قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن عشر

تنتقل فريال بالتدلل من خالها وزوجها حتى وجد الجالسة بجوارها بعد تهنئة العروسين تدللها فرحة بقدوم الحفيد الثاني لعائلة الغانم، رغم العبوس والحنق الذي كنفها كون ما توقعته لم يسير إلا أنها لم تقدر سوى الابتسام في وجه شادية والمباركة لها
تفحصت فريال بامتعاض لذلك الرجل المكون فقط من عضلات، لتمتعض شفتيها متسائلة، ماذا احبت فيه؟، بل ماذا رأت في ذلك الرجل، تمتمت بصوت مسموع.

- اخر حاجه اتوقعها انها تتخطب لحد من عيلة المالكي، كأنها بتعيد التاريخ من تاني
امتعضت ملامحها بضيق وهي تتذكر سبب موافقة شادية للخطبة هو عودة المياه لمجاريها بين العائلتين وإعادة إحياء الشراكة بينهما، وشادية هي كبش الفداء، لما تعيد ما حدث ما مر عليها أعوام منذ خطبة معاذ، ذلك الجرذ الحقير، التفت على تساؤل رهف العابس
-ومالهم يا فريال عيلة المالكي.

ضيقت عين فريال بضيق نحو بعض الجرامات الزائدة في جسد الفتاة لتمتم بحنق
- رهف انتي من كتر الحلويات والشاورما مبقتيش تفكري غير في نزار
وكأن استحضار اسمه، جعل عينا رهف تغيم بعاطفة ناعمة وهي تستحضر وجوده لتهمس بارتعاب
- نزار، انا خايفة اوجعه يا فريال
تخشى احزانه، تخشى وجعه، لما اصمتها تلك الليلة، لما لم تخرج ما في جوفها، كانت قادرة على التحدث حتى لو أصر على تأجيل الامر، انتبهت لصوت فريال الهادئ.

- نزار راجل، صدقيني تمسكه بيكي رغم انه حاسس وعارف ان فيه ماضي مؤلم لحياتك ووقاص خلاه يتوقع اسوء الاحتمالات ومع ذلك مصمم، تفتكري ليه؟
رفعت عيناها باستنجاء إليها لتتابع فريال وهي تلكزها قائلة
- لانه بيحبك يا هبلة وباقى عليك، انا مش عايزة ابوظ علاقتك زي ما عملت في فرح، بس لازم يعرف حياتك، لازم يعرف كل الجوانب
هزت رهف رأسها، فريال محقة، رغم كل الشائعات هو باقى، استمعت إلى ثرثرة فريال.

- كون انه مش مصدق الاشاعات اللى سمعها، بس اكيد عايز يعرف، حتى لو خبى دا عليكي، مفيش راجل هيتحمل حاجه زي دي مهما حاول يتظاهر بعكس دا
انتفض جسدها على رنين هاتفها، لتتسع عيناها وانحبست انفاسها من رؤية المتصل، لتنظر فريال بمكر الى حالة رهف المتوهجة لتهمس
- هو
لم تسأل بل كانت تقر لتستأذن رهف مغادرة وهي تضع الهاتف على اذنها، صوتها الشامي وصلها ليخترق دوافع قلبها
- مساء الخير يا عمرى.

همست اسمه برقة، وزحفت الحمرة في وجنتيها
- نزار
زفرة حارة من شفتيه وصلت لها عبر الأثير ليرتعد جسدها، مرسلا رعشة لذيذة في سائر أطراف جسدها لتسمعه يتمتم بحرارة حارقة الهبت بشرتها وزاد من ضجيج قلبها الثائر
- أاااااخ من اسم نزار لما بيطلع من تمك، شو بيعمل فيني
اسدلت رهف اهدابها بحياء وخجل فطري لتهمس بحنق وهي تتذكر أول يوم مقابلتها لتعمل في مطعمه لفترة من الوقت قبل أن يعلن اخيها ان تعود لدراستها.

- مستغرباك جدا، اللى يشوفك دلوقتي ميشوفش انت استقبلتني ازاى في أول يوم من الشغل
اغمض نزار جفنيه وهو يستحضر حينما تفاجئ من وجود فاتنة في مطبخه، عيون الرجال نهشتها نهشا بفستانها الرقيق الذي أتت به، وشعرها تركت خصلاته حرا، كيف كان تأثيرا
مزعزعا لسلامه الأمن
فتاك
مدمر
حارق
انفجر في ضحكة خشنة وهو يهمس بنبرة متلاعبة
- هي انت معبية مني كتير
هزت رأسها نافية كما لو انه يراها لتغمغم بنبرة هامسة.

- ابدا، مستغربة انك اتحولت، ومش حاسس انك وبتعرفلي بحبك ان ده بتنتقص منك كراجل
ارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيه ليهمس بنبرة فضحت تأثيرها عليه، تأثيرها الناعم، الآسر
- رهف، انت مابتعرفي شو صار فيني اول ماشفتك، كنت بدي خبيكي من عيون الكل، فتنتيني بجمالك، كنت بالمكان الغلط بس بالوقت الصح بالنسبة إلى
أغمض جفنيه وهو يخبط بقبضة يده على سطح الطاولة ليمرر يده على خصلات شعره وهو يقول هامسا مراعيا لخجلها.

- ليكي رهف انا عم حاول ماطلع كل شي جواتي منشان مااخليكي تخجلي مني، لو عرفتي يلي جواتي كنت رح تدوبي اكثر مما انت دايبة وخجلانة
اكتسى وجهها الحمرة القانية لتهمس بتحذير
- نزار
انفجر وقتها فاقدا للسيطرة، وهو يخبط على سطح الطاولة، لا يصدق أنه سينتظر لنهاية الشهر لعقد قرانه عليها ثم عام آخر كي تصبح زوجته قولا وفعلا
- قلب نزار، روح نزار لك شوي شوي عقلبي مافيني ع رقتك ياروحي انت.

تهربت من وطء لمساته السحرية، وكلامه الذي لفها في مداره الشامي، مدار بصوته الشامي الاجش تمسكت بحاجز الشرفة وهي تستحضر صورته، تمتمت بغباء شديد
- وزنى زاد بطريقة غلط، وكله ده بسببك يا نزار، انتى اللى بتغريني، من وقت ما روحت مطعمك ومش قادرة ابطل
انفجر نزار ضاحكا وهو يمرر خجلها تلك المرة، ليعود بمشاكسة قائلا
-لك ماقلتلك كيف كنتي بفستانك الذهبي.

تهدجت أنفاسها وهي تلهث بصعوبة لا تعلم ما أصابها، الضجيج داخل الحفلة لا تسمعه، اذنيها مترصدة لكل همسة ونفس منه فقط لتمتم بنفي ضعيف
- نزار، اياك، اوعى
وصلها صوته الهامس
- حسيتك متل الشمس لما بتطلع الصبح بتخطف القلب بسحرها، خطفتيلي قلبي وطيرتيلي عقلي لما شفتك بالفستان، الفستان يلي ماخلاني نام طول الليل وانا عم اتخيل تفاصيلك فيه
عضت على طرف شفتها السفلى، وهي صامتة، صامتة حتى استمعت إلى همسه المتسائل
- رهف.

تمتمت بتعجل والخجل اعترى وجهها
- انا هقفل
زفر نزار متنهدا بحرارة قائلا
- بتعرفي سكري احسن إلى والك
اغمض نزار جفنيه وهو يمرر أنامله على خصلات شعره، ما الذي أصابه، ما الذي دهاه؟، المرأة لم تصبح زوجته بعد وهو منذ رؤيتها أصبح رجل مختلف تماما عن الرجل الصارم ليتمتم بصبر
ان غدا لناظره قريب.

انفجرت بيسان صارخة بجنون شديد
-يعني ايه تستغفليني وتروحي معاه.

قطعت الصالة جيئة وذهابا والدموع تنهمر من مقلتيها، لم تصدق ان ترى ان امها باعتها بتلك الحقارة، كيف تذهب الى منزل تلك الفتاة، وهي التي كانت كالمغفلة حينما أبدت وقتها موافقة للذهاب الى سوق تجاري مع صديقاتها، كل تلك الأيام لم تعلم شيئا حتى ذهبت اليوم للمطعم الذي تركته من فترة لتسمع مباركات لنزار عن زواجه المرتقب، جزت على أسنانها وهي تهمس بحدة.

- انا يا ماما، تبعيني بالطريقة المقرفة دي، ده انا حتى بنتك من لحمك وبنتك
المها قلب خديجة لرؤية ابنتها تعاني بتلك الدرجة، الفتاة تثور من اجل كرامتها التي اهدرتها، ابعدت عاطفتها الامومية وهي تراقب عيناها بتفحص شديد، صاحت بلهجتها الاصلية حينما فقدت تهورها
- لك عم تعلي صوتك عليي
حدجتها بنظرة قاتلة وما تراه مجرد سواد فقط لتغمغم بحرقة.

- انتى خليتي في دماغى عقل، مين اللى كان كل شوية تقول، ابن خالتك انا اولى بيه، ابن خالتك لما جيه مصر محتاج واحدة تهون عليه اللى شافه هناك، ابن خالتك في بلد غريبة بعيد عن وطنه ومعارفه، اضطر يسيب بلاده وبيحاول يثبت مكانه على أرض غريبة عن وطنه
دارت حول نفسها عدة حلقات وهي تتابع بهمس حانق.

- ابن خالتك موعود ليكي يا بيسان من اول ما اتولدتي، ابن خالتك هيجى في يوم ياخدك من مصر تعيشي مع خالتك اللي عمري ما شوفتها وش لوش، مجرد تليفونات ومقابلة على الكاميرا
همست خديجة بصرامة شديدة وهي توقف هذر ابنتها وماضي تحاول اغلاقه
- بيسان
التفت الى والدتها وهي تتابع تعد بأصابعها ما كانت تسمعه في اذنيها يوما.

- ابن خالتك يا بيسان ربنا وفقه وفتح مطعم غير مطعمه اللى ادمر هناك، لازم تكوني جنبه، لازم يحس انه انك انك مميزة مش ده كان كلامك، انتو اللي بنيتوا امال مزيفة انتي وخالتي
اقتربت منها وهي ترتجف غضبا وحنقا، صاحت خديجة بصرامة شديدة
- بيسااان بيساان اهدي
اتسعت عينا بيسان بجنون وهي ترمق والدتها لثواني قبل أن تهمس.

- أهدي!، أهدى!، طيب خالتى عشان بتحب ابنها وبتمني سعادته رغم انها بتشارك في الجريمة اللى عملتها في حقى، لكن انتى يا ماما
اقتربت منها وهي تحتضنها هامسة بهدوء مررة يدها على شعرها
- روقي حبيبتي فترة وبتعدي، أنت من طريق وهو من طريق، انت يلي كنت رافضة تقربي منو منشان ماتبينيلو انك مدلوئة عليه.

هل تذكرها في بداية الأمر حينما رفضت الانجراف للتيار!، ألم يسحبانها سحبا لذلك التيار هي وخالتها، استمعت بذهن مشتت الى همس خديجة
- والله فترة وبتعدي يابنتي انا آسفة، بكرة بجيلك ابن الحلال يلي بيسر ألبك وخاطرك
التفتت بيسان وهي تقول بجفاء
- مش هسامحك على العمر ده وانتى عيشتيني في حلم
جحظت ملامح خديجة وتخشب جسدها لتهمس فاطمة حينما تعمقت بنظرات عينا بيسان المليئة بالغضب والحنق فقط
- انتى ماحبيتيه لنزار.

هزت بيسان رأسها نافية لتهزها خديجة من ذراعيها وهي تصيح بحدة
-افهمي انتي ماحبيتيه يابيسااان
مال رأس بيسان وهي تغمغم ببرود
- مش خلتيني اعيش في وهم حبه ليا، وانه كلها مدة و هيجيلي
جحظت عينا خديجة وهي تهز رأسها نافية
- لا لا، انتى اكيد
قاطعتها ببرود شديد وهي تغمغم
- ماما، خلاص، اعتقد اخدتي قرارى من سنين، ابعدى عنى.

توجهت نحو غرفتها لتغلق الباب خلفها موصدة اياه، لحقتها خديجة تنعي حظ ابنتها العثر وتلعن غبائها وما وصل لحالة ابنتها بسببها لتهمس بقلق
- بيسان
ظلت تطرق على الباب عدة مرات، تستميلها بعطف أمومي لتستمع إلى صراخها
- مش عايزة حد فيكم، مش عايزة حد فيكم، اطلعوا برا حياتي
انهمرت دموع خديجة الحبيسة من ماقيها، غمغمت باختناق
- بنتى، استني يابنتي يا نور عيوني افتحيلي الباب وخلينا نحكي.

وصلها ردها القاطع وهي تجذب خصلات شعرها بحدة
- مش عايزة حد، ابعدى عن حياتي
انهار جنونها لتسقط خائرة على الارض وهي تبكي بانهيار تام، ما ذنب حياتها هي لتتدمر بتلك الطريقة؟
ما ذنبها انها استسلمت بضعف رغم عنها لحديث والدتها وخالتها؟
ما ذنبها انها منذ وعيت فتاة وجود عريس مترقب سيأتى لأخذها من منزلها؟!
تمتمت بضعف وهي تستند برأسها على الجدار
- دمرتوها.

استيقظت اليوم منتعشة، دللت نفسها في الحمام لأكثر من ساعة رغم عملها المتراكم ذلك اليوم، ذلك الدلال لا تحصله عليه سوى في يوم يتيم وباقي الايام تقضيه خارجا للاهتمام بعملها، حالما خرجت تفاجئت برنين هاتفها، تعجبت من الذي سيتصل بها في الصباح الباكر، غير معقول أن تكون نجوى، لكن لؤي يتصل، كان شيئا غريبا في بادئ الامر، تعترف رغم وجهه العابس إلا أنه لبق الحديث، بل حتى وتصرفات والدها الطفولية إلا أنه تعامل برحابة صدر، ما ان انهت الاتصال فتحت خزانتها وهي تنظر الى ثيابها العملية من قميص وبنطال وسترة باختلاف الوانهم، امتعضت شفتيها وهي تنظر نحو حقيبة سفرها التي حضرتها أمس للسفر، لتغلق خزانتها وهي تدلف نحو غرفة الثياب تخرج من خزانتها المحظورة تنورة واسعة باللون الأسود ارتدتها وهي تنظر نحو المرأة بمرض شديد لتسحب معه بلوزة برتقالية اللون، لون دافئ جعل بشرتها تلتمع بتوهج ساحر، ابتسامة ناعمة غزت شفتيها وهي تضم اطراف بلوزتها داخل تنورتها ترتدي حذاء برتقالي ذو كعب مرتفع، خرجت من الغرفة وهي تجلس على طاولة الزينة تطلق أسر خصلات شعرها اليوم، ألم تتم خطبتها وتعتبر عروس؟!

ألقت قبلة عابثة في الهواء وهي تخرج من الغرفة بعد فترة من قضاء وقت في وضع بعض لمسات انثوية لصباح مرهق، هبطت من الدرج وهي تدندن بصوتها الشجي لاغنية من صباح
تعثر لسانها وهي تراه يقترب منها بابتسامة هادئة، صمتت وهي تهبط اخر درج لتنظر اليه بهدوء شديد، بدد من الصمت وهو يغمغم
- صباح الخير
هزت راسها بهدوء شديد لتهمس
- صباح الخير
راقبها عاصي متعجبا من تغير بناطيلها لتنورة فضفاضة بالكاد تغطي ركبتيها، غمغم بهدوء.

- الف مبروك على الخطوبة
تمتمت شادية بمهنية شديدة
- الله يبارك فيك، سعدت انى اتعرفت عليك يا استاذ عاصي
هز عاصي ليتمتم بنبرة غامضة
- العفو يا استاذة، بس خليني اقولك انك متعرفيش عنى حاجة
تجهمت ملامحها للحنق، هل عاد لممارسة سيطرة اعصابها مرة أخرى، زفرت بحدة لتمتم
- ومين قال انى عايزة اعرف، اخيرا اقدر اتصرف بحرية وملاقيش حد فوق راسي
هز رأسه متمتما
- اتخلصتي منى بسرعة يا شادية
ثم تابع قائلا بجمود.

- على العموم، انا جيت للأستاذ معتصم، الف مبروك وياريت يكون القرار اللى اخدتيه تكوني راضية عنه ومترجعيش تندمى تانى
اشاحت بيدها مودعة قائلة ببرود
- مع السلامة
شيعها بنظراته وهو يراها تلتقط هاتفها لترد بنبرة عملية
- ايوا يا نجوى، لا اسبقيني انتى على الفندق، فيه شوية حاجات هخدها من المكتب، جيجي هي بنفسها التي هتستقبله، متخذلنيش يا نجوى، الشغل ده مهم
ابتسم عاصي وهو يهز رأسه متمتما
- هتفضل زي ما هي.

تابع طريقه نحو مكتب معتصم الذي طالبه في الصباح ويدعو الله أن يأتي يوم تتخلى عن وجهها العملي البارد.

طرق عاصي غرفة المكتب ليستمع الى صوت معتصم السامح له بالدخول، دلف بابتسامة دافئة ليتمتم
- صباح الخير يا فندم.

هلل معتصم بابتسامة مرحبة وهو يترك عصير البرتقال الذي يتجرعه بحنق بعد تخلص شادية من عبوات القهوة ورمي أي أدوات خاصة بداية من ماكينة القهوة إلى كنكة القهوة لأقرب مكب نفاية، احتنق بضيق، بل ألقته في مكتبها تلك الماكرة تتجرع منشط السعادة وهو يتجرع اليوم البرتقال عوضا عن اليوم السابق من مشروب أخضر لا يعلم كنهه طعمه، صاح بهدوء
- تعالى يا عاصي اتفضل
تمتم عاصي حرجا وهو يجلس على المقعد أمامه.

- مش عايز اكون بزعج حضرتك
عبس معتصم ليتمتم بحنق
- ايه اللى بتقوله ده يا عاصي، ده انا بعتبرك زي ماهر ابنى
وحالما ذكر ابنه، تساءل بفضول
- هو كابتن ماهر محضرش الخطوبة ليه.

تجهمت ملامح معتصم بحنق شديد وهو يتذكر الشاي ايضا تخلصت منه وذهب الى مكتبها، شادية تتصرف كما لو انها زوجته الراحلة رحمها الله، حتى عبوات الشاي حظرتها من دخول المنزل والقهوة وشددت بحزمها الحانق للحارس بعدم سماح لشيء من هذين الاثنين لهذا البيت، وإن أتى فليرميه لأقرب مكب نفاية، تمتم بحنق شديد وهو يفكر حاليا بالتخلص منها وتزويجها.

- وهو اللى حصل ده تسميه خطوبة، عموما انا قولتله ميحضرش لانى عارف الموضوع مش هيتم
تعجب عاصي من ثقة معتصم من علاقة شادية ب لؤي، طالما هو مختلف عنه في طريقة التفكير، غمغم بنبرة بها بعض الدهشة
- للدرجة دي يا استاذ معتصم.

ابتسم معتصم بحنين وهو ينظر نحو زوجته الراحلة في الإطار الصغير الموضوع على سطح المكتب وبجوارها ابنتيها يلفان بذراعيهما حول عنقها و ابتسامتها المشعة جلبت ابتسامة لشفتيه، واطار اخر يجمع امرأته وابنه ماهر، همس بنعومة
- شادية عاملة زي المدام الله يرحمها، بتاخد اغبي قرارات في حياتها ومتسمعش النصيحة من حد
تمتم عاصي بهدوء ونبرة عملية
- لانها خايفة
ضيق معتصم مرددا الكلمة باستهجان
- خايفة؟

أومأ عاصي مواقفا ليرد بهدوء
- خايفة تضعف، شادية خلال تعاملى معاها، عندها ضعف مشاعر وبتتأثر بوجود أى راجل ممكن يشكل تهديد حواليها
عصف القلق في ملامح معتصم لينظر بشك نحو عاصي وخشي أن حدث يجعل عاصي يصاب بالحرج من ابلاغه، قاطعه عاصي بحزم شديد
- متقلقش، بنت حضرتك بتعرف تلزم اى حد حده، اسألنى انا
هز معتصم رأسه حانقا ليتمتم
- طب وايه الحل؟
أجاب ببساطة شديدة.

- تلاقى اللى يحبها بجد، مستعد يضحي بحياته عشانها، شادية حتى لو بتتصرف من عقلها وبدور على علاقة هادية، ده ميمنعش الجانب العاطفي منها ان الراجل قدامها يحسسها انها فعلا مهمة في حياته
استهجنت ملامح معتصم ليغمغم بسخرية
- والله مبقتش عارف بقيت دكتور حب ولا دكتور نفسي يا عاصي.

رفع عاصي عينيه وهو ينظر إليه بنظرة ذات مغزى، يتذكر من أكثر من عام عرض عليه صفقة مربحة من طرف يمارس عمله كطبيب ومن طرف آخر يعمل وظيفته الثانية حارس شخصي تحت الطلب، تلك الكلمة تقع على اسامعه مختلفة بعض الشئ، جميع من يخالطهم بعيدا عن مجال عمله كطبيب ينادونه استاذ حتى الحى تناسوا انه طبيب وبقى لفظ استاذ ملتصق باسمه، تمتم عاصي بنبرة ممتنة للرجل الذي ضمه تحت جناحه لفترة وهو يعتبره كأبن ثاني له.

- استاذ معتصم، شادية اللى من سنها كانت بتكره وجود راجل يبقي حواليها دلوقتي عندها قابلية انها تتفاعل معاهم، متنساش حضرتك الشغل اللي بتشتغله ده واقع تحتها فوق خمسين راجل على الأقل تحت اشارتها.

عصف القلق قلب الوالد رغم كل ما يبثه عاصي من اطمئنان، يقسم أنه لم يكن ليترك عاصي عن العمل إلا أن عاصي اخبره انها بطريقة قدرت على تجاوز محنتها، رغم انه قابعا في مكان ما في جسدها لكن قادرة على التغلب عليه، تمتم معتصم بخشية
- لكن انا لسه خايف عليها، مكنش ينفع تندفع بالطريقة دي، مش لؤي، كائن غامض ومشاكل عيلته معقدة خايف تتأثر وتنتكس تانى
تمتم عاصي بعقلية شديدة.

- شادية واعية اللى بتعمله، مين عارف، ممكن يكون نصيبها وممكن يجي نصيبها
تمتم معتصم بشرود شديد
- عارف لو جيه حد عايز يتجوزها منى عشان اخلص من لؤي هوافق فورا
مال عاصي بابتسامة مبتهجة وهو يغمغم بمشاكسة
- اهم حاجه يكون بيحبها
انتبه معتصم لنظرات عاصي الدافئتين وذلك الوهج المظلل لحدقتيه ليضيق عينيه وهو يتمتم بمكر
- قولى صح، شغال تقول حب من الصبح، خير غزالتك رايقة النهاردة.

زادت عينا عاصي توهجا ليخفض عينيه وقد احتقن أذنيه حرجا من مشاعره التي أفصحها ل أبيه الروحي، استقام معتصم مهللا بفرح وهو يقترب منه بفضول شديد
- لا متقولش، مين؟!
تمتم عاصي بنبرة مشاكسة
- واحدة شوفتها امبارح، لكن مش عايز حضرتك تقول لتوحة، انت عارفها ما هتصدق تروحلها
انفجر معتصم ضاحكا وهو يجلس على المقعد المواجه له ليربت على ساقه وهو يتمتم.

- سلملي عليها، بنت مين ومن أى عيلة كانت هتتشرف بيك، انت معدنك طيب، زمن الرجولة مبقتش موجودة
لمعت عينا عاصي وهو يقترب من معتصم قائلا بنبرة غامضة
- هلزمك بكلامك ده يا استاذ معتصم
لمعت عينا معتصم وهو يعلم أن عاصي لا ينطق كلامته عبثا، وعد كهذا سيلزمه كالطوق في عنقه، إلا أنه ما فعله لابنته الكثير حقيقي، لمعت عيناه بامتنان وهو يهز رأسه موافقا، ليستقيم عاصي واقفا وهو يتمتم بنبرة هادئة
- هشوف حضرتك بخير.

استقام معتصم من مقعده وهو يصيح بحنق
- ايه يا ولا انت فاكر نفسك رايح فين، انت هتشتغل معايا، انت نسيت من زمان انى كنت هعينك عشان تساعدني، صحتي مبقتش زمان يا عاصي
تمتم عاصي بهدوء شديد
- ربنا يديك طولة الصحة، لكن هستأذنك لفترة راحة قبل ما اشتغل
هز معتصم رأسه بتفهم شديد ليتمتم
- طيب يا ابني، ربنا يوفقك في شغلك.

شيعه معتصم بنظراته حتى اغلق باب المكتب، بقى وحيدا يفكر كيف سيصبح ذلك البيت ساكنا بعد مغادرة شادية لرحلة عمل وسحب جيهان معها بحجة أنها رحالة، ماذا تظن شادية شقيقتها صاحبة الأسلاك تلك انها تنافس ابن بطوطة مثلا؟!، حينما عاد لمقعده وجد كوب العصير ما زال نصف ممتلئ لتلتمع عيناه بخبث، بل سيغادرا وسيعبث هو مع قهوته الحبيبة كل صباح ويستميل الحارس لصالحه.

لوت جيهان شفتيها بحنق وهي تبتسم باتساع، ابتسامة حمقاء تبرز اسنانها البيضاء وكأنها في إعلان لإحدى شركات لمعجون اسنان، تطحن ضروسها بحنق، وبداخلها تتوعد لشقيقتها، تقسم انها ستثأر منها، هي جيجي السويسري، صاحبة الترندات الأولى على مواقع التواصل الاجتماعى، أول امرأة عربية رحالة في شتى أنحاء البلاد، بل وعقود الشركات لمستحضرات التجميل التي تأتى لها لاهثين ارضاءا لشروطها الإجبارية المتعنتة، تقف أمام صالة خروج المسافرين تحمل بطاقة شركة عالمية، مصور عالمى تعلمه جيدا لكن لم يصدف لها التعامل معه سابقًا، تذكرت حنقها منذ الصباح حينما اتصلت شادية تخبرها بعملية باردة أن تنتظره وتحسن استقابله وحينما سألتها عن وصفه لتعلمه بدلا من الوقوف كالبلهاء في المطار أجابت شادية ببرود.

- هيكون زي أي أجنبي يا جيهان، مش بعيد يكون راجل داخل الخمسين، مستصغر نفسه و صابغ شعره، او يكون شاب طايش اهوج، قصير في الطول وملامحه فيها غرور ولا كأنه بيتفضل علينا، اقرع بردو، ومهووس بمعداته، ممكن هيقرفك بطلباته ولا كأنه ملك هارون في زمانه، او ممكن تلاقيه اشقر بوشوم مقرفة على جسمه، حاطط على ودانه حلقان ولبسه ممكن يكون قميص وشورت بس ادى اللى اقدر افيدك.

انفجرت جيهان ضاحكة بسخرية، اسم المصور الحقيقي لا هي تعلمه ولا شقيقتها، بل اكتفت بكتابة اسم شركته لتلوي شفتيها بحنق وهي ترى وفد المسافرين يخرجون من الصالة، أين ذلك الأحمق
قصير البنية، أصلع الشعر، اشقر، بوشوم على صدره و ذراعيه، بثياب مهرجين مضحكة، رفعت عيناها فجأة وهي ترى تقدم رجلا نحوها جعلها تزم شفتيها بحنق، تقسم لو جاء للمغازلة ستوسعه ضربًا..

زفر حانقًا وهو يحاول استعادة صفاء عقله بعد ساعات طويلة قضاها في جسد معدنى متحرك، كل ذلك بسبب زفاف ممل، بل وسيتعامل مع منظمة زفاف نزقة، عملية، باردة، اربعينية، ذا جسد مترهل وملئ بالدهون، هو، هو ترك نساء الفاتنات وسيقانهم الفتاكة، ضغط على اسنانه بحنق، وهو يتذكر معداته وباقي فريقه سيأتون بعد يومين وهو من المفترض أن يقابل منظمة الزفاف وتغير بعد النقاط التي يراها متحكمة، بل لها السلطة العليا بتحكمه، بالله منذ متى يدع امرأة تحكمه، لو كانت شابة ربما سيجعلها تتأثر برجولته ويمارس بعض سحره عليها، لكن كلمة عربية استوقفته، لن تجعله يتمادى، على الرغم انه أتى لمصر للمرة الأولى للعمل جعله يتوتر وهو يتفحص بتعجل حانق بين اللوحات باسم شركته، ليراها.

انفرجت عن شفتيه راضية وهو يتقدم نحوها بابتسامة يعلم تأثيرها على النساء، يربت على كاميرته الثمينة وعيناه بوقاحة وتمهل انثوي يتفحص كل انش بتلك المرأة الفاتنة، يتفحص برضى من خلف نظارات عينيه القاتمتين ليستشعر برأسها المرفوع نحوه بعبوس شديد، وحينما اقترب منها انفرجت عن شفتيه ابتسامة مغوية ليتمتم بلغة إيطالية
- مرحبا يا فاتنة.

رفعت جيهان عيناها بتوجس وهي تجد جسد رجل فارع مهيمن عليها، بعضلات جسده الضخمة وخصلات شعره السوداء المبعثرة لتمر عينها على تيشيرت زيتوني شبابي مبرزا باستحياء صلابة بنيته وأسفله بنطال جينز اسود، لكن ما لفت انتباهها تلك الكاميرا التي يحملها حول عنقه وحقيبة ظهر سوداء، هل هذا فقط ما اتى به؟! تمتمت بلهجة انجليزية
- عذرا يا سيد، انا لست متفرغة لأى محاولات تودد، انا في انتظار شخص هام.

ابتسم بمشاكسة وهو يرى خصلات شعرها المجعدة التي تخفي ملامح وجهها الفاتن ليتمتم بلهجة انجليزية باردة
- إذا يبدو أننا سننتظر مطولا يا فاتنة، فا انا اخر شخص في تلك الطائرة
رمشت جيهان بأهدابها عدة مرات لترتد خطوة وهي تلعن غباءها، لقد ظنته سائح، اللعنة يا لغبائها.

عيناها شملت بنية جسده وملامح وجهه الرجولية بافتتان انثوي، وشكرت ربها انه ليس اصلعا ولا اشقر ولا يوجد على ذراعيه أي وشم، انفرجت عن شفتيها ابتسامة ناعمة مغرية
- هل انت هو الضيف المرتقب اذا، حسنا انا جيهان السويسري سأكون مرشدتك حتى وصولنا للفندق وبعد أن تأخذ قيلولتك ستقابل المديرة ثم في صباح الغد أعدك ببرنامج سيعجبك للغاية.

ما زال محتفظًا بابتسامته الجذابة، حسنا ربما يجب على فتياته في الوطن ان تنتظره، ف هو سيحظى على متعة اكبر هنا مع صاحبة الخصلات المجعدة والعينان اللامعتان
تمتم بنبرة خشنة وهو يمد يده ليغمغم
- ناديني سرمد يا فاتنة، ومن الغبي الذي سيرفض عرضًا مغريا مثلك
ضاقت عيناها وهي تستشعر عبثه إلا أنها تمتمت
- مرحبا بك يا سيد سرمد في مصر، أنرت القاهرة.

أشارت نحو نحو الطريق لتسبقه بخطواتها الرشيقة جعل سرمد تتسع عيناه وهو يرى سيرها كما لو انها عارضة، لا تستعرض خطواتها، بل يبدو طبيعيا جدا بدون ابتذال، اقترب منها وهو يغمغم بنبرة ناعمة
- شكرا لك يا فاتنة.

صمت بجمود وهو يخرج من المطار لتواجهه لسعات الشمس الحارقة مع نسمات الهواء الدافئة، تنهد بيأس وهو يصعد سيارة تابعة لشركة تنظيم الزفاف، عيناه تتابع بشغف شديد ودراسة ثاقبة نحو بعض الاماكن التي لفتت انتباه ليقوم باضافة بعض المناظر الطبيعية لمشروع خاص به بجانب الزفاف، اذناه مرهفة السمع نحو صوت جيهان وهي تشرح باستفاضة ونبرة حماسية عن بعض الاماكن التي سترشده إليها في صباح غد، نصف ساعة مرت حتى وصلا الى الفندق، ترجل من سيارته لتترجل جيهان من المقعد الأمامي وهي تتابع ثرثرتها اللذيذة عن موقع الفندق المميز، الفتاة مبهرة حقًا، متقدة الذكاء، ويبدو أن منظمة الزفاف اجادت خيارها لتصبح واجهة مميزة لشركتها...

توقفت عيناه لمنظر مغري للغاية، سيقان ذو سمرة ناعمة لم يرى في درجتهما قبلا، ارتفعت عيناه بوقاحة نحو سيقانها العارية الأنثوية ليجد تنورة سوداء تعوق طريقه لمتابعة استمتاعه المغري، التنورة الفضفاضة تسبح بحرية مع فعل الهواء لكن انامل طويلة انيقة تحد من عبثها، ارتفعت عيناه نحو خصرها الدقيق تابع تفحصه الدقيق نحو بلوزة برتقالية منعشة من خامة الحرير لتشارك مع تنورتها العبث المرح..

لمعت عيناه بوهج شرس، ليري خصلات الداكنة واناملها تنتقل من تنورتها الى شعرها بغيظ شديد، وكأنها لا تعلم ماذا تفعل لتوقف عبثهما، أنامله هبطت بهدوء نحو كاميرته ليرفعها وهو يخزن صور تلك المرأة الفاتنة في ذاكرة كاميرته، عيناه بتفحص دقيق وهو يلتقط صورا نحو تنورتها وساقيها العارتين لترتفع نحو خصرها الدقيق ثم بلوزتها البرتقالية التي لائمت بشرتها برعب مخيف، حتى وصل الى خصلات شعرها الساحرة، بدى مبهوتا لثواني وانامله تلتقط صورا عديدة أكثر من المعتاد، هل هذا هو سحر الشرقيات؟، هل لهذا صديقه تزوج امرأة عربية وترك فاتنات الغرب؟!، انتبه بدهشة نحو الفاتنة صاحبة الخصلات المجعدة التي اقتربت منها لتمنع عدسته وعيناه من التهام تفاصيلها، ازاح كاميرته بعيدًا عن عينيه لينظر بضيق وعبوس نحو بشاشة صاحبة الخصلات المجعدة ونزق ملامح السمراء، هل هي صديقتها المقربة، حسنا واذا فمهمته أصبحت سهلة، سيقدر على الاقتراب منها اكثر، قدماه قادت نحوهما واصواتهما تصله لاذناه لكن عينيه ترتكز على ملامح وجهها الفاتن بسمرتها الجذابة، سمرة كتلك تدفع نساء شاحبات البشرة للحصول عليها، انتبهت جيهان من وجوده لتمتم بعملية.

- سيد سرمد، دعني أعرفك بمنظمة الزفاف سيدة شادية
رأى اتساع حدقتى عينيها بريبة نحوه ليمد يده قائلا
- تشرفت بمعرفتك يا سيدة شاديااه
مطت شفتاه قليلا لاسمها لينظر نحو عينيها الباردتين وهي تضع يدها داخل كفه الضخم
- اهلا بك
تشبث بأنامله وارتفع إصبعه نحو نبض رسغها ليرى اتساع حدقتيها وهو يرمقها ببطء، أنامله مررت على موضع نبضها ثلاثة مرات ليشعر بارتجاف جسدها، اليوم هو يوم سعده حقًا.

المرأة التي ظنها عجوز شابة مبهرة الجمال، أحس بتملل يدها لتفلتها لكنه لم يقدر على افلاتها وهو يرى معالم وجهها النزقة، رفع كفها وهو يلتمس نعومته برقة شديدة يتعاملها مع النساء ليميل مقبلا ظاهر كفها بحرارة ليرفع عيناه مغمغما بإيطالية حارة
- دعيني أرحب بك يا سمراء بطريقة تليق بأنوثتك المتطلبة لرجل حار المشاعر مثلى ليخرجها لعنان سماءه فقط.

انمله ما زال يمسد نبض رسغها بحميمية جعل وجنتيها تتدفق بحرج وغضب، عيناه رأت ذلك الشيء اللامع المتوسط في بنصرها ليرى خاتم خطبة و بريقها الصارخ تكاد تبصر الاعمي، الا انه ببرود شديد تابع بايطالية شديدة وهو يراقب جهلها وجهل التي بجوارها
- لا يوجد رادع لمنعى من اختراق محرابك يا سمراء الملامح، صدقيني لا شيء على وجه الأرض سيمنعني من اختراق قشرتك الخارجية للتنعم بدفء انوثتك كما استشعرت دفء كفك.

ترك كفها أخيرا وهو ينظر بعينيه نحو جيهان العابسة ليتمتم بانجليزية
- هيا يا فاتنة، قوديني نحو غرفتي، أشعر بانهاك حار بعد ما رأيته اليوم
هزت رأسها ايجابا وهي تنتقل بعينها نحو شادية التي تسبه بوقاحة شديدة لترفع عينيها نحو سرمد الذي استدار بلا مبالاة، وداخلها يقين ان ذلك الرجل العابث سيغير من حياة شقيقتها!

في نفس وقت خروج سرمد من المطار، غادرت آسيا وهي تجر حقيبة سفرها وجسدها الانثوى جذب عديد من اعناق الرجال ليشاهدوا سيرها المتبختر المائع، عيناها الزرقاء الهائجة بوحشية تحذر جميع الرجال من الاقتراب..
لم يصلها خطبة ذلك الضخم، الشبية بعضلات هركليز سوى أمس، كيف خدعها ذلك الاحمق، الغبي، كيف تم الأمر بسرية تامة ليفجر قنبلته في وجهها وصحافة المدينة!

صبرا لؤي حتما سأقتص منك كل دمعة هطلت، انت وعائلتك الغبية، الساذجة، جميعهم سيصبحون تحت قبضتي ولن ارحمهم بداية من غالب وتلك الحية التي تعيش في منزلهم المسماة بجميلة حتى اخر فرد فيها، ستجعلهم يتذوقوا طعم اليتم والاهانة، لن تسمح لرجل مهما كان أن يؤثر عليها بضعف مرة أخرى، لن تستسلم لتيارات الهوى الخادعة.

صعدت سيارة اجرة وهي تخبر السائق المدله بجمالها نحو عنوان منزل يجب أن تزوره قبل الذهاب الى شقتها التي لا يعلم أحد عنها حتى شقيقتها..

ابتسمت نحو السائق بلطف شديد وهي تغريه بمال وفير حينما يصل لوجهه شقتها بالنهاية، اما السائق والعرق يتصبب من صدغيه ليتبلع ريقه لجمال تلك المرأة الوحشي وهو ينظر الى طريقه ويمني نفسه بما هو أكثر من تلك الاجنبية الملامح، ترجلت من السيارة وهي تهبط من جذعها نحو النافذة لتبرز مفاتنها من خلال بلوزتها الحمراء التي تركت اول زرين محلولين
-شوية وهنزلك، استناني.

قالتها بإغواء متعمد والسائق جذبت عيناه نحو ثعبان الذهبي ملتف حول عنقها البض، تعجب لدهشة من كيف إمرأة تخطو على جرأة شديدة لترتدي ما يشبه عقد على شكل ثعبان صغير لا يبرز سوى راسه وذيله ملتف حول عنقها ازدرد ريقه بتوتر وهو يتمتم
-عيوني يا انسه.

ألقت غمزة عابثة وهي تتوجه نحو البناية السكينة، نظرت للحارس بنظرة ذات مغزى التقطها هو ليعود جالسا على مقعده وتوجهت هي نحو المصعد ببرود شديد تضغط على الطابق المنشود..
لحظات وغادرت لتقترب من المنزل وهي تقرع جرس الباب بهدوء شديد، لم تتاخر الاستجابة لتقع عيناها على امرأة ذات عينين دافئتين وملامح وجهها تقدحان شررا ولهاثها يخرج من شفتيها
-مين انتي.

صاحت بها تلك ذات الملامح الناعمة بصوت أجش خشن، لتبتسم آسيا ببرود
-جاية اخد بنتي
همت فرح بإغلاق باب وجهها، الا ان حذاء تلك المجنونة إعاقتها لتتابع ببرود
-جاية اخد شمس
-شمس مش هتتحرك من مكانها يا آسيا
جاء صوت رجولي صارم وهو ينظر نحو المراة بعداء شديد لتبتسم اسيا بتحدى شديد وهي ترى الفتاة متذبذبة بينهما لتتسع عيناها بظفر شديد
-مش هتقدر تمنعها عنى يا نضال، ويا انا يا انت
عيناها مليئة بالتحدى والإصرار.

تبدو انها لن تبرح من ارضها سوى الأخذ بما تدعيه هو حقها، وإن كانت هي آسيا عزام
فهو نضال الغانم، لا يسمح بمن يهتم به أن يبتعدوا عن نطاق دائرته!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة