قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي عشر

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي عشر

صُعقت فاطمة من صفعته المفاجئة لها وبدت في حالة ذهول تام يليها دموعا حارقة إنهمرت بغزارة على وجنتاها، لكنها نظرت لها بشراسة وحاولت أن تهجم عليه إلا أن الناس أمسكت بها بمساعدة صديقتها نوارة التي قالت لها في توسل: بلاش يا فاطمة الله يخليكي أنتي مش قد الناس دي ربنا ينتقم منه.
كذلك تكلم الجميع محاولين تهدئتها حتى زملائه السائقين عنفوه على فعلته الشنيعة في حقها..

إبتعدت فاطمة بعد ذلك بصحبة نوارة بعيدًا عن ذلك المكان، بينما أخذت تبكي وتشهق عاليا كالأطفال ثم وضعت يدها على وجنتها المحمرة بشدة وقد إزداد بكاؤها..
قالت نوارة في حزن وهي تربت على كتفها بحنو: يا حبيبتي يا فاطمة، معلش يا حبيبتي متزعليش حسبي الله ونعم الوكيل فيه.
ثم تابعت في حذر: هو أنتي هتكلمي جوزك ولا هتعملي إيه دلوقتي؟

حركت رأسها بنفي، ثم تحدثت من بين شهقاتها: لا كريم مش لازم يعرف حاجة عن الموضوع ده، مش هعرضه لمشكلة جديدة.
أومأت نوارة وقالت بهدوء: تمام، بس متسكتيش روحي بلغي واعملي محضر في القسم
نهضت فاطمة وهي تمسح دموعها بأنامل يدها المرتجفة، ثم قالت: لا أنا لازم أروح، سلام.

تركتها وهي تشير لسيارة الأجرى التي مرت من أمامها لتستقلها وتنصرف، وكلما تذكرت الموقف كلما بكت أكثر، لم يصفعها زوجها ولو لمرة واحدة فمن هذا ليأتي ويصفعها هكذا بلا رحمة!

نهضت تلملم بقايا هاتفها الذي حطمه زوجها، ودموعها لم تتوقف، بل تزداد، وقلبها يؤلمها بشدة وكأنه ترك فيه شرخ كالذي تركه في هاتفها، إنتصبت واقفة بعد ذلك ثم توجهت إلى الحمام لتغسل وجهها بالماء البارد ثم رفعت رأسها لتنظر إلى المرآة وتتأمل ملامحها الذابلة، هل أخطأت إلى هذا الحد حتى يصفعها ويترك أثر على وجنتها، وهل ستظل حياتها معه هكذا، إنها لن تتنازل عن عملها مهما حدث حتى وإن إنفصلا كما قال لها منذ قليل!.

زفرت أنفاسها بضيق شديد، ثم خرجت متجهه إلى غرفة النوم ولكن إستوقفها جرس الباب، فتوجهت لتفتح وتري عمتها التي نظرت لها بإستغراب وهي تتساءل بقلق:
إيه يا سارة، مالك يا حبيبتي في ايه؟
إنفجرت في البكاء مجددًا وهي ترتمي داخل أحضانها وتتشبث بها بشدة، بينما ربتت رجاء على ظهرها بحنو وهي تقول بقلق بالغ: فيكي إيه يا بنتي طمنيني، إتخانقتي مع جوزك؟

وصلت فاطمة إلى المنزل، ثم ترجلت من السيارة وصعدت بحذر وهي تضع يدها مكان الصفعة التي أصبحت تؤلمها بشدة، وصلت إلى شقتها وفتحت، كادت أن تدخل لكنها ظلت بمكانها حين فتحت هالة بابها وهي تنادي عليها بإستغراب:
- إيه يا فاطمة، داخلة كده لا إحم ولا دستور، أول مرة متخبطيش عليا ولا ترخمي كالعادة!
أجابتها فاطمة بإيجاز: معلش أصل عندي صداع، عن إذنك يا هالة.

إقتربت منها هالة وهي تقول بجدية: في إيه ومالك حاطة إيدك على وشك كده ليه، وريني كده
أزاحت يدها لتظهر تلك الكدمة الزرقاء التي أخذت شكل أصابعه الغليظه، فشهقت عاليا وهي تخبط على صدرها بصدمة: يا خبر إسود! إيه ده يا فاطمة مين عمل فيكي كده؟
دمعت عيني فاطمة وهي تجيب عليها بحزن: مافيش يا هالة إتخبطت وأنا خارجة من باب المدرسة في العمود.

عقدت حاجبيها وهي تسألها بغضب: لالا مين عمل فيكي كده يا فاطمة انتي بتكذبي والله العظيم، إنطقي في إيه!
مسحت فاطمة على وجهها بنفاذ صبر وقالت بصوت مرهق: طيب إسكتي يا هالة هحكيلك بس إوعديني إنك متقوليش لكريم خااااالص.

- يمد إيده عليكي ليه مالكيش أهل يشتكيكي ليهم، إيه كل واحد بقي يعمل إلى هو عاوزه!
قالت رجاء هذه العبارة بغضب وهي تربت على وجنت سارة التي قالت بضيق شديد:
- هو أنا غلطت أصلا يا عمتي؟

تنهدت رجاء وقالت بهدوء: يا بنتي بصراحة إنتي غلطانة، أنا مقدرش أبدًا أنافقك وأقولك لا أنتي صح وهو غلط، ممكن أقول إن إنتوا الاتنين غلطانين بس إنتي عندك الغلط الأكبر، أي راجل يابنتي هيثور لما يلاقي مراته بتهزر مع واحد غريب، وغير كده أصلا حرام شرعا.
سارة بعدم اقتناع:
بس ده زميل ودكتور محترم مش بهزر مع واحد في الشارع.

رجاء بجدية: لا يا بنتي برضو مينفعش علاقتك بالزميل ده تبقي بحدود وفي حدود العمل بس، اعمل كذا يا فلان، اعملي كذا يا فلانه، ودمتم على كده إنما هزار وعشم لا مينفعش، العشم ده ممكن يبقي مع زميلتك إنما زميلك لا يا سارة، عيب يابنتي.
تنهدت سارة، قبل أن تردف في ضجر:
بس ده ميدلوش الحق يكسرلي الموبايل ويضربني ويهددني اني لو روحت الشغل يطلقني، لا يبقي يطلقني بس مش هيمشي كلامه عليا..
أردفت رجاء في كياسه:.

- ميدلوش الحق طبعا بس إنتي برضو غلطانة كنتي سبيه لما يهدي وبعدين كلميه إنما لما تقفي قدامه راسك براسه هيعند ويثور أكتر واديكي شوفتي النتيجة يا بنتي، ضربك وكان في ايدك تخليه يهدي كان ممكن مثلا تعتذري او تسبيه يطلع إلى عنده واحنا كنا هنكلمه او كنا هنلاقي حل.
صمتت سارة تفكر في كلام عمتها فهل إقتنعت؟ أم أنها لا تزال تصر على موقفها؟!

- يا نهار ابيض يا فاطمة على إلى بتعمليه في نفسك، بتتخانقي مع السواق يا فاطمة إنتي إيييه يا بنتي!
أردفت هالة بتلك الكلمات في عصبية، في حين قالت فاطمة بغضب: أومال يعني كنت أعمل إيه؟ واحد عمال يجرح في الست الكبيرة وأنا مستحملتش اهانته ليها كان لازم أتدخل.
ضربت هالة كفا على كف وهي تقول بخفوت: معرفش أقولك إيه بس إزاي هتخبي على كريم وانتي وشك بقي ألوان كده؟

حركت فاطمة رأسها بيأس، وقالت ببكاء: مش عارفه مش عارفه!

بعد مرور ساعة..
عاد كريم بصحبة والده وجميلة، ثم صعدوا كلا منهم إلى شقته، بينما دخلت جميلة لتتفاجئ بصغيرتها تركض نحوها وتهتف بمرح: ماما حبيبتي وحشتيني.
إنحنت جميلة تقبلها بحنان ثم سألتها بخفوت: إيه يا حبيبي، جيتي من المدرسة إمتي؟
أجابتها بإبتسامة: بابا هو إلى جابني.
جميلة بإندهاش: هو بابا جوه؟
أومأت سارة برأسها وتابعت: اه.

إستقامت جميلة واقفة ثم توجهت إلى صالة المنزل تقول بإبتسامة: سلام عليكم يا إسلام.
نظر لها بجدية مصطنعة وتابع بصوتٍ أجش: وعليكم السلام، تأخير من أول يوم؟
رفعت حاجباها بدهشة:
فين التأخير ده؟ إنت إلى جاي بدري يا إسلام!
نهض واقفا متجها إليها ثم هتف بنبرة جادة: إنتي هتكذبيني كمان!
إتسعت عينيها وهي تسأله بهدوء: مش بكذبك ولا حاجة يا إسلام في إيه؟

إقترب منها هامسًا بحزم: إيه ده هتعلي صوتك عليا كمان!، طب مافيش شغل تاني، إرتاحي بقي!
كشرت جميلة عن جبينها، ثم تابعت في إستغراب: إيه يا إسلام مالك إنت بتتلكك ولا إيه بقي!
إقترب منها أكثر حتى أصبح ملتصقا بها ثم تابع بتنهيدة: آه، عندك مانع؟، يلا روحي حضري الغدا وعدي يومك على خير بقا!
رمشت بعينيها عدة مرات، ثم تابعت بحزن: ماشي يا إسلام..

إستدارت ذاهبة إلى المطبخ، لتتفاجئ به يجذبها مرة ثانية إليه هاتفا بمزاح: إستني يا هانم فين البوسه بتاعتي؟
نظرت له بغيط، ليقترب منها طابعا قبلة فوق وجنتها وأخري فوق جبينها ثم همس غامزًا: بهزر معاكِ يا قلب إسلام، هو أنا أقدر أزعل جميلتي وحبيبة قلبي؟
تنفست الصعداء بإرتياح شديد، ثم إبتسمت متابعة بتذمر: ماشي ماشي، بتعمل فيا أنا كده!؟، مفيش بسبوسة كنت ناوية أعملها دلوقتي بس محروم منها يا سولي.

أنهت كلامها ضاحكة ثم ركضت مبتعدة إلى المطبخ، فضحك إسلام وإتجه خلفها قائلًا من بين ضحكاته: والله أقتلك قال محروم قال!

وقفت أمام المرآة تخترع طريقة للف الطرحة حتى تخفي بها تلك الكدمة الظاهرة بوجهها، ولكن دون جدوي فهي ظاهرة كعين الشمس..
سمعت صوت الباب يُغلق، فإتسعت عينيها بخوف فقد علمت أن الآتي زوجها.
نادي كريم بصوتٍ عالي وهو يبحث عنها بعينيه في أنحاء الشقة: إنتي فين يا بطتي، يا بطتي.
إزدردت ريقها بصعوبة بالغة، ثم هتفت بإرتباك: آآ أنا هنا يا كريم، أنا هنا..

فتح باب الغرفه ودخل وقد إرتفعا حاجبيه في دهشة وهو يسألها ضاحكا:
مالك كده لفة الطرحة زي مرات عم عبده البواب..!
ضحكت وهي تستدير توليه ظهرها وتعبث في أي شئ أمامها قائلة من بين ضحكاتها: عادي أصلي بردانة شوية قولت أتدفي يا كيمو.
تنهد وهو يخلع سترته ويلقيها على الفراش قائلًا بغيظ: ماشي يا بطتي أما أشوف أخرة الجنان ده إيه..
ثم إقترب منها وإحتضنها من الخلف هامسًا لها بحب: وحشتيني جدا.

إبتسمت وهي تبادله الهمس بتوتر: و، وأنت كمان، عن إذنك أحضر الفطار، قصدي الغدا..
تملصت من بين يديه وخرجت من الغرفة بسرعة متجهه إلى المطبخ، بينما عقد كريم حاجباه وقال بإستغراب: مالها دي النهاردة!، ثم صمت قليلًا وهو يضيق عينيه متابعا: والله شكلك عاملة مصيبة..
خرج من الغرفة وإتجه خلفها حيث دلف إلى المطبخ هاتفا بجدية تامة: تعالي هنا يا فاطمة!

خفق قلبها بقوة وإستدارت وهي تطأطأ رأسها للأسفل قائلة بخفوت: نعم.
إقترب منها أكثر ثم رفع وجهها بيده فوضعت هي يدها مكان الصفعة سريعًا، بينما دقق كريم النظر في وجهها ثم وضع يده على يدها محاولا إزاحتها إلا أنها رفضت، فهتف بعصبية: أوعي إيدك كده!
أزاحت يدها وهي ترتعش خوفا، ثم نزع عنها طرحتها برفق وما إن نزعها حتى فتح عينيه على إتساعهما وهو ينظر إلى الكدمة الزرقاء هاتفا بصدمة: إيييه ده؟

تراجعت للخلف وهي تجيبه بوجل:
م مافيش حاجة أنا أنا بس إتخبطت في العمود.
عقد حاجبيه وهو يصيح بغضب ؛:
عمود إيه؟
إتجه بسرعة إلى المبرد ليخرج منه كيسا من الثلج، ثم عاد إليها واضعا إياه على وجنتها هاتفا بعصبية تامة:
- ليلتك مش فايتة أقسم بالله، إنطقي إيه اللي حصل؟!
إبتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تجيبه بخفوت: ما أنا قولتلك يا كريم إتخبطت في العمود اللي قدام باب المدرسة..

حرك رأسه نفيا متابعا بحزم: كذابة، عمود إيه ده اللي خبطتي فيه؟! إنتي إتخانقتي صح؟
صمتت وقد ترقرقت العبرات في عينيها، فعاد كريم ينظر إلى الكدمة لتتسع عيناه مرة ثانية وهو يهتف بجمود: يا نهار إسود دي صوابع، صوابع إيد معلمة على وشك، أقسم بالله لو ما قولتيلي إيه اللي حصل لتكون ليلتك سودة معايا، إنطقي..
هزت رأسها إيجابا وقالت ببكاء: هقول طيب بس إوعدني متتهوريش بالله عليك..

قال بنفاذ صبر وهو يغلق عينيه بشدة: إنطقي يا فاطمة متخلنيش أتجنن عليكي!
أومأت برأسها مجددًا، ثم تابعت من بين شهقاتها: آآ، أصل، أصل أنا إتخانقت بس، والله مكنش قصدي..
سألها وقد إرتفعا حاجبيه: إتخانقتي مع مين بالظبط.
حملقت به بخوف شديد وكأنها عجزت عن الحديث، فصر على أسنانه بشدة وهو يجذبها من ذراعها صائحا: إتخانقتي مع ميييييين!
تحدثت أخيرًا بصوت خافت: مع، س، سواق الميكروباص..

فتح عينيه مجددًا على إتساعهما هاتفا بصرامة: يا نهار إسود، لييييه؟ إيه اللي حصل!
قصت عليه ما حدث بإيجاز، بينما إعتلت شهقاتها وهي تتوسله: أنا اسفه، بالله عليك متتخانقش مع الراجل وعاقبني زي ما إنت عاوز، أنا أسفة..
صمت قليلًا وهو ينظر لها بعدم تصديق قبل أن ينفجر فيها وهو يطيح بالأطباق الموضوعة على طاولة المطبخ:
سواق الميكروباص ضربك وشتمك في الشاااارع يا فاطمة، بتعملي كده لييييه ها لييييه!

إزداد بكاؤها وهي ترد عليه:
والله كنت بساعد الست الكبيرة، وهو اللي إستفزني..
- تقومي تشتميه وتخليه يمد إيده عليكي!
هدر بها وهو يمسكها من فكها، فتألمت من قبضته وإنخرطت في البكاء..
تركها وهو يضرب كفا على كف ويستغفر مرارا وتكرارا، لكنه لم تأخذه بها الشفقة ولم تؤثر دموعها عليه هذه المرة تحديدًا..
ظلت تبكي إلى أن صاح بها بنفاذ صبر: بطلي زفت عياط، إخرسي بقي..

صمتت وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها، فإقترب منها مجددًا قائلًا في تساؤل: شكله إيه ال ---- إلى ضربك ده؟
حركت رأسها باعتراض وقالت: معرفش معرفش، مش هقولك!
هزها بعنف وهو يقول بغضب جلي: هتقولي، فاهمة، إنطقي بقي عشان متخرجنيش عن شعوري..
كادت أن تتحدث، فقاطعها جرس الباب، ليتركها وهو ينظر لها بنظرات ناريه قاتلة، ثم إتجه صوب الباب وفتح، ليدخل والده بصحبة شقيقته..

قال والده متسائلا بتعجب: إيه يا كريم مالك صوتك عالي كده ليه يابني؟!
آتيت فاطمة من خلفه فإتسعت عيني إبراهيم وهو يقول بحدة: إيه ده يا كريم أنت مديت إيدك على مراتك؟
هتف كريم بصوتٍ عالي حاد: الهانم إتضربت وإتشتمت في الشارع من سواق الميكروباص!
ذُهل إبراهيم بشدة، ليقول بصدمة: إتضربت وإتشتمت، ليه كده يا فاطمة ليه..؟

رد كريم بصياح: تدافع عن غيرها وتضرب هي، ميت مرة أقولها خليكِ حكيمة في تصرفاتك لكن مافيش فايدة فيها أبدااا، بس أنا هعرف أخليها تحرم القرف اللي بتعمله ده!
تجاهلت فاطمة حديثه، ثم إتجهت إلى عمها تقول برجاء: طيب خليه يا عمو ميروحش يتخانق مع السواق أرجوك يا عمي خليه ميروحش..
قال إبراهيم موجها حديثه لولده: إنت ناوي تروح تتخانق يا كريم ولا إيه؟ والله العظيم هزعل منك لو عملت كده..

نظر له كريم بصدمة ثم هتف بإنفعال:
والله! ليه هو أنا مش راجل عشان أسيب مراتي تتضرب واسكت إنت بتتكلم إزاي يا بابا، ده أنا هكسر عضمه أقسم بالله..
تنهد إبراهيم ثم قال في هدوء محاولا تهدئته: طب بس إهدي كده وإقعد وصلي على النبي يابني، إستهدي بالله..
جلس وهو يمسح على وجهه قائلًا: صل الله عليه وسلم..

جلس والده إلى جواره ثم قال وهو يربت على كتفه: من حقك تضايق وتثور كده بس اللي حصل حصل، وهو ربنا يسهله أبوس إيدك تبعد عنه أنا محلتيش غيرك لقدر الله يحصلك حاجة يبقي إيه العمل يعني..؟
نظر كريم إلى زوجته في عتاب متابعا بحزم: يبقي الهانم ترتاح، ما هي اللي هتوصلنا للمرحلة دي يا هتموت يا أنا هموت، ما هو مرة من دول حد يتهور عليها ويضربها بمطوه تروح فيها مش أنتي عاوزة كده يا فاطمة هانم؟

تركته وذهبت إلى الغرفه باكية في حين ظل والده يتوسله بأن يرجع عن تهوره، فوافق كريم وهو يقول له: طيب يا بابا..
إطمئن والده قليلًا ثم صعد إلى شقته..
وبعد مرور ساعة جلس بصحبتها وصغاره يتناولون الطعام في صمت تام، حاولت فاطمة التحدث معه إلا أنه أقسم أن يعاقبها حتى لا تتهور مرة ثانية وتفعل ما لا يحمد عقباه بعد ذلك..

حل المساء فدخلا إلى غرفتهما ليقول كريم بجدية: الصبح هاجي معاكي وهتشاوريلي على الواد ده ولو بابا عرف، متلوميش إلا نفسك يا فاطمة سمعاني؟
حاولت أن تعترض فوضع يده على فمها قائلًا بغضب: ششش ولا كلمة، إتفضلي نامي ومسمعش كلمة واحدة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة