قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

في الفندق،.

يرتشف مشروبه من كوبه الحرارى حتى لا يرى عيون فضولية من الجميع، تلك هي طريقته وما زالت حتى الان، لا يصدق حتى الان وقاحة تلك المدعوة بشادية أجلت مقابلتهما لليوم التالي معللة بمهام يجب أن تنفذها وعلم بالصدفة من ثرثرة جيهان الجالسة في مواجهته عن مقابلتها لخطيبها، قلب هاتفه نحو صور جيجي وينتقل من منشور لأخر من جبال مغطاة بالثلج الى صحراء جرداء، و منشورات اخرى عن قيادتها الماهرة بدراجتها النارية وبعض فيديوهات اخرى لمسابقات فازت بها، لا يصدق انه لم يتعرف على تلك المرأة حقًا، من امامه كتلة ثراء متحركة من ناحية شعبية وثروة تكونت من خلال عملها، صاح بصدمة شديدة وهو يرتشف من كوبه ليتمتم.

- لا اصدق حقا، لم اتعرف عليك من الوهلة الأولى
تمتمت جيهان بمرح وهي تعدل من ياقة قميصها
- لا يهم، لكن اسمح لى اننى محظوظة لوجودك في شركتنا
عيناه التقطت اسم السويسري ليضيق عيناه محاولا تذكر اسم تلك البرتقالية، هل توجد علاقة قرابة بينهما؟! صاح بنبرة هادئة
- لا اصدق امرأة مثلك تعمل واجهة لتلك الشركة
انفجرت جيهان ضاحكة، وتركته حائرا دون التفوه بكلمه لترد بهدوء شديد
- جئت للمتعة سيد سرمد.

هز سرمد رأسه والعبوس طفقت ملامح وجهه، زمت جيهان شفتيها وهي ترى ما زال مرتديا نظارته ولم يخلعها اليوم، اصابت باليأس لمعرفة لون عينيه لتصيح باندفاع
- اخبرني، اسمح لى بالطبع
تراجعت عن اندفاعها حينما تذكرت نصائح شقيقتها نحو ضيفهما، تمتمت بفضول شديد
- هل ستتحمل معدتك الطعام المصرى
انفجر سرمد ضاحكا باستمتاع شديد وكاميرته على وضع الاستعداد لالتقاط صورة تعجبه.

- لا تخشي على معدتى يا فاتنة، لقد اتيت عدة مرات هنا للترفيه.

عيناه تحدق في سيقان النساء، لم تثره اهتمام أى ساق امرأة حتى الان، الامر بدأ يصيبه بالإحباط، اما يجد ساق لا تعجبه او سراويل واسعة لدرجة مستفزة، هل ذلك سروال والدها لترتديه!، عيناه ارتفعت تدريجيا نحو صاحبة السروال السخيف لترتفع حاجبه دهشة من رؤية البرتقالية صاحبة البشرة السمراء اللامعة ترتدي شيء سخيف كهذا لكن ما ارضاه حزامها العريض الذي لف حول خصرها الدقيق لم يترك بلوزتها البيضاء اى تفصيله من عدم التمتع بمكامن انوثتها المتجلية بوضوح، عبس من عدم معرفته لذلك الرجل امامها، ضخم، ضخم للغاية يفوق حتى حجما، يكاد يبتلع تلك الصغيرة، ابتسامتها من الاذن للاذن وهو يبدو مرتاحا للتحدث معها، انتبه الى صوت جيهان المتساءل.

- حقا؟ اذا انت لم ترى النصف الاخر من القاهرة، سأريك أفضل الاماكن الشعبية هنا
لا يعلم هل استغرق ملاحظته لها كل ذلك الوقت؟!، ام فقط ثواني قصيرة شعر انها دقائق طويلة لا تكاد تنتهي، ارتشف من كوبه وعيناه تنظر خارج بوابة المطعم نحوها والى انامل الرجل الملتفة حول كفها، يبدو خطيبها هذا جليا للغاية، اذناه مع ثرثرة جيهان المحببة
- لا تقلق، الطعام والاجواء ستعجبك.

ارتسمت ابتسامة خبيثة وهو يعود ارتشاف كوبه ليلاحظ اقتراب ضخم البنية من الصغيرة ليحتضنها بسلام خفيف وشفتيه تقبل جبهتها، لا يعلم حقا ما تلك الابتسامة البلهاء الواسعة التي تزين شفتيها وكل ما حظته فقط قبلة يتيمة باردة على جبهتها إن كان على علاقة لالتقت شفتيه شفتي حبيبته او عنقها لا قبلات باردة كتلك، تابع دراسة الرجل وملامحه الخالية من أي نظرة تلهف أو شغف، ضيق عيناه بشدة غير مصدق ان الرجل لم يقع في حبها، الرجل يحتاج لإعادة تأهيل أو يتطلب الامر منه تدخلا، يري لتلك الصغيرة المنبهرة ما يفعله الايطاليون حاري الدماء لمحبوباتهم، ارتسمت ابتسامة على شفتيه وهو يعود ارتشاف مشروبه ليتمتم.

- لما مديرتك تلك صارمة؟، وكأنها في الاربعين من العمر رغم صغر سنها
رفعت جيهان حاجبها لتلاحظ ان عيناه لا تسلط نحو الفراغ، ادارت برأسها نحو اتجاه مرمى بصره لترى شقيقتها تصيح بصرامة نحو مساعدتها نجوى لتعيد النظر اليه قائلة ببرود
- المرأة في بعض الحالات يقتضي عليها أن تخلع رداء انوثتها ورقتها لتجابهه أى رجل يتقاعس عن عمله.

عيناه تتفحص قدها بدقة شديد، يحفظ تفاصيل جسدها لوقت لاحق، هبطت عيناه نحو اسفل ظهرها، اتسعت عيناه وانفرجت ابتسامة شقية، بدأ يحب السراويل الواسعة بل يعشقها، ما تلك الانوثة المتفجرة في جسد تلك المرأة، همس بعبث
- امرأة بمئة رجل
لم تنتبه الى عبثه لتهمس مؤكدة
- نعم، هي كذلك، ربنا يهديها وتبطل غباوة.

التقطت كاميرته تلك الصور الحصرية له متظاهرا بتفحص كاميرته واختبارها، ارتفعت حرارته وهو يحاول تهدئة اوضاعه الجسدية، يزجر نفسه ويصمت أي نداء غير قادرا على تلبيتها في بلاد منغلقة كتلك، الفتاة مرتبطة برجل، صاح ليلهي نفسه عنها
- حسنًا، انا متفرغ الان للذهاب
استقامت جيهان من مجلسها قائلة
- اعطنى عشر دقائق وسأتى لاصطحبك للخارج.

مرت مجموعة من المضيفات بقربه ليطلق صفيرا معجبا ليهتف بالايطالية وعيناه وقعت على ملامح امرأة مصرية خالصة بفتنة طاغية
- يا جمال الشرقيات هنا، جميعهن فاتنات كل امرأة وتمتلك هنا قوة وجمال تتميز به عن الاخرى، يا حظك يا صديقي
ربت على كاميرته برفق شديد، ليعيد كاميرته النظر من خلالها نحو النساء ليلفت انتباهه نحو مساعدة البرتقالية، غمغم بابتسامة مشاكسة
- البرتقالية الغاضبة.

ضاقت عينا نجوي وهي تحاول ان تسأله ان نادها ام هي تتوهم
- افندم؟
وضع كاميرته على الطاولة ليقترب منها رافعا برأسه هامسًا
- لا شىء عزيزتي، اخبريني هل انتى مساعدة المديرة؟
هزت نجوى رأسها موافقة، وعيناها تجوب على ذلك الشاب العضلي، الرجل بعيد جدا عن مواصفات شادية المجحفة بحقه، يبدو وسيما جدا وغامض في الان ذاته بنظاره عينيه، لم تفت عن سرمد اعجاب الفتاة بوسامته ليسمعها تهتف بنبرة ناعمة
- نعم سيدي انا نجوي.

ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيه ليهمس بحرارة ونبرة اجشة
- هل جميعكن فاتنات لتلك الدرجة؟

على الجانب الاخر، بعد عشاء امس وفطار الصباح مع خطيبها الحريص بشدة على انجاح تلك العلاقة العملية، لكن رقيه وتحضره بل وثقافته الواسعة هذا ما شد انتباهها لتلك اللحظة، لا تصدق وجود رجل مثل لؤي يتحدث عن عملها باهتمام شديد بل وطرح افكار جديدة ستأخذها بعين الاعتبار لتنفيذها، همت بالمغادرة لكن صوت ضحك مساعدتها لفت انتباهها، ما ان علمت سبب ضحك النجوى تجهمت ملامح للعبوس الشديد، الرجل ينتقل من امرأة لأخرى وكأنه نحلة تنتقل من زهرة لأخرى، تقدمت بثبات شديد وصدي ضحكات نجوي المرتفع استفزها، ذلك الايطالي الحقير ستقتله يوما، من يظن نفسه حتى يستدرج فتياتها بداية من جيجي التي لم تنفك عن التحدث عنه منذ ليلة أمس، عقدت ذارعيها على صدرها وهي تصيح بحدة.

- نعم؟
تلون وجه نجوي بحرج شديد لتجلى حلقها هامسة بعذر
- معذرة يجب على الذهاب
ابتعدت نجوي عن مجالهما وهمت شادية اللحاق بها الا ان صوته الساخر استوقفها
- جاءت المديرة، كيف احوالك يا جميلة
مالت شادية بجذعها لتضع كلا يديها على الطاولة وهي تقترب هامسة بغضب مدفون
- اسمع، حركات مبتذلة ومعاكسات اقسم لك سأمزق ورق العقد وليذهب الزفاف للجحيم
هل تلك ثورة النساء العربيات؟

ارتسم بنعومة شديدة وهو يتخيلها في اوضاع أكثرها جموحا وعاطفة ستخجلها بالطبع ان شاركها أفكاره، تمتم بهدوء شديد ولغة ايطالية تجهلها
- هونى عليك يا برتقالية، تبا بدأت اتخيلك وانتى بين ذراعي
صفعت بحدة على سطح الطاولة لتزمجر بشراسة
- كن رجلا وتحدث بلغة افهمها.

قلب عيناه متظاهرا بملل شديد، لكن داخله يشعر بالنشوة، لم يتعامل قط مع منظمة زفاف شابه دون التحاول التقرب منه، لولا لفت انتباهه لها ولأول مرة تحدث جاءت بعاصفة لذيذة منعشة تطربه، غمغم بملل شديد
- ماذا تريدين؟
زمجرت بحدة في وجهه
- لا تتدخل بفتياتي، ان تورطت اقسم برب
نطق اسمها متمهلا في الالف ليراقب تصاعد الحمرة الطفيفة لوجنتيها، وهو ينطق اسمها بحميمية غريبة
- شاديااه.

لم يحل العبوس او التجهم من وجهها لتهمس بحنق
- ماذا
تمتم بايطالية عاطفية
- احبك وانتى غاضبة، وارغب رؤيتك وانت في حالة اشد نعومة واكثر عاطفية
ارتكبت شادية وهي تحاول ان تعلم الى ما يحاول الوصول اليه، بدل لغته ليقول ببرود شديد وهو يستقيم واقفا من مقعده
- اولا عقدى معك لا يوجد به أى شروط لمنع عيناى لرؤية الجمال، ما بيني وبينك عقد عمل فقط.

ازاحت يداها عن الطاولة لتجز على اسنانها بغضب، الحقير محق، محق للغاية، من هي لتتدخل ولا يوجد أى شرط في العقد عن منع عيناه من الرؤية، رفعت اصبعها موجهه اياه بحدة
- اسمع لا تتذاكى علىّ
اقترب منها وهو يميل برأسه ليتمتم بنبرة ماكرة
- هل انتِ غاضبة لاننى لا اروى انوثتك التائقة لي
اتسعت عيناها بجنون لترتفع نظراتها المقرفة، صاحت باشمئزاز شديد وعيناها تنطلق كرها
- انت، انت مجنون.

الا أن سرمد صاح بصرامة شديدة وعيناه تنظران لعيناها بتفحص
- اخبريني، هل انتِ تريدين حقا الاهتمام بك ورعاية عاطفتك المستجدية
تصلب جسدها لثواني ومن خلال تفحصه الشديد لها ارتبكت ولم تنطق سوى تعثرا
- انت
رفعت يدها لتصفعه الا ان يداه امسكت معصمها بحدة وقوة اوجعت معصمها الرقيق، امال برأسه ليقترب هامسا بأذنها بنبرة صارمة اجفلتها.

- احذرى، اصابعك تلك سأبترها واحدة تلو الاخرى ان وضعت على وجهي، لا توجد امرأة سبق وتجرأت لتصفعني
سحب كاميرته ليضع الحامل حول عنقه، سحب حقيبته ووضع كوبه داخل المكان المخصص لها، جرها بقوة وهي تسير خلفه بضعف، حاولت فكاك يدها الا ان اصابعه شدت بقسوة عليها جعلها تخرج تاوها خافتا لتزمجر بوحشية وهما يتجهان نحو المصعد الخالى من حظها السيء، بل طاقمها لا وجود له في بهو الفندق ولا شقيقتها، صاحت بحدة
- اترك يدي.

- لا
نطق ببرود شديد وهو يدفعها نحو المصعد دفعا جعل ظهرها يرتطم بمراة المصعد وهو يدلف الى الداخل ببرود شديد يضغط على الدور الاخير، اعاد مسك يدها مرة اخري بعدما تحررت لثواني، شهقت بألم لتصيح هادرة في وجهه وهي تحاول الفكاك منه
- اترك يدي
قطع هامسا بتسلية شديد وهو يري محاولات تلك الصغيرة للتخلص منه
- ابدا يا حلوة.

وصل نحو الطابق المنشود ليجذبها معه يسير نحو منطقة غير مراقبة بالكاميرات، دفعها مرة اخرى للحائط وهو يجثم بجسده لتتسع عيناها ارتعادا وهمت بالصراخ الا انه كمم فمها ويده الاخري لفت كلا ذراعيها خلف ظهرها خشية من حركة خرقاء منها
- سأتركك بشرط واحد فقط، فهمتي
هزت رأسهت نافيه وهي تتلوي بجسدها، الغبية تزيده اشتعالا، ليصيح بصرامة
- توقفي عن الحركة يا غبية
ثم عاد يسترسل بحدة.

- سأترك فمك الان هل ستصرخين أم اجعل هناك حقا سببا لصراخك
زفر مختنقا بحدة وهو يبتعد عنها بمسافة ليري هزة راسها بالموافقة، ازاح كفه عن شفتيها التي تلمست اكتنازهما المثير، عض على شفته كاتما تأوها، صاح بحدة ونبرة فاقدة للسيطرة يداه تضغط على ذراعيها
- اهمسي اسمي
عقدت حاجبيها لتهمس بعدم فهم
- ماذا؟
صاح صارخا بنبرة فاقدة للسيطرة وهو يهدر في وجهها
- اهمسي اسمي وسأترك ذراعيك.

ارتجفت شادية وهي تنظر نحوه بقلق وريبة شديدة لتهمس
- انضج يا رجل، يا ربي، انا ايه اللي وقعت فيه ده
الا انه كان اشد اصرارا، أكثر تطلبا، الحاحا، صارما في طلبه المريب
- انطقيه
تلجلت شفتيها وحاولت عبثا تذكر اسمه، لثواني لا تتذكر سوى حرف السين حتى اهتدت الى الاسم لتهمس بتعجل
- س، سرمد.

خف قبضته عن ذراعيها وترك واحدة وامسك بأخري برقة بها بعض الحزم، وصل الى موضع نبض رسغها ليتلمسه مرة اخري بتحسس شديد ورقة جعلها تجفل من حركته لتزيح يدها عن يده بصرامة، نظرت نحو بحنق شديد اما عنه لا يصدق تلك النبرة الناعمة التي خطفته بنداء اسمه، ابتسم بعبث شديد وهو يتمتم بنبرة ايطالية اجشة
- حينما امسك كفك للمرة الثالثة صدقيني لن تفلتي مني، قدرك سيكون ارتبط بي نهائيا.

ثم استدار راحلا، وقفت شادية في مكانها، وشيء واحد تأكدت منه، ذلك الرجل مجنون
- مجنون، مجنون وربي.

في النادي،
ابتسمت وجد بمشاكسة شديدة وهي ترفع مضربها لتضرب الكرة نحوه بقوة شديدة، مرر الاخر ساعده يمسح العرق من اللفاقة الملفوفة حول رسغه ليعود التحرك برشاقة فهد ليضرب كرتها الموجهه نحوه، انفجرت وجد ضاحكة حينما استمعت إلى تعليقه السخيف
- بقيتي بطيئة في الملعب يا وجد.

ضيقت عيناها بعبوس شديد لتوجه الكرة تلك المرة على جسده بقوى غاشمة، الا ان الاخير على اخر ثانية استدركها ليقذف الكرة في اتجاهها، تحركت وجد نحو مرمي الكرة بخفة لتمتم
- متحاولش تشتتني يا وسيم، انت اللى خسران
زفر وسيم متنهدا بحرارة من فرط الشغل المبذول، نظر نجو الكرة الملقاة على الارض بضيق ليتلقط اخرى وهو يعيد يرميها ارضا لترتد الكرة مرة اخرى، تمتم من بين انفاسه
- لأ حلوة، وماله.

مسح العرق المتفصد على جبينه ليتنفس بهدر، وضيق يعتريه يكاد يزهق روحه، منذ فترة اعتاد على الهرب وعدم المواجهة لكن الان!
استمع إلى نداء ابنة عمه
- وسيم
ارتفع عيناه نحو وجد التي تتظاهر بعدم حدوث شيء، منذ خطبة لؤي وهي تتظاهر انها بخير، يشعر وجود شيء خاطئ بها، حتى به هو ايضا!
تخشب جسده وسقط الكرة ارضا متدحرجة حينما استمع الى صوت وجد الهامس
- انت بتحب جيجي
ارتفع عيناه فورا يحدجها بنظرات قاتله لتتفجر وجد ضاحكة.

- لطالما تنحت يبقي ايوا
اشاح بوجهه بعيدًا وهو يضم انامله في قبضته، تلك المشاكسة، الأ يكفى تلك الصورة التي نشرتها، وهو يبذل كل طاقته حتى لا تصل تلك الصورة لوالدها، لن يسامحه ابدا معتصم، يعلم ذلك، ازدرد ريقه بتوتر ليتمتم بخشونة
- تعالى نكمل
اقتربت وجد نحو الحاجز لتمتم بحنق
- سيبك من اللعب دلوقتي وقولى بتعمل كدا ليه معاها
ادعى الجهل وهو يتمتم ببرود
- بعمل ايه؟
استشاطت منه غضبا لتصيح بحدة.

- متستعبطش، جيجي كانت ملازمة ليك وقت ما كانت صغيرة لحد لما قررت تسافر ولما رجعت اتغيرت
مرر انامله على خصلات شعره الكثيفة ليتمتم بجمود
- جيجي زيك يا وجد، بخاف عليكم
صرخت وجد في وجهه وودت لو صفعته في التو، الغبي ينكر، ما زال ينكر
- فوق معايا، انت مش هتضحك عليا بكلمتين
غصت حلقها لتتجمع الدموع في مقلتيها لتهمس
- لطاما بتحبها، ليه بتبعدعنها، ليه بتجرحها بلامبالاتك وتعمدك انك تقول انك زي اخوها.

كظم وسيم غيظه، صغيرته الاخرى تعانى من ابعاد ذلك الحب، هو لا يقدر على ايذاء لؤي، الرجل منذ البداية لم يعدها بشيء! تمتم بحنق
- وجد
مسحت وجد دموعها لتهتف بصرامة
- مش هتهرب منى، قولى
تكالبت به الدنيا واخنقته، زفر متنهدًا بحنق وهو يتمتم بضيق
- مضطر امشي، رايح الاذاعة
جحظت عينا وجد لتزم شفتيها وهي تدب على الارض بضيق
- وسيم تعالا
ثم صاحت بحدة اكبر حينما لم يلتفتت لها
- اهرب زي ما انت عاوز، متجيش تندم بعدها.

ذلك الاشقر الارعن، توجهت نحو حقيبتها الرياضية لتضع مضربها ثم اخذت منشفة واتجهت نحو حمام السيدات، حين دخولها المبني رن هاتفها، التقطته على عجاله وهي تهتف ببرود حينما رأت المتصل
- ايوا مماه، الجمعية؟!، طيب طيب
اتسعت عيناها وهي تجمع سبب مجيئها، بتلك السرعة وجدت لها عريسا، زفرت متنهدة بحنق
- لا مش هقدر النهاردة اعتذري بالنيابة عن ابن شوكت
جزت على اسنانها حينما استمعت الى صوتها الامر، لترد ببرود.

- قولت مش فاضية
اغلقت المكالمة وهي تتوجه نحو خزانتها، وداخلها المتمرد يضفي لحياتها السعادة، لن تصبح كعروس ماريوت تحركها عمتها كيفما شاءت ليس بعد الآن!

جلس وسيم في مقعد سيارته، يرن عبثا أكثر من مرة لهاتفها دون الإيجاب على الاتصال، ضرب بقوة على مقود سيارته وهو يتوعد لها، صاح صارخا بعنف
- رديييي.

حينما يأس من الرد، توجه الى صفحتها على التواصل الاجتماعى، اتسعت عيناه وهو يري اخر تحديث منذ ساعتين مع رجل، ليس مثل الشباب الناعمين، بل رجل، ضغط على علامة تاغ لاسم الرجل لتتسع عيناه ذهولا من علمه لاسم الرجل من خلال اعماله، سبها هو وهي بعنف لينظر نحو الموقع الذي كانت متواجدة به
اسودت عيناه قتامة وكشر عن اسنانه ليهتف بنبرة متوعدة
- ورحمة امي يا جيهان لاربيكي.

انطلق بسيارته مخلفا من خلفه عاصفة ترابية هوجاء، يسبها في كل لحظة واخرى لها وذلك الرجل، كيف تلتقط صورة معه بذلك القرب، كيف تجرأت وفعلتها وذلك الحقير كيف يلتقط صورة لها ويضعها على منشوراته، رغم علمه ان تلك الطريقة كبداية صداقة بين نجمين لامعين لكن رجل، تصادق رجلا! الأ يكفى انه ازاح المدعو أيهم اللزج من حياتها يأتي ذلك المتجهم الاجنبي لينغص حياته!

في حي عاصي،
تحركت توحة بمهل خارج عقارها، حفيدها يخفى اشياء عنها، بل يتهرب النظر لها، ترى ماذا يحدث له؟!، انقبض قلبها بخوف خشية أن يكون تورط في عمله، سرعان ما اشاحت تلك الفكرة، حفيدها ذكي، يعلم كيف يخرج نفسه من الصعوبات، ترى ماذا به؟ أى حال اصبح عليه الآن!
عضت على شفتها السفلي بحنق، تتجه بخطواتها نحو المقهي لتهز راسها نحو تحيات أهل المنطقة، جلست على كرسيها لتصيح بنبرة جهورية
- هيمااا.

هرول الصبي هيما نحوها وهو يهتف بتعجل
- نعم يا ست الكل اتفضلي
نظرت يمينا ويسارا خشية ان يسمعها احد، لتشير للصبي بالاقتراب، توجس الصبي خيفة وعلى وجهه امارات الرفض، لكن تحت نظراتها الصارمة رضخ وهو يقترب منها ليسمع صوتها الخفيض يطلب منه
- هات الشاي وشوفلي عسلية كدا من اللي مخبيها
ازدرد الصبي ريقه ليغمغم بخشية أن تنفجر في وجهه
- يا ست الكل، الاستاذ عاصي محرم عليا عشان صح، اااه.

تألم حينما جذبته توحة من تلابيب قميصه لتصيح في وجهه
- قول يا ولا وعيد تاني كدا
تلعثم الصبي وهو يتذكر توصية عاصي لجدته، تمتم بارتباك شديد
- صحتك يا ست توحة
افلتت يده عن مقدمة قميصه لتشيح بيدها قائلة بحنق من عاصي الذي جعل الطفل يتآلف ضدها
- انت عارف صحتي اكتر منى واكتر منه
مرر الصبي يده على خصلات شعره وتمتم بارتباك
- ي يي يا ست توحة، الاستاذ موصي عليا
اتسعت عينها وداخلها يجلي كمراجل، تمتمت من بين شفتيها.

- ولاااا فوق كدا
نظر الصبي بذعر وهو ينظر نحو الجميع ليخلصها منه، وحينما راي التسلية التي ترتسم وجوههم تمتم بصراحة
- الاستاذ عاصي اخدهم منى والله وموصي الحتة كلها ان محدش يديكي العسلية
تجهمت ملامح وجهها للغضب وهي تصيح بحنق
- طب غور من وشي
هز هيما رأسه موافقا وهو يتجه نحو المقهى
- هجبلك الشاي.

نكست توحة رأسها ارضا، تتخيل زواج عاصي من أميرة كما ترى في احلامها، على الرغم من عدم ايضاح معالم وجهه الفتاة لكن نحافة جسدها الذي ظهر من فستانها الملوكي وخصلات شعرها الداكنة التي تصل اسفل كتفيها هو ما يميزها، شعرت بالصبي يضع كوب الشاي ليتلفتت نحو عمله، ارتشفت الشاي وامتعضت ملامحها من طعم الشاي المر، هل وصل حفيدها ليحدد معالق السكر! صمتت دون التفوه بشيء نحو الطفل، ابتسمت بنعومة وهي ترى الصبي الذي يضع حفيدها قدوة له في حياته،.

ملئ قلبها بالفخر وهي تشعر ان الزمن ما زال بخير رغم الفساد الظاهر للعيان، امتعضت ملامحها نحو شباب يلعبون الطاولة في وقت الظهيرة، ألا يوجد عمل يلتفتون اليه بدلا من الجلوس بفلوس والديهم؟! ستتحدث مع عاصي ليجد حلا من تلك المشكلة، استمعت إلى صوت سيدة
- سيبك من الست دي دي ولية خرفانه.

ضيقت عيناها نحو امرأتان جالستان في مقابلتها، واحدة تجلس امام قفص الخضار والاخرى جالسة بجوارها تتسامر معها، لوت الأخري شفتيها بنزق
- يا ستار، انا مش عارفة مالها الولية دي، حاشرة مناخيرها في كل حاجه
امتعضت ملامح الاولى وهي تمتم بصوت مرتفع ليصل لتوحة
- لا وقال ايه بناتنا مش في مقام حفيدها
صمتت الاخرى لثواني قبل ان تمتم بتساؤل فضولي
- هو بيشتغل ايه؟

نظرت اليهما بتوحة بتسلية شديدة وهي ترتشف شايها بتمهل رغم طعمه السئ، لترد الاولى قائلة
- انا عارفة، هو كل فترة في شغلانة، لكن هو كان في كلية الطب من الجامعات الغالية دي اللي بيدخلوها ولاد الناس
اتسعت عينا الثانية متظاهرة بمعرفة تلك المعلومة لتمتم بحنق
- يختي لطاما هي معاها فلوس ايه اللي مقعدها هنا
وضعت توحة شايها على الطاولة لتصيح بحدة انتفضت الثانية على آثرها
- خلصتي يا ولية منك ليها ولا لسه.

تظاهرت الاولى بجهلها لوجودها لتهتف بدهشة
- ايه ده ست توحة هنا
ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتي توحة لتقول بنبرة مهددة
- تعاليلي عشان اعرفك مقامك يا ولية، ورحمة بنتي والحاج لأخلي اللي ما يشتري يتفرج
اغتاظت الاولى منذ رفضها لبناتها والان تسيء لسمعتها لتقوم من مجلسها قائلة وهي تقول بغيظ
- ما تلمي لسانك، اعملي لاخرتك يا شيخة ده انت شوية وهتطبي ساكتة
لوت توحة شفتيها لتمتم
- كدا.

ما زالت بنفس جلستها وهي تنظر نحو الثانية المدافعة لصديقتها لتقول بمكر
- طب قولي لابنك الخمورجي ميطلعش سطح العمارة ويقعد مع سوسو في عش الطيور واخده بالك انت
ثم التفتت الاولى المدعوة ب سيدة لتصيح بعلو صوتها
- وانت يا سيدة، بنتك المحترمة اللي نازلة طالعة مع خطيبها، دخلة السلم قربت تشتكي منهم
اهتاجت المدعوة سيدة والصدمة الجمت الثانية من ما تسمعه منها، لتنفجر هادرة وهي تتوجه نحوها وعلى وجهها امارات الغضب.

- بتقولي ايه يا ولية يا خرفانة انتي
مصمصت توحة شفتيها وهي تحوقل، هي لا ترغب بفضح احد لكن هم من يجروها الى الافشاء، تمتمت ببرود
- بقول روحي ربي ولادك الاول وتعالي كلميني
ثم استقامت من مجلسها وجسدها يحتفظ برشاقته لتقف امام تلك البدينة لتعدد محاسن حفيدها بفخر
- انا حفيدي اسم الله حافظه وصاينه دكتور قد الدنيا، وقريب اجيب مراته، عشان تتقهروا.

خمست في وجه الجميع وهي ترقيه امام عيونهم الحانقة، لتسمع رد سيدة تصيح بهدر
- يا ولية اتهدي، بقالك سنين بتقولي الكلام ده
خلعت توحة نعلها وهي تلتقطه لتمتم
- انتي لازملك شبشي يرقع على جتتك اللي نحست
احتد الموقف بين توحة وسيدة، سيدة حتى الان لا تحاول ايذائها فهي تعتبر سيدة المكان منذ مجيئها وزواجها من شاب المنطقة الأولى، ومراعة لسنها الكبير ايضا كي لا تكسر اى ضلوع رغم شوقها لفعلتها.

على جانب اخر من المقهى ارهف عادل صديق عاصي السمع لشجار سيدتين دون السماع والتميز لأصواتهما، التفت صائحا بحنق امام الجميع
- ايه اللي بيحصل ده
هرول هيما نحوه وهو يصيح باستجداء
- الحق يا استاذ عادل، ست توحة
استقام عادل قائما من مقعده وهو يدعو ربه ان يسيطر على الاوضاع قبل تفاقمها، اقتحم جمع غفير من المتفرغين ليقترب فاصلا جسده عن المتشابكتين ليضغط على ذراع توحة وهو يلقى نعلها ارضا ليقول بنبرة هادئة.

- يا ست توحة، ربنا يكرمك ابعدي عنها
لم تترك توحة شعر المدعوة سيدة لتهدر سيدة متأوه
- سيبي شعري يا ولية يا خرفانة انتي
استشاطت توحة غضبا لتتملص من عادل وهي تجز على اسنانها متوعدة
- ورب الكعبة لاخلى الحتة كلها تتفرج، اصل انا ساكتة من الصبح واقول بلاش يا توحة، ستر الولايا لكن انتوا ولاد
هدر فجأة صوت حانق جعل جسد توحة يستكن بوداعة شديدة بين ذراعي عادل
- توحااااا.

التمعت عينا توحة برقة شديدة، ووداعة يعود لأصلها وهي تكحل عيناها بمرآه لتهمس
- عاصي
جز عاصي على اسنانه بغيظ شديد لملامح وجه جدته الوديعة ليقترب من المدعوة سيدة هامسا بعذر
- اسفين يا ست الكل، تعالى يا توحا
اتسعت عينا سيدة بهلع وهي تضرب بكفها على صدرها لتصيح مولولة
- اسف! اسف ايه، بعد ما فرجت الناس عليا
التفت عادل نحوها وهو يغمغم بخشونة
- خلاص يا ست الكل، وبعدين انتي عارفاها دي ست كبيرة.

جزت سيدة على اسنانها، تلعن تلك الغبية التي فرت من أول مواجهه، بل ووضعها المزرى الان لين سكان المنطقة لترفع ذراعيها تنفس عن غضبها
- ست كبيرة، حسبي الله ونعم الوكيل فيها
جذب عاصي ذراع جدته ليظهر الاعياء على ملامح جدته، رقت ملامح عاصي بقلق وهو يلف ذراعه حول خصرها يسندها للوصول الى عقارهما، غمغم بعتب
- افهم بتعملي ايه
همست بوهن شديد وهي تفتح عين وتغلق الأخري تدعى الاعياء
- ولد اتعدل ملكش دعوة.

زفر عاصي وهو يصمت تلك المرة ليتمتم بنزق شديد
- يا توحا انتي مأخراني على الشغل
التفتت توحة فجاة معترضة طريقه حينما فتح باب شقتهما لتصيح هادرة في وجهه
- انت رايح فين
صمتت لثواني حينما وقف عاصي ينظارها بياس لتحاول التظاهر بتعب وهي ترتمي في حضنه، قبل عاصي جبهه جدته وهو يدخل نحو الشقة ليساعدها للوصول الى فراشها، اجاب على سؤالها بتعجل
- رايح لشغلي.

استأذن مغادرا وهو ينظر نحو ساعة يده، تبرمت شفتي توحة بضيق شديد لتضم قبضة يدها وتلكم وسادتها بضيق
- طيب طيب ماشي بنت فاطمة، مصيرلك تجيلي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة