قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وتسعة وثلاثون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وتسعة وثلاثون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وتسعة وثلاثون

داخل القاعة،
واقفا على اعصابه رغم تصلب جسده، لكنه يشعر بجسده كوتر مشدود، رافعا بعينيه تجاه الباب المغلق الذى ستطل عليه اميرته في أقرب لحظة!
ومضات سريعة ليوم أمس المحفور فى ذاكرته لن ينساه مطلقًا، رغم كل شئ لم يتوقع ما أقدم على فعله! الا ان استسلامها تبًا، جعله يرغب بالمزيد دائمًا منها
سمع غمغمة تحية الحانق حينما أبصرت جميلة التى تنظر نحوها بترفع.

-والله لو العقربة عمتها جت تبوظ الجوازة، لاقلع الجزمة وارنها علقة
ضحكة انفلتت من شفتيه وهو يتقرب من جدته ليحتضنها قائلا بنبرة دافئة
-توحة، الله يهديكي اهدى، الست متكلمتش بحاجة
دفعته جدته بحدة من عناقه لتقول بتوعد
-وهى تستجرأ يا واااد، طب خليها تفتح بقها كدا الله بسماه لاخلى جسمها ده كله متعرفش تتحرك بيه.

زمجرت تحية بوحشية حينما تقابلت عيناها مع غريمتها، ولن تنكر أنها رأت الخوف في عيني غريمتها، لتبتسم بظفر وهى تشعر بانتشاء غريب مما جعل عاصى يبتسم بمشاكسة قائلا
-انتى بتابعى عصابات اليابانيين ولا ايه يا توحة
همت بالرد عليه، الا ان صوت الموسيقى صدح في الأرجاء جاعلا الهمهمات بين الجميع تسكن لتقول تحية بلهفة
-اسكت يا واد، دخلة العروسة بدأت.

استعاد تصلب جسده وهو ينظر تجاه باب القاعة التي فتحت على مصراعيها لتنغلق جميع الأضواء ما عدا ضوء ابيض لتتقدم ثلاث فتيات صغيرات بثياب بيضاء حاملات سلة من الورود لينثروها على الأرض تبعها دخولها، انحبست انفاسه ووجيب انفاسه تضخم بشكل لم يتصوره
ربااااااااه
اميرة
تلك المرأة أميرته!

حدق بعينين لم تتزحزح عنها مقدار انش نحو ثوبها المرفرف ليضطرب قلبه بجنون، وكل خطوة تتقدمها تجاهه يجعله يعطيها وعدًا من رجل حر نحو امرأة عمره
اتسعت ابتسامة وجد وهى ترى وعده الغير منطوق، احمرت وجنتيها وهى ترى نظرات الاعجاب والحب فضحته كليًا كفيلة اياها بعدم سؤاله فى الوقت الحالى عن شكل فستانها.

وصلت امامه وفوصل بينهما خطوة واحدة، خطوة واحدة لتكون بين ذراعيه، هم بسحبها بين ذراعيه، إلا أن غالب نطق بطلب تجاه زوج حفيدته
-حطها فى عنيك، انا بديك ماسة حياتى
أجبر عاصى على الالتفات تجاه جدها، لينطق بحشرجة ووعد لا ينفذه سوى الرجال
-فى عنيا يا غالب باشا
وغالب اختبر معدن الرجل، ليعيطها له مع مباركته لهما، امسك عاصى بكفيها بوجل للحظة
ما فات بينهما كان شئ
وما يعيشه الان فى تلك اللحظة شئ اخر.

الاميرة خرجت من قلعتها الحصينة اخيرا وزفت له، غمغم بنبرة خشنة متفرسا فى ملامحها بعشق جارف
- طالعة
ضحكت بانثوية جذابة وهي تقاطعه قائلة بلهفة
- ايه
امسك بكفيها بقوة، مختبرا ملمسهما، محاولا تصديق ما يحدث، المرأة التى أمامه هى زوجته، غمغم بنبرة خشنة
- لسانى عاجز عن الوصف، طالعة زى أميرة الحكايات
لمعت عيناها بتقدير لما قاله، لتميل بجسدها، تبادر هى باحتضانه لتهمس فى أذنه
-أميرة حكايتك انت يا عاصي.

تتحرك جيهان باغواء تام تعلمه جيدًا وهى تسير بفستانها الملوكى بتبختر تام، جعلها تشعر بكونها أميرة رغم أن الأميرة الأصلية بين أحضان زوجها، لمحت شادية تهاتف أحد العاملين عبر سماعة البلوتوث وبجوارها كلا من معتصم ونجوى مساعدتها بثوبها الأسود العملى لتقترب منها قائلة بمشاكسة
-الجو العام مش بطال
ابتسمت نجوى ما أن هزت جيهان راسها بتحية لها، لتستأذن مغادرة وشادية تغمغم بحنق تام.

-جاية تدينى رأيك فى شغلى يا جيجي
انفجرت جيهان ضاحكة وهي تقترب منها بمشاكسة
-الله مش هتعمليلى فرحى، يبقى لازم الغى اى صلة قرابة ما بينا واتعامل معاكى بعملية
رفعت شادية حاجبًا شريرًا وهى تجز على أسنانها قائلة
-وياترى الشغل يا جيجي هانم عجب حضرتك
نظرت جيهان الى اصابعها المطلية باللون الأزرق النيلى، لترفع عينيها قائلة ببرود
-مش بطال قولتلك
تلك المرة أصدر ابيها صوت حانق، مكتفيًا بمشاكسة الشقيقتين.

-بطلوا وشوشة تعبتوني
تلك المرة لوت شادية شفتيها بحنق، وران الصمت بينهما الا من اصوات الموسيقى الهادئة التي يرقص عليها العروسان، صاحت جيهان بحنق ما ان سمعت خبر سفرها المفاجئ
-بس انا مش فاهمة ايه قرار سفرك المفاجئ
القت شادية نظرة عابرة قائلة لها بغيظ
-شغل يا جيجي، ما انتى بتسافرى كنت بسألك بتسافرى ليه
هز معتصم راسه بيأس وهو يهمس بحدة
-بنات.

رفع معتصم وجهه يسأل شادية بهدوء رغم قرار سفرها المفاجئ الذى قالته هذا الصباح
-هتقعدى قد ايه
ابتسمت تجاه والدها هامسة بهدوء
-اسبوع مش هطول يا بابا
أومأ رأسه بتفهم، ليرن الصمت بينهما قاطعة حمحمة رجولية ونبرة رخيمة
-مساء الخير يا حمايا العزيز
رفع معتصم رأسه تجاه وسيم بتهكم، ووسيم يقترب من جيهان واضعًا يديه خلف ظهرها دون شعور والدها مما جعل جيهان تنتفض وهى تنظر اليه بحدة ووسيم يقول بنبرة جادة.

-تسمحلى اخد بنت حضرتك عشان رقصة الكابلز
نظر معتصم الى ابنته التى تطلب منه بيأس هي الأخرى، ليتنهد بحدة قائلا بتحذير
- تحترم نفسك وانت بترقص معاها
أومأ وسيم بلهفة وهو يسحب جسدها واضعًا كلتا ذراعه حول خصرها، رفعت حاجبًا شريرًا له لتسأله
-مالك
تقدما حتى وصلا الى ساحة الرقص، لا تنكر أنها ترى نظراته التي شملتها من رأسها حتى اخمص قدميها ليهمس باشتياق جم
-وحشتيني.

توردت وجنتيها جراء نظراته التى تنهشها نهشًا جاعلة إياها تهمس بتوجس
-هتعمل حاجة قليلة الأدب ولا ايه
دفعها بحركة واحدة لتصبح اسيرة ذراعيه
فقدت نبضة من قلبها أثر حركته المباغتة، لتفغر شفتيها ناظرة اليه بذهول وهي ترى عينيه تسقط تجاه شفتيها قائلا برغبة لم يستطيع السيطرة عليها
-الصراحة نفسى
لفت ذراعيها حول عنقه وهى تعلم انه لن يقدم على أى فعل مجنون امام عائلتهما لتهمس له أمام شفتيه تحديدًا
-وايه اللى مانعك.

عبس أمام شفتيها المغويتين، والله لو لم يكن والدها هنا لاشبع شفتيها تلك تقبيلاً ليغمغم بحنق
-ابوكى
انفجرت تلك المرة ضاحكة باغواء مرجعة رأسها للخلف تاركة له النظر إلى جيدها البض، ليحفر أصابعه فى خصرها الذى تألم بتلذذ مرسلاً رعشات لذيذة الى جسدها لتهمس له تلك المرة بجدية
-خلصت الفيلا
راقصها بهدوء وهى تتحرك معه بليونة ليقول بهدوء
-اوضة النوم جاهزة
ضربته بخفة على صدره هامسة بحدة.

-يا قليل الادب، بعدين مش قولت انا هشارك فيها
غمغم ببرود شديد وهو يعلم وجودها لمشاركة الاثاث لن يزيد الأمر سوى تأخيرًا من زفافهما
-حطي اللي عايزة تحطيه فى باقى الاوض الا اوضة النوم
ضيقت جيهان حاجبيها بعدم فهم قائلة
-مالها يعنى اوضة النوم، بعدين انا عايزة مساحة كبيرة يا وسيم للهدوم بتاعتى وحاجاتي الخاصة
لمعت الشقاوة فى حاجبيه قائلاً
-مجهزلك كل حاجة، بعد اخر مرة دخلت اوضتك.

تلون وجنتيها حرجًا وهى تتذكر ليلة صعد فيها كاللص الى غرفتها، الوقح العديم التربية كان يقبلها فى غرفتها الموصدة دون علم والدها وهي بين ذراعيه شبه عارية!
لكزته تلك المرة بقوة لتقول بحدة
- مش هوافق على اي حاجة غير لما اشوفه
سألها بشقاوة
-تحبى نروح
شهقت بذهول وهي تدعس على حذائه قائلة بحدة
-نروح فين يا قليل الادب انت، مش رايحة معاك اوض انسى انا مش واثقه فيك بعد اللى عملته فيا.

انفجر تلك المرة ضاحكًا بصوت مرتفع، استرعى انتباه الراقصين بجوارهمًا ويديه تزداد تشبثا بخصرها ليميل هامسًا فى اذنها
-ما انت اللى استفزتيني.

همت بالرد إلا أن عضته على شحمة اذنها اصابت بالوهن فى ساقيها، شعرت بها كساقين معكرونة، شعرت ان الارض ستميد بها لولا تشدد ذراعيه حول خصرها لتصبح بين ذراعيه حرفيًا أنفها يستنشق رائحة عطره الرجولية مما جعلها تلعن ضعفها امامه لتحاول نفض ذلك الهوان وهى ترفع عيناها هامسة بوحشية
- انا استفزيتك فى ايه يا استاذ انت
ضيق عيناه بمكر، زرقة عينيه لا تزيد الموضوع سوى سوءً ليهمس لها قائلاً.

-قعدتى تقولى مش هتقدر، والصراحة تعبيرات وشك يومها كان تستحق المغامرة
تلك المرة دفعته بحدة كى تنهى تلك الرقصة لتغمغم بغضب حقيقي
-تصدق انا غلطانة انى برقص معاك
اعتصر خصرها بين ذراعيه وهو يميل باذنه هامسًا
- الليلة مش هتهربي منى
رفعت عيناها تنظر إلى عاطفة عينيه المستعرة كالجحيم لتغمغم بيأس
-هو انا اقدر اصلا
اقرارها بتلك السرعة جلبت الدهشة له، ليغمغم بسخط تام
-مش عارفة فيها ايه لو اتجوزنا مع وجد.

اتسعت عيناها لجنونه وهذيانه اللا معقول لتهمس بشراسة
-انت مجنون، عايز جيجي السويسري يكون فرحها مشترك مع بنت عمك
الا انه لم يشعر بمدى أهمية الأمر، فهو بالنهاية ليس يوم سيزيد من تلف اعصابه
-وماله
التمست جديته فى الحديث معها، لتقول بحدة تلك المرة
- انا رايحة اشوف بابا
انفصلت عنه مغادرة ساحة الرقص، ليسير خلف واضعًا يديه خلف ظهرها قارصًا خصرها وهو يدفن وجهه فى اذنها هامسًا.

-بتتقصمي بسرعة يخربيتك، كنت بهزر معاكي
التفتت اليه بحزن قائلة له
-متهزرش هزار زي ده، كل بنت بتحلم بفرحها وهى وصغيرة، متجيش انت تهدمه
عض شفته السفلى وهو يرى الجدية التى ترتسم على ملامحها وحزنها البادى، ليشعر بسرعة تهوره مما جعله يسألها
-بتحلمى بيه ازاى
تنهدت مغمغمة باقرار.

-عارف لو رجعت لسنين زمان كنت هقولك عايزاه كبير وصاخب وفيه كل الناس، بس دلوقتي مش عايزاه غير على الضيق فيه انا وانت وحبايبنا اللى بجد، اللى بيفرحولنا من قلبهم ومفيش جواهم حقد ولا غل
عقد حاجبيه بضيق ليسألها
- عايزة ترجعى للسوشال تانى يا جيجي
هزت راسها بنفي تام قائلة
- ابدًا، هكون هادية وبسيطة زي كتير عامل كدا، برضو الاكونت عليه ملايين مقدرش اسيبه كدا مقفول
زفربيأس، مهما فعلت جيجي ستظل هكذا، غمغم بسخط.

-ناويه تجننيني يا جيجى
غمزت تجاهه بمكر
-هو انت لسه عندك شك فى ده.

فى طرف آخر في القاعة،
وقفت آسيا بصلابة تكاد تحسد عليها وهى بجوار جدها الذي يقوم بتعريفها الى اصدقائه ومعارفه، معرفًا اياها انه زوجة حفيده الأكبر حتى هذا الحين..
حتى هذا الحين!
كانت كالغصة في حلقها، وهي بعينيها تحاول عبثًا البحث عنه، وغالب قال ببساطة انه سافر ليلة أمس، وما ان رأى شحوب وجهها، غمغم انه سيكون فى الصباح اليوم التالي.

حاولت سؤاله وماذا عن فرح ابنة عمه، كيف لا يكون حاضرًا، ووقتها أجاب بغموض انه اعتذر لوجد التي تفهمت بصدر رحب
الخائنة وجد اذًا، تعلم انها لن تراه فى الحفل، ولم تخبرها، نظرت الى فستان الاشبه بالسندريلا الذى ترتديه لتنظر الى ساعة يدها الذهبية الى الساعة التاسعة، لتبتسم بسخرية تبقى للسندريلا فقط ثلاث ساعات قبل ان يتحول فستانها المبهر الى مجرظ خرقة بالية!

لمحت على باب القاعة شقيقتها بصحبة زوجها وشمس، لتبتسم بتنهد وهي تنظر الى غالب الذي أشارت بعينه الى حفيدته الأولى فى العائلة ليمسك غالب عصاه وهو يحدق تجاههم بملحة حزن وأسى!
-بطلى تفكير، احنا قطعنا مسافات كبيرة مجتش على دى يا مارية
قالها ماهر وهو يدفعها دفعًا للدخول، لتتشبث بشمس وهى تنظر اليه قائلة بوهن
-يا ماهر، انت عايزنى اروحلهم برجلى
ابتسم ماهر وهو يغمغم لها
-ما انا جنبك، محسسانى هيعذبك قدامى.

تنهدت مارية بيأس، وهي تغمغم بشرود
-انا يمكن كنت صغيرة ومش فاهمة سبب بعد بابا عن البيت، بس كبرت ووعيت أنهم كانوا السبب فى كل ده، عايزني احط ايدى فى ايده ازاى
التفت ماهر لها بجسده العضلى لينظر الى عينيها قائلا بنبرة ذات مغزى
- الإنسان يستحق فرصة تانية يا مارية، ولا انتى ايه رأيك
علمت ما قاله، يشير إلى علاقتهما لتغمغم باختناق
- انت بتقارنى بيهم
وضع يديه على عضديها قائلا بجدية.

- مارية، احنا مش ملايكة فى الارض دى، ولا حتى آلهة عشان نحكم بالرضا او العقاب للشخص اللى اذانا، فايدة ايه مشاعر الإنسانية لو فى الاخر مستعملنهاش مع بعض
غمغم ماهر بتشجيع حقيقى
- انا متأكد الموضوع بسيط، انتى بس بطلى تفكير
زمت شفتيها بيأس نتيجة اصراره لتقول اتجاهه
- ماشى يا ماهر، انا معاك فى اللى قولته بس لو حصل حاجة هتكون انت السبب
ضحك تلك المرة ليقول لها مهادنًا.

-حاضر يا ستى، هشيل المسؤولية متقلقيش نفسك انتى
التقط ماهر تقدم اسيا تجاههم ليهز رأسه بتحية صامتة استقبلتها هى، ليستأذن تاركًا فرصة اقناع شقيقتها لتقول آسيا بنبرة مشاكسة
-مقولتيش جوزك جابك بالعافية هنا.

عبست ملامح مارية بتجهم تام، لتميل آسيا طابعة عدة قبلات لشمس التي مدت كلتا ذراعيها لتحملها هى بحنان شديد طابعة عدة قبلات فى وجهها جعل شمس تنفجر ضاحكة لتميل هى الأخرى طابعة قبلة على وجنة آسيا التي التمعت عيناها بحنان شديد، استفاقت على صوت مارية العابس
- فين جوزك
نظرت تجاهها بحدة لتشيح برأسها بعدم اهتمام
-مش مهتمة كدا كدا انا جيت عشان وجد وبس.

حدقت بها مارية بسخرية، وهي ترى لمحة الألم التى التمعت فى عيناها، كانت شمس الصغيرة تتطلع بانبهار تام تجاه آسيا التى تشبه الاميرة سندريلا لولا خصلات شعرها الفحمية، لتحرك اسيا اناملها المكتنزة فى خصلات اسيا
شاكستها اسيا بمرح لتتنهد مارية قائلة بحدة
- آسيا
رفعت آسيا عينيها تجاهها لتقول مارية بحنق
- عايزة تقوليلى انك عادى كدا لو طلقك
امالت آسيا رأسها قائلة
- عادى ازاى مش فاهمة
زمجرت مارية بعصبية فى وجهها.

- مش هيوحشك، انتي مستوعبة اصلا للكلمة
أجلت آسيا حلقها، وهي تهمس بأسف شديد
- مارية للاسف لؤي عايز عروسة يقدر يحركها يمين وشمال بدون ما تفتح بقها، وانا حاولت وصبرت معاه كتير، وهو بخيل، عارفة لما يوصل بيه الدرجة انه يكون بخيل فى مشاعره
هى تكاد تموت حبًا بهذا الرجل، لكن كبرياءه اللعين يقف بينهما
وهى تعبت حتمًا، ترغبه كما كان فى الماضى!
غمغمت مارية بهدوء شديد.

- انا من رأيي محتاجين مناقشة طويلة قبل الطلاق، استحالة الحب الكبير يتحول لكره
اتخبرها انه يتهرب منها بعد شجارهم في الشركة، غمغمت ببرود
- سيبك مني، خليكي فيكى وبنتك
نظرت إلى شمس بعاطفة امومة لا تخطئ عين الناظرين لتهمس لها
- غالب عايز يشوف شمس فى اقرب وقت فى بيته، وصبر عليكى كتير
تجهمت ملامح مارية للنفور قائلة
- من امتى بقيتى فى صفه
تمتمت آسيا بلا مبالاة.

-مش فى صفه، بس مهما عاندتى للأسف هو هيشوفها، فالافضل متمشيش عكس التيار
فغرت مارية شفتيها بصدمة جلية، وهى تحدق فى شقيقتها، شقيقتها التى تغيرت كليًا عن شقيقتها السابقة المشبعة بالحقد لتهمس
- اتغيرتى يا آسيا
ضيقت عينا آسيا ببرود متسائلة
- وده للافضل!
اتسعت عينا مارية وهى تجيبها بهزة رأس
-اكيد.

ضحكت اسيا اثناء شغب شمس المحبب وهى تخبرها انها ترغب بفستان مثلها كى ترتديه فى حفل عيد ميلادها القادم، لتومأ لها موافقة وهى تشجع شقيقتها قائلة
- طب مش يلا تقابليه
رفعت مارية عينيها بقلق وهى تنظر الى الرجل العجوز الذى ينظر تجاههما بطرف عينيه، لتهمس
- لا مظنش اعتقد هو مشغول، خليها وقت تاني
همت بالهرب إلا أن يد اسيا القوى وهى تجذبها لمقابلة جدها
كانت بداية أسطر حقيقة تكتب للفتاتين.

بداية إغلاق صفحة الماضي نهائيًا
وبداية جديدة للجميع!

فى احدى الدول الاوربية،
فى المشفى تحديدًا..
استند سرمد بكامل ثقل جسده على ذراعى شقيقه سامر بعد انتهائه من جلسة العلاج الفيزيائي الثانى، وليعترف المحاولة الأولى فاشلة
والثانية كارثة
وصراحة طبيبه المعالج أخبره بصراحة عن فشله فى المحاولة حتى للعلاج، بل إصراره للعلاج
وهو مُصر على العلاج حتى يستعيد بسمة والدته.

لقد وعدها منذ اخر مرة فى منزلهما، وفى اليوم الثانى وجد نفسه مسافرًا ليكمل حياته في مشفى آخر بين أطباء متجهمى الوجه وممرضات عابسات الوجه
تنهد بتعب والعرق متصفدا في جبينه من كمية المجهود الشاق الذي يشقه على سامر الذي كان أشد إصرارا منه
بل اشد حماسة، وهو يستمع الى تعليمات الطبيب منفذا ما يقوله بالحرف...

التقط انفاسه ما ان شعر بالفراش اسفله ليغمض عينيه وهو يغمغم بانتهائه من العلاج الفيزيائى، مفضلا ان يكون بين يدى جراحين وهو غائبًا عن الوعى ليهدر سامر فى وجهه بحدة
-توقف يا احمق عن غبائك هذا، يجب أن تستكمل العلاج
ازاحه سرمد بعنف من ذراعه قائلا بغضب مكتوم
-لقد سئمت يا سام، توقف عن معاملتى كطفل صغير انا شقيقك الأكبر.

ضحك سامر بسخرية وهو ينظر الى حالة اخيه البائسة، ولا يملك سوى ان يكتم حزنه، آملاً فى العلاج الذي سينجح بإذن الله!
لكزه بعنف قائلا له
- كن رجلا مسؤولا، لقد قطعت عهدا لوالدتى أن تقطع طريقك فى العلاج حتى وان كانت نسبة النجاح ضئيلة
يسحب كلامه بعد ما يتلقاه من الطاقم الطبى المكلف بعلاجه، حقًا هو يفضل الجلوس فى المنزل دون ان يفعل شئ عوضًا هذا الألم الذى يشعر به فى كامل أطرافه، تنهد بغضب ليقول بحدة.

- سامر توقف رجاءً، انت تعلم اننى لا اقدر، لقد سمعت الطبيب قال لا يوجد تحسن لما علىّ ان اتابع العلاج
لكزه سامر بعصبية فى صدره جعل سرمد يتأوه ألمًا تلك المرة، وقبضات شقيقه الاصغر باتت أقوى بعكس اخر مرة قاما بنزال صغير فى ساحة الملاكمة، تأوه متوجعا وسامر كان الغضب يلون محياه ليقول بغضب
-لكى تطمئن قلب غيداء، انت اكثر من يعلم كيف تخفى حزنها خلف ابتسامتها، لا توجع قلبها يا احمق.

قلب عينيه بملل حقيقى، لينظر الى عيني شقيقه وهو يخبره بصمت عن مدى معاناته
مدى وجعه، وقهره، وعجزه
اقترب سامر وهو يشعر بالعجز، يقدم له العون الذي باستطاعته تقديمه، مد كفه مؤازرة لشقيقه متمسكًا بكفه
يعطيه الدعم، ليغمغم سرمد بابتسامة فاترة
- الى متى يا سامر
لمعت عينا سامر وهو ينظر الى شقيقه، حالته تلك تؤلمه أكثر مئة مرة من رقدته على الفراش، لكن فى سبيل علاج سيقاتله هو شخصيًا أن اضطر لذلك.

يود عودة شقيقه الى سابق عهده، شقيقه الأكبر الذى كان يعتمد عليه كليًا فى حياته
غمغم بثقة شديدة وهو يربت على كتفه
- لا تيأس ستكون بخير
ابتسم سرمد بشحوب وهو يهز رأسه بايماءة خافتة، طرقات على باب غرفته جعلته يشرأب رأسه لينظر تجاه الطارق وما أن رآه حتى اظلمت ملامحه تحت ابتسامة الآخر الخبيثة وحديثه الذي يحوي شماتة
- مرحبا بالابن المرفهة.

تقدم بعنجهية شديدة واضعا يديه في جيب بنطاله، وهو ينظر الى الشقيقان بملامح ساخرة مظلمة، عينيه حطت بتحدى على عيني غريمه الذي أطبق شفتيه صامتًا
لكن عينيه
ويل لهما، مستعرتان بنيران تخبره بمدى كراهيته له، والمشاعر بينهما حقيقة متبادلة
ليغمغم بابتسامة شامتة وهو يقول بسخرية لحاله
- عجبا من هذا الصمت البالغ، فى وقت سابق كنت لا تنفك الا وتصرعنى أرضا بلكمة غادرة منك، لكن الآن وحالتك تلك.

تسارعت انفاس سرمد وهو يود حتما أن يقوم بلكم وجهه كما يتمنى فى هذا الوقت الحالى، هسهس بعنف ملقيًا عدة شتائم نابية له جعل داود ينظر له ضاحكًا ليزمجر سامر ينهره من مغبة ما يحاول الوصول له من استفزازه لشقيقه
- داود توقف عما تفعله، لا يجدى نفعًا
صاح ببرود تجاه سامر قائلا
- اريد التحدث مع شقيقك المدلل يا سام
القى سامر نظرة تجاه شقيقه محمر الوجه، محتقن الملامح بغضب، ليعود بنظره تجاه داود قائلا بنفي صريح.

- لن ابرح مكاني، إن كنت تريد شيئا فاخبرنا نحن معًا
القى نظرة سريعة تجاههما، لم يملك بدًا سوى أن يتمتم بسخرية وهو يسحب مقعدًا ليجلس على الكرسي أمامهما
- اتعلم منذ عدة ايام كنت فى زيارة سريعة فى ارض الحضارات، وكنت ابحث عن ضالتى هناك ووجدتها
اسودت ملامح سرمد قتامة، وحديثه الملتوى لا حاجة ليكشف ما بباطنه
الحقير ذهب الى امرأته
احتدت انفاسه بضراوة تحت أنظار داود المتسلية ليتابع بنبرة وقحة.

- كتلة فاتنة من بشرة سمراء بملامح مصرية جذابة وشخصية شرسة، تذكرنى بالملكات المصريات قديمًا
انفجر البركان الذى يحاول اخماده، إلا أنه صرخ بصوت قوي كان له صدى صوت مزلزلاً أرجاء الغرفة
- داووود
تحذيره باسمه كان صريحًا
يحذره من مغبة سقوطه فى الخطأ الذى لا تأويل له
عرف عائلتهم يقتضى بعدم العبث بإمرأة رجل من العائلة، لكن ذلك اللعين، زمجر بخشونة وداود يتابع ببساطة.

- اهدأ، انت حتى لا تستطيع ان تتحرك مقدار انش بعجزك هذا
تلك المرة تولى سامر التحدث، ليستقيم من مجلسه وهو يقترب من داود قائلا بحدة
- توقف يا احمق، لا تفسد الأمر بحشر أنفك فيما لا يخصك
القى نظرة تجاه الشقيق الصغير بتهكم، ليعود بنظره تجاه سرمد الذى يريده فى التو والحين ان يقتلع رأسه ليضحك بتهكم مبطن قائلا بنبرة ملتوية.

- ومن قال انه لم يعد يخصنى، لا تطرى بنفسك كثيرًا فانت اكثر من يعلم أن حال القلوب تتبدل من يوم ليوم وانت اكثر من اختبرت هذا يا سرمد
والماضى المعلق بينهما جعل سرمد يزم شفتيه بيأس، لن يترك داود الماضى ميتًا مهما حدث، بل يعيد نبش الماضى لتدمير مستقبلهما ليغمغم سرمد بصوت أجش
- ماذا تريد ان تصل بحديثك هذا
لمعت عيناه بخبث شديد، سبب بانقباض قلب سرمد
وما يضمره داود، سيقتله، سيقتله حرفيًا
ليقول داوود بصوت ماكر.

- شاديااه
تعمد نطق اسمها كما ينطق الآخر، جعل الاخر ينتفض عروقه بغضب وهو يتمنى لو يستطيع التحرك على قدميه ليقتل ذلك الداعر الحقير
انتفض فى جلسته متحفزا فى مجلسه ليقول بتحذير واضح
- اياك ان تجرؤ على الاقتراب منها، اقسم لك
قاطعه داود ببساطة شديدة وعينيه تنهر سامر الذي يود ركله من مؤخرته خارج الغرفة قائلا
- صدقنى اكثر ما فعلته ايجابيا فى حياتك، هو خروجك المسالم من حياتها.

هسهس بوعيد لذلك الحقير وتحولت ملامح داود من السخرية الى الجمود سرعان ما انقلبت لتعبير اسود وهو يقول بوعيد
- سأحرق فؤادك، وايضا الفتاة ستحرقك بنسيانها لك، ستظل عاجزا هنا في المشفى منتهى بك المطاف في دار رعاية، وهى ستكون معى، سننجب العديد من الاطفال المشابهين لها ولى
لقد علم ما قاله انه تعدى خطوطه الحمراء..

هاجت شياطين سرمد لينتفض فى مجلسه لولا انه مقيد القدمين كان قتله وشرب من دمه، عاد مرة بعد مرة محاولا ان لا تخذله قدميه ليستقيم الا ان محاولاته باتت بالفشل وهو على فراشه ليهدر سرمد بصوت قوى
- تجرأ يا حقير، تجرأ على مد اصبع الأذى لها وسأريك ما أنا بفاعله
انفجر داود ضاحكًا تلك المرة بسخرية، ليقترب من سرمد وعينيهما تصرخان بتحدى ليهمس بتهكم
- صدقنى لا تود ان اخبرك بما فعلته بها أمام شقيقك الأصغر.

اتسعت عينا سرمد ذهولا، سرعان ما لاح الالم فى عينيه، التقطها داود سريعًا، لقد كان يعلم تحديدًا ماذا فعل ذلك الاحمق
كان متوقعًا له، لكن نظرة عينيه ايقن ان شكوكه صحيحة ليتابع بهمس خافت
- لا تتوقعني غبيا لتلك الدرجة، انت تعلم اننى لا يستهان بي مطلقا
تراجع داود ببساطة تاركًا ساحة المعركة بعد فوزه الساحق فى الجولة الاولى على غريمه، لينظر الى سامر الذى ينظر الى كلاهما بتربص وحذر ليقول بتهكم.

- المرة القادمة سأحرص على تقديم دعوة الزفاف لك خصيصا، وهى بنفسها ستقدمه لك
الألم فى قلبه كان أقوى بكثير من غضبه
فكرة انها ستصبح ملك لرجل آخر يقتله
ليس أحمقًا أو مغفل ليربطها معه، بعجزه هذا
لكن جانب حقير بداخله يتمنى هذا
وما عززه كلمات ذلك الحقير، ليغمغم بنبرة ميتة لداود
-ايها الوضيع القذر، لا تغتر بنفسك كثيرًا
انفجر ضاحكًا، متهمكًا، شامتًا، لم يتوقع التغير الذى طرأ لسرمد.

حقًا لم يكن يعرف الى اى مدى تغير واصبح بهذا الضعف
أبسبب الحب؟
تساءل والسؤال يطرح ذاته فى عقله، هو لم يصل بحياته لدرجة أن يتخلى عن جزء منه تجاه شخص، وهذا ما يبدو أمام الرجل امامه
لقد قتله العشق، جعله لقمة مستساغة امام الجميع، وهو حتمًا لن يترك فرصته الوحيدة ليرديه صريعًا ليقول ببرود
-أفق يا مدلل، المرأة لم تكن تطيق سماعها لإسمك عرضًا، بل تتجاهله كليًا وهذا يعطينى دافع أكبر للتعرف عليها.

ضرب سرمد بكف يده على الفراش بجانبه وتلك المرة تحرك بعنف ادى لسقوطه على وجهه ليرفع ذراعه محاولا عبثًا أن يقتل ليصرخ هادرًا
- يا وضيع
تلك المرة اكتفى سامر من وضع الصمت والمراقبة، حينما حاول التدخل سابقًا منعه الرجلان، لم يتصافى حساب الرجلين ليدفع بجسد داود بعيدًا عن مرمى بصر سرمد قائلا محاولا دفع الصبر فى اوردة شقيقه
-اهدأ يا سرمد، ارجوك.

الا ان الاخر توقف على باب الغرفة لينظر ببرود اليه ليضربه تلك المرة برصاصة خائنة
-لقد وافقت للسفر لتنفذ مشروع خاص به، لا تتفاجئ حينما نظهر سويًا فى الاعلام الغربى
غادر دون كلمة آخرى، لينظر سامى بقلق الى شقيقه شاحب الوجه سرعان ما غلت أعصابه مما جعل سامر يقترب منه قائلا
- سرمد اهدأ
زمجر بوحشية تلك المرة
-اعطني الهاتف اللعين
حاول مهادنًا اياه قائلا بصوت هادئ
-انت تعلمه يحب أن يرى فاقدًا لاعصابك.

رفع سرمد عينيه تجاه سامر، وهالة ما رأى من وحشية عينيه، حسنًا تلك الوحشية رآها سابقًا قبل أن يتدمر
ابتسم بغبطة وهو يسمعه يتمتم بغيرة عنيفة
-وساتهور الآن، سأكون قاتلها أن تجاهلتني
تمتم برزانة
-سرمد انضج قليلا، انت من اخترت المقاطعة وتركها
ابتسم سرمد بجنون، هو حتمًا لن بترك ذلك الحقير يلعب لعبة قذرة لبرتقاليته
سيعتذر مرارا وتكرار، سيكسر وعده بعدم مهاتفتها.

هى تستحق ان يكسر جميع حدوده وقيوده، هي تستحق ذلك منه، تستحق محاربة تامة حتى تستسلم وتعلن مسامحتها له، غمغم بقهر مكسو بغضب أهوج
-ذلك الحقير يريد رؤية انكسارى ولم يكفيه ما وصل بى الحال
رفع عينيه بإصرار ينظر إلى شقيقه ليمد ذراعه تجاهه قائلا بصرامة
-اعطني الهاتف
حاول سامر أن يثنيه عما سيفعله، خاصة وهو مدفوع بغيرة تامة وغضب أهوج، الأوضاع ستزداد سوءً
-لا تهاتفها.

زمجر سرمد بعصبية ونفرت عروقه ليغمغم بصوت أجش غير قابل للنقاش
-اعطنى الهاتف يا سام، لا تستغل عجزى انت ايضًا، إنها امرأتي انا، امرأة سرمد النجم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة