قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

حينما صدر أصوات بوق الحرب
لم تحمل سيفًا لتحارب بشجاعة
بل اختارت الانزواء والاختباء، للظفر بحياة
بدلا من أن تسقط مضجرة بالدماء
لكن سقطت أسيرة له
وصمتها المخزي، جعلها توافق على إذلاله لها تحت مسمي العشق
فرح الغانم
حاولت
حاولت الهرب من فكاكه.

لكنه في كل مرة يسحبها بقوة وضراوة للسقوط في جحره، الأمر يشبه بمحاولاتها النجاة من الغرق وهو يد عنيدة تمسك بساقها يدفعها دفعًا للأسفل، المثير للضحك هنا، جسدها مستسلم بخزي مقيت، مستسلم بطريقة مثيرة للغثيان.

هزت رأسها بحركة عنيفة وهي تطرد صورته المثالية مع صغيرته شمس، التي تتحدث بتقطع لذيذ، الغريب في الأمر أن الفتاة لم تنطق اسم ماما ولا مرة فقط في مكالمات الفيديو مع والدتها الأصلية، وعلى ذكر مارية اختنقت انفاسها بضيق
تتخيله هو، يعاشرها كما يفعل معها، يلمسها كما يفعل معها، تذوب بخجل أنثوى من خشونته تجعل جسدها يستجيب بهدوء وسلاسة غريبة، رغما عنها تجن.

هي تغار، تلك الغيرة لا تقدر على وأد ذلك الشعور، الأمر اشبه بنبش في اطراف جسدها، عضت على طرف شفتها السفلى وهي لا تقدر على القراءة في كتابها الدراسي أكثر من ذلك، ستخرج من جو البيت الغريب..
عقلها يعود لأيام حينما استخدمت اسلحتها الانثوية لدحر غيرته التي لن يعترف بها حتى الآن، هو ينكرها كما ينكر علاقتهما الوطيدة ويضعها تحت مسمي اعتياد، لكن إلى متى؟

إلى متى سترتدى قناع الضعف والذعر، لا هي أصبحت كما في الماضي ولا هو ظل كما هو
كلاهما تغيرا، ارتسمت ابتسامة ساخرة، ستنتظر الوقوف على أرض صلبة للخروج من حياته.
ليس ذنبه أنه لن يقدر على اعطاءها شيء غير قادر على منحه لها، ولا هي ستتحمل نوباته المخيفة تحت اسم الحب.
دفن نضال وجهه في عنق شمس لتتحسس الصغيرة من لحيته الخفيفة منفجرة بضحكات عالية متنفسة بتقطع
- با، با.

مال بشفتيه نحو جبهه صغيرته هامسا بضعف يكشفه لها
- يا روحه يا شمس، مش عايزك تزعلى منى لما تكبري، الحياة مكنتش عادلة معايا، ولما جت تديني حسيت انى مش قادر اغامر، اغامر من جديد واخسر نفسي واضيع عمر من تاني.

صمتت شمس وبعينيها الذهبية الشبيهة بعينيه اتسعت عيناها وهي تراقب ملامح وجه ابيها المتألمة، اقتربت تلمس بكفها وجنة ابيها بحنان فطرى جعل نضال ينتبه للصغيرة وهي تهمس بتعثر من شفتيها الصغيرتين لترتسم ابتسامة على شفتيه وقال
- ايه رأيك؟، اغامر من جديد؟ ولا استكفى بيكى؟، ولو اكتفيت بيكي هتمشي ولا هتبقي معايا واكون خسرت كل حاجه.

زمت الصغيرة شفتيها وهي تهز رأسها بالإيجاب ثم بالنفي جعل نضال ينفجر ضاحكا من تمتماتها المتعثرة السريعة، كأنها تعاقبه على عدم فهمها له لتفعل المثل، قبل وجنتها وتمتم
- طلعتي مش سهلة، زيها.

اراح رأسه على الحائط واضعا الصغيرة على حجره تلعب بشاربه ثم وجنتيه، ارهفت اذناه السمع لصوت كعب حذائها العالي لتتشنج عضلات فكه بغضب وحاسة الانف التقطت عبير عطرها الناعم، عيناه تأملت قدها الممشوق بفستان أصفر فاتح صيفي يصل الى نهاية ركبتها وذراعيها مكشوفة بوقاحة شديدة، تعطي للجميع لمحة عن نعيمها الخاص وهو الوحيد الأولى به، صاح بنبرة صارخة وهو يستقيم من مجلسه
- رايحة فين يا مدام.

ادارت فرح بوجهها نحوه ببرود ظاهري شديد لتمتم بنبرة عملية شديدة
- رايحة شغلى
مال بشفتيه مقبلا راس الصغيرة قبل أن يضعها في منطقة الالعاب المخصصة لها، ليقف بشموخ امامها قائلا بنبرة ساخرة اعتادتها
- ويا تري المدام اللى بتروح الشغل، واخده بالها من بيتها ودراستها
رفعت فرح حاجبها بتعجب، هل تلك المرة تستسلم تذمر منه؟ مرت اناملها على خصلاتها الحرة لتجيب ببرود.

- انا مليش علاقة بأى حاجه في البيت، ودراستي انا عارفة انا بعمل ايه كويس، والاهتمام الغريب اللى بتعمله ده يا ريت تبطله
هز نضال رأسه ليقترب منها بخبث شديد وهو يقول بنبرة هادئة تستدعي الريية
- مصرة يا فرح تلبسي شخصية مش شخصيتك
رفعت راسها بحنق وقالت بحدة
- مين قالك
صاح بنبرة هادرة، وقد اكتفى حقا من صمته لها، هل تظن صمته دلالة على ضعفه، ابدا، سيربيها تلك الوقحة حتى تخرج بثوب فاضح مخزى خارج المنزل
- فرح.

عقدت ذراعيها على صدرها وعيناه هبطت تدريجيا ليلاحظ بروز منطقة الصدر بطريقة، طريقة وقحة مثل فستانها، مراجل غضبه تفور بثورة وهو يجز على اسنانه بسخط، يحاول عابثًا تهدئة روعه وغضبه، هو منذ تلك الليلة الصاخبة مختبرا نعومتها وهشاشتها وقوتها الانثوية الجديدة صمت، صمت واندمج ليصل إلى اعماقها ويعري تلك الصلابة التي اكتنفتها غير ملاحظا انه عرى لها روحه، مرر يده على خصلات شعره ليصيح بحدة ونفاذ صبر.

- فهميني عايزة ايه، شغل اللف والدوران ده انا مبحبهوش
ابتسمت، ابتسامة مقيته لا يعلم هل تعلمته في عملها أم هو لم يعلمها جيدًا، اقتربت فرح بهدوء شديد حتى صارت على بعد شعرة منه، مالت برأسها وهي ترفع اناملها تعبث في أزرار قميصه قائلة
- انت عايز ايه منى يا نضال، فيه ايه منى لسه مخدتهوش.

يداها تجرأت لتلمس عضلات صدره وذراعيه وهو واقفا بصلابة شديدة دون ان تتأثر عيناه من حركاتها الانثوية البائسة لتؤجج اشتعاله، امسك كفها بقوة بين انامله جعلها تصدر تأوه مؤلم، لم تتأثر معالم وجهه وهو يمسك يدها الاخرى ليفتح ازرار قميصه ويديها المرتجفتين سكنت على صدره العاري بعدما تخلصت من قميصه بمساعدة انامله الحازمة ليتمتم
- كتير.

اعتقل خصرها لتشهق بدهشة وشفتيه اخرست شفتيها والجم عقلها ليخدره لدقائق، استباحت يداه للتخلص من فستانها لتمرر انامله بوقاحة اسفل نسيج فستانها لترتعد وعيناها تتسع بقوة وهي تحاول ان تجابه طوفانه الهادر الذي أتى دون أدنى إنذار، عيناها بذعر انتقلت للصغيرة التي تولي لهما ظهرها وهي مندمجة مع العابها، حاولت الفكاك منه، لكن قوته ادحضت مقاومتها وهو يدفعها بحدة نحو الحائط.

قبلاته متلهفة، مشتاقة بجنون، وهو يتركها تتخبط من بين نضال السابق والحالي، انكمش جسدها حينما استشعرت برودة الحائط خلفها لتفتح عيناها بجحوظ حينما انتبهت الى نصفها العلوى شبه العاري، انزلقت عيناها نحو فستانها الذي يتخلص منه الا ان يديها تشبثت بفستانها بقوة تحت الحاح يديه.

زفر نضال بحرارة وهو يحرر شفتيها من أسره ليدفن وجهه في عنقها البض يقبله بتلهف شديد، يستمع الى انينها الهامس باسمه وهذا لا يزيده سوى ثورة، امسك عنقها بقوة جعلها تشهق بألم لتنكس عيناها ارضا بخجل لنفسها، قبض نضال بأنامله على خصرها العاري يهدأ جحيم نيرانه المستعرة بشوق لوصالها، وتجربة جنون جديد آخر معها، لكن عقلها يرفض والدليل تمسك يداها بفستانها الملفوف حول ساقيها، استمع إلى همستها المتحشرجة.

- انا يئست انك تتغير معايا، خلي عندك شوية رحمة وتسيبني احاول اعيش
مرر نضال انامله على خصلات شعره، وهو يستعد لشجارها الذي لم تنساه، تمتم بحدة
- بالطريقة دي، انتي بدمري نفسك اكتر
من هو حتى يتحدث معها بتلك الطريقة؟
أليس هو الوحيد الذي حطم احلامها وامنياتها
أليس هو من نبذ حبها؟، ألم يخبرها أن الحب يثير به الاشمئزاز
أليست النساء فقط بضاعة لتسلية مزاجه، وهو لم يمل منها؟
أليس هذا كان حديثه، ما الذي تغير به؟!

اعادت ارتداء فستانها تحت نظراته المثبتة على جسدها، لا تعلم تلك الحمرة الغبية على وجنتيها ما سببها؟، من يظنها خجلة من نظره لمفاتنها لا يصدق ما فعلته في فراشه تلك الليلة!
كانت فرح مختلفة، فرح اكثر انفتاحا، أكثر قوة، تعلم قدر ثقتها وجمالها وهي رات في عينيه ما لم يقدر على بوحه.

التملك العنيف، تشبثه بها حتى بعد شبعه منها، لقد نامت بين ذراعيه حتى صباح اليوم التالي وحينما استيقظ على محاولاتها للفكاك من أسر ذراعيه شدد من قوته وهو يقبل شفتيها بقسوة، كأنه يعاقبها على استيقاظها له بتلك الطريقة، لكن ما فائدة ذلك إن كان تفسيره مجرد جسدي وليس روحي؟!
انفجرت صارخة في وجهه صائحة بانهيار
- انت مضايق ليه، انا بدمر نفسي مضايق ليه، انت دمرتني واذتني كتير بكلامك وسخريتك مني ومن حبي.

تهدجت انفاسها مع ومرارة كالحنظل تحاول ابتلاعها والاعتياد على ذلك الطعم المُر، لتهمس بنبرة فاترة من أى انفعال
- فيه ايه تاني يا نضال، فيه ايه تاني حابب تدمره
اتسعت عيناه بحدة، هل تلك طريقة انثوية ضعيفة تجره الى الأعتراف، حسنا سينساق خلف بحار انوثتها الخادعة، امسك مرفقيها بقسوة ليصيح في وجهها
- انتي عارفة ان انا عمري ما معترف بالحب.

صدر صوت بكاء شمس، لتحاول فرح التخلص منه والذهاب اليها الا انه منعها متمسكا بها، صاحت بحدة وعينيها مثبتة على ملامح الصغيرة الباكية
- حب؟، لا انت ببساطة خايف مني
تصلب وجه نضال لتقترب فرح هامسه بنعومة شديدة.

- خايف من حبي يا نضال، بتحاول انك تكرهني فيك، مش كدا، شغل الحبس والضرب والاهانة عشان اطفش منك، بس محذرتش مش سيبالك البيت، ومش حبا فيك، لان انا وانت في النهاية ملناش غير بعض، بس عيلتك بتحبك وعيلتي انا للاسف باعوني ليك.

تشنج فك نضال وهو يطلق سراحها لتقترب من شمس وهي تسحبها الى احضانها، تهددها برقة شديدة طابعة عدة قبلات على راسها حتى استكانت بعد بكاءها، الهتها في دميتها الصغيرة لتتابع همسها لنضال الواقف المتأمل لتصرفاتها
- تعرف حبيتك ليه، حسيت جواك انسان عكس اللي بتحاول تبينه للناس، انسان بيهتم باللي يهموه واللي حواليه حتى شمس اللي دخلت قلبت كيانك، حسيت وقتها انى دخيلة لحياتك، دخيلة ومكاني غلط.

ارتفعت عيناها المعذبتان، تخبره وجعها وألمها، تشتكيه من قسوته وألمه وكلامه اللاذع الذي كان كسوط يجلدها دون أدنى رحمة لتهمس
- كلهم بتتأثر بيهم وبتهتم بسعادتهم وانا.

لم يملك نضال سوى الابتسام في ذلك الموقف، اذا كانت هي قدرت على تعريته لتلك الدرجة، ألم تحاول التعرف على جنونه منذ اكتشافه بخيانتها له، عائلته تعامله كمريض نفسي يخشون تقلباته والقوا بفرح اليه لتصبح طعمهم ليعود الابن الضال في كنف عائلته بعد سنين من عدم الإعتراف كونه ابن من امرأة فاسقة استمالت بعقل رجل غني متزوج، واصبح هو نتاج تلك العلاقة، هو حتى الان لم يبحث عن والدته، فهى منذ البداية رمته لوالده، لما سيبحث عنها الان؟ أسينفجر في وجهها ويعاتبها ويصرخ، وماذا سيستفاد بالنهاية؟

اتخبره سامحني بنى أم تقول له فعلت الافضل لك ولحياتك فقد اصبحت مثل أخويك ولك مكانة كبيرة في المجتمع، زفر نضال متنهدا ليقول بحدة
- لو مكنتش مهتم بيكي مكنتش جريت وراكي يوم ما قررتي زي الهبلة تروحي شقة دعارة.

اتسعت عينا فرح بجنون، همت أن تخبره ان تلك كانت خطة اخيه وقاص واخبرها انها في حمايته ولن يسمها شخص ان ذهبت خصوصا انه دفع للمسؤول عن الشقة مبلغا وقدره لابعادها عن العين، استمعت الى نبرته الساخرة وهو يفيقها من ماضي ليس ببعيد
- فاكرة وقت ما طلقتك، اتفاجيء انك هناك، ومع ذلك سامح ليكي انك تمارسي حياتك، مأتمنك على بنتي، مخليكي لحد دلوقتي على ذمتي، تفتكري كل ده ليه.

صاح باخر كلمة صارخا انتفض جسدها على اثرها، زمت شفتيها وهي تمتم بصلابة شديدة منتظرة اعترافه، تريد معرفة وقع تلك الكلمة التي كانت تنتظرها بيأس شديد
- عايزة اعرف ليه
بدى فاقدًا اعصابه، متخليا عن سخريته، وحده كلامته لم تصيبها، بل يصيبها نحوه، شعلة عينيه الثائرتين لم ترعبها رغم حذرها لتسمعه يتمتم بهدوء
- ببساطة عايزك في حياتي.

صاحت ببرود وهي تضغط عليه دون أدنى رحمه، تعاقبه بقسوة كما يفعل، لم ترحم تشتته وتلك النظرة الغاضبة بدلا من اخمادها تنفخ في النار
- عشان بنتك
ارتفع حاجبي نضال وهو يرفع عيناه نحو فستانها ليقول ببرود
- بنتي بعرف اهتم بيها والدادة بتهتم بيها وقت ما تكوني برا
استرخى جسد فرح بهدوء شديد ولمعة عيناها تلمع بظفر شديد، لتصيح بقسوة شديدة
- عايز تقول ببساطة مش قادر تستغني عني، ولا عشان ترميني بكلمتين ارجع لتحت رجليك.

لم ترغب ب كلمات مواربة
تريده ان يكون صريحا كما يصرح بوقاحة عن خدمات ليلة تقدمها له
كما هو قادر على افصاح رغباته الذكورية، ليعرى روحه بقدر ما عرت هي
عادت تلك الجملة البغيضة تعكر صفو انتصارها اللحظى
- بمزاجي سايبك انا
اشرقت ذهبية عيناه بوهج ذهبي ماكر، يشبه التماع عيني الذئب لرؤية غنم، غمغمت بضعف انثوي ماكر وخادع من الدرجة الأولى
- مستني اتأذي؟

ابتسم نضال وهو يرى اساليبها الجديدة للهجوم، أصبحت تعلم متى تشن هجوما ومتى تتراجع بعقلية ماكرة، تمتم قائلا بجفاء
- لو عايز أأذيكي استحالة سيبتك تطلعي برا عتبة الباب
هزت رأسها بلا معنى وهي تتحرك نحو قميصه المرمي على الارض، التقطته بخفة وهي تتوجه نحوه تجبره على ارتداءها ليرتفع حاجبي نضال بتعجب وهو يسمعها تمتم بهدوء
- وبعدين.

تتبع خطواتها الحازمة وهو يضع كلا ذراعيه داخل القميص وترك مهمة غلق الازرار لها، ارتفعت عيناها نحوه وهي تغمغم
- عايز نوصل لايه
مال برأسه نحو اذنها هامسا بمكر
-ولا حاجه، اصل الهدوء جاي على بالي الايام دي، ما تيجي
قلبت عيناها بملل شديد وهي تهمس ببراءة شديدة
- اجي فين
وصلتها رسالته بها شرح كافى ووافى من عينيه، لكزته بحدة على صدره لتمتم بحدة وهي تلكزه على صدره
- انا ماشية
اعادها مرة اخرى ممسكها بزندها ليتمتم.

- اللي بعوزه باخده
لفت يداه حول خصرها وهو يدمر خصلات شعرها نهائيا حتى يمنعها من الخروج، شفتاه توجهت باصرار نحو جيدها يغزر اسنانه بقسوة على عنقها البض، تألمت فرح وهي تحاول ازاحة جسده، الا انه تابع مصرا على عقوبة لا تعلم ما سببها.

انتبهت على صوت رقع الباب لترتفع بوجهها وهو تتشبث بعنق نضال ليترفع ناظرا نحوها بعينين راغبتين، مالت ب شفتيها تقبله بهدوء شديد وتملصت منه سريعا حينما شعرت بتخشبه المباغت وانطلقت نحو الباب تهرب منه وهي تسحب حقيبتها للخارج، تفاجآت بوجود امراة صارخة الجمال
جمال وحشي، بعينين زرقاء براقتين بمكر شديد
وملامح وجهها الانثوي الخادع جعلها تشمئز ملامحها قائلة بنبرة مهاجمة
- مين انتي؟

تفاجات من ردها الوقح الشديد عليها وهي تتفحصها من رأسها لأخمص قدميها
- جاية اخد بنتي
الأ يكفى جنون ذلك الرجل بالداخل، همت اغلاق الباي في وجهها الا ان حذاءها اعاقها وهي تتابع بهدوء شديد
- جاية اخد شمس
صدر صوته الحازم الشديد
- شمس مش هتتحرك من مكانها.

تحركت عيناها نحو نضال حينما اغلق اواخر ازرار قميصه واقفًا بصلابة شديدة وعيناه مهاجمتين لتعود بنظراتها نحو المرأة التي تلتمع عيناها بخبث شديد اخافها لوهلة وهي ترد عليه بوقاحة شديدة
- مش هتقدر تمنعها عني، يا انا يا انت
صفق نضال يداه وهو يثينها على صلابتها امامه ليتمتم بوقاحة شديدة
- جراءتك حلوة، خليكي قد كلامك
مررت آسيا بنظراتها نحو تلك الناعمة وعيناها تلتمع بالنفور الشديد والصلابة لتعود عيناها عليه.

معذب فؤاد شقيقتها
ازادات ابتسامتها الخبيثة اتساعا، وهي تقول بنبرة باردة
- ومين قالك انى مش قد كلامي
خطت عتبة المنزل بوقاحة شديدة وما زالت فرح تمسك بالباب ونضال ازدادت عيناه شراسة ليعتصر قبضة يده وكم ود صفعها الان وصفع تلك الوقحة الاخرى صاحبة الخصلات المجعدة، صبرا عليهما، استمع الى صوتها الوقح
- هي فين
صاح بنبرة ناهرة وعيناه تلتمع بقسوة مغلفة ارهبت فرح
- برا.

ابتسمت اسيا ببرود شديد وهي تمتم ببرود وابتسامة مستفزة تزين ثغرها
- طيب يا نضال، انت بتحب الطريقة الصعبة، قلبتي وحشة على فكرا
اقترب نضال نحوها وهو يتمتم بصراحة شديدة
- اعلى مافى خيلك اركبيه
هزت رأسها نافية وهي تعود بنظراتها نحو فرح لتهمس
- تعرفي، اكتر حاجه بتخليني حزينة ان الرجالة فاكرين ان احنا بنهدد من فراغ، وميعرفوش ان لدغة الانثي بتقتل.

علا صوتها وهي تنظر نحوه بتحدي، جعل نضال يزداد سخطه وملامح وجهه تغيم بقساوة شديدة وهو يحاول ان يحافظ على انسانيه كي لا يقوم بصفعها، ان طالت يداه تلك المتبجحة من اول صفعة ستسقطها ارضًا، اختلج عضلات فكيه ويداه تغيم بجنون خطير وهو يسمعها تمتم ببرود
- عموما، انا جاية اشوفها، هي فين.

تقدمت نحو الداخل وهي تتخطاه ليمسك معصمها بقوة، انامله تضغط بقسوة على عظامها جعل عضلاتها تأن لكن وجهها كالجلمود تنظر اليه بأنفه شديد وعيناها تلمعان بقسوة تماثل قساوة عينيه الذهبيتين، تمتم نضال بضراوة
- محدش فيكم هياخدها مني
شرست ملامحه وتحولت ملامحه للبرية أكثر، مما جعل آسيا تفلت يدها التي ستنكسر لتصيح في وجهه صارخة
- انا امها، انا اللي ربيتها من اول ما ولدت.

تقدمت للداخل واذناها تسمعان صوت الصغيرة، نبض قلبها بضجيج مدوي وهي تسمع ضحكات صغيرتها، هي من حملتها منذ ان ولدت، هي من أسمتها، هي التي رعتها، حينما ارتفعت درجة حرارتها كادت تفقد عقلها وهي تذهب للمشفى خشية فقدانها، زادت سرعة انفاسها وقدميها تتجه نحو مصدر صوتها لترفع عيناها الدامعة لتسمع صوت الصغيرة تهمس
- م، ماما.

تقدمت اسيا بتباطؤ وهي تهبط بساقيها لتجلس ارضا وتهبط ل مستوى الصغيرة و فرح تتابع بصمت شديد نحو الصغيرة التي تعرفت بسهولة عليها ثم انهيار تلك المتبجحة، ما سحر تلك الصغيرة لتمارسه على المتجبرين؟ تساءلت بدهشة وهي تتابع بفضول شديد الى احتضان الأم لصغيرتها.

مالت تقبل شمس بجنون، وعيناها تجوبان ملامح صغيرتها التي نضجت عن اخر مرة رأتها، دمعت عيناها وهي تحتضنها باشتياق وتشم رائحتها الناعمة لتهمس بصوت هامس نحوها
- ايوا يا روحي، هي
رفعت انظارها نحو نضال الذي يضم انامله في قبضته، عيناه حمراوان وملامح وجهه متجهمة لتهمس بنبرة ناعمة شديدة
- تعرف ان انا سمتها شمس، الحاجه الوحيدة اللي كانت مخلياني اعيش علشانها، هي بس.

اطلق نضال سبه من شفتيه جعل فرح تتسع عيناها جحوظا اما اسيا لم تعبأ به، جل اهتمامها على الصغيرة لتهمس وهي تنهض حاملة اياها بين ذراعيها
- اطمنت عليها، بس هاخدها يا نضال.

تلون الشرر في حدقتيه لتبتسم اسيا بمكر ليقترب منها نضال هاما بصفعها، المرأة وصلت لحد اقصي معه لاحترامها، وقفت فرح امامه وهي تقترب منه ممسكه بساعده تهز رأسها نافيه، عض نضال على نواجذه ليمسك زندها بخشونة شديدة وهو يخرج كبته وحنقه من تلك الوقحة نحوها وهي الأخري تقربت من جسده لتضع ذراعها الاخرى تمسد ساعده التي لا ترحم عظامها، صاح بحدة
- مكانها هنا ومش طالعة.

مالت اسيا بشفتيها ساخرة الى تلك الصغيرة الهائمة بحب شخص مثله، لم تصدق نهايته مع امرأة ليست من طينته، مررت يدها علة خصلات شعرها وهي تقول ببرود شديد
- من سنة مكنتش تعرف عنها حاجه، انا اللى كنت بروح وباجي من المستشفي لو حصلها حاجه، انا اللي سهرت عشانها وقت ما مارية تعبت من الولادة، وانت عملت ايه، عشان اسمها بقى على اسمك خلاص فاكر انها بتاعتك.

تحول صوتها من البرود للحدة الى متشنجة حارة سرعان ما اختفت لتصل للجمود، زفرت متنهدة بحرارة وهي تميل ب شفتيها مقبلة شمس المتعلقة بملابسها لتضعها مرة اخرى في مكانها وهي تتابع ببرود
- شمس جزء منك وجزء منى ومن مارية، هنفضل متربطين لفترة يا نضال لغاية لما تحدد شمس بنفسها تقرر تعيش حياتها معانا ولا معاك.

عيناها هبطت نحو ذراعه المتشبثة بساعد المرأة، الفتاة تمتص طاقة غضبه وهي تتحمل منه، لكن إلى متى ستظل تتحمل؟!
هزت رأسها منفضة تلك الفكرة وهي تتابع ببرود
- ولحد الوقت ده، هنشوف بعض كتير
غادرت كالريح لتفلت فرح يدها بقسوة عنه وهي تنظر اليه بجمود
-قبل ما تمد ايدك على ست وقت غضبك اتعلم تفكر بعقلك، المرة دي كنت معاك المرة الجاية...

تركت كلمتها معلقتها وهي تغادر محيطه لتعود نحو غرفتها تغير ثيابها قبل المغادرة، بقى نضال وحيدًا كما العادة
عيناه وقعت على الصغيرة التي تنظر في اتجاه مغادرة تلك الوقحة بأمل العودة، ابتسم ساخرا
-مستعجلة على ايه هتيجي تاني
جلس على المقعد ليرخى رأسه وعيناه تنظر نحو السقف، وصدي صوت أسرار تصله بتشوش.

-الست محتاجه تحس ان الراجل بيحبها وميبخلش عليها بكلمة حلوة، الست بس اديها حبة من الحب هتحول حياتك جنة، انت بأيدك تصنع حياتك يا نضال يا تخليها جنة أو جحيم
اغمض جفنيه وهو يستمع الى صوت فتح باب الغرفة صاح بصوت مرتفع
-ارجعى اوضتك ذاكرى
صاحت برفض قاطع وهي تتوجه للخارج
- لأ
ما زال بنفس وضعيته غالقا جفنيه ليصيح بنبرة هادرة صارمة.

- خشي اوضتك ذاكرى والا اقسملك بالله ما هتعتبي باب الشقة، اتقى شرى النهاردة وروحي ذاكرى وسيبك من الهبل ده
زمت فرح شفتيها بحنق، ليس خوفا منه رغم ارتعابها لكن قلبها الغبي يشعر بالهلع نحوه، تمتمت وهي تجز على اسنانها بسخط
-ماشي يا ابن الغانم، النهاردة بس مش طالعة.

هز نضال وهو يلوى شفتيه بمكر، ترى ما سبب عودة شقيقة مارية لمصر، أى رياح اتت بها إلى هنا، يوجد امر جلل، لن يصدق ثورتها بعد كل تلك المدة بوجود شمس في احضانه، فتح جفنيه وعيناه تلمعان بمكر شديد
-وماله ومن امتى فيه حاجه صعبة على نضال الغانم.

في مطعم الشامي،
تقدمت رهف بابتسامة رقيقة وهي تسلم على العاملين في المطعم بداية من الندل حتى توجهت للمطبخ وفي يديها تحمل حافظة الكيك التي صنعتها في فترة راحتها من المذاكرة، لقد صنعت شيء خاص له، رغم عدم نجاحها تماما لكن يكفى محاولتها المشرفة لتستحق وسام شرف، ابتسمت وهي تحيي الجميع
- صباح الخير.

اقتربت هنادي صديقتها منذ عملها في المطعم حتى بعد انفصالها عن العمل تتبادل الاحاديث معها، صاحت هنادي بمشاكسة
- الجمال الاوروبي اللي دخل المطبخ، يا صباح الجمال والورد والفل يا رهف
لوت شفتيها بحنق شديد وهي تمتم بحنق شديد
- ايه يعني بقيت مشوفكيش يا رهف
وضعت علبة حافظة الكعك على الطاولة وهي ترد على هنادى
قائلة
- اسفه والله يا هنادي، انتى عارفة الدراسة والامتحانات مش مخلية وقت اني اعرف الاقي وجت واجيلك.

لوت هنادي شفتيها بنزق لتمتم
- مقبول مقبول، لكن زي ما بيقولوا من لقى احبابه نسي اصحابه
وبفضول أشد صاحت بحماس شديد
- ابدعتي ايه
ابتسمت رهف وهي تقول بفخر شديد قائلة
- كيكة كريم كراميل، شوفتها على النت أي نعم مش نفس المنظر النهائي لكن طعمها يجنن
نظرت هنادي بأعجاب نحوها لتنظر نحو الكيكة والابتسامة انمحت من على وجهها، عبست ملامح هنادي من رؤية طبقة سوداء على مقدمة الكيكة لتصيح بصدمة.

- بتهزري، رايحة للشيف تقدميله كيكة محروقة
صاحت رهف بمجادلة شديدة
- اولا خطيبي، ثانيا عشان ميبنيش امال وطموحات لما يرجع من البيت يلاقي اكل زي المطعم، لا هيتبهدل معايا
اتسعت عينا هنادي سرعان ما انفجرت ضاحكة لتهز رأسها يائسة لتهمس
- انتي مشكلة، بس متجيش تعيطي زي زمان انا حذرتك.

نظرت رهف بقلق نحو الكعك ثم نحو هنادي، تذكرت ايام توبيخه وتقريعه حينما لم تقدر على عمل صنية مسقعة مثله، ارتبكت ملامحها وهي تغطي الكعك متجه به نحو اقرب نفاية أو خزانة
- طب ايه ارميه يعني ولا ايه، طب والوقت اللي قضيته وضيعت من مذاكرتي.

عقدت هنادي ساعديها على صدرها حينما لمحت نزار وهو يتابع على بعد منها المشهد متسليا، اشار للجميع الذين يتابعون المشهد بابتسامة خبيثة الا انه نظر نحوهم بصرامة شديدة ليعودوا إلى عملهم لكن نظرات مختلسة يطالعون تلك الصغيرة غير عالمة بوجوده منذ أن قدمت للمطبخ
- محدش ضربك على ايدك
عضت رهف على شفتيها بارتباك وعيناها منصبة على الكعك لتهمس
- طب شوفي دي خبيها في اي حته عشان محدش ياخد باله.

انفرجت عن شفتيه ابتسامة وهو يجلى حلقه ليصيح بجدية شديدة واضعا كلا ذراعيه خلف ظهره
- شيف هنادي
وقفت هنادى بثبات شديد وهي تهمس بجدية
- نعم شيف
يحاول عبثا كتم الابتسامة من شفتيه وهو ينظر نحو ملامح اميرته المذعورة و محاولاتها لاخفاء الكعك الذي اعدته خصيصا له ليصيح بصرامة شديدة
- من امتي نحن قلبنا المطعم قهوة آه
تمتمت هنادي بنبرة عملية باردة ولم تقدر على منع عينيها من النظر بخبث نحوهما
- اسفه شيف.

زجرها بعينيه بصرامة جعل هنادي تهبط رأسها ارضا ليصيح بجفاء نحو المذعورة كليا من نبراته الصارمة
- وانتي يا انسه
تهدجت انفاسها وهي ترفع عيناها الزرقاوان نحو عينيه لتهمس
- نعم
ملامحه العابسة جعلها تتوجس خيفة ان جاءت في وقت خاطئ، أو كره مجيئها الى هنا، شهقت بفزع حينما صاح بصرامة شديدة ليمنع الهرج والمرج في مطبخه
- شو يلي مخبيتيه ورا ضهرك.

رفرفت بأهدابها وهي تنظر الى هنادي مصطنعة الانشغال بمطبخها لتهمس بنبرة خفيضة ناعمة
- اكله محروقة، ثواني وهتترمي
كتم نزار تأوه حار وزبرجد عينيه تلمعان كالأجحار النفسية ليتمتم بصرامة شديدة
- جيبيها وتعي عمكتبي
وضعت رهف يدها على قلبها تستمع الى نبضاته الخافقة بدوى عنيف، ربااه كم تكره وجهه المتسلط العنيف، أين ذلك الرجل المليء بالعواطف، تمتمت بحنق
- دايما بيرعبني
ارتعبت فرائصها من نبرته الصارخة.

- يلا مابدي تاخير
حملت حافظة الكيك وهي تتوجه نحو المكتب بذعر
- حاضر
افسح طريقا لها للدخول وحينما دلفت اغلق باب مكتبه ليدير بجسده نحوها وهو يتمتم بهدوء شديد
- شو يلي جبتيه معك
رمشت باهدابها وهي تهمس بخجل شديد
- المفروض كيكة كراميل.

امسك بحافظة الكيك بدلا منها ليتوجه بها نحو مكتبه، تابعت رهف بنظراتها الى عينيه التي نظرت الى الكعكة بصمت مقيت، يتفحصها يمينا ويسارا، كادت تصرخ في وجهه لا تكن كمهندس ينظر نحو اساسات العقار او كبائع يتفحص الثوب، هي كعكه مصدرها الاخير المعدة، اخرج ملعقة من درج مكتبه ليتناولها الا انها منعته قائلة
- بس مش مجبر يا نزار تدوقه والله، انا يمكن خليت صوص الكراميل يبقي لاذع شوية، لكن هعملك واحد جديد.

وجه بنظراته الدافئة نحوها ليغمغم بنبرة عاطفية
- لك اي شي من ايديك الحلوين بقلب عسل ياعسل انت
اذابها حرفيا
الابتسامة البلهاء زينت شفتيها وهو يتذوق كعكتها دون ان ينغص شفتيه، ارتفع نبضات قلبها وهو يتمتم
- امممم يسلم دياتك
شهقت مجفلة لتتراجع خطوة للخلف وهي تصيح بصدمة
- ن نن نزار
تمتم نزار بهدوء شديد وهو يتناول قضمة اخرى ليتابع بنبرة ناعمة بصوته الشامي الذي سيطير بباقى تماسكها.

- صحيح السكر حرئتيه شوي، بس الكيكة طعمتا بتجنن
رفرفت اهدابها عدة مرات، هل ما تسمع حقيقة ام تهلوس؟! لأول مرة يعجبه شيء دون تذمر وتلك الوقاحة التي تعلمها منه، وضعت كفها الحرة على جبهتها تتأكد من حرارتها لتهمس بتلعثم شديد
- ننن نزار، انننت بتتكلم جد؟
مال نزار براسه وهو يقول بهدوء
-ليش من ايمتا انا بجامل بهالشي
ارتسم ابتسامة ناعمة على شفتيه ليتمتم بحرارة.

- هالايدين الحلوين رح بوسهن اصبع اصبع لك بكفي حبيبة ألبي عملتي شي من تحت دياتا ريتك تؤبشي ألبي ياكنافتي
الجمتها الصدمة وانعقد لسانها تحت اثر كلماته، وجنتيها توردت وانوثتها تنتعش اثر كلماته لتهمس
- نزار
ضعف صوتها يقتله
نعومتها يدمره
ثيابها لوحدها ستفقد عقله
أين السبيل للنجاه من هلاكها، اقترب منها وهو يصيح بنبرة فاقدة للسيطرة.

- رهف منشان الله حاج تحكي اسمي بهالطريقة انا شوي تانية اعصابي معد تتحمل ورح اهجم عليكي واكلك بدل الكيكة يلي عاملتيها وفرجيكي شو عمل اسم نزار لما طلع من تمك
شهقت فزعة وهي تتراجع بخطوات متعثرة للخلف وهي تزجره بكلمات زاجرة
- نزار بطل وقاحة، واتلم
وضع نزار يديه في جيب بنطاله ليميل برأسه هامسا بتوعد
- اتلم؟! ليش انت شفتي شي ياروحي من الوقاحة انت استني شوي عليي بس ياقطتي يلي عم تخربش.

جحظت عيناها ومعانيه المستترة تنجلى من عينيه الوقحتين، صاحت بهزة من راسها لتهمس بضعف يقتله
- لا لا اكيد، بس بحط حدود، اصبر ارجوك
ارفع نزار راسه نحو السقف ويتلمس الصبر الذي نفذ منه، أى صبر تجبره للتحلى به واصبح مجنونا، يريد الاقتراب اكثر
يخبرها عن جحيمه الخاص به، لعلها تتفهم عذابه وترحمه.

- لك انو صبر هاااد يلي عم تحكي عنه انا عم عد الثواني مو الايام مو مصدق ايمتا يجي اليوم لاحضنك وبوووووسك بدون مايكون الو حدا عندي شي
حينما لم تجد بدا من تهدئته والاجواء تشتعل من حولها، والغرفة الفسيحة اصبحت ضيقة لدرجة تشعر بانفاسه الملتهبة تحرق بشرتها، تمتمت بارتباك وهي تلتمس طريقها للخروج
- انا همشي.

فزعت حينما احست بيدت تتمسك بزندها ليسحبها بقوة نحو الحائط، ينظر بجنون وعيناه تمرر على ملامح وجهها والحمرة المتدفقة من وجهها حتى بداية صدرها الذي ظهر من فستانها الصيفى، اقترب لاهثا بنبرة حارة اذابت عظام جسدها
- لو ماني واعدك وعد شرف كنت رح اخدك للماذون واتزوجك اصلا انا اجدب كيف فيني فرط فيك وابعد لحظة عنك وانت متل الكنافة طرية وهشة بتخلي الواحد يشتهي ياكلها اكل.

اغمضت جفنيها ومشاعره تثقلها بقوة، تجعلها دائخة لتهمس بضعف
- نزار اسمحلي امشي
لم يبتعد مقدار انش، احست بانفاس ساخنة تضرب عنقها لتفتح عيناها وتظهر مقلتيها الغائمة بعاطفة اشد احتياجا وقوة من وقع كلماته عليه، حدق نزار بانبهار نحو عيناها المتبدلة من حالة عاطفة لخجل ليهمس بانبهار شديد وهو يري اتساع حدقتي عينيها.

- عيووونك يارهف سبحانه الهي يلي خلئهن عاملين متل البحر بلصيف هاادي وحلو بخلي الواحد يرتاحله ويعشئه ويتمنى يحتضنه، وانا مشتاق اني ابقى بين ضلوعك
ارخت رأسها على الحائط لتهمس بعجز
- ارجوك، كفاية
زفر نزار ساخطا ومتمللا ليبتعد عن محيطها، لدقائق تحاول رهف لملمة شتات نفسها، وامر واحد يجب عليها فعله
ستبتعد عنه في فترة الامتحانات
كلماته لوحدها لن تنساها لايام، عضت على طرف شفتها السفلي لتهمس
- نزار.

التفت نزار نحوها، استمع الى صوتها الخافت يهمس
- متتصلش بيا تاني
ضيق عيناه بعدم فهم لينفجر بعدها صارخا بعنف
- شووووو ياعيني انت اكيد عم تمزحي شو هي مااتصل
ارتجف جسدها من عنف كلماته التي تعيدها مرارا ثم ارتجف من نبرته الهادرة لتهمس
- عشان اركز في الامتحانات
تجهمت ملامحه للحنق وهو يصيح هادرا بوعيد
- بالله شو ماحرزتي رح اتصل فيك كل يوم واسترجي ماتردي عليي اذا اتصلت والا رح تشوفي شو رح اعمل فيكي.

ارتفعت عيناها لعينيه الغاضبتين لتهمس
- هتعمل ايه
لم ينتبه نزار لثواني لمعني سؤالها، جل اهتمامه فقط تهديدها دون التفكير بعقابها، الا انه قال
- وقتها اخوكي بذات نفسه رح يزوجني ياكي وامي حبيبتي رح تئلعني من البيت بس مو مشكلة في المكتب بدبر امري وبحط التخت هوووون ورح شبعك احضااان ووو...

صاحت صارخة في وجهه بعنف والرعشة في جسدها لا تقدر على سيطرتها وخيالها الجامح يتخيل وجود فراش في غرفه مكتبه كما قال، الا انها منعت اصوات خيالها المتمرد وصوته الخبيث بنبرة هادرة
- يا قليل الادب
انفجر نزار ضاحكا باستمتاع ليهمش بمشاكسة
-لك صدقيني تخيلي معي وقت رح نكون انا وياك سوا بالمطبخ ساعتا الطبخ رح يكون اله طعم تاني
كادت تبكي امامه من فرط مشاعرها المستميلة اليه لتهمس
- يا ربي انا ماشية.

فتحت باب غرفة مكتبه ليصلها تحذيره
- استرجي تطفي تلفونك ماشي
اومأت موافقة وهي تغلق الباب خلفها
- حاضر.

ولسانها يردد، لن ترد ولن تقابله، لن تسمح له برؤيتها حتى حفلة خطبتهما، هو من جنى ذلك على نفسه، لكن تحذيره وصرامته جعلها تتراجع، لن تأمن جنونه ان خالفت طلبه، اصبحت في حيرة ومشتتة بين الامريين، غافلة عن زوج من العين تراقبنها بالم شديد، زفرت بيسان بحنق شديد والدموع تهطل من مآقيها لتخرج من المطعم منفجرة في البكاء تنعى حظها القليل في الحب!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة