قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأول

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأول

رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأول

وبينما كان يسير معهم إسلام بصحبة إبنتهُ سارة، والتي كانت تشبه والدتها (جميلة) أيضًا إلي حد كبير...

وصلوا إلي المنزل جميعًا، بينما قال كريم سريعًا وهو يصعد أول درجات السلم: هطلع العيال دي يا أبو خليل ونازل..
فيما قال إسلام: طب خد سارة معاك يا كريم معلش طلعها.
أوما كريم رأسه وأخذ سارة مع أولاده وصعد للأعلي ما أن صعد وجد جميلة وشقيقته هالة فركض الصغار نحو عمتهما الحنونة يمرحا معها ومع أولادها أيضًا بينما تحدثت جميلة مبتسمة: كل سنة وأنت طيب يا كريم.

بادلها كريم الإبتسامة وقال في هدوء: وأنتي طيبة يا جميلة أومال فاطمة فين..؟
ردت هالة مجيبة عليه: جوه بتعمل الفتة يا كيمو.
في حين ركض كريم الصغير نحو خاله والذي يبلغ من عمره عشر أعوام وقال بصياح طفولي: كل سنة وأنت طيب يا خالو كريم.
إنحني كريم بجزعه مُقبلا إياه وهو يقول: وأنت طيب يا بطل أومال فين البت چودي أختك تتحسد ملهاش حس يعني.
هالة ضاحكة: أسكت يا كريم الله يخليك نامت، دي بطلع عيني.

ضحك كريم وقال وهو يتجه إلي داخل شقتهُ: طيب أما أشقر علي بطتي بقي.
ما إن دلف، هتف عاليًا: بطتي
فاطمة من داخل المطبخ: أنا هنا يا كيمو.

دلف كريم إلي المطبخ وجدها تقف وتطهي الطعام وقد نبتت حبات العرق علي جبينها آثر حرارة الوقود فإقترب قائلاً وهو يمسح حبات العرق عن جبينها برفقٍ: حبيبي ديما تاعبة نفسك كده وكل حاجة بتعمليها ومريحة الكل.
إبتسمت له لتقول بهدوء: معلش بقي ما هو عمو إبراهيم قالي مش هاكل غير من إيدك.
بادلها الإبتسامة وقال ناظرًا إلي عينيها: طيب يا بطتي بس متجهديش نفسك كتير ماشي؟

أومأت برأسها وقالت: حاضر يا كيمو متخافش عليا.
كاد أن يتحرك ولكنه وقف قائلًا بغمزة من عينهُ: بس ايه الجمال ده يا عم؟
ضحكت بخجل، وقالت رافعة حاجبيها بمشاكسه: جمال ايه؟ وأنا بعمل فتة؟
ضيق عينيه قائلًا بجدية تامة: أنتي قمر في كل حالاتك مفهوم ولا لاء؟!
قهقهت قائلة من بين ضحكاتها: يا كيمو أنت بتقلب بسرعة جدا مش ببقي عارفة بتهزر ولا بتكلم جد!
رفع أحد حاجبيه وقال مازحاً: هو كده عاجبك ولا لاء.

فاطمة متنهدة بإبتسامة: عاجبني جدآ
إقترب وطبع قبلة علي جبينها، فدلفت العمة رجاء وهي تقول بتساؤل: فاطمة عملتي الفت...
إبتعد كريم سريعاً، وهو يتنحنح بحرج قائلًا وهو يتجه إلي الخارج بخطوات سريعة: كل سنة وأنتي طيبة يا عمتي...!

قهقهت رجاء ثم قالت من بين ضحكاتها: يوه جتك ايه يا كريم ضحكتني، فيما ضحكت فاطمة بخجل وإنتبهت لما تفعل، فتحدثت رجاء ثانية بإبتسامة: طب أساعدك في ايه يا بطوط مش معقولة يا حبيبتي هتفضلي واقفة لوحدك كده!
فاطمة بهدوء: خلاص يا عمتو كل حاجة جاهزة فاضل بس اللحمة تتسلق والفتة تكون تمام.

تنهدت رجاء وقالت وهي تومئ برأسها: ماشي ياحبيبتي إدخلي بقي غيري هدومك وإتظبطي كده عشان تعجبي كيمو أكتر، أنهت جملتها بضحكة عالية بينما ضحكت فاطمة ملئ شفاها هي الأخري وسارت في إتجاه غرفة نومهما حتي تُبدل ثيابها...!

وفي الأسفل، آتي الجزار وأخذ يسن السكين، ومن ثم قام بربط الأضحية من قدميها، وقام بذبحها علي الطريقة الشرعية بعد أن سقطت علي الأرض حيث سمي وكبر ثم ذبح فورًا، بينما جلس إبراهيم يُشاهد الأضحية وجلس إلي جواره كريم الذي قال بتساؤل: مالك يا بابا شكلك مضايق ليه كده؟
تنهد إبراهيم طويلًا، ثم تحدث بهدوء وقد أغرورقت عينيه بالدموع: إفتكرت عمك حسين الله يرحمه أول عيد لينا من غيره.

أومأ كريم برأسه وقال بحُزن طغي علي ملامحه: الله يرحمه ويغفر له!
أخذ إبراهيم يتنفس بعُمق، ثم قال بهدوء: بالرغم من الجبروت الي كان فيه بس كان فيه حاجات كويسة زي كان كل سنة لازم يضحي وبيعمل خير كتير في السر بدون ما حد يشعر! حتي إنه وصاني إني مقطعش أبدا الأضحية كل سنة
كريم بتفهم: ربنا يرحمه يا بابا ويباركلنا في عمرك.

إبراهيم بتنهيدة: يارب، المُهم يا كريم أنا كمان بوصيك متقطعش أبدا الضحيه مهما حصل العمر مش مضمون
إنحني كريم بجسده ليقبل كف والده وهو يقول بحنان: أنت الي هضحي كل سنة، وحسك معانا ديما ده أنا من غيرك أموت أنت متعرفش إنت بالنسبة ليا إيه، ولا إيه يا أبو خليل!
إبتسم له بحنو، بينما تابع مرددًا: ده أنت سندي وضهري في الدنيا يابني ربنا يباركلي فيك أنت وولادك العفاريت دول.

ضحك كريم وقال من بين ضحكاتهُ الرجولية: ويباركلي فيك يا أبو خليل..

بعد ساعتان
أخذت فاطمة ترص الصحون علي الطاولة الكبيرة، بينما عادت إلي المطبخ وشاركن معها شقيقاتها والعمة رجاء وأحضرن الطعام ملئ الطاولة علي أكمل وجهه...
جلسوا جميعًا حول الطاولة بينما جلس كريم وهتف قائلًا بجدية ولهجة آمرة بعض الشئ: فاطمة كفاية لو سمحتي وتعالي إقعدي بقي!

إنصاعت له وآتيت تحمل الملاعق في يديها فوضعتها علي الطاولة وجلست إلي جواره، فمال هو عليها هامساً بمزاح: لازم أزعق عشان تسمعي الكلام!
إبتسمت له بتوتر، وأخذت إبنتها الصغيرة لتجلسها علي ساقها وتُطعمها بينما ضحك كريم وشرع في تناول طعامه فيما تحدثت هالة بمراوغة: نفسي أعرف بتقولوا ايه!
كريم رافعاً أحد حاجباه: خليكي في حالك يا لولو.

تدخل أحمد زوجها قائلاً بمزاح: عاجبك كده اهو كسفك صحيح حاشرة نفسك ليه يا لولتي!
تنهدت هالة بغيظ وقالت بتذمر: يا بابا عاجبك كده خليهم يسكتوا.
ضحك إبراهيم وقال وهو يبتلع طعامه: حد قالك تتحشري صحيح؟
قهقهت فاطمة عالياً وهي تقول من بين ضحكاتها: كلهم عليكي يا لولو!
تدخلت جميلة هي الأخري قائلة: ولا يهمك يا لولو أنا في ضهرك يابنتي
هالة بمزاح: عاش يا جوجو..

فيما تدخلت سارة قائلة بمزاح: متحاولوش تدخلوا بين فاطمة وكريم في أي شئ لأنكم هتتكبسوا كابسة سودة يعني.
أومأ كريم برأسه مؤكدا وقال غامزًا موجهًا حديثه لزوجته: بالظبط، مش كده ولا إيه يا بطتي؟
أومأت فاطمة رأسها وهي تبتسم له، بينما تحدث حُسام أخيراً الذي كان يتابع ضاحكا وقال مازحاً: براڤو عليك يا صاحبي طب إحنا قاعدين علي فكرة!

ضحك الجميع وتعالت الضحكات، وتمازحون، إلي أن إنتهي الطعام وجلسوا بعد ذلك يحتسون الشاي
جلس الرجال في جانب والنساء في جانب آخر...

جلست جميلة تحتسي الشاي بشرود وقد ظهرت علامات الضيق علي وجهها فجأه، فنهضت فاطمة لتجلس إلي جوارها، وإقتربت قائلة بخفوت وتساؤل: مالك يا جميلة في ايه؟
تنهدت بعمقٍ ثم أردفت بضيق: أصل إسلام عاوز يروح يعيّد علي أهله وأنا بقيت بحس أنهم مش بيحبوني خالص وديما معاملة والدته معايا جافة ونظراتها غريبة
فاطمة بتعجب: من إمتي الموضوع ده؟ أنتي عمرك ما جبتي سيرة!

جميلة بهدوء: عشان إحنا كُنا مسافرين ومش هنا مكنتش أعرف طباعهم! لكن دلوقتي عرفتهم وعاشرتهم وحاسة إنهم مش بيطقوني أصلا وبصراحة مبقتش أحب أروح عندهم خالص!
فاطمة بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله! زعلتيني والله ربنا يهديها عليكي يارب
جميلة بتأمين: امين...
قاطع حديثهما صوت إسلام وهو يهتف ب: يلا يا جميلتي.

نهضت جميلة مُتجهه إليه وهي تقول: حاضر يا إسلام، ثم إتجها إلي الخارج بعد أن صافحا الجميع وإنصرفا وإنصرف البقية كلا منهم إلي شقته حيث أنهم يقيمون في بناية واحدة خاصة بهم..
قال إبراهيم الصغير وهو يهتف بتذمر: بابا، أنا هخرج النهارده عيد علي فكرة ها!
كريم بمزاح: يا النهاردة عيد تصدق فاجئتني يا هيما!
ضحكت فاطمه قائلة: يا هيما طبعا بابا هيخرجنا وهيفسحنا أومال ايه يعني!؟

رفع كريم احد حاجباه وقال بجدية مُصطنعه: دي تدبيسه بقي.
أومأت فاطمة برأسها وهي تقول بتوسل: بليز يا كيمو تخرجنا النهارده من فضلك بقي! إحنا في عيد علي فكرة.
أغمض عينيه بنفاذ صبر وتابع: زهقتوني بالعيد عرفنا أنه عيد، بس الي متعرفهوش بقي إن ده عيد لحمة للأكل وبس مش للخروج خالص..
قهقه إبراهيم والده وتابع من بين ضحكاته: وعيد الفطر عيد كحك أومال الخروج بيكون إمتي يا أبو الكرم؟

تابع بمرح: أنت معايا ولا معاهم يا أبو خليل!
فاطمة بمزاح: معانا طبعا مش كده يا عمو؟
إبراهيم بتأكيد: طبعا هو أنا ليا غيرك يا بطتي.
عقد كريم حاجباه وقال: احم يا أبو خليل متقولهاش يا بطتي، بتاعتي انا دي!
ضحك والده وقال: هتغير عليها مني ياض ولا إيه
كريم بمزاح: بصراحة آه..
نهض إبراهيم قائلاً بإبتسامة: طيب يا أخويا أما أطلع شقتي بقي عشان تعبت من الدوشة.

قفز إبراهيم الصغير، وهو يقول بتوسل: لالا يا جدو الله يخليك خلي بابا يخرجنا الأول عشان خاطري
بينما تابعت بسملة شقيقته مرددة: أيوة يا جدو عشان خاطري أنا كمان...
إبراهيم بنفاذ صبر: خرجهم يا كريم، إحنا في عيد
كريم نفيًا: لا مش هينفع الأماكن في العيد بتكون زحمة جدا وآخر قلة أدب نخرج نعمل ايه خليها بعد العيد تكون الدنيا هديت وهبقي أخرجكم
قفز الصغار بإعتراض طفولي...

فتابع كريم بحزم وجدية: قلت مش هينفع يعني مش هينفع سامعين؟
تدخل والده وقال: طب خلاص أخر النهار هبقي أخدكم أنا ورجاء ونروح النادي، متزعلوش بقي!
كاد كريم أن يتحدث فقاطعه بجدية مصطنعة: أظن لما أتكلم تسكت مش كدة ولا إيه؟
صمت كريم ثم تابع بمزاح: سكت أهو
تهللت أسارير الصغار وهما يحتضنان جدهما الحنون، بينما إبتسم كريم لعلاقة أولاده القوية بجدهم...
فتابع إبراهيم بتساؤل: وأنتي يا فاطمة مش هتيجي معانا؟

أسرع كريم مجيبا عليه: لاء!، قصدي سيبلي بطتي يعني يا بابا لو سمحت
ضحك إبراهيم وهو يضرب كفا علي كف: يابني حرام عليك سيبهم يشموا نفسهم هي أصلا مش عاوزة تقعد معاك صح يا بطة؟
إبتسمت فاطمة ونظرت إلي زوجها الذي نظر لها مبتسما واثقاً لما ستقوله...
فاطمة بخجل: آآ لا أنا هقعد مع كريم يا عمو
رفع إبراهيم حاجباه بغيظ وقال: ماشي أنا غلطان إني قاعد معاكم أصلا يلا يا عيال..

أخذ الطفلان معه وإتجه إلي الخارج وسط ضحكات كريم الذي قال: طب واخد العيال ورايح علي فين
إبراهيم: طالع بيهم عندي عندك إعتراض؟
حرك كريم رأسه ضاحكا: لا أبدا، براحتك يا أبو خليل ده عز الطلب.
ضحك إبراهيم وصعد ومعه الطفلين بينما أغلق كريم الباب وذهب إلي زوجته طابعاً قبلة فوق جبينها قائلاً في هدوء وهو ينظر إلي عمق عينيها: كُنتي عاوزة تخرجي معاهم يا بطتي؟

حركت رأسها نافية وقالت بإبتسامة: لأ، مش بحب أخرج من غيرك يا تكون معانا يا بلاش يا كيمو
- حبيبي
نطق بها كريم، ثم غمز بمرح وحملها بحركة واحدة قائلاً في مرح:
- مش عارف كُنت عاوز أقولك علي إيه كده ونسيت!

في منزل أهل إسلام
وصل إسلام بصحبة زوجته وإبنته الصغيرة سارة، بينما أقلبت عليه أمهُ محتضنه إياه بإشتياق وحُب وكذلك فعل إسلام..
- كده برضو تغيب عني كل ده يا إسلام هانت عليك أمك متشفهاش كل ده
إبتسم إسلام ليجيب قائلاً: معلش يا أمي شغل والله ومش بفضي وأديني جيت أهو يا حبيبتي
إبتسمت له بحنان وقالت: ماشي يا حبيبي منور الدنيا..
لم تعني عفاف أي إهتمام ل جميلة التي كانت في قمة إحراجها لتجاهل عفاف لها..

شعر إسلام بٱحراجها فأمسك يدها وجذبها ناحيته ليدلف خلف والدته إلي الصالون، ما إن دلفوا ركضت الصغيرة إلي جدها عبد العزيز..
صاحت بمرح طفولي: جدو
عانقها الجد بدوره وهو يقول بإشتياق: حبيبة جدو وحشتيني اوي
إقترب إسلام وقبل كف والده قائلا في مرح: طب وأبو سارة يعني موحشكش ولا حاجة
ضحك عبد العزيز: لا إزاي وحشتني جدا كمان، ثم نظر إلي جميلة: إزيك يا جميلة يا بنتي عاملة ايه.

ردت جميلة بخجل: الحمدلله يا عمي إزي حضرتك أنت
أومأ لها مبتسما: بخير يا بنتي
نهضت عفاف قائلة: هحضر الغدا بقي.
أسرع إسلام يقول في عتاب: ماما، أنتي مسلمتيش علي جميلة..!
تأففت عفاف وهتفت: اه معلش مأخدتش بالي إزيك؟
أومأت جميلة في حرج: الحمدلله إزيك حضرتك إنتي.

أومأت لها في صمت وإتجهت إلي المطبخ، بينما نظرت جميلة إلي زوجها بحزن فربت علي يدها بمواساه، وفيما قال عبد العزيز بهدوء: متزعليش يا جميلة أنتي عارفة إن إسلام إبننا الوحيد وعفاف بتحبه جدا وغيرانه منك عليه.
ضحكت جميلة بهدوء بينما لف إسلام ذراعه حول كتفيها وقال محاولا تخفيف الأمر..
- لأ جميلتي قلبها أبيض ومبتزعلش من ماما صح يا جوجو..؟

أومأت جميلة بإبتسامة حانية فحقاً هو زوج حنون عوضها عن الكثير والكثير لطالما كان لها الأب والزوج والصديق وإستطاع ببراعة أن يستحوذ علي قلبها الحنون ذاك ليعيشا سويا في أمان ولا يسود بينهما إلا كامل الإحترام...
بعد دقائق شعرت بملل فنهضت قائلة بتنهيدة: أنا هساعد طنط في المطبخ يا إسلام عن إذنك
إبتسم برضي وقال: ماشي ياحبيبتي..
إتجهت جميلة إلي المطبخ، ثم دلفت قائلة بحذر: محتاجة مساعدة يا طنط؟

حركت رأسها بصمت نافية، فتجرأت جميلة قليلا وإقترب..
طب أنا هعمل السلطة و...
قاطعتها عفاف وهي تجذب منها صحن الخضراوات وقالت بحدة: لأ معلش أصلي بقرف ومبحبش أي حد يحط إيده في أكلي..!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة