قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي والثلاثون

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي والثلاثون

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي والثلاثون

تحرك ناحيتها وهو في حالة صدمة أيضًا، ثم إلتقط المنديل من يدها وهو يحدق فيه مرددا بذهول:
إيه ده؟
صرخت به:
أنا اللي بسألك ده إيه؟ جاوبني دلوقتي حالا؟!
إحتدت نظرة عينيه وهو يهتف بجمود:
معرفش طبعا ده إيه، أنا زيي زيك لسه شايفه دلوقتي حالا!
كتفت ذراعيها أمام صدرها وتابعت بضيق شديد:
وده بقي جه في جيبك إزاي!؟ أحب أفهم، فهمني؟
أردف بنفي: معرفش جه إزاي..
وضعت يديها بمنتصف خصرها هاتفة بغضب:.

أومال مين اللي يعرف يا أستاذ؟ أنت بتخوني؟
لألأت عينيه بغضب وهو يجذبها من ذراعها قابضا عليه بشدة:
لمي نفسك يا فاطمة وحاسبي على كلامك، متخلنيش بجد أقلب عليكي وأوريكي الوش اللي إنتي عرفاه كويس!
دمعت عينيها على الفور وهتفت متذمرة:
وكمان بتزعقلي، أنا عاوزة أعرف المنديل ده بيعمل في جيبك..
دفعها بعصبية وهو يصيح بها:
أكيد حد حطه في جيب الجاكيت مش أنا كنت مع واحدة يا هانم!

كانت تهز ساقها بعصبية تامة والغيرة تعميها رغم أنها تعلم صحة كلامه بل هي متيقنة..
تابع بصرامة مخيفة وهو يقترب منها:
ولا إنتي عندك شك إني بخونك؟
قالت بلا وعيٍ منها:
معرفش، كل شئ جايز..
توسعت عينيه بصدمة وهو يرمقها بنظرات قاتلة، لتتنحنح بحرج:
مش قصدي والله، بس أنا مش قادرة هموت من اللي بيحصل ده قدر موقفي..
رد عليها بغضب شديد:.

أقدر موقفك وإنتي بتتهميني بالخيانة؟، إنتي عارفة معني إن أخونك يعني أزني، الخيانة يعني زني، شيفاني راجل مبخافش من ربنا!
أطرقت رأسها للأسفل بخجل، ثم تفوهت معتذرة: أنا آسفة ماكنتش أقصد أقسم بالله، بس أنا الغيرة بتعميني وتخليني مش عارفه أنا بقول إيه، خلاص حقك عليا..
صاح بحزم:
بلا حق بلا زفت بقي، كل شوية تتجني وتتكلمي من غير تفكير، لو معندكيش ثقة فيا يبقي ننفصل أحسن..
شهقت بعنف وهي تقترب منه بصدمة:.

إنت بتقول إيه؟ إزاي تقول كده، طبعا بثق فيك وأموت من غيرك أرجوك متقلبهاش دراما بقي.
تابع كريم وهو يبتعد عنها مجددًا:
عشان دلعتك سوقتي فيها، عشان تهاونت معاكي كتير، قولتي مهما أعمل هضحك عليه بكلمتين وأصالحه وهو هيسامحني!
تجهمت ملامحها بشدة وهي تتوسله:
يا كريم خلاص حقك عليا مكنتش أقصد والله العظيم إنت أغلي عندي من حياتي..
رمقها بنظرات جامدة قبل إن يفتح باب الغرفة ويخرج منها، لتركض خلفه قائلة بعصبية:.

إنت رايح فين!
فتح باب الشقه وقال قبل ان يخرج بصياح: رايح في داهية.
خرج وصفق الباب خلفه تاركا إياها تبكي وتنادي عليه من بين بكاؤها، لتلعن حظها ومُني معا...

تحركت شفتيها ترسم حروف الإسم بهيمان، باسل من أين ظهر لها ذلك الشاب الوقور ذا الأخلاق العالية الذي صرح لها مباشرة عن إعجابه بها ومدي رغبته في التقدم إلى خطبتها..
كانت فجر شاردة وتائهة بين مشاعرها التي لم تشعر بها من قبل، تلك المشاعر التي حركت شئ ما داخل قلبها..
إبتسمت بعفوية حين تذكرت جملته الأخيرة.

مش هينفع أصرح بحبي ليكي، بس اللي أقدر أصرح بيه إني عاوز أعيش معاكي بالحلال، وبعدها هصرح باللي في قلبي
ضحكت بمرح وهي تدور حول نفسها بسعادة، منذ شهر وهو يراقبها ويتأكد من أفعالها ليفاجئها بإعجابه الشديد بها كما أخبرها انه سيتقدم إليها ويطلبها من حسام بصفته ولي أمرها، وتذكرت فجر حينها جملة صغيرة قد سمعتها في أحد البرامج الدينية من ترك شيئًا لله، عوضه الله بخير منه.

كان يقود سيارته بضيق شديد، لا يعرف لمَ شعر بالألم، لا يعرف هل السبب إتهام زوجته له بالخيانة أم إنها ذكرته بشئ مضي، مضي منذ سنوات وسنوات عديدة..
توقفت سيارته أمام الشركة وراح يترجل منها بثبات، ثم صعد إلى الأعلي وملامح وجهه صارمة وقاسية بشدة، دلف إلى مكتبه لتتفاجئ نسرين بعودته مرة ثانية...!
نهضت لتلحق به وهي تسأله بحذر:
خير يا أستاذ كريم، في حاجة حصلت..؟

نظر لها بجمود أخافها، ثم تابع بصوت جهوري: مين دخل مكتبي النهاردة؟
حركت كتفيها وقالت بتوتر: مافيش حد..
أومأ برأسه قائلًا وهو يلتفت بكرسيه ويشعل حاسوبه:
أنا هعرف مين اللي دخل حالا..
إرتجفت نسرين بشدة، كيف سعيرف، هي لا تعلم بكاميرات المراقبة المُختفية داخله، لا تعلم من قبل أنه يزرع في أنحاء مكتبه كاميرات عدة..

دقق النظر في الشاشة، ثم قام بتكبير الصورة ليجدها تلك التي وضعت المنديل الورقي داخل سترته وهي تتلفت يمينًا ويسارًا بخوف شديد، إنها موظفة ضمن موظفينه ما مصلحتها في ذلك، وهل هي ذاتها التي تبعث الرسائل لزوجته..!؟
رفع وجهه إلى نسرين التي كانت تتصبب عرقا، ليدير إليها الجهاز وهو يهتف بصرامة:
ودي دخلت إزاي؟، وإنتي كنتي فين؟
كادت لتتحدث فأوقفها صائحا بغضب:
أقسم بالله لو كدبتي لتكوني برا الشركة دلوقتي حالا..

أومأت رأسها بخوف وقالت بلا تردد وقد إنهمرت دموعها بغزارة:
هحكي لحضرتك على كل حاجة، البنت دي إتعينت عندنا من فترة، ويوم عن يوم كانت بتقرب مني أوي، فبقينا اصحاب، و..
صاح كريم مجددًا بنفاذ صبر:
وبعدين، إنجزي!
هزت رأسها وهي تتابع:.

وبعدين جات في يوم وسألتني عن رقم مدام فاطمة، كان ساعتها مش معايا وسألتها عاوزاه في ايه قالتلي نفسي أبقي صاحبتها، وهي قالتلي حاولي تاخديه منها وتدهوني، فصدقت إنها فعلا نفسها تبقي صديقة ليها وإستنيت لحد ما في مرة مدام فاطمة زارت حضرتك وأخدت منها الرقم عشان أبقي أكلمها على الواتساب، والبنت دي أخدته مني، بس كده وإمبارح إتفاجئت إنها دخلت المكتب بدون ما أشوفها لما حضرتك كنت في مكتب والدتك، ولما سألتها كنتي بتعملي إيه إتهربت مني، هو ده اللي حصل أقسم بالله..

شعر كريم أن كل خليه بجسده تنهار من فرط عصبيته، لينهض عن مقعده قائلًا بصوت هادر:
وإنتي إزاي تدي حد رقم مراتي وإزاي تطلعي أسرار شغلي برا، صاحبتك دي برا الشركة في أي مكان بعيد عني..
نسرين ببكاء: والله ما طلعت أسرار الشغل، مكنتش بقولها أي حاجة هي كانت بتسألني عن مواعيد حضرتك، أنا اسفة جدا بجد..!
لوي فمه بتهكم وقال مردفا بجدية:.

للاسف معنديش سماح، خلص شغلك معايا يا نسرين، تاخدي الفلوس اللي ليكي من الحسابات ومتورنيش وشك تاني..
إتسعت عينيها بصدمة جلية وإزدادت دموعها بشدة:
حضرتك أنا بقالي سنين معاك عمري ما عملت حاجة غلط، أنا والله ما ليا ذنب أنا مستعدة أعمل أي حاجة تقولي عليها..
على صوته أكثر وإنفجر بها ليخرج شحنة غضبه المكبوته، في حين دلف والده على أثر صوته العال وهو يسأله بإستغراب:
كريم، بتزعق ليه كده يابني في إيه..؟

قصت نسرين عليه ما حدث بإيجاز، وتوسلته أيضًا بندم، ليقول إبراهيم بعتاب: وانتي ليه يا نسرين تدي حد غريب رقم مراته يابنتي وتعمليله مشاكل هو في غني عنها؟
نسرين بضعف: كنت بحسبها عاوزة تبقي صاحبتها فعلا، مكنتش أعرف إنها هتعمل كده ومتخيلتش كل ده، أقسم بالله مش بكذب على حضرتك..
إبراهيم بتنهيدة: لا إله إلا الله، طب والبنت دي إيه مصلحتها في اللي بتعمله ده يا كريم؟
أجابه كريم بحنق:.

وأنا أعرف منين يا بابا، أكيد حد مصلتها طبعا..
قال إبراهيم موجها حديثه لنسرين:
طب روحي إندهي للبنت وإوعي تقوللها حاجة مفهوم؟
أومأت نسرين موافقة، ثم خرجت من المكتب سريعًا وهي تمسح دموعها براحة يدها، في حين قال إبراهيم بهدوء:
إهدي شوية يا كريم، كله هيبان دلوقتي، الحكاية مش مستاهلة كل اللي العصبية دي..
زفر أنفاسه بقوة وهو يمسح على رأسه بصمت، فعلم والده أنه بالفعل وصل إلى قمة الغضب..

دلفت نسرين بعد قليل بصحبة الفتاة، وتقدمتا نحوهما، وما إن وجدها كريم حتى هب واقفا متجها إليها بعصبية تامة:
مين إنتي بقي، ومين اللي باعتك؟
نهض والده أيضًا وهو يسألها بجدية: إنتي إسمك ايه الأول؟
أجابته وشفتيها ترتعش من شدة الخوف: إسمي نجوي..
سألها مجددًا بجمود:.

طيب يا نجوي قوللنا كده بصراحة مين اللي قالك تعملي كده وليه بتبعتي رسايل للمدام وكمان وصل بيكي الأمر إنك تدخلي بكل جراءة وتحطي في جيبه المنديل ده..
حاولت الإنكار وهي تقول بتلعثم: أنا، م معملتش حاجة م معرفش بتتكلم على إيه..
هتف كريم بها:
بطلي لف ودوران يا بت إنتي بدل والله أقدم فيكي بلاغ وبالإثبات، غبائك طبعا منعك إنك تفهمي ان فيه كاميرات مراقبة في المكتب..
شهقت بصدمة وأدركت أنها كُشف وإنتهي الأمر..

تابع إبراهيم بنفاذ صبر:
خلصي وقولي مين قالك تعملي كده بدل ما تترمي في الحبس..
هزت رأسها بهستيرية وقالت وهي تبتلع ريقها بصعوبة بالغة:
ح حاضر، هقول، اللي قالتلي أعمل كده واللي خلتني أجي أشتغل بالشركة، واحدة أعرفها إسمها ريهام..
ريهام!

قالها كريم بصدمة جلية وقد إتسعت عينيه بشدة، ريهام تلك الفتاة التي جرحته جرحا عاش ينزف به سنوات إلى أن آتيت فاطمة وداوته ليتعافي على يدها، حبيبته القديمة ماذا تريد منه مجددًا؟!

لم تعد قادرة على مواصلة عملها، لا شئ له قيمة بدونه، لا شئ له طعم، لا يوجد للحياة معني في غيابه..
يا ليت الزمن يرجع للخلف وتصلح كل شئ أفسدته، يا ليت كان بإمكانها إختيار أم وأب غير والديها اللذان تركا بداخلها كل هذه المعاناه دون أن يشعرا..
يا ليتها كانت مثل شقيقاتها، شجاعة أو حنونة، تعيش وتتحدي الحياة، تستشعر الحب والدفئ، يا ليتها كانت بتلك البساطة التي هما عليها..

لكن هي عانت ومازالت وستظل إن لم يغفر حسامها..
يبدو أنه لن يغفر، إذا لن تحيا بدونه..
هكذا قالت سارة لنفسها، سأختار الموت، لطالما تركتني وحيدة..
رسالة ومكالمة، قبل تنفيذ الإنتحار، رسالة لزوجها وكانت محتواها كان نفسي تسامحني
وتلك المكالمة لصديقتها داليا التي ما إن ردت حتى بادرتها تقول من بين دموعها، :.

داليا، أنا مش قادرة أعيش، حاولت زي ما قولتيلي بس مافيش فايدة، متزعليش مني ولا عليا وإبقي قولي لاخواتي تسامحني
أغلقت الهاتف لتقوم بقطع شريانها مباشرة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة