قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والتسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والتسعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والتسعون

الأمنيات والرغبات هي ما تدفع للإنسان البقاء علي قيد الحياة
السعي والمثابرة هي ما تجعل الأمور المستحيلة ممكنة
التشبث بالرغبة يزيد من شكيمتك
وماذا بعد؟
وماذا سيحدث بعد أن حصلت عليها؟
يتبقى فقط أمر واحد
وهو أن تحافظ علي ما كنت تصبو إليه
وتقديم بعض النزالات في الحياة، مع بعض النكهات اللاذعة لتجعلها في عينيك مرغوبة!

ان اخبره احد انه سيتزوج أميرة أحلامه في نهاية المساء لما كان ليصدق
ان أخبره احد أن الفتاة التي غزت أحلامه وجعلته يخر راكعا عند باب قلعتها متوسلا لها لفتح أبواب قلعتها المنيعة، فتحت أبوابه وتنتظره بابتسامة راغبة
وعينين تحثه علي الاقتراب
ما كان ليصدق ابدا.

ان اخبره احد انه سيضع يده في يد جدها، مرددا الكلمات خلف الشيخ وعينيه عليها وهي تكاد تنزوي من فرط خجلها ليغمض عينيه برهة واحدة فقط
وهو ينطق صك الملكية
كلمتين و أصبحت بعدها الأميرة زوجته.

تفرك وجد يديها بتوتر ووجيب أنفاسها يدق بعنف، كأصوات طبول الحرب
يجعلها متحفزة، متوترة، والأكثر من هذا
الاثارة!

شعور لم تكن متأكدة انه سيكون من بين مشاعرها المضطربة، ترى بعينيها الغرفة التي تحولت لقاعة أفراح، تري وسيم الذي اتى علي وجه السرعة ولؤي الذي كان يبتسم بتحفظ
ثم أسماء التي لم تكف عن إطلاق الزغاريد بكثرة ولولا الممرضة التي أتت لتحول المشفى لحالة من الهرج والمرج!

ارتعشت يداها وهي تنظر تجاه الورقة، عضت علي باطن خدها وهي تمسك القلم بقوة لتزيل اسمها وتركت القلم يسقط ارضا من فرط توترها
أغمضت جفنيها والفراشات تداعب بطنها، تترك ذلك الشعور الذي يستحوذ علي تفكيرها
تتشرب كلمة زوجة والوضع الذي أصبحت عليه
دمعة فارة هربت من جفنيها ازالتها فورا لتفتح جفنيها وتصطدم بخضرة عينيه شديدة السواد
يثبتها بنظراته
يمارس سطوته علي جسدها
يتحكم في مقاليد مشاعرها
لتقع أسيرة لعينيه.

وأغلال حبه اما تكون نعمة أو نقمة في حياتها.

ارتعد جسدها حينما لاحظت ملامح وجهه المكفهرة ولم تستطع حتى سماع عبارات التهنئة ولا بعناق جدها ولا حتى بكلمات وسيم الماكرة ولؤي اكتفي بتربيته علي ظهرها وقبلة علي جبينها جعل اتون في عيني عاصي تشتعل بجنون...
نيران شعواء هبت في عينيه وامتدت حتى اشعلت صدره، اجفلت حينما رأته يهب من مقعده وهو يخرج من الغرفة دون أن ينبس ببنت شفة.

خروجه السريع جعلها هي الأخرى تلاحقه غير متذكرة ما كانت تتمتم به، اطلقت ساقيها لتسابق الريح وهي تلاحق شبح جسده الذي اختفي من آخر الرواق
كعب حذائها يطرق علي أرضية المشفى المصقولة، لتنادي اسمه بحشرجة
-عاصي.

نظرت يمينا ويسارا حينما وصلت لنهاية الرواق ولا تعلم أي طريق تتخذه اليسار أم اليمين
اتبعت حدسها وهي تتخذ الجانب الأهدأ والاضاءة في ذلك المدخل شحيح الضوء جعلها تزدرد ريقها بتوتر وهي تنادي اسمه بهمس مناجي
-عاصي.

شعرت بنسيم الهواء البارد يضرب جسدها دون هوداة، ليقشعر جسدها أثر حركة خفيفة اتيه من نهاية الرواق، اقتربت بحذر وتروي لترى جسده الضخم مديرا ظهرها نحوها سامحا للهواء من النافذة تقتحم صدره.

من كثرة الاحلام والامنيات التي حلمت بها وهي بالقرب من هذا الرجل، لم تتخيل يوما حينما يصبح زوجها أنه ينعزل عنها
هل ندم؟

طعنة قوية ودامية اخترقت قلبها بوحشية، لتفقد بعض من توازنها وهي تعود عدة خطوات للخلف بتوازن مختل
مسدت موضع قلبها بيدها، والدموع لا تعلم متى أخذت طريقها وهي ترى جسده المتشنج لم يحاول حتى الالتفات لها ولو للحظة.

همست بصوت متحشرج ويعلم الله انها حاولت كبح دموعها و شهقاتها
-انت ندمان طيب اننا اتجوزنا.

شهقة خافتة خرجت من حلقها وهي تري تخشب جسده لثواني قبل ان يلتفت اليها قائلا بصوت خافت
- انتى بتقولى ايه؟!

اصطكت اسنانها والهواء البارد ينخر عظامها، لتمرر يديها علي ذراعيها تستجلب دفئ لها ولجسدها وهي تنكس رأسها هامسة بأسي
- حساك مضايق، لأ انت فعلا مضايق، حسيت نفسك إنك ادبست فيا.

اتسعت عينا عاصي بدهشة وهو يقترب منها خطوة ليراها تعود بذعر عدة خطوات للخلف لترفع رأسها وتبين رؤية العبرات المنهمرة من عينيها ليهمس بصوت أجش
- وجد.

مسحت الدموع الغبية من وجنتيها، وهي لا تصدق ما تجربه للمرة الثانية
لا بل الأولي!
هل هذا هو شعور هجر الحبيب؟!

التقطت أنفاسها بصعوبة وهي تكبح بصعوبة دموعها التي ستتوسد وسادتها لترفع رأسها بشموخ قائلة بجمود
- بجد قول الحقيقة، لأن فعلا والله لو طلعت مجبور هقول لجدو ويفسخ العقد.

صاح عاصي بحدة وهو يقترب منها ممسكا بعضدها الا انها افلتت اسرها
- انتى مجنونة.

اتسعت عيناه بذهول وهو يراها تنزوي بعيدة عنه
تهذي ببعض الكلمات الا ان بحة صوتها التمس فيه
شموخ امرأة لم تكسر هامتها حتى بعد سقوط عرشها
لمعت عيناه بشدة وهو يسمعها تمتم
-عاصي مفيش مشكلة بجد انا اتعودت علي الخذلان قبل كدا.

زمجر بوحشية جعله يسمح شهقة ناعمة افلتت من شفتيها المذمومين وكأنها تكبح شفتيها من الارتجاف أمامه كحال جسدها
قطع الفاصل الذي بينهما ليضع يده علي شفتيها قائلا بحدة وخشونة
- اسكتي.

انسلت دمعة حارة من عينيها، وهي تستشعر باطن يده الخشنة
خشنة جدا علي ملمس جلدها، لترفع يدها تزيح يده وهي تهمس
- لو بتراعي مشاعري يا عاصي، بجد ملوش لازمة مفيش أي حساسية، اقدر امثل قدام توحة اننا مع بعض وهي مش هتعرف انك فسخت عقد الجواز وهتعيش حياتك وانا...

بتر عباراتها حينما قبض علي مؤخرة عنقها وجذبها بقوة ليميل بجبهته علي خاصتها يزفر بجنون وهو يهدر في وجهها
- انتي مش بتسكتي ابدا.

ارتعدت اوصال جسدها حينما مرر أنامله الأخرى علي ظهرها لتعض باطن خدها بقوة حابسة أنفاسها اثر مدخنة الحريق التي تلفح في وجهها.

عينيها رغما عنها ارتفعت لتنظر الى سواد مقلتي عينيه، و عرقه النافر في عنقه ينبض بجنون، ربااااه
متي أصبحت قريبة منه لدرجة جعلها ترغب بدفن وجهها في صدره الذي يبعد مجرد انشات عنه، لكنه محرم، محرم عليها لمسه!

رفع عاصي رأسها لتنظر اليه وهو يتمتم بخشونة
- ايه اللي في عقلك ده يا وجد، انتى جبارة.

مقدار الشغل الذي يبذله كي لا يتعدى الخطوط الحمراء هنا صعبة، صعبة جدا
المرأة أصبحت حلاله، ملكه، لكن شيء يردعه
يجعله يعلم انه ان اقترب فسيحرق في نعيمها، ويتعذب في بعدها
حاول تهدئة أنفاسه وأفكاره المتلاطمة، يحاول إعادة عقله للعمل، يفكر سبب قول تلك الترهات من شفتيها، شفتيها التي سترديه قتيلا.

صاح بخشونة وهو يسيطر علي بعض دوافعه الغير مستقرة
- اسف.

الدموع عادت مرة أخرى لتسقط علي وجنتيها، اقترب بلهفة منها وهو يزيل دموعها بانامله الخشنة، وانامله تستشعر نعومة بشرتها
ورغما عنه يده ارتفعت ليلمس عنقها، اجفلت وجد وهي تستشعر يداه المستشكفتان ليتمتم
- انا اللي غبي والله بس متعيطيش.

اصطبغ وجهها بالحمرة القانية، وهي ترى يديه تهبطان حتى تلفان خصرها ويقربها منه
خطوة واحدة وارتطمت بعضلات جسده الصلبة، لتكتم اهه خفيضة وهي تهمس بحدة
- مين قالك اني بعيط علشانك.

ارتفعت يد لتلمس خصلات شعرها وهو يغمغم بنبرة فاقدة السيطرة
- اومال مين.

- علي نفسي
اجابته بغيظ شديد وبدأ الأمر يرتفع معها لمستوي الإثارة بسبب يديه، هل ستردعه؟!
هل قادرة علي إيقافه؟
ماذا إن قبلها هنا؟
اتسعت مقلتي عينيها لتقابل خاصته التي تركزت علي ارتشاف ملامحها عن قرب
لتهمس وجد
- عاصي، انت مش متخيل انت خلتنى اعيش ايه وانا معاك، حسستني اني حاجة كبيرة اووي، وعلي قد الحلم اللى انت خلتني اعيشه معاك انا هعذرك بجد، كفاية انك خلتني بطلة حكايتك.

مال ليطبع قبلة مطولة علي جبينها، لا يصدق أنه كالغبي اندفع راحلا دون أن يبارك لها
يعلم ان اميرته حساسة ومرهفة المشاعر، غمغم اسمها بصوت اجش
- وجد.

نظر الى عينيها الحائرتين ليهمس
- ريحي عقلك، انا مش هسيبك.

همسة مناجية لاسمه هي كل ما استطاعت فعله
- عاصي.

شهقت بذهول حينما دفعها بهدوء لتستند علي الحائط وهو يحاصرها بكلتا ذراعيه، وضعت يديها علي ذراعيه بريبة لتسمعه يتمتم ببعض المكر
-عقلك فكر بالمشهد ده ولا متوقعتهوش.

ارتجف جسدها لنبرته الحسية ومع اقتراب أنفاسه منها، التصقت بالحائط وساقيها لانت كسيقان المعكرونة لتهمس بأنفاس لاهثة
- عاصي، ابعد شوية.

شهقت بصوت خفيض حينما مال
جسدها تحمس باثارة
وقلبها دق بهلع، سيقبلها
الا ان الرعشة التي اتتها حينما طبع شفتيه بالقرب من شفتيها
جعلتها دائخة، وزادت تشبثا بذراعيه
وانتظرت قبلة الأمير..
إلا أن قبلته طالت
فتحت جفنيها لتراه يلهث بجنون، وكأنه يكبح مما يود فعله
عينيه التي تنهش ملامحها، وجسده الذي يئن رغبة للتنعم بالحلال
لكنه تراجع خطوة للخلف
خطوة واحدة.

قبل ان تجذبه وجد بجرأة وترفع جسدها لتقوم هي بتلك البادرة المتأخرة منه.

تخشب جسده وتراخت يديه وجسده اللين يقع بين جنبات صدره
أنفاسها اللاهثة وشفتيها التي طبعت علي شفتيه برقة
جعله يستجيب ملبيا لندائها
عانقها بكل لهفة وشوق يفضح ملامحه
يبث بها تعبه وارقه وتفكيره وخوفه من المستقبل الضبابي
وهي تتلقى بصدر رحب دون شكوى أو تذمر، يديه مرت علي منحنيات جسدها الانثوية بأثارة جعلها، تشهق بين شفتيه وتلك الشهقة كانت كافية لعودته لصوابه.

تراجع بذهول مسلوب الأنفاس وهو يتركها تلتقط أنفاسها بصعوبة، مرر يده علي خصلات شعره القصيرة، وحك مؤخرة رأسه مسقطا رأسه قليلا
يتركها تستوعب ما مرت به ليعود لها مرة أخرى يمد لها يده التي التقطتها بصدر رحب وتستقيم من مجلسها.

اقترب منها وهو يحتضن جانبي وجهها قائلا بصوت أجش
- استحالة يا اميرة، بعد ما وقعتي الفارس في غرامك انه يبعد عن ثانية واحدة بعيدة عنه.

في سكرة من نعيمه
دائخة من ما تبادلوه منذ ثوانٍ
لم تكن تتصور أن العواطف تستطيع أن تبث عن طريق الشفتين، بحياتها لم تتصور
رفعت عينيها الدائختين وهال له ما رأى من أثر عناقه علي عينيها ليراها تهمس بهمس دائخ
- انا مش اميرة يا عاصي.

اومأ مؤكدا لها قائلا
- بس اميرة حكاية أسطورية في خيالي، عمري ما توقعت ابدا اني هلاقيكي في الحقيقة، كنتي خيال بيزور احلامي، رغم أني عارف استحالة وقوع الموضوع ده بس شوفتك وانتي بتخرجي من القصر بتجري، افتكرت ان الخيال بقي يجيلي وانا صاحي يا وجد، مكنش عندي حل غير اني اقرب منك والمسك
اسدلت جفنيها بخجل شديد وهي تتذكر انها قبلته
ربااااه ماذا سيظن بها الآن؟
لقد كانت جريئة لتخبره بيأس كم هي ترغب قربه.

حاولت ان تشتت انتباهها وهي تقول بحرج
- كان شكلي مرعب اليوم ده وانا ببكي
ابتسم عاصي وهو الآخر يعلم ما فكرت به
رغم أن الأميرة فاجأته، الا انه بالنهاية بث ولو بالقليل من ما يعتمل بصدره
غمغم بهدوء وهو يمسك ذقنها ليري عينيها المتحاشيتين لعينيه
- انا مش مضايق انى اتجوزتك، انا بس خايف علي توحة هو ده اللي بس اللي شاغلني
ترغب ان تدفن رأسها بالرمال، كيف لم تفكر انه قلق علي جدته وانه رغب بالاختلاء بنفسه.

هي توقعت انه ندم، أو شعر بالتسرع أو التورط، كيف نست توحة تكون هي عائلته الوحيدة
همست وهي تبثه بالاطمئنان
- هتكون كويسة يا عاصي متقلقش
هز رأسه بيأس ثم هتف بخشونة
- اعتقد كفاية كده، لازم ترجعي بيتك
اومأت برأسها ويبدو أن كلماته اللاذعة وخشونته في الحديث ستتعامل معها في الايام المقبلة، لترفع رأسها وهي متشبثة في مكانها دون التجرؤ علي التحرك
- عاصي
عبس عاصي عينيه وهو يرى احمرار وجنتيها ليسمعها تهمس
- احضني.

رغما عنه ابتسمت شفتيه وقال بمشاكسة
- انتي مش واخدة بالك انتي بتجري عليا كذا مرة وتحضنيني
فغرت شفتيها وهي تنكس رأسها بأسي، كيف نست انها عانقته في غمرة بكائها وفرحها رغما عنه، ثم قبلته
ماذا سيقول عنها
فتاة منحرفة!
تراجعت خطوة وهي تمتم بأسف والحرج يكاد يبتلعها
- انا اسفه
امسك زندها ودفع جسدها يستقر بين جنبات صدره لتصدر وجد تنهيدة حارة جعلت عاصي يغمغم بمشاكسة.

- بتتقمصي بسرعة زي الأطفال، يعني هتعامل معاكي ولا مع توحة
ووجد لم تكن معه، بل تتنعم بالدفء في جسد رجلها
هل تستطيع أن تقول انه رجلها الآن
ازدادت تشبثا به واناملها تتلمس عضلات جذعه لتغمغم
- دافي
صاح باستنكار وهو يرفع حاجبيه مندهشا
- ايه
اجابته وجد بنعومة شديدة وهي تدفن رأسها في صدره ورائحة جسده تغمر انفها
- حضنك دافي يا عاصي.

اتسعت عينا عاصي بتفاجئ من صراحتها، ليجلي حلقه وهو يشعر بانحراف تفكيره قليلا ليهمس باضطراب
- ابعدي يا بنت الناس عشان ما اتهورش
تشبثت به باناملها بقوة وهي تغمغم بتوسل اذاب اعصابه
- شوية بس ارجوك
وان لم تبتعد سيحدث حادثة اغتصاب في الوقت الحالي
جسدها الانثوي الملتصق بجسده جعلت نيران تشب في جسده، لم يختبر هذا الامر مطلقا امام النساء
لطالما كان أكثر رجل تعامل مع السيدات وكان بالقرب منهم، لكن لم تتجرأ امرأة.

امرأة حتى هذا اليوم لتشب في جسده نيران رغبة
استغفر محوقلا، محاولا تشتت تفكيره المنحرف وعدم مد يده الى اسفل ظهرها ليسمعها تهمس باختناق
- متمشيش يا عاصي
الكلمتين كانت أكبر مما علي وضعهم الحالي، ليتحضنها باحتواء شديد وهو يقترب من اذنها هامسا
- ابعدي أي حاجة بتأذي عقلك يا وجد، انا جنبك دايما طول ما فيا نفس
دقيقة مرت وهي تضعه تحت طنجرة ضغط تكاد تنفجر، تنحنح بخشونة بالقرب من اذنيها.

- كفاية كده، عشان ميجيش الأستاذ غالب ويفضحنا في المستشفى
انتبهت وجد علي وضعهما لتنسلخ عنه مبتعدة عدة خطوات ووجنتيها تلونت من الخجل والاحراج، هزت رأسها دون أن تنبس بكلمة ليمسك يدها وهما يعودان بطريقهما الى غرفة تحية!
اشرقت ملامح تحية حينما رأتهما يتشبثان بأيدي بعضهما، القت نظرة ماكرة نحو غالب لتقول بمشاكسة
- قولتلك يا غالب، البنت هترجع ووشها زي البدر المنور، امسكي الخشب يا أسماء.

انفجرت اسماء ضاحكة من بين دموعها وقد تضرجت وجنتي وجد بالاحمرار من معنى كلمات تحية المواربة، لتمسك اسماء بعصا خشبية قائلة
- مسكته يا توحة
اغمضت تحية جفنيها براحة وهي تلتفت الى غالب قائلة بشكر
- مش عارفة اشكرك ازاي يا غالب
هز غالب رأسه قائلا براحة وهو يلاحظ التماع عيني حفيدته بحب جارف للرجل الذي يجاورها
- تشكريني علي ايه يا هانم، عاصي بقي ابن من عيالي.

تنحنح بخشونة وهو يلاحظ نظرات حفيدته الهائمة، ضاربة بكل القواعد والأصول ليغمغم بهدوء
- هنعمل حفلة بسيطة نعلن الجواز في بيتنا آخر الأسبوع، تكوني يا هانم بقيتي احسن
اومأت تحية بهزة بسيطة من رأسها لتلتفت إلى عاصي قائلة بنبرة جامدة
- خلي وجد تشوف بيت الزمالك وتشوف تحب تعمل ديكور بيتها والعفش ايه
نظر لها بحذر إلا أنها تحاشت النظر إلى تحذيراته، ذلك الاحمق ذو العقل الغبي.

سيعطيها موشح أنه لا يرغب بمنزلها ويرغب بالبحث عن منزل آخر، ومن سيرث أموالها من بعد موتها
هو!
تنهد عاصي بصلابة شديدة قائلا
- انتي قومي بالسلامة يا توحة، وهعمل كل اللي انتِ عايزاه
لم تشعر تحية سوى أن تضيف بنبرة ساخرة
- خلي جميلة هانم تيجي تشوف الشقة، عشان متخفش علي بنتها
احتقن وجنتي وجد حرجا وهي تتذكر عمتها التي طردتهما من المنزل، ليقول عاصي بتحذير
- توحة
تأففت تحية بضيق شديد لتضع يدها علي ثغرها قائلة
- سكت.

بعد صمت طويل من غالب الذي فهم اشارة تحية، قال وعينيه مسلطة علي وجد
- مفيش مشاكل يا هانم، كدا كدا مش هنختلف علي المكان
وحينما لم يجد بادرة من ترك وجد ليد من أصبح زوجها، تأفف حانقا وهو يستقيم من مجلسه لينظر تجاه ساعته وهو يعلم أن لؤي ينتظرهم بالاسفل، اما الاحمق الآخر فر هاربا بعد نهاية عقد القران ليقول ببرود
- نستأذن احنا ولا ايه ياوجد.

شهقت وجد بخجل لتفلت يد عاصي الخشنة مرغمة وعينيها ترتفع لتقع أسيرة نظراته للحظات
لحظات كانت كافية لأنصهارها لتنهي وصلة تحديقهما وهي تقترب من جدها هامسة بخجل وطاعة
- حاضر يا جدو
أين تلك الطاعة منذ دقيقتين والفتاة بكل جراءة تتحرش به علنا، لولا أنه يثق في الرجل الذي وضع يده في يده الله اعلم ما سيحدث من خلف ظهره.

اضطر ان يغمغم بكلمات هادئة وهو يلتفت مغادرا، ممسكا بساعد وجد التي القت نظرة مشتاقة تجاه عاصي حتى غابت عن انظاره
تنهدت تحية بحدة وهي تري ملامح عاصي الصلبة ولم يفت عليها التماع عينيه لتصيح بحنق
- والله يا جحش خسارة فيك البنت دي، رجالة الأيام دي يلفو حوالين البنات لحد لما يخلوا البنات يقعوا علي بوزهم وميشفوش غير حبيب القلب، وهو بقي يتقل عليها بعد ما يدوخ السبع الدوخات، جيل مهبب علي دماغكم.

انفجرت اسماء ضاحكة بانطلاق، وهي تري تحية تستعيد لسانها السليط ليلتفت إليها عاصي قائلا بتعجب
- فيه ايه يا توحة
ويسألها؟!
تنحنحت اسماء بحرج وهي تلاحظ ان وجودها الآن لم يعد مرغوب، لتنسل بهدوء خارجة من الغرفة، وتحية تغمغم بسخط
-اتلحلح بقي يخربيتك عامل زي المرحوم الله يرحمه، انت عايز البنت هي اللي تعمل الخطوة الأولي يا راجل ولا ايه
ذكرى ملمس شفتيها المخملية عليه جعله يقترب من تحية بمشاكسة قائلا
- خطوة ايه.

وضعت تحية يديها علي رأسها تسأل الله الصبر وتطلب منه العون، والصحة من حفيدها الجليدي هذا لتغمغم بسخط
- امشي يا عاصي، عشان الضغط ميرفعش، امشي
استعاد عاصي جديته وهو يقترب من جدته بحزم، لتغمض تحية جفنيها بأسي
لقد عاد شخصية الطبيب ليمارس عليها عقوباته لتسمع يقول بحزم واضح
- عارفة لو ممشتيش علي اللي قاله الدكتور، وبطلنا اكل العسلية دي
رفعت حاجبها بسخرية مغمغمة
- هتعمل ايه يا عاصي.

فكر للحظات ماذا يمكن أن يفعله من تهديد مؤثر وقوي، لكن استعادة ذكرى قبلتهما الأولى وملمس جسدها بين ذراعيه شتته وصرفه عن حزمه وتفكيره
يديه تشددت لتمسك بجانبي ساقيه وهو يقول بحدة
- مش هتشوفي النور حتى من اوضتك
اتسعت عينا تحية بدهشة ثوان، قبل أن تنفجر ضاحكة وهي تقول بمكر
- انت كدا بتخوفني
صاح عاصي بخشونة ولثواني يلعن غبائه وينقاد لذكريات ما زال لها أثر علي شفتيه
ماذا يحدث له هو؟

- مش هلمس مليم من فلوسك يا تحية
تجهمت ملامحها للضيق وقالت
- يا منيل ما كله ليك
زفر بشدة وهي تسمعه يقول
- ليا فلوسي وانا هقدر افتح بيت من خلاله
مرر يداه علي وجهه بيأس شديد ليسمعها تقول بحدة
- يا واد عايزة اكسر بعين عمتها المبعقة دي، خليني اوريها تحية هانم تقدر تعمل ايه
نظر اليها بنظرة ذات مغزى وهو يصيح بجمود
- كفاية اللي عملتيه، بيت وطقم الألماس، ناقص نجيب موبليا مدهون بالدهب
ثم كرر جملته مرة اخرى.

- كفاية كدا
صاحت تحية عيناها بحدة وهي تتمني أن تدفن كبريائه اللعين هذا بدون فائدة لتقول بحنق
- يا واد الفلوس هعمل بيها ايه
غمغم عاصي ببساطة شديدة وهو يضع يديه في جيب بنطاله محاولا نحر رعدة جسده منذ التقاء شفتيها بخاصته
ذلك العناق، كان مبهرا!
- اتبرعي بيها
وكأن عاصي يسكب عليها دلو بارد، لثواني ظنت أن عاصي يمزح بها ببرود شديد
لكن هو لا يمزح
تلك الجدية والبرودة التي اكتست ملامح جعلها تهدر في وجهه بحدة.

- قسما بالله يا عاصي لو مت والفلوس دي اتبرعت بيها كلها هغضب عليك ليوم الدين
جلس علي المقعد واقترب منها قائلا بنبرة جادة
- تحية
الأحمق يناديها اسمها مجردا هكذا دون لقب قبله!
ماذا يظن نفسه؟، أنها إذا تساهلت ستتركه هكذا، ابدا..
-تحية في عينك يا جحش
قالتها بغيظ جعلت ملامح عاصي الباردة تتشكل لابتسامة ماكرة وهي تتابع بهدوء قائلة.

-انت بتفكر لوحدك يا غبي انت، انت هتفتح بيت خليها لمراتك وعيالك اللي جايين، حاجة للزمن كدا
هز رأسه بيأس شديد واجابها ببرود
- حاضر يا توحة
ابتسمت تحية بنعومة وأشرقت ملامحها لتقول
-يحضرلك الخير يا حبيبي
ثم استعادت بعض جديتها وهي تقول بحزم واضح
- ابقي في يوم وريها الشقة، ومش لوحدكم انا بقولك اهو، شغل الاستفراد بالبت بحجة انك كتبت كتابها هعقلك من رجلك في الحارة، اتقل لحد لما نعلن الجواز.

ارتفع حاجبا عاصي بدهشة وهو يقرأ المعني من خلف السطور
ماذا ستفعل توحة أن علمت أن الرقيقة الخجولة تلك، مندفعة ومتهورة عاطفية به
تندفع لاحضانه بكل قوة ثم بتهور امراة قبلته حينما كاد أن يقبلها، لقد جذبته الى جنتها التي باتت ملكه
احتقنت أذنيه وهو يجيبها ببرود
- محسساني اني غبي يا توحة
لم يهدأ توحة قلبها وهي ترى الأثر الغريب الذي طرأ علي ملامح عاصي، لتقول بحيرة.

- القلب يا عين توحة هو اللي بيتصرف بغباوة، وانت يا واد مش مطمني ابدا
هم بالرد الا ان رنين هاتفه وانتفاضة جسده جعلها تعلم ان المكالمة تخص أميرته، استأذن مغادرا لتضرب تحية كفيها قائلة بحدة
- والله فعلا خافي من المحترم لما يتجوز ولا تخافي من صاحب الخبرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة