قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وثلاثة عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وثلاثة عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وثلاثة عشر

اصطف عاصي بالسيارة التي استأجرها اليوم من إحدي أصدقائه أمام منزل أميرته، عينيه بلا وعي تتفحص فخامة القصر المهيب وكل تفصيلة منها تفوح بالثراء الفاحش، استغفر ربه مطولا وبدي وقت حاجته للسيارة أمر ضروري، يعلم ان جدته بن تبخل عليه بمالها وهي منذ سنوات كانت تخبره بشراء سيارة ولو متواضعة لتسهل عليه تنقلاته، لكن الآن صعب جدا إذ أن أمواله التي كان يجمعها تخص مصاريف الشقة والزواج...

عاد يستغفر مكررًا وهو يحمد الله على ما حصده خلال أعوام نقش فيها الحجر، بدأ بتكوين نفسه من الصفر حتى أصبح طبيب يجاهد لشق طريق نجاحه العلمي، مبتعدًا أشد أعماله المسببة للبهجة وهي الحراسة الشخصية، لكن تنازل لأجل عيني أميرته.

ليتفرد بها، ويجد الوقت لدلالها الناعم، ابتسامة شقت ثغره الرجولي وهو يستل الهاتف ليبدأ في الأتصال بها، وداخله أمنية وقحة، بل عديمة الحياء أن يصعد إلى مخدع الأميرة ويري ما ترتديه المرأة كاملة الأنوثة والبهاء في صومعتها الخاصة!

اتصل مرة ولم تفتح، انمحت ابتسامته تدريجيا وهو يكرر الاتصال الثاني وقد بقي على أعصاب منفلتة حينما كاد أن ينتهي الأتصال والمدللة النائمة ساقطة في بحور عالم الجنيات، إلا أن وعده تبخر حينما استمع إلى صوتها المذعور يغالبه النعاس وصوت أجش ناعم يشي عن استيقاظها من النوم
-عاصي!، خير في ايه؟

عادت أسارير ابتسامته تتألق شفتيه، وهو يتخيلها بين أحضان الفراش، هل شعرها مبعثر أم تعقده؟! أصبح في حيرة آخري وهو يتخيلها بملابسها الشديدة الانثوية في منزله، فراشه هو!
تهدجت أنفاسه بخشونة وصلت لها عبر الأثير ليصيح برغبة اندلعت في شرايينه
-عايز أشوفك
شهقة خافتة خرجت منها، ووأدتها سريعا وهي تعتدل في رقدتها لتنظر الى المنبه ثم أجابته بنعاس وهي تعود للأستلقاء على الفراش مرة أخرى.

-الساعة سبعة الصبح وانت لسه قافل معايا علي الفجر، عايزة انام
الباردة، الجلمود، ماذا يتوقع منها؟!
لولا عمله وانهائه في وقت متأخر واتصاله الشبه اليومي الذي بات كطقس بينهما منذ عقد قرانهما جعل حديث المساء بينهما أكثر حميمية
ووسيلة التواصل البعيدة، لها تأثير دافئ بعكس ما يتصوره البعض
فالحب لا يزداد برؤية المحبوب، لكن تكمن في تشرب تفاصيل صوته
وهو درس كل خلجة منها، اضطراب ضحكاتها حينما يشاكسها.

ردها الصامت إلا من صوت وجيب انفاسها المرتفع حينما يعلق على أمر وقح
زجرها الخجول و شهقتها المصدومة حينما يزيد من جرعة جرأته عليها، وتنتهي المكالمة بإغلاق الهاتف في وجهه!
هدر بصوت أجش وهو يخبط بيده على المقود بعصبية
-فوقي يا كسلانة، الشغل ده حلاوته في الصبح.

ما زالت بين صحوها ونومها وهي تمتطي بجسدها بكسل، وهي حتما لن تغفر له لأن يسهرها طول الليل ثم ينتهي المكالمة بعد آذان الفجر ليطالبها بالصلاة، بل يتصل ليتأكد منها إذا أدت فرضها أم نامت! وهذا كله عاد بالسلب على رياضتها المفضلة لعمتها وهو الركض الصباحي، حتى مع مكوث وسيم الذي حريص جدا على جولة الهرولة في الصباح لم تعد تشاركه بها!
غمغمت بنعاس وهي ترفرف بأهدابها
-يعني اعمل ايه.

وصل اليها زفرته الخشنة، لتغلق جفنيها وابتسامة حلوة تداعب ثغرها وهي تضم الهاتف علي اذنها تتشرب تفاصيل صوته على الهاتف
هل تخبره ان صوته يزداد رجولة وجاذبية عن الحقيقة، به رنة العمق الذي يضعها فيه، ورغم الفظاظة الظاهرة التي اعتادت عليها إلا أن تؤثر وتحزن أنوثتها الناعمة للغاية! لكن جانب شقي آخر سعيد بأقل حركة وهمسة منه.
سمعته يقول بنبرة نافذة الصبر وتحذير ذات لهجة شديدة خشنة.

-هتلاقيني مستنيكي تحت، البسي حاجة محتشمة يا بنت المالكي، لا ايد ولا رجل تبان ومريحة
القت قبلة سريعة دون صوت في الهواء، وهي تستحضر وجوده في عقلها، حميته الرجولية تلهبها بقوة لتجعلها تهمس بصوت خفيض باتت تعلم أثره جيدًا على رجل حار الدماء مثله
-عاصي
ران الصمت بينهما وعاصي يتشرب حروف اسمه الممطوطة منها بتلذذ وبهجة شديدة، الياء التي تتعمد مطها بكل ميوعة ودلال منها جعله يجيبها
-عيونه.

انفجرت وجد في الضحك بدون صوت وهي تتخيله يمسد موضع صدره مربتًا عليه كما يفعل الآن!
هل يمسد قلبه حقًا؟!
رفعت يدها هي الأخرى تربت على خفقات قلبها المتقافزة بتعربد حقيقي، لتتلون وجنتيها خجلا وهي تهمس بميوعة
-نام على الصبح، انا راسي مصدعة وعايزة انام، ورايا لسه تصاميم ومشاوير جميلة هانم لباقي الانتيكات.

عادت تغمض جفنيها متنهدة براحة، والنعاس يجرفها جرفًا للسقوط و الاستسلام لسلطان النوم، إلا أن رجلها ما كان ليسمح لها بالنوم إذ أنه هدر بقسوة
-عشر دقايق هستناكي فيهم تحت، عشرة ودقيقة هدخل اوضتك وتكوني انتي الجانية على نفسك
شهقت مذعورة منتفضة من الفراش لتسير بتعثر وهي تكذب هاجس ما سمعته، هل هو في الأسفل؟!

خرجت سريعًا من غرفتها وهي تتوجه الى الشرفة العلوية لتشهق بصدمة حينما رأته متكئ على سيارة لم تراها قبلا؟! شعثت خصلات شعرها وهي تجيبه بذهول
-يا مجنون انت بتتكلم بجد
عيناه ارتفعتا لينظر إلى الأميرة دون تحفظ كان يتشرب ملامحها وثيابها، هل ترتدي بيجامة قطنية؟! أم أنه يصاب بالهلوسة؟!
جز على اسنانه ساخطًا وأحلامه العابثة الجامحة تكسرت على حقيقة ما رآه الآن ليغمغم بسخط
-شوفتيني بهدد في مرة من فراغ.

وهي بعينها الجاحظة تراقب وقفته المتمللة لتستعيد وعيها تدريجيا وهي تواجهه بمنظرها المزري هكذا دون حتى النظر للمرآة، سارعت بالاختباء والعودة الى غرفتها وهي تقول بيأس
- اديني نص ساعة مش هقدر الحق اخلص روتين الصبح بتاعي
لكن الآخر يبدو أن صبره قد نفذ ليجيبها بحدة
-عشر دقايق يا وجد بالضبط، وإلا ساعتها لومي نفسك
وليضعها أمام الأمر الواقع أغلق المكالمة في وجهها!

الأحمق، الغبي، الجلف، تمتمت به عقلها دون القدرة على التفوه به، لتقفز نحو خزانة تختار ثيابها قبل انتهاء العشر دقائق..
بعد عشر دقائق وعشر ثواني كانت تنظر اليه بغضب بارد، وتوجهت نحو السيارة تستقل المقعد المجاور للسائق دون حتى أن تعبئ وتعطي له ترحيب صباحي كما اعتادت، ارتفع عينا عاصي دهشة سرعان ما ابتسم بمكر وهو يستقل المقعد الخاص به لينطلق بالسيارة إلى وجهته المحددة!

صاح بمشاكسة متعمدة يقضي على ملل الطريق
- لحقنا نلوي وشنا على الصبح
واجابتها كانت زفرة حانقة تبعها النظر إلى النافذة وآثار النوم يداعب جفناها دون إرادة منها، الأحمق لم يدعها تضع في معدتها شيئا أو يسمح بوقت لتحضير قهوة لتساعدها على اليقظة!
عاد بإلحاح مستفز يطرق على أعصابها المتلفة
- طب ايه مفيش صباح الخير، مفيش كلمة حبيبي اي حاجة تسلى القعدة
شهقت باستنكار شديد دون صوت، حبيبي ماذا التي يرغب في سماعها!

هي حتى لم تنطقها سرًا بين نفسها، استمرت في حالة اللامبالاة تلك والتجاهل مما دفع لعاصي أن يقول بحدة خشنة
-بصيلي يا بت
التفت تلك المرة اليه، والنيران في عينيها تذيبه ذوبًا في بحور عشقها، وشفتيها اللتين يودان إخراسهم ليراها تصرخ بغضب
-بطل تقول كلمة بت دي انا ليا اسم
ابتسم عاصي ببشاشة شديدة وهو يتشرب جمالها الهادئ، دون تكلف أو زينة خفيفة تحرص عليه حينما يتقابلان أسبوعيا في منزل جدته، ليقول بابتسامة دافئة.

-طب وغلاوتك يا وجد، زي القمر وانتي بطبيعتك
اتسعت عينا وجد والفخر الأنثوي يطرق أبواب قلبها، لكن الابتسامة وئدت حينما تابع بحماقة
- انا محتاج اشوف وش مراتي الصبح من غير محارة ودهان 1
تلك المرة لم تفكر مرتين هي تمد كلا ذراعيها مستخدمة اظافرها لتخمش بوجهه وتجذبه بقوة لينظر إليها، انفلتت السيطرة منه وعلي السيارة ليقول بحزم وهو يمسك ذراعها بقوة والأخرى تمسك في المقود.

- يا مجنونة اهدي، هخبط في العربية اللي قدامي
لكن وجد في كامل وأوجه غضبها الذي لم ينضب لتبدأ في الهذي، متحدثة عن جمالها وطبيعة بشرتها وما تقوم به كي تحافظ عليه حتى من أي حبوب، قال عاصي بغضب مكتوم
- يا وجد اهدي
لكن وجد لم تعبئ لتهديده، انوثتها الجريحة أصدرت فرحان لمعاقبة فظاظته، لم تشعر بأن أوقف السيارة ولا حتى أنها أصبحت بين ذراعيه كل ما يدفعها هو غضب الأنتقام منه، لتسمع هدره الحاد بأسمها
-واااجد.

تنفست وجد بصخب يوازي صخب مشاعرها، وبدات تستوعب انها فقدت سيطرتها بكل حماقة وبربرية، لتشهق بصدمة وهي تحاول التراجع والجلوس في مقعدها بما المتبقي من صورتها المثالية التي اهتزت الآن، إلا أن ساعديه أطبقتا على خصرها بتشدد ليترطم جذعها بصلابة صدره العضلي، وضعت وجد كفها على صدره تمنع تصادما كليا وتلاحم لكلا جسديهما لتهمس بخجل
- عاصي
أجاب عاصي وعينيه تقتحم عيناها، مسببًا ربكة ل مشاعرها وزلزلة لثوابتها.

-عيونه يا وجد
لانت بين ذراعيه كالعجين، وعاطفة عينيه تقدح شررًا عنيفًا، الشراسة والهمجية ترتسم على ملامح وجهه، والهدف على بعد إنشات منه
قرأت وجد جميع خلجاته لتتملل بخجل وهي تشيح بوجهها عنه هامسة
- عاصي بطل قلة أدب على الصبح.

ولكي يكتمل أشد أحلامه جموحًا يداه انزلقت أسفل القميص القطني الواسع الذي ارتدته ليلمس جلدها، اقشعر كلا جسديهما ووجد تنظر اليه بعيون جاحظة، وانفراج شفتيها يشي بإستسلامها اللذيذ بين ذراعيه..
ازدادت أنامله جرأة، وقلت مقاومتها حتى انها ما عادت لها القدرة على زجره، أو مقاومته ارخت رأسها على جبينه لاهثة بحرارة ويديها تتشبثان بقميصه لتسمعه يغمغم بخشونة
- جلدك مش طبيعي يا وجد، بيغريني المسه كل مرة.

يزداد جسدها ارتجافًا تحت وطء لمساته الحسية، لتحاول وجد إخراج نفسها من فقاعة الاستسلام والهوان بأن تغمغم بضعف
- اعقل يا مجنون، انا مش عجباني النسخة دي، ارجعلي عاصي اللي اعرفه 1
انفجر عاصي ضاحكًا بقوة وتوقفت يداه عن العبث ليميل طابعًا قبلة على خدها ثم اجلسها في مقعدها، وجسده يئن في حاجة لنعيم جسدها.

الحرارة تصهره، وهو كالأحمق يتبع ما يمليه عقله وقلبه ليحترق، اعاد تشغيل السيارة وهو يسارع ناهبًا الأرض نهبًا للوصول إلى وجهته وهو يجيبها ب مشاكسة
-لا ما كان النسخة السابقة مستني الحلال، عموما انا كلمت جدك واستأذنته قبل ما اخدك لمشاورنا وقولتله هرجعهالك صاغ سليم على العصر.

اسبلت وجد جفنيها بخجل وامتقاع وجهها جعلها لدقائق من الوقت صامتة، عاجزة عن مبادرة للحديث معه، وقد التمست وقاحة في حديثه، إذا نظرات جدها المتفحصة حينما استأذنته قبل الخروج، ثم طلبه الوحيد بأن تهتم بنفسها جيدًا حتى عودتها للمنزل، ربااااه ماذا قاله الأحمق الوقح له!
غطت وجهها بكفيها وهي تداري خجلا يلهب قلب الرجل بجوارها، رآها ترفع رأسها وهي تسأله ببعض الصلابة المدعية واللامبالاة.

-ويا تري هنعمل ايه طول الوقت ده
غمزة وقحة، واتبعها بإبتسامة خبيثة وهو ينظر الى جسدها بنظرة ملتهبة جعلتها تشعر بالحرارة والصهد يخرج من جسدها ليقول بنبرة متلكئة
- هزغطك زي البط
عبست قلقة من ما يتضمنه معناه المتواري لتسأله بتوجس
-يعني ايه
غمز بمكر وهو يصطف بالسيارة أمام عقار جدته في الحي الراقي
-هتشوفي.

ولم ينبس ببنت شفة وهو يترجل من السيارة، لتلاحقه وجد بعبوس وهي تتوقع دخوله إلى الصالة الرياضية لكن توقعها خاب حينما دخل الى مدخل العقار وهو يحثها على الدخول معه، ازداد وجهها عبوسًا وهي تلحقه لتكون معه في المصعد الذي توجه إلى الطابق الخاص بشقتهم المستقبلية.
فتح عاصي باب الشقة وأفسح لها مجالا للدخول لتهمس وجد بتردد وهي تتأمل سكون المكان من حولها
-احنا بنعمل ايه في الشقة.

نزع قميصه بكل هدوء لترتفع حاجبا وجد بتعجب ورغمًا عنها تفحصت صلابة ذراعيه من فانلة السوداء القطنية التي يرتديها لتعض على باطن خدها وهي تنظر إلى عضلات صدره وضخامة منكبيه بتفحص أقرب للتحرش ليقطع وصلة التحرش البصرية الخاصة حينما ألقي قميص في وجهها قائلا بمشاكسة
-هندهن يا حبي.

عضت على باطن خدها وهي ترى النظرة المتسلية في عينيه، هل ضبطتها وهي تنظر إلى جسده بوله وحمق كأنها فتاة مراهقة تنفتح عيناها لأول مرة لعالم الرجال؟!
نظرت إلى القميص الذي ألقاه في وجهها لتطويه بعناية وهي تضعه على أقرب مكان نظيف لتسأله بتوجس وهي تتبعه إلى صومعتها الخاصة التي قررت أن تكون فيه مصنعها الصغير للملابس
-وندهن ليه، ما فيه ناس متخصصة في الشغل ده.

شهقت بتفاجئ حينما وجدته يمسك بفرشاة الدهان ويفتح عبوة الدهان ثم أجابها هو بهدوء
- قولتلك يا وجد انا معداش عليا صنعة إلا وتعلمتها، عشان اعرف قيمة الفلوس اللي بكسبه من عرقي وجهدي، عايزك تتعلمي انك متتكليش علي حد، عايزك صلبة وقوية ومعتمدة على ذاتك، وبعدين دول قالولي ان دي رومانسية
اختتم جملته بغمزة شقية جعلها تنظر اليه ببلاهة ثم حدقت نحو الجدران التي تحتاج الدهان ثم اليه بتردد بدهشة.

-دهان البيت رومانسية يا عاصي 1
نظرت اليه مشدوهة إلى عمله السريع وهي تراه يعبث ببعض الألوان ويتحكم في درجة اللون والفرشاة قبل أن يغمس الفرشاة داخل عبوة الدهان ثم بدأ بعمله قائلا دون أن يلتفت اليها
-مش بعرف اقعد فاضي وقت اجازتي، روحي افطري جبتلك فطار علي الترابيزة وبعدها تعالي ساعديني.

هزت رأسها ببلاهة ثم توجهت خارجًا لترى طاولة طعام صغيرة موضوعة في الشرفة وكرسي متحرك صغير، توجهت سريعًا وهي تتفحص فطار الصباح المكون من عصير طازج في عبوة زجاجية ثم شرائح التوست وبعض المربى والجبن، سحبت شريحة توست ووضعت المربي عليه ثم صبت العصير داخل كوب بلاستيكي لتعود إليه سريعًا وهي تراقبه مشدوهة لما يقوم به.

يبدو أن الجلف والأحمق، حنونا رومانسيًا مراعيًا، التهمت شريحة التوست بنهم وهي تراقب تحركات ساعديه القوية وقوة بنيانه، تنهيدة حارة حبيتها داخلها وهي لا تصدق كائن الرجولة والجاذبية ملكها هي!
خرج همس حار من شفتيها دون وعي منها
- عاصي
وعاصي لم يكن على دراية بما يموج في صدرها، إذ أنه قال بصلابة وهو يرفع رأسه نحوها.

- متحاوليش، هتتعلمي تدهني معايا، عايزك تحسي بقيمة كل ركن حطينا عليه بصمتنا و مفيش احلي من نبدأ من مكان مشغلك
اجفل حينما رأى نظرة العشق الذي ينضح في كل خجلة منها، واقترابها البرئ، الذي لن يصبح برئ بالمرة وهي ترفع اناملها تلمس خده الخشن لتهمس باضطراب
- انت حقيقة.

ترك الفرشاة من يديه وأولي كامل اهتمامه بها، لا يترك تفصيلة صغيرة منها تغادر عينيه، ليراها ترفع كلا كفيها محتضنة وجهه ليسألها بتوجس و بالكاد يبتعد خطوة كي لا يحدث ما يحمد عقابه هنا
-ازاي
جذبت رأسه بتشدد وهي تمنع محاولات هروبه، لتقترب من محيط الخطر وهي تسأله بحيرة
-رد عليا، بجد انت حقيقة، راجل حقيقي عايش وسطنا.

زفرت بحرارة دون أن يرد عليها ويداه محتفظ بهما على جانبيه، كي لا يزرع ضلوعها علي صدره، ويكافئ شفتيها بقبلات حلوة لذيذة تذيبها.

وضعت جبهتها تسنده على خاصته وهي تهبط بأناملها الناعمة من يديه الى ذقنه مرورا بعنقه، وخاصة تفاحة آدم التي تحثها الآن على تقبيلها، انتفض عرقه واختلجت عضلات وجهه ويداه رغما عنه جذبها ليسحق لين صدرها بصلابة جسده، شهقة حلوة خافتة مثيرة، جعله يميل وهو يكبت مشاعره بقبلة عاصفة مزلزلة على جبينها، ووجد تهمس بضياع وتشتت
- اتأخرت عليا.

ازاح شفتيها عن جبهتها وجسدها المساكين على جسده لم يحاول الصد أو المنع أو حتى المقاومة وخلق مساحة، يداه ارتفعت ليحيط وجهها ليحدق إلى عينيها الداكنتين، والضارعتين من أثر قبلته ليهمس بصوت أجش
-اتأخرت عليكي؟
هزت رأسها موافقة ودموعها تجري على خديها لتميل بشفتيها وهي تمسك راحة يده تقبله بامتنان جعل عاصي ينظر إليها بذهول شديد نظر إلى كفه المستريح بين كفها الرقيق، هل قبلت يده أم انه يتخيل؟!

ألم تشمئز صغيرته وتنجرح من خشونة كفه؟!
لكن دموع الفرحة والسعادة التي طفقت في عينيها جعله يتجاهل تساؤلاته، وهو يراها تزداد تشبث في كف يده لتقول 1
-أيوا عشان كنت مستنياك من بدري
تأوه خشن ومزمجر خرج من صدره، لينزع يده بقوة عنه، تاركًا مسافة فوق المترين بينهما، حدقت وجد نحوه ببلاهة وعاصي يطلق زمجرات خشنة وقوية ثم التفت اليها ينظر إليها بمشاعر راغبة
-نحافظ على المسافة بينا يا شاطرة، عشان مضمنش نفسي.

النظرة في عينيه نظرة أسد على وشك التهام فريسته
نظرة نهمة، بها شهوانية وعينيه تتلكئان على جسدها متخيلا جسدها أسفل ملابسها قميصها الأنثوي الفضفاض وجينزها الأنثوي الضيق، زفر بأنفاس ملتهبة وهو يسمعها تضحك برقة تسأله بمشاكسة
-بتخاف
أجابها بحدة زادت من اتساع ابتسامتها الغبية، على ماذا تضحك، هو على وشك افتراسها حرفيًا والغبية تعطيه الاشارة الخضراء ليفعل!
-اخاف عليكي من نفسي.

استغفر ربه سريعًا وهو يستعيذ من شياطينه، ليلتفت مرة آخري إلى عمله ووجد تكتم ضحكات صاخبة اسفل كفها، استمعت الى صراخه الساخط
-اتحركي خلينا نخلص دهان المكان ده النهاردة
هزت وجد رأسها بإذعان وهي تستدير لتأخذ فرشاة نظيفة وتبدأ بغمسها في عبوة آخري جهزه لها لتقول بنبرة عسكري ينفذ أوامر القادة
-حاضر يا دكتور.

ظل عاصي واجمًا، غاضبًا من نفسه ومن انفلات مشاعره، ليحدق نحو الجدار بحنق ورغبة عنيفة تسري في جسده لقتل الإبتسامة المستفزة التي تداعب ثغرها الشهي، رمي الفرشاة بنزق على الأرض وهو يغادر وكأن جني مسه خارج المنزل بأكمله وصدي ضحكات وجد الأنثوية تلاحقه بهوس...

وضع يداه على الحاجز الخشبي للمنزل وهو ينظر إلى الحركة الهادئة في العقار بدأت تدب بها الحركة وهو يرى جاره يلقي سلامًا عابرًا قبل أن يستقل المصعد، وضع يده على رأسه وهو يتمتم بأعصاب متلفة 1
-الصبر يا رب.

في قصر السويسري،.

يرتشف الأب قهوته الصباحية، ضاربًا بكل نضائح الطبيب وقلق شادية في عرض الحائط في سرية تامة في المطبخ، وعينيه تتوعد الطباخ أن تفوه بحرف واحد، حسنا الطباخ كان مطيعًا للغاية لكن في النهاية أصبح حليفًا لأبنه الذي أخذ دور المفتش من شادية، ألقي الفنجان داخل المغسلة ثم تحرك مغادرًا ونظرة التحذير في عيني معتصم تقتل الرجل رعبًا، تحرك مغادرًا وهو يتجه نحو غرفة مكتبه ليسحب حقيبة عمله قبل ذهابه إلا أن قدميه تسمرت حينما أبصر فتاتيه، قرتي عينيه أمامه، ابتسم بحنين إلا أنه سرعان ما حدق إلى ملابس شادية العملية ليغمغم معتصم بتعجب.

-شادية
أجابته شادية بإبتسامة مهزوزة بعض الشئ، وإن كانت تدعي اللامبالاة!
-ايه
مال معتصم برأسه وهو يحدق إلى ثياب فتاتيه، جيهان بحد ذاتها أصبحت ترتدي مثل شادية، وتعقد خصلات شعرها في كعكة متزمتة ليقول بحيرة
-انتوا الاتنين فيه ايه مع بعض كدا
أجابته جيهان بلا مبالاة
-انا رايحة شغلي
رفع حاجبيه تجاه شادية التي توردت وجنتيها ثم همست
-وانا رايحة شغلي.

مال برأسه وهو يحدق تجاه جيهان التي هزت رأسها بنفي تام من أي محاولة يود إلصاقها، ليعيد الأب مكررًا كلمتها بإستهجان
-شغلك!
تلعثمت شادية والرفض يتجلى من عينيه، لتهم بإقناعه ولو بحجة فاشلة إلا انها استمعت الى دخول ماهر الصاخب
-وانا اللي هوصل جنابهم
ابتسمت جيهان بسخرية تامة قبل أن تقول بتهكم
-ايه يا مي مي ما انت بتشتغل سواق مفرقتش طيارة من عربية.

اكفهرت ملامح ماهر وهو يتقدم نحوها ليجذب سترتها الوردية وهو يصيح بحدة
-لمي لسانك
راقصت حاجبيها بشقاوة شديدة قبل أن تسحب سترتها الثمينة من يده، متغافلة عن نبرة الأب الذي قال بتعجب
-انتي عايزة تنزلي الشغل
هزت شادية رأسها بموافقة قبل أن تجيبه بصراحة
-قعدة البيت كئيبة، انا محتاجة اشوف الناس.

لم يملك الأب سوى الابتسام، فمن ناحية خوفه أنها ستظل في عزلة تامة عن الناس، لكن خوفه أكبر هو ما ستواجهه خارج أسوار منزله
لقد كانت في عزلة تامة، بعيدة عن أي أخبار، أو شائعات تدور، هي حتى لا تعلم بمقتل معاذ ولا اختطاف الآخر!

نظر تجاه ماهر الذي ينظر اليه بتفهم، ويعطيه نظرة مشجعة أنها ستكون بخير، ليومأ أخيرًا برضا وشادية تنفرج ملامحها المتوترة لتسارع بالقاء نفسها بين ذراعيه مقبلة كلا وجنتيه ورأسه، والغيورة الشقية دفعتها لتأخذ لها جانب من ذراعي معتصم الذي انفجر ضاحكًا وهو يقبل كلا مقدمة رأسيهما لتنسل شادية من ذراعيه وهي تسير بجوار ماهر، ربتت جيهان على قلب اليها قائلة
-بنتك قوية متقلقش منها.

هز معتصم رأسه بتفهم قبل أن يغمغم بخشونة
-اتلحلحي علي شغلك، دقيقة تأخير عن ميعادك هتاخدي خصم تلات ايام
فغرت جيهان شفتيها بصدمة، حقًا لل تصدق والدها!

يعاملها في الشركة كموظفة عادية دون أي امتيازات، بل يتناول رئيسها المباشر في تقريعها كأي موظفة متكاسلة، لكن بالطبع داخل حجرة مكتب الرئيس، لولا فقط أنها تعلم الأيام ستمر وستمسك كرسي في الشركة وسيأتي اليوم الذي سيكون من يتذلل لها، ستقسم انها ستجعله يعمل ساعات أطول حتى بعد نهاية الدوام، يختمر في رأسها عدة خطط شيطانية، لتصيح باعتراض
-لالا حراام، ده انت لسه من اسبوع خصمت نفس التلات ايام.

أشاح معتصم وجهه بلا مبالاة قائلا
-عشان يبقى تقعدي في الحمام بالساعتين
اتسعت عينا جيهان بجحوظ قبل أن تمر يداها على وجهها وعنقها لتقول باحتجاج
-هو انا عشان بعمل كل يوم daily skin care، يبقي الدنيا هتنهار
انتفخت أوداج معتصم بغيظ قبل أن يقول بسخرية لاذعة
-انتي بتهزري يا جيهان، ساعتين في الحمام، ولما الشركة تقع نقول للناس ايه، استنوا ثواني المديرة بتعمل سبا ولا حاطة قناع الزفت الطين اللي بتخضيني بيه.

عبست جيهان للحظات وهي لا تصدق والدها يبدي استياءً في الوقت الحالي عن اعتنائها الجسدي، قبل دخولها لمجال العمل كان لا يكترث بالأمر حتى وان استمر جلوسها في الحمام لثلاث ساعات أو أكثر! اندفعت بغيظ انثوي تقول بحماقة
-اومال فالحين بس تقولوا عايزين الست في جسم كيم كارداشيان وفي جمال بشرة الكوريين اللي بتلمع في الشمس
ارتفع حاجبا معتصم بذهول وهو يرى اندفاعها الأنثوي الأهوج، ليزمجر بسخط.

-امشي من وشي، ومصروفك اللي بدهولك جنب المرتب اتلغي نهائيًا، ابقي وريني هتعملي ايه
زمجرت جيهان بحنق، وهي تدب بقوة على حذاء كعبها المرتفع ثم استدارت مغادرة، ترغي وتزبد من فرط عصبيتها وتحكمات والدها التي أصبحت لا تطاق!
...
مقر عمل شادية،
ابتسمت شادية بحنين شديد تجاه غرفة مكتبها، وإن كانت ستقص أجزاء وذكريات ستدفنها عميقًا داخل صندوق أسود، التفت نحو ماهر تقول له
- شكرا يا ماهر.

انحني ماهر بطريقة مسرحية وكأنه يتحدث مع اميرة في احدى حقبات التاريخية القديمة، ثم اعتدل بوقفته وهو يقول لها
-اجمدي يا شادية، مفيش حاجة مستاهله اننا ندفن نفسنا بالشكل ده
هزت شادية رأسها بتفهم لتجلس على كرسيها براحة وهي تفتح حاسوبها الشخصي لترى رسائل العمل، نقرات على باب المكتب جعل شادية تستأذن الطارق بالدخول، ابتسمت نجوي مساعدتها الأمينة قائلة بابتسامة واسعة.

-حمد لله على سلامتك يا فندم، الشركة حقيقي كانت مفتقدة وجودك و لمساتك الإبداعية
هزت شادية رأسها، حتى المجاملة لم تعد تكترث لها إن كانت حقيقية حقًا أم من باب التملق لتجيبها
-تسلمي يا نجوى
وضعت نجوى الجهاز اللوحي أمامها تجاه المناسبة التي تحضرها شركتها اليوم لتقول
-تحبي حضرتك تبدأي تشرفي على event النهاردة، ولا مصطفي يكمل شغله
نظرًا لعدم أهمية المناسبة لها كثيرًا، قالت بلا مبالاة.

-خلي مصطفي يكمل، انا بليل هبقي أشوف المكان ابعتيلي اللوكيشن على التلفون
هزت نحو رأسها بتفهم وإيجاب لتستأذن مغادرة، وهي تغلق الباب خلفها، لتبدأ شادية البحث عن هاتفها داخل حقيبتها النسائية وحينما وجدته عبست حينما وجدت ان الهاتف مغلق
عبست تزفر بحنق وهي لا تصدق أنها نست إعادة شحن بطارية هاتفها، توجهت لأقرب مقبس كهرباء ووضعت الشاحن الإحتياطي في المقبس ووصلته بالهاتف.

ظلت لبرهة حتى فتح هاتفها، وقد تفاجئت من كمية الاشعارات والرسائل التي وصلتها في وقت اغلاق هاتفها
وصوت طنين الرسائل جعل ماهر الذي يصب لنفسه قهوة يقول بنزق
-اكتمي تلفونك من الزن ده، دماغي صدعتني
اجابته مبررة وهي تفتح تطبيق الرسائل ليصلها موقع المناسبة لتقول
-بقالي فترة مفتحتهوش.

عادت تنظر الى هاتفها مرة أخرى وقبل أن تلقيه بلا مبالاة، تفاجأت برسالة من رقم خاص، ضغطت على الرسالة بفضول لتجحظ عينيها فجأة وشهقة خافتة تتسرب منها جعل ماهر الذي ينظر لماكينه القهوة يرفع ببصره نحوها متسائلا بقلق
-شادية في ايه
سقط الهاتف من يديها والدموع في عينيها متحجرتين، اقترب ماهر منها بفزع وهو يسألها بخوف وعينيه تقعان على الهاتف الذي سقط أرضًا
- شادية متقلقنيش عليكي.

تحركت من فورها تجاه الأسفل، وماهر مترددًا بين الخروج خلفها وبين النظر إلى محتوى الهاتف
هب علمت بخبر مقتل الداعر هذا؟، التقط الهاتف سريعا وهو ينظر إلى محتوي الرسالة بتصلب وعينين متسعتين بذهول، ليركض من فوره خلف شادية!
توقفت شادية أمام مدخل البوابة الحديدية، وشاحنة سوداء تقطع الطريق بنهب شديد القي شوال ضخم بعدم اكتراث، ثم اختفت السيارة كالشبح.

تباطئت أنفاس شادية وهي تهز رأسها نافية ما يخبره به عقلها! ربااااه لا يمكن أن يكون حقيقي
رسالة مزح سخيفة، يستجدي بها اهتمام وتعطف، تحركت بقلق والضباب الذي تكون في عينيها أثر الدموع شوش رؤيتها
انحنت تنظر إلى الشوال بقلب مذعور
وبيدين مرتجفتين نزعت الشوال لترى ما خشيت منه
كتلة من الدماء تغطي ملامح الوجه الذي بالكاد تعرفت على ملامحه، صرخت بذعر ودموعها تجري على وجنتيها وراسها يهز بنفي مرارًا ما رأته.

شعرت بجسدها يصطدم بجسد صلب، لتلتفت وهي تبصر ماهر ليتعثر لسانها وهي تشير إلى كومة الشوال
- س، سر...
عادت تقترب مرة اخرى من الشوال لتنزع الشوال بقوة من وجهه، يبدو ميتًا، رباااااه
أمات؟!
سقطت ارضًا بتخاذل وضعف شديدين، لقد طعنت الملكة بعد موت الغازي لأرضها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة