قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل المئة

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل المئة

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل المئة

في شركة شادية
تتحرك شادية بنشاط وشعلة حياة افتقدتها كثيرا منذ سنوات كثيرة مضت
وجنتيها محتقنين بالخجل حينما تذكرت آخر لقاء معه في سباق الموت، لا تصدق انها اصبحت جريئة معه
ولاتخشي تهوره، برغم انها تراه يكاد يفقد سيطرته احيانا، إلا أن في اللحظة الاخيرة تتوسله أن يتصرف بنبل
تعلم إنها ليست من شيمه.

لكن لا بأس من أن يتحمل بعض من المكر الأنثوي، يجب أن تكون متأكدة مائة بالمائة منه انه يريدها هي فقط، يريدها ولا يريد جسدها
تلك كانت كالشوكة في خاصرتها، برغم كل شئ هي ليست واثقة مائة بالمائة بعد
تشعر بشي ناقص، ربما أن تأكدت انها حقا ليست رغبة مؤقتة ستذهب لوالدها وتتزوجه
اشارت بيدها لنجوي كي تشرف على بعض عمال التابعين لشركة الشحن وتوجهت هي بخطواتها تجاه مكتبها.

لكن يد خشنة اوقفتها، لتنفجر ذرات الاثارة والترقب ورائحة عطر صاحب اليد تعلمها جيدًا
يميل نحو اذنها هامسًا بكلمات ايطالية لا تفهمها، لكن نظرا لخشونة صوته والحرارة الساخنة المنبعثة من جسده جعلها ترجح أن ما يقوله خادش للحياء..
أفلتت معصمها وهي تواجهه محتقنة الوجه
مرتجفة الجسد بإثارة
وعينيها ضارعتين، تنظران اليه باستسلام
اخفض سرمد عينيه وهو يضغط على جانبيه بقوة كي لا يقبل شفتيها أمام العامة.

تهدجت أنفاسها وهي تهمس بنبرة معاتبة
-سرمد ارجوك توقف عن هذا لا يصح ما تفعله انا في العمل
انفجرت شفتاه عن ابتسامة متسلية ليجيبها بخشونة وهو يميل برأسه اتجاهها
-وما في ذلك يا برتقالية، انتي تقومين بعملك وأنا أقوم بعملي
أقرن جملته بغمزة وقحة وعينيه مسلطتين على ثغرها، لتعض باطن خدها بقوة وازدادت حمرة وجنتيها لتهمس بخجل
- سرمد
من المفترض أن تنطقها حازمة، وقوية.

لكن ذلك الضعف الناعم الذي يخرج منها، تجعل شياطينه تستاء من محاولته لكبحهم
حتى طفق شيطان ساخر، أنه لن يتجرأ عليها، وإن كان حقا كما كان في سابق عهده ليقترب منها ويريها أن من تلعب على أطراف جنونه
ستحرقها..!
همس بسيطرة وهو يحدق نحو خاتمه برضا تام الذي تداعبه بأصبع الابهام بشرود
- حسنا سأخرج، لكن عديني أن نكرر عشاء رومانسي كالسابق
توقفت شادية عن اللعب في الخاتم لترفع رأسها اليه وهي تجيبه بحدة.

- لم أخرج معك في عشاء رومانسي
هز سرمد رأسه وهو يميل قارصا وجنتها لتتأوه بوجع خافت جعلت النيران تتأجج في سواد عينيه
- انا اعتبرته كذلك، لكنك افسدتيه حينما قررت أن تدمري البيتزا الايطالية بالكاتشب والمايونيز
قالها بنبرة فاقدة للسيطرة، ويلفها بخشونة محببة إليها، تتوق إليها كما يرى في عينيها.

رفرفت بأهدابها وهي تكبح ابتسامة خجلة كي لا يزيد من جرعة وقاحته، توجهت بخطوات متباطئة داخل مبنى شركتها وهي تقول بمكر
- لا اود ان اخبرك انني اتناول ايضا بيتزا بالاناناس
تخشبت قدمي سرمد للثواني محدقا نحوها باستنكار بالغ، جعلها تضحك بظفر وهي تلتهم درجات السلم لتتوجه نحو مكتبها
سارع سرمد بلحاقها ليصيح بسخط
- ما اللعنة التي تفعلونها في الطعام الخاص بنا.

التفت اليه شادية وابتسامتها ما زالت تزين ثغرها لتسارع بنفي التهمة عنها قائلة
- ليس نحن، بل الدول المجاورة، هي ليست سيئة كما تظن، أود منك تجربتها
ماذا تقول تلك المجنونة
هو بحياته لم يعتدي خطوط الحمراء في الطعام، وفعلها مرغمًا أمامها فقط
أتريد أن تصيبه بذبحة صدرية؟!
صاخ بخشونة وهو يدفعها برقة تتنافى خشونة وصلابة جسده
-لن اضع شيئا كهذا في فمي.

تراجعت عدة خطوات للخلف إثر دفعه لتجيبه بابتسامة عابسة ونبي متوسلة
- ولو توسلت اليك
زفر سرمد بحدة قبل أن يقوم بما لا يحمد عقابه في الوقت الحالي
جذبها لتقع بين ذراعيه، يجعلها تختبر قلة صبره وجنونه
يدفع الحرارة لجسدها التي يتلظى بها بمفرده
يعلمها جنون التوق، وعجز الجسد عن التلبية الصارخة
وهي سكنت واستجابت
لم تدفعه، لم تنهره.

ربما تضع له اختبار اخر، وسلاسل اختباراتها لن تنتهي حتى تأمنه بالكامل، لها الحق، ويعذرها
لكنه بالنهاية رجل حار المشاعر، وهي اصبحت في عرفه أنثاه
احتضن كلتا وجنتيها بكفيه ليهمس بحاجته الصارخة لها
- يا برتقالية، توسليني فقط حينما ترغبين أن أروي أنوثتك فقط، فقط انطقيها وانا سأشبع ظمئك حد الارتواء.

لانت ساقيها كالمعكرونة وكادت أن تستقبل الأرض بحفاوة، إلا أن ساعده احتضن خصرها كدعامة لجسدها الذي فقد السيطرة تماما
فغرت شفتيها بذهول لتضع يديها بلا وعي على صدره، ثم انتفضت فجأة كالملسوعة تتراجع عدة خطوات مديرة بظهرها له
وضعت يدها على موضع نبضات قلبها تستشعر مدى جنون ضربات قلبها كخاصته الذي لمسته منذ قليل!
طرقات على باب الغرفة واتبعها صوت رجولي يقتحم الغرفة جعلها تستفيق من حالة الهذيان خاصتها.

- مساء الخير
رفعت شادية رأسها اليه شديد وملامح الرجل الذي امامها كانت مشوشة، رفرفت بأهدابها عدة مرات قبل أن تتسع عيناها بتفاجئ لتقول
- عاصي!
ابتسم عاصي بحرج شديد وهو يشعر بالتسرع انه قدم الى هنا دون ميعاد سابق، لكن تلك هي المرأة الوحيدة التي ستساعده في حفلة عقد قرانه. نظرا لضيق الوقت الذي يملكه
- اسف لو ازعجتك يا استاذة.

ابتسمت شادية بحنين شديد وهي تتذكر الفترة التي كان يعمل بها مثيرا اعصابها، بغض النظر عن الذي بجوارها يكاد يتلف اعصابها، لتهتف ببشاشة وهي تتقدم نحوه
- تزعجني علي ايه، لا ابدا اتفضل
همت بمد يدها لتحيته الا ان يد رجولية اشاحت يدها بعنف وهو يراقب الوضع الغير مريح له بعينين جحمتين ليهمس بخشونة
- من هذا؟
ابتسمت بتوتر وهي تجيبه وعينيها محدقة نحو عيني عاصي التي تتابعهما بنظرات متفحصة
- هقولك بعدين.

اكتفى سرمد بزمجرة خشنة جعلها تنظر إليها بلوم شديد، ليتنحنح عاصي بحرج وهو يشعر أن ما فاته كثير جدا في حياة تلك الناظرة التي تشع بحيوية بجوار الرجل الغيور بجوارها
- انا عارف قد ايه انتي صارمة في المواعيد ومش بتحبي حد يلخبط شغلك، بس انا قاصد طلب ومش عايزك تكسفيني
شهقت شادية بعتاب شديد، وهي تجيبه بمحبة واضحة تتقصدها لتشعل فتيل الغيرة في قلب الايطالي.

- لا ابدا يا عاصي، اتفضل واللي يقدرني عليه ربنا هعمله اكيد
زمجرات سرمد التي بالكاد يتحكم بها تصلها بوضوح، يده التي امتدت خلف ظهرها ليقرصها في ظهرها بحنق بالغ جعلها تنتفض بخفة وهي ترفع عيناها تنظر اليه بغضب بالغ غير منتبه لعاصي الذي قال
- انا جبت معايا شخص مهم
استدار على عقبيه مغادرا ليجلب خطيبته بالخارج، تاركا حروب نيران العيون تندلع منهما عاد بعد دقيقتين وهو يحتضن وجد بمحبة بالغة قائلا.

- وجد، خطيبتي وكتبنا كتابنا
شهقت شادية بتفاجئ وهي تتعرف نحو خطيبته، هل تلك حفيدة المالكي؟!
كيف اجتمعا معًا؟!
نظرت شادية تجاه وجنتي وجد التي احتنقت خجلا وبعض الغضب الطفيف استشعرته هي من شهقتها المنفعلة، لتدارك الأمر وهي تتسع ابتسامتها قائلة
- بتهزر، اتخطبت وكتبت كتاب من غير ما يعرف بابا.

لم يكذب سرمد حدسه حينما شعر أن كان هناك علاقة قوية تجمع بين برتقاليته والرجل الضخم الذي أمامه، شئ غير جيد يشعره مطلقا بينهما وهو يرى اذني الرجل تحتقن خجلا ليجيبها بحرج
- الموضوع جيه بسرعة وانا
سارعت شادية بالتوجه نحو هاتف المكتب لتلقي البشارة نحو أبيها، الذي تعلمه أنه كان يتخذه كأبن له لتقول بتعجل
- لا لازم ابلغ بابا، حالا.

شعر عاصي بتصلب جسد وجد ليهبط بنظراته نحوها بعبوس وهو يرى التجهم يسيطر على ملامحها، ليقول عاصي بنبرة جادة
- اهدي يا شادية و انا هبلغ استاذ معتصم بنفسي
وإن كان اللقاء المنفعل والحميمية في صوتهما قد اصر ان يسد أذنيه عن صوت العقل، الا ان براكين غضبه ثارت حينما قالت شادية ببعض الحنين
- متخيليش قد ايه هو كان مضايق لما مشيت من عندنا.

تلك المرة اشاحت وجد بذراعه عن جسدها تحت نظرات عاصي المستفهمة، هل يتعمد عاصي الغباء الآن؟!
لما وافقت ان تأتي هنا؟
المرأة، تلك السمراء تجذب جميع من أحبتهم في مرحلة مراهقتها الساذجة، وحب حياتها الوحيد
ان خطبت لؤي في المرة السابقة
فتلك المرة لن تسمح لها بأخذ حب حياتها، على جثتها!

اندفع سرمد بتهور يسحب جسد تلك الناظرة لتسقط بين احضانه، شهقتها كتمتها سريعا وهو يضع يده بخشونة علي خصرها يحطم عظامها بخشونة لتأن شادية بتوجع جعله يسحبها بقوة ليواجه الثنائي امامه وهو يدفن وجهه في اذنها بنبرة وعيد
- ستعاقبين يا برتقالية وبقسوة
عض شحمة اذنها بجرأة جعلها تعلم انها تعلم انها تلعب بعداد عمرها
لن تثير غيرة الرجل مرة اخرى.

إن كان يفعل كل ما يقوم به بجرأة دون الاكتراث بمن أمامه، في المرة القادمة ربما ينتهي الأمر بتنفيذ إحدى احلامه الجامحة!
اقترب من الرجل وهو يقول بحدة بعربية ركيكة متعمدا استخدام نفس اللفظ الذي قاله، وفتحتي أنفه تنقبض وتنبسط من فرط الجنون
- خطيب الاستاذة
رفع عاصي حاجبه بدهشة وقال
- اتخطبتي.

لم يخبره والدها مطلقا عن خطبتها، ورغم انه يشعر بالحرج الآن لاخباره عن زواجه المفاجئ لكنه في النهاية سيعلم، وان يخبره بزواجه منه شخصيا، أفضل من أن تأتي من شخص غريب
هزت شادية رأسها وهي تطالع سرمد بنظرات وعيدية لما يقوم به لتقول بغيظ
- موضوع طويل يا عاصي، وحقيقي انا نفسي مش مستوعبة الموضوع ده لحد دلوقتي
ازداد اعتقال يدي سرمد لخصرها لتأن بوجع خفيض وهو يقول بغضب.

- يفضل ان تستوعبيه كي لا احشر رأسك الجميل هذا داخل صندوق القمامة
هتفت باستنكار تام في محاولة فاشلة لتحرر منه
- سرمد
تلك المرة لم يعد يمتلك سيطرة سوى أن ينفجر في وجهها
- توقفي عن اثارة غيرتي، انت لا ترغبين بخروج شياطيني في هذا الصباح ونحن حتى الآن بحكم المخطوبين
لم تعبأ شادية تلك بالموجودين، فالذي امامها ينسيها من حولها لتدفعه بحدة من صدره قائلة
- أتعلم ماذا؟، يجدر بك الذهاب الآن.

رفع حاجبه بخطر شرير ايميل مقتربا منها قائلا بسخرية
- الذهاب؟ انت تحلمين، لن أجعلك بالقرب من هذا الرجل مطلقا لكي تستعيدوا ايام الخوالي
هزت رأسها بأسى تام منه وهي تتحرر من قبضته
- مفيش فايدة فيك
من فرط شجارهم لم ينتبها إلى الثنائي الأخر الذي كان شجارهم مشتعل ب آتون بارد
غمغمت وجد بنبرة صلبة وهي تزيح يده التي تحاول إمساك يدها
-انا ماشية
و استدارت على عقبيها خارجة من الشركة بأكملها، وشعورها بشئ يقبض انفاسها.

اختنقت وهي تنفرج شفتيها بلهاث حار، وعينيها مغرورقة بالدموع
تخشى خسارته، خسارته تعني انسلاخ روحها عن جسدها
روحها أصبحت معلقة به بطريقة لا يستوعب عقلها، برغم من فظاظته وخشونته
الا انه بالنهاية رجلها، لكن الشعور بالتهديد دق بابها بعد استراحة طويلة ظنت أنها غادرتها!
صاح عاصي بحنق شديد، وأفعالها الصبيانة بدأت تثير غضبه
- وجد
مسحت وجد دموعها بحدة لترى بعينها أنها خرجت من بوابة الشركة، التفت اليه قائلة بحدة.

- انا هسيبلك المكان كله، تشبع بيه انت والهانم، سيبني يا عاصي
صاحت اخر جملتها بغيرة تفتك بجسدها، حينما قبض زندها بخشونة المتها ليهدر في وجهها
- بطلي جنان
يفقد معها كامل تعقله، و هدوءه ورزانته بصحبتها
قادرة دائما على إخراج أسوأ ما به
يلغي عقله تماما، ويدع القلب وتحكماته المتقلبة تتولى تلك الدفة.

بقدر ما يثير هذا غيظه انه يكون متحفزا دائما لأي كلمة ومناقض لعمله، لكن بهجة خفية باطن قلبه تجعله أكثر راحة وهو يتعامل معها
دفعته بحدة لكن صلابة جسده بمثابة انها تزيح جبلا أمامها، لتزمجر بعصبية
-جنان! انت مستوعب اللي بتعمله قدامي، لأ انا مجنونة فعلا سيبني امشي
التفتت لتغادر بسلام كي لا تنفجر باكية امام وجهه، لكن قبضة أنامله ازدادت تشبثا بذراعها ليسحبها بقوة تقع بين ذراعيه ليقول بصوت خشن
- وجد.

دفنت وجد رأسها في صدره تتشبث به غير راضية ان تقابل عينيه، زفر عاصي بحرارة وهو يمسك ذقنها لتواجهه قائلا
- وجد
اغرورقت عينا الأميرة بالدموع رغما عنه والحرقة في صدرها ما زالت تتأجج بنيران الغيرة، هي عاجزة تماما عن وصف شعور ذلك الشئ الذي يعتريها لأول مرة
لم تصدق انه مؤلم لهذا الحد، وضعت يدها على موضع قلبها، تمسده مما لفت انتباه عاصي وهو يهمس بهدوء
-تاني مرة بتعملي الحركة دي يا بنت الناس، وانا حذرتك منها.

تحشرجت انفاسها وعينيها سقطت صريعة لخضرة عينيه النارية، تأوهت بألم وهي تهمس
- هتعملي ايه مثلا؟!
عادت تدفن وجهها في صدره، تتمرغ به، رفعت رأسها تنظر إلى فتيل المشتعل بعينيه لتقر باعتراف وهي تتشبث بقميصه
- انا بغير عليك، وده مش بأيدي يا عاصي انت متخيل انك لما تتمنى حاجة من كل قلبك و تاني يوم تصحي تلاقيها جنبك ردة فعلك هتبقي ايه؟!، هتحافظ عليها بايدك وسنانك، وكل اللي بعمله ده صدقني مش بأيدي.

طفرت الدموع من عينيها بأسي وهي تعض باطن خدها، لقد عرت مشاعرها امامه
عرت وفي انتظاره ليطمئنها وينحر الخوف من جسدها، رأته يتمسك بجانبي وجهها ليهمس بخشونة
- يا مجنونة اهدي، احنا في الشارع
رفعت رأسها لتوازي رأسه وهي ترى تلك النظرة الملتمعة في عينيه، بين تملك ورغبة جعل جسدها يقشعر وهي تتشبث بقميصه بقوة لتهمس بصلابة
- انت جوزي وانا مراتك.

نفخ عاصي في وجهها وهو لا يصدق انها اصبحت جريئة على يديه، تقر باعلان امتلاكها لقلبه دون تردد
وشجاعة في إقرار مشاعرها دون تردد
ثم لتذبحه بنظرة التوسل كي لا يكسر باحلامها
ربت علي ظهرها وهو يميل مقبلا جبينها هامسا
- انا اسف
لخص كل ما حدث باعتذار صادق خرج من شفتيه
اعتذر عن مشاعر الغيرة والحرقة التي حدثت، اعتذر عن عدم مراعاته لها كفاية
اعتذر حتى أنه لم يمطئنها كفاية وهي جواره!

استندت وجد برأسها على صدره واناملها تتلاعب على ضخامة صدره لتهمس برضا
- هتتعبني اووي يا عاصي بس انا راضية طالما في الاخر هلاقي حضنك الدافي بعد كل خناقة ما بينا
ابتسم عاصي وهو يدفعها بخفة تجاه سيارتها التي جاءت بها ليقول
- ده احنا لسه بنقول يا هادي، خناقات ايه بس يا وجد
مطت وجد شفتيها باستياء تام، ولم يبد عليها أنها ستحاول ان صدره ولو لثانية لتقول
- المفروض انت يا دكتور اللي تقولي.

قبض عاصي بعنف على خصرها مما جعلها تتأوه بوجع خافت، لترفع برأسها وهي تنظر اليه بريبة
لترى النظرة الداكنة في عينيه، ابتسمت بتوتر وهي تسمعه يهمس بخشونة
- مش هتصدقي لما اقولك ان انا بلغي شخصية الدكتور لما اكون جنبك، مش عايز علاقتنا تتحسب بالورقة والقلم والعقل
ثم بهدوء شديد نزع يديها بهدوء عن قميصه، لتنظر اليه باستياء شديد لما فعله
لكن هذا أمن لها ولها
غمز بعبثيه واضحة.

- بس ده مش هيمنع اننا نستخدمه في اوقات تانية، بس برضو ميمنعش اني اسيب دفة القلب اللي تتكلم
عضت وجد على طرف شفتها السفلى بخجل قبل ان تطرف بعينيها غافلة عن الرجل المحترق امامها!
صاح بخشونة وهو يتناسى الحريق المشاعر بصدره بسبب قرب الأميرة منه ولمساتها المغوية لجسده
-ممكن نرجع بقي، نتفق مع الاستاذة عشان تعمل خطوبتنا
ابتأست ملامح وجهها المليح لتهمس بتردد وعينيها تتحاشي رؤية وجهه
- ممكن نشوف غيرها.

امسك بذقنها لتقابل عينيه الحانيتين وهو تري عاطفته يخدر جسدها، ويسكر عقلها
ليهمس بصوت أثخن من العاطفة
- انا ليكي لوحدك يا وجد
دفنت وجهها في صدره وهي تضم كلتا ذراعيها محيطة بعنقه، لتتنهد بارتياح تام مرددة بالشكر على العوض الذي حصلت عليه.

حفلة عقد قران وجد وعاصي،
حملت آسيا كوب العصير خاصتها ودفعت ساقيها بالتوجه نحو الأميرة الحالمة، ارتشفت عدة رشفات من العصير وهي ترى العاملين الذين يعملون كالنحلة منذ إعلان العجوز عن حفلة عقد القران، بحياتها لم تري حيوية في هذا القصر الملعون سوي ثلاثة الأيام المنصرمة،.

وكل ما فعلته هي انها دللت نفسها بالذهاب الى احدى مراكز التجميل مساء أمس بصحبة العروس التي تتورد خجلا كلما يقترب موعد الحفل، ابتسامة شاحبة زينت ثغرها وهي ترفع رأسها اتجاه إحدى الحوائط التي تضم العديد من صور العائلة ومن ضمنهم والدها، الدموع طفرت من عينيها وهي ترفع اناملها تتلمس صورته وتمنت لو كان هنا حي يرزق بجوارها.

لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، هي حرمت منه وهي صغيرة للغاية، ذكرياتها معه قليلة للغاية لكنها لم تنساها قط، دائما ما تشحذ بطاقة لعقلها للتذكر
مسحت الدموع سريعا غافلة عن زوج من العيون تراقبها بتحسر وعينيه ترتفع لتنظر الى صورة الراحل بأسي
ان كانت الطفلة تتحسر على فراقه، فهو يموت في اليوم ألف مرة كونه المتسبب في موت ابنه..!

قدماه سارت بعجز تام وهو يراقبها تسير بخطوات واثقة، نحو غرفة وجد التي اصبحت حليفتها والفتاتان اصبحتا صديقتان مقربتان، فلا يوجد أي تسوق نسائي أو أي شئ إلا وهي في صحبتها!
طرقت آسيا الباب عدة نقرات قبل ان تسمع صوت وجد سامحة لها بالدخول، ما ان دخلت الغرفة حتى تفاجأت آسيا بالفستان الملكي الأزرق
عيناها اتسعت بجحوظ، هل سقطت في فيلم سندريلا أم هي تتخيل؟!

سرعان ما تحول الذهول الى ابتسامة ناعمة وهي تسمع حفيف فستان وجد الضخم مقتربة منها تسألها عن رأيها، ابتسمت آسيا وهي تقترب منها قائلة
-طالعة زي القمر
لم تكن وجد راضية بالمعني الحرفي للفستان، فالفستان الذي أرسل لها في الصباح تفاجأت به شفاف في منطقة الظهر إلا من قماش ساتر شفاف سيثير غضب عاصي، لم تجد متسع من الوقت لتغير الفستان، فتأففت وجد بعدم رضا وهي تتحرك يمينا ويسارا لتتأمل الفستان عبر المرآة.

-حساه مش مناسب
تأملت آسيا الفستان الذي يلتصق بجذعها العلوي كجلد ثاني لها، رغم ان قماش الفستان البراق شفاف الا من منطقة النهدين مغطى بطبقة سميكة من القماش، هبطت بعينيها أرضا تجاه طبقات الجزء السفلي الكثيفة لتهمس
-يعني هو منفوش زيادة عن اللزوم.

هزت وجد رأسها برضا لتنظر بتردد شديد الى جسدها، وخاصة جذعها العلوي، سيقتلها عاصي، زفرت بيأس وفي آخر لحظة مزقت الجزء العلوي لتتخلص من الفستان وهي تتوجه إلى خزانة أعمالها، عيناها تبحث عن فستان يفي بالغرض، شئ محتشم لا يثير غضب رجلها، ويناسب الاجواء العائلية.

رغم انها تعلم ان جدها لن يجعله كجو حميمي مطلقا، لكن شئ يرضي كلا الطرفين وفوقه ذوقها الخاص، ابتسمت حينما جذبت الفستان الستان الأحمر الذي عملت منذ شهرين، اعتذرت من آسيا التي هزت رأسها بلا معنى وهي ترتشف من العصير، تفكر حقا لمغادرة المنزل
رغم ما فعله لؤي بشمس وما قام به، ليسمح لها ومارية لرؤيتها وقتما رغبن، لكن هناك اشياء ناقصة، حياتهم رتيبة ومملة!

تفاجئت آسيا من شرودها على لمعة القماش الأحمر الصارخ تنظر باستحسان شديد وهي تمرر أناملها بهدوء شديد على فستانها الأسود كمزاجها العكر، هدأت ملامح وجد المتوترة ما ان رأت علامات الاعجاب والرضا من اسيا، رفعت وجد رأسها وهي تعلم أن قصة الفستان بسيطة، فقط يوجد شق عميق في فتحة الصدر والفستان يلائم منحنيات قدها المياس، عادت تدقق لزينة وجهها لتسألها
-اسيا مش حاسة ان الميك اب تقيل شوية؟

انفجرت اسيا تلك المرة ضاحكة بوقاحة متعمدة
- الله، هو النمس بيغير ولا ايه؟
تلونت وجنتي وجد بالاحمرار الشديد وهي تمرر أناملها في خصلات شعرها بارتباك زاد من انفجار آسيا بالضحك، مما جعلها تنهرها بحدة
-اسيااا
زمت وجد شفتيها بحزم حالما تطلعت الى فستان اليسا الفاضح!
هل هذا فستان بالأصل؟! به شق طويل حتى بداية فخذها، ثم الفتحة الأشد عمقها في صدرها مبرزة منحنيات انوثتها بخلاعة واضحة، لتقول بجمود.

- لؤي مش هيعجبه اللي انتي لابساه ده
رفعت اسيا عينيها بملل تام وهي ترتشف آخر قطرات العصير قبل أن تضعه على طاولة الزينة خاصتها قائلة بلا اكتراث
- ليه عشان الرجل مكشوفة شوية
جذب انتباها الى صوت الخلخال في قدمها لتتسع عينا وجد بجحوظ، لتبرطم بصوت منخفض
- ياريت جت على الرجل بس
لكن يبدو ان صوتها الخفيض وصل إلى اسيا مسموعا لتمرر اسيا على منحنيات جسدها بتقدير تام وهي تحدق في المرآة قائلة.

- طالما مش عايز يخليني مراته هو حر بقى، اشوفلي حد يقدر يلبي متطلباتي
اقتربت وجد منها بحدة تهزها بقوة لتنفجر في وجهها صارخة
- بطلي جنان الكلام ده هنا فيه قطع رقاب
تلك المرة غادرت البرودة ملامح آسيا، لتصرخ آسيا بهدر مماثل
- يعني اعمل ايه، لؤي ده الراجل الوحيد اللي مش بيستجيب لأي حركات من بتوعي، بيحسسني ان انا مش حلوة زي ما يشوف في عيون الرجالة التانية، بحس ان فيا حاجة ناقصة.

اقتربت وجد منها وهي تحتضنها بمؤازرة ودعم شديدين، لتعض آسيا على شفتيها بقهر وهي لا تصدق ما تقوم به
ترخص بنفسها، كي توقظ المارد بداخل زوجها
هي يائسة لدرجة دفعها للقيام بأكثر شئ يجعله يفقد سيطرته، شعرت بربتات وجد على ظهرها لتقول وجد بهدوء
- هو عايز آسيا القديمة التي تتعامل معانا قبل ما تتغيري، ارجعي آسيا القديمة وهو هيجيلك
لا تعلم آسيا ما سبب الثقة الكبيرة داخل وجد.

هي تعلم أن تلك الليلة ستخسر الكثير من النقاط في رصيده، لكن ماذا تفعل
هي لم تعتاد على هذا الهدوء، والترقب
ان كان لا يرغبها، او تلك طريقته في العذاب فهو نجح في استخراج اسوأ ما بها
انسلت من بين ذراعي وجد وهي تنظر نحو عيني وجد المليئة بالعطاء والحب الشديدين، لتتسع عيناها وهي ترى الدفء المشتعل داخل حدقتي وتمنت كثيرا ان الرجل الذي اختارته حقا جديرا بها، لتهمس بمزاح تلك المرة.

-بلاش كلام كتير، انا هشوف الأوضاع تحت عاملة ازاي
هزت وجد رأسها وهي تلتفت الى المرآة تتأكد من وضع لمساتها الأخيرة، همت آسيا بالخروج من الغرفة إلا أنها تفاجئت بأخر شخص توقعت ان تقابله شخصيا في هذا الوقت
العجوز الخرف!
رأت أن عينيه مليئتين بالأسى والاعتذارات وهو يحدق في عينيها دون قدرة على رمش عينيها هي الآخر، قطع التواصل البصري بينهم وتوجه نحو وجد ليقول بصوت خشن
- خلصتي يا حبيبة جدو.

ضحكت وجد وهي تقترب من جدها والسعادة تطفو ملامح وجهها المليحة لتميل نحوه مقبلة كلتا وجنتيه قائلة
- خلصت يا جدو
قلب هنا مفطور يحتضر لهذه العلاقة التي حرمت منها بقسوة، علاقة أب ورجل يخبرها ان لا تقلق فهو في ظهرها دائما
كلمات لم يستطع زوجه الحبيب أن يوفي بها، فبدلا من كل مساء يتوجه الى الفراش، يتخذ الاريكة مضجعه الخاص ويسقط في غفوة لساعات قبل أن يتوجه لمقر عمله.

سارعت بالتحرك بعد أن اصابها التبلد محدقة نحوهما بجوع للمشاعر التي لم تستطيع ان تلبي رغبتها كما يجب، لتسمع صوت العجوز يقول بصوت بدا مترددا
- اسيا من فضلك محتاج اكلمك ضروري
استدارت اليهما وهي تحدق فيها بدهشة شديدة غلبت ملامحها، قبل أن يتجهم وجهها وتصرخ بالنفي، رأت نظرة وجد التي توسلتها بأن توافق
جزت على أسنانها والصغيرة تلك، تعترف انها ليست بالهينة اطلاقا، لتهمس بحدة قبل أن تهرب من الغرفة نهائيا.

- بعد الحفلة
هز غالب رأسه موافقا ليرفع يده تجاه وجد قائلا بابتسامة
- العريس جيه، جاهزة ولا نقوله العروسة غيرت رأيها
رأي وجد تنفجر بالضحك وهي تتأبط بذراعي جدها، ليهز غالب رأسه بأسي
هذا الجيل سقط منهم الخجل تماما!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة