قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والثلاثون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والثلاثون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والثلاثون

ظلت جيهان ترغي وتزبد وهي لا تصدق انها الفتاة الوحيدة العازبة طبعا شقيقتها غير معدودة لانها تمتلك معجب ذو تصدير خارجي، ظلت تبحث عن عايشة لتجدها بجوار ابنها الآخر الذي سمعته يقول
- الحق يقال ياعيوشتي خليتيني اغير رايي بالبنات المصريات، شو ما ناوية تخطبيلي.

الحزن يغمر قلب عايشة كون شقيقتها وابنة شقيقتها اعتذرا عن الحضور، شقيقتها لم تقدر على ترك ابنتها بمفردها واكتفت بتهنئة على الهاتف ثم زيارتها في صباح اليوم التالي، نظرت إلى ابنها غسان الذي يحاول التخفيف عنها لتبتسم قائلة بهدوء
- لما تلاقي بنت تخطفلك قلبك تعا لعندي وبروح بخطبلك ياها دغري
انفجر غسان ضاحكا وهو يلف ذراعه حول ظهر عايشة قائلا
- ييي لو عليي انا باخدن كلن وبتزوجن.

اتسعت عينا جيهان وهي لا تصدق الجلف الذي امامها، لم تمنع نفسها من الاقتراب منهما وهي ترد عليه ساخرة
- حيلك حيلك يا شهريار، ايه عايش فين انت
ثم بابتسامة ناعمة قبلت كلا وجنتي عايشة وهي تقول بلطف
- مبروك يا طنط عايشة، عملها ابنك ابن اللذينا ووقع بنتنا
عينا غسان رمقت تلك الفتاة صاحبة الخصلات المجعدة باعجاب شديد، ليقول بفخر ذكوري
- ياعيني اعرفي انو الرجال السوري بنظرة منه بيخلي البنت تدوب فيو.

ادارت جيهان رأسها لتقول بصلابة
- والمصرية ست بمية راجل، شغل عيون ونظرات مبيأكلش عيش هنا
ارتسمت ابتسامة على شفتيه بتكاسل شديد، لا ينكر انها اعجبته، رنين هاتفه جذب انتباهه لينظر إلى اسم المتصل ليقول إلى والدته بتعجل
- خليكي هون ياروحي تكة وبرجعلك
تقدم عدة خطوات من صاحبة الخصلات المجعدة وهو يغمز بعينه لها قائلا
- وانتي يا حلوة خليكي لنشوف نهاية هالمسلسل السوري والمصري.

ودت جيهان أن تنفجر ضاحكة في التو واللحظة لتعلو بصوتها وهي تراه يتجه خارج القاعة
- طب حاسب لتقع
أدار بعنقه وعينيه متسلتين لتتابع جيهان قائلة بغمزة ماكرة منها
- من نظرة واحدة بتدبح عندنا
وعلى ذكر تلك الكلمة، تذكر صاحبه العيون الدابحتين، هز رأسه منفضا عنه ما ورد في عقله وهو يتجه نحو الخارج، التفتت جيهان نحو عايشة التي كانت تضحك لتقول بيأس
- والله يا جيهان انتي مصيبة ماني عرفانة تمن يلي رح يتزوجك.

غمغمت جيهان ببؤس شديد
- كان نفسي اتجوز واحد من عندكم، بس للاسف بميل للجانب العنيف مش الرومانسي اطلاقا
عند باب القاعة،
تقدم غسان خارجا من القاعة وعينيه تبحثان عن صديقه الذي وجده يتجرع من كوبه الحراري، اقترب منه وهو يقول بتوبيخ بلغة صديقه
- لماذا تأخرت يا حقير.

تجعد جبين سرمد بحنق وهو لا يصدق ما آل إليه أمرة، لم يكن ليتحرك خطوة ويأتي إلى هنا دون ان يعلم انها هنا، لقد مر ثلاثة اسابيع أم أكثر وهو ما زال يعمل على مشروعه الخاص ولم يقدر على تجاهل رؤيتها، رغم انها مخطوبة، اللعنة هل يجب أن ترتبط بغول؟!
يقسم فقط سيريها ما هو بقادر على فعله وتترك ذلك الاحمق المتشبثة به، رفع عيناه نحو غسان ليقول بملل شديد وهو يطوي كمي قميصه الاسود مررا انامله على خصلات شعره الندية.

- يا غبي الا اتعلم انني اعمل هنا، بالكاد انهيت عملي وعدت للفندق ثم تحممت وجئت
مرر غسان عينيه على قميص سرمد الاسود وبنطاله الأسود، لن ينكر انه الأسود يليق بصديقه خصوصا انه يضيف اليه تلك الهالة لجذب النساء، سبه بعنف قائلا
- تبدو وغد في ثيابا منمقة
كشر سرمد عن أنيابه وهو يرى غسان مرتديا حلة رمادية اللون، بدي عريس أقرب من شقيق العريس ليقول بحنق
- وتبدو كمتشرد تماما امامي.

انفجر غسان ضاحكا وهو يلف ذراعه حول عنق سرمد وهما متوجهان نحو الداخل ليتمتم
- فظ غليظ، لا اعلم لما تقع النساء في حبك
ضيق سرمد عينيه، النساء تنفض من حوله حينما يكون ذلك الوغد حاضر في أي جلسة ناعمة، صاح بفظاظة شديدة
- كن وغدا كما تتصرف معي ولا تكن مراعيا حنونا
هز غسان رأسه قائلا بمزاح
- نعم لكي تقع في حبي مختلة هاربة من مشفي المجانين.

عينا سرمد دون هوداة تبحثان عن أي طرف خيط ليصل لبرتقاليته، كان على علم بأنها تنسق قاعة للعروسين، جذبه غسان قائلا بجدية
- عينيك يا صديق، طريقك مسدود
تنهد سرمد زافرا بحنق، هل جاء لسواد عينيه هو، بل جاء لرؤيتها، صاح بفظاظة
- لا دخل لك، أتذكر نمتع أعيننا إن لم نطله بيدينا.

لم يصدق غسان حرفا مما قاله، يتمني الأمر لا يتخطى فقط الغزل دون التجاوز الخطوط، المرأة مرتبطة، كيف سولت نفسه للتورط في علاقة معقدة لتلك الدرجة؟!
غمغم غسان بغموض
- هذا إن لم يكن هناك صديق تورط ودخل المعادلة
ضربه سرمد على مؤخرة عنقه قائلا
- مفسد للمتعة
اجلي غسان حلقه وتوقف عن العبثية ليقول بجدية
- هذه امي، تصرف بتهذيب يا وغد كما افعل مع امك.

هز سرمد رأسه يائسا وهو يتقدم إلى والدته وعلى شفتيه ابتسامة مهذبة لا تليق ابدا بعبثيته، خرج صوتا مصدوما من المرأة التي لم يلاحظها حتى الآن
- سرمد
اتسعت غسان عينيه قائلا بصدمة
-لك يي وانت كمان بتعرفي لصديقي
اتساع طفيف في حدقتي عيني جيهان لتمتم بعدها قائلة
- انتوا الاتنين صحاب، الدنيا صغيرة اووي
توجه غسان نحو والدته محتضنا اياها وقال
-حبيبة ألبي، هاد رفيئي يلي حكيتلك عنه سرمد.

تمتمت جيهان بعذر وهي تبتعد عنهما، يجب أن تعلم شادية انه هنا، لتمتم بخبث شديد
- كنت متوقعة انه مش هيمشي بسهولة من حياة شادية ومش مجرد ضيف.

عيناها تتابع الحفل بتدقيق، عملها هو جعل كل شيء يبدو مثاليا وحالما للعروس، وبما ان رهف هي العروس وتركتها تزين القاعة على ذوقها، قررت مزج اللون الوردي الحالم مع الأبيض، واختارت الورد الجوري، ورد كل حالمة، انتبهت على وجود أحد عمالها يحمل باقة من الورد لتستلمه بتعجب من صاحب الباقة، عيناها بحثت البطاقة لتضيق عيناها وهي تقرأ بعض تعبيرات الشكر ثم مدون بأسفله توقيع اسم رجل كانت من نظمت زفافه، هزت رأسها يائسة وهي تطوي البطاقة لتضعها في الباقة مرة أخرى، بحثت بعينها عن نجوي لتحمل الباقة الا انها التفتت على صوت شقيقتها الساخر.

- ده تاني بوكيه ورد يجي النهاردة
قلبت شادية عينيها بملل لتسمع حنق جيهان الطفولي
- معجبينك كتير، انا حتى عندي معجبين بالملايين ومحدش جابلي حتى شوكلاته
ارتسمت ابتسامة على شفتي شادية لتقول يائسة
- بتطلعي امتي
نظرت جيهان بفضول الى صاحب الباقة، تتمنى أن يكون ذلك الإيطالي من بعثها، قالت بفضول
- مين ده؟
قلبت شادية عينيها بملل حاملة على ذراعها باقة الورد لتقول ببرود
- عميل عملت فرحه وبيبعت شكر.

احتدت عينا جيهان وهي تنظر الى الباقة الفخمة التي تحملها ذراع شقيقتها، كم تمقت تلك المجاملات من ذلك المجتمع، تمتمت بشراسة
-لو كنت في مكان مراته كنت قتلته، يبعت ورد لست غريبة
زفرت شادية لتمتم بملل
- مش ورود حب دي يا جيهان هانم، ده شغل ورسميات لازم تتعمل
مرت جيهان عينيها على بنصر شادية المزين بحلقة ذهبية، امتعضت ملامحها، الغبية حتى الآن لم تتحدث لوالدها وتفسخ الخطبة رسميا، قالت بتهكم.

- مش ناوية تقلعي خاتم لؤي، ايه بيدفيكي مثلا
نظرت شادية إلى خاتم الخطبة، هي لا تقدر على نزعه، يمثل لها حماية خفية من صد الرجال، ارتسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها ومر على ذاكرتها رجل أصبح يحتل اهتمامها بشكل مخيف
جسد رجولي ضخم، وعيون سوداء ماكرة، يحمل دائما كاميرته الخاصة وكوبه الاسود الحراري، مررت أناملها على خصلات شعرها المعقدوة بحزم لتهمس بتوتر
- مش ناوية اصدم بابا، مستنية وقت مناسب.

لمحته جيهان ذلك الإيطالي يراقبهما من على بعد مسافة لتتراقص في عينيها المكر وهي تقول
- براحتك، انا رايحة اشوف حلويات شرقية هنا.

زفرت شادية بيأس وهي تتوجه خارج القاعة لتضع الباقة في سيارة الشركة، بدأ الليل يسدل ستائره والمصابيح في الخارج ليست مضاءة، جذب انتباهها بعض الشبان الذين كانوا واقفين على بعد من السيارة، وطريقة ضحكتهم الهسترية جعل قلبها ينقبض، مرت عينيها بتوتر، تتمنى وجود أحدا تعلمه الآن وبدأت ضحكاتهم المرتفعة تتحول لبعض أحاديث قذرة، تخشب قدميها حينما انتبه شابا منهم نحوها، لتشعر بسقوط قلبها تحت قدميها وهو يقول بنبرة نهمة.

- ايه المزه دى
التفتت الرؤوس نحوها، ليصفر احداهما قائلا بنبرة خشنة
- شكل ليلتنا فلة يا.

شهقت شادية فزعة وهي تستدير عائدة داخل الحفل، تبحث عن موظفين الامن الذين من المفترض ان يكونوا هنا، ارهفت أذناها السمع إلى صوت وقع اقدام تأتي من خلفها، زادت من هرولتها بكعب حذائها ليتبع صوت حذاء مفترسها من الخلف، هزت رأسها نافية والدموع تتجمع من مآقيها، دقيقتين وستصل إلى الباب الخلفي، اطلقت صرخة مفزوعة حينما شعرت بيد غليظة تلف حول ذراعها.

انفجرت تبكي بهستيرية والباقة سقطت على الارض، لتسمع صوتا يهمس بصوت منخفض يبث الأمان لروحها المرتعدة
- انه انا
رفعت رأسها مجفلة، هل هو صوته أم أنها تحلم، افترقت شفتيها وهي تشعره يقترب منها، رائحة القرفة وصلت إلى أنفها قبل أن تصلها رائحة عطره، امسك كلا كفيها وقبضها داخل كفه بدفء قائلا
- هل ازعجوك.

سقطت الدموع من عينيها، والدفء يصل إلى أطرافها وهي تنظر اليه، ملامحه وجهه غير ظاهرة لعينيها بسبب الضوء، لكنها تشعر ان عينيه تعصف بقلق، نبرته كيف تكون بذلك الدفء والاهتمام، همست بعذاب
- س، سرمد
ابتسم سرمد وهو يضم كفيها بقوة، لثواني كان على حافة الجنون للفتك بالشباب اربا، لا يعلم ماذا تفعل تلك الغبية بالخارج وهي تحمل باقة فخمة رجح أنه من خطيبها.

وعلى ذكر خطيبها زاد ضغطته عنفا لعظامها الهشة، وسؤال يتردد داخله
كيف يترك تلك الفاتنة وحدها دون أن يحميها من العيون، يحميها منه هو شخصيا، ود أن يجذبها إلى أحضانه ويهشم ضلوعها اللينة كلين عظامها الا انه زفر بحرارة كابحا تهوره ليهمس بصوت أجش
- انت لا تحلمين يا برتقالية.

دفعها لتتوجه نحو الباب الداخلي، كانت تتشبث بكفيه وهي ترفع عينيها بتوتر تنظر خلفها ثم إلى الامام، فتح الباب الداخلي وهو يجذب كرسي لتجلس عليه، واخرج كوبه الحراري من حقيبته الملازمة له، قربه منها لتتناوله بصمت وهي تفتح الغطاء ترتشف من مشروبه عدة رشفات، ثم نكست رأسها تحاول أن تهدئ توترها واضطراب انفاسها، من بين الجميع الذين فكرت ان ينجدوها لم تتوقع ان يخرج هو، ظنته بعيد، في بلدته يمارس حياته والتفتت الى امرأة اخرى، همست تساله بضعف.

- ألم تسافر؟
هبط سرمد بجذعه لتتسع عينا شادية بذهول لتسمع همسته الاجشة
-يبدو أن قدرنا أن نلتقي، وطرقنا باتت أقصر
عيناه
عيناه مظلمتين ك ليل بهيم لدرجة كادت ان تسقط في ظلمتها، ارتعشت شفتيها وهي تهمس بتوتر
- لم اتوقع ان تأتي
مرر عيناه على ملامحها الناعمة، خالية من تلك المساحيق التجميل التي يكرهها، ابتسم بجاذبية وهو يقول بنبرة خاصة
- وهل تصدقين انني سأفلت من يدي فرصة لرؤيتك.

مرت شادية عينيها على قميص سرمد الاسود تاركا بداية ازراه محلولة حتى بداية صدره، كسي وجهها الاحمرار وهي تنظر إلى بداية صدره العاري وسلسلة من جلد انتبهت للمرة الاولي، لترفع عينيها اليه وهي تري لمعة متسلية تزين حدقتيه
هل لاحظ نظراتها المتفحصة لجسده؟! خبئت وجهها بعيدا عنه وهي تمر باناملها على خاتم خطبتها، تحاول أن تستمد منها قوة لتواجهه، شهقت منتفضة لنبرته الهادرة.

- اري ذلك الخاتم البارد المزين اصبعك اللعين، كفي عن العبث به، لم يأتي لنجدتك ولم يكن بجوارك
رفعت عينيها باستحياء للنظر إليه عينيه وارتعبت مما رأته
سواد عينيه مشتعلتين بجحيم، ينظر إليها منقبض الملامح، وكأنها هي من تخونه هو بتفكيرها لرجل آخر
شهقت من مجري تفكيرها الغير منطقي وهي تشعر به يمسك كفها الايمن و انامله تنوي نزع الخاتم بكل وقاحة، افلتت يدها منه سريعا وهي تقف مبتعدة عنه قائلة بارتجاف.

- لا يحق ان تقول شئ غير لائق لأمرأة مرتبطة، اعلم انك غربي رغم ان لك جذور كما أخمن عربية من اسمك، لكن تخيل ان تكون خطبت لأمرأة ووجدت رجلا يحوم حولها ويغويها، ماذا ستفعل، أليس الإيطاليون حارو الدماء بعكس الرجال الأوروبيين
زمجر سرمد بغضب وتخيله لوجود رجل غيره تستبيح عيناه للتمتع بها والاشتهاء بها من نظرة جننه، كأنه من لم ينظر إلى امرأة تخص غيره
ضم حاجبيه بشرر يتلألأ عينيه ليجيب بعنف.

- كنت قتلته بيدي، وسأجعله عبرة لمن غيره
ارتعدت شفتيها وهي تشعر بنظراته تلك تخصها هي فقط، هي الوحيدة المعنية بحديثه
يلفها بعاطفة اجشة، متملكة، مجنونة لتهمس بتوتر وهي تشعر بليونة ساقيها
- أرأيت، وصلنا لمربط الفرس، إذا اعتقد أنه لا يوجد مجال للتظاهر
لوي سرمد شفتيه مغمغما
- انسيتي
عقدت حاجبيها بعدم فهم
- نسيت ماذا
اجابها بتهكم وهو يمرر يده على شاربه الكثيف قائلا
- تربطنا صداقة
اندفعت شادية قائلة بحنق.

- لا توجد صداقة بيننا
لمعت عيناه ببعض التسلية ليقول بغموض
- يعجبني انك تعلمين أنه لا تربطنا صداقة، ما زال عملي لم ينتهي بعد، سأطالبك لأخذي لبعض أماكن ساحرة لم تراها عيون قط
هل ستعود لذلك الضغط العصبي مرة أخرى؟!، هزت رأسها نافية قبل أن ترد بارتجاف
- اعتقد جيجي الأنسب لتلك المهمة
ترتجف أمامه
لسانها يعلن الرفض
وعينيها تستميله بضعف انثوي يروقه للاقتراب ليهمس ببعض اللامبالاة.

- لا يهم من منكما، لكن الا تخشي على شقيقتي مني، فانا رجل ساحر واوقع النساء
تحكمت شادية المتبقي من ذرات تعقلها لتختار الهروب منه قائلة
- عن اذنك
مرر عيناه على فستانها الأسود المحتشم دون وجود علامة للبهرجة، يلف حول جسدها باحتشام خادع مبرزا بعض من مفاتنها ليزفر بحرارة مررا أنامله على خصلات شعره يبعثره ليرتفع بصوته قائلا
- لنا لقاء يا شاديااه.

دارت بعنقها تنظر اليه بعبوس شديد قبل أن تتابع سيرها وتختفي بين الحشد، غمغم بيأس
- لقد تورطت يا غسان، لن أقدر على تركها، سأنزع خاتمها ولتتجرأ وتمنعه للمرة الثانية لأخمد ثورتها بقبلة.

انامل شخص غريب تمر برقة شديدة على ساقيها المكشوفتين لترتفع بتوق شديد وعينيه نهمتين، ينظر إلى ما هو مكشوف من جسدها دون أن يرفع منامتها القطنية من على جسدها المغري، رآها تجعد حاجبيها وتدير رأسها للجهة الأخرى لتقع عيناه على مفاتن صدرها التي تدعوه للاقتراب
دعوة مفتوحة له
وهو ليس قديسا.

فليحرقها هو في جحيمه قبل أن يحترق بمفرده و يتلظى بنيران الشوق، زادت أنامله عبثية وتجاوزت الخطوط، وهو يقترب منها ينظر إلى وجهها الفاتن واضاءة ضوء المصباح بجوار الفراش أضافها فتنة، مشحون بغضب، وانتقام ليذيقها بعض من ويل ما عاشه، عادت أنامله العبث بفجور لتستيقظ الاميرة النائمة ومقلتيها الناعستين تنظر اليه بتيه شديد، ظلت تنظر اليه لثواني قبل ان تجفل شاهقة بعنف وهو يجذبها من ذراعها الاسمر الناعم ليقول بخشونة.

- ايتها الكاذبة المخادعة
نظرت اليه بتيه شديد، تدور مقلتيها حول غرفتها، هل تجرأ واقتحم غرفتها بكل سفور، ارتجفت بتوجس من نظراته النهمة التي تأكل جسدها اكلا لتهمس بخوف
- انننن، انت، بتعمل ايه هنا
سحبت غطاء الشرشف لتداري به جسدها عن نظراته القاتمة ليضحك قائلا بجنون متسعر
- هل تكذبين على ايتها الكاذبة، هل تظنيني غر أمامك.

افترقت شفتيها تهمس بتناجي وهي تلتصق على الفراش التصاقا، لا تقوي على الحراك خطوة وهو يجثم عليها بضخامة جسده، تري قميصه الأسود من حفلة أمس مجعد و ازرار قميصه محلولة حتى منتصف صدره، لقد كان وحشا مفترسا يوشك على التهامها
-باباااااا.

جذب ذراعها الأيمن بعنف لتتلوي شادية تحاول متنزعة يدها منه دون أدنى فائدة، نظر سرمد بجنون إلى الخاتم، هل حسبته انه لن يعلم، إن كذبتها لن يكشفها، نزع الخاتم بكل عنف من بنصرها لتشهق شادية مرتعبة و ذراعها الأخرى تستتر بغطاء خفيف يحميها عنه
- وما هذا الخاتم اللعين، ها انا نزعته أريني كيف سيأتي الغول لحمايتك مني
ارتعد جسدها وهو يميل بوجهه مستنشقا عبير عطرها، ازدادت انكماشا وهي تهمس بضعف
- اطلع براااا.

رجائها الضعيف لا يناسب عبث الموقف اطلاقا، على صوتها بصراخ مفزع حينما جذب ساقيها لتستوي على ظهرها نائمة وهو يجثم فوقها كنمر مستعد تماما للانقضاض على فريسته، افسح لجسده مجالا ليشارك جسدها المذعور اسفله ليرفع كلا ذراعيها فوق رأسها وصراخها بدأ يعلو جنون.

ابتسم برضى شديد، والنشوة تتضخم في داخله، يعلم ما بعد الصراخ الهائج، سيصدر منها مواء قطة متمسحة على صدره، اقترب منها وهو يمرر انامله بشغف مثير ليروي ظمأ كاد أن يقتله، ليهسهس بنبرة خفيضة
- اصرخي، اصرخي يا برتقالية كما تشائين، أقسم أنني سأستمتع بتروضيك.

ازدادت تحركا وتملل اسفل جسده وهي تدافع بكل جنون عن ما متبقي منها، انبثقت الدموع من عينيها وهي تستدرجه ليرحمها، ليس هو من ظنته حامي لها يصبح ذئب ماكر كما السابق، تحشرج صوتها وهي تعلو بصوتها تنظر إلى الباب بأمل عل شقيقتها تنقذها منه
- نادي على من شئت، وصدقيني لن يخلصك شخص مني، انهم في سبات عميق ولن يسمعنا احد سوى اصواتنا التي ستصدر بعد قليل
مال يقول مزمجرا بشراسة
- كيف خدعتيني بخطبة مزيفة.

زمجرت بخشونة وهي تحاول ان تفلت يديها من قبضة يده
- ليس من شأنك، وما همك انت
مرر أنامله على بداية وجهها حتى عنقها لترتجف شادية برعب وهي تستميل عينيها بضعف ليتوقف، ما الذي غيره لتلك الدرجة ليصبح عنيفا، متحرشا، بل ومجنونا وكان شبة من انقذها من الشباب الثمليين
- ما همي، صدقيني كل ما بك يهمني لدرجة مؤلمة
صاح بها بعنف وهو يميل بشفتيه نحو أذنها هامسا
- وأما عن شأني، ستعلمينه خلال لحظات يا كاذبة.

نظر الى عينيها المذعورتين بنشوة ليقترب منها باتجاه صريح ومباشر نحو شفتيها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة