قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وسبعة عشر

وكيف لطاعن القلب أن يؤلمنا بالالامه
ويقتلنا بعذابه
وكيف لناحر الفؤاد، أن نتلظي بنيران عذابه
وكيف لمن دمرنا، وبعثرنا، وجعلنا حطامًا، نحزن على مصائبه!
الأمر ليس طبيعيا
اما هي ساذجة أو هي ساذجة للغاية!
الأمر لا يوجد به خيار آخر، هي حمقاء، مغفلة.

تردد تلك الكلمتين وكلما تغمض جفنيها تفجع من تذكر الخط المستقيم، ليجفل جسدها برعشة قوية كادت أن تسقطها ارضا تداركتها جيهان سريعا وهي تمنعها من السقوط، جاعلة جسدها دعامة لحمايتها من السقوط، انهارت شادية كورقة خريفية لم تتحمل قسوة رياح الخريف لتسقط على الأرض معرضة لتصبح اسيرة اقدام الهائمون في الطريق دون هدف!

عضت شادية على باطن خدها بألم والدموع الغبية تسقط منها دون أدني رادع، لن تسامحه، لن تسامحه ان قرر مغادرة الحياة ان لم يجيبها على اسئلتها
انفجرت فى البكاء الصامت وهي تلعن عقلها الأحمق، أي مسامحة وهي بين يدي الرحمن، ربما هو فى حالة أفضل منها ومن الجميع!
اتسعت عيناها بجحوظ حالما ترى أن أفكارها السوداوية تتعارض مع النبض الخافت، يئن ويحزن على حال الالامه واحزانه!

ذراعين تشدد من أزرها قبل أن تنهار ساقطة على مقعد والذراعين الحانيتين والكتف الذي استندت عليه غادرها، لترفع راسها وهي تري ركض جيهان تجاه الطبيب الذى خرج من غرفته، أشاحت بعينيها وهي تخشى أن تسمع ما يرفضه عقلها
تخشى خسارة من أعاد قلبها للحياة مرة اخري، ودعسه على قدميه دون أدني رحمة!
ألم يفكر مرتين قبل أن يقوم بفعلته؟! ألم يخبرها انه يحبها؟!

لم يخبرها لم يخبرها، فغرت شادية شفتيها بصدمة وهي تستوعب تلك النقطة، لكن عاد انين ضعيف يخبرها عن كافة الأشياء الصغيرة التي اهتم بها واولهم قطتها الصغيرة لولو، أشياء صغيرة لا تصدر إلا من رجل مهتم!
عضت على باطن خدها وهي تشعر بيد تربت على خدها، لتنتفض مجفلة مسببة ذعر جيهان التي اقتربت جالسة بجوارها هامسة بألم لرؤية شبح شادية يعود لينغص حياتهم جميعا
-شادية، ارجوكي تماسكي نفسك.

ضمت كف يدها لتضربه على أنين القلب، وما ادراك عن أنين القلب؟!
يشتت الانسان، يسقطه من سابع سماء إلى سفح الارض، يجعل الجسد كجثة هامدة سوي من انفاس رتيبة تتردد بين جنبات الصدر، يعدها بصبر متطلبا الخلاص ومقابلة الوجه الكريم!
مسحت دموعها المراقة عليه، لما تبكي عليه؟! أتحنين له يا شاديااه؟ بعد ما فعله؟!

لكن العقل هز راسه برفض هي تخشى المرأة الطيبة التي ضمتها بين ذراعيها، تخشى أن تفقدها هي الأخرى، هي تخشى أن تكون السبب فى قتله، هي السبب، هي السبب، هي التي قادته إلى الهاوية!
اخبرتها بألم قاسي وفؤاد منشطر إلى نصفين، وحالة من عذاب النفس تعانيها لذلك القاسي الجاحد
-قلبي موجوع
ابتسمت جيهان بارتعاش وهي ترفع رأس شادية تفيق تلك التي تهذي لتصرخ بابتسامة مطمئنة
-هيعدي، هو كويس والله استريحي.

سكن جسد شادية وعينيها تتسع بعدم تصديق، تستشعر الصدق من الكذب فى عينيها إلا أن الدموع فى شقيقتها الصغرى التي تكبحها صادقة تمامًا، لتغمض جفنيها براحة وهي ترخي راسها على كتف جيهان التي بكت بصمت محتضنة اياها بقوة
هي الاخرى تتعذب عذاب الضمير، هي من قادت شقيقتها إلى ذلك الدرك.

من دفعتها دفعا للوقوع في حب رجل لا يطال حتي ظفر منها، عضت علي اناملها خجلا وغضبا ويئسا انها لا تستطيع إيجاد حل، لا تستطيع إخراج شادية من حزنها وإغلاق صفحة سرمد من حياتها للأبد!
استمعت إلى همس شادية المتحشرج بمرارة
-بيعمل معايا ليه كده!، حد يفهمني، ليه بيتفنن يعذبني معاه وانا مش عارفة اساعده.

اهه مكتومة كادت تخرج من حلق جيهان إلا أن شادية عادت تدفن وجهها فى كتف شقيقتها التي تمنحها بعض من السلام الذي تحتاجه، والفتاتان تفتقدان الأم، تحاولان عدم ثقل كلا من والديهما وشقيقهما بأحمال مشاعرهم ويكفي ما تورطا به محاولين إيجاد الحل للخروج من تلك العاصفة!

ربتت جيهان على ظهر شادية وعينيها بدأت تترصد من حولها، تخشي وجود صحفي مسترق يلتقط صورا لهما، مع حرص عائلة سرمد منع أي صحفي في المشفى، همست جيهان اسمها قائلة بقلق
-شادية
رفعت شقيقتها رأسها قائلة بتعب وهي تمرر أناملها على خصلات شعرها
-انا عايزة استريح، تعبت من كل حاجة
استقامت من مجلسها ومدت يدها قائلة
-تعالي نمشي.

تخشب جسد شادية ولثواني نظرت إلى جيهان بعدم فهم وببلاهة، كيف تتركه؟! كيف تدعه وهو كاد ان يغادر عالمهم!، ارتجفت شفتاها وهي تهمس بصوت خافت
-مش هقدر، لازم اكلمه
زفرت جيهان بتعب وهي تخفض بجذعها لتهمس بلين محاولة إخراجها من ذلك مستنقع جحيمها
-مش هيفوق دلوقتي يا شادية، نيجي وقت تانى يكون احسن
حاولت شاجية القيام من المقعد، لكن شعرت بمن يجبرها جبرا على الجلوس بجواره
ألا يكفي القلب تعبًا؟
ألم تيأس بعد؟!

غمغمت بصراحة وهي ترفع عيناها تحكي معاناة جسيمة لما يجول فى عقلها
- خايفة
اقتربت جيهان تسألها بصراحة
-من ايه يا شادية
نظرت شادية نحو الفراغ وهي تجيبها بتخبط
-من بكرا
لم تجد جيهان ردا سوى معانقتها تجذبها بقوة للخروج من الشرنقة التي اصرت على الوجود بها، لتهمس جيهان بصلابة
-استهدي بالله يا شادية، الدكتور طمنا، هو كان عامل حسابه لأي حاجة تحصله.

اجفلت شادية منتبهة إلى تطورات لم تكن تعلمها سابقا، لم يخبرها احدًا انه معرض للانسحاب من حياتها هكذا قبل ان تحاسبه على جميع ما اقترفه بحقها، لم تنتهي منه بعد
تمتمت بنبرة شاحبة وهي تنظر اليها بقلق
-يعني كان عارف ان ممكن قلبه يقف
اجابتها جيهان صراحة وهي تمر بيدها على خصلات شعر شادية المدمرة من كثرة العبث بهما.

-مش اووي يعني، بس عارف ان حالته النفسية مش هتبقي كويسة خصوصا لما يفوق ويلاقي نفسه هيضطر يقعد شهور فى المستشفى فى عمليات عشان يحاول يقف علي رجله تاني
صفعة قوية لطمت خدها لتتسع عينا شادية بجحوظ محاولة استيعاب الكارثة الكبري! ماذا تعني
ماذا تقصد بكلامها!
اخرجت نفسا ثقيلا من شفتيها لتسألها شادية بترقب
- يعني ايه؟!، مش مجرد كسور فى جسمه.

عضت جيهان باطن خدها بقوة لتشيح بوجهها متجنبة الاجابة مما جعل شادية تجذبها لتنظر اليها بحدة وعينيها منتظرة الاجابة، تلعثمت جيهان قائلة
-ممكن يبقى مشلول، ده اللي قاله الدكتور
كادت ان تسقط شادية على الارض، وهي تشعر بالرؤية تحولت لضبابية، امسكتها جيهان بقوة وهي تناديها بإصرار
- شادية.

رفعت شادية عيناها تجاه الغرفة بألم، لتزم شفتيها بإصرار تلك المرة، تنفض عباءة الهوان والضعف لتستقيم من مقعدها وهي تنظر الي شقيقتها قائلة بنبرة حادة
- مش هسيبه
رأت شادية الرفض الملتمع فى عيني جيهان، الا انها لم تعبأ برفضها من موافقتها لم يقحمها الأحمق في ذلك الأمر
اليس من المفترض ان تشعر ببعض التشفي؟ إن عدالة السماء رحمتها من نيران غضبها، أليس من المفترض أن تهدأ وتبتعد.

لما ازدادت تعلقا وتشبثا به؟!، بل لما تشعر ان الكسور فى جسده تجعلها تشعر بتحطم عظامها؟! ماذا فعل هذا الرجل بها؟!
ماذا فعل ذلك الجاحد بها؟ والي أي حالة اوقعتها فى حالة بائسة مثيرة للاشمئزاز؟!
الحاح جيهان منادية باسمها جعلها تفيق من غيمات شرودها
- شادية.

تسمع جيهان تطالبها بالخروج واكتفائهما بالبقاء لهذا الوقت في المشفى، قبل وصول عائلته التي بادرت إحدى الممرضات بالاتصال به والتي كلفوها بأن تكون متابعة لحالته واي تطورات سواء ايجابية او سلبية ببلاغها!، لكن شادية متشبثة بالبقاء، تعاند بقسوة لا تفهمها
- مش هسيبه يا جيهان، هو اصر يربطني ليه فى اللي عمله، انا مش هرب تاني، مش عايزة أكون جبانة
زفرت جيهان بحدة وهي تهدر تلك المرة فى وجهها قائلة.

- وجودك هنا لا هيقدم ولا هيأخر، انا خليت الممرضة تبلغني لو فاق تتصل بيا، وشك يقطع الخميرة يا بنت، يصح اول ما يفتح عينه يشوف المنظر المقرف ده
همت شادية للرد على وقاحتها التي تفاجئت بها بكلمة وقحة، لكنها تراجعت قائلة بهمس خافت
- جيهان مش فايقة لهزارك دلوقتي.

همت جيهان بالصراخ حقا تلك المرة فى وجهها، ولا يهمها ان كان يوجد صحفي او أي لعين في هذه المشفى، لكن همس شادية الناعم متخطاها اياها بكل برود جعلها تغمض جفنيها بيأس
- طنط غيداء
اقتربت شادية بلهفة نحو غيداء التي سارعت بالاقتراب من النافذة الزجاجية، تطمئن عيناها على قرة عينها، وابنها البكري الذي يتسرب من يديها، دمعت عيناها وهي تلمس الزجاج وكأنها ترسل له اشارة خفية ان والدته بقربه
مازالت قريبة منه.

دمعة انزلقت من عينها وهي تحاول التجلد والتماسك، تعلم ما كل هذا الأمر سوى ابتلاء من الله عز وجل لعبده حمدت لله على سلامته وهي تتضرع بهمسات خافته أن لا يريها سوءً به، لأنها لن تتحمل.

تقسم انها لن تقدر على تحمل مصائب أخرى من عائلتها، انتبهت على همس شادية باسمها وهي تناديها بهمس محبب لها، رغم أن هناك امنية مستحيلة لو تسمع كلمة ماما فقط من شفتيها، استغفرت الله سريعا وهي تشعر بانزلاقها بأفكارها إلى منحدر خطر، لتهم بالحديث بلهجتها الأم، الا ان عيني شادية الحذرتين جعلها تستسلم لها قائلة ببعض الحنق
- طبعا أعلم، لا حديث بلغة الأم معك.

عضت على شفتيها وهي تحاول التلاهي للرد على إجابتها، هي حتما لا تعلم لما تصر على هذا الأمر؟!، فى البداية كانت تري الانجليزية ستكون باردة المشاعر، فاتر التعبير، لكن المرأة، مشعة بالحنان والعطاء اللذان لا ينبضان، حتي حاجز اللغة تلاشي تمامًا، لتبقي مترددة ما بين سماحها بالتحدث على راحتها، أو التشبث برأيها همست بتلعثم قائلة
- طمني الدكتور، قال انه هيكون، كويس.

ابتسمت غيداء بألم لم تستطيع اخفاؤه، لتقترب منها وهي تربت على كتفها هامسة بحشرجة خافتة
-أعلم يا صغيرتي، ما زال قلبي يحمل ايمان قوي اننا سنمر بتلك المحنة
عضت شادية شفتها السفلى وهي تنظر الي غيداء بألم، لا يحق لها أن تسبب بمعاناة لتلك المرأة، هذا ظلم بين، لإيذاء امرأة مثلها؟! لكن يا ليت الأمر بيدها، رفعت عيناها بجرأة لتسقط على الزجاج.

فغرت شفتيها بانفراج خفيف، لترى الجهاز ينبض، ليختلج قلبها اثرا على نبضات قلبه الرتيبة، عادت بعينيها لتهمس بخجل
-طنط غيداء
رفعت غيداء عيناها قسرا من رؤية صغيرها لتجفل من تلك العينين الغائرتين، بهت وجهها وهي ترى قسمات وجهها الحزينة الشاحبة! ماذا تفعل تلك الغبية بنفسها؟! هل تريد اللحاق به؟! اقتربت منها تمسكها بخشية تمرر عيناها بخشية عليها لتسألها بقلق مفزع
- ما بك يا صغيرة؟

تحاشت شادية النظر إلى عيني المرأة، كيف تنظر إليها؟ وهي تخشى ان توجه اصابع الاتهام لها؟!، تقسم وان وجهت أصابع الاتهام لها فقط ستعتذر منها، فقط تقولها، تنطق بما يعتري من مشاعر داخل صدرها؟! لا يجب ان تتركها هكذا تعاني بمفردها! همست بخشية وهي تنظر اليها
-لو عايزاني أمشي متتردديش، انا مش من حقي اكون هنا، بس انا خايفة.

قالت اخر كلمتين فى همس خافت، تخشي أن تكون سمعتها، بل الأنكى أن تفهمها خاطئة، سمعتها تقول
- تخشين فقدانه؟
كادت أن تهز رأسها نافية، محرجة مشاعر المرأة إلا أنها لا تريد اشعال الأمل في قلب المرأة، كادت أن تهز رأسها نافية، بل أوشكت على فعلها، لكنها هزت رأسها ايجابا ما ان وقعت اسيرة لعينين المرأة لتخرج تأوه مكتوم لتهمس ببعض الحنق
-اتورط بسببي فى مشاكل كتيرة، انا نبهته انه يبعد عني بس هو عنيد.

تنهدت غيداء اسفه، وعينيها ترتفع لرؤية صغيرها مطمئنة عليه، لتقول بهدوء
-اعلم صغيري كما أعلمك يا فتاة، هذا طبع سرمد بالنهاية، أشكرك على وجودك بجواره
أتشكرها؟
هي تنتظر منها صراخ، لوم، عتاب، لكن تشكرها؟، تشكرها على ماذا؟ هي، رباااااه
كادت أن تغادر ساحبة جيهان التي تراقبهما عن كثب، مترصدة لهما
امسكت يدي غيداء مما جعل غيداء تجفل من مباردة شادية التي تلونت وجنتيها بالحرج وهي تهمس بخجل
-طنط غيداء.

رفعت عينيها قائلة بيأس
-علميني
رفرفت غيداء جفنيها بعدم فهم، لتهمس
-أعلمك ماذا؟
اخبرتها بتردد
-الصبر والقوة
يؤلمها كثيرا ان الفتاة تتخبط فى الحياة دون هدي، امسكت بكلتا يديها بثبات لتستشعر برودة أطرافها، همست غيداء قائلة بنبرة امومية
- هذا تطلبينه من الله يا حبيبتي، ليس مني، أخبرتك سلفا ايمانك مهتز يا شادية
رفعت عيناها تلك المرة إلى شقيقتها التي تراقبهما لتبتسم لها وهي تنظر الي شادية قائلة بنبرة حانية.

-عودي للمنزل يا صغيرتي، وسأدعي لك أن يربط الله على قلبك، لكن سأسألك شئ واخشي ان تفهمينه خاطئا
اجابتها شادية بتلهف وهي تشعر بالدفء يتغلغل أطرافها من لمسة المرأة، كم تمنت وجود والدتها الآن، كم تمنت الارتماء بين ذراعيها الان وتخبرها ان كل سيكون علي ما يرام، دعت لها بالرحمة
-لا يا طنط غيداء اتفضلي
ظلت غيداء تنظر اليها بخجل وحرج، ومع نظرة شادية المشجعة سألتها بحرج
-هل تصلين يا صغيرتي؟

اومأت شادية برأسها وهي تلمس بعض التقصير لربها، اغرورقت عيناها بالدموع وهي لا تصدق كم تشبه والدتها، والدتها التي كانت تحرص كل الحرص علي سؤالها اذا ادت فروضها فى مواقيتها ام لا!
-نعم
انشرحت أسارير غيداء وهي تقترب لتربت على كتفها قائلة بهمس ناعم.

-حسنا عودي واكملي فروضك وتدعين لربك بتضرع فقد قال فى كتابه الكريم فى سورة غافر وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
صدقت بعد غيداء، لتشجيعها بحماسة قائلة
-اذهبي الآن، استريحي فى المنزل، سأكون بجواره
إلا أن شادية لم تريد ترك يدي غيداء، لتهمس معتذرة
-انا اسفه بجد يا طنط غيداء، كل اللي حصل بسببي.

ابتسمت غيداء باطمئنان مغمغة
-لا دخل لك يا حبيبتي بشئ، انه قضاء الله
لن تدعي شادية أن غيداء بخير، هي أم وابنها طريح الفراش وبسبب غير مباشر هي التي أودت حياته للتهلكة، ربما لو لم يتقابلا لما حدث؟!
ونست أن ذلك قضائه وقدره، يعلم الله كم هي حزينة انها لا تستطيع تهدئة روعها كما تفعل!
زفرت بيأس وهي تشعر ان مكتوفة الأيدي، ياليت لها تستطيع تقديم شيء ملموس كما تفعل معها، صاح نداء جيهان الحانق
-شادية.

التفت شادية نحو جيهان وهي تقرأ عيناها التي تبوح بالتردد والتخبط، مما دفع غيداء لتبتسم بضعف مشجعة إياها للتحرك
-هيا اذهبي
تحركت شادية على مضض تام، وعينيها معلقة علي غيداء التي تنظر نحو النافذة تمتم بعبارات خافتة، غصت بحلقها وهي تشعر بالدموع تلسع عينيها، اقتربت جيهان وهي تربت على ظهرها لتبتسم شادية بوهن وهي تزيل الدموع بيدها وهي تترك المكان مضطرة، لكن يوجد عودة واحدة فقط يجب عليها فعلها.

يجب عليها مقابلته حينما يصبح فى حالة مستقرة، يجب أن تضع السطر الأخير لصفحته من حياتها.

في قصر الغانم،
لطالما عرف عنه زير النساء
الرجل الذى يستطيع ايقاع النساء الجميلات، صاحبات عقول فارغة وأجساد يتناحر الذكور لضمهم إلى قائمة إنجازاته الذكورية أمام قبيلته!
نسائه كان يختارهم بعناية، من تحرك رغبته يلتف حولها كحية يغريها بنعومة جلدهم
وفراسة الصياد الذي يعلم متى يضع الطعم؟ ومتى يصطاد فريسته.

عينيه معلقة على صغيرته شمس التي تبدأ بخطواتها الصغيرة تجاه العالم، ترتشف حب الحياة من زوجة أخيه ورهف والصغيرة أسيل التي تعتبرها كدمية تعتني بها كالتي تمتلئ غرفتها الضخمة المليئة بالدمي بمختلف احجامها، ابتسامة حانية رسمت على شفتيه وهو يفكر.

متى تغير؟ وكيف؟ وكله من أجل الصغيرة وهو يحرص أن تأخذ جميع الامتيازات التي لم يحصل عليها بسبب طفولته التي لا يتطرق إلى تفاصيلها حاليًا، وحينما يشعر بدوامة الماضي تجرفه إلى مستنقع ظلماته، يد صغيرة ناعمة وابتسامة واسعة من صغيرته تجبره على الافاقة، وبذل جهده لأن يكون معها لأكبر قدر ممكن رغم عمله، ربما طليقته كانت تساهم فى الكثير من الاشياء وسهلت حياته اكثر مع صغيرته، التفاصيل الصغيرة لم يكن يهتم بها فى حياة شمس، لكن لولا وقاص وزوجته ورهف ربما ما قدر على تخطي تلك الأزمة!

ضحكة مقهقهة من فم صغيرته جعل نضال ينتبه من شروده ليري أسرار تقوم بحملها مدغدغة اياها بكافة انحاء جسدها، وقبلة شمس التي تلكأت على خد أسرار التي تضحك باشراق جعله يصاب هو الآخر بالعدوى، وذكري قديمة عن امرأة لا يود تذكرها للمرة الثانية فى شروده جعله يزفر بصوت عالي يشغل تفكيره بالنظر اليهما، ليري أسرار تتقدم نحوه وعلامات المكر جعله ينظر إليها بريبة لتقول بسخرية.

-نضال انت مشكلة بجد، مفيش يوم والتاني وتعمل مشكلة من غير مشكلة فى المدرسة
امتعضت ملامح نضال فور تذكره ذلك الصرح العظيم المسمى بالمدرسة، أو كما تقول الناظرة الباردة انه مكان لصنع أبطال المستقبل، ماذا تظن نفسها؟! هل هم فى الجيش الحربي؟!
مزاجه تعكر وهو يتذكر المصيبة التي نحرت فؤاده ليدقق النظر تجاه شمس التي تلعب بالكرة ليعود النظر نحو أسرار قائلا بضيق
-بس اخر مرة كانت مشكلة بجد يا أسرار.

انفجرت أسرار تضحك بشماتة، وكأنها تعطيه رسالة مشفرة احصد ما تعمل زفر بسخط لتزيد من سخطه وغضبه
-انت بتهزر، ده كله عشان طفل صغير قد بنتك باسها من خدها
شرست ملامح نضال ليختلج عضلة فى فكه، وهو يهم باطلاق سبة وقحة للجميع اولهم الصبي الوقح يليهم والدته أشدهم برودة ثم الناظرة واخرهم صغيرته شمس، امسك بوسادة صغيرة وقذفها فى وجهه قائلا بغضب حقيقي
-متقوليش باسها من خدها عشان عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشى.

انفجرت اسرار تضحك بشماتة وهي تتفادي القذيفة النارية من الناري، ليصدر صوت شمس الحانق بنبرة طفولية جعل أسرار ترغب فى التهامها كحلوي المارشميلو
-بابا شرير، يوسف طيب
قلقت اسرار على الطفلة حينما وجدت نضال هب من مجلسه بعنف، حتى الصغيرة خشت منه مما جعلها ترتمي بين أحضان عمتها، التي لبت نداء الحماية على الفور وهي تضعها على فخذيها تقبلها بدفئ قائلة
-هتقوليلي يا روح عمتو انتي، تعالي.

فغر نضال شفتيه بصدمة وهو يحدق تجاه ابنته التي تتشبث فى ملابس أسرار التي تفسدها دلالا فوق دلاله ودلال عائلته، هز رأسه نافيا وهو يشعر أنه سيصاب بنوبة قلبية حتما على يد تلك النسوة! يجب عليه جلب ذكور فى عائلة النسوة تلك قبل أن يصاب بذبحة صدرية!
ظل يذرع الأرض جيئة وذهابا تحت أنظار اسرار المتسلية التي تسمع شمس تهمس بفضول
-النونو لسه نايم.

اومأت اسرار رأسها مجيبة نحوها وهي تميل طابعة قبلات كثيرة على وجنتيها المكتنزتين
-لسه نايم، بس اول ما يصحي اوعدك هتلعبي معاه
هدر نضال بحدة وهي يشير باصبعه بجواره تجاه شمس
-شمس، تعالي هنا.

رفعت شمس عيناها تجاه والدها ببعض الرهبة تحت نظرات عينيه الداكنة، العنيفة، لتخبئ وجهها في صدر أسرار التي اصدرت صوتا متأثرا وهي تربت على ظهرها لترفع عيناها بتسلية خفية وزرقة عينيها تلمع كالأحجار الكريمة ليعيد ندائها تلك المرة بنبرة أقل حدة، وإن حمل الغطرسة والغضب
-شمس.

رفعت شمس عيناها الشبيهة كأبيها، نظرات أعينهم كالشبل والأسد، تجعيده حاجبيها شبيهة لوالدها جعل الاب يجفل لثواني وهو يري بداية التمرد يلوح بالافق لتقول بعبوس
-انا زعلانة
اتسعت عينا اسرار بتفاجئ تلك المرة، حسنا هي معتادة على مشاكسات الاب وابنته، ومهما تدللت الصغيرة الا انها لا ترفض أمر والدها ولا تعصيه لكن متى تمردت الصغيرة؟!
بل السؤال الأهم، ماذا فعل ذلك الأحمق، لتتمرد فتاته بتلك الطريقة؟

كادت ان تسأل عن السبب، الا انها سمعت سبة وقحة اطلقها نضال جعلت اسرار تعقد حاجبيها بضيق وهي تحذره من اطلاق اي الفاظ خارجة لتراه يتحرك بإفراط شديد، كما لو أنه يسير على طريق من جمر!
سمعت صوته يخرج غاضبا حانقا
-والله والبت طلع ليها صوت
ابتسمت اسرار ببعض الشماتة، حسنا هي تحب رؤية نضال الفاقد للسيطرة لبعض الوقت، أفضل من الساخر بارد الاعصاب، لتقول بلا مبالاة
-بركاتك يا شيخ يوسف.

لمعت عينا شمس وتورد خفيف جعل اسرار تفغر شفتاها بصدمة، رفرفت بأهدابها عدة مرات وهي لا تصدق أما تراه حقيقي؟
هل توردت وجنتي الفتاة، أم تلك هلوسة كونها لم تستطيع النوم من بكاء صغيرها أمس؟!
رأت الصغيرة تلعب فى خصلة من شعرها هامسة بصوت خافت
-يوسف معاه يحيي، يحيي شرير زي بابا.

همت بزجر الصغيرة عن عدم استخدام أي كلمات تقلل من شأن أبيها، إلا أنها تفاجئت حينما سمعت كسر كوب التي وجهها للحائط، راقبت انفعالات جسد نضال الذي يحاول كبح جنون شياطينه، وكلما حاول اخراج كلمة يبتلعها فى حلقه خوفا من تشويه صغيرته اكثر من اللزوم، ليقول بسخط
-عجبك كده يا هانم، مش بعيد فضحاني علي الفضائيات.

حاولت أسرار عدم الضحك، حاولت وهي تنظر الي شمس التي ورغم جسدها الذي يرتجف بين ذراعيها، إلا أنها عنيدة مثل ابيها، لم تحاول تهدئته بقبلة مخادعة، او تتشبث فى بنطاله كما تفعل حينما ترغب منه ان يطعمها بيده بل وتحضير الفطور الخاص من يديه، الا ان الابتسامة التي خرجت رغما عن أسرار جعلت نضال يستشيط غضبا وود لو خنق اسرار فى التو والحال
لكن تلك الشامتة، سيأتي لها يوم وتعاني عشر اضعاف من صغيرها الصبي.

نداء حماسي صدر من خلفهم ينادي الصغيرة التي انتفضت من أحضان اسرار
-شمس
اسرعت شمس برفع يديها وهي تهمس اسمها تمط حرف اسمها الأخيرة بنبرة تجعل الأخرى ينبض قلبها حبا للصغيرة، وعشقها لها يزداد يوما عن الآخر حينما بدأت تعيش فى قصر العائلة
-رهففف.

ضحكت رهف باشراق وهي تحتضنها بقوة لتدور بها وشمس تنفجر تضحك بصخب متشبثة بملابس رهف، توقفت رهف عن الدوران لتطبع قبلة على مقدمة رأسها قائلة بنبرة شامتة وهي تنظر الي نضال ببعض الشماتة
-بابا مزعلك ليه يا شموس
انقلبت تعابير وجه الصغيرة للعبوس الشديد وهي تقول بنبرة أوشكت على البكاء
-مانعني اتكلم مع يوسف.

اتسعت عينا اسرار بادراك لمعرفة السبب الحقيقي لتمرد الصغيرة بل مقاطعة الصغيرة لوالدها، بعد انتهاء تلك المهزلة واللعب بأعصاب النضال هذا، سيكون لها حديثا ناضج مع الصغيرة عن كيفية اطاعة الأب، حتى وان كان الاب عنيفا، متحكما، غيور لحد الجحيم، ستحتاج وقاص فى هذا الأمر، ف وقاص الوحيد الذي تحترمه الصغيرة وتهابه وتطيع أوامره دون جدال.
لمعت رهف عيناها بإهتمام وهي تلقي نظرة تجاه البركان المشتعل لتقول.

-يوسف الصغنن الحلو ده اللي شوفته الاسبوع اللي فات وكنتوا بتلونوا مع بعض
تلك المرة أخرج نضال لفافة التبغ وكسر اولي قواعده، وهي عدم الشرب أمام صغيرته، لكنه لن يتحمل، يقسم لن يتحمل، نفث الدخان بحرقة وهو يسمع سؤال اسرار المهتم
-هو يوسف بيعرف يرسم؟
اللعنة على اليوم الذي صمم فيه الدخول إلى المؤسسة، وعاند كالحمار لدخولها رغم عن انف الناظرة، عض على نواجذه ليأتيه الفاجعة الكبرى حينما سمع تقول بسعادة.

-هيرسمني في يوم
وضع نضال يده على قلبه وصدماته فى الصغيرة تزداد يوما عن يوم، ربت على قلبه الذى يشعر انه ستوقف على الخفق تحت نظرات اسرار المستنكرة ونظرات رهف الماكرة، لتميل طابعة قبلة على خد شمس بعدما سحبت منها تقريرا وافيا امام والدها.

لن تنسي اعتراف الصغيرة حينما اقرت انها تخبر والدها عن جميع مقابلاتها لخطيبها نزار خلسة عنه، لتجده من حيث لا تعلم فى مكانهم، استمعت إلى نبرة نضال اليائسة وهو يجلس على المقعد بتعب
-حباية الضغط، مش قادر، مش قادر
زمت رهف شفتيها محاولة منع الضحك، وهي تجد شمس تحاول التحرر من أحضانها لتلقي نفسها بين ذراعي أبيها الذي يقوم بعرض مسرحي رخيص جاذبا انتباهها.

اليس مبكرا على تلك العروض؟! اليس من المفترض أن يقوم بها حينما تصبح الفتاة في سن العشرين؟! غمغمت بهمس خافت
-اشرب يا كازانوفا عصرك
ولتزيد من حنقه، بل وليعلم أنها من عائلة الغانم، التي لا تترك حقها، قالت بمكر وهي تجذب انتباه الصغيرة
-هخلي بابا يسمحلك تكلميه بس بشرط
لمعت عينا شمس باهتمام وتحفز نضال على وضع الفتك بالنسوة الثلاث هنا، وقد انشغلت لثواني عن ابيها، لتنظر رهف لنضال قائلة ببرود.

-تبطلي تعملي شغل الجواسيس عليا، قولي لبابا انا قفشاه كويس
هز نضال رأسه بلا مبالاة قائلا
-انا معملتش حاجة
ضحكت رهف بسخرية وهي تغمز لأسرار بحركة مقصودة جعلتها تسترخي في مجلسها اكثر واضعة ساقا فوق الاخرى تشاهد الشد والجذب بين الاخ واخته مع الصغيرة، اللعنة!

عائلة المجانين خاصتها، يحتاجون لدراسة مكثفة حول تنشئة الطفل، كان يجب عليها أن لا تعتمد على افق نضال الضيق الذي يشمل فى جلب احتياجات الطفلة دون مساهمة في تربيتها بالشكل المطلوب والمثالي، سيتحتم عليها وضعهم فى اجتماع عائلي مغلق لعدم السماح بذلك الانفلات يحدث مرة أخرى أمام الصغيرة والصغار القادمين!
-بس البنت اعترفت انك باعتها تعرف تحركاتي مع نزار.

وعلى ذكر الشامي، معسول الكلام هذا، انقبضت معالم وجهه للتقزز، بربكم ماذا يجعل النساء هن يكدن يفقدن عقولهن من كلمة غزلية مبتذلة من أي رجل شامي؟!
هل كثرة المسلسلات التركية المدبلجة جعلتهن لا يفرقن انهم بالنهاية رجال، بل ويغدرون ببساطة كحال أي رجل طبيعي!، هز رأسه بيأس قائلا بنبرة متقززة
- مش عارف ابلعه، مش بينزلي من الزور
تدخلت تلك المرة اسرار بمشاكسة لطيفة، أو حاولت أن تجعلها لطيفة!

-مش لازم تبلعه يا نضال، ممكن تمضغه الاول وبعدين تبلعه
ورده كان إلقاء قذيفة نارية من وسادة ناعمة فى وجهها، تلك المرة لم تستطيع تفادي الضربة لتستقر فى وجهها، جعلها تتأوه بتوجع حقيقي
-ايييي
اطلق سبة خافتة وهو ينظر الى النساء اللاتي كون عصبة حقيقة، عجبا، يجب ان يحذر منهن، ليس أحمق كي لا يهتم بالخطر الحقيقي الذي أمامه
فالنهاية الكثرة تغلب الشجاعة!

صاح بحدة وهو يحاول التخلص من الاولي، لينفرد باخته وصغيرته وسيستخدم كافة وسائله للضغط على الفتاتين
-روحي شوفي جوزك
لم تكترث رهف لما يحدث، وشمس تتابع ببعض الشغف لما يقوم به والدها، انتبهت على صوت رهف التي قالت بنبرة حماسية
- تحبي نعمل ليوسف كيكة نصالحه بيها
لمعت عينا شمس بحماس شديد، لتصفق بكلتا يديها تقول بخجل لذيذ تحبه رهف كلما تطلب منها تسرد تفاصيل يومها الدراسي، والتفاصيل هنا تعني يوسف.

ذلك الطفل الملائكي، اللطيف، مرهف المشاعر، الموهوب منذ صغره، وخجله حينما يسمع إطراء من أي امرأة خصيصا هي، حينما قبلت وجنته ذات يوم حينما تطرأ لنضال عمل عاجل وتطلب منها احضار الصغيرة، احمرت وجنتا الطفل لدرجة كادت أن تلتهمه من فرط اللطافة
-بيحب شوكليت كيك
انفجرت رهف ضاحكة، وهي ترفع عينها إلى عيني داكنتين مشتعلة كالجمر لتقول
-ياروحي، تعالي تروح المطبخ ونعمله احلي شوكليت كيك.

غادرت رهف حاملة شمس بين ذراعيها التي بدأت تتحدث بحماسة شديدة عن ما يقوم يوسف في وقت الراحة أو حين انتظاره لوالدته
تاركين والدها المشتعل، واسرار التي انفجرت ضاحكة بانطلاق حتى احست بالدموع التي خرجت من عينيها من فرط الضحك، جز نضال على اسنانه وهو يهدر بغيظ
-شايفة بتردهالي ازاي.

لم تستطع إخفاء الفضول لمعرفة المسمى بيوسف، الذي جعل الصغيرة تقف فى صفه لأول مرة مفضلة اياه عن والدها، تعلم نضال ربما قسا عليها قليلا او كثيرا!
هي لا تضمن نضال وجنونه هذا المستحدث الذي يجعله بالنهاية انسان!، هزت كتفيها قائلة بنبرة متسلية
-الصراحة تستاهل، بعدين واضح ان يوسف ده شكله هيطلع ابن حلال
امتعضت ملامح وجهه، وازداد تقطيب حاجبيه ليقول بهدر
-البت لسه هتدخل ٥سنين تبدأ تصاحب ولاد.

لفت خصلة من شعرها واجابته بنبرة غير مكترثة
- خلينا تجرب، مش هتخسر حاجة
ما حدث للجميع؟ هل أصبح هو المعتوه أمامهم؟!، هدر بسخط
-لما تجبيلنا بيبي تاني وتطلع بنت خلينا نشوف كلامك يا مدام اسرار
لم تعلق بكلمة واحدة على كلامه، لتنظر اليه بعمق اثارت اهتمام نضال الذي رفع حاجبيه يخبرها ان تخرج ما فى جعبتها، سألته بنبرة هادئة
- مش ناوي تتجوز؟

أجابها بسخرية وهو ينوي على تخريب تلك الكعكة المزعومة للمسمى بيوسف، الصغيرة الشيطانة لم تحاول حتى تشجيع الشيطانة الكبيرة رهف ليصنعوا له شئ خاص، أو حتى كوب شاي! وضع كلتا يديه على جانبيه وهو يقول لها بجرأة
- شاوريلي علي واحدة وادخل بيها النهاردة قبل بكرا
شهقت اسرار لجرأة كلماته، مما جعلها تسحب وسادة بل القذيفة السابقة لتلقيها فى وجهه قائلة بحنق
-قليل الادب.

هز نضال رأسه بلا مبالاة، فبالنهاية هو زير نساء، وروح الصياد تجعله يبحث عن طريد جديد، شئ يبدد من حياته الرتيبة!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة