قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وثلاثون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وثلاثون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة واثنان وثلاثون

بعد مرور شهرين،
تركتك
والفؤاد فى بعدك يتلظى فى نيران الغربة
والوحدة
والصمت شريك بائس على رصيف الأمل للغفران
فلا الهجران يشفى
ولا النسيان يدمل الجروح.
تنفس مضطرب يخرجه سرمد وعينيه لم تستأنس بعد غرفته التى شب بها منذ الصغر، بغض النظر عن سفرياته فى السنوات السابقة المنصرمة، لكن كان يشتاق للمنزل
يشتاق لوالدته، لغرفته، لعائلته، لكن هو عاد منذ شهرين، منذ آخر مرة هاتفها قبيل سفره.

ارخى رأسه وابتسامة شبه موؤدة على شفتيه
يخبر نفسه وهو ينظر الى حاله
طريح الفراش
عاجز الجسد والقلب
حتى فى أشد حالات نوبات جنونه التى تبدأ فى الليل لا يستطيع أن يخرجها من عقله
هى سم، سم مميت قاتل اندس بخسة داخل أوردته، واستحفل حتى انتشر في كامل جسده وأصابه
ابتسامة ساخرة زينت شفتيه، وصراخ صديقه غسان الذى اصبح ملازم كأخ له فى محنته لن ينساها به قط.

ربما ما يهون عليه مرارة ايامه وجود صديق يعتمد عليه، فخسارته لعمله بعد اعتذاره عن المشروع الكبير الذي كان يعمل عليه بعد أن قطع أشواطا كبيرة ليظفر بأن يكون هو المصور الذى سيتولى هذا المشروع بذاته وبعدما كاد يلمس عنان السماء بقبضة يده القى بقوة على سفح الأرض قطع حبل افكاره المتشائمة دخول غسان بابتسامة كئيبة
ونحول سرمد البارز أصبح يقلقه ويفجع عائلته
تسائل بصوت ساخر متهكم فى باطنه.

-لم تنساها، حتى الآن، بل لم تغرب عن بالك قط
يجز على اسنانه وهو لا يتصور سرمد، صديق الدرب يصبح بحالة بائسة، ولم يرى من الفتاة التى ألقى فى فوهة البركان مرتين أى ردة فعل عظيمة تظهر مدى اهتمامها به
بل هو يشك فى مقدار الحب عندها، يراها دائما منكمشة، خائفة، مترددة
لا تناسبه مطلقًا، لا تقدر شخص مثله
لكن جانب خفي في أعماقه يخبره أنها تتأثر مثله.

وما فعله الراقد على الفراش، شاحب الملامح، شارد الفكر أنه حطم أواصر الحب بينهما
لكن رغما عنه يدافع عن صديق عمره، ويسب المرأة مئات الشتائم النابية بعيدا عن آذان الآخر الذى يتحول الى ذئب مدافعًا عن أنثاه!
أنثاه! حطم المرأة
ولكونه صديقه، فلا يستطيع سوى أن يقف فى صف دفاع صديقه، استمع الى صوت سرمد المحطم بالألم.

-هناك أنواع من الالالم لا تستطيع نسيانها، بل كل ما يمكنك فعله هو أن تعتاد عليه، وأنا أعتاد على ذلك النوع من الألم
اجابته لم يكن يرغبها، وهو يراه يحبس نفسه داخل شرنقة الانعزال، تقدم خطوات غاضبة، تكاد الأرضية تبث شكواها، ليتقدم تجاه فراش الآخر، وبيده الحرة امسك به ذراعه ليهدر فى وجهه
-اللعنة يا رجل، لم نتفق مطلقا على أن نسقط فى حب امرأة، ألم يكن هذا اتفاقنا.

يستجدي عودته، عودة الذئب الخاص به، لطالما كانا ثنائيا مثاليا ورجلان بارعان في استقطاب النساء، رفع سرمد عينيه وهو يهمس اسمه بصرامة
-غسان
وصرامته هنا يطالبه بالراحة، والسكون، اللذان بدأ يعتاد عليهما منذ وقت ليس بقليل، رغم انه مر شهران لكن اللعنة يشعر انه فى فراشه لعشرون عاما!
ولكى يلهيه تساءل بصوت مرح جاهد في اظهاره
-كيف حال قريبتك، منذ أن سافرت وانت تلازمنى أكثر من أمى التى تبعد عدة أبواب عن غرفتى.

عبس غسان بضيق وهو يجلس بجواره على فراشه ليقول بنبرة جادة
-أنت أخي يا أحمق، لن أتركك طريق علاجك سنسيره معًا
ثقة غسان على علاجه الذى يعلم انه ليس سهل ويسير كما اخبروه الاطباء، بل وان تعالج لن يستطيع ممارسة عمله كالسابق، تأفف ظاهريا وهو يضيق عينيه قائلا بتساؤل مستنكر
-وامرأتك
زفر غسان بسخط وهو يعلم سبب اسئلته اليومية عنها، رغم مراوغته فى كل يوم.

لكن جانب خفي عن أعين صديقه يغلي كمرجل، الفتاة الله أعلم ماذا تفعل مع خطيبها هي بهيئتها العبثية الأقرب لكائن أنثوي يشتهيها كرجل، عض على نواجذه وهو يطرد شبح صورتها لينظر الى عينى صديقه المترصدتين له، ومع ابتسامته الواسعة
تم اسقاطه فى الفخ بنجاح! اضطر اسفًا لأن يقر باعتراف مصغر
-تستطيع أن تقول مجرد حالة انجذاب، وتبدو سعيدة معه، من أنا لأنغص حياتها انه مجرد اعجاب سيزول مع مرور الأيام.

ابتسامة ماكرة زينت شفتى سرمد وهو يمد بذراعه يلكز صدر الأخر الذى تأوه بوجع مصطنع
-عجيب أمرك، حتى الأمس كنت تخبرني انه لا يوجد شئ، ما الذي جد؟
هز رأسه بلا معنى وهو يجيبه بحبور شديد رافعا ساقيه على الفراش
- تعجبنى صراحة عائلة النجم، حتى أصبحت من شيمى هذا الصباح
حدجه سرمد بنظرة قاتلة وهو يرى ساقيه موضوعة على فراشه النظيف غمغم بحدة.

-رائع سيد غسان، والان اغرب عن وجهي أريد أن أكون بمفردى لعدة دقائق قبل أن تأتي العائلة
لكن لكون غسان يعلم أن سرمد يراوغ فى الكلام، أخبره بصراحة شديدة
- لم يكن عليك أن تهاتفها يا سرمد
أجفل سرمد لوهلة، لم يكن من المفترض أن يكون موضع حديثهما عنهما، بل عن الأحمق الآخر الذى يراه يضيع فرصة حب عمره، ويقول كالاحمق انها اثارت فقط مشاعر ذكورية بداخله، تبًا لغباء صديقه!

تنهد بحدة ودوامات عقله تكاد تنفجر من كثرة الضغوطات ليقول ببؤس مشيرًا لموضع قلبه
- معك حق، لكن هذا اللعين يجعلنى اتألم لحالها، لقد حطمتها فوق حطام سنواتها الماضية
اتسعت عينا غسان شررا، والأحمق الغبى ما زال يدافع عنها بل ويعطيها اسبابها، زمجر بخشونة وهو يقول بشراسة.

-انظر الى حالك يا رجل، انت من تضررت بغباء عقلك، انت من لن تستطيع السير مرة اخرى ان لم تأتى معى للمشفى، اخبرنى هيا من سيرابط جوارك حتى موتك، والدتك تريد من يعتني بها أما شقيقك الاحمق ستمر عليه لحظة سيكون بها عائلته الخاصة، لن يكون أحد متفرغ لك كما الوقت الحالى، سنكون معك لكن ليس كسابق عهدنا، ان لم تنفض عنك استسلامك المقيت هذا، أقسم بعزة جلالة الله سأقوم بحملك حتى المشفى.

اتسعت عينا سرمد جحوظًا من انفجار صديقه، حسنًا كان الايام السابقة يتعامل معه بحذر، حتى اقتراحه بالعلاج فى المشفى لا يتعدى الدقيقة الواحدة ليتحجج هو بالتعب، لكن يبدو ان الاخر قد بلغ الصبر منتهاه، نكس رأسه متخاذلا وهو يعلم أنه يؤذي نفسه
ولكن كيف يفعلها ومعذبة فؤاده لن ترضى عنه مطلقًا لم تعطيه أى اشارة خضراء، أو بادرة ليحاول حتى!
تركته فى ظلمات وحوشه..
صاح صوت انثوى صارم من باب غرفته
- غسااان.

احتقن أذنى غسان حرجًا وهو يرى نظرات والدته اللائمة، أكثر ما يود أحزانهم هي غيداء، المرأة التي تعامله كطفل ثالث حقيقى بين اطفالها المجانين، نكس رأسه بخجل حقيقي ليغمغم
- اسف والدتى
امتنعت غيداء عن الابتسام كى لا تفسد منظر الأمومى الصارم، حدجت سرمد الغاضب الذى صاح باستنكار تام كابنها سامر
-كف عن قول والدتى، هى والدتى انا
لاعب غسان حاجبيه بشقاوة ماكرة وهو يغمز له بخبث
- اثبت لى اذا عكس هذا.

زفرت غيداء بيأس وهى تصرخ لكلاهما قبل أن يتحول المشاكسة الخفيفة لشجار حقيقى
- كفا عن المشاجرة، كل صباح بنفس المشاجرة العنيدة من كلاكما
ألقى غسان نظرة ذات مغزى لسرمد الذي أشاح بوجهه بعناد بغل، يتصرف كبغل حقيقى ولو فقط يعلم كم تبكى غيداء بعيدًا عن عين طفلها.

لو تعلم عائلته مقدار ما يخفونه من آهات موجعة كي لا يتأثر هذا الحمار! لكن يبدو أن الآخر بحاجة ان يفيق من جنونه ليعلم إلى مدى تعانى عائلته من رؤيته هكذا، غمغم سرمد بنبرة جادة وهو ينظر الى عينى غسان
-اتركيه يا امااه يخرج ما في جعبته
ابتسم غسان بخفة ونظرات الشرر انطلقت كعلامات تحذيرية للآخر الذي لن يستقبل طلبه سوى بكلمة نعم ليعود بنظرة نحو غيداء التى تنظر نحوهما بهدوء..

ايماءة خافتة التقطتها غيداء من غسان لترتسم شبح ابتسامة تفاؤل ليقول غسان بنبرة حذرة
-سأتركك حتى المساء لتقرر، وإن لم تقرر دعنى أكون أنا المسؤول عن قراراتك القادمة المصيرية
ثم قرر الاستئذان ليشيعه سرمد بنظرات قاتلة ليغمغم بحنق حينما غادر باب غرفته
-احمق
اقتربت غيداء بتؤدة وابتسامة ناعمة تزين وجهها، استكان سرمد فوريًا وهو يراها تجلس بجواره وتمسك ذراعه، ترفع عيناها تتأمل ملامح وجهه مليًا.

لقد تغير صغيرها، لقد تغير وأصاب داء العشق سهامه فى قلبه
وعينيه تصرخان نداءً لإمرأة من الصعب أن تسامحه
مررت اناملها على كف يده لتقول بهدوء
-ألم يحن الوقت لنفكر بنضج يا عزيزى
ادار سرمد عينيه وهو يهمس ببؤس مصطنع
-أمى ليس انتى ايضا
تلك المرة لم تستطيع ان تخفى وجعها ولهفتها على صغيرها، من سيعتنى به لو حدث لها شيئًا، بل من سيهتم به؟! غمغمت بحشرجة مختنقة.

-انت تؤلمنى هكذا يا صغيرى، لم اعتاد عليك هكذا مستسلم بائس مهزوم
ضغط سرمد بكف يده على اناملها، ودمعة خائنة غادرت عينه ليهمس لها باختناق
-ليس بيدى أقسم لك
يظنون انه معجب بحالته البائسة تلك
مخطئون تمامًا
هو يكاد يصل لحافة الجنون من اداركه لحالته، ينظر من عين متشائمة لمجرى حياته المستقبلية
هو يعلم ما قاله غسان حقيقى، لكن كيف يتابع حياته وهو يعلم أن الأخرى لن تتابع حياتها كمثله!
انتبه على صوت والدته من شروده.

- أعلم أنك تعاقب نفسك على ما جنيته، وما اقترفته بحقها، لكن يا صغيرى الحياة لا تقف عند هذا اليوم
احتقنت عيناه وهو ينظر اليها يكبح دموع تخرج بدون سيطرة فى حضرة والدته فقط
هو الرجل العظيم، الذى كان يعيش حياته بتهور، فقط امرأة واحدة يكشف لها جوانبه الداخلية، احتياجاته ومشاعره أمام والدته
غمغم بقسوة وهو يشدد على أناملها
-لن تسامحنى يا امااه.

مالت تطبع قبلة ناعمة على وجنته الحليقة، وعادت تنظر الى وجهه والألم الموشوم على وجهه، همست تطرد وساوس شياطينه
- اترك الايام هى تداوى الجروح، وانت يجب ان تفيق من حالتك تلك، تحتاج العودة الى طريقك الذى ضللت عنه
عض باطن خده بقسوة وشعوره بالتقصير تجاه ربه السنوات السابقة جعلته يعلم الى أى مدى قذارة وصل اليها
يعلم انه كاد يصل للوحل بذاته، لكن امه تربت على قلبه بربتات حانية.

تطرد وساوس شياطينه التى تجعله يتمادى فى طغيانه
تسكن روعة قلقه، تنحر خوفه
ايمان امه به جعله يحارب كل شئ ليصبح كائن مسالم
ورغم ما وصل اليه خلال الشهرين المنصرمين، انين القلب يصرخ مناديًا الآخرى
يحاول أن يبحث عنها، يعلم أحوالها
هل ارتبطت كما اخبرته فى المشفى، هل والدها جعلها ترتبط برجل غيره؟!
أيوجد أحد يطبطب و يداوي جروحها؟
أيوجد لمحة رجل مهتم بإزالة آثار حبه ويوشم حبه لقلبها العليل؟!

كل تلك التساؤلات تؤرق جسده، وتجافى عينيه ليعانى السهاد فى لياليه الجحيمية
لعن العشق من بين عقله، والله لو علم ان امرأة كتلك سيكون لها تأثير مدمر على رجل مثله ما غامر وقاتل معها قط!
رفع عينيه وهو يلاحظ صمت والدته لكن عينيها تبوح بالكثير، يقرأ الألم المرتسم بعينيها وتداريه بابتسامتها
ماذنبك يا امى لتتحملى طفل كبير مثلى؟!
ماذنبها لتتحمل نتيجة خطؤه هو؟!

ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيه وهو يشدد من احتضانها كف يدها، طالبا فى صمت مؤازرتها لمحنته
-أشعر بالقرف تجاه نفسى يا اماه، اشعر اننى صغير حينما ادعو الله أن يشفى قلبها من سُمى
اتسعت عيناها وقد أجفلها للحظة مدى اهتمامه بالأخرى، لمعت عيناها بالدموع لتسارع باحتضانه بشدة، تسأل الله أن يربط على قلب ابنها والمرأة لتهمس في اذنه لتهمس بصوت ثابت معزز بالأيمان.

- اوقف شياطين عقلك يا ولدى، الله عز وجل قال يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ، وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ، وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ماذا تريد اكثر من هذا، هيا ازيل هذا العبوس والافكارالسيئة وظن خيرا دائمًا.

إنبثاقة أمل انفتحت في أبوابه المغلقة والحديث يرن فى أذنه، لف ذراعه حول ظهرها ودفن وجهه في صدرها هامسًا
- احبك
ابتسامة شقية ظهرت على شفتيها، ونبرة صوته أصبحت أقل اهتزازا، طبعت قبلة على شعر رأسه الذي يستطيل عائدا لطبيعته لتهمس
- وانا احبك يا صغيرى
وعلى الباب كان كلا من غسان وسامر ومحمد ينظرون الى الاب وابنها، رفع سامر عيناه تجاه ابيه بتساؤل ليقول محمد بجدية لأبنه.

-اتصل بالمشفى، اخبرهم أننا سنخضع للعلاج رغم عن أنفه
ارتسمت ابتسامة ظفر على شفتى غسان ليغمغم بحدة
-ان كنت تعشقها لتلك الدرجة يا احمق، عود لها مرة آخرى على قدميك واطلب المغفرة حتى تغفر عنك
اجابه سامر بشقاوة، وهو يتخيل عودة شقيقه الصاخب مرة اخرى فى المنزل
-يبدو الايام القادمة ستكون مسلية لشقيقي.

لوى غسان شفتيه ببؤس، وهو ينظر تجاه سرمد تارة والى سامر تارة أخرى، وهاجس خفى يخبره أن الأحمق ربما يكون مثل أخيه حينما يسقط فى العشق، غمغم بحدة
-ادعو ان لا يكون برأس حمار ويرفض العلاج
همس محمد تلك المرة بصرامة، يخرس كلاهما قائلا
-لن يفعل، لن يكسر بخاطر والدته، هيا انصرفوا الآن كل شخص الى مصالحه
انسحب الرجال من الغرفة ليقول غسان بمشاكسة طريفة لمحمد
-أتطردنى من بيتك يا عمى
صاح سامر بفظاظة شديدة.

- بت أشك أنك أخي من مكوثك هنا لولا علمى انني من آخر من سكن رحمها
انهى سامر كلماته بوقاحة شديدة، وفى نفس لحظة انتهائه تفاجئ بمن يسحبه من ياقة قميصه جاذبا اياه بعنفوان ليسقط عيناه على عيني والده العابس والشرر المتطاير فى عينيه جعل يزدرد ريقه متسائلاً بخشية
-هل ستتحول لكائن هالك الآن وتهدم المنزل فوق رؤوسنا.

كاد غسان ينفجر مقهقها لولا علمه بجديه الآخر، لذا وضع كف يده على فمه ليسمع هدر محمد فى وجه ابنه بصرامة
-اسمع يا وقح، تواقح مع من شئت من النساء إلا امرأتي أفهمت!
اومأ سامر يهز رأسه ببلاهة عدة مرات ليجيبه
-أمرك والدى
ابتسم محمد ببرود ثم دفعه بقوة ليسقط فى ذراعي غسان الذي تدارك والتقطه ليصيح محمد بصرامة
-هيا اغربوا عن وجهي، لا اريد رؤيتكم حتى وقت العشاء يا فاسدين الأخلاق.

واستدار راحلا تاركا الرجلان ينظران الى بعضهما ليغمغم سامر ببؤس مصطنع
-اللعنة يا رجل، والدى ما زالت قبضته مؤلمة حتى الآن لا أستطيع التغلب عليه فى الملاكمة الودية الإ ورأيته يبرحنى ضربا واسقط فى الفراش لعشر ايام
ابتسم غسان بخبث وهو يجذبه بقوة قائلا
- هيا بنا لنشغل عضلاتنا القوية فى الملاكمة الآن، لا تقلق ستكون ودية للغاية
وضع سامر يده على يتحسس الكدمات التى ستزين وجهه بعد تلك المباراة الودية ليقول.

-اللعنة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة