قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والثلاثون

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والثلاثون

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والثلاثون

سافرت سارة إلى دولة سويسرا بصحبة حسام، حيث ستقوم بإجراء العملية هُناك...
إستقرا هناك في فندق كبير لحين يحدد الطبيب المعالج اليوم المحدد لإجراء العملية...
أحضرت سارة طعاما خفيفا كوجبة للعشاء وقد وصل التوتر بها للقمة، كان حسام يهدئها محاولا بث الطمأنينة بداخلها رغم قلقه البالغ هو الأخر..
- إن شاء الله خير يا سارة، إهدي
قالها حسام وهو يمسح على شعرها برفق، في حين أومأت سارة بإيجاب وهي تقول بخفوت:.

سامحني يا حسام، سامحني على أي حاجة عملتها غلط على كل الأيام اللي زعلتك فيها، يمكن عمري ينتهي في العملية دي...!
همس لها بحزم:
حرام عليكي يا سارة أنا مش مستحمل، ماتقوليش كده، بإذن الله هتقومي بألف سلامة، بس إنتي جمدي قلبك شوية وخلي إيمانك بالله أقوي..
تنهدت بعمق قبل إن تردف بهدوء:
ونعمه بالله.

كانت تقوم بأعمال منزلها اليومية وهي تتنقل بإرهاق من غرفة إلى أخري، لتتفاجئ بجرس الباب يصدح عاليا فتوجهت لتفتح وهي تزفر بضيق هامسة:
يا تري مين!
وما إن فتحت حتى إتسعت إبتسامتها وهي تهتف بسعادة:
نوارة!
عانقتها الأخيرة بمودة وهي تقول بإشتياق:
إزيك يا بطوطة وحشتيني أوي بجد..
فاطمة وقد بادلتها العناق قائلة بإبتسامة:
وإنتي كمان بجد يا نوارة تعالي إتفضلي...

توجهتا إلى ردهة المنزل وجلستا معا، لتقول نوارة بنبرة هادئة تحمل من العتاب:
كده برضو يا فاطمة ماتسأليش عليا الفترة دي كلها، لا سلام ولا كلام يا صاحبتي..
إبتسمت فاطمة وقالت:
والله يا نوارة مش فاضية وإنتي عارفة إننا مرينا بظروف صعبة وكمان الحمل مأثر عليا ولخمة العيال فبنسي أنا كلت إيه إمبارح أصلا..
ضحكت نوارة بخفوت وتابعت:
ربنا يعينك يا بطوط، قوليلي بقيتي في الشهر الكام دلوقتي؟

أجابتها فاطمة بتلقائية: داخلة على الخامس، إدعيلي
إتسعت إبتسامة نوارة وهي تقول:
ما شاء الله، ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي ويرزقك بطفل سليم معافي..
رفعت يديها إلى السماء قائلة بتأمين: آمين يارب يا نوارة..
ثم نهضت لتقول بمرح: هعمل عصير فريش وجيالك..
أسرعت نوارة تقول: لا مالوش لزوم والله يا بطة، تعالي بس عشان عوزاكي..
أنهت جملتها وهي تفتح حقيبتها وتخرج منها ظرف صغير مُغلق، ثم رفعته أمامها قائلة بهدوء:.

إتفضلي..
عقدت فاطمة ما بين حاجبيها في إستغراب وهي تسألها:
إيه ده يا نوارة..؟
أجابتها نوارة بإبتسامتها الهادئة:
دي كل الفلوس اللي إستلفتها منك قبل كده، سامحيني إتأخرت في ردهم كان غصب عني والله..
أزاحت فاطمة يدها وهي تقول بعتاب:
إيه ده يا نوارة، عيب بجد أنا مش عاوزة حاجة منك
نوارة بتصميم:
لا والله أبدا يا فاطمة، أنا كنت خجلانة أوي من نفسي وما صدقت ربنا يسر عشان أرجعلك حقك..
فاطمة بتنهيدة:.

يا نوارة أنا عارفة ظروفك يعني هتجيبي منين بس!
نوارة ضاحكة بخفوت:
أنا عملت جمعية من بدري وأول ما قبضتها جتلك على طول وده كان ندر عليا فياريت بقي تاخديهم لاني والله عمري ما هرجع بيهم أبدا..
مطت فاطمة شفتيها متابعة بتذمر:
مش إحنا إخوات يا نوارة، ولا إنتي بقي مش معتبراني شقيقتك؟

إنفجرت نوارة ضاحكة قائلة من بين ضحكاتها: شقيقتك، طبعا شقيقتي وأغلي صديقة، بس الحق حق، إمسكي بقي ماتزهقنيش ويلا إعملي العصير الفريش لحسن ريقي ناشف من المشوار..
قهقهت فاطمة وهي تنهض قائلة: عيوني يا صاحبتي...

بعد مرور ساعة..
قضتا من الوقت لحظات مرحة تعالت فيها ضحكاتهما، لترحل نوارة بعد ذلك وتدخل هالة وهي تمسك ظهرها بإرهاق:
إلحقيني يا ختي..
فاطمة ضاحكة: في إيه؟
جلست هالة وراحت تفرك قدميها بألم وهي تقول بصوت مرهق:
كان يوم إسود يوم ما نزلت مع مُني عشان تنقي فستانها ياختي، لففتني على كل المحلات اللي خلقها ربنا ولا في حاجة عاجباها ااااه ااااه على رجلي
ضحكت فاطمة عاليا وهي تقول من بين ضحكاتها:.

احسن عشان أنا قلتلك ما تنزليش معاها، سبيها هي حرة في نفسها..
هالة بحنق: أحمد اللي صمم وبعدين ما تضحكيش عشان أنا على آخري وممكن نخسر بعض دلوقتي...
فاطمة بتذمر طفولي:
اها اتشطري ياختي عليا مش قادرة على ال، هتطشتري على ال...!
ضحكت هالة رغما عنها:
طب إسكتي دلوقتي أنا مش ناقصة!
جلست فاطمة إلى جوارها وهي تقول بمرح:
إومال مين هينزل معايا عشان أجيب طقم أحضر بيه، أنا مش بعرف أشتري حاجة من غيرك يا لولو..

هالة بمزاح: معاكي ربنا يا حبيبتي، خدي جوزك وتوكلي على الله كده والف مبروك مقدما..
كركرت فاطمة ضاحكة ثم قالت بخوف مصطنع: لا بلاش كيمو ده إحنا هندب ميت خناقة مع بعض لو نزلنا ده أنا بفرفر منه لو نزلت معاه كل شوية يزعقلي لما بيخليني هصوت...
وتفاجئا بالباب يُفتح في نفس الحين ويتوجه كريم إلى الداخل، فضحكت هالة قائلة:
إبن حلال، كنا بنقطع في فروتك حالا..
كريم بمزاح:
اه آتاري وداني صفرت وأنا طالع...

ضحكت فاطمة وهي تتجه نحوه وتخلع عنه سترته كعادة كل يوم، في حين تابعت هالة بمرح:
أصل فاطمة بتقول إنها بتفرفر منك، مش عارفة البت دي مفترية ليه كده!
كريم رافعا احد حاجبيه:
أنا يا بطتي..؟
حركت رأسها نافية: أبدا خالص، دي هالة بتهرج ما إنت عارفها مجنونة خالص...
ضحك كريم قائلا: ايوة عارف نفسي تعقل زيك!
لكزته في ذارعه بغضب طفولي:
إيه ده إنت بتتريق عليا يا كراميلة؟
لف ذراعه حول عُنقها وقد إشتد عليها محذرا:.

أشنكلك دلوقتي؟ بطلي تقوليلي الكلمة دي بتضايقني
قهقهت ضاحكة قائلة من بين ضحكاتها الرنانة:
خلاص حرمت يا كيمو
تركها قائلا بمزاح:
ناس ماتجيش إلا بالعين الحمرة..
إقتربت منه وهي تتوسله بدلال:
كيمو ممكن انزل مع هالة عشان اشتري الفستان الجديد اللي هحضر بيه الفرح، ?
تجمدت ملامحه وهو يخبرها بحزم:
مافيش فرح، العريس متدين وهيعمل زفة بس بالعربية وبعدين هيروحوا ايه لازمتها بقي الشحططة ووجع القلب يا بطتي...؟

فاطمة بإحباط:
لان كله جاب جديد، اشمعنا أنا..؟ وبعدين يعني انت هتستخسر فيا يا كيمو...
كريم بنفي: لا طبعا بلاش غباء، الفكرة انك تعبانة والمشاوير دي غلط عليكي وبعدين مين قالك اني هسمحلك تنزلي مع هالة، أنا موجود!
صممت قليلًا ثم تنحنحت قائلة:
مش عاوزة اتعبك معايا، خليك مرتاح...
إستكمل بجدية:
لا يا روحي متخافيش عليا، نتغدي وننزل وهالة لو عاوزة تيجي معانا تيجي..

كتمت هالة ضحكاتها، لتتابع فاطمة بضيق: ايه رايك يا ست هالة، هاتيجي...؟
أومأت هالة موافقة، ثم قالت بمزاح: ماشي، على الأقل أسلك بينكم لما تتخانقوا!..

جلس إسلام على حاسوبه يتابع أعماله المتركمة بحيوية، شعر بها تحتضنه من الخلف وهي تميل عليه قليلًا:
كفاية شغل عشان عيونك ماتتعبش..
إبتسم وقال:
أنا لسه بقول يا هادي يا جميلتي، تعالي إقعدي جنبي..
جلست إلى جواره وهي تتأمله، مازالت لا تصدق أنه عاد يري كل شئ، تلك الإبتسامة وعلامات الإرتياح المرتسمة على وجهه تشعرها بالسلام الداخلي لطالما كان بخير...
نظر لها بطرف عينه وهو يسألها بمرح:
إحلويت صح..؟

توردت وجنتيها وهي تضحك بخجل، ثم قالت هامسة: طول عمرك زي القمر أصلا..
رد عليها مطصنعا الغرور: مابحبش أتكلم عن نفسي كتير بقي!
ضحكت بسعادة وقد وضعت رأسها على كتفه متنهدة بعمق، لتقول من بين ضحكاتها: تبا لتواضعك يا سولي...

إرتدت فاطمة ملابسها ثم توجهت إلى خارج الشقة بصحبة زوجها وطفليها، لتخرج هالة أيضا من شقتها قائلة ؛:
أنا جاهزة..
بينما كان يهبط والده الدرج أيضا وهو يقول بإبتسامة: وأنا كمان جاهز...
كريم بإندهاش:
إنت كمان يا بابا؟!
والده بحزم:
إيه ياض في إيه، إتخنقت عاوز أشم الهوا، هو ممنوع أجي معاكوا ولا حاجة...؟
حرك كريم رأسه بالنفي ضاحكا:
لا أبدا يا أبو خليل، تنور والله...

هبطوا جميعا الدرج، وإستقلوا السيارة وقاد كريم منطلقا بها...
بعد مرور نصف ساعة، كانوا يتنقلون بين معارض الملابس وسط شجار فاطمة وكريم ليتدخل والده يفض الشجار تارة وتدخل هالة تارة أخري..
تبكي الأطفال ليعود يراضيها بنفاذ صبر، ثم يثور مجددا حين تنتقي شيئا لم ينال إعجابه بينما هي تصمم عليه...
تفاجئت بعد ذلك بشخص ما يهتف بإسمها وهو يقترب منها ليصافحها، لتلمع عيني كريم بوحشية و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة