قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع عشر

حبيب الطفولة والصبا
دفعونى لأقع في هواه دفعًا
رشقني بسهام الغدر، وقلبى العليل يهفو لمن يطيبه.
مسحت دموع الخزيان، والحريق في صدرها لا يخمد
طعم الخيانة كطعم حنظل مرير يقف في حلقها، لا هي بقادرة على لفظه ولا بقادرة على إبتلاع ذلك الطعم في جوفها..
الدموع حبيسة في مقلتيها، ويداها ترتعشان برجفة مثيرة للشفقة.

تشعر انها تم خيانتها من قبل والدتها وجدها، هما من جعلها تبلغ عنان السماء، ومحاولات والدتها الحثيثة لجعل ابن عنها يقع في حبائلها.
لما فتحا عيناها على تلك المشاعر المقرفة والمثيرة للاشمئزاز لعقلها؟!، ضعف قلبها يدميها، يقتلها بألف سكين طاعن، أغمضت جفنيها وهي تسحب نفسا عميقا لتزفره على مهل..
الليلة، ليلة خطبته على شادية السويسري.

شادية تلك السمراء الفاتنة، تلك المرأة يوجد بها هالة، هالة جاذبة لعقول الرجال، وإلا لما تقدم لؤى لخطبتها!
لكن منذ متى تجمعهما علاقة؟!، وما سحرهم الذي يمارسونه على رجال عائلة المالكي، ألا يكفى وسيم الذي يسير متخبطا في طريقه
لا هو بقادر على العودة للوراء ولا هو بقادر على متابعة الطريق، كأنه يأس، أو يخشي من متابعة ذلك الطريق الذي يعلم ما نهايته!
عادت تفتح جفنيها وهي تنظر الى المرآة العاكسة بشموخ منكسر.

لن تسامحهما ما حييت، لن تسامحهما ابدًا ما حيت على كسر قلبها، تأكدت من زينتها المبهرة، على الأقل ما تجيد فعله هو اقتناء ثياب، ووضع زينة في وجهها، بعيدا عن ممارستها للعبة التنس، لا يوجد شيء يميزها، أفعالها شبيه بأفعال الفتيات في تلك الطبقة.

تدليل انفسهن بالعطور والثياب ثم ممارسة رياضة وكل عائلة تفخر بصاحبة عدد الرياضيات الأكثر، ومن تحصد على جوائز إقليمية أو دولية تقيم حفلا صاخبًا، ايامها باتت رتيبة ومملة لدرجة الاشمئزاز من نفسها، يوجد فتيات في عمرها أو أكبر ولهن دورا بارزًا في المجتمع، بعض زميلاتها في الجامعة ومعارفها سلكن السلك السياسي والدبلوماسي وهي لم تتحرك ساكنًا، ما زالت في مكانها مثل الفتيات المدللات.

يجب أن تشغل نفسها بشيء آخر بجانب الرياضية حتى لا تشغل عقلها بمن سيصبح لأمرأة اخرى، انتبهت على وجود جميلة التي دلفت بجمالها الراقى رغم تخطيها منتصف الأربعين، ما احبته في عمتها انها راضية بملامحها الطبيعية دون أن تنفخ مثل سيدات المجتمع الراقي أو الفتيات اللاتي في عمرهن، تمتمت بسخرية
- جيتي ليه يا مماه، خططك للاسف منجحتش زي ما حاولتي تعمليها في ابن عمك.

دارت بجسدها اليها وهي ترى اختلاجة وجهها، زحف التوتر معالم وجه جميلة وهي تصدمها بحقيقة تحاول تناسيها، غمغمت بتوبيخ
- وجد
استقامت وجد من مجلسها وهي تتقدم لتصبح في مواجهتها، تراها نسخة منها في متقدم العمر، نسخة امرأة باهتة لم تقدر على الظفر بحب عمرها، ترقرقت عينا وجد قائلة.

- مش كنت بتقولي قد ايه انا شبهك يا مماه، طريقة حياتنا من اول ما اتولدت بالضبط، من اول ما جدو غالب قرر ياخد بنت اخوه ويربيها، وكان عنده امنية يجوزها لحد من عياله ولما قال لابنه أكرم يتجوزك بس هو رفض، لانه شايفها اخته، وسافر برا واتجوز واحدة غريبة عنه، لأنه لقي حبها، لكن جميلة المالكي ازاي تسكت، استخدمتي كل حاجه عشان ترجعيه ولان غالب باشا ضعفه الوحيد كان منك استخدم قوته ورجعه للعيلة، للاسف اكرم اللي رجع مكنش زي اللي راح.

انفعلت ملامح وجد من العبوس والخذلان للضيق والانفجار حتى خمدت ثائرتها المنفعلة على استماع شهقة من شفتي جميلة التي اتسعت عيناها بجحوظ، تمتمت جميلة بارتباك
- انتي عرفتي كل ده ازاي
صاحت وجد باهتياج شديد وهي تنفعل ثائرة
- حياتي بتتعاد تاني يا مماه، حاولتي تنسيه عن عياله ومراته ازاي، ازاى جالك قلب تبعدي عن عيلته.

رفرفت جميلة بجفنيها، وصدمة ما تعلمه وجد عن ماضيها ضربها بمقتل، كيف توصلت وجد لمعرفة الماضى الشائك؟!
وجد صغيرتها كيف تعلم ابشع ما اجرمته وقد سول عقلها الساذج في حب ابن عمها انه حالما يبتعد عن عائلته و يعود لأحضان والده، فستقدر على امتصاص حزنه لكن النتيجة، أنه ابتلعها بظلامه الداكن.
ارتدت جميلة عدة خطوات للخلف وهي تغمغم بهذر
- وجد.

انفجرت وجد ضاحكة بجنون، وداخلها ينعى على حب لم يكتمل، حب أحيته في جوفها وأطرافه ذبلت حتى الموت..
رفعت عيناها البندقيتين لترشق بسهام قاتلة نحو جميلة وهي تغمغم
- بس في النهاية مراته وعياله كسبوا، اوعك تفتكري اللي حصل زمان محدش عارفه، حتى لؤي في فترة لما عرف الحقيقة وانفصل عن جده لفترة، معرفش جدو رجعه تاني تحت جناحه ازاى؟، لكن عرفت وقتها ان لؤي مش هو اللي اعرفه.

نكست وجد رأسها وهي تقف حائرة، هناك حلقة مفقودة لا تعلمها، حلقها سيجعلها تفك كل احجية لؤي الغامضة بطريق مثيرة للريبة، ماذا حدث له في تلك السنوات التي قضاها خارجا قبل أن يعيد غالب العصفور الطائر إلى القفص من الجديد؟!
رفعت عيناها المشتتة لتنظر نحو ملامح جميلة الشاحبة لتهمس
- كأنه بينتقم منا كلنا.

غمدت السكينة الطاعنة في روحها لتهتز ملامح جميلة، بالنهاية حتى طفلتها التي ربتها كما لو أنها ابنتها من رحمها هي ستخلع رداء الهوان، لطاما الصغيرة وجد تشبهها في كل شيء
التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى.

هي كانت يتيمة عاشت في بيت عمها، بيت غالب وعمها الذي تناديه بأبى، هو اباها الوحيد الذي فتحت عيناها عليه، لم تجد اباها الحقيقي ولا مرة حتى والدتها كانت تلقيها في منزل عمها وتحبس نفسها في شرنقة خانقة بسبب موت والدها على اثر حادث مرور حينما كان يقود سيارته بتهور ليلحق بزوجته التي كانت في المشفى على وشك الولادة، ترقرقت دموعها وهي ترى نفسها تكبر عام بعد في منزل عمها الذي ضمها واعتبرها ابنته الوحيدة التي لم يحظي عليها بين اطفاله الذكور، كانت مدللته الصغيرة.

مدللته حتى حين نضج حبها نحو ابن عمها أكرم دونا عن اشقائه، هو الوحيد الذي يوجد به حنان متدفق وهي انجذبت له، وحينما صرح عمها بارتباطها بأكرم ثار وقتها منفعلا، يخبره انه يراها فقط شقيقة، وقلبه معلق بفتاة اخرى فتاة اغرم بها حينما كان يدرس في الخارج، وحينما شعر انه لا جدوى من الحديث اخذ متعلقاته وسافر إليها، رفت جميلة جفنيها وهي تزيل تلك الدمعات، كم كرهت وقتها غبائها وكرامتها المهدورة، استخدمت عمها بقوة، وضعته سلاحا مدمرا في حرب عالمة أنها الخاسرة فيه، طالت أعوام غيابه لتلح على عمها لإعادة واعادة، لكن اعاده رجل آخر، رجل ليس كما عشقته.

تمتمت بحدة نحو وجد التي تهذر بكلمات بدت لها في تلك اللحظة غير مسموعة
- خلصتي
توقفت وجد عن التحرك لترفع عينيها تنظر إليها بجنون، كيف تصيح في وجهها ببرود هكذا؟!، مالت شفتيها بابتسامة مميتة لتغمغم بقسوة
- ياريت، للاسف مش قادرة انسي، خليكي عارفة ان اللي حصل بسببك
تلك الالتماعة في عينيها القاسية
الجافة
ولمحة من الخذلان جعلها تهز رأسها نافية، هل تخسر ابنتها ايضا؟! تمتمت بنفي
- انا؟ انا ياوجد.

عقدت ساعديها على صدرها وهي تمتم بنبرة جديدة عليها، نبرة قاسية لم تألفها
- كنتي بتدخليني لعبة هخسرها في النهاية، كنتي بتعملي ايه؟!، كنتي فاكرة لو اتكرر اللي حصل هتقدري تعوضي خسارتك
الصدمة ألجمت لسان جميلة، تخشب جسدها وتيبس ذراعيها عن الحركة وهي تحاول عبثا صمتها، صغيرتها كيف توصلت لذلك الأمر، كيف وصلت الى اعماقها وكشفت عن أسرارها المخبأة، كلام وجد يزيد من تأجيج غضبها المتفاقم.

- اكرم محبش غير عيلته، اللي انتوا السبب في خسارته ليهم
انهارت اعصابها الجامدة ولا تعلم أى جراة قدرت على اتخاذها لتصفعها لتقول هادرة
- اخرسي
شهقتين خرجتا بصدمة بعد صوت الصفعة المدوية، الاولى خرجت ذاهلة والثانية خرجت متألمة، رفعت جميلة كفها التي صفعت وجه وجد لتتمنى لو أنها قد بترت قبل أن تمتد عليها، همت بالاعتذار إلا النظرة في عيني وجد الجمتها
بركتين متقدمين بالغضب، الثأر، التمرد.

لا توجد أى مسحة انسانية أو من وجد التي ربتها
تبدو كإنسانة جديدة عليها، انسانة غير قادرة على تكهن تصرفاتها
مسدت وجد خدها وهي تهمس بفتور
- اخر حاجه اتوقعها انك تضربيني، محتاجة ابقي لوحدي حالااااااا
صاحت اخر كلمتها صارخة في وجهها بشراسة عنيفة، لملمت جميلة شتات نفسها لتغمغم
- جدك عمره ما عمل حاجه كانت ضارة لمصالح عيلته.

استدارت جميلة على عقبيها مغادرة، والتوتر الذي يسود الغرفة جعلها مشوشة، فاقدة للتركيز، ومحاولة لاستيعاب ما أجرته بحقها
لكن هناك شئ خبيث يخبرها انها والدتها وحينما تراها تسئ السلوك يجب عليها أن تقومها، استمعت الى صوتها المختنق
- بس غيره يتأذى مش مشكلة، العيلة الاول اهم
تمتمت بدون استدارة، بل تابعت بطريقها منسلخة بنفسها خارج الغرفة
- لما تبقي في مكانه، كنتي هتتصرفي زيه.

اغتاظت وجد من ردها البارد لتدب على قدمها وهي تصيح باهتياج نافى
- ابدا
تهدجت انفاسها بضراوة شديدة وهي تحاول التقاط انفاسها كما لو كانت في سباق ماراثون، جزت على اسنانها ساخطة وهي تعود لاصلاح زينتها..
اغمضت جميلة جفنيها وداخلها يقين، انها ليست بوالدتها، مهما حاولت فهى بالنهاية ليست والدتها بل عمتها!

العودة للوقت الحالى،.

يحاول عاصى عبثا استيعاب انه يلمس تلك المرأة الفارة من القصر، عيناه دققت النظر نحو ثوبها الأخضر الملوكى يضيق على جذعها مبرزا مكامن أنوثتها ليهبط باتساع من خصرها حتى كعب قدميها عادت عيناه ارتفعتا والأضواء المضاءة خارج القصر ساعدته على رؤية خصلات شعرها الحرة الطليقة، لونهما بندقى يلمعان بتوهج مخيف وكأنه يخشي كثرة لمسها بتلك الطريقة تتحول السندريلا الفاتنة لساحرة من عالم جنيات لتهرب بعد سرقتها لقلوب الرجال، اسرة اياهم في عشقها، عيناه تركزت على شفتيها بدون وعى، جذبه تلك الشفة العلوية المائلة باكتناز مثير، الرعدة التي سرت في جسده جعلته يترك يدها وهو يقول بنبرة اجشة.

- انتى كويسة يا انسه
بدت تائهة، بل ضائعة، عيناها المشتتة تحدقان في ارجاء المكان، اجلت حلقها والرجفة في جسدها جعلتها ترتجف شفتيها، لقد خطب، لؤي بدا مرتاحا وخطيبته بدت ناعمة، بل انثوية، طغت بسحرها عليها، جعلتها تبدو نسخة باهتة.

بل الاقرب للحقيقة هي تبدو مبهرجة أكثر عن اللازم، وهي كانت تبدو انيقة ببساطة، بساطتها ورقتها حتى في فستانها الكريمى الملفوف حول قدها كان مبهرا على جسدها، هبطت عيناها نحو ثيابها التي صمم من مصمم شهير خارج البلاد، ماذا فعلت هي؟!
شعورها بكائن جسدى كحائط سد جعلها ترفع عيناها البندقتين لتصطدم من ما تموج عيناه ال، لوهلة تساءلت ما لونهما؟!، هل هما داكنتين أم مائلة للاخضر؟

تدفقت الدموع من عينيها وهي تصيح بتأتأة
- انا، انا..
انتظر عاصي بصبر شديد لتدارك تشتتها، رفعت عيناها التي وصفها بذباحتين، وارتعاشة شفتيها جعله يهبط قليلا ليرى اكتنازهما المغري، واخر شي توقعه هو أن تسقط السندريلا بين أحضانه مشددة العناق حول رقبته!
اتسعت عيناه بتفاجئ شديد وهي يشعر بجسدها الرقيق يعانق جسده بتشبث، تشبث جعله يفقد بعض من حزمه وتعامله مع المواقف الصعبة، سخر من نفسه.

هو ابدا لم يمر بموقف كهذا، لم يجد سندريلا ترمى بجسدها في عناق، عناق متطلب
شعر بدموعها التي بللت قميصه وهو يكتم زفرة حارة يكاد يشق العنان لها
رباااه هو رجل، وما يحدث له، ناعم، مخادع، رقيق، لم يختبر ابدا في حياته يلهب حرارة كما شعر، سمع غمغمتها الخافتة
- انا موجوعة اوووي.

ارتفع عيناه وهو يعصر أنامله على راحة يده التي عقدها خلف ظهره، يمنع فكاكهما كى لا يعصر جسدها وهي في احضانه، لا يعلم أى توارد وقد مر عليه، ليغمغم بحنق من مشاعره التي انفجرت كما لو أنه قدر ضغط لم يتحمل الضغط المكبوت
- انسه.

هزت رأسها نافية وهي تزداد تشبثا به، ترتفع لتستند برأسها على كتفه العضلى، ربما ما ساعدها الوصول له انها طويلة القامة بعض الشيء، عناق لا تريد التفكك به، دفء التمسته في ذراعيه لتغمغم بضعف
- ارجوك
رفع عاصي رأسه وهو يتطلب من الله الصبر، أي عذاب وأي تحمل اعصاب هو يختبره ليواجهه، هو ابتعد عن جو الحفلة الكئيب، اكتفى فقط بإلقاء تحية للجميع قبل أن ينسحب بهدوء، الليلة تعتبر ليلته الاخيرة عن العمل.

بقدر سعادته لأنه سيخصص وقت لتدليل توحة والاهتمام بعمله الا انه شعر بضيق، ضيق لمغادرة العمل دون انتهائه على أكمل وجه، لكن أفكاره تشتت بوجود تلك المراة التي تعانقه ويبدو انها لن تتركه وستظل متشبثة به لفترة أطول
اجلى حلقه وهو يتمتم بخشونة ونبرة غاضبة
- بقيتي احسن.

صدرت شهقة ناعمة منها وهي تنتبه لما فعلته، سارعت بانسلاخ جسدها عنه وهي تضع كفها على شفتيها، عينيها الجاحظتين التي تنظران اليه جعله يتفهم قليلا حالتها الشاحبة، تمتمت بارتباك وطفق حمرة تغزو وجنتيها بتلذذ شديد انعشه
- انا اسفه بجد، معرفش عملت كدا
عاد لمشاكسته وهو يتمتم بنبرة خشنة
- ولا يهمك، المرة الجاية متندفعيش لأي حضن، مين عارف كان هيعمل ايه ويستغلك في وقت ضعفك.

للحظة بدت تنظر اليه مضيقة عيناها، كأن ما يقوله طلاسم، لم تخفي عليها تلك اللمعة في عينيه وهي تهمس بنصف عقل مشتت
- ا، ايه؟
مال نحو عينيها وهو يرشق عيناه في عينيها المرتعدتين، عيناه خضراء، عيناه خضراء عاد يهتف عقلها بجنون وكأنها اكتشفت شيء مبهر، عيناه مبهرتان بتلك اللمعة، ليلفحها بأنفاس حارة لتسقط عيناها على شفتيه التي تخرج كلمات وقحة
- عنيكي وجسمك كانت جاهزة لاستسلام، وحظك المرة دي وقع بين ايديا.

ارتفعت عيناه لعينيه ولم تفت عليها غمزته الوقحة التي بعثها وهو يخبرها انه رأى شرودها لشفتيه، زمت شفتيها بحنق وبكاءها وانهيارها المخزي تطاير كما يتطاير الدخان في الهواء
- انا مش مصدقة قد ايه وقاحتك
رأت اللمعة الخبيثة التي طفقت في عينيه لتهمس مبررة
- انا مرمتش جسمي على حد، انا كنت في لحظة
قاطعها قائلا ببرود شديد
- يأس؟، مش معني انك تعرضت لمشكلة انك ترمي نفسك لأقرب نهاية مأسوية.

أى نهاية مأسوية؟!، لما يهول أمرا كان عاديا
هي خرجت لاستنشاق الهواء، والابتعاد عن الحفل المقيم بالداخل، ليعود شئ خبيث يهمس
لولا تمسكه بك لربما خرجت خارج القصر منهارة ولحدث ما هو أعظم، ارتجف جسدها وهي تشعر انه انقذها من خطر محقق، لكن لما يقسو عليها بكلماته الجافة، صاحت بحدة في وجهه بدا طبيعي جدا منذ صباح اليوم
- وحضرتك الاستاذ المبجل الخالي من الخطايا، مش كدا.

لم يكترث للاجابة عليها، عيناه تفترسها ببطء شديد، يدرسها و يتفحصها في آن واحد، أليس جميع رجال الحفل كانوا يتفحصونها بوقاحة ولم تعبأ بهم ولم تهتز بنظراتهم، لما هذا يؤثر عليها، ارتجف بدنها تحت وطئ نظراته وكلامه الذي بدى حميمي
- حظك ان انا اللي حضنتيه، المرة الجاية لو وقعتي في حضني متلوميش نفسك
رمشت بأهدابها الكثيفة عدة مرات لترتفع إليه والتورد في وجنتيها ازداد حمرة لتهمس بنبرة مختنقة و لاهثة.

- تصدق خوفت، يا مامي تعالي الحقيني، مش وجد المالكي تخاف من حد حتى لو ضعف حجمها
انفجر عاصي ضاحكا وهو يراها تتصرف بحرية لطيفة لا تشعر بها، عيناه ما زالت بتوهج هادئ وهو يخفف من ضحكاته ليغمغم بابتسامة واسعة
- ضعف حجمها؟، اعتقد ان نظرك ضعيف يا انسه وجد.

نظراته تلك المرة لفتها بحميمية، جعلها ترتبك امامه، لفت رأسها يمينا ويسارا وهي ترى أنها الوحيدة تتحدث مع ذلك الرجل يبدو من ذاكرتها مألوف بطريقة ما، زفرت حانقة وهي تهمس
- واخد راحتك يا استاذ
قاطعها بابتسامة لامبالية
- عاصي
رفعت عيناها المحتقنة بالغضب بل والخجل في آن واحد، لتغمغم ببرود
- مطلبتش اسمك
- لكن عنيكي طلبت.

أجابها بنبرة دافئة، بدد من صقيع عواطفها، ارتوى من عطشها الجائع لرجل، حتى خطبتها المزعومة لماهر، لم يهتم بها، بل حديثه كان محوره لمعشوقته فقط وهي اتخذته فقط كصديق بل اداة لاثارة غيرة ابن عمها حتى يشعر انها سيفقدها ان لم يلحقها في وقت مناسب، ويبدو الاهتمام الذي حظته لم يكن سوى خوف اخوي فقط كما صرح!

وقوفها مع رجل غريب عنها بحد ذاته غريب، ربما لانها خصصت مشاعرها فقط نحو شخص واحد، ربما لأن الرجال الذين رأتهم كانوا تافهين لدرجة مشمئزة، لا يهتمون سوى لشيئين، الجسد يجب أن يكون عضلى كى يجذبن النساء، وسيارته يجب ان تكون حديثة.

بنظرة متفحصة رمقت جسد الساكن أمامها، لا تعلم لما ذلك الرجل بعيد كل البعد عن الرجال التافهين بل حتى عن الغامض لؤي، وكأنه تفرد بشئ ومزيج عجيب غريب أن يجمعه رجل، من الدفء الذي التمسته في صدره حتى عبثه الجرئ بعض الشئ ومزاحته وعينيه اللامعتين ثم جسده العضلى، رجل مثله يجب أن يكون يلف نفسه بهالة الغموض والسوداوية كما لؤي لكنه ليس بلؤي، رداء الغموض لا يناسب هذا الرجل نهائيا، غمغمت بحرج بعد ان احست بنظراتها المتفحصة زادتها حرجا حينما وصلتها غمزته الثانية.

- انا مضطره ارجع، عن اذنك
ثبتها وهو يقول بهدوء شديد
- المرة الجاية اتأكدي من اللي هتكوني في حضنه، لان احنا عندنا صبر طويل اووي عشان تبقوا تحت ايدينا
عضت طرف شفتها السفلى وهي تغمغم بحنق
- صدقني، سهل الكلام، لكن انا، استحالة
انفرجت ابتسامة مغيظة ليتمتم بثقة شديدة
- كدابة، للاسف انتي بنفسك كنتي هتبقي تحت ايدين راجل بطواعيتك
لا تعلم لما نطقت اسمه لتوقفه عن حده
- عاصي.

زدات عيناه توهجا وهو يتسمع لاسمه من شفتيها، خرج مرتبكا، كل حرف تلفظته بتذوق على مسامعها وكأنها تعتاد عليه، اجاب فورا بعفوية شديدة
- عيونه
خجلت وتلعثمت من رده المباغت، خرج منه عفويا لدرجة انها بالكاد نطقت اسمه بميوعة لم تقصدها ليباغت برده المتلاعب في مشاعرها، تمتمت بخجل
- انسي اللي حصل
تمتم بوقاحة شديدة اصبح معتاد عليها بوجودها الذي مر عليه اكثر من خمس عشرة دقائق.

- لو قصدك الحضن ههحاول، لاني للاسف اول مرة اتعرض أن واحدة تشدني عشان ابقى في حضنها
شهقت بصدمة وهي تهمس بحنق
- وقح
أمال برأسه وهو يغمغم بهدوء مريب
- في الخدمة دايما يا انسه
اخرج من سرواله محفظته لتعبس وجد وهي ترى نظراته المشاكسة التي يرشقها بين حين وآخر ليخرج بطاقة ليمدها إليه، اتسعت عيناها بجحوظ.

ماذا ظن ذلك المختل، لأنها سمحت له على غير العادة لوقاحته أن يستدرجها لفراشه، تبدلت سحنة وجهها للغضب والثوارن لتصيح بنبرة صارخة
- ايه ده
أجاب ببساطة شديدة وهو يعلم ما يدور في عقلها الصغير
- كارت رقمي
اقتربت منه وهي تهدر في وجهه بانفجار مرعب، عيناها تقدحان شررا ولو كانت النظرات تقتل لاردته قتيلا في موضعه، جزت على أسنانها
- انت اتجننت
اعجبه نارها بشدة، جعله يبتسم وهو يخمد نارها بنبرة مرتفعة.

- بدل ما تهبي في وشي، بصي في الكارت، ده اكتر مكان بعتبره مكان اقدر ارجع فيه نشاطي، حاولي تيجي في يوم واوعدك عمرها ما هتكون اخر مرة
لم تخمد نارها رغم نظراته القاسية، لم ترتعب من تجهم ملامحه لتزداد ملامحها شراسة وهي تخطف البطاقة من يده ولحظة عبست وضيقت عيناها وخمد ثائرتها.

ارتفعت عيناها اليه بعدم تصديق وهي ترى نظراته المتسلية التي تعلم بكل خبث ما دار في عقلها، لتعود النظر الى البطاقة وغضبها وأن انطفئ إلا أنه لم يخمد، أكثر ما كرهته إن قدر على التلاعب بها، استفزها بمشاعر واخرجها من شرنقة خانقة، يوم كهذا لن تنساه ابدا حتى بعد عودتها
تمتمت بنبرة حانقة وغضبها يصله كلسعات دافئة في شتاء قارص
- انت متأكد
تمتم عاصي بهدوء شديد وتخلى عن رداء عبثة.

- لما تشوفي مشاكل الناس، هتعرفي ان مشكلتك هينة لدرجة تستحقري نفسك من أفكار ممكن تيجي على بالك
همت بالرد عليه الا ان الالتماعة في عينيه اخرستها، انتبهت الى نداء من وسيم المرتفع
- وجد
اشار لها بالمجيء لتومئ برأسها، ظل وسيم مترددا وهو يرى وقوف ابنة عمه مع حارس شادية في مصادفة عجيبة، طمئنته وهي تحثه بعينها لاستبقاها مما جعله يستجيب لندائها وهو يعود بإدراجه للداخل
انتبهت على صوته المقتحن بالغضب.

- معرفش ليه لازق في اى واحدة، فاكر نفسه مين ده
لا تعلم لما قررت ان تلعب عليه كما فعل لتهمس بنبرة مغوية، عابثة
- غيران لأنه اوسم منك، وعنده مواصفات تخليك تحس انك اقل منه
ارتفعت عيناه لينظر الى عينيها البندقتين، لفها بعاطفة حارة وهو يقول بنبرة حارة اهتز على اثرها قلبها
- الراجل مش بالشكل يا وجد، الراجل بعقله و قلبه وعاطفته
لا تعلم لما تلكئ على كلمة عاطفته غمغمت بنبرة متعثرة
- انا، انا مضطرة امشي.

رفعت تنورة فستانها لتخرج من نطاق ذلك الرجل، واللعبة انقلبت عليها هي بالنهاية
شيعها عاصي نظراته وعيناه تتاملان قدها الرشيق، ابتسم بعبث لم تكن تلك المرة التي رآها، الاولى في يوم عيد ميلادها، كانت تجهز شادية ترتيبات حفلتها في الصباح ورغم طلبها للحضور الا انها في اخر اللحظات رفضت بتهذيب على الهاتف، لكن اليوم
لقائهما الاول، وستتكرر لقائتهما رغم عن انفها وانفه!

يقف لؤي بضخامه جسده متمسكا بخصر شادية برقة شديدة ورغم ارتجافها الذي يصله إلا أنه حافظ على ابتسامته وهو يتلقى التهاني والصور من الصحفيين، رغم المهزلة التي تحدث في عائلتهما.

بداية من والدها الذي بالكاد يتحدث مجاملة كى لا يحافظ على وجهه امام الجميع، ثم ابتسامة جده المحايدة وابتسامة عمته جميلة المحايدة، عادت عيناه نحو شادية التي تبتسم بلطف شديد وابتسامة حلوة، لترفع عيناها نحوه وكأنها احست بعينيه لتتسع ابتسامتها بلطف وهو يتمتم بلطف
- مبارك يا شادية
رمشت شادية أهدابها عدة مرات وهي تهمس
- الله يبارك فيك
ازداد يده تمسكا بخصرها ليميل بأذنيه هامسا
- متقلقيش مني.

لم تتردد للحظة وهي ترد بهدوء
- اخر حاجه ممكن افكر فيها انى اقلق، لؤي انا اخترتك عشان نفسي في حياة هادية
لطالما استمع لطلبها الذي تكرره، هو الآخر باحث عنه، بعد سنون قضاها يحاول لملمة شتاته من حب القى به الى التهلكة، حياة يريح بها اعصابه التي تكاد تفلت ان عاد لمنزله، منزل يخنقه بقيود واجبة ملزمة عليه، متى ستفهم عمته ان حياتها التي لم تقدر على عيشها لا تقدر على تنفيذها في وجد المسكينة.

عيناه بحثت عنها بين سائر الجميع ليراها تتحدث مع وسيم، هدأ قلقه وهو يسبل اهدابه، متمنيا أن تجد رجل يملك قلبها، رجلا تحبه من كل جوارحها، وليس رجل مجبرة على حبه، سيوقف عمته ان وجدها تغذي عقلها بكلام مريض، لن يدع الامور تفقد سيطرتها مرة اخرى، تمتم مجيبا عليها حينما شعر انه تأخر بالرد عليها
- هنفذه.

ابتسمت شادية براحة، والسكون عاد يغلف روحها باستمتاع شديد، ستتخلص من حارسها وأى حارس بديل، انتهى عقد والدها وستغدو حرة، لا مزيد من فقدة سيطرة، رمقت جسده الضخم وعروق يده البارزة حينما يصافح احد المدعوين لتهمس بهدوء
- ممكن تشيل غموضك على جنب، اعتقد هبقي مراتك
صمت لؤي للحظات، ماذا تريد منه اين يحكيه؟
في الواقع كل شيء منتهي، بل ميت بالمعنى الحقيقي
تمتم بنبرة غامضة
- للاسف مفيش حاجه اقدر احكيها.

هزت رأسها بلا معنى ولا تريد الالتفاف لعقدته التي ربما ستستمر لفترة طويلة لتهمس بنعومة
- الفترة الجاية هكون مشغولة، فيه فرح بنظمه هياخد وقت ومجهود مني
أومأ متفهما، ليقول بهدوء
- لو فيه اى حاجه محتاجها انا جنبك
لمعت عيناها بالرفض ليغمغم بهدوء ولطف
- اعتمدي شوية عليا، متخافيش مش هخذلك
ابتسمت شادية نحو لطف لؤي ونظراته المتهمة، وحينما همت بالرد عليه استقطعها صوت حمحمة خشنة
- احم احم.

التفت شادية برأسها ليقع عيناها نحو والدها الذي ينظر بعداء نحو لؤي، ابتسم لؤي بهدوء وهو يقول
- مساء الخير يا معتصم باشا
افترقت شفتي معتصم لابتسامة صفراء ليغمغم بامتعاض
- اهلا.

التفتت عينا معتصم نحو شادية ليقترب بحنق نحو شادية من الطرف الاخر، مد يد خلف ظهرها ليصفع يد لؤي على خصر ابنته مما جعل لؤي تتسع عيناه دهشة من تعابير معتصم الحانقة، بتهذيب ترك لؤي خصر شادية لتلتف ذراع معتصم حول خصر ابنته بتشدد شديد، وداخله يتمتم لا يستحقها ذلك الرجل لن يتمم زواجه لأبنته الغير العاشقة، حرجت شادية من تصرف ابيها الطفولي لترتفع عيناها باعتذار نحو لؤي الذي تفهم بهدوء شديد، لتميل شادية هامسة في أذن والدها.

- بابا، ابتسم شوية
انقلبت معالم وجهه للحنق ليتمتم
- بنت انتى هتغصبيني اضحك ولا ايه، مش كفاية وافقت عليه
ازداد معتصم تشبثا بطفلته العنيدة وهو يحدج لؤي نظرات نارية، الا ان لؤي قال بهدوء
- معتصم باشا مش عايز حضرتك تكون قلقان على شادية
رفع حاجبه ليغمغم بسخرية لاذعة
- لا اقلق طبعا، عارف ليه، لان انا مش مستريحلك، بناتي كنت هجوزهم لرجالة انا هخترهم لكن وماله، انا عارف ان وقتك قليل يا ابن المالكي
أعجبه التحدى.

بل اغراه
ابتسم لؤي بثقة وهو يغمغم
- وانا قد التحدي
هزت شادية رأسها بيأس، تشعر انهما ديكان يتنافسان على دجاجة ,, غمغمت بحرج ووجنتيها تخضبت بالحمرة
- بابا
الا ان معتصم التقط قرب جيهان التي شعرت بتوتر الأجواء ليزجرها معتصم بنبرة خفيضة
- ايه اللي انتي مهبباه في شعرك ده، مش قولت الأسلاك دي تتشال
رفعت جيهان حاجبيها، لترفع اناملها تلمس خصلاتها المجعدة لتمتم ببرود.

- للاسف شعري الفترة دي هيكون كيرلي، خلاص يا عصومي مفيش الوان تاني
لطالما تشبهه، جيهان الصغيرة، أخذت من جموحه وتهوره قبل أن يتعرف على امرأته، تمتم بنزق
- الأسلاك دي ارحم من الالوان اللي هتجبلي ذبحة صدرية
سحبت جيهان ذراع والدها وهي تشير بيدها نحو فريال الجالسة بجوار زوجها
- بابا، فريال هناك، اهي بتنادي عليك، شوف حفيدك بيطلب ايه المرة دي.

لمعت عينا معتصم بالحنين، وهو يسارع نحو ابنة أخته التي تحمل في احشائها طفلا، لا يصدق حتى الان تلك المشاغبة فريال ستصبح اما، زفرت جيهان وهي تهز رأسها يائسة من والدها، تقدمت خطوة الا انها عادت حينما شعرت بجسد وسيم يمنعها عن الحركة
بدى هادئا، متمنعا في ملامحها بهدوء، هبطت عيناه على فستانها الزهري الهادئ دون وجود أي فتحات خليعة، ابتسم برضى شديد وهو يغمغم
- الكيرلي مناسبك يا جيجي.

اشاحت يدها ببرود شديد قائلة بثقة
- مفيش حاجة مش مناسبة ليا يا وسيم
ابتسم وسيم عابثا، الفأرة الصغيرة ذات ألوان قوس القزح تنأى عنه، تبدو غاضبة، وإذا!، سيقدر على امتصاص غضبها، أرهف أذناه للسمع الى همسها الشامت
- ولان انا عمر ما حد هيقدر يتحكم بيا، هسافر بكرا
اتسعت عيناه بجنون لتغيم زرقته اللامعة، إلا أن جيهان وقفت بثبات شديد وهو يغمغم باستنكار
- تسافري
أومأت موافقة واناملها تعبث في خصلة من شعرها لتمتم.

- اكيد يا بيبي، انت فاكرني هقعدلك مثلا بعد ما خليت بابا يمنع عليا السفر
تقبضت ملامح وجهه للحنق وهو يتعودها إلا أنها لتزيده من سخطه تمتمت
- وبموافقة بابا كمان، يا خسارة، يلا بتمنالك اسبوع سعيد
أزاحت جسده عن طريقها وهي تسير بتبختر شديد وميوعة تجعل عينا وسيم تتقدان ك جمرتان مشتعلتان، زفرت جيهان باختناق شديد وهي تعيد رسم ابتسامة هادئة لتقترب من شادية الوحيدة وقد ابتعد لؤي ليتحدث مع جده.

وقفت بقربها وكلاهما تشعان وهجا فريدا، كلتاهما فريدة بنوعها، لهما سطوة لجذب الرجال، الاولى بسمرتها المحببة والاخرى ببياض بشرتها الذي ورثته من والدتها
مالت جيهان برأسها نحو شادية لتبتسم ببلاهة
- اخر حاجه اتوقعها انك تتخطبي للضخم ده
عبست شادية وهي تلتقط السخرية من خطيبها لتمتم
- جيهان
انفجرت جيهان ضاحكة وهي تغمز بعبث
- بدأنا ندافع، وماله يا بخته
زجرتها شادية بحدة لتمتم بنبرة هادئة.

- جيهان، ارجوكي بلاش الكلام ده، انا مكلفاكي بطلب مهم جدا، انتى عارفه معنديش وقت وجدول شغلي بحاول اعدله ومقصرش.

دارت جيهان بعينيها و امتعضت ملامحها وهي تتخيل الوظيفة التي ستشغلها، ستكون مرشدة سياحية للعروس المجنونة التي رغبت بقيام بجولة في القاهرة قبل التصوير في الاهرامات والمعابد الشهيرة، تغضنت ملامحها للضيق لتغمغم بعبوس وهي تتذكر انها ستنظر في المطار قدوم طاقم التصوير الأجنبي ويجب عليها أن تستقبلهم بابتسامة لطيفة الى الفندق، كم تكره هذا، لكن شادية اغرتها بالرحلة وخروجها من المنزل.

- ايه اللي خلاكي توافقي، اصلا ده انتحار
غمغمت ببرود
- عشان يعرفوا مش شادية السويسري اخرها قاعات ملوكية
هزت راسها بإدراك لعدوتها اللدودة نانسي، لتمتم بثقة
- بتنافسي نانسي، علاقتها مش واسعة زينا، متقلقيش، كله تحت السيطرة
تمتمت شادية بتأكيد
- بكرا يا جيهان، يدوب انا هكون في الفندق وهكون مجهزة ليهم يوم ترفيهي، ولانك اكتر واحدة عارفة حواري مصر إنتي اللي هتكوني tour guide
هزت جيهان رأسها بثقة.

-عايزاكي تحطى في بطنك بطيخة صيفي، ركزى مع خطيبك الاول.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة