قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والستون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والستون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والستون

صراخ شق سكون المكان، تبعه سقوط داخل المياه المغمورة وبعدها حل صمت
صمت مخيف على الجميع، ردة الفعل الأولي هو تخلي وسيم عن تبلده وهو يصيح صارخا
- جيهااااااااااااان
لم يتردد وهو يسقط من مستوى مرتفع لينقذ صاحبه الخفقة الاولى لوجدانه، الفتاة التي زلزلت حياته، افقدته اعصابه، كارثة تسير على قدمين توشك على إزهاق روحه
وروحه هو هائمة بها
عاشقة لجميع تفاصيلها
فؤاده ينبض بالحياة وهو قريب منها..

يتقدم نحوها وهو يراها تصارع المياة وكل ثانية تفصله عنها، كالموت
يخشى فقدانها كخشيان افتراق روحه دون أن يستأنس قربها...
سرعة استجابة وسيم السريعة جعلت شادية هي الأخرى دون تردد تتقدم للسقوط في قاع المياه لإنقاذ شقيقتها، كل ما تسمعه فقط هو صراخها ونجدتها
الدموع تتساقط من عينيها وهي تهمس بلوع
- جيهااان
رأت وسيم وهو يحتضن جسدها لتسارع بتجديف يديها وهي تقترب قائلة
- جيهااان.

الوضع في الأعلى كان اشبه بالجنون، الرجل البدوي يخبرهم أن الطريق العودة للاعلى هو حبل، حك سرمد مؤخرة رأسه وهو يتمتم بحدة
- اللعنة، تلك الغبية
نزع حقيبته واعطي متعلقاته لغسان قائلا ببرود
- أخرج المناشف
فغر غسان شفتيه صادما من تصرف صديقه سرعان ما انتبه إلى صوت البدوي وهو يطلب من الاسفل أن يتمسكوا بحبل كي يستطيعوا التسلق للاعلي، هز غسان رأسه بيأس وهو يخرج المناشف ويحمد الله أن ليس هناك كارثة حدثت...

الرعب والقلق يكادان يفتكان بشادية التي التصقت بشقيقتها وهي تستشعر بكونها ما زالت على قيد الحياة، تعلم أن تلك المرة ليست الأولى لتنزلق قدميها وتسقط في المياه، حاول وسيم طمئنتها وهو يرى تشبثها حتى أنها رفضت مرارا ان تتركها، صاح وسيم بنفاذ صبر
- شادية اكيد مش هنقعد طول النهار هنا، سيبيها خلينا اشيلها عشان نطلع.

رفعت شادية عيونها بتوتر لترى فقط حبل هو من سيساعدهم على الصعود للاعلى، تركت شقيقتها على مضض وعيناها تنظران بهلع الى الحبل، شهقت بعنف حينما سقط جسد رابع في المياه لتتسع عيناها وهي ترى سرمد يقترب منها وعلى وجهه ارتسمت أمارات القلق، لم تحاول منعه حتى من إمساك يديه لذراعها وهو يطمئن بعينيه على جسدها ليتنهد براحة ثم اقترب من وسيم ليساعده على جعل جيهان تتشبث بجسده كي لا تسقط مرة أخري في المياه.

يدا جيهان لا اراديا ترتعش ليمرر وسيم أنامله على وجهها مرددا بعض العبارات الهادفة، دفنت وجهها في عنقه ليطلب منها ان تتشبث به بقوة كي لا يقعا معا وهما يصعد للاعلى، هزت جيهان رأسها موافقة واكتفى بإشارة واحدة لعدم قرب الاجنبي بينهما ليهز سرمد رأسه بتفهم وبدأت رحلة الصعود، عاد سرمد ينظر نحو برتقاليته ليجدها تحاول جاهدة عدم البكاء، رق قلبه وابتسم وود تلك اللحظة عناقها، عناقها واطمئنانها وازالة ذلك الخوف من عينيها، لكن وعد نفسه تلك المرة.

لا تهور معها، فقط يهدأ ويكف عرقه الايطالي عن الاندفاع لكي لا يزيد من رعبها، مد يده نحوها قائلا بصوت دافئ
- اعطيني يدك
للعجب انها استسلمت سريعا دون ادني مقاومة وهي تضع يدها على يده ليضم يدها بقوة واقتربا من الحبل ليضع يدها على الحبل، اهتزت عينا شادية ورفعت عيناها بقلق وعجز شديد ليهمس
- ثقي بي، سأكون خلفك
هزت شادية رأسها مرارا لتمتم بصوت متحشرج
- انا اثق بك.

لمعت عيناه و تهدجت انفاسه من كلماتها العفوية ليحدق بها بعاطفة تكاد تذيب عظامها ليبدأ تعليماته البسيطة جدا للاستطاعة على الصعود على الحبل، عيناه عليها وهو يراها تصعد على الحبل ليتمتم بصوت فخور
- جيد، جيد
عضت شادية على شفتيها وهي تحاول ان تتخلص من ذلك الحبل اللانهائي، محاولة السماع لتعليمات الايطالي، اهتمامه بها وكونه نزل خصيصا لمساعدتها هي جعلها تبدأ تنظر إليه من اتجاه مختلف.

هو ليس سيئا لتلك الدرجة كما توقعته، لكنها ليست غبية للسقوط في الفخ مرة اخرى
نعم لهفته وقلقه كانا حقيقيين، لكن قلبها أهم، لن تعيد ترميمه مرة أخرى ولن تكرر حماقتها واندفاعها، هي لا تعلم نيته ولا ما يريد الوصول إليه بالنهاية.

تنهدت حينما وجدت من يمد يده لها ليساعدها على التخلص من ذلك الحبل، لم تتردد لثانية وهي تمد يدها لتشعر بعدها بجسدها وقف على أرض صلبة، اختل توازنها لتسقط أرضا وعيناها تحدقان في شقيقتها ووسيم يلفها بمنشة متحدثا معها وردها هو الصمت.

حاولت شحذ طاقتها للوصول إليها، لكن ما استهلكته خلال صراعها مع الحبل جعل طاقتها تستنفذ، ترقرقت الدموع من عينيها وهي تنعت نفسها بالحمقاء والغبية لتتفاجئ بشخص يلف شئ حول جسدها، رفعت عيناها لتجد ذلك الايطالي وعينيه مظلمتين برعب جعلها ترتجف من رأسها لأخمص قدميها، رأته وهو يحاوط جسدها بمنشفة أخرى وتقاسيم وجهه حانقة بل غاضبة منها هي، لم تفهم سر غضبه البليغ منها لكنها تمتمت
- جيهان.

لم يمنع سرمد نفسه من اقترابه منها ليضع ذراعه حول ظهرها وعيناها تحدقان بشرر نحو الرجل البدوي الذي يلتهم تفاصيل جسد انثاه بعد ان التصق التيشرت بها ليبرز تفاصيل انوثتها بطريقة فجة، رفع بعض خصلات شعرها ليزفر بحرارة وهو يقترب منها هامسا
- لا تقلقي، هي بخير، انظري اليها.

حاولت الاستقامة بجسدها لكنها فشلت، انسلت الدموع من عينيها وهي ترفع رأسها له بنجدة، تأوه سرمد بصوت مكتوم وهو يزيل دموعها بانامله قائلا بصوت خشن
- لا تبكي يا شاديااه، يؤلمني رؤية الدموع تلك.

اسدلت اهدابها باستحياء شديد وبدأت الاشارات العصبية الانثوية تستشعر قرب جسد رجولي معها، التذبذبات الصادرة من جسده أمنه، مما جعل جسدها يسترخي اكثر معه لاول مرة، تطالعه بنظرة مختلفة وهي تتأمل شخص مثله بعبثه ومجونه تري القلق يسيطر على ملامح وجهه بسببها هي، تحشرج صوتها وهمست
- ساعدني للوصول إليها.

تنهد سرمد بحرارة يومئ برأسه وهو يستقيم من مجلسه ويساعدها على الوقوف مع حرصه الشديد على عدم انزلاق المنشفة، غمغم بصوت هادئ
- تمسكي بي.

تمسكت بساعده ليغمض سرمد جفنيه محاولا التخلص من وحوشه المعربدة، ليست مشكلة وحوشه انها ناعمة جدا، وليست مشكلته انه رجل حار الدماء والتي بجواره تلهبه وتزيد من شعلة حريق جوفه، دعي كثيرا ان لا يتهور في تلك اللحظة معها لتنقبض روحه فجأة حينما تركت يده واقتربت من جيهان قائلة بخوف
- جيهان.

حدق بها سرمد مطولا وعينيه لم تغادر مراقبتها ليمسد قلبه حينما شعر بحرقة تأكله، اخفض رأسه وقرار واحد يلمع في رأسه، لقد سئم من تلك اللعبة، سئم ومل من استجاباتها المتناقضة، لا يوجد حل سوى الاقتحام وسيتأكد تلك المرة من أن ترضخ له!
هز وسيم رأسه مطمئنا اياها قائلا
- هي كويسة متقلقيش.

هزت جيهان رأسها موافقة وهي تحاول نحر البرد الذي يرعد اطراف بدنها، الخرس الذي أصابها نتيجة الصدمة لثاني مرة في المياة والمنقذ هو معذب الفؤاد، رغم كون شادية الشقيقة الكبرى لكنها مرهفة المشاعر بعكسها، سريعة التأثر بمن حولها، تستطيع البكاء دون تحفظ من كان أمامها، وهي عكسها تماما، ان كانت تموت خوفا فهي تحاول التمسك برباطة جأشها والهدوء كي تستطيع استجماع اعصابها المتلفة...

لكن ذلك البرود الظاهري لم يعجب وسيم مطلقا الذي تمتم ببعض الحنق والضيق من تصرفات أفعالها الرعناء
- ينفع تخضينا عليكي يا ست هانم
ارتعشت شفتيها رغما عنها لتهمس
- اتزحلقت يا عم، يعني اكيد مش قصداها
البرود في صوتها لم يعجبه، احتد صوته قائلا
- ولو قصداها
انتبها على صوت نحنحة خشنة ليقاطع شجار على وشك البدأ، تمتم سرمد بخشونة
- سنضطر للعودة وسنأتي في يوم آخر
عينيه توجهت تلقائيا نحو شادية ليتمتم.

- هل يوجد لديكم ثياب اضافية؟
تلون وجه شادية من الحرج وهي تلتفت نحو شقيقتها التي هزت رأسها نافية لتمتم
- لا
هز سرمد رأسه متفهما وهو يتوجه نحو صديقه لتسمع صوت جيهان المعتذر
- انا اسفه اني بوظتلكم الطلعة يا شباب
اندلع الشرر في زرقة عينا وسيم لينفجر هادرا في وجهها
- اخرسي انتي، خروجة ايه وزفت ايه اللي بتحكي عليه دلوقتي
استقامت شادية بصمت وشجارهما اخر شئ قد يهمها تلك اللحظة، التفتت جيهان بحده إليه لتقول.

- انت بتزعقلي ليه دلوقتي
انفجر زاعقا في وجهها
- انتي كنت هتموتي من شوية لولا ستر ربنا
فغرت جيهان شفتيها من الصدمة سرعان ما عادت تمتم بغضب
- انت بتفول في وشي يعني ولا ايه نظامك دلوقتي
جز وسيم على اسنانه كاظما غيظه، مانعا يده من صفعها تلك المتبجحة ليصرخ بصوت خشن
- اخرسي.

ألجم لسانها من الصدمه وهي ترى ملامح وجهه المكفهرة، فتحتي انفه اللتان تنقبض وتنبسط دلالة على شدة غضبه منها، اتسعت عيناها يديه التي تجرأت لتمسكان بعضديها وهو يقول بصراخ
- انتي ايه البرود اللي انتي فيه ده
غضبه زاد من سوء حالتها، لتهب في وجهه هي الأخرى تدافع بحق الصوت الأعلي لتقول.

- يعني عايزني اعمل ايه دلوقتي اعيط واقولكم مش قادرة هموت واستموت بقي، اتزحلقت والحمدلله ربنا سترها، خلاص يعني الدنيا مش هتقف على كدا
اخرسها مرة أخرى بصوته الحانق
- لا هتقف يا غبية انتي
هز جسدها بعنف وهو يصيح بخشونة وزاد وجعها مع ازدياد ضغط انامله لعضديها
- ولو مش مهمة عندك حياتك فهي مهمة عندي انا.

خمد غضبها، وهدأ جنونها وبقت تحدق به وعاطفتها تستدرجه لاطمئنانها، للشعور به بجسده وهو يعانقها برغبته في عناقها وليس لدافع او واجب مفترض عليه، لمعت عيناها وهي تهمس بصوت متحشرج
- وسيم
تراخت يداه عن إمساكه الموجع لعضديها ليغمغم بصوت خشن
- انا عمري في حياتي شفت واحدة للدرجة دي مش فارقة معاهم الناس اللي حواليها ولا خايفة عليهم
انسلت دمعة من عينيها سارعت بإزالتها متمتة بصوت ساخر.

- انت بقي ما صدقت عشان تطلع اللي جواك
اتسعت عيناه دهشة وظل محدقا بها لبرهة من الوقت وهو يجيبها
- اطلع اللي جوايا؟!، انتي مصدقة نفسك يا جيهان، انتي بتحاولي تخلي اللي حواليكي ضحايا رغم انك الوحيدة المذنبة
عقدت جبينها بعدم فهم لتغمغم
- وكل ده عشان وقعت في الماية.

كاد قلبه أن يتوقف عن الحياة حينما راها تسقط مرة أخرى، تلك المغفلة ذات الخصلات، غادرت الالوان من خصلات شعرها الداكنة ومنظر شعرها الندي يذكره بتلك الصغيرة التي كان يحملها ويرعاها في طفولتها
بنفس نظرة الضياع في عينيها والخوف، بنفس ذلك الاستنجاء الذي غير قادرا على تلبيته، بل هي المانعة للاستجابة لطلبه، أجاب موافقا
- ايوا عشان وقعتي في الماية.

نكست جيهان رأسها أرضا وهي تحاول التحكم في الدموع المهددة بالسقوط، لن تفعلها الان، لن تبكي، لن تبكي
انفجرت في البكاء وهي تزيل الدموع من عينيها هامسة
- انا اسفه
اقترب منها وابداءها بالاعتذار لن يتفاجئ منه، رغم توقعه الوحيد انها ستماطل قليلا في إنكارها لكن لم يمنع قلبه من سرعة خفقانه وهو يهمس
- كنت مرعوب عليكي
جابت عيناه على ملامح وجهها واناملها وهي تزيل الدموع من عينيها مجيبا إياه بصوت متحشرج.

- انا كويسة متقلقش عليا، جربت موتسكلات وجبال وشقلبظات يا وسيم
عاد وجهه الوسيم للتجهم مرة أخرى ليتمتم باقتضاب
- متفكرنيش بسفرياتك دي عشان كانت بتخليني مش قادر امسك اعصابي
ذلك الغضب ليس موجه لها كما اعتقدت، تنهدت وهي ترفع عينيها تنظر إلى تلك الزوبعة في عينيه لتسأله
- بتخاف عليا الدرجة دي؟
السؤال هنا محله دفع بعض الأمان لها، للشعور بها ودحض أي مخاوف تحاول ان تسيطر عقلها، تنهد وسيم زافرا وهو يجيبها بهدوء.

- بخاف عليكي حتى من نفسك انتي
لم تمنع شفتيها من الابتسام تلك المرة، توردت وجنتيها نتيجة نظرته المتعمقة لها لتهمس
- هتعرف تشيلني
- نعم
قالها مستنكرا ما قالته لتهز جيهان رأسها قائلة بتوجع خفيف
- مش قادرة اقف، شيلني
ردد كلماتها باستنكار وعبوس يملأ تقاسيم وجهه
- اشيلك
لوت جيهان شفتيها بضيق لتعقد ذراعيها على صدرها قائلة بنبرة مستفزة.

- ايه يا ابو عضلات، يعني العضلات دي نفخ ولا ايه نظامها، يخسارة الجيم، يا مجنوون
صاحت صارخة اخر جملتها حينما شعرت ان الدنيا تدور بها رأسا على عقب، اخر شئ تتوقعه من وسيم المتحفظ ان يحملها كما طلبت منه، تشبثت به بقوة حينما رفعها على ذراعيه لتتشبث بعنقه وهما عازمان للخروج من الوادي...
مال غسان بنبرة مشاكسة في اذن صديقه قائلا
- متى ستحمل عروسك؟
التفت سرمد اليه بحدة قائلا وهو يغلق سحاب حقيبته بحدة.

- هل حقا أنت في مزاج جيد للمزاح
هز غسان رأسه قائلا بمكر
- انا مجرد منبه فقط، لا تتأخر يا رجل، يوجد لديها معجبون بالطبع، امرأة مثلها بالطبع ستكون تحت انظار رجال كثيرون هذا ان لم تكن انت متلهف عليها
صمت سرمد وهو يفهم رسالة صديقه ليتمتم
- هي ليست مثل الأخريات
هز غسان رأسه متمتما بصراحة
- هي ليست مثلهم، لكن جميعهن جنس حواء
عقد سرمد حاجبيه وجملة صديقه لم تعجبه مطلقا، عقد حاجبيه قائلا
- ماذا تقصد؟

ربت غسان على كتف صديقه قائلا
- استمع لنصيحة والدتك، ان كنت حقا جدى معها، تقدم لها وكن صريحا، الفتيات هنا لسن كالخارج ولن ينتظرن شخصا كتوم بل سيسارعن نحو الرجل المتقدم لهن رسميا
هم بسؤاله إن كان يعلم ان كان هناك شخصا له نية للاقتراب من امرأته لكن صوت خجول ناعم اقتحم حديثهما
- معذرة
التفت برأسه لتقع عيناه على برتقاليته الملتفة بمنشفته حول جذعها، خيالات خصبة بدأت تقتحم عقله.

تخيله الجامح أن ما حولهما هو فقط أربعة جدارن منزله، خصلات شعرها ندية وعينيها مليئة من تخمة مشاعر اختبرته فقط على يديه، وجسدها، عض على شفتيه بحسية و نيران بدأت تقتات من جوفه وهو يسمعها تهمس باعتذار
- سرمد، انا اسفه لانني افسدت النهار، وافسدت عملك
يلتهمها بعينيه، هو الوصف الأقرب لما يفعله معها، شعر بلكزة غسان لخصره ليجيبها بنبرة شديدة الخشونة
- لا داعي لذلك يا شاديااه.

اسمها من بين شفتيه غريب، لكن له وقع خاص من شفتيه، علامة ملكية من سرمد النجم، توردت وجنتيها ورفرفت باهدابها حينما احست بنظراته المتيمة بها لتهمس
- أشعر بالذنب حيال هذا حقا، انا حقا اسفه
اندفع غسان يجيبها بمرح، معطيا مساحة لصديقه للسيطرة على هروموناته الذكورية كي لا يفضحه
- لا تعتذري كثيرا منه، هو المخطئ لأنني أخبرته ان نبيت في دهب قبل الذهاب إلى الوادي لكنه أصر بعدم المبيت وكله يعود بسبب واحدة.

فغرت شفتي شادية صدمة وهي لا تستوعب انه قام بفعل شيء كهذا لها، تعلم أن عمله في المقام الأول، لكن كونه قدم استثناء تلك المرة وقدمها قليلا ن عمله جعلها تتعثر في حديثها
- انا، انا
قاطعها سرمد قائلا بصوت أجش
- حقا شاديااه، لا داعي للاعتذار، دثري نفسك جيدا كي لا تصابي بنزلة برد إلا سيتعين علىّ الاعتذار طيلة النهار والليل لأنني أمرضتك.

تلون وجنتيها بالحمرة جعل غسان يلكزه مرة اخري في خاصرته وهو يعلم ما سيفعله من وراء كلمة اعتذار فقط، ذلك الوقح لن يتغير ابدا ولن يتوقف عن غزله الجرئ وكلماته المتلاعبة، وجه أنظاره نحو الضحية الجديدة التي سقطت من جراء كلماته المعسولة المنغمزة بوقاحته لتمتم
- شكرا
زفر غسان حانقا وتركهما لاحقا بوسيم وجيهان تاركا اياهما بين احضان الجبل بمفردهما، عقد سرمد حاجبيه قائلا
- على ماذا؟

لن تنكر رجولته ومرؤته معهما حينما قدم منشفته لها تاركا نفسه تتساقط منه شعره وثيابه الماء، لفت جسدها حول المنشفة جيدا وهي تمتم
- على طلبك للمجئ هنا، انا اشعر بالسخف كونني هنا ولا أعلم شيئا عن بلدي واكتشف أن الغريب يعلم أماكن مبهرة لم اتخيل انني ساجدها هنا
أجابها بنبرة عابثة وانامله تمرر على خصلات شعره الندية
- هذه هي وظيفتي.

سحقت طرف شفتها السفلى ليجز على اسنانه وبدأت الحرارة تغزوه مرة أخرى بسببها، اللعنة بحياته لم يرى امرأة تسبب البراكين لعواطفه
لاحظ ارتعاشات جسدها بسبب مرور الهواء ليلعن بالايطالية وهو يتمتم
- ياليت جلبت الثياب الاحتياطية، كله بسبب ذلك الاحمق
لاح الحزن على قسمات وجهها الناعمة وهي تغمغم بأسف شديد
-انا اسفه، حقا اسفه، انت من ستمرض بتلك الطريقة سرمد، هل لديك ثياب احتياطي؟

قالتها بنبرة قلقة لتلمع عينا سرمد بالمكر وهو ينظر يمينا ويسارا ويري أنه لا يوجد سواهما، اقترب خطوة منها وهو يتمتم
-هل تريدين أن أبدل ملابسي أمامك؟
شهقت فزعة متراجعة خطوة للخلف لتمتم بتوتر
- ماذا!، لا لا بالطبع، سأعطيك خصوصيتك
ارتعاش شفتيها جلب البسمة لشفتيه، تنهد بحرارة قائلا
- احب رؤية تورد وجنتيك.

تلعثمت وهي تحاول بشتي الطرق النظر في كل الامكان الا مرمي عيناه، شهقت بخجل حينما رأته ببساطة يخلع تيشرته مبرزا قوة جسده البدنية، لتدير وجهها للجهة الأخرى متمتمة بتوتر
- انت، انت وقح
انفجر ضاحكا وهو يعصر تيشرته مخرجا الماء الزائدة ليعيد ارتدائها مرة اخري وهو يتلاعب بخصلات شاربه ليقول بجدية شديدة
- يجب أن نعود للفندق ونجلب ثيابا لك ولشقيقتك.

استدارت شادية بخجل متحاشية النظر له لتتقدم أمامه وهي تضم المنشفة بقوة حول جسدها..
ساعدها لتستخدم الحبل وهبط هو الآخر ليرى الجميع بانتظارهم، لاعب غسان حاجبيه وهو يصدر بعض التعليقات الوقحة بالايطالية ليلكزه في خاصرته قائلا
-اخرس
تأوه غسان متوجعا ليصيح
- اللعنة عليك يا غبي، بدلا من أن تشكرني لأني تركتك مع الوجه الحسن بمفردكما والله أعلم بما فعلته.

قبض سرمد بقوة من ياقة قميصه ليقترب منه قائلا بتهديد ونظرة عينيه مهددة
- اياك ان تتمادى غسان، ابدا أتفهم، إلا هي
اتسعت عينا غسان دهشة من تصرف صديقه العنيف بعض الشيء، تمتم بذهول
-اللعنة يا رجل، أنت لا تمزح معها
التمع شرارة الغضب وهو يصيح بحدة
- لا أمزح، وحافظ على حدودك في الكلام عنها لأن المرة القادمة لا تلوم سوى نفسك
القي غسان بجسده معانقا صديقه قائلا بسعادة.

-يا وغد، كنت أظنك متأثرا بجمال العربيات فقط ثم بعدها ستصرف نظرك عنها، لم أظنك جديا حقا لتلك الدرجة سوى الان، الخصال العربية تسير في شرايينك جيد الخصال العربية هي التي ستتحكم في تلك العلاقة، نساؤنا تعشقن الرجال الغيورين ذو الدماء الحارة
كاد عناقه له أن يخنقه ليدفعه ببعض القوة وغسان يتمتم بفخر
- فخور بك يا أسد، جيد انك قررت زرع نبتتك في أرض خصبة وليس في أراضي الغرب.

صاح سرمد بضيق شاعرا ببعض الاهانة لنصفه الأوروبي
- أنا منها يا احمق
هز غسان رأسه نافيا
- لست مثل شقيقك الاحمق هذا، يبدو ان شقيقك هو الاخر يحتاج لمن يضع بذوره في أراضينا
هز سرمد رأسه يائسا وهو يسبقه متقدما لملاحقة الاخرين قائلا
- لا فائدة منك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة