وسأظل..
ضحك بمرح وهو يقول من بين ضحكاتهُ:
ماشي يا ست المثقفة، ثم صمت ليواصل متنهدا: المهم عندي إن ربنا يرزقنا بالذرية الصالحة..
حملقت به بإرتباك، ثم قالت بخفوت: إن شاء الله.
قطب جبينه وسألها بقلق:
مالك؟ إنتي لسه مش عاوزة تخلفي مني؟
أردفت بنفي: لا والله يا حسام أبدا، نفسي طبعا، هو أنت مسألتش الدكتور هخرج إمتي..؟

قال وهو ينظر إليها بحيرة: بكرة يا سارة، قالي بكرة..
أومأت برأسها وهي تتطلع إلى عينيه الحائرتين، تخاف ضياعه من بين يديها مرة أخرى، فبحكم عملها هي تعلم أن تناول حبوب منع الحمل قبل الإنجاب من المحتمل أن تسبب عُقم، ويا لها من صدمة جديدة سيتلقاها حسام!

-يعني يا إسلام العملية مش هينفع تتعمل في مصر؟
قالت جميلة هذه العبارة وهي تنظر إلى زوجها بإهتمام، فأجاب عليها نافيا:
للأسف لا يا جميلة، الدكتور قال لازم تتعمل في روسيا لان الإمكانيات هنا محدودة..
تنهدت جميلة قبل إن تردف:
حيث كده بقي، أحضر حاجتنا ده يا دوبك هانت..
أمسك كف يدها وأخبرها بهدوء:
إنتي مش هينفع تيجي معايا، إنتي هتقعدي مع سارة وكمان مش هينفع أبهدلك معايا في السفر..
إعترضت بشدة:.

نعم؟، إنت عاوزني أسيبك تسافر لوحدك وأنا أفضل على نار هنا؟ لا يمكن طبعا..
حرك رأسه برفض قاطع:
مش هينفع يا جميلة ماتحاوليش، أنا مش هينفع أخدك معايا في بلد معرفش فيها حاجة، ولما أدخل العمليات إنتي هتكوني فين؟ لا طبعا مستحيل..
جميلة بضيق:
يعني هتسافر لوحدك ولا إيه..؟
أجابها مبتسما:.

أكيد لا، أنا إتفقت مع كريم، هنسافر إحنا الإتنين، بابا عرض عليا يجي معايا بس أنا مش عاوز برضو عشان لو العملية فشلت ماتتصدموش و...
قاطعته وهي تضع يدها على فمه: بالله عليك ما تقول كده بإذن الله هتنجح وهتشوف...
أومأ برأسه موافقًا ولكنه خائفا قلقا للغاية فماذا تُخبئ له الأقدار...

بعد مرور ثلاث ساعات كاملة عاد إلى البيت مرهقا، وجدها تبكي وحيدة في الشرفة منذ إن تركها وهي على هذا الحال، دموعها لم تجف ولم تتوقف، إقترب منها فإنتفضت مجرد إن شعرت به، نظرت له بعينيها الحزينتين، عاتبته دون كلام فقط من النظرة عاتبته، ..
سألها بخشونة:
مانمتيش ليه؟
لم ترد عليه، فكرر بنبرة أكثر حدة: إنطقي!

أيضًا لم ترد وخرجت من الشرفة متجهه إلى الغرفة، أسرع خلفها وهو يجذبها من ذراعها إلى حضنه مباشرة، همس بحنان:
ماتزعليش، إنتي اللي عصبتيني، ميت مرة أقولك إسمعي الكلام وإنتي ولا إنتي هنا!
إستكملت واصلة البكاء خاصتها وهي تتشبث به وتهتف بصوت متقطع:
إن إنت، ش شدتني من شعري، أول، مرة، تعمل كده!
مسح على شعرها، ثم قال بتنهيدة عميقة:
حقك عليا، بس إنتي غلطانة، وبتضيعي حقك ومتهورة، عمرك ما هتعقلي أبدًا صح؟

أغلقت عينيها بصمت، فأبعدها عنه قليلًا وراح يمحي دموعها برفق ثم قال بحزم هادئ:
إسمعي كلامي، عشان مابحبش أزعلك، ماشي؟
أومأت برأسها وهي تقول بتذمر: طيب..
ضحك وأخرج من جيب بنطاله علبه صغيرة لونها أحمر داكن قطيفه، رفعها أمام وجهها، فنظرت له بحيرة وهي تسأله بفضول: إيه ده...؟
فتح العلبة وأخرج منها قلادة ذهبية لامعة تأخذ شكل الوردة الرقيقة...
وقف خلفها كي يستطيع وضعها حول عنقها، وراح يهمس بحب:.

دي هدية عيد ميلادك، فكرتيني نسيت..؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة