قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني

صُدمت جميلة من رد فعلها الغليظ، فما كان منها إلا البُكاء فلقد أُحرجت وبشدة من ذاك الموقف ومن ذلك الأسلوب الفظ خاصتها..!
توجهت إلى خارج المطبخ وهي تجفف دموعها بأنامل يدها محاولة أن تبدو طبيعية، ذهبت إلى شرفة المنزل حتى لا يراها زوجها هكذا وتكون سببًا في حدوث مشكلة الآن..
لمحها إسلام من على بُعد فنهض مُتجها إليها..
- جميلة حبيتي في إيه؟
قالها إسلام بلهفة...

فحركت رأسها نافية قائلة بصوتٍ مُرتجف: مفيش حاجه.
إنفعل إسلام قليلاً: لا فيه مالك..؟
قصت له ما حدث ثم تابعت برجاء: أرجوك يا إسلام متحكلهاش حاجة أنا مش عاوزة اعمل مشكلة بينك وبين مامتك، بعدين تكرهني زيادة أنا عاوزة أمشي من هنا وخلاص.
زفر إسلام بحنق وخرج من الشرفة مُتجها إلى والدته وقد إحتدت ملامح وجهه، دلف إلى المطبخ وقال بجدية تامة:
- ليه كده يا ماما، هي عملت ايه لكل ده؟ ممكن أعرف ليه مبتحبهاش!

رفعت عفاف أحد حاجباها وتابعت بتهكم: هي لحقت تقولك صحيح عايزة توقعنا في بعض!
ضرب إسلام كفا على كف وتابع بنفاذ صبر: يا ماما حرام عليكي بقي هي بتحبك ونفسها تعامليها كويس وبس وأنا بقي بصراحة مش مرتاح وأنتي بتعامليها كده ومش راضي اتكلم علشان خاطر متزعليش لكن من الواضح إني بقي مليش أي خاطر عندك..!

تركت ما في يدها وهي تقول بعتاب: إخص عليك يا إسلام أنت ملكش خاطر عندي! أومال مين إلى ليه؟ وبعدين بقي بصراحة أنا بحس إنها وخداك مننا وبتحرضك علينا، وفين وفين لما أشوفك!
إسلام بإندهاش: تحرضني! إيه يا ماما هو إحنا في حرب ولا إيه..؟
عفاف بضجر: ما هي لما تجري تشكيلك كده تبقي عاوزة تعمل حرب بينا!
إنفعل إسلام قائلاً: والله يا ماما ما إشتكتلي خالص، أنا إلى شوفتها وهي بتعيط، ثم تنهد بعمق ليردف مكملا:.

ممكن عشان خاطري تعامليها كويس يا ماما؟
تنهدت طويلاً ثم أردفت بضيق: هحاول عشان خاطرك يا إسلام..
قبل إسلام والدته وقال بإمتنان: شكرا يا ماما، أتمني ده بس اوعديني؟
قالت متنهدة: أوعدك.

بعد مرور أيام العيد...
عاد الوضع طبيعي كما كان، حيث واصل كريم أعماله في الشركة الخاصة بهم والتي أصبحت تحت إدارته بالكامل لكنه لم يسمح لنفسه بأن يجعل والده أقل منصبًا منه وجعله هو من يأمر وينهي وعليه التنفيذ والإدارة فقط...
دلفت نسرين السكرتيرة إلى مكتبه بعد أن طرقت الباب، سارت حتى وقفت أمام مكتبه قائلة:
أستاذ حسام بره يا فندم.
قال كريم بجدية: خليه يدخل.

أومأت إيجابا وخرجت ليدلف حسام الذي هتف بمزاح: سلام عليكم يا مدير.
ضحك كريم وهو ينهض مصافحًا إياه: وعليكم السلام يا حُس..
جلس حسام وجلس كريم قبالته على كرسيه ثم تابع مبتسما: أخبارك يا حس، مش بعادة تزورني في الشركة يعني؟
حسام بهدوء:
مافيش أنا كان عندي شغل كده وعديت من قدام الشركة قولت أسلم عليك بالمرة..
تنهد كريم ورفع سماعة الهاتف قائلًا بمرح: وهو كذلك، تشرب قهوة ولا نسكافيه؟
رد حسام: قهوة..

طلب كريم القهوة ثم أغلق الخط، بينما طغت علامات الضيق على وجه حسام، فراح كريم يسأله بإستغراب: مالك يا حسام، في إيه؟
زفر حسام أنفاسه وكأن على صدره جبل، تابع في ضجر:
- زهقت وتعبت يا كريم، أنت متخيل كمية الملل إلى أنا عايش فيها! أنا نفسي أبقي أب زي مخاليق الله!

رد كريم متابعًا بتفهم: ده قضاء وقدر وربنا عايز كده وكل شئ ليه حل وإن شاء الله ربنا هيرزقك بالذرية الصالحة يا حسام، إدعي أنت وخلي عندك يقين في الله.
صمت حسام وأخذ يفرك مقدمة رأسه بيأس، فتابع كريم بنبرة حازمة بعض الشيء:
بلاش يأس يا حسام، وبلاش تحسس سارة إنها مذنبة هي مش بإديها حاجة خالص ولا حد في ايده حاجة الموضوع كله في ايد ربنا وبس وطالما هي بتاخد العلاج بإنتظام إن شاء الله خير..

حسام بإيجاب: ونعم بالله يا كريم، بس انا مش بحسسها بالذنب ولا حاجة انت عارف انها قعدت سنتين تاخد حبوب منع الحمل عشان الدراسه واكيد الحبوب دي هي إلى عملت كده وأثرت عليها ولو ساعات بلومها فده بيكون غصب عني.
كريم محاولا تخفيف الأمر: أنا عارف ومقدر موقفك وبعدين يا عم ولادي هما ولادك ولا إيه؟
ضحك حسام: طبعا يا أبو الكرم..
كريم ضاحكا: طب إفرد وشك ده بقي!

قامت رجاء بتجهيز عدة طبخات، إستقبالا لإبنتها مني، التي سوف تأتي اليوم من الخارج لتستقر معها أخيرا بعد غياب سنوات طويلة...
زفرت فاطمة بحِنق مُجرد أن علمت بقدومها..
جلست تهز ساقها بإنفعال واضح لتجلس هالة إلى جوارها قائلة وهي تكتم ضحكاتها:
-مالك يا فاطمة؟
أجابتها فاطمة بعصبيه: بقولك إيه يا هالة سبيني دلوقتي عشان العفاريت بتتنطط في وشي
هالة بهدوء: طب ليه عشان مني جاية؟

أومأت لها بضجر: طبعا، جتها الارف معرفش ايه إلى هيجبها ما كنا كويسين من غيرها!
هالة ضاحكة: يا بطة من حق عمتو تعيش معاها برضو وبعدين خلاص متهيئليش انها لسه بتحب كريم!
لوت فاطمة فمها بتهكم وتابعت بضيق: تقدري تقوليلي واحدة في سنها متجوزتش ليه لحد دلوقتي؟ مع أن بيتقدملها كتير وهي بترفضهم؟ إلا أنها حاطه عينها على جوزي إلى طلعت بيه من الدنيا.

إنفجرت هالة ضاحكة من حديثها العفوي، لتوكزها فاطمة في ذراعها قائلة بحزم: بتضحكي على ايه أنتي كمان!
هدأت هالة وهي تلتقط أنفاسها، ثم تابعت مبتسمة: طب أنتي مزعلة نفسك ليه هو كريم يعني بيعبرها، خليها تعمل إلى هي عاوزاه المهم كريم مبيحبش إلا بطته بس
فاطمة بتذمر: لا أنا بغيير عليه وبحبه يا هالة!
ضحكت هالة قائلة: وهو كمان بيحبك والله..
إبتسمت بهدوء ثم نهضت قائلة: طيب أنا هكلمه في التلفون بقي..

ثم دلفت إلى غرفتها، وإلتقطت هاتفها لتتصل بزوجها الحبيب، بعد قليل آتاها صوته الرجولي وهو يقول بحزم: نعم يا فاطمة؟
قطبت ما بين حاجباها وتابعت بضيق: ايه يا كريم بتكلمني كده ليه!
- مشغول وعندي شغل والله
نطق بها كريم وهو يوقع أوراقٍ أمامه، لتردف فاطمة بغيظ: يعني هو المشغول يكلم مراته كده، في ايه يا كيمو أنا بخاف مش تكلمني كده!
ضحك رغما عنه ثم قال بتنهيدة: طيب يا بطتي حقك عليا، ها عاوزة ايه بقي؟

ضحكت بدلال: بطمن عليك والله
رد مبتسما: متشكر يا بطتي أنتي كويسة والعيال كويسين؟
أومأت قائلة بهدوء: اه كويسين بس أنا مش كويسة
قال متساءلا: ليه بقي؟
زفرت أنفاسها وهي تتابع: أصل الزفتة مني جاية النهاردة يا كريم وأنا مش عاوزاها تيجي..
أغلق كريم عينيه بضيق وتابع بحدة: فاطمة! سيبك منها بقي ومتفكريش فيها تيجي ولا تمشي ملناش دعوة، إعقلي بقي
أجابته بتذمر: يعني أنا مجنونة يا كريم؟ آآ...

قاطعها بحزم: فاطمة أنا مش فاضي سلام...
تفاجئت به أغلق الخط، لتتسع عينيها وهي تقول بإختناق: بتقفل في وشي يا كريم! ماااشي.

دلفت هالة إلى شقتها وما ان دلفت حتى هتف أحمد مناديا عليها بغيظ، فذهبت له تقول بإندهاش: نعم يا أحمد، مالك قالب الدنيا كده ليه؟
أحمد بتساؤل وهو يضغط على أسنانه: فين البنطلون الأسود يا هالة تعبت من التدوير عليه؟
صمتت هالة لبرهه وهي تطالعه بخوف، فإقترب منها وهو يفتح عينيه بدهشة ؛
- لا أوعي تقوليلي!

أومأت برأسها وهي تقول بخفوت: چودي بوظته والله ما ليا ذنب أنا بصيت لقيتها بألوان الميه وشلفطته على الأخر!
كاد أن يلطم على وجهه وهو يغلق عينيه بحسرة على ذاك البنطال ذو الماركة الجيدة والذي إشتراهُ قريبا بمبلغ وقدره..
لم يشعر بنفسه إلا وهو يصيح بإسم إبنته: چووووودي
أسرعت الصغيرة ذات التسع أعوام لتختبئ خلف دولابها الصغير، بينما ركض أحمد نحوها فهو يعلم أن ذلك مخبئها عندما تخاف قليلًا..

جذبها وهو يرفعها عاليا لتركل بقدميها وتضحك عاليا بطفولية، فعض أحمد على شفته السفلي وهو يتابع بغيظ: بتضحكي؟ نهارك مش فايت معايا! بوظتي البنطلون!
حاولت الصغيرة التملص منه، إلا أنه قام بعضها فإزدادت ضحكاتها المرحة فجعلته يضحك رغما عنه، وهو يقول: هتجننيني وربنا هتجننيني يابت أعمل فيكي إيه؟!
تركها بعد ذلك وهو يكاد يبكي بحسرة، بينما إقتربت هالة قائلة بمرح: معلش يا أبو حميد بقي روق، هبقي أجبلك أحسن منه!

ضرب كفا على كف وهو يقول: اه ياني أعمل إيه في البت دي خلاص بعد كده هحطها على باب الجامع أي حد عاوزها يخدها
قهقهت هالة وهي تدفن وجهها في كتفه ليمتزج ضحكاته مع ضحكاتها الرنانة...

في المساء..
أقبلت رجاء على إبنتٙها مني وهي تعانقها بإشتياق وحنان قائلة بفرحة:
- حمد لله على سلامتك يا حبيبتي
أردفت مني بإبتسامة: الله يسلمك يا ماما
كذلك صافحها أحمد وزوجته هالة مرورا بجميلة وسارة، والصغار جميعهم، حتى وقعت عينيها على فاطمة وهي تقول ببرود: أهلا، يعني مسلمتيش عليا يا، يا بطة
بادلتها فاطمة بإبتسامة باردة: أهلا وسهلا
جلسوا جميعاً لتتساءل مني متعمدة مضايقتها..
- أومال كريم فين؟

نظرت لها فاطمة بحِنق وتابعت بغيظ: جوزي في الشغل
إبتسمت بصفار: أوك، أصله واحشني أوي
إتسعت عيني فاطمة ثم قالت بصرامة: نعم؟
بينما قال أحمد بحزم: ايه يا مني وحشني دي؟
ضحكت مني وهي تنهض قائلة بلا مبالاة: وحشني زي ما أنت وحشتني يا أحمد مش قصدي حاجة!

أنهي كريم عمله ثم توجه إلى مكتب والده وطرق الباب ودلف قائلاً بتساؤل: بابا خلاص ولا لسه وراك شغل؟
إبراهيم بإرهاق: اه خلاص يابني ده أنا تعبت أوي عيني مش شايف بيها.
كريم بعتاب: يا بابا قولتلك إستريح أنت في البيت وأنا هتصرف.
إبراهيم نافيا: لأ، مقدرش أسيب الحمل ده كله عليك، أنت هتلاحق على ايه ولا إيه يابني
تنهد كريم وقال: يعني أنا كنت اشتكتلك يا بابا..

نهض إبراهيم وهو يقول بإيجاز: إسكت بقي ياض انت ويلا نروح لحسن أنا جعان وهلكان..
ضحك كريم وخرج بصحبة والده، متجهان إلى المنزل...

وصلا بعد مرور نصف ساعة إلى المنزل ليصعدا إلى الأعلي حيث إلى شقة ابراهيم فكانوا جميعا متجمعين بها..
ركضا الطفلان تجاه والدهما وهما يصيحا بمرح: بابا
جلس كريم على الأريكة ليأخذهما في أحضانه وهو يقبلهما بإشتياق..
فهتف إبراهيم والده قائلا بمزاح: مفيش جدو يعني ولا إيه
ضحك كريم وهو يقول: سلموا على جدو يلا..
عانقهما جدهما الحنون وظل يمرح معهما وبقية الصغار..

بينما توجهت مني نحو كريم وقالت بدلال: ازيك يا كيمو
رد عليها بجدية: الحمدلله..
نهض ليبحث عن زوجته المختفية وهو يقول بتساؤل ؛: فين فاطمة يا هالة؟
أجابته هالة: في المطبخ.
سار كريم نحو المطبخ، ثم دلف مناديا عليها لكنها لم تجيبه وعبست بوجهها..
فيما إبتسمت رجاء قائلة بحنو: أهلا يا كيمو عامل ايه
رد عليها بإيجاز: الحمدلله يا عمتي..
ثم نظر إلى زوجته وقال بحدة: هو أنا مش بندهلك؟

نظرت له في صمت، ثم تجاهلته مرة ثانية، فقالت رجاء مازحة: أنت مزعلها ولا إيه يا كيمو؟
كريم متنهدا: ولا عملت حاجه، هو جنان بس مش اكتر يا عمتي
صاحت فاطمة: يعني أنا مجنونة؟
إتسعت عيناه وهو يرمقها بتحذير: وطي صوتك!
صمتت وهي تضرب الأرض بقدمها فما كان منه إلا أن جذبها من يدها وخرج متجها بها إلى الشقة الخاصة بهما..

دفعها إلى الداخل ثم إقترب قائلاً بعصبية: مالك؟ وايه صوتك العالي ده! كام مرة أقولك توطي صوتك يا فاطمة؟
زفرت فاطمة بضيق وهي تتابع: يعني مش عارف مالي!، قفلت السكة في وشي وبتقولي مالك!
تنهد بنفاذ صبر وقال بإنفعال خفيف: قولتلك عندي شغل يا فاطمة اسيب الشغل يعني وأقعد أرغي معاكي في التلفون!
صمتت ثم إستدارت وهي توليه ظهرها وتضرب بقدمها الارض بغضب طفولي..

إنها فاطمة بروحها الطفولية التي لم يُغيرها الزمن، إبتسم رغما عنه ثم إقترب وحاوطها بذراعيه هامسًا في آذنها: وبعدين معاكي يا بطتي مش هتعقلي أبدا!، كام مرة أقولك إعقلي يا بطتي مفيش فايده فيكي صح
أردفت بعصبية: أنا عاقلة!
أدارها إليه وقال بجدية مصطنعة محاولا كبح إبتسامته: هو في واحدة عاقلة تعلي صوتها على جوزها؟.

حركت رأسها بعلامة النفي وهي تطلع إليه بصمت، بينما تنهد بعمق وهو يردف بغيظ: وأما أنتي عارفة كده مبتسمعيش كلامي ليه!
أردفت ببرائتها المعهودة: عشان بحبك، وبغير عليك ساعات بقول أي كلام كده وخلاص، ولما تزعقلي بتجنن هو أنا كده أعمل إيه يعني..
ضحك وهو يضمها إليه قائلاً: ما أنا كمان بحبك يا بطتي، بس لو تعقلي شوية
أجابته بمشاكسة: أنا عاقلة يا كيمو
صمتت لبرهة ثم تابعت بحذر: مُني رجعت وهتعيش هنا خلاص.

تابع بضيق: وأنا مالي ما تعيش هنا ولا في أي حتة ملناش دعوة!
قالت حانقة: بس هي مش هتجبها البر معايا وأنت عارف كويس إنها بت...
وضع يده على فمها وهو يقول بتحذير: متكمليش!، أنا مفيش في قلبي غيرك وده إلى يهمك ياريت بلاش توجعيلي دماغي يا بطتي كل شوية بالكلام الفارغ ده ماشي؟
لم يأتيه رد منها فأردف بحدة: أنطقي
هزت رأسها وهي تُشير إلى يده المُطبقة على فمها فأزاحها وهو يقول بمزاح: اها نسيت، ها إتفقنا؟

أومأت برأسها وقالت بإبتسامة صافية: إتفقنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة