قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وأربعة عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وأربعة عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وأربعة عشر

أحبيني مرة
واكرهيني مرة واحدة
تخللي مسام جلدي
واسكني في أوردتي
واحتلي قلبي
فالحب سلطان لا يقاوم!
هل كان من أشد أعداء الحب مرة؟ حسنا لا تصدقوا حرفا مما قاله!، هو أحمق غبي، كيف تصدقون كلام أحمق؟

أو ربما هو تأثير الاذاعة وبرنامجه السخيف هذا الذي أصبح يبذل فيه كل طاقته ومجهوداته، ولا يكتفي فقط بما موجود فى سكريبت الحلقة بل عادة ما يخرج عن النص ويتطرق لعدة مواضيع، ورغم ما كان يثير غضب المخرج سابقا، إلا أنه توقف عن التصرف كمخرج مزعج واكتفي فقط كمستمع للحلقة دون إصدار تعليق واحد!

اصطف بسيارته فى مرآب مؤسسة السويسري، وملامح العبث تتزين ثغره وهو يتوجه نحو المصعد يستقله نحو وجهته فأرته الملونة العبثية.

التي لم تعد عبثية بعد الآن، لم تفاجئه بجديتها للعلم ومثابرتها على التعلم وتعزيز مكانتها فى عالم الأعمال التي فضل جعل ابن عمه يدير عمل العائلة، لا يتحمل الجلوس دقيقة واحدة داخل مكتب وورائه أطنان من الورق تلزم المراجعة أو التوقيع، بل والأنكي الاجتماعات التي تستمر أكثر من مباراة كرة قدم، تبخرت افكاره المتشائمة ما ان فتح المصعد ووقعت عيناه على مهجة القلب، وحسناء الوجه، ومجنونه اللسان.

تقدم بخطوات بطيئه وعينيه تدرسانها وهي تتحدث ببشاشة لفتاة ما وبعض الغمزات التي تراسلانها جعله يتعجب إذا كان فى عمل أم مقهى!
أي مغازلات تفعلها المخبولة تلك فى عملها، تجهمت ملامحه للغضب واختفي اللمعة من عينيه ليحل محل السماء الصافية الزرقاء، غيوم رمادية غاضبة حلت على سماءه لينادي اسمها بصوت مرتفع
-جيجي.

والمخبولة انتبهت له وهي تعقد حاجبيها بدهشة، لتنظر الى ساعة يدها قبل أن ترفع نظراتها بدهشة تحاول تداركها لتقترب منه قائلة بتعجب
-وسيم
وما أثار دهشتها هو الغضب الذي يحتضن ملامح وجهه، لتعقد حاجبيها بعدم فهم وهي تراه يهمس بحدة
-تعالي
رفعت حاجبها بتمرد، والنبرة الآمرة لم تعجبها حقًا، لم تعجب الأنثى المتمردة بداخلها، الغبي، الأحمق ألم يحاول يوما التفكير أن يجلب لها باقة زهور كما يفعل أي رجل نبيل لخطيبته.

أو حتى يهون عليها ضغط العمل ويطلب لها طعام من المطعم المفضل لديها؟ الأحمق
يحتاج الي دروس مكثفة حتما لن تتركه هذا الأحمق يعبث فى الأرجاء دون أن يحاول مصالحتها، يأتي كرجل اخضر استفزه أحدهما وهي المطالب منها دائما تهدئته
عقدت ذراعيها على صدرها وهي ترمقه بشرز لتهمس بحدة
-مش ملاحظ اني ورايا شغل.

اقترب الخطوات الفاصلة بينهما، وهو يرمق نظرات زميلتها الفضولية، ولن يكون يبالغ حقا حينما يقول انه حتما يري القلوب تخرج من عينيها وتنهيدة مكتومة تكاد تفضحها، رفع حاجبيه بدهشة، ماذا تظن تلك المخبولة الأخرى؟ هل تراه بطلا سينمائيا أم بطل رواية وردية أذهبت المتبقي من عقول النساء؟!

لكن لم يكترث لأمر الفتاة كثيرا ليميل تجاه الغاضبة ليقرص وجنتها كما لو انها طفلة مشاغبة يعاقبها، مما اثار الغضب اكثر داخل جيهان التي توعدته بنظرة يعلم انها ستكلفه الكثير، ستقوم بتجاهل اتصالاته لمدة لن يعلمها، لكن ما سيقوم به اليوم سيجعلها راضية عنه، هكذا ما خطط!
سحب ذراعها وهو يجذبها للسير معه قائلا بابتسامة رائقة
-اخدتلك اجازة مرضية من حمايا.

رفرفرت بأهدابها عدة مرات وهي تعيد النظر إلى ساعتها ثم تخبره بدهشة، وهي لا تصدق أن والدها رفع الحصار عليهما
- انت بتهزر على الصبح ولا ايه
والفتاة المخبولة الاخري قررت أن تظهر فى الصورة، كما لو انها ستأخذ جائزة شرف على ظهورها، هذا ما دار في خلد وسيم ليسمعها تقول بابتسامة واسعة مخيفة حقًأ
- روحي يا جيهان، انا هقدر اكمل باقي الشغل.

نظرت جيهان بتردد الي مكتبها ثم إليه، والحاجة لمعرفة سبب صحبته باكرا عن ميعاد انتهاء دوامها جعلها تشعر انها بين ناريين لتهمس بتردد
- بس انا
غمزة وقحة من الفتاة جعل وسيم يرفع حاجبيه بدهشة وهو ينظر إلى جيهان التي ترد الغمزة بأخرى أشدها وقاحة لتهمس الفتاة بنبرة ماكرة
-استمتعي.

بعثت جيهان قبلة فى الهواء أمام العشرات من الموظفين دون حرج، اللعنة هل يتركها دوالدها هكذا دون رقيب لافعالها التي قج يفهمها اصحاب القلوب خطئا ليسحبها تلك المرة بقوة، ولم يعبأ بصورتها التي سيتخذها زملائها، وجيهان على عكس طبيعتها لم تحاول مجادلته بل تجاري خطواته المهرولة بثقة شديدة وما إن أصبحا بمفردهما داخل المصعد سألها بحدة ويده تضغط على زندها
-مين دي.

تأوهت بميوعة شديدة جعل وسيم يزمجر بقسوة لتنفلت ضحكة ماكرة من جيهان وهي تغمز له بعبث هامسة بهدوء وهي تعدل من خصلات شعرها فى مرآة المصعد
-صحبتي الجديدة
جذبها بقوة لتواجهه وهو ينفجر فى وجهها صارخا بغضب
-وانتي ما بتصدقي تصاحبي على حد وتخليه ياخد عليكي، من غير ما تعرفي دوافعه ناحيتك.

ثانية، اثنان، ثلاثة ومن المتوقع انفجار ثائر من جيهان، الا ان ملامحها الباردة والغير مكترثة احبطته، لن ينكر أن جيهان تغيرت للأفضل فى بعض المواقف ولا تندفع بتهور كما المتوقع ما عدا تلك التصرفات الوقحة المخجلة لأمرأة عاملة فى مؤسسة لها سمعة مرموقة! أليس كذلك؟!ّ
اقتربت جيهان بعبث شديد وهي تضع كلتا ذراعيها حول عنقه لتميل نحوه
وميلها سبب فيضان البحر
والبرق الذي صاحبه في سمائه.

والارض فى عينيها ما زالت ثابتة، لتميل نحو أذنها تهمس باغواء مدروس
-بتغير عليا يا وي وي ولا ايه
جز وسيم على اسنانه بغضب، وحاجته لصفعها وتقبيلها تحتاج عقله الان
بل تقبيلها تأثيرا أشد فتكا من صفعها، ربما سيؤجل صفعها ويقوم ما تاق لفعله حينما اكتشف أن مشاعره لجيهان كانت أكثر عمقا من علاقة جيرة أو طفل حمل رضيعة بين يديه وأطلق وعدًا لحمايتها كأخ يحمي أخته اللعنة على حماقته!

صوت المصعد افاقه من خيالاته التي ازدادت جموحا وهي لم تكن غبية لتدرك أن محاولات استفزازه ربما ستجعلها تلك المرة هي الخاسرة، ورغم ذلك هي مرحبة للخسارة إن كان سيقوم بشيء مجنون معها! نزع ذراعيها من حول عنقه وهو يغمغم بسخط ليتوجه الى سيارته الرياضية ببعض الغضب يشي فى سيره
-قولتلك بطلي الكلمة البايخة بتاعتك دي
تبعته بهدوء وكسل شديدين وهي تسأله بهدوء وهي تسند بجسدها على جسد سيارته.

- طب ايه يا حلو انت خاطفني ورايحين على فين
نظر إليها بحنق وعينيه رغما عنه تخونه للنظر إلى هيئتها الكلاسيكية البعيدة كل البعد عن العاملة الحسناء بثيابها الجريئة، يبدو أنها فهمت ان العمل يحتاج لثياب مريحة وليست جلسة تصوير التي تستغرق لبضعة ساعات قصيرة، امرها بجمود
-ادخلي العربية.

انفجرت تلك المرة ضاحكة وهي تري عبوس وجهه والغضب الغير مبررين جعلها ترغب فى احتضان وجهه وقرص كلتا وجنتيه معاقبة اياه على ما قام به منذ قليل، فتحت باب سيارته وجلست على المقعد بجوار السائق وهي تعلق بسخافة
-ياخويا متزقش، لما نشوف اخرتها معاك
جلس هو الاخر على مقعده وضغط بحدة على المقود وهو يلعن انفلات شياطينه الماجنة، هل يجب أن تخرج الآن، ألا تستطيع شياطينه الصبر لبضعة ساعات فقط؟!

أغمض جفنيه وهو يحاول الهدوء واستعادة سيطرته، لقد بقت لسنوات محرمة عليه وحاول بقدر المستطاع كرجل يري الاغراءات أن يغض بصره عنها، لكن صراخ داخلي يخبره أنها أصبحت فى زوجته!
اختلجت عضلة فى فكه والهدوء الذي طبق على سيارته يستعجبه، يتعجب من تحول جيهان الي امرأة صبورة! عجبا لو كان يعلم أن العمل سيغيرها لكان القاها فيه منذ البداية!

فتح جفنيه لتسقط عيناه علي ابتسامتها الناعمة التي تحتل ثغرها وهي تتأمله بشغف، كأمرأة أول مرة تتأمل ملامحها حبيبها مليًا دون خجل، دون توتر، فقط عيناها تركزت على عمق زرقة عيناه التي ابتلعتها دون خوف
رجفة كهربائية مرت على كلا اطرافهما دون لمس حقيقي من جهة إحداهما، اقترب هو منها كالمسحور دون أي مقاومة على اشاحة عيناه عنها، وتلك المرة كان قريبا منه.

حتي هي اعطته الاشارة الخضراء وعينيها تلمعان بحماس كطفل ينتظر ليلة العيد، لكن صوت قوي تكسر فى احلامها حينما قال بجفاء
-هاتي تلفونك
اتسعت عينا جيهان بجحوظ لترمقه بتشكك وعدم تصديق، هل أحمق هو ليتركها تتلوى من احتراق عناق الحبيب والزوج!، لتشرس ملامحها وهي تضربه على صدره لتصرخ بحدة فى وجهه
-الله جرا ايه، ما تجيب من الاخر كدا.

لم يمنع نفسه من ان تنفرج ملامحه وعبق الاثارة ما زالت توخز جسديهما، ليقول محاولا التغلب على الإيقاع في الخطأ
-اهدي يا شبح، لسه احنا بنقول يا هادي.

زفرت بحدة وهي تدير وجهها للجهة الاخري وبدأ وسيم يستعيد سيطرته لينطلق بسيارته، وجيهان لم تستطيع التغلب انه رفض قربها، الأحمق نصف رجال العمل يرغبون بودها وهي وقعت فى حب رجل بارد حتي بعد ازالة كافة المحظورات يعاملها كما لو انها طفلة صغيرة يخشي عليها، أو لم يستطع حتى الآن أن يفكر بها كامرأة ويراها بعينه مازالت الطفلة بجديلتين التي ترافقه فى جميع اماكنه كالعلقة!
انفجرت تصرخ بحدة فى وجهه.

-طيب يا وسيم، اقسم بالله لو الموضوع طلع في الاخر حاجة متستاهلش اني اسيب الشغل، لاهطلع عليك كل الجديد والقديم
اشمأزت ملامح وسيم وهو يهز رأسه بيأس ليهمس بأسف
-بيئة، بيئة
حدجته بنظرة مميتة ليبتسم بتوتر وهو يرى ملامح الفتك تتجلى على ملامحها، وهي تهمس بوحشية
- ومش هتلاقي زيي
وافقها قائلا ببعض الأسي وكأنه يواجه واقعا لا فرار منه، فجيهان واحدة فقط.

فأرته الصغيرة العابثة، صاحبة خصلات قوس قزح قررت التخلي عن الألوان التي كادت أن ترديه قتيلا لتعود لون شعرها الطبيعي حتى انها استرسلت شعرها مما جعلها تبدو طبيعية، دون أي تكلف
-ما دي الحاجة الوحيدة اللي مش لاقيلها حل
شهقت باستنكار شديد قبل أن يتبعها بلكزة على معدته ليتأوه وسيم بوجع وهي تهدر فى وجهه
-وحياة امك
عبس ملامحه وهو ينظر اليها بجدية قائلا بانزعاج حقيقي
-نجيب سيرة الست ليه دلوقتي.

استغفرت ربها وهي تحاول ان تقوم بإخراج الشياطين التي تعربد في داخلها لتقول بضجر
-نعتذر الست الوالدة، ها أنجز
رمقها باشمئزاز حقيقي ومفاجأته التي جهزها لها يعيد التفكير الان والغائها، حتما لا تستحق تلك المتشردة أي هدية منه لكن عاد يصبر نفسه انها اول هدية على علاقتهما ليكون صبورا وحليما كعادته، زجرها بحدة وهو يتنهد براحة حينما اقترب من وجهته
-لمي لسانك، خلي اليوم يعدي على خير.

عقدت جيهان ذراعيها على صدرها وهي تتأفف بحنق حقيقي، الصخر الجلمود، لا يعتذر حتي وان لم يخطئ، أليس عليه بالاعتذار حتى وان كانت المخطئة؟! لا لكن هو من اخطأ حينما قرر قرص وجنتها وكأنها طفلة فى الروضة!
اشارت الي شفتيها بيدها وقالت كقط يتقلب علي صفيح ساخن
-طيب يا وسيم، اتكتمت.

لم يحاول وسيم حتي النظر اليها، بل عينيه تركزت علي ايجاد مكان لركن سيارته، ابتسم براحة غير عالما بالبركان الثائر بجواره ليدير وجهه تجاهها قائلا بغمزة شقية
-انزلي يا مزة.

شهقت باستنكار حقيقي، ولم يمنع هذا أن تتورد وجنتاها كصبية تفتحت أوراق انوثتها مستمعة الى اول كلمة غزلية فاحشة لبعض الفئات، ومصطلح عجيب مقزز لفئات أخرى، جذبته تلك المرة من قميصه وهي تقترب منه بتهور، تعلم تحديدا عواقب فعلتها لتقول بنبرة تهديدة خالية من أي تهديد، بل تهديدها اغوائها
ولمساتها حريق هائل
ونبرتها كالخطيئة
-متلم لسانك يا حلو كدا عشان معورش وشك.

ازدرد وسيم لعابه وأفكاره الجامحة تطفق على عقله، ليحوقل مستغفرا فى سره قبل أن يبتسم ببرود وهو يضع يده على يدها الممسكة بقميصه ليقترب منها قائلا بحدة
-مين ده اللي تعوري وشه
انفجرت تضحك بشقاوة وهي تغمز له بإحدى عينيها التي سيفقأهما قريبا لتضع يدها علي وجنته بجرأة شديدة اشعلت الفتيل فى جسديهما
-واحد غتيت كدا، بس انت حاجة تاني يا قلبي.

والفراشات التي تداعب معدتها كادت ان توديها الى التهلكة وهي تنظر الى عينيه التي اصبحت مرآة عاكسه لدواخله، فغرت شفتيها بذهول من جل ما رأته فى عينيه لتسمعه يهمس بنبرة خشنة تشي تأثره
-اتمني انك تقصديها فعلا
ابتسمت بارتعاش ونبضات قلبها تفضحها، بدأت تشعر بأن الأجواء تزداد سخونة من قربهم الغير برئ بالمرة، لتضحك بانفعال وهي تقول
-بقصد كل كلمة بقولها يا قمر انت.

رفع حاجبيه بتعجب وابتسامة ماكرة تزين شفتيه، وهو يسألها بنبرة ذات مغزى
-بتتحرشي بيا يا بنت السويسري
حكت مؤخرة عنقها بحرج شديد وهي تحاول التغلب علي خجلها وذلك التورد الغبي الذي يكاد يفضح تلك الشخصية الجريئة التي تؤديها لتقول بلا مبالاة
- طب مش احسن اما اكش كده وابقي زي الكتكوت المبلول وانت بتعمل اللي بالي بالك.

اتسعت عيناه بتفاجئ وهو يعلم إلى ماذا تريد الوصول بكلماتها، ركز عينيه على شفتيها وانتفاخهما الطبيعي ليقاطع جرأتها التي لم تكن حديثة الولادة ليهمس بصوت أجش
-شايفة شفايفك الحلوة دي
وضعت اناملها على شفتيها وهي تخبره بأول ما قد يطرأ على عقله
-طبيعي والله مش عاملة فيلر
هز رأسه بيأس ويبدو أنه لا فائدة ترجى منها للحديث معها، ليضيق عيناه ببعض الحدة وهو يخبرها ببرود.

-هوا يا جيجي، هوا، بتستعرضي نفسك بس لما يجي وقت الجد بتبقي كتكوت مبلول زي ما بتقولي
شهقت جيهان باستنكار وقبل أن تتسنى لها الفرصة للرد عليه، وجدت انه يترجل من السيارة، لتتبعه على الفور وهي تترجل من السيارة وتغلق الباب خلفها بحدة لتستدير نحوه قائلة بنبرة واثقة
- تحب تراهن.

رفع عيناه يناجي ربه في السماء قبل أن يخفض عينيه أرضا ويحدجها بنظرات زاجرة ليزمجر بحدة وهو يجذب ذراعها متوجهين الى التجمع الغفير للحفلة التي ستقام في أقل من ساعة، يشكر ربه انه استطاع ان يحجز تذكرتين بعد أن تم بيع كل التذاكر لن ينكر أن فتاة ما لها شعبية كبيرة استطاعت ان تؤمن له تذكرتين وهي فى انتظاره خارج بوابة الحفل، صاح بحدة
-اششش اخرسي.

انتبهت جيهان للمكان حولها، وهي تحاول أن تخمن ان هناك مطربا سيقيم حفلا فى المكان لكن من؟! حاولت النظر إلى أي معروضات لكن قدميها تعرقلت وكادت ان تسقط لولا ذراع وسيم الصلب الذي حماها من السقوط، احمر وجنتيها بحرج وهي تحاول النظر إلى الناس الذين يبدو أنهم لم ينتبهوا إلى فضيحتها التي على وشك الحدوث، سألته بفضول وهي تتشبث بذراعه بحركة عفوية، لكن للآخر بمثابة اضافة الزيت فى النار
- رايحين حفلة مين.

عيناه ظلت تبحث عن فتاة التذاكر، حتى وجدها واقفة بملل شديد تعبث بهاتفها ويبدو أنها منعزلة عن الأجواء الصاخبة من حولها، ليقترب منها وهو يعرف عن نفسه قائلا
-وسيم المالكي، كلمت بخصوص التذاكر
رفعت الفتاة رأسها عن الهاتف وهي تحاول التركيز واستعادة كلمات الرجل، ابتسمت بهدوء وعملية وهي تخرج من حقيبتها اليدوية التذكرتين لتمدها له والآخر نقد لها مالها
-مضبوط التذاكر جاهزة.

عبست جيهان لثواني محاولة تذكر ملامح الفتاة السمراء، اللعنة لما لا تستطيع تذكر اسم الفتاة لقد تعاملت معها سابقًا، اتسعت عيناها بادراك حينما تعلقت عيناها بعيني الفتاة لتشهق الفتاتان بادراك
-فوفااااا
-جيجي!
سارعت جيهان بالقاء جسدها بين ذراعي المدعوة فوفا التي عانقتها بحرارة شديدة وجيهان تلكزها بخفة قائلة
-يا بنت الايه انتي لسه في الشغلانة دي.

هزت فوفا رأسها بيأس شديد، ثم مدت بنظرها تجاه وسيم الذي ينظر باستنكار شديد إلى جيهان التي يبدو أنها اجتماعية بتفتح شديد همست فوفا بصوت منخفض تحت نظرات وسيم الساخطة
-انتي اتخطبتي.

هزت جيهان رأسها وهي تنظر الي صديقة تعرفت عليها فى الجامعة التي كانت أشد أعوامها صخبا حيث كانت الفتاة الوحيدة التي تستطيع تأمين تذاكر حفلات المطربين والمطربات وفي أقل وقت ممكن، لكن بعد الجامعة اخبارها انقطعت هزت جيهان رأسها لتجيبها بخفر
-جرجرته ولفيته السبع دوخات
انفجرت فوفا ضاحكة باستمتاع حقيقي وهي تلكزها بخفة قائلة
-وحش طول عمرك ومسيطر
ثم سارعت تهمس بهمس خافت.

-معندكيش منه نسخة تانية عشان انا خلاص بقيت على اخري
رفعت جيهان عيناها باستنكار، وهي لا تصدق الشاويش عطية كما كانوا يطلقون عليها شباب الجامعة لتسألها باستنكار
-الله، دلوقتي عايزين نصاحب
امتعضت ملامح فوفا بقرف حقيقي لتجيبها
-نصاحب مين، انا مليش في الكلام ده انا بتاعت جواز
زفرت جيهان بحدة وهي تخبرها بتقزز
-لا مفيش انسي، كلهم ولاد جزمة عايزين صحوبية وشوية احضان والذي منه
اشمأزت ملامح فوفا نفورا لتقول.

-اللهم عافينا يارب
عقد وسيم ساعديه على صدره وهو ينظر الي كلتاهما ليصدح صوته حانقا
-خلاص خلصتوا
زمت جيهان شفتيها بحنق وهي تضم فوفا قائلة بحدة
-مشوفتش فوزية من سنين يا وسيم
لكزتها فوزية بحدة على معدتها وهي تجز على أسنانها قائلة
-قولتلك متقوليش فوزية ربنا يسامحه ابويا بقي كان واقع لشوشته في حب الأميرة فوزية
أطلقت جيهان صفيرا وقحا من فتاة من المفترض انها تكون من طبقة ارستقراطية لتهمس بلفظ سوقي
-بس كانت مكنة.

انفجرت فوفا ضاحكة وهي تهز رأسها بيأس، يبدو ان الاعوام التي مرت ما زالت جيهان محتفظة بكامل حيويتها وصخبها، رفعت عيناها تجاه خطيبها الوسيم والذي يبدو رغم حنقه واقعا، بل مدله بحب الفتاة الذهبية ويحق له شعرت بالغبطة وهي تحاول التفكير فى رجلها الغامض الذي لم يخرج من أحلامها، نظرت الى ساعة هاتفها لتقول بنبرة متعجلة
- الحفلة هتبدأ، عن اذنكم
اوقفتها جيهان وهي تخرج هاتفها لتقول ببعض التعجل.

-هاتي رقمك الشخصي الأول عشان ضاع مني
اعطتها فوزية رقمها ثم استدارت راحلة وجيهان تدون اسمها، ثم اقتربت من وسيم وهي تستعجله للدخول الى الحفلة
رغم الزحام إلا أن ذراعي وسيم كانتا حاميتين وهو حريص كل الحرص على ألا يقرب منها شاب او يلمسها شخص غيره وهذا كان كافي لجيهان لتتورد وجنتيها وتنسى جميع أسباب غضبها منه، انتبهت على صوته المقترب من اذنها
-مين دي.

اجابته بصوت مرتفع والضجيج حولهما يكاد يصم أذنيها، لقد توقفت منذ سنوات طويلة على الحضور للحفلات وذلك الزحام المجنون لم تتعامل معه لسنوات
-دي بقي يا سيدي تجبلك أي تذاكر انت عايزها تذاكر ماتش، حفلات قبل ما تدخل الحفلة بساعات، ما انت عارف الموضوع ده
ويبدو انه اصاب بالبلاهة والعته ليسألها
- اتعرفتي عليها امتي
اجابته بصوت مرتفع ممزوج به بعض المكر
-هو فيه حد ميعرفهاش.

هم بسؤالها إلا أنها فجأة صرخت مع باقي الحشد وثيابها العملية ناقضت حركاتها المجنونة وهي تخبط على ذراعي وسيم صارخة
-اسكت اسكت تمورة ظهر
زفر وسيم بحنق وهو ينظر الي تمايل جسدها مع الاغاني ليقرص جانبها بقسوة لتتأوه جيهان وهي تحدجه بنظرات نارية قبل أن تعود عيناها للنظر إلى المطرب باستمتاع حقيقي، هز وسيم رأسه بيأس مغمغا
-الصبر يا رب.

ظل وسيم ينظر إلى جيهان وهي تحرك شفتيها علي كلمات المطرب ثم توجه له بعض الكلمات إذا لاءمت الاغنية حالة ما لهما، انتبه فجأه علي شفتين ناعمتين تحط على وجنته وجيهان تحتضنه بقوة هامسة في أذنه
- شكرا
اتسعت ابتسامته وهو يشدد عناقه لها يدفن وجهه فى عنقها، لتبتسم جيهان وهي تشعر ببعض الوخزات بسبب لحيته النابتة لتقول.

-انا عارفة انك مش بطيق المغني، ولا حتى حفلاته، بس كون انك جيت على نفسك عشاني دي حاجة كبيرة اووي عندي
هز وسيم رأسه بيأس ثم تابع هامسا فى اذنها
-ملحقتش اعملك حاجة وقت كتب الكتاب.

تمرغت جيهان بوجهها على صدره متنهدة براحة، تشعر بتشدد ذراعي وسيم عليها، وهي تشدد عناقه هي الاخري، تشعر بنبضات قلبه تزلزل صدرها ودفء جسده يصلها كرعشة لذيذة، ولن تنكر ان رغم صلابة صدره الا انهما حانيتين دافئتين، ابتسمت بشقاوة وهي ترفع وجهها لتحدق فى عينيه تهمس بخفوت وعينيه مركزتين على شفتيها المكتنزتين
-وياتري هتعمل الحاجات دي بعد الجواز، ولا هتتحول دراكولا.

عقد وسيم حاجبيه وتفاحة ادم تتحرك بتوتر جعل جيهان تكاد تتوتر لتشبيع تلك المنطقة تقبيلا! لعنت افكارها المنحلة وهي تسمعه يصدح بصوت مرتفع
- حفلات زي دي
هزت رأسها نافية، وهي تجيبه بمكر
-لأ، بس خليك كريتيف فى افكارك وانت بتصالحني
مال برأسه محاولا التفكير في أفكار خارج الصندوق، إلا أن هذا لم يمنعه لسؤالها
-وانتي هتصالحيني ازاي
انفرجت شفتاها عن ابتسامة خبيثة، والبريق في عينيها جعله يخشى منها.

المرأة التي أمامه داهية متحركة بساقين مهلكتين
والاجابة لم تفاجئه حقا، وهو من اعتاد على الكثير من الكلام منها
-متقلقش عندي افكار منحرفة عشان اقدر اصالحك
لم يجاريها فى مزاحها الثقيل والجرئ تلك المرة ليزجرها بنبرة حادة
-يا بنت الناس احنا فى وسط الناس، ولو حد سمع كلامك هيفهمونا غلط.

وهي لم تكترث مطلقا بل لفت ذراعيها حول عنقه مشددة عناقهما الذي لم يحاول أحدهما فصله لتصرخ في وجهه بصوت مرتفع رغم الضجيج من حولهما
-اهم حاجة انك فاهمني صح، ومش مضطرة ابرر تصرفاتي طول ما انت عارف انا دوافعي سليمة
فغر شفتاه لثواني قبل ان يجد نفسه ينطق بدون وعي منه وعينيه تلمعان بخطر شديد
- بحبك
عقدت جيهان حاجبيها بعدم فهم لتصرخ في وجهه
-بتقول ايه.

زم شفتيه بحدة وهو يهدر فى وجهها حتي انه استطاع ان يجذب انتباه من حوله لثواني
- بحبك يا مجنونة
اتسعت عينا جيهان بجحوظ وهي ترمقه بصدمة نازعة ذراعيه حول عنقه واضعة كفها على شفتيها، ربااااه
هل هذا ما انتظرته؟! نبضات قلبها تصرخ بفرح وجسدها اصابه التبلد ولسانها بالخرس، جعل وسيم يضحك قائلا
- القطة بلعت لسانك
حاولت جيهان ان تداري خجلها قائلة
-قد ايه؟

عقد حاجبيه بعدم فهم، او لم يتوقع ان هذا ردها على اعترافه بحبه، لتعيد سؤالها بتعجل قائلة
-بتحبني قد ايه؟
و تسئله؟ انه يحبها لحد انه مستعد على إلقاء نفسه فى جوف سمك قرش لو عني هذا حبه، مال برأسه وهو يسألها بجدية
- تحبي اثبتلك ازاي
هزت رأسها بلا مبالاة، قبل ان تميل نحو أذنه قائلة
-اركب وراك علي الموتوسيكل
اتسعت عيناه بيأس وهو يهمس اسمها
-جيهان
رفعت حاجبها له قائلة بتحدي
-اثبتلي.

زفر بحنق وهو لم يجد حجة للرفض ليسحب يدها قائلا بحنق
-تعالي
انفجرت جيهان ضاحكة وهي تزداد تشبث بذراعه وهو يشق بطريقه للخروج من الحفلة، ويبدو أن ليلتها ستكون حماسية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة