قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

وأخيرًا هدأ كريم من ضحكاته بعد نوبة ضحك هستيرية على زوجته المجنونة تلك..
أخذت فاطمة ترص الأطباق على طاولة الطعام وهي تشعر بإرتياح نفسي وإنتصار مما فعلته بيهن، فهي لن تسمح لأحد أيا كان بإهانتها.
جلسوا بعد ذلك حول الطاولة يتناولون الطعام، فقال كريم متنهدًا بمشاكسه: إرتاحتي وخدتي حقك؟
أومأت برأسها مبتسمة وتابعت ؛
طبعا، مش قادرة أقولك مبسوطة قد ايه يا كريم يستاهلوا الدوش إلى خدوه والله.

قال كريم بجدية وهو يتناول طعامه: لولا انها فعلا تطاولت عليكِ يا فاطمة كنت عاتبتك لكن هي فعلا زودتها اوي وانا ليا كلام تاني مع أحمد.
فاطمة مؤيدة: ياريت يا كريم خليه يلمها بقي شوية دي بجد حاجة تخنق.
رد عليها وهو يومئ برأسه:
هكلمه لما يجي من الشغل بس انتي حاولي تبعدي عنها ومترديش عليها يا فاطمة مش كل مرة يعني تعملي كده عشان برضو هي مش سهلة وهتتطاول عليكِ فخليكي حكيمة في تصرفاتك تمام؟
قالت ممتعضة:.

يعني هي تتطاول وأنا لا!
زفر كريم وهو يغلق عينيه بضيق ثم أعاد فتحهما وهو يقول: إبتدينا الغباء بقي، بقولك خليكي حكيمة في تصرفاتك يا فاطمة بتفهمي ولا مبتفهميش؟
ردت عليه متذمرة:
لا بفهم على فكرة وأنا عارفه انت بتقول ايه انا مش غبيه ده أولا، ثانيا بقي لو سمحت متتعصبش عليا كده! ثالثا بقي وده الأهم لو صدر منها أي شئ معجبنيش هضربها ومش هسيبها تغلط فيا!

إحتد صوته قائلًا: مش بقولك يا فاطمة عايشة في دور البلطجي، أما أشوف كلامي هيتسمع ولا لاء يا فاطمة وتتصرفي بعقل وحكمة إمتي.
نفخت بضيق وقد تناولت طعامها بصمت حتى لا تفسد لحظاتها معه الآن..
فصمت هو الآخر وهو يتابعها بعينيه ثم قال بعد عدة ثوانِ:
ولا الطفلة الصغيرة والله عمرك ما هتكبري.
رفعت عينيها ترمقه بغيظ وهي تهتف: متشكرة.
قال رافعا أحد حاجبيه: العفو يا ختي، كلي وإنتي ساكتة بقي عشان جبتيلي صداع.

فاطمة بتعجب: أنت كنت لسه بتضحك من شوية، ودلوقتي قلبت عليا مش عارفه ايه ده، ربنا يهديك بقي
لألأ بعينيه، متابعا بجدية مصطنعة: معني كده إني مجنون صح؟
زفرت بحنق قبل ان تردف: انا مقولتش كده!
هتفت بسملة بغضب طفولي: خلاص يا بابا، خلاص يا ماما..
بينما قال كريم وهو ينهض عن مقعده:
خلاص يا بسملة يلا خلي أمك ترتاح كده وهي كل شوية تنكد علينا حاجة بقت تخنق.

نهضت هي الأخري سريعا هاتفة بضيق: انت رايح فين، تعالي كمل أكلك.
لم يجيبها بل إتجه إلى الحمام ليغسل يده، فعادت تهتف مناديه عليه، فضحك بخفوت وهو يغسل يديه بالحمام وهو يحدث نفسه: مجنونة، أنا فعلا متجوز مجنونة.
خرج بعد قليل ليصطدم بها وهي تمد يدها له بالمنشفة قائلة بغيظ ؛ إتفضل.
إلتقطها منها وهو يحدثها بجدية: شكرًا.
نفخت بضيق قبل أن تتابع: ليه مكملتش أكلك وزعلت كده؟

فمط شفتيه وقال هادئا: مزعلتش، أنا شبعت الحمدلله، ينفع تعمليلي الشاي؟
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تتنفس بعمق ثم أومأت برأسها وتابعت: حاضر يا تاعبني ومغلبني.
إنصرفت من أمامه وهي تهمهم بمشاكستها المعهودة، فقال كريم بنبرة حازمة: متبرطميش يا بطتي.
آتاه صوتها المغتاظ من الداخل: طيب طيب طيب.
ضحك وهو يتجه إلى الأريكه جالسا عليها بصحبة صغاره، ثم أردف في جدية:
أخباركم إيه يا شباب؟
قال إبراهيم هادئا: كويسين.

سألهما مجددًا: عملتوا الواجب؟
حركا رأسهما بعلامة النفي، فإبتسم قائلًا: ومستنين إيه؟ لازم أزعق يعني، يلا على الأوضة وذاكروا كويس عشان هراجعلكم أوك.
نهضا الصغار بينما أسرعت بسملة تقبله من وجنته قائلة بمرح: أوك يا بابا هذاكر كله كله.
ضحك كريم وهو يربت على وجنتها بحنان: ماشي يا بسبوسة.
إبتلعت الصغيرة ريقها، ثم قالت بتوتر بعض الشيء: بس ممكن طلب يا بابا؟

أومأ برأسه قائلًا بهدوء: طبعا يا حبيبي، قولي عاوزة ايه؟
بسملة بتلعثم: يا ب بابا أصل المستر بتاع الإنجلش بتاعي قالي هناخد الدرس عندك يا بسملة لأن كل صحباتي يا بابا شقتهم صغيرة مش هتكفي العدد كله، وأنا مش عرفت أقوله ايه.
قال رافضًا بدون مقدمات: مش هينفع يا بسملة، قوليله احنا كمان المكان ضيق عندنا وكمان أنا قولتلك أنتي وأخوكي الدرس يكون في المدرسة لا تروحي عند حد ولا حد يجيلنا!

بسملة بضيق: يا بابا بس أنا هتكسف أقوله كده، وبعدين يعني ما سارة بنت خالتو جميلة بتاخد الدرس في البيت.
كريم بجدية: ملكيش دعوة بحد يا بسملة هي باباها موافق لكن أنا مش موافق وكل واحد يسمع كلام باباه صح؟
نفخت بسملة وهي تومئ برأسها، بينما قال وهو يشير لها بجدية: يلا إدخلي ذاكري.
إنصرفت الصغيرة، فآتيت فاطمة من المطبخ تحمل الشاي، ثم وضعته أمامه وجلست إلى جواره قائلة في تساؤل: بسملة كانت عاوزة ايه يا كيمو؟

نظر لها ثم قال وهو يضيق عينيه: يعني أنتي مش عارفه؟
رفعت حاجبيها وهي تقول متلعثمه: آآ أنا؟ لا لا معرفش
إبتسم بخفة وهو يمد يده يأخذ كوب الشاي ويرتشف منه بهدوء، ثم أعاد وضع الكوب على الطاولة وهو يقول متنهدًا: عيب يا فاطمة لما تبقي أم وزوجة وتكذبي لما أسألك تجاوبي عليا على طول ولما أقول على حاجة لا توافقيني الرأي عشان العيال تقتنع بالكلام طالما أنا وأنتي رأي واحد!

قالت فاطمة بخفوت: طيب أنا كذبت في ايه دلوقتي؟
رد عليها وهو يتمعن النظر في وجهها الطفولي ؛:
ما أنتي بتسأليني بسملة عاوزة ايه، رغم انك عارفة وأنتي كمان إلى قولتلها قولي لأبوكي، صح ولا أنا غلطان؟
لألأت بعينيها وهي تقول بإندهاش: صح، بس عرفت منين هو مفيش حاجه تستخبي عليك أبدا ولا ايه...

تحولت ملامح وجهه للجمود وهو يسألها بغضب: وأنتي بقي يا ست هانم موافقة إني أدخل راجل غريب البيت؟ يجي كده عادي وأنا مش موجود ويدخل وأنتي موجودة وعاااادي كده بالنسبة ليكي؟!
حركت رأسها نافية وأردفت بصوت وجل:
لالا مش موافقة هي بسملة فضلت تزن وقولتلها قولي لبابا بس كده، صدقني.
أومأ برأسه متابعا بنفاذ صبر: ماشي يا فاطمة.

إقتربت منه تضع رأسها على كتفه، ثم همست بحب: والله مقدرش أعمل حاجة تزعلك إنت عارف إني بحبك أكتر من أي حاجة في الدنيا.
إبتسم لها وراح يحاوطها بذراعه وهو يبادلها الهمس: وعارفة كمان إني بغير عليكِ من الهوا الطاير صح؟ ولو حد غيري بصلك بس أقتله وأقتلك.
ضحكت عاليا وهي تقول من بين ضحكاتها: طب تقتلني أنا ليه، ذنبي ايييه؟!
غمز لها بعينه متابعا بمرح: ذنبك إنك مراتي حبيبتي حياااااتي.

عانقته بقوة وهي تتطلع إلى عينيه الحبيبتان وتهمس: ربنا يحميك ليا يا كيمو، وتفضل أمور ولطيف كده وحونين معايا من غير عصبية ونرفزة وتلطيش.
إتسعتا عينيه وقال معاتبا: تلطيش؟ اه يا نصابة بقالي 12 سنة عايش معاكي ملطشتكيش قلم واحد مع إني ببقي عاوز بصراحة أديكي علقة حلوة كده في بعض الاوقات بس للاسف إيدي مش مطوعاني ومتهونيش عليا.

إبتسمت له، ثم قالت بمشاكسه: مش تقدر أصلا تضربني عشان إنت بتحبني وبتموت فيا يا كراميلة.
عض على شفته السفلي بغيظ ثم تابع: طيب بلاش كرميلة دي عشان قصلك لسانك يا بطتي.

البيت هادئ ومرتب بل ومُعطر برائحة نفاذه!
ما الذي حدث؟ وفُتحت النوافذ ليدخل الهواء يرفرف في أنحاء المنزل..
لفحت نمسات الهواء وجه حسام الذي دلف إلى الداخل بعد إن فتح الباب بالمفتاح.
رفع حاجباه مشدوهًا وعينيه تتجول في جميع الإتجاهات محدثا نفسه: ايه ده؟ معقولة سارة جات قبلي!

كاد ليتحرك لكنه تسمر مكانه حين وجدها تخرج من المطبخ وهي ترتدي منامة وردية اللون من قماش الحرير وقد تركت شعرها ينسدل خلف ظهرها بشكل جذاب يحبس الأنفاس..
تأملها حسام بإنبهار ولا زالت علامات الصدمة تعتري وجه الرجولي.
إقتربت سارة تقول بإبتسامة هادئة: حمدالله على سلامتك يا حس.
قال وهو يطالعها من أسفل قدميها حتى أعلاها: الله يسلمك، إنتي جيتي امتي؟

وقفت خلف ظهره تنزع عنه سترته برفق وهي تجيبه بدلال: من بدري يا أستاذ حس ومستنية حضرتك عشان نتغدي مع بعض، ممكن تدخل تغير وتيجي عشان أنا جعااانة أوي أوي.
لم يشعر بنفسه إلا وهو يعانقها ويتنشق عبيرها بقوة، ثم همس بجانب آذنها: من زمان محستش بالحب ده يا سارة، خليكي كده على طول.
أومأت برأسها وهي تبادله عناقه الدافئ: حاضر يا حبيبي.
تراجع للخلف قليلًا ثم طبع قبلة هادئة فوق جبينها وقال هامسًا: بحبك ياسو.

إبتسمت برقة وهي تبادله الهمس: وأنا كمان.
تركها ودلف إلى الغرفه وهو يشعر بإرتياح نفسي وسعادة، لقد أسعده روحها في البيت وشعر بالدفئ الذي إفتقده طويلا..

إنتهت جميلة من تناول الطعام بصحبة زوجها وإبنتها الصغيرة، ثم قامت بإعداد الشاي كعادتها دائمًا بعد إنتهائهم من تناول الغداء..
طُرق الباب فجأة فأسرعت سارة تفتح الباب، لتجد جدتها، فصاحت بمرح طفولي: تيته.
دلفت عفاف تقبلها وتربت على ظهرها بحنان وقالت: حبيبة تيته، وحشتيني.
بينما إتجه إسلام يقول بعدم تصديق: إيه ده، ماما، معقول ايه المفاجأة الحلوة دي.

إبتسمت له وقد صافحته وعانقته قائلة بإشتياق: وحشتني انت وسارة قولت أجي أشقر عليكوا يا حبيبي.
قال إسلام مرحبا: نورتينا يا ماما، إتفضلي.
أقبلت عليها جميلة مرحبة بها وهي تمد بها يدها مصافحة إياها: أهلا يا طنط نورتي، إيه المفاجأة الحلوة دي.
إبتسمت عفاف رغمًا عنها وهي تصافحها وتقول برسمية: شكرا.

جلسوا بعد ذلك جميعا في صالة المنزل، فنهضت جميلة مُتجهه إلى المطبخ وهي تتنهد بضيق فحين تراه تعاملها بنفس الأسلوب خاصتها، ماذا فعلت لها كي تعاملها هكذا، وماذا عليها أن تفعل حتى تراضيها؟!
تسامر إسلام مع أمه قليلًا إلى أن سألته بفضول: ايه يا إسلام يابني هو أنتوا مش هتخلفوا تاني ولا إيه؟
تفاجئ إسلام من سؤالها قليلًا، فصمت لبرهه ثم تابع بجدية: الله أعلم يا ماما!

مصمصت شفتيها، وتابعت: هي مراتك يابني عندها مشكلة ولا إيه؟ فهمني.
حرك رأسه نفيا متابعا: لا يا ماما معندهاش، بس إرادة ربنا محصلش حمل بعد سارة نعمل ايه يعني؟
عفاف بجدية تامة: تكشف عليها يابني لا يطلع عندها مشكلة ولا حاجة أنا يابني عاوزة أفرح بيك وبولادك حواليا.

لألأ إسلام بعينيه، وهو يقول: تفرحي بيا؟ ايه يا ماما ما أنا مخلف أهو والحمدلله والحكاية دي مش شغلاني يعني لو هنربي سارة بس مفيش مشكلة في ناس بتتمني ومش لاقيه
قالت عفاف بعتاب: يابني إنت ماجبتش الواد، انت خلفت بنت الواد هو إلى هيشيلك ويشيل اسمك، إسلام بص يا حبيبي لو مراتك عندها مشكلة إتجوز، من حقك يابني مش عيب، الشرع محلل أربعة.

تسمرت جميلة في هذه اللحظة وهي تخرج من المطبخ تحمل صينية العصائر، فتجهمت ملامح وجهها بشدة وهي تتجه نحوهما، فإرتجفت يديها فجأة لتسقط منها الأكواب على الأرض...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة