قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وأربعة وعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وأربعة وعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل مئة وأربعة وعشرون

-نضال قولتلك ميصحش
انفجر هادرا في وجهها بقسوة ويده الاخرى تمسك ذراعها الثاني وهي تحاول فك حصار ذراعها الأولي، تنهدت بسأم وروح عنيدة تلبستها لتلتوي كما الحية مما دفعه ليهدر فى وجهها
-اخرسي
تصلب جسدها وبهت وجهها حينما لاحظت خروجه من نطاق برودة، شهقت بجزع حينما شدد بذراعيه على عضديها وهو يهدر في وجهها بحنق
-عجبك كدا، عجبك انك بعيدة عني، مش قادر المسك زي زمان، بتحرميني من ابسط حاجة كان أمر مفروغ منه.

من يتحدث الآن؟
زمجر نضال بحدة نتيجة ما تفوه به، هل يحكي لها معاناته الآن؟! عينيه تنظر نحو جحوظ عينيها ونظرة عدم التصديق التي تتلألأ في حدقتيها اتبعها بتجمع دموعها وهي تهمس ببساطة
-اخدتني وخلتني تحت رجليك وافتكرت الجارية اللي اشترتها مش هتثور على ظلمك
اشاحت بوجهها للجهة الاخري، رغم ان جسدها يكاد ينفر والفرار من حصاره إلا أنها حاولت أن تهدأ.

حاولت أن تكف عن النظر إلى عينيه، يديه، جسده، تصديق ادعاءات لا فائدة ترجو منها
هل يظنها من مجرد اعتراف بائس ستهرع إليها حاضنة إياه، ألا يعلم مدى عظم جرمه؟
ألا يعلم ما ارتكبه فى حق جسدها؟ روحها؟ مشاعرها؟ انوثتها؟ أمومتها؟
لقد سحق كل ذلك حرفيًا، لقد تركها جثة هامدة، تهيم فى الأرض بلا هدف، شهقت بألم لتكتم شهقتها بكف يدها وهي تهمس بمرارة.

-عارف احساس حد اتمنى يلاقي طبطبة على ضهره، ضهر يتقوى بيه لما حسيت ان مليش عيلة، مليش سند وعزوة، معنديش حد فى الدنيا دى حرفيا وارتميت فى سجنك، افتكرت هلاقي حاجة حلوة من وسط كل حاجة وحشة يا نضال
شهقة أخرى وعذاب آخر، جروح ظنتها اندملت، لتفتح مرة اخرى نازفة على اوتار اشواك روحها لتضربه بقوة على صدره.

- استحملت منك كتير، كتير لحد ما فاض بيا، تفتكر هرجع بعد كل ده وانا لسه بفتكر ضربك على جسمي لحد دلوقتي، وكلامك اللي يكسر القلب بيرن فى ودانى لحد دلوقتي
شعرت بوهن في ساقيها لتكف عن ضرب جسده، اشاحت بوجهها للجهة الاخري، لا تعطيه فرصة أن يتشفي بها
لا تعطيه حتى أدنى فرصة ليعلم كم هي مثيرة للشفقة، سمعت همسة الخشن
- فرح
رفعت عيناها بحدة تحدق به
تحاول البحث عن أي سبب يدفعه لارتكاب جريمة أخرى بحق انفسهم؟!

ألا يعلم أي علاقة سامة هما؟
ألا يعلم أن اجتماعهما معا لن يحدث ولو كان فى سبيل موتها؟
نظرت اليه بطلب ورجاء أخير
- ابعد عني، ارجوك كفايه كدا، انا بتخلص من كل حاجة منك، انساني، كأنك متعرفش واحدة اسمها فرح
حاولت ان تنسل بين ذراعيه، الا انه تشبث بها بقوة لتسمعه يغمغم بحدة
-مش هعرف.

اعترف بإكراه وهو ينظر الي عينيها الخاويتين، تلك العينين سابقا تنتظر منه بتلهف لكلمة مداعبة منه، شتم فى سره وهو يسمعها تهمس بسخرية
-ليه؟ يمكن لان الوحيدة اللي كنت فقيرة بين جوزاتك العرفية؟ ولا الوحيدة اللي حولت جوازك ليها لشرعي
زمجر بغضب ولا يعلم لما بدا أمر اهانتها لنفسها يعود له، بل يعد اهانة له حقًا، زفر بحدة ويداه تضغطان بعنف على عضديها يكاد يسحق عظامها ليجيب.

-ولا ده ولا ده، مش قادر انسي، عشان مش قادر انسي
عضت على باطن خدها تمنع صراخ خافت يخرج منها نتيجة لخشونة يديه على عضديها، حاولت بهدوء أن تبتعد عنه قائلة بنبرة غير قابلة للتفاوض
- اطلع من حياتي
همسها كالرحيل
وعذابها كالخنجر
وعينيها كالسم، كلما أدمنت النظر اليهما قُتلت
رفع انامله ليمسك وجهها بين راحتي كفيه، لكنها كانت الأسرع حينما رجعت عدة خطوات مدهوشة مما يقوم به لتهمس بحذر
- نضال.

زمجر نضال بوعيد، وهو يراها تبتعد كالسراب، لا يستطيع أن يتحكم بها، لقد أدمن قربها
ألا تعلم هذا؟
بدا اعترافه سخيفا جدا فى هذا الوقت الذي هي يبدو أنها شفيت منه، لم يشعر بنفسه سوى أنه يتحول للشخص الذي يعلمه ويعلمه الجميع
تبدلت ملامح وجهه البرود واقترب منها قائلا بسخرية
- واللي عملتيه يا مدام قدام السوشيال ميديا
عقدت حاجبيها بريبة، هل هذا سبب مقابلته، أجابته ببرود.

-انا مقربتش منك، كل اللي عملته فيديو عادي بعمل ميك اب و متوقعتش انه هينتشر
ابتسم بشر وهو يشعر برغبة مميتة لسحق كل عظمة فى جسدها بهدوء وروية
- وتحكي قد ايه الرجالة خاينة وانك مبسوطه انك اتطلقتي من واحد كان حابسك في سجنه
شهقت بحدة لادعائه بكلمات لم تقولها، زمت شفتيها بحدة وهي لا تصدق أنه يستخدم أسلوب قلب الطاولة
صاحت بمقارعة وند وهي ترفع سبابتها بتحذير.

-قولت ان جوازي من بدايته غلط بس انا عاندت، كل اللي عملته مجرد نصيحة بس لو واحدة زيي اجبرتها الظروف تتجوز واحد زيك تنفد بجلدها، فين المشكلة
استفزه أصبع سبابتها التي تشهرها في وجهه بغض النظر عن أي حماقة تفوهت بها، امسك بأصبع سبابتها ليقول بحدة
- إن الناس عارفة انك مراتي يا هانم
رفعت عيناها بدهشة اليه
زوجته؟
هو حتى لم يقتنع انها ما عادت زوجته؟
صححت كلمته بنفاذ صبر وهي تنزع اصبعها من يده.

- كنت مراتك، طليقتك، وبعدين هو فيديو واحد ومفيش اي حاجة مسيئة ليك ولا حتى بأسمك، كل اللي عملته اني حبيت انصح بنات عشان ميبقوش فى موقفي
اقترب خطوة منها وهو ينظر نحوها بصبر، يدرس ملامح وجهها والنفور البادي من وجهها وجسدها ليمسك من زندها بخشونة جعلتها تتأوه بوهن قبل ان تقول بحدة
- شيل ايدك يا نضال
رفع عيناه تجاهها وهو ينظر اليها بسخرية ليقول ببساطة
- لأ.

حدقت نحوه ونحو ذراعها التي أصبحت تحت اسره لتقول بمهادنة
-نضال كل اللي بتعمله ده ميصحش
حدق نحو تفاصيل بلوزتها الصيفية الصفراء والي قصة العنق بشئ من الضيق ليرفع عينيه نحوها وهو يغمغم بتملك
-والهانم لما تطلع على اللايف ونص مصر تشوفها ان مبقوش كلهم وهي بتحط الاحمر والاصفر قدام الخلق، ده مش غلط
اقتربت منه وهي ترفع برأسها تجابهه قائلة بحدة وهي تجز على اسنانها تحاول ألا تفتك به وتقتله فى التو واللحظة.

- وانت بأي حق تحاسبني، انا كبيرة وفاهمة بعمل ايه
صرخ فى وجهها وقد أكتفي من استفزازها اليوم
- انتي غبية وهتفضل تتغابي لحد لما اديكي علقة محترمة تفوقك من غبائك ده
مالت برأسها بلا مبالاة هامسة.

- وده شئ مش جديد عليك يا نضال، عموما هو كان مجرد فيديو وانا مش محتاجة ابررلك اكتر من كده طالما لا ذكرت اسمك ولا اتكلمت معاك غلط، كل اللي قولته انا اخترت غلط واديت نصيحة من تجربة مريت بيها، ان البنت تختار اللي بيحبها ومتختارش اللي تحبه وتختار اللي يحافظ على كرامتها ومحدش اضايق من الفيديو يعني.

حدق نحو بروز معين من بلوزتها ويزداد بروزا حينما تسحب شهيقا قويا كي تجادله مجادلة كلامية، ليخرس أي محاولة تفهم منها وهو يقول بغضب
- صدرك كان باين
جحوظ عينيها وشفتيها المنفرجتين أثر جملته جعلها تتوقف عن ثورتها، والصدمة شلت حواسها
تحاول أن تجد لسانها
تحاول أن تجد صوتها
تعثرت وكادت تختنق حينما اكتشفت انها نست التنفس
لتتهدج أنفاسها وهي تهمس
-انت مجنون
هدر فى وجهها بعنف وهو يضغط على زندها بقسوة.

- صدرك كان باين بقولك، الزفت اللي كنتي لابساه ده كان مبين تفاصيل صدرك وحجمهم عامل ازاي
شهقت بذعر تلك المرة وهي تلتفت يمينا ويسارا باحثة عن أي شئ صلب لتهشم به رأس
الوقح
عديم التربية، بل منعدم التربية
كيف يتحدث بأريحية معها هكذا لأمر خاص بها؟!
دفعته عنها بكل قوتها وشرست ملامحها للعداء الشديد
- قذر
ابتسم نضال بجفاء وهو يمسك قبضة يدها التي تدفع صدره ليقول.

- عيب يا حلوة، مش قولنا البنت الحلوة متمدش ايدها على راجل ولا تستحمل اللي يحصلها
زمجرت فرح بعصبيه وقد اكتفت من بروده وسخريته اللامبالية لتهدر فى وجهه
- ملكش دخل بيا ولا بلبسي ولا بتصرفاتي، كون انك واحد مجنون دي مش مشكلتي
لكن هو لم يكن يهتم بها، بل كان اهتمامه منصب على ذلك البروز كما قال، ، ليغمغم باهتمام
- بس للاسف راحوا
عقدت حاجبيها بريبة وتوقفت عن ثورتها لتسأله
-ايه هما اللي راحوا؟!

لم يجيب عليها بل اكتفي بالرد والنظر الي البروز الطفيف فى صدرها، لتشهق بذعر وهي تلك المرة تجيبه بوقاحة متعمدة
- انت انسان قذر وتفكيرك ده منحصر على اللي بين...
كتم باقي عبارتها بكف يده، وابتسامة شقية تزين ثغره وهو يحدق نحوها بعبث واضح ليميل هامسا بجوار اذنها
- ما طلعنا خبرة اهو، اومال عاملة قطة مغمضة ليه.

زمجرت بغضب وهي تدفعه بعنف عنها، لتعبث بخصلات شعرها بحدة وهي تنظر اليه بعداء ونفور لم يتزحزح منذ مقابلته النارية ليتابع بهدوء شديد
- متقصيش شعرك تاني، وحاولي تداري اللي راحوا دول، ولبسك يتعدل انتي مش طفلة عندها عشر سنين، انتي بقيتي فريسة سهلة للصيادين
رفعت عيناها نحو السماء، طالبة الصبر كي تنتهي من مقابلته، عقدت ساعديها على صدرها وهي تجيبه بجفاء
- ما انا قدام الصياد حصلي حاجة.

شملها بنظرة سريعة وهو يضع يديه في جيب بنطاله قائلا
-مش كل الصيادين عندهم نفس الصبر اللي عندي
هزت رأسها بيأس تام منه، لتقول له بنصح
-اهتم ببنتك يا نضال، عيلتك اهم، انت فاشل انك تكون اسرة بس للاسف تعرف تكون اب لشمس بس
تجهمت ملامح وجهه وهو يلاحظ رفضها لحواره، ليغمغم بحدة
- بتسأل عنك
التمعت عيناها بأسف لتهمس
- مش هقدر للأسف اكون في حياتها فى وقت محتاجها مماتها فيه، هي اولي بالموضوع ده مني.

التفت مغادرة وتمنت أن تكون رسالتها واضحة تلك المرة، استمعت إلى صوته الجهوري وهو يقول بحدة
- يعني مش هترجعي بالذوق
توقفت لعدة لحظات وهي تهز رأسها يائسة قبل ان تتابع طريقها خارجا دون أن تلتفت ولو لمرة لخلفها!
أحيانا ندرك أن الأشخاص الذين حاربنا العالم أجمع
لم يستحقوا تلك المعارك منذ البداية.

تابع نضال شبح رحيلها وهو يجز على اسنانه بقوة كي لا يقوم بشئ لا يندم عليه فى الوقت الحالي، أطلق سبة بذيئة وهو يتابعها حتى غابت عن انظاره.
لما تترصد عشقها، لما تتبع أثرها، ضعيفة!
أتراها ضعيفة؟!
فأنت أضعف منها؛ لأنك من أضعفها،
وأقحمتها فى حبك...
أتراها قبيحة؟!
فأنت أقبح منها؛ لأنك نزعت رحيقها،
وأنتشيت من عطرها، ثم تركتها ذابلة...
لا تراك فى نفسها، ولا تراها في نفسك...

لا هى أصبحت كما كانت، ولا أنت ظللت كما أنت..
فقط لا تشعر سوى بالدمع، ينزف من عينيها، تبكى لعل البكاء يفيد..
تتشبث بالدمع، ذلك الخيط الرفيع من دمعها، لم يزل نازفا...
ربااااه أتخضبت السماء باللون الاحمر؟!
أم هى تنزف دمعا بلون الدمااااء؟!
الخاطرة بقلم قارئتي الجميلة آية عادل.

بعد مرور ثلاثة أسابيع،
نظرت تحية الى التصاميم المخصصة لزوجة حفيدها بامتعاض، تراقب انبهار المدعوة جميلة التصاميم بل وتثني عليها المدعوة بسيليا، امرأة من أصول اوروبية وعاشت حياتها فى مصر وتزوجت من رجل مصري، ارتشفت تحية الشاي بامتعاض ورغم رفضها للمجئ لذلك الاتيلية لكنها لم تستطيع ان ترفض طلبا واحدا تجاه وجد وهي تراها تحاول بقدر الامكان أن تخلق حديثا وديا مع جميلة!

هي ليست لديها مشكلة مع جميلة، لكن المشكلة ذاتها هي جميلة التي تعيش في العصر الخديوي وتظن أن الجميع تحت امرتها كونها ذات حسب ونسب.
لوت شفتيها بسخرية وهي ترى باقي المعروضات دون أن تنبس ببنت شفة تقديرا الصغيرة التي طلبت مساعدتها كي لا تنغص حياتها، إلا أنها فجأة سعلت حينما رأت فستان عبارة عن شرائط مهلهلة وجميلة تعبر عن مدى جماله
- شكله يجنن يا مدام سيليا.

ابتسمت سيليا باشراق، امرأة اربعينية ذات قوام متناسق لتشير لمساعدتها بالانصراف بعدما انها من عرض الفساتين لتقول
- الكولكشن كله بأسمها مخصوص عشان عروستنا الجميلة وجد
مصمصت تحية شفتيها بامتعاض مغمغة بسخرية
- يختي شوية هلاهيل عاملة منهم فساتين، ايه يا اختي ده، دي هدوم.

عقدت سليا حاجبيها بدهشة، وبدي على جميلة الاحراج وقد ظنت لفترة انها لن تتحدث بكلمة منذ حضورها وكأن على رأسها الطير!، ضحكت وهي تحاول جذب انتباه سيليا المهوسة بجعل جميع عملاءها راضيين قبل خروجهم من الأتيليه الخاص بها، لتستفسر قائلة
- مفهمتش حضرتك، التصاميم مش عجباكي!
وتسألها حقًا؟ هل انحدر الذوق العام لتلك الدرجة على مر السنوات؟! غمغمت تحية بفظاظة شديدة.

- مش عاجبني طبعا، هي دي فساتين بتاعت برا، دي متخرجش بيها برا البيت، وبعدين ايه الشراشيب اللي بتقولي عليه فستان ده، وده يتلبس ازاى! قوليلي
ابتسمت سيليا باحراج، رغم انها توافق سرا على الفستان الاخير الذي لم يعجبها، لكن طالما هي تعلم أن لولا اختلاف الاذواق لبارت السلع، لذلك صمت
- بس يا فندم ده طلب جميلة هانم مخصوص.

ألقت تحية نظرة مستهجنة تجاه جميلة التي تستشيط غضبا، من وقاحتها في الحديث عنها وغمغماتها الغير مفهومة لا تصدق أن المرأة برغم رقيها الظاهري في ملبسها وطريقة جلوسها وشربها الا ان لسانها تود قصه، صاحت تحية بحدة
- لا طبعا مش عاجبني، لو طقم بيت انا مش هعترض، بس تقوليلي لسهرات برا، ده كان قتلها لو لمحها من البلكونة لابساه.

استهجنت ملامح جميلة فورا لما قالته تحية، أي قتل هذا؟ هل جنت تلك المرأة؟ هل يستطيع أحد أن يمد ولو شعرة واحدة فقط من وجد المالكي؟! ليمسها بسوء وليري ماذا هي فاعلة!، ابتسمت سيليا بتوتر وهي تري ملامح وجهه العجوز الثائرة كما لو أنها في ريعان شبابها لتقول بابتسامة دبلوماسية
- ايه اللي مش عجبك فيه يا تحية هانم
حركت كف يدها بامتعاض وهي تستقيم من مجلسها بحدة تمسك كل قطعة قماش من الملابس قائلة بغيظ.

-اللي مش عاجبني كتير يا جميلة هانم، انا ادري بحفيدي واستحالة كان وافق على ده تخرج بيه، ده اقرب لقمصان نوم، واستحالة اوافق يدفع كل الفلوس دي ومش هيتلبس، حد تاني اولي بالفلوس دي
همت جميلة بإلقاء رد لاذع على كلامها، الا ان صوت رنين ينبئ عن دخول زبون للاتيلة جعل تحية تعيد مكانها لجلستها الهادئة ووجد تهتف بابتسامة حرجة وهي تستشعر الأجواء المشحونة في المكان
- مساء الخير، اسفه على التأخير.

ابتسمت سيليا وهي تتقدم تجاه وجد وقد تنفست الصعداء بوجودها لتقول
- حضرتك جيتي في وقتك يا انسه وجد، ادي كولكشن الفساتين اللي جميلة هانم طلبتها من باريس مخصوص
لوت تحية شفتيها باستهجان وهي ترتشف شايها، نظرت وجد نحو المعروضات بحرج وهي ترى أن معظمهم قصير يتعدي الركبتين، والطويل منهم مصاحب بشق طولي من الجانب الأيسر، سألتها ببعض الحرج
- مفيش فيهم فستان واحد طويل يا مدام سيليا.

ألقت سيليا نظرة خاصة تجاه جميلة التي امتعقت من الحرج والغضب وهي ترى نظرات تحية الشامتة، مما جعل سيليا تغمغم بهدوء قائلة تعطي اقتراحها كحل أفضل
-الكولكشن ده لأ، بس في كولكشنات تانية، ممكن تنقي منها الفساتين اللي تعجبك بجانب الكولكشن ده
اومأت وجد برأسها موافقة، وهي تبتسم تجاه المرأة التي انقذتها باهتمام، تصاعد رنين اشعار رسالة علمت صاحبها، لتمسك بهاتفها وهي تقرأ رسالة عاصي المتسائلة
- وصلتي المحل؟

نقرت بأناملها على سطح شاشتها تجيبه وهي ترى أن الأوضاع بين المرأتين لم تلين بعد، لا تعلم ماذا تفعل تجاههم كي لا يفتعلا شجارا في المستقبل، تنهدت بيأس ويبدو خططها العظيمة باءت بالفشل لتكتب له
-وصلت، وواضح وصلت فى الوقت المناسب
بعثت بعدة ملصقات تعبر عن مدى استيائها لتراه يكتب للحظات ثم يرسل لها
-قولتلك تقدري تاخديني شخصيا مش توحة.

ابتسمت بخجل لتنزوي في ركن منعزل عنهما كي لا تسمع اي تعليق سخيف او ماكر منهما، لترد عليه
-توحة عارفه ذوقك فى اللبس فوجودها افضل حاليا
رأته يكتب للحظات ثم بعث لها بقنبلته
- البسي فستان ووريني
شهقت بذعر، الا يكفي جنونه ليري فستانها ووقتها اقسمت انه لن يراه الا في زفافها، انتبهت على صوت سيليا
-قولتي ايه يا انسه وجد، تحبي اعرض عليكي تصاميم تانية.

نظرت تجاه عمتها التي تنظر إليها بتوتر وقلق من أن ترفض ما تقدمه لها فى جهاز زفافها، لتبتسم بنعومة قائلة وهي ترضي الطرفين
- هنقي من الكولكشن ده وحاجات طويلة بقي، عشان اعرف اخرج بيه
علا تنبيه اشعار رسالة على هاتفها، لتراه كتب وهو يعطي ملصقات لوجه حازم وجدي
- فين الصور
ابتسمت بخجل وهي لا تعلم اصرار هذا الرجل على رؤية ملابسها وثيابها، فبالنهاية هو سيراه! نقرت على الشاشة باناملها.

- انسي يا عاصي، مفيش صور اوريهالك
انتبهت على صوت سيليا وهي تعرض أمامها فستان نهاري صيفي لتهتف قائلة
-ايه رأيك فى ده، اللون ده هيكون ترندي جدا للصيف الجاي
ابتسمت وجد وهي تلتقط الفستان منها قائلة
- هجربه، بس بليز يا مدام سيليا خدي بالك منهم هما الاتنين ارجوكي خايفة تحصل مشكلة بسبب صغير، لحد لما اقيس وارجع
اومأت سيليا رأسها بتفهم لتغمغم بهدوء.

- متقلقيش يا انسه وجد، انا عارفة ارضي ذوق جميلة هانم وتحية هانم، بس كان نصيحة مني تجيلي بنفسك كنتي هتكوني مرتاحة وكنت هساعدك
لوت وجد شفتيها بحزن، لتلقي بنظرة سريعة تجاه المرأتين التي تتراشق كلتاهما بالنظرات مما جعلها تغمغم بحزن
- مقدرش اعمل كده لوحدي، عايزة هما الاتنين يكونوا معايا فى كل خطوة لحياتي الجاية، انتي عارفة يا مدام سيليا ظروفي، حتي الاخت للأسف ربنا مرزقنيش بيها.

اقتربت سيليا بتعاطف من الفتاة، لتربت على ظهرها ليتعالي فجأة صياح أنثوي ناعم
- بنسواااااار
اتسعت عينا وجد بدهشة وهي تري اسيا تتقدم بكل خيلاء وغنج متأصل بها تجاههم، القت سلام عابر لحماة وجد المستقبلية لتتقدم تجاه وجد التي تنظر تجاهها بدهشة قائلة
- آسيا!
اقتربت آسيا وهي ترى إلى الفستان الصيفي الطويل الأخضر، امتعضت ملامحها بضيق وهي ترى لا وجود لفتحة طويلة ولا لشق طولي لتقول آسيا بمكر.

- سمعت انك محتاسة، انا مش عارفة بجد ازاي جبتي العواجيز دول عشان تشتري هدوم جهازك، اومال انا فين
لا تعلم أن اسيا ستفاجئها اليوم، وقد كانت تهاتفها منذ ساعة تخبرها عن ميعادها الكارثي لانتقاء الفساتين، سألتها وجد بتعجب ولا يخفي عن وجهها الدهشة من وجودها
-انتي جيتي ازاي
هزت اسيا رأسها بلا معني، والقت ب الفستان جانبًا وبدأت تبحث عن المعروضات لتجد ضالتها لتقول.

- اخدت باقي اليوم اجازة من الشغل ولشهر قدام عشان عروستنا
غمزت باخر جملتها بوقاحة جعل وجد تنظر إليها بيأس لتقول بانتباه وهي تجد وجد تمسك فستان آخر لا يقل بشاعة عن السابق
- سيبي اللي في ايدك، وخدي ده، احنا عايزين حاجة تفتح نفس الراجل مش يسد نفسه.

نظرت وجد تجاهها بحدة، وقد اصطبغ وجهها حمرة الخجل وهي تراها تعطيها فستان عاري الظهر، سيقتلها عاصي ان ارتدته هكذا، خاصة ان اللون الاحمر الجرئ لا يوجد فى خزانتها كثيرا، غمغمت اسيا بمرح وهي تسحب جسد وجد المتخشب تجاه إحدى غرف تبديل الملابس قائلة لسيليا
- متقلقيش هي في أيد أمينة، من رأيي تاخدي بالك من النسوان اللي هناك دي، عشان شوية هيقطعوا شعور عض وهيقلبوا الاتيليه لساحة معركة.

شهقت وجد بخجل تجاه وقاحة اسيا البارد، لكن لم تتركها آسيا ولو فرصة واحدة لتدفعها داخل احدي الغرف تعطيها الفستان ثم اخذت حقيبتها وهاتفها لتغلق الباب بحدة واضعة اياها امام الامر الواقع، تنهدت وجد بيأس وهي تنظر تجاه الفستان تلمس نعومة القماش بابتسامة واسعة.

تلعب آسيا بخصلات شعرها بملل وهي تراقب خصلات شعرها المشعثة بفضل الهركليز قبل أن يسمح لها باجازة فورية منه لتتسلي قليلا مع وجد، هي لم تصدق ان لؤي سيوافق سريعا بعد قبلات مسروقة داخل مكتبه، انتبهت على رنين هاتف وجد، لتنظر تجاه اسم المتصل بفضول لتقول بصوت مرتفع ماكر
- حبيب القلب بيتصل
اجابته وجد بحنق وهي تحاول أن تربط الشرائط المعقدة لتقول بانهماك وهي تحاول أن تعقد الشرائط كي لا تقتل اسيا
- مترديش عليه.

لوت اسيا شفتيها بملل قائلة وهي تري اشعارات كثيرة بعد اتصاله لتقول بعدم اكتراث
- وانا مالي
لكن فضولها واللعنة لم تستطيع اصماته، اخذت هاتفها وهي تفتحه بعد ان كتبت اسم عاصي ككلمة مرور، حمقاء مثلها حتى هي تكتب اسم المرور هركليز لهاتفها
سمعت صوت وجد الحانق، يبدو أنها تتعثر مع ثيابها، ابتسمت اسيا بشر إلا ان ابتسامتها محت لما قالته وجد.

- جدو فى اول يوم رمضان عامل تجمع عيلة كبير للأفراد الحالية واللى فى المستقبل فى مطعم
هزت رأسها بلا مبالاة قائلة بصوت جامد
- عارفة، لؤي قالي
لن تنكر ان العجوز الخرف ساعدها ولو قليلا ان تقترب من لؤي بطريقة صحيحة، حسنا هما يتخبطان دائما
لكن بعدهما عن العائلة كان افضل حل مثالي في الوقت الحالي، لتسمع صوت وجد الهادئ
- اعتقد دى فرصة كويسة ان اختك تيجي، صدقيني نفسنا نتعرف عليها
ابتسمت آسيا بسخرية، لتجيبها بملل.

-مارية اوقات مش بتكون عارفة هي عايزة ايه، سيبك منها دلوقتي وركزي معايا انا
سمعت آسيا صوت فتح الباب لتتسع عينا آسيا بذهول وهي ترى الكتلة الحمراء المتجمرة، لتسألها وجد بقلق وهي ترى علامات الدهشة على وجه اسيا
- ايه رأيك
لقد ظنت ان هذا اللون يلائمها هي فقط، لكن تلك، ستعترف انها هي الاخرى تليق باللون الناري، لمعت عيناها الزرقاوان بخبث لتمسك هاتف وجد وهي تقول بمكر
- تجنني، استني كدا.

رفعت آسيا الكاميرا ووجهتها لها لتلتقط لها صورة على حين غفلة جعل وجد تسألها بدهشة
-بتعملي ايه
هزت اسيا رأسها بلا مبالاة قائلة
-لازم اصورك
واقترنت جملتها بضغطة زر للتصوير جعل اسيا تمتعض لملامحها المندهشة وهي تسمع وجد تقول بحيرة
- وتصوري ليه لطاما كدا كدا هاخده
استدارت وجد بظهرها تنظر تجاه الشرائط خلف ظهرها تطمئن ان الشرائط في مواضعها الصحيحة الا انها تفاجئت بفلاش كاميرا واسيا تقول بابتسامة ماكرة.

- عشان تفتكري الذكريات دي معايا، يلا اضحكي
لم تستطيع وجد سوي ان تبتسم واسيا تلت لها صورة، وأخرى معها وهي تشاركها داخل الغرفة، صمتت آسيا وهي تنظر يمينا ويسارا لتقول لها بعبث واضح
- واحدة بصة اغراء كدا
تلونت وجنتي وجد بالحمرة قائلة بخجل
- مبعرفش
توقفت آسيا عن التقاط الصور وهي تسألها بدهشة
- مبتعرفيش!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة