قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السبعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السبعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السبعون

القوانين تتغير
واساليب اللعب اصبحت مراوغة، بل كادت تتحول الى أساليب شيطانية خبيثة
وهي ما عادت تتحمل
تزعزعت ثقتها، والأرض خذلتها من تحتها، والجيش فر هاربا
لتصبح هي وحيدة، بين الجثث المقتولة والمذبوحة تجابه الجبار المتكبر خاصتها
ومن سواه
نضال الغانم، لعنتها الاولى والاخيرة
لعنة لا فكاك لها منه
وشمها به، فأصبحت جاريته
والجارية لا يرفع لها صوتا امام مالكها، وجل ما أرادته هي، حب غير معرف في قاموسه.

واهتمام انثوي رآه هو دلال مائع من انثى متطلبة
يذبح انوثتها، ويقتل أي مشاعر نبتت في ارضها التي استحالت جرداء قاحلة بفضله، ثم ماذا بالنهاية؟
تقتل نفسها لتستريح منه؟!، حتى في أشد لحظاتها يئسا لن تفعل
الحروب المباشرة استنفذتها، والحروب الملتوية الباردة قضت عليها تماما
كل ما تريده، صفاء، صفاء وهدوء تحظى به، تنساه، أو تتناسه وتفكر بذاتها هي
تلك المرة الأولى، فرح فقط
سعادة فرح فقط
حلم فرح فقط.

لا نضال ولا اهتمام ولا سعي ولا أي شئ آخر
يريد قتل نفسه فليقتل نفسه، اما عنها ستخرج من ذلك السجن العفن وتعيش حرة
حرة!
كلمة استلذتها وهي تتسلح بشجاعة افتقدتها من زمن لتتطلع نحو رجل
- انا عايزة اطلق من نضال
عقد وقاص جبينه ليحدق بها بهدوء مستشفا ملامحها الجامدة واصرار عينيها يخبره تلك المرة ليست كالمرات السابقة
من امامه امراة نفذ رصيدها من قسوة معاملة زوجها ليهمس
- وليه دلوقتي؟ ايه اللي خلاكي تغيري رأيك.

ألقت فرح نظرة جانبية نحو أسرار التي تتابع بهدوء دون ان تنبس ببنت شفه، يدها فقط تربت على موضع جنينها لتبتسم بحنين وهي تلقي نظرة نحو بطنها الخاوية من طفل منها.

استفزاز امومي جعلها اكثر اصرارا لانهاء تلك الزيجة المشؤومة، نضال ابدا ما تركها تحمل منه والا ما جعلها تستخدم وسائل منع الحمل ومع وأخلاقه الدمثة حاول ألا يجعل أرضها بور ان كان هناك زائر من بعده حاول ان ينبت بذرة في ارضها، هزت رأسها ساخرة لتفرك يديها ببعض التوتر
هل هذا تردد؟
ام خوف أن يخذلوها وهي تعلم وإن كان الجميع متعاطفون معها الا انهم سيكونون في صف ابن العائلة!

تشوشت رؤيتها وقد تجمعت الدموع في مقلتيها لتجيبه
- بيأذي اللي حواليه، وفوق كل ده عامل من نفسه الضحية وانا حقيقي استحملت كتير بس مش قادرة اشوفه بيأذى حد تاني
أومأ وقاص متفهما وما زال جمود ملامحه رسالة مشفرة لفرح، لا تستطيع أبدا أن تعلم بما يفكر به، سألها بجدية
- فكرتي بعد الطلاق هتعملي ايه؟

تلون وجنتيها بالحمرة، أتخبره انها مفلسة؟! ام تخبره أن استقالت من عملها؟ وما معها هو ما تبقى من أرباح عملها السابق، هي لم تضع خطة لحياتها، كل ما ترغبه هو التخلص منه أولا ثم كل شئ سيأتي هينا، حتى وان اضطرت أن تعيش في غرفة في سطح بناية كي تستطيع أن توازن بين متطلبات مصاريف عملها ونقودها الشخصية، غمغمت بصوت خجول
- أنا ههتم بدراستي، وههحاول ادبر ليا شقة ووظيفة عشان اعرف اصرف على نفسي.

لاح التجهم على وجه اسرار وبدت غير موافقة تماما لما قالته فرح لتعبس شفتيها وهي تنظر إلى وقاص الذي تمتم بهدوء متسائلا
- وعيلتك؟
ارتفعت ضحكة ساخرة منها لتهمس ببرود
- مش بعيد تلاقيهم هيقتلوني عشان الفلوس اللي بتجيلهم كل شهر وقفت
لوت اسرار شفتيها بنزق، تلك الغبية ستوديها الى اقرب مشفى بكلامها هذا، صاحت ببرود
- بس فريال قالت انك بتشتغلي موديل.

عضت على طرف شفتها السفلى وبدأت يداها تتعرقان من فرط التوتر، وحاجتها البائسة لسقف منزل يأويها بعدما شكرت بلطف شديد وحرج للسيد معتصم السويسري معتذرة كثيرا عما تسببته من إزعاج لهم
رغم إصرار الرجل على بقائها في منزلهم بالساحل الا انها اصرت على المغادرة، وها هي منذ وصولها للعاصمة قدماها توجهت لمؤسسة الغانم!
- سبت الوظيفة دي، حسيت اني مش هرتاح فيها
قلبت اسرار عيناها بملل لتوجه حديثها نحو وقاص قائلة بجدية.

- نضال مظنش انه هيطلق بسهولة يا وقاص، ده لو شافها هنا الله اعلم ممكن يعمل ايه
تعمدت بأسلوبها بتذكيرها من هي؟ ومن الذي تزوجته؟، تمتمت بصلابة شديدة جعل عينا اسرار تبرقان باعجاب خفي
- انا مش هستخبي منه، انا قررت اني اواجهه
التفتت اليها اسرار قائلة ببرود مستفز لكل خلية متحفزة على الثوران
- تواجهي لما تكوني في مركز قوة مش ضعف
صاحت فرح بحدة
- انا قادرة اني اكلمه
تدخل وقاص في المناوشات النسائية قائلا.

- بلاش دلوقتي افضل
هزت فرح رأسها نافية لتمتم
- لا دلوقتي، مضمنش ردة فعله لما يجي ويستلم دعوى طلاق مني
اتسعت عينا اسرار من جرأة الفتاة التي أمامها، هل قالت إنها ستقدم دعوى طلاق؟ّ!، حاولت أن تفكر كيف سيكون ردة فعله حينما يفتح باب منزله او يأتيه رجل من المحكمة ومعه ورقة تخبره ان زوجته المصون رفعت دعوى الطلاق!
غمغم وقاص بنبرة حذرة
- انتي متأكده من قرارك؟

لا وقت للتردد، لقد قررت وانتهى الأمر، ستواجهه وتنتهي منه وستكرس نفسها لذاتها هي فقط، بللت طرف شفتها السفلى وهي تجيبه
- صدقني دي الحاجة الوحيدة اللي متأكدة منها، انا مغفلة لاني فكرت اني هقدر اغير نضال الغانم، نضال الغانم اب حنين اه، واخ مراعي، لكن زوج، لا نضال مينفعش يكون في علاقة عاطفية
وجه وقاص أنظاره نحو أسرار التي تنظر نحوها ببعض الانبهار! أحقا انبهار ما يراه؟!، سألها بنبرة خشنة.

- انتي ايه رأيك يا اسرار
اكتفت بهز كتفيها متمتمة
- مليش رأي، فرح صاحبة القرار، اعتقد نضال لازم يعرف ان الدنيا مش في ايده زي ما هو متوقع
جحظت عينا فرح متفاجئة بما قالته اسرار، توقعت أن تكون حاميته المدافعة الأولى لها رأيا آخر!، المكر في عيني اسرار لم يعجبها وهي ترى بريق لامع في زرقة عينيها حينما سألتها بخبث
- ولو رفض الطلاق يا فرح
لم تتردد وهي تجيبها بصلابة
- هرفع قضية خلع وهكسبها.

انفرجت ابتسامة واسعة من شفتي اسرار وهي تحدق نحو وقاص لتستقيم من مقعدها قائلة بابتسامة مطمئنة
- مش هسابق في الكلام، لكن وقت ما ربنا يسهلها وتحققي هدفك الحالي لينا كلام مع بعض
شعرت فرح ان النقاش انتهى لتستقيم هي الأخرى مواجهة وقاص لتمتم بخجل
- استاذ وقاص انا حقيقي ممتنة وقفتك معايا طوال الفترة اللي فات بس دلوقتي انا قادرة اتصرف واعيش حياتي باللي معايا
نظر اليها عابسا ليتمتم بنبرة باردة.

- وقت لما اشوفك فعلا عندك وظيفة يبقى تتكلمي يا فرح
توردت وجنتيها حرجا لتنكس رأسها وهي تمتم
- انا اسفه
تنهد وقاص وهو يحاول ضبط لسانه ليقول
- انا اللي اسف، لاني مقدرتش احميكي كما يجب
رفعت رأسها محدقة به بعينيها الدافئتين، جعله يود ان يبث اليها الامان حينما انحني العالم بظهره، هي صغيرة في السن وتشبه صغيرته رهف التي عانت وواجهت ببسالة ماضيها، اقتربت فرح وهي تمتم بابتسامة لطيفة.

- استاذ وقاص حضرتك متعرفش انت خلتني احس بطعم الاخوة وان ليا ضهر بعد ما فقدت عيلتي
ربت على منكبها قائلا بنبرة اخويه
- صدقيني ربنا هيعوضك خير يا فرح
اختنقت انفاسها وسالت دمعة منها لتسارع بازالتها وهي تنظر نحو أسرار التي تنظر اليها بفخر وبعض الشفقة والعطف، تقدمت منها وهي تمد يدها لأول مرة.

سلام آمن بين الطرفين، بعد انتهاء وسواسها المميت المسمى بالغيرة منها بسبب قرب علاقة، ، عضت طرف شفتها السفلى وهي تمتم سرا
اسمه حتى محرم عليك، علاقتهما كانت اخوية روحية أكثر من علاقة أبناء عمومة، تمتمت فرح بحرج
- اتمني يا...
سارعت اسرار مقاطعة وهي تنظر الى يدها الممدودة بالسلام
-اوعي تقولي استاذة هقتلك، قولي اسرار عادي.

هزت فرح رأسها وما زالت تشعر بانها مغفلة كون ظنت انها ستنهي جدال قديم بينهما، الا انها تفاجئت حينما شعرت بأسرار وهي تعانقها بأخوية اصهرت المتبقي من تماسكها وصوت اسرار الدافئ بدد من وحدتها
- من النهاردة مش هسيبك لوحدك، انتي معاكي اخت جديدة مش اخ بس، ومفيش اي حساسية يا فرح ما بينا مهما حصل، افتكري ان احنا ضهرك وسندك.

انفجرت في بكاء حار وهي تتشبث بعنقها، لأول مرة تبكي على يد احدهم واليد حانية لم تكن قاسية كوالدتها ولم تكن ساخرة كمثله
بل حانية لدرجة تشعر انها بحياتها لم تذق الدفء من أحد؟!

ربتت اسرار على ظهرها مواسية، تبث كلمات مطمئنة دافئة وعينيها دمعت بالدموع اثر هرموناتها التي تستجيب سريعا لاي مؤثر، ابتسم وقاص وقد قرر الخروج بهدوء تاركا الفتاتين ليأخذا راحتهما، فحديث الفتيات هو أكثر من خبير في تلك الجلسات النسائية..

في قصر الغانم،
- لو قولتلك اللي ناوي ترتبط دي بيها مش انسة يا نزار
وانقلبت الأحوال في ثانية لحظة خروج تلك الكلمة التي كانت كطلقة لم تقتل ضحية واحدة
بل اثنان، الاول الجالس أمامه والثانية التي شهقت متراجعة بضعف غير مصدقة أن أخيها يفعل هذا بحقها!
انتفض نزار كالمجنون يتمسك بتلابي قميص نضال الساكن أمامه، مسترخي الملامح ليصرخ في وجهه هادرا
- لك انت بعقلك ياحيوان.

ما زال نضال يرمقه بتسلية واضحة من ذهبية عيناه الذئبية ليتمتم متلاعبا في الألفاظ
لطالما أجاد هو التلاعب بالأشخاص
تلك مهارته التي استطاع أن يبرع بها وهو يشاهد تخبط وحيرة من أمامه
- شخص زيك ورجل فخور بكبريائه ورجولته هيتقبل حاجه زي دي
هاجت شياطين نزار، ليزيد من أحكام يديه حول عنق نضال صارخا بهدر
- اخرس ولاااا، كيف بتتجرا وبتحكي على عرضي
امسك نضال بيديه محاولا أن يلجم جنون ذلك الشامي ليتمتم ببرود.

- اللي بتقول عليها مراتك دي تبقي اختي
لم يعد نزار يتحمل السخرية، والتلاعب منه
انفجر في وجهه هادرا وهو يهز جسده بقوة، مفيقا هذا الغبي من غياهب ظلامه
- لك اخراااااس انت مابتفهم، لسانك الوسخ بدي قطعه وارميه لكلاب الشوارع، ليك ولك انا كنت عم اتحملك منشانها بس تتجرا تحكي عليها قسما عظما لفرجيك شي بعمرك ماشفته فهماااان
وحدة الموقف لا تتحمل ابتسامة او ضحكة.

انفرجت عن شفتي نضال ابتسامة هادئة، محدقا بتمعن الى الرجل الذي من المفترض أن يعتني بعصفورة العائلة الصغيرة
رغم عدم رضاه الكلي عليه، هو بحياته لن يكون راضيا عن رجل غريب يكون إليها أقرب منه
عمره الذي قضاه لم يحظي ان يدافع جهرا لأخت تحمل دمائه، وهذه الفرصة لن تسنح له مرة اخرى
برغم القائه لسؤال خطير، سؤال يستطيع انهاء حياة اخته العاطفية بهذا الشامي
جزء صغير منه.

صغير جدا تمني ان يظهر أن هذا الرجل لن يكون المناسب لها، تمني لكن خذله عقله
رأي الظلام في حدقتي الرجل وبعض التشتت يلوح في الافق، ليربت نضال على منكبي نزار قائلا
- ايه يا شبح هدي جناحاتك شوية، مش كدا
شتم نزار ببذاءة بلغة بلده، ود لو قتله هذا الرجل
ود لو استطاع أن يقتله ويقسم ان لن يرمش جفنيه و سيفعلها
لكن هي من تمنعه
وتكبح ثورات جنونه من الانطلاق!

دفعه نزار بقوة ليتراجع نضال بكل تراخي من جسده، مختارا عدم الدفاع كي لا يتحول إلى شجار، صاح نزار حانقا
- لك انت من انو عجينة مصنوع اااخخخ لو كنت ببلدي كنت قطعتك وماالك دية عندي
ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، ليتمتم بتسلية
- يعني ده من حسن حظي ان انا هنا
انتفخت أوداج نزار سخطا ل يهسهس بغضب
- لك لسوء حظي اني هون والا والله والله كان ماطلع عليي النهار الا وانت بين ايدين الله.

انطلقت ضحكة ساخرة منه ليصفق بيده قائلا
- لا شهم، شهم وراجل رغم كلامك المعوج ده
أبصرها رغم انزاؤها وبعدها
عيناها تدمعان، ونظرتها إليه منكسرة
كوم من الحجر اثقل قلبه، لتبهت ابتسامته ويختفي المرح من وجهه
تحشرج صوته مغمغا
- تعالي يا رهف
اجفلت لترمش أهدابها عدة مرات، تمسح عبرة سقطت منها لترفع رأسها بايباء وهي تتقدم نحو الداخل، متحاشية النظر بخجل نحو نزار الذي تعلقت عيناه بها.

حبا وشغفا، لكن تعلم ان هناك اسئلة يجب عليها ان تجيب عليه
نظرت اليه لترى تردده في الاقتراب ثم نحي تردده جانبا ليقترب منها محتضنا وجهها بين راحتي يديه قائلا
- صدقيني انا اخ وحش، ودبش وكل الشتايم اللي تخطر على بالك، ومستحقش حتى دموع منك علشاني
انسلت الدموع من عينيها الزرقاوين، ليراها تجهش في البكاء لتهمس متلعثمة
- انت، انت
انفجرت باكية بحرارة ليزيل دموعها برقة بانامله متمتما بصوت اجش.

- متبكيش بسببي، انا اخر حد ممكن تهتمي بيه وتقلقي علشانه
رفعت رأسها مجفلة من تعليقه، هل سيتخلي بكل سهولة عنها؟!
يجبر نفسه على الفرار، خشية من النبذ؟
تمتمت بعدم فهم
- انت بتقول ايه
ابتسم نضال وقال وهو ينظر إلى الهالات السوداء أسفل عينيها الزرقاوين، ليتمتم
- طريقتي مختلفة عن وقاص، وصدقيني عمري ما هعرض سمعتك للخطر، طوال الفترة اللي فاتت كنت بخرس أي لسان يحكي عن موضوعك، هاجي انا بنفسي واتكلم يا رهف.

رأى التيه والتشوش الذي زين حدقتي عينيها الزرقاوين، وكأنها تجاهد لفهم شخصيته المعقدة
حال نفسه هو لا يستطيع فهم ما يقوم بفعله!
يندفع بجنون وخطورة، ويأتي بالنتيجة بأسرع وقت ممكن
- انا، انا مش فاهمة انت عايز توصل لإيه
ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيه وهو يجيبها بهمس مختنق
- بوصل لنتيجة سريعة، حل فوري يخلصك من عذابك وعذابي
اتسعت عينا نزار ذهولا وهو يراهما أمامه، جسديهما ساكنين، كلاهما يتحدثان عن الماضى.

وهو يقف جاهلا بينهما
زفر بحنق، ليزمجر بغضب
- ممكن تفهموني شو عم يصير هون
انقبض قلبه حال رؤية دموعها ليقترب منها محاولا نزع جسدها من أخيها، الا ان شقيقها اقترب محتضنا وجنتيها بيده مغمغما بصوت أجش
-متبكيش يارهف
لمع الجنون في عيني نزار ليقترب منه قائلا بحدة
- ايدك بتلمسها بقطعلك ياها فهمان
لمعت عينا نضال بجنون، ليجبر نفسه على النظر إليه بجفاء قائلا
- اللي بتتكلم عنها دي اختي.

وقف نزار بجسده عازلا الشقيقين عن بعضهما، هو لا يستحق ابدا بعد ما قاله أن يستمر بالدفاع عن شقيقته
صاح بملكية قاسية وهو ينظر بتحدى نحو أخيها
-وهي مرتي وحبيبتي يعني انا اولى فيها من الناس كلها
مرت نضال عيناه نحو رهف التي تحدق نحوهما فاغرة شفتيها بصدمة لترتسم ابتسامة على شفتيه قائلا
- لما تبقى مراتك يبقى تتبجح في وشى براحتك لكن دلوقتي هي في بيت اهلها
التحدي بينهما ما زال مستمرا.

وقد قبله نزار ليرفع رأسه موجهها نظرات عينيه نحو رهف لينادي اسمها بخشونة
- رهف
استشعر رجفة جسدها قبل ان تنكس رأسها أرضا، خاشية مواجهته، ازدادت انكماشا حول نفسها ليزفر نزار تنهيدة قوية ثم اقترب منها هامسا باطمئنان
- حبيبتي ياروحي انت اطلعي علييي، تعي قربي بدي اطمن عنك
ابتسامة زينت ثغر نزار حالما رأي تحركها البطئ تجاهه إلا أن جسدها من منابت رأسها الى اخمص قدميها ارتجف اثر صراخ نضال الجهوري.

- والله يا رهف خطوة واحدة منك اتحركت ناحيته لاقتله واقتلك
رفعت رهف عينيها المجهدتين بحيرة بين الرجلين، عضت باطن خدها وهي تستشعر وجود شئ خاطئ بينهما!
نضال عابس الوجه مكفهر الملامح، ونزار يتطلع نحوه ببعض التسلية والظفر كون جولته الاولى الرابحة لصالحه!
إلا أن الظفر المتجلي على ملامحه اختفى ليغمغم بخشونة
- وانت شووو خصك اه، مرتي ومحدا اله علاقة فهمان
زفر نضال حانقا وهو يقول بتهكم.

- ما خلاص يا وحش، شغال من الصبح تقول مراتك مراتك وانا قولتلك مش مراتك، اغنهالك زي ما بتغنيهالي
عضت رهف على باطن خدها مستشعرة الغيرة من اخيها على خطيبها، اخفت ابتسامتها سريعا وهي تهمس محاولا فصل الشجار بينهما قائلة
- نضال
تطلع اليها نزار بدهشة وهو يراها تتقدم نحو اخيها رافعة رأسها بشموخ، الا ان صوتها المهتز فضحها
- المفروض اعمل ايه بعد اللي قولته، تصرفي يبقي ايه
مرت نضال عيناه على ملامح اخته المعذبة.

عانت كثيرا في عمرها وهو يزيد من الالامها
ندم، ندم قوى اعتراه كحال تلك الليلة التي وجدها عبارة عن دمية انتهكت انسانيتها، وهو المغفل، المغفل لم يراعي ابدا سنها، ولا هشاشتها!
عيناه اضطربت لثانية متحاشيا النظر إلى عينيها
بل متهربا كي لا يرى أثمه وخطيئته الغير مغتفرة بحقها
صاح بصوت خشن
- تقاطعيني وارجع وحيد زي ما كنت عايش
توقعت تلك الجملة منه، اقتربت خطوة منه وهي تهمس بصوت جاد.

- لأ، انت كل يوم هتطلب مني اني اسامحك بس مش هسامحك لحد لما الاقيك فعلا صادق معايا واتغيرت وساعتها هقرر اذا سامحتك ولا لأ
اتسعت عينا نضال جحوظا، لم يتوقع منها ابدا ما قالته
توقع خصام طويل الابد
نبذ تلك المرة من حياتها
طردها من حياته والتي لا يتركها سوى خرابا
لكن أن يأتي كل ليلة معتذرا، طالبا العفو منها
وهي تترفع عن مسامحته، هل تظنه حقا أن هو.

نضال الغانم، بكل كبريائه وغروره وعنجهيته أن يهبط من برجه العاجي ويتدلل خلف امرأة؟!
ضاقت عينا رهف وهي تتطلع الى تعابير وجه نضال المصدومة، استمعت الى صوت نزار الحانق
- ممكن حدا يفهمني شو عم يصير
جاهدت أن ترفع عيناها لتقابل عينيه..
عينيه راكدتين، بل خامدة عن شعلة الحياة بهما
مرت عيناها على تقاسيم وجهه الوسيمة التي اكتسبت بعض الخشونة بظهور لحيته، فغرت شفتيها لثواني قبل ان تزدرد ريقها هامسة
- ثواني يا نزار.

عادت تنظر الى اخيها الذي اختفى منها ملامح الصدمة لتهمس
- قولت ايه
ضم يديه في جيب بنطاله وهو لا يصدق ما سيقوم به، لكن ما سيقوم به لأن تغفر له جميع ما اقترفه بحقها
- الموضوع ده هيطول لحد امتي
اشرقت ملامح وجهها، وزرقة عينيها لمعت لتهمس
- لحد لما تحس فعلا انك غلطت في حقي، بس لو عايز تعيش لوحدك وبمزاجك ومش مهمة للدرجة دي عندك، تقدر تتفضل بس لو فعلا مهتم بيا هتوافق.

توترت وهو ترى نظراته المتفحصة لوجهها وصمته المستفز لاعصابها لتراه يزفر حانقا
- اه منكم انتو
نفس الابتزاز العاطفي
نفس العينان الماكرتان اللتان تنظر إليه بأمل
نظرات تعلم كيف يخضع الرجل مستجيبا لطلبات الانثى
غمغم بعبوس شديد
- موافق
وجهت عيناها نحو امير قلبها، وقفت تنظر اليه بخشية وهي ترى الاضطراب والعاطفة التي تسكن عينيه الراكدتين
تخشى الاعتراف
ولسانها يأبى ويرفض أن يستجيب لها
ما ستقوله، لم تقوله لأحد.

بحياتها لم تعترف، جميع من حولها بالاخص وقاص لا يعلم الحادثة التي مرت عليها بالتفصيل
جف حلقها و ارتعشت يداها وهي تنظر الى نزار بخجل، همست بصوت مرتبك
- نزار، انا مكنتش هتجيلي الجرأة اني هقولك الكلام ده، ولا حتى فكرت اني اقولك الكلام ده لاني حسيت دي حاجة خاصة بيا انا رغم اللي حصل
غمغم نضال بخشونة
- عايزاني جنبك
هزت رأسها نافية، ليهز نضال رأسه موافقا وهو يرمق نظرة شرسة نحو نزار الذي تجهمت ملامحه.

خرج ولكن شعوره بالندم جعله قريب منها
اذينه تترصدان اى حركة غدر من الاخر
وجسده متحفز للانقضاض عليه ان تعدى الخطوط الحمراء!
امتقع وجنتي رهف بالخجل والارتباك أثر نظراته الحميمية لها، رفرفت باهدابها حينما شعرت بقرب جسده، وحرارة جسده تنحر من برودة جسدها
غمغم بنبرة خشنة
- رهف حبيبتي
اسبلت أهدابها وهي تحفز لسانها على الرد عليه، ليزيد من مضاعفة ذنبها
- اطلعي على ياعمري.

احتضن كلتا وجنتيها واجبر عيناها على النظر اليه
عيناها مغرورقة بالدموع ليهمس بصوت حاني
-حبيبتي هالحكي يلي حكاه مابغير على كندرتي انا حسيتك فيكي رعشتك لما حضنتك عرفتني انك بنت
أجهشت في البكاء وهي تبتعد عنه قائلة بحرقة
- بس انا فعلا اتعرضت للاغتصاب
جحظت عينا نزار وحدق بها متمتما بعدم تصديق
- شووووو
تراجعت بجسدها وضعف ساقيها عن التحمل، انهارت على أقرب مقعد وجسدها يستعيد اشباح الماضي
تلك المرة بملئ ارادتها.

تعيد استحضار الماضي، علّه يختفي من حياتها دون رجعة
تمسكت يداها على مسند المقعد، تحاول ان تستند على شئ صلب وهي تهمس بصوت ابح
- الموضوع يصعب شرحه، بس انا هحكيلك كل حاجه
لمعت عيناها بإصرار لتراه مقتربا منها، قريب لحد شعورها ب ذبذبات جسده المدغدغدة لجسدها
قريب لحد شعورها بمحيط آمن وهي تخطو على ارض ملغمة!
احست بيده تمسك بكف يدها محاولا مساعدتها على التوقف عن هز ساقيها وارتجاف يديها لتهمس.

- كان فيه شاب مش عايزة اذكر اسمه بيحاول يقرب مني واخد مني ملازم وشوية تلخيصات مني بحجة اني كنت من اوائل الدفعة، في الوقت ده كان عندي صديقة اسرار، في الحقيقة هي اخت اكتر من صديقة
الصديقة التي خذلتها حرفيا، رأت عيناه بهما توسل لتهز رأسها وهي تتابع بصوت متحشرج.

- هي اعجبت بيه وهو اعجب بيا انا، صدقني مكنش فيه اي علاقة ولا حتى فكرت فيه حتى ولو اعجاب لحظي، بس هي لاحظت اعجابه بيا وبدأت تغير منى، وانا حسيتها انها اتغيرت تماما بعدها ومبقتش اختي اللي اعرفها
انهارت دموعها وجرحها الغائر لم يبرأ بعد
تقوس فك نضال وهو يطحن ضروسه لاعنا غبائه ولاعنا كونه بعيد عنها
برغم كل ماحدث، بعيد عنها كسنوات حاله الماضية، هم باقتحام خلوتهما لكن المتبقي من عقله أمره بالصبر.

لم تتحدث بعد، تحتاج أن تعرى روحها لأقرب شخص لها!
استمعت إلى همسات نزار المطمئنة و المتطلبة بالتوقف لترتسم ابتسامة مريرة على شفتيها وهي تمتم
- انا مش فاكرة بالضبط ايه اللي حصل، بس حسيت اني متغيرة ومبقتش مضبوطة، كانت بتحطلي مخدرات في القهوة بتاعتي يا نزار، كنت بحس ان طعمها غريب لكن محطتش في بالي اي حاجه، لانها كانت ببساطة اخت، وواحدة واحدة دخلت عالم الادمان.

ما تعانيه رهف في الوقت الحالي، يعانيه هو أضعافا مضعفة
أن ترى روحك تتألم وغير قادرا على شفائها
أن تصبح عاجزا ويديك مقيدة عن تقديم مساعدة، يزيد من مضاعفة الالامك
تمتم طالبا بتوسل
- رهوووفة قلبي اهدى روووقي ياروحي
هزت رأسها بعنف رافضة لتهمس بحدة
- لا، لازم اقولك لاني مش هتشجع واكلمك زي ما بكلمك دلوقتي
خمد هجومها، وتوقفت تنظر الى عينيه المليئة بالعاطفة.

تمسك بكف يده بقوة، تشعر انها بوصلتها للخروج من رحلة اشباحها مع الماضى
طريقها المنير لطريقها الموحش
اختنقت أنفاسها وهي تمتم بصوت خالى من أى عاطفة أو ضعف!
- بقيت مدمنة للقهوة بتاعتها وبقيت اطلبها منها ويومي مكنش بيعدي الا من غيره، ومكنتش متخيلة فعلا انها تتغير بالشكل ده، متخيلتش انها تخسر صداقتنا بسبب واحد وحبها المريض به.

صمتت للحظات وهي تستشعر قربه منها ذراعيه التي ضمت خصرها وقربها منه، انفاسه الساخنة تلفح وجهها لتشعر بشفتيه تميلان لاقتناص عناق
عناق مختلف عن ما اختبرته مع سابقا
عناق به سكن، دفء، مؤازرة
بعيد كل البعد عن الحاجة الجسدية، وقريب للحاجة العاطفية
ذراعيها تلفان حول عنقه مندسة أكثر بعناقه، وذراعيه يكاد يعصران جسدها الهش..
خفق قلبها بصحوة متأخرة، و أصوات أشباح الماضي اندثرت
صدى أصواتهم الملازمة لهم نحرت.

شعرت بهمسات شفتيه لترفع عينيها الدائختين من غمرة عناقه، لهثت وشعرت بجسدها يتأرجح من فرط مشاعر التي اختبرتها
وقوة عاطفته، أغمضت جفنيها وغصة في حلقها جعل الغمامة الوردية تنقشع
اضطربت وهي تفتح جفنيها تتطلع نحو عينيه قائلة
- بس بعد التجربة دي عارف، حسيت بوجعها ونار الغيرة، لاني فعلا عشت الحب على ايديك أنت، وصدقني معرفش ممكن اعمل في نفسى ايه لو بعدت عنى.

يمرر أنامله على وجنتها ليشعر باضطراب انفاسها وتمللها وقد انتبهت انها تجلس على ساقيه، غمغم بصوت حاني
-ليكي رهف مع هيك ماكان من حقها تعمل فيكي يلي عملته وتاذيكي، لانو انت بالاصل ماكنت شايلتي من ارضه هو يلي كان قاتل حاله عليكي
حاولت ان تستقيم من جلستها ليضمها بخشونة شديدة اليه مشددا ذراعه حول خصرها، دافنا وجهه في عنقها، مستمتعا الى همسها المضطرب
- عندك حق، بس صدقني الغيرة بتعمل اكتر من كدا.

طبع قبلة على جيدها ليستشعر شهقتها الخافتة، لترتسم ابتسامة ماكرة على شفتيه، ليس احمق ولا غر ساذج كي لا يعلم أنثاه التي تتأثر فقط من لمساته
أنثى تفتحت أزهارها مستجيبة لنداءه فقط!
كل لياليه المؤرقة وكوابيسه واحلامه المفزعة تلاشت، هي بجواره
وسيحرص على أن تظل بجواره لأطول فترة ممكنة، لن يدعها ترحل عنه لحين موته، استمع الى صوتها الأجش.

- لما شافت انها نجحت انها تخليني ادمن، بقت تذلني حرفيا عشان تديني القهوة، متتخيلش كنت زي المجنونة ازاي لو مخدتش المخدر بتاعي، كانت يوم ترد عليا وتبعتلي القهوة ويومين تقفل التلفون بتاعها وابقي حرفيا انا على حافة الانهيار وكانت بتخليني استعد اني اضحي بنفسي عشان شوية مواد مخدرة
رفع وجهه عن عنقها محدقا في عينيها ليعلم ان هناك أصعب شئ عاشته
حدق بها مليا وهو يري جسدها يرتجف من الذكرى.

- وحصل، طلبت في مرة اجي البيت بتاعها عشان اخد جرعتي، مش هكدب عليك وهقولك اني مكنتش اعرف اني مدمنة، بس مكنش في أيدي حل ومفيش حد حواليا يساعدني
انفجرت في البكاء ليعيد يحتضن وجهها بين كفيه هامسا بصوت حاني
- هسسس هسسس حبيبتي اهدي اهدي انا هون جنبك
أجهشت في البكاء وبقي هو يحاول اطمئنانها وبث الاطمئنان والسكينة لروحها المذعورة، انفجرت تبكي بانهيار تام.

- روحتلها وهناك اكتشفت انها عملت كدا عمد عشان توقعني وتراضيه هو، تخيل وصلت بيها الحقارة انها تراضي شخص مريض زيه وهي عارفة انه عايزني ورغم كدا قررت تبقي وسيط بينها وبينه، كان هو بيديها المخدرات دي عشان اخدها وهي كمان كانت بتشرب زيي
ارتجافات جسدها كانت مخيفة له وهو يراها تنسحب ببطء عن لماضي، ردد اسمها مرارا وعينيها تحدقان نحو الفراغ قائلة بصوت ميت.

- وقرر يتسلي بيا وبيها اليوم ده، وجاب كاميرا عشان يصور انجازاته
شحب وجه نزار تزامنا مع كلماتها لترفع عيناها تحدق بعينيه لترتسم ابتسامة مريرة على شفتيها لتقول
- من رعبي وخوفي وحاجتي للمخدرات حسيت اني بهلوس او اللي بيحصل مش حقيقي، كتفني على كرسي وخلاني اشوف بعنيا افظع مشهد ممكن اشوفه بعيني.

أغمضت جفنيها حينما استعادت صورة وهي مقيدة على كرسي، يد تجبرها على النظر لجسد صديقتها يتعري وشخص يستبيح ملامسة جسدها
تثاقلت انفاسها، وزاغت عيناها والأصوات المقززة عادت تطن اذنيها، سارعت برفع كفيها تسد اذنيها بقوة، احست به وهو يقترب منها معانقا جسدها، جسدها المتخشب أخافه وهو يسمعها تهمس
- كانت مستسلمة ليه يا نزار، كانت راضية وكأن دي مش اول مرة يلمسها
مرر يده على ظهرها قائلا.

- هس هس اهدي اهدي ياروحي روقي ياقلبي انت
تطلعت اليه، مدققة النظر إلى الخوف الساكن في حدقتيه لتهمس
- محستش باللي حواليا غير انه اجبرني اشوفه هو وهي وقالي بالحرف اللي بعمله فيها اقل بكتير من اللي هعمله فيكي لانك لسه بورقتك
انسلت دمعة لتسارع بإزالتها وهي تهمس بسخرية
- كان هيغمي عليا وحسيت بيه بيضربني بعنف على جسمي واتفرج، لقيتها بعد ما رماها راحت تاخد جرعة تاني من المخدرات وقام هو عشان ابقي مكانها.

نكست رأسها أرضا وهي تجيبه بتشتت
- معرفتش اصرخ ولا استنجد بحد، كنت مغمضة عيني وحسيت ان دي النهاية، كشف جسمي يا نزار وكان بيصورني، رمالي بوردة عشان اشمها واكون هادية ومعملش صوت وحسيت خلاص اني هموت
لم يستطيع نزار أن يهدئها، كان هو بحاجه من يهدأه
نيران، نيران استعرت داخل أوردته، لازهاق روح ذلك الخسيس الذي دمر حياة رهفه.

الانثى الناعمة التي شاهدت ورأت اشياء مهولة وما زال عقلها الصغير لم ينضج بعد، اغرورقت عيناه وصمت وهو يراها ترسم اكبر ابتسامة رآها منذ امتناعها عنه
- بس نضال جيه، سمعت حد رزع الباب المقفول وصوت ضرب ودماغي كانت في عالم تاني رغم اللي بشوفه بعنيا، شوفت نضال وحسيت اني بهلوس، قرب مني وغطاني وحضني، كانت اول مرة يحضني وحسيت اني رجعت البيت تاني بعد اللي عشته.

طاقة عنيفة غير قادر على السيطرة عليها، جاهد في التمسك باعصابه ومجاهدة بعدم الإتيان بأى رد فعل عنيف ليهمس بصوت خشن
- رهف
دمعت عيناها بندم وهي تهمس بألم
- انا اسفه لاني خبيت عليك، بس دي مش حاجة سهلة اني احكيها يا نزار، صعب والله
جذبها بقوة لتستكين في احضان ذراعيه، غمغم بهدوء وهو يقبل جبهتها
- اهدي ياروحي روقي ياقلبي.

تعلقت به كالغريق الذي يتعلق بالقشة الأخيرة تفاديا الغرق، عانقته بقوة وهي تهمس بتوسل ارجف قلبه
- ارجوك متسبنيش يا نزار
دفن وجهه في عنقها وعينيه كبركتين من الدم تطالب القصاص!
- هس هس مابتركك لتطلع روحي مني
انهارت بين ذراعيه وهي تزداد تعلقا به لتهمس
- انا بحبك والله
ابتسامة شقت ثغره وهو يسمعها تعبر بيأس شديد عن حبها له، مرددة الكثير من العبارات عن عشقها له، غمغم بخشونة
- وانا بعشق الارض يلي بتمشي عليها.

زفر نضال واخرج زفير حار لينكس رأسه ارضا، مبتعدا بهدوء خارجا من القصر، بقدر ما فعله لذلك الجرذ
إلا أن سماعه لما قام به، جعله يود لو كان ذلك الجرذ قيد الحياة ليزيد من عذابه أضعافا مضاعفة، اهتز هاتفه في جيب بنطاله ليجيب على الاتصال ليسمع الى صوت رجله قائلا بظفر
- نضال باشا، احنا لقيناها
القطة خرجت من مكانها اخيرا، غامت عيناه بظلمة متوحشة وما يضمره لها ليس جيد على الإطلاق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة