قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة وثلاثون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة وثلاثون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة وثلاثون

فى الحديقة الخارجية لقصر الغانم،
كان حفل عيد الميلاد باذخا، يليق بمدللة عائلة الغانم، تحولت الحديقة الى اقرب الى منطقة ألعاب للأطفال، مع صوت الدى جى المرتفع كان المكان لاقرب حرفيا الى حفلة صاخبة للاطفال مع عائلتهم..
نظرت اسيا بضيق شديد الى ما يحدث حولها، لترى اطفال لا تعلمهم يعبثون فى الارجاء والاباء يتجاذبون أطراف الحديث خاصة، لا تصدق أن الصغيرة قامت بدعوة زملائها في فصلها الدراسي.

متى كونت تلك الصداقات؟! لو كانت تعلم ان المكان سيتحول الى سيرك هكذا ما اتت مطلقًا واكتفت فقط بارسال هديتها و زيارتها فى يوم آخر، اقتربت منها مارية لتلكزها من ذراعها قائلة
- مصدرة وش النكد ده ليه
تأففت آسيا بحنق بالغ، وهى تحدق فى الجميع بعدائية واضحة خاصة الرجال، لعنة الله عليهم بنظرات عيونهم الزائغة التي ستخلعها من محاجرهم قريبًا لتقول
- مش بطيقه ولا بطيق حد من العيلة دى.

تبدلت ملامح التسلية فى وجه مارية ليتحول الى جمود لتقول مارية بجدية مدافعة عنهم
-آسيا، الناس اللى مش عجبينك دول هما اللى خلونى ارجع بنتي لحضنى تانى
انفجرت آسيا ضاحكة بسخرية لتتحول ملامحها الساخرة الى جدية تامة وهي تقول بحدة
-مارية انتى مصدقة الكلام ده، البنت بتقعد تتنقل من وسطكم كل واحد ليه عدد ايام محددة، لأ وبتحضروا مجالس الآباء مع بعض فى المدرسة، ايه رد فعل جوزك يا مارية.

هزت مارية راسها بيأس تام لتغمغم بصوت جاد
-ماهر مقدر يا آسيا، صدقى او متصدقيش، مقدرنى
ضحكت ساخرة من سذاجة أفكارها لتقترب منها قائلة بحدة
-مفيش راجل بيستنى او بيضحى بدون مقابل يا مارية، مهما ضحى على حسابته وكرامته لازم ترديها للضعف على كرامتك وانوثتك
تنهدت مارية مشيحة وجهها عنها، تعلم ما تقوله اسيا صحيح، لكنها تستطيع أن توفق بين طفلتها وعائلة زوجها.

تعلم أن والده ينتظر سماع عن خبر حفيد، وهذا ما تسعى له مستقبلا، تعلم رغم صمت ماهر ودعمه الا هو الاخر يحتاج ان يكون ذا تأثير وأهمية فى حياتها وهذا ما تحاول أن تنجح به، مالت برأسها تغمز لشقيقتها بمكر
- واضح ان جوزك لسه مردش كرامتك يا اسيا
اسودت ملامح آسيا قتامة، زاجرة نظرات ذلك الحقير المتوددة لها بجانب زوجته، لترفع عيناها تجاه مارية قائلة.

-هو فاضله ايام معدودة، وانا عارفة انه عمره ما هيعملها، بس ميندمش بقى لما ارفع قضية خلع
اختفت التسلية من معالم وجه مارية لتقول
-اسيا من امتى بتفكرى فى الطريقة دى، معملتيش حساب ليه للناس اللى قاعدة وسطهم
عقدت آسيا ساعديها على صدرها قائلة بجدية
-واضح انك ناسية يا مارية، ان الناس اللى قاعدة وسطهم دول يبقوا عيلتك، ومستنين زيارتك ليهم بالكتكوتة بتاعتك شمس
أجلت مارية حلقها بصعوبة، لتهمس بتردد
- زيارة!

هزت اسيا راسها موافقة لتخبرها بصراحة
-لحد الان غالب مستنى المبادرة منك، بس لما تتأخرى هيجيبك
همت مارية الرد بالرفض القاطع، إلا أن اقتحام الصغيرة بفستانها الأرجواني الشبيه لاميرة ربانزل المفضلة لها جعل اسيا تحملها من ذراعها قائلة بمرح
-وادى برنسيسة الحفلة
طبعت شمس قبلات عدة على وجنتى آسيا التي امطرتها قبلات عديدة، لتمط شمس شفتيها بعبوس طفولي قائلة
-مامى عايزة شوكلت.

نظرت شمس بنظرات جائع صغير كى تجذب اهتمام المرأتين، لتقول مارية بجدية تامة
- هناكل شوكلت كيك يا روحى، بس مستنين بابا يرجع
عبس وجه شمس الطفولى لتطبع آسيا قبلة على وجنتي الصغيرة هامسة في أذنها
- وحشتيني
لم تعبأ شمس بمحاولات اسيا لمداعبتها سوى رفض والدتها حتى قدوم والدها، قالت آسيا بتهكم
- بس واضح ان ابوها مكلف وصارف، انا مش عارفة دى حفلة رجال أعمال ولا حفلة عيد ميلاد بنته.

القت مارية نظرة خاصة نحو شمس التى تطلب من اسيا ان تنزلها كى تلعب مع اصدقائها
- قولتلك شمس هى اللى اصرت تعزم صحابها فى المدرسة
لبت آسيا نداء الصغيرة لتهب الصغيرة متسائلة بصوت عابس عن صديقها الغائب حتى الآن عن حفلتها
-مامى، يوسف جاى
اومأت مارية موافقة لتقول
-ايوا هيجي هو وأخوه، انا عزمتهم
لمعت عينا الصغيرة بسعادة لتغمغم بثرثرة عفوية
- قالى هيرسمنى، ويدينى صورتى.

رفعت آسيا حاجبها باستنكار تجاه ما تقوله الصغيرة، لتسأل بتهكم
- يرسمك!، انتى قولتيلي مين يوسف ده
اجابتها مارية ببرود وهي تعلم أن ما ستقوله اسيا لن يعجبها حتمًا
-زميلها فى class
لم تمنع آسيا من الابتسام بمكر قائلة
-كل ده وزميل، اومال لو كان حبيبها كانت عملت ايه
زفرت مارية حانقة من عقل آسيا الذى يتجه نحو مكان معين، لا يعجبها تماما، مشوهًا براءة اطفال لتقول بحدة.

-متبقيش انتى وهو بدماغكم المعقدة لدى، الأطفال بيتصرفوا بتلقائية لما بيحبوا شخص، وتفكيرك القذر ده ترميه فى اقرب زبالة يا اسيا، وبعدين كدا كدا يوسف ولد محترم ومن عيلة كويسة وفوق كل ده رسام، هتنبهري من لوحاته رغم سنه الصغير
قلبت آسيا عينيها بملل حقيقى
- وماله اشوف لوحات سى يوسف
لمحت الصغيرة وجود والدها لتصرخ الصغيرة بسعادة راكضة تجاهه
- بابى جيه.

رأى نضال اندفاع قذيفة صغيرة الحجم، ليميل بجذعه مادا ذراعيه حاملا اياها دائرا بها لتنفجر الصغيرة ضاحكة بمتعة ليضمها الى ذراعيه طابعا قبلة على رأسها قائلا بدفء
- روح وعقل وقلب بابى، كل سنة وانتى طيبة يا شمس الشموس
الا ان الصغيرة اختفى المرح من وجهها، لتقول بعبوس
- بابى يوسف اتأخر ليه
نظر نضال بعبوس الى صغيرته، لم تعد تهتم به بل اهتمت بصديقها الناعم هذا، حتى لم تسأله عن حاله حتى، غمغم بحنق.

-لسه بدرى على التورتة، متقلقيش هيجى
اتسعت ابتسامة الصغيرة من الخد للخد الأخرى، ليتعاظم غيظ نضال تجاه ذلك الطفل، ضحكة أنثوية صدرت من خلفهما لتقترب اسرار مقتحمة دائرتهما قائلة
- اللى يشوفك فى الوقت ده، ميشوفكش وانت بترفض انه يجى عيد الميلاد، بس كون انك توافق بعد فترة يا نضال، مخلينى مقلقة منك
القى نظرة مميتة تجاه اسرار التى تنظر اليه بمكر ليقول بحنق
-اسرار، روحى شوفى جوزك، لتصطاده ام مطلقة او ارملة.

لفت اسرار خصلة من شعرها قائلة بثقة
- عارف ستات غيرى هيقولوا متأمنيش لراجل، بس اسرار الغانم عمرها ماتتقارن بست يا نضال، وهو عارف ده كويس
ضيق نضال حاجبيه إلى ثقتها المفرطة بحق نفسها ليسألها بتهكم
- مسيطرة يعنى!
هزت رأسها نافية لتجيبه ببساطة
- هو عارف هيحصله ايه كويس لو فكر يلعب بديله، عندى أسدين فى ضهرى سندي وعزوتي
اندفع أوردته للفتك بهذا الرجل حتما، ليغمغم بحنق.

- اسرار خفى عليا، علشان نفسي اقوم دلوقتى واديله علقة محترمة عشان خطفك منى وجاب زنان وجايب شكل ابوه
شهقت اسرار باستنكار تام الى طفلها الصغير لتقول بحدة
- يا نضال حرام عليك، نور هيطلع اوسم شاب فى الدنيا
غمغم نضال بتهكم
-القرد في عين امه
لمعت عينا اسرار بشرر لتقول
- تصدق انا غلطانة انى كلمتك، بس ده ميمنعش انى عارفة انت روحت فين النهاردة
هم بالرد عليها الا ان صوت أنثوي آخر مقتحم لجلستهما صاح بمرح.

- اكيد عند فرح
أدار نضال رأسه تجاه العصفورة ليصدح صوته ناهرًا
-رهف
ابتسمت رهف بمشاكسة لتنضم بجانب اسرار قائلة بتسلية
-يعم باين على وشك، مشتاق لست تدلعك وتهنيك الصراحة ماشاء الله اسد لحد دلوقتى انك مستحمل بعد الستات عنك
انتفخت أوداجه وهو يحدق إليهما بشرر ليقول
-لا واضح الشامى مأثر عليكى تمام يا رهف
اقتربت رهف بمشاكسة عابثة قائلة
-ما اجوزك سورية يا نضال
الا ان نضال لم يكن فى وضع المزاح ليقول بحدة.

- امشى من وشى علشان معملش تصرف ميعجبكيش قدام الناس
ضاقت عينا رهف بعبوس شديد وهى تستشعر! بل أكيدة ان الزيارة كانت فاشلة لترفع راسها بشموخ قائلة
- رهف الغانم مبتتهدش فى بيتها يا نضال
برغم انه يكرهه هذا الشامى، لكن إن كان وجوده سيجعله يرى هذا الجانب من العصفورة طوال الوقت، فلا بأس من وجوده، دفء عميق شمل حواسه وهو يراقب كافة حركاتها وسكناتها إلا أن لسانه نطق بحدة.

-هقنع اخوكى بطريقة أو بأخرى، انى أأجل الجواز
لمعت عينا رهف بمكر لتضع يدها على صدرها متنهدة براحة
- تكون عملت فيا معروف يا نضال
اقتربت اسرار منه لتسأله بقلق
- قولى كنت بتعمل ايه عندها
هز رأسه بهدوء وهو ينظر تجاه شمس التى تعبث فى الارجاء هنا وهناك ليقول
-هكون بعمل ايه عايزها عشان عيد ميلاد شمس
اقتربت رهف عاقدة ذراعيها حول عنقه قائلة بمشاكسة
- طب وابو شمس.

وضع نضال يداه على ذراعيها طالبا اياه بصمت نزع ذراعيها، لكن الرفض المتسلى فى عينيها جعله يغمغم اسمها بنفاذ صبر
- رهف
تنهدت رهف بأسف بالغ وهى تنزع ذراعيها كما طلب
- طبعا رفضتك
رأت اسرار ملامح وجهه التي اسودت قتامة، لتسارع اسرار قائلة بحدة
- متشتمش، ما اكيد هترفضك، اكيد داخل بكل عنجهية منك وغرور، وفوق ده بتأمرها عايزها تيجى معاك ازاى
هزت رهف رأسها موافقة لتلتفت إلى نضال قائلة.

- الست عايزة الحنين دايما، الحنية تدوب صخور الجليد اللى ما بينكم، وانا مظنش ان فرح قررت تسيبك ومترجعش الا لو خلصت كل رصيد طاقتها معاك
تنهدت اسرار بسأم إلى معالم الغضب التى تجلت فى وجهه، لتقول بيأس
-هيحصل ايه لو وضحت مشاعرك ومدى تأثيرها عليك يا نضال، انا عارفة انك هتتجنن وترجعلها لحضنك تانى، اكيد برغم مشاكلكم كانت فيه ذكريات حلوة مش كده!

جز نضال على اسنانه مزمجرًا، وحالتها صباح اليوم لا تزيده سوى غضبا فوق غضبه، زمجر بخشونة
-عايزانى ارجعلها عشان ابين ضعفي ليها، وتبقى فى مركز قوة
وضعت رهف يدها فى ذراعه لتستشعر عروقه النافرة، دلالة على غضبه الشديد لتهمس
- الحب مش انك تكابر يا نضال، المكابرة فى الحب بتضيع فرص حلوة ولحظات احلى مع شريكك التانى
مال نضال برأسه تجاه الصغيرة، التى ما عادت صغيرة، بل انثى تعطيه دروس عن الحب ليقول بسخرية.

- بقيتى زى اسامة منير يا رهف
قلبت رهف عيناها بملل حقيقي قائلة بيأس
- متستقلش بيا ابدا يا نضال
انطلق صوت شمس الصارخ قائلة
- يوسف جيه
جز نضال علي اسنانه غاضبا وهو يراها تنطلق تجاه الطفل وعائلته ليغمغم بحدة
- شوف البت، مش تتقل قدامه
تقدم بخطوات رزينة هادئة تجاه والدة المدعو يوسف ليقول بابتسامة عملية
- نورتونا.

عيناه سريعا خفضت تجاهها ليرى حسنا، يوجد بعض بوادر التغير بها، لا يعلم ما هو رغم عظم وضعها لاى مساحيق تجميل لافتة للنظر، بل ملامحها هادئة ابتسمت بعملية تجيبه
- كل سنة وشمس طيبة، الصراحة مقدرتش اكسر بخاطر مامتها ولا شمس فجينا
هز براسه ونظرات الصياد تحاول كشف ذلك التغير بها، حتما سيعلمه وسيعرفه، عيناه حطتا على عينيها ليقول.

- نورتى يا مدام غالية ولا تحبى اقول يا استاذة غالية كون انك مش متجوزة فى الوقت الحالى
اختفى تعابير الهدوء من وجه غالية، لتسود ملامح وجهها قتامة وعينيها نحو طفليها اللذان بجوار شمس التى تقوم بدور مرشدة لمناطق الالعاب
- افضل متقولش اسمى من أساسه يا استاذ نضال
لمحت عودة يحيي ليقترب منها قائلا
-مامى هروح انا ويوسف نلعب
اومأت براسها لتربت على رأسه قائلة بجدية تامة
- خلى بالك من اخوك يا يحيي.

هز الطفل رأسه موافقًا
-حاضر يا مامى
لم يجفل نضال عن مدى حرص واستماع الصغير الوصايا العشر من والدته لأخيه، ليبتسم وهو يسمعها تنهى حديثها قائلة
- متنساش تدى هديتك لشمس
اومأ الطفل والعجيب لم يكن أى معالم ضجر يسكن وجهه ليجيبها
- حاضر يا مامى
انطلق الطفل من فوره الى توأمه، ليضع نضال يديه فى جيب بنطاله متسائلا بدهشة
- بتعملى كدا ازاى
حدقت تجاهه بريبة لتسأله بعدم فهم
- بعمل ايه
أجابها ببساطة
- تخليهم تحت طوعك.

اتسعت حدقتيها فى دهشة قبل أن تغمغم باستنكار
- تحت طوعي! محسسنى ان انا شايلة سلاح تهديد فى وشهم
تنهد نضال بحدة قبل أن ينطق اسمها فى خشونة
-غالية
عبست وجهها فوريا وهي تنظر إليه منتظرة ان يخرج كل ما فى جوفه، لمعت عينا نضال بإدراك شديد
لقد علم سر تغيرها.

إنها سر الالوان، ثيابها لقد تغيرت، يبدو انها لا ترتدى ثيابا عملية فى المناسبات بل اكتفت بثوب بسيط فضفاض لونه ازرق شاحب دون ان يبرز اى تفاصيل انثوية، لمعت عيناه بمكر ليقول
- اسمك حلو اووى ومناسب ليكى
انفرجت شفتا غالية بسخرية وهي تحدق به باشمئزاز تام لتقول
- هو انت بتعاكسنى فى بيتك، لا وفوق ده قدام طليقتك
هز نضال راسه ببرود قائلا
-اديكى قولتى طليقتي، يعنى انا حر.

زمت غالية شفتيها وهي تنظر الى عيني الرجل العابثين لتقول بحدة
-عارف يا نضال، واسمحلي اقولك نضال، اكتر حاجة بكرها فى الرجالة ايه
رفع حاجبيه بتسلية وهو يضم يديه فى جيب بنطاله، يعترف ان غضب المرأة يثير اهتمامه، لتهمس بحدة في وجهه
- الخيانة
ما زالت التسلية تزين حدقتيه، يقابلهما كراهية واشمئزاز منها لينظر الى عينيها باقتحام سافر قائلا بنبرة ذات مغزى
-واضح ان جوزك محافظش عليكى كويس.

أصابها الارتباك فى ثوانى وهى تشعر أن ما وراء جملته خبايا اخرى، الا انها لم تستسلم قائلة بجفاء
- زى غبائك كدا بالضبط مع طليقتك
ارتفع حاجبيه بتسلية اكبر، يبدو أن المراة بحثت عنه جيدا كما فعل هو، ليميل براسه وهو يسمعها تخرج ما فى جوفها
- عارف برغم اختلافكم ان فيه صفة قذرة ما بينكم، عارف ايه هى
اختفت ملامح التسلية حينما سمع انها بدأت تقلل من رجولته، ليقترب منها قائلا بحدة.

- مفيش واحدة على وش الدنيا، استجرأت تهيني فى بيتى
اتسعت ابتسامتها لتقول ببرود
- هو ده السبب المشترك ما بينكم
رفعت عيناها تحدق فى ذهبية عينيه بجرأة شديدة قلما رآها فى امرأة، لتقول بنبرة محذرة
- متديش تهديدات انت مش قدها يا نضال، انت متعرفش انا مين كويس
ومن قال إنه لا يعلمها
أأحمق هو كى لا يعلم أي فريسة يقوم باصطيادها، غمغم بنبرة ساخرة.

- بلاش انا، انا حتى بقول اللهم اخزيك يا شيطان، وانتى بتشدى ديل الاسد يا غالية
طالعته من منابت رأسه حتى اخمص قدميه باسف بالغ لتصدمه بقولها الصريح
- مش متفاجئة من أنها رفعت الطلاق، لو انت بالشخصية دى
سكنت ملامحه وبقى محدقًا بها بريبة، لتهز هى رأسها قائلة بجفاء
- هو انت فاكر انى بروح بيوت الناس من غير ما اعرف صاحبها كويس.

تبادلت الأدوار وأضحى الصياد فريسة، وتم جره الى المصيدة، لتبتسم غالية بظفر وهى ترى ملامح التردد فى عينيه لتسترسل بهدوء خادع
- وانا عارفة كويس انت عايز منى ايه، بس انسى ده تماما
سألها صراحة
- عايز ايه؟
ابتسمت بسخرية وهي تلقى قنبلتها فى وجهه
- فرح.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة