قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وستة

قالت مارية بلوم
-ليه مقولتليش اللي حصل كل ده
انفجرت اسيا فى الضحك، وصدي ضحكاتها يرن الغرفة التي بلعتها الصمت
الضحك تحول لهيستريا وآسيا تنقل مقلتيها الزرقاوين بلمعة مخيفة لتواجه شقيقتها لتقول بسخرية مقيتة
-عايزاني اقولك ان اختك اللي كل مرة بتيجي تقطع فيكي عشان حبيتي واحد غلط وسلمتيه نفسك، أختك نفسها بغباء عملت كدا وخدعها
رغم قساوة كلمات آسيا، نكست مارية والماضي الأسود الخاص بها بنضال لا ينسى.

ماهر بكل جهده يتناساه، لكن كيف ويوجد شمس صلة وصل بينهما، هي حتى الآن تخشى أن تحمل بطفل يشغلها عن شمس، شمس تحتاجها تلك الفترة
تحتاج اعادة صلة العلاقة بين أم وطفلتها، حتي تكبر وتختار بينهما، ولو أن كفة نضال هي المرجحة، لكن الأيام دواليك!
زفرت آسيا بحنق وهي ترى تعابير الألم المرتسمة على وجه شقيقتها، عضت على طرف شفتها السفلى وهي تغمغم بحدة
-انا اسفه على اللي قولته زمان، مبقاش لينا غير بعض.

رفعت مارية حاجبيها حتي كادت تلتصق على منابت شعرها لتلوي مارية شفتيها بيأس قائلة
-انتي اختي في النهاية، مضطرة استحمل جنانك
زفرت آسيا بعجز وهي تمرر أناملها على خصلات شعرها الثائرة كملامح وجهها، ليصيب وجه مارية الذهول وهي تهمس اسمها
-آسيا
رفعت آسيا حاجبا شريرًا، وهي تقطعها عن مخططاتها الشريرة التي تلقها فى بئر سحيق بسبب الهركليز الجاحد، لتهتف مارية بذهول وهي تري تقلبات شقيقتها من الجنون للوداعة!

-اوعي تكوني حامل منه
شهقت اسيا بصدمة لتتراجع خطواتها بذهول وهي تضع يدها على بطنها المسطحة الخالية من بذرة عشقه فى رحمها!
انفجرت في الضحك المرير لتهز كتفيها بملل، وأمومتها تأن بوجع لتقول
-لو علي الموضوع ده، تأكدي مية في المية اني مش حامل، كان بيرفض
اتسعت عينا مارية عن محجريهما، وهي تنظر الى جسد شقيقتها الأنثوي، لقد كانت تجعل نصف رجال فى العمل يتصارعون كالديوك البرية من أجلها، غمغمت مارية باستنكار.

-بيرفضك!
مسدت آسيا على مواضع مفاتنها التي تنحر الرجال، بإستثناءه لتقول بتهكم
-تخيلي
لم تمنع مارية تتسائل بقلق
-اعصابه باردة للدرجة دي ولا
قاطعتها آسيا بخشونة، ورفضت مجرد تلميح واحد يهين رجولة زوجها
-راجل متقلقيش، بس هو بيحب يعاقبني
هزت مارية رأسها بإستنكار شديد، لا تصدق أن زوجها بارد الأعصاب أمامها!
قالت مارية رغم الفضول في عينيها
-مش هدخل في التفاصيل.

لوت اسيا شفتيها بحنق، وهي تتحسر علي أنوثتها التي يدفنها ذلك الجلمود
بارد المشاعر
مهلك أعصابها
ومحطم فؤادها، قلبها العليل ما زال يرغب به
وحده من يطرب أنوثتها، وحده من يراها آسيا، دون أي تفاصيل إضافية
غمغمت بحرقة وهي تدفن وجهها بين يديها
-ولو دخلتي، مش هتفرق
أجلت مارية حلقها لتسألها بيأس
-هتعملي ايه طيب بعد الرسالة دي
رفعت اسيا رأسها بتيه شديد، يوضح تخبطها طول الشهر المنصرم قبل أن تقول بجمود.

-بعد ما اتأكدت فعلا ان الكلام ده صح بالتواريخ، وسألت البنك اللي كان بيحط فيه الفلوس مفيش غير حل واحد
تحفزت مارية وهي تري التصميم والعزم في عينيها لتقول
-وهي؟
غمغمت بجفاء
-مواجهة أخيرة
تلك المواجهة تخصها هي، تخص حياتها القادمة
مع مستقبلها المظلم، همست مارية بجزع
-خايفة عليكي
ربتت اسيا علي ظهرها بمودة، قبل أن تشعر برائحة عطره الرجولي تأسر المكان ليزكم خياشيمها
-متقلقيش هكون كويسة.

اضطربت ملامح مارية جزعا حينما رأت رجل ضخم واقفا امام الباب، ليثير داخلها هلع وكأنها أمام شخصية هرقل بضخامة جسده وميج الأنثى المغوية
تمتمت بارتباك وهي تدقق النظر نحوهما، وبالأخص تجاه شقيقتها التي تحفز جسدها وهي تتطلع الى زوجها بغضب
-كلميني
اومأت آسيا بتفهم، لتفر مارية هاربة وهي تدعو السلامة من أجلها.
ابتسم لؤي بمكر وهو لا يصدق أن النساء تشعر من ضخامة جسده إلاها
تلك الكتلة الشيطانية المتحركة.

المرأة المغناجة، بدلال جسد اكتسب مكامنه الأنثوية تستطيع نحر أي رجل
وعقل داهية يودي بها الى التهلكة
ولسان يستحق البتر أيضًا!
رفعت آسيا رأسها بأنفه، لتقول بجفاء ودون تردد
-طلقني
رفع حاجبيه للحظة قبل أن يخفض عيناه ويتلكئان على جسدها، يرى بعض الأماكن قد ازدادت أنوثة مهلكة له بسبب فرط الطعام، يعذرها لانها فى فورة صدمتها، وتوقع طلبها مال رأسه ليقول بسخرية لاذعة
-انتي عارفة لو كنتِ حامل كنت ادتلك عذر.

احتدت عيناها شراسة وهي تري عينيه النهمة لجسدها، هبطت نظراتها الي منامتها الأنثوية التي ضاقت عليها قليلاً
حسنا تحتاج ل حمية غذائية سريعة لإستعادة جسدها الطبيعي، ورسالته التي أخبرتها انه استمع الى محادثتها مع شقيقتها
فليستمع
وليفخر أنها دافعت عن رجولته، وكبرياء شرقيته العفنة، جزت على أسنانها وهي تقول بحنق
-ايه البجاحة اللي انت فيها دي
تلك المرة ضاقت لؤي عينيه بتوعد شديد ليقترب منها قائلا بشراسة.

-ده انتي اللي بجحة، ومش هامك حد، عايزة ايه تاني، مش كل اللي نفسك فيه اتنفذ
انفجرت آسيا تصرخ في وجهه، وقد ضاق بها الأرض ذرعا للومه، وجفاءه الغير مبريين لها، ولا يراعي حتى مدى حساسية الأمر لها
-انت جاي تحاسبني على ردة فعلي، مش انت جررتني عنديهم بدون ما تمهد حتى، خلتني اواجه اكتر ناس اذتني وعايز مني اصبر
لمعت الزرقة الداكنة بشيطنة، قبل أن تنكس برأسها وهي تسأله بوجوم.

-انا فين من كل ده، انا رقم كام في حساباتك
وقبل أن يتسنى له الرد، أجابته بمرارة
-صفر يا لؤي، صفر
رفعت رأسها إليه تريه نصل الخذلان الذي دكه فى صدرها، لتهمس
- طلقني
وضع لؤي يديه في جيب بنطاله، ليسارع بإرخاء عقدة ربطة عنقه وهو يغمغم بضيق
-روحي نامي، انا جاي من الشغل تعبان
اندفعت نحوه وهي تدفعه بكل قوتها، لتصرخ بمطالبة كرامتها الممزقة
-بقولك طلقني
ثم رفعت عيناها تواجه صخرتي عينيه لتهمس بمكر.

- و إلا هطلع على السفارة وهما اللي يطلقوني منك
ابتسم لؤي بقسوة ليمد يده ويحتضن خصرها، بما يسمى عناق الموت
يشل أطراف جسدها، ويسحق عظام ظهرها لتتأوه بوهن وهي ترفع ذراعيها تحاول الفك من قبضته، ليميل برأسه وهو يهمس بنبرة متوعدة
- خلي رجلك تعتب باب السفارة، واعرفي انه مش هيطلعلك نهار.

تقهقرت جيوشها الضارية متراجعة بتخاذل، لتستسلم لثواني ووهن لتستريح برأسها علي صدره وهي تضم قبضة يدها لتضربه بوهن على صدره الصلب
- مش بتهدد يا لؤي متخلنيش اتجنن واقلبها عليك وعلى الكل
زفر لؤي بيأس ليحرر حصار خيرها قبل أن يقبض علي رأسها ويتحكم به وهو يضم جانبي وجهها ليسألها بصراحة
-انتي عايزه مني ايه تاني، انا زهقت
تريد عائلة
تريد أطفالا منه، تنجب العديد من الأطفال
تريد حياة جديدة
تريد استرجاع طفولتها.

تود عودة أبيها من الموت
تود تعويض النقص له ولعائلتها التي ستكونها معه
لولا انه أصابها بداء العشق، لتركته ولمن تلتفت خلفها
ستستمر في حياتها، الزواج من رجل وانجاب العديد من الأطفال
لكنها تريد حبه
هو الرجل الوحيد الذي سيظل يعشقها حتى لو انطفأت أنوثتها المتوهجة
سيحبها حتى لو اكتسب جسدها بعض الوزن
سيظل ينظر لها بتلك الطريقة التي تجري الكهرباء فى عروقها حينما ينال منها قبلة ليخلفه بعده رفع رايات البيضاء.

عادت تلكمه فى صدره وهي تجيبه بحرقة
- انت هتستعبط، بقولك طلقني
ضم لؤي جسدها بتملك جعل اسيا تأن بطلب وذراعيها ترتفعان لتلف حول عنقه وهو يغمغم بخشونة
-مش ده اللي انتي عايزاه يا آسيا
تأوهت بوهن شديد لتشعر بالأرض التي تميد بها، لولا جسده الذي عمل كدعامة وسارع من رفع ساقيها لتحتضن خصره وسار بها نحو غرفتهما.

دفنت وجهها في عنقه، توزع العديد من القبلات لتفاحة آدم الخاصة به، وعرقه النابض، ليقبض لؤي علي خصرها بقوة ويقرصها
تأوهت بألم حقيقي حينما زاد من وجع قرصاته، لتترك مواضع ضعفه جانبه وهي تهمس بهوان
-دلوقتي آسيا، دلوقتي عارف آسيا عايزة ايه ومش عايزة ايه
هم بوضعها علي الفراش، لكن اسيا ألقت بكامل ثقلها عليه ليختل وزنه لثواني وهو يميل بها، صاح بحدة حينما وقع على الفراش وهي تعتليه
- آسيا.

رفعت آسيا رأسها وخصلات شعرها البرية، تحكيان عن قصة امرأة لم تخلق بعد للانحناء
وهذا ما يعززه لها، قبل أن تأتي هي وتطعن رجولته، فماذا تنتظر منه؟
تصقيف مشجع أم قبلة؟! وهو يعاقبها بهجره في الفراش ويعلم كم هذا موجع لكلاهما!
تمتمت آسيا بضعف وهي تدعم ذراعيها كي لا تسقط على صدره
-انا مش عايزة أأذيك، انا بقيت اخاف علي نفسي
انفجرت فى البكاء وهي تداري عينيها عنه، ليستقيم لؤي ملهوفا وهو يضمها بقوة إلى ذراعيه.

نحو ملاذها الآمن، ومسكنها المفضل
صاح لؤي بصرامة وهو يربت علي خصلات شعرها قبل أن يدفن نفسه في خصلات شعرها السوداء مقبلا اياه
- مش هسمحلك تأذي نفسك
رفعت اسيا رأسها تحكي عن وجعها الأخير، وجع أمها وما جرمته في حقهما من حياة التسول والاب يعوض حرمانه وضميره ببعض أموال تعيلهما حتى إنهاء خلافاته غمغمت بضعف خاص بهما
لغة تذكره بالأيام الخوالي، حينما تتحدث عن وجعها بوالدها وقراره بتركه لهما
-لؤي.

خبئ وجهها في صدره وهو يشدد من طوق الحماية ليربت على ظهرها هامسًا
- هيعدي، كله هيعدي.

وقفت وجد تنظر إلي الشقة بعد تغير الأرضيات البلاطية التي جار عليها الزمن إلى أرضيات بورسلين لامعة رغم تفضيلها للأرض خشبية حيث يمنحها الدفئ لكن هذا ما فضله عاصي، فقررت هي أن لا تكترث للأرضيات ولا الحوائط، وستصب كامل اهتمامها فى صومعتها لمنشئها الخاص بتصميم الثياب فى احدي غرف المنزل الفسيح!

تورد طفيف يغزو وجنتيها وهي تتخيل كل أثاث تختاره معه لمنزل أحلامهم، لتلتفت نحو عمتها جميلة لتسألها ببعض التوجس
-ها ايه رأيك
همت بنطق مماة كحال لسانها الذي اعتادت قوله من الصغر، إلا أنها اطبقت شفتيها بصمت، جعل جميلة ترفع عيناها نحوها لتهمس ببعض الخيبة
-برضو لسه حساها تقيلة على لسانك
دمعت عيناها وهي تكبت وجعها، وقلة حيلتها، تعامل معاملة أقل من وضيعة وكله بسبب التي غادرت المنزل، عمها يقاطعها حتي الآن.

ووسيم يحاول تلطيف الأجواء وكذلك وجد تشاركه ببعض الحيطة والحذر، لكن كما يقولون، لا حياة لمن تنادي!
غمغمت وجد بأسف
-اسفه، بس صدقيني صعب
هزت جميلة رأسها وهي تنحر مشاعرها السلبية، لتنظر من صورة ايجابية تلك المرة
صغيرتها جلبتها اليوم لتري شقة زواجها المستقبلي، لا تنكر أن العقار قديم ويدل على عراقة أصله، تعلم بعض من المعارف فى المنطقة وهذا يطمئنها قليلاً لتهمس بهدوء
-براحتك يا وجد.

ابتسمت وجد وهي تتنقل نحو الشقة الفسيحة بحرية، وابتسامة عاشقة تزين ثغرها لتسألها بحماس
-قوليلي رأيك في الشقة
هزت جميلة رأسها باستحسان لتنظر الي الأرضية اللامعة ببعض الاستحسان لتقول
-مش بطالة، المهم ان كل pieces اللي طلبتها ميبقاش فيها خدشة لما تتنقل
اومأت وجد برأسها، وهي تعلم شحنة الأنتيكات التي طلبتها ستكون باهظة الثمن، وربما تدخل فى وصلة شجار مع عنيد الرأس، لتغمغم ببعض القلق
-متقلقيش.

صدر صوت ضجيج من علي مقدمة باب المنزل، أرهفت جميلة بإذنيها للاستماع الي المتحدث وما ان علمت هويته هزت رأسها بيأس، وعرض المهرج على وشك البدأ..
ثلاثة
اثنان
شهقت تحية بتصنع واصوات اساور الذهب يصدر ضجيج مزعج كصوتها
-يارب يا ساتر، مش تقول يا ابني فيه حد هنا
اتسعت عينا جميلة بجحوظ وهي تري الرجل الذي بصحبتها، توجست في نفسها خيفة من هيئة الرجل المرعبة ليصدر صوته الأجش وهو يربت علي كرشه الضخم.

-ماخدتش بالي يا ست توحة
تعمدت تحية النظر من اسفل عينيها الي هيئة المرأة العجوز المتصابية، لتراها ترتدي تنورة قصيرة وسترة ملائمة من نفس لون التنورة، لتمتعض شفتيها بحنق موجهه لمحدثها
-قولي التشطيبات وصلت لحد فين
القي الرجل نظرة متفحصة تجاه الشقة ليربت علي كرشه ليقول بابتسامة متكلفة
-متقلقيش يا ست الكل، تلات شهور بالضبط وهتلاقي الشقة دي شمعة منورة.

هزت تحية رأسها باستحسان، وما ان استمعت الي المدة التي قالها صاحت بسخط
-تلات شهور مين ده يا وااد، اوماال مدياك فلوس ليه؟!، مش عشان تخلص
اسبل الرجل جفنيه قبل أن يقول بغمغمة نزقة
-يا ستنا الصنايعية زي ما انتي شايفة، الصناعية يوم اه وعشرة لأ.

هزت تحية رأسها تجاه وجد التي اقتربت منهما بتؤدة لتري اتساع عينا الرجل من هيئة المرأة الشابة التي اقبلت عليهما، اخفض ناظريه وهو يعلم ان توحة ان رأت انه يتعدي على أهل بيتها لن ترحمه ولا حفيدها، وقد تاب توبة نصوحة بعد أعوام من الفساد والعربدة!
سألت تحية بحدة والشرر يقدح من عينيها
-مش بيفطروا ويتغدوا ويتعشوا
هز الرجل رأسه برضا وقد توجس خيفة مما تقوله
-مضبوط
لوت تحية شفتيها بيأس لتقول بنبرة آمرة.

-الغي الفطار والعشا، مش جيباكم عشان تبعزقوا فلوسي هدر
اتسعت عينا الرجل بجحوظ قبل أن يصيح بنزق، غمغمت جميلة بحنق وقد قررت مشاركتهم فى الحديث
-قولنا نتفق مع شركة تصميم رفضتي
تخصرت تحية وهي تلتفت بتبجح تجاه المرأة قائلة
-ومالهم الصنايعية يا عنيا، طب الشركات دي نصابة ومبتعملش حاجة، اما التانين اضمنهم برقبتي من ايام المعلم وشغلهم زي النار من وقتها
ربت الرجل بكف يده علي صدره قائلا
-الله يكرمك يا ست يا كريمة.

نظرت اليه توحة من اسفل عينيها لتغمغم بسخط
-الشاي هيبقي علي حسابكم
فغر الرجل شفتيه بجحوظ، ليهم بالاعتراض إلا أن تحية أخرسته قائلة
-كلمة كمان، وهقولك ملكمش غدا
لقد اكتفي الرجل من ديكتاتوريتها ليصيح بسخط
-كدا محدش هيجي ويشتغل
ابتسمت تحية بتشفي وقالت
-والله وفرت وابقي وفرت فلوسي اللي بتلهفها كل يوم
غمغم الرجل بعدم رضا، لتقترب منه تحية هامسة
- شاور عقلك يا اما نشوف حد غيرك.

ظل الرجل يرغي ويزبد حتي ضاق به الأرض زرعًا، اقتربت جميلة منها وهي تهمس بجفاء
- علي فكرا باين اووي الحركة الفاشلة اللي عملتيها عشان تجوزي وجد لحفيدك
-متفتكريش اني هسكت علي اللي بتعمليه
التفت تحية تنظر اليها من بين عينيها وهي تري وجد تبتعد عنهما لمكالمة هاتفية، همست بجفاف
-بقك ده، هوا، اعلي ما في خيلك أركبيه، هو انتي فاكراني عندي صحة عشان اجري وراكي واقولك جوزي البنت.

اتسعت عينا جميلة من تبجح المرأة، لتقول بحدة
-يعني بتعترفي انك عملتي
صدر نحنحة خشنة على الباب المفتوح، ليلقي عاصي السلام للجميع
-مساء الخير
ابتسمت وجد بشغف وهي تقترب منه تتبادل معه اطراف الحديث، ليقترب عاصي بتحفظ تجاه عمتها وهو يسألها
-يارب يكون التجديدات نالت اعجاب حضرتك
زمت جميلة شفتيها بيأس، قبل ان تقول بتأفف
-مش بطالة، بس الصالون ده هعمله علي مزاجي، كفاية سبتكم وعملوا باقي الاوض مع الهمج اللي زي دول.

التقط الرجل نبي الاستحقار من شفتيها ليقترب منها قائلا بنبرة شرسة
-همج مين يا عنيا!
وعلي حين غرة أخرج المدية من جيب بنطاله، لتشهق جميلة ووجد بذعر فى وقت واحد والرجل يصرخ هادرًا فى وجهها
- جرا ايه يا ولية، لولا انتي ست كبيرة وضيفة ست الكل دي كنت عملت التمام معاكي
توقف عاصي امامه وقد احتدت عينيه شراسة ليهدر فى وجهه
-صبحي
تراجع المدعو صبحي وهو يدخل المدية في جيبه وقال بصوت وديع
- وخاطر الاستاذ ده كمان.

انفجر عاصي يصيح بعنف فى وجهه، وملامح الرعب التي رآها علي وجه امرأته تثير به الحمائية والغضب
-اطلع برا
غمغم صبحي بتوسل
-يا استاذ
جذبه عاصي من تلابيب قميصه ليهمس بنبرة مميتة
-بقولك برااااااا
ركض صبحي خارج المنزل بخطوات متعثرة، وليس في حاجة ليعلم انه سيصبح حديث الحي بأكمله ولن يجد عمل حلال يسترزق منه!

حاولت جميلة المحافظة علي تعابير وجهها الاستقراطية، لكن الخوف الساكن في عينيها فضحها، لتهمس بارتجاف وهي تضم جسد وجد بحمائية
-ايه اللي انتي جيباهم دول
زمت تحية بامتعاض شديد تجاه الثور الهائج صبحي، وقد خذلها تماما في مهمته الجديدة!

الحق يقال انها ما ان علمت من بواب العمارة الخاصة بها بقدوم العروس الجديدة مع امرأة كبيرة في العمر، ارتدت عبائتها الثمينة ومجوهراتها وطلبت الأحمق صبحي ليؤدي تمثيلية سخيفة مقابلها أن ستتوسط له للعمل مع احدي المقاولين المضمونين!
قالت ببرود وهي تنظر الي عيني عاصي الغاضبتين
-قالي انه تاب توبة نصوحة وقولتله تعالي يسترزق
غمغمت جميلة بارتجاف وهي تشدد من عناق وجد لتسحبها خارج المنزل قائلة بعنف.

-انا مستحيل افضل دقيقة هنا
نظرت اليه ما تحية ببرود شديد، رفعت رأسها لتقابل عيني عاصي المعاتبتين لتقول بتهكم
-روح راضي السنيورة هي وعمتها
ابتسم عاصي بيأس شديد قبل ان يتقدم منها وهو يميل طابعا قبلة علي رأسها ليهمس
-مالك يا توحة بس
غمغمت تحية بحنق
-بربيها
همس عاصي بنبرة معاتبة
-افرض دلوقتي كان شارب حاجة وايده طالت حد فيهم، هتتصرفي ازاي
هزت تحية رأسها بيأس لتقول بثقة.

-مش هيقدر طول ما انا موجودة، وبعدين انا قولتله هي مصلحة تكسب منها قرشين في الحلال، وانت عارف انا طول ما في ايدي حل بساعد
هم عاصي بالرد عليها، لكن صوت وجد قاطعهما لتهمس بيأس
-مشيت للأسف...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة