قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والسبعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والسبعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والسبعون

في الصالة الرياضية،
ظلت وجد ترغي وتزبد وهي تلقي متعلقاتها في الحقيبة الخاصة بها، زفرت بحدة وهي تتحرك ذهابا وايابا، محاولة أن تهدئ
لكن عبثا، كيف تهدأ؟! وهو حاول ببساطة محى شخصيتها امام الرجل
لم يتجرأ أحد ويعاملها ك مقعد او شئ جماد في الغرفة
وهو ببساطة فعلها!
دفعها الغضب لمغادرة المكان ساحبة حقيبتها متجهة للخارج
غير آبهة وغير مكترثة إطلاقا به
الحنق يتملكها
شعور بالسخط يكاد يتلف أعصابها.

والغضب هو وقودها وصوته الأجش مناديًا جعلها تزيد من عذابه وجرحه
لطالما تكره منادية أحد ولا يلبي ندائها
وهو فليحترق..!
- وجد
زادت من هرولة خطواتها رغم شعورها بالاسف والحزن الذي تملكها كون ما زالت ساقه مصابة، لكن تذكرها لعدم احترامه لها امام الرجل جعل الغضب يعمي عينيها وهي تدفع باب الصالة الرياضية لتخرج منها
عاد النداء يتكرر بصوت أعلى وأشد خشونة
- وجد.

أدارت برأسها لتعطيه نظرة ساخطة متمردة، لتتابع طريقها مما جعل عاصي يزفر بحدة متحاملا على ساقه دافعا الباب متوجها الى سيارتها المصطفة في ركن السيارات..
رآها تعبث في حقيبتها باحثة بتوتر وحدة عن مفاتيح سيارتها، لاتتجهم ملامحه فورا حول مشاهدته انحناء جسدها تاركة عرض مجاني للجميع لمشاهدة جسدها!
هاجت شياطينه
واندلعت النيران في جوفه
والبركان الثائر لن يستطيع شئ إيقافه.

شتم بصوت مرتفع وهو يتوجه نحوها فاصلا الخطوات بينهما، ممسكا زندها بخشونة جعله يستمع إلى شهقتها المؤلمة وعينيها الداكنتين المشتعلة بغضب، تبدو كمفرقعات العيد!
تبًا، الأميرة غضبها مثير في جميع أحوالها
أصدرت صوت واهن حينما شدد من قبضته ليغمغم بخشونة
- وجد، انا مش بحب تصرفات العيال دي.

ويبدو أن الجملة التي قالها لم تهدأ من اشتعال تلك مفرقعات العيد بل زادت إثارة و توهجًا تجز على أسنانها وصراخها الناعم يشبه مواء قطة مدللة
- عيال!، واللي عملته من شوية ده ايه
آنت بألم وهي ترى قبضته المؤلمة تضغط على زندها، نظرت اليه بضعف لينظر الى ذراعها ثم على مضض ترك يديها غير مانعًا من أن يظهر قوة رجولية لا يحتاج اليها يكفي جسده الضخم مقارنة بها يكاد يبلغ ست اضعاف منها!
وهذا جعلها تشعر بالسخط والغضب.

لن تستطيع أن تدخل مع هذا الرجل في أى شجار، يمسك بقبضته الفولاذية وسترفع رايتها البيضاء!
رأته يقترب منها مما جعلها تجفل وهي تحدق نحوه لتراه يدنو نحوها قائلا
- وايه اللي عملته
هدوء صوته خادع
لكن حدقتيه الداكنتين ورؤيتها لعرقه النابض في عنقه، جعلها تبتلع كلماتها لتهمس باستنكار
- انت كمان بتنكر
صاح بخشونة شديدة وهو يرى تهرب عيناها عن رؤيته
- لا بسأل، عملت ايه
انفجرت تصرخ في وجهه بأعصاب منفلته.

- عملت ايه! هقولك عملت ايه
عقد جبينه وعلامات الخطر المرتسمة في وجهه جعلها تبتر باقى عبارتها المندفعة لتعض طرف شفتها السفلى بخجل وهي تشيح بوجهها للجهة الأخرى
غير عالمة بما فعلته لرجل كان زاهدا عن النساء
ورؤيته لجمال انثى تغريه ببراءتها وعفويتها يدفعه للخطيئة..
اغمض عاصي جفنيه محاولا تلاشى ما رواده عقله من تخيلات منحلة ليفتح جفنيه ولم تستطيع عيناه اخفاء رغبته التي انبثقت من جوارحه
لكن هي.

غافلة عما فعلته به وهي تهمس بحنق
- اولا انك كنت تقريبا بتصرخ في وشي في التلفون
شعرت بالحرارة وقربه منها جعل جسدها يرتجف رغما عنه
تشعر به
وتستشعر دفئ قربه الخاص
ورائحة عطره التي أصبحت تميزها
رغم عنها استطاعت تميز عطرها رجلها الذي اقتحم عالمها وهي لم تستطيع سوى تلبية ندائه
توردت وجنتيها وتلعثمت شفتيها لتتحدث ببعض الانفعال الهادئ معلنة سخطها وكل هذا يزيدها
فتنة
إغواء خاص
إغواء أميرة.

لا تدرك قوة فتنتها وسحرها على قلب رجل فقير كحاله
قلب رجل مشتاق لدخول مملكتها السحرية
تابعت مغمغة بحنق
- ولما كنت بتكلم كنت بتخفيني بجسمك كأنى غلط، وكلامك كان فيه اتهام وده مش مقبول
رفعت عينها تشاهده لتراه هادئ، ساكن الوجه، استرسلت قائلة بغضب
- وأسلوبك يا عاصي، بتأمرني ولا كأني...
تهدجت انفاسها وفغرت شفتيها وهي ترى نظرة لم تعتادها مطلقا منه
نظرة سببت ازدياد اضطرابات قلبها
وفقدت زمام سيطرتها.

وتطاير غضبها في أدراج الرياح...!
حدقت به بعينين شغوفتيه، تائقتين مقتربة للجوع من العاطفة النارية في عينيه لتجده يغمغم بخشونة
- معزة!
اختل توازن العالم الذي به لتسقط بعنف من أعلى عنان السماء مرحبة بها الأرض القاسية بحفاوة لتصرخ في وجهه
- عاصي
بسمة ناعمة زينت ثغره ليتمتم بصوت أجش
- تصدقي صح خروف لأن المعزة هي اللي بتسوق الخرفان
هل هذه طريقته؟!
يشبهها بالحيوانات بدل من أن يحاول التفكير في طريقة لمصالحتها!

ضمت اناملها في قبضة يديها، جزت على اسنانها بعصبية لتهدر بحدة
- ده انت جاي تهزر
توجهت نحو سيارتها تفتح المقعد الخلفي تلقي حقيبتها بعصبية جعل عاصي يبتسم وهو يهز رأسه بيأس، تقدم نحوها وهو يعبس وجهه بطريقة مخيفة مقتربا منها قائلا بصوت اجش
- تعالي هنااا
أغلقت باب سيارتها بعصبية لتزفر بحدة لتغمغم
- شوف، متزعقش، يا عاصي انا بسمع كويس على فكره.

شهقت بصدمة حينما وجدته يسحب زندها بقوة لتقترب منه، فغرت شفتيها بصدمة ولأول مرة تراه فاقد السيطرة
عاصي مختلف عن الذي تعلمه
بنظرات عينيه الداكنتين، ارتجفت شفتيها وهي ترتفع رأسها تهمس بتوتر
- بتعمل ايه
توردت وجنتيها اثر لفحة انفاسه الدافئة في وجهها الا انها لم تغلق جفنيها
تريد رؤية ما يعتمل داخل صدره
متى سيقولها؟ متى سيتوقف عن اخفاء مشاعره
عينيه وجسده يفضحانه إلا أن لسانه يأبي على الاعتراف.

صاح بحدة طفيفة ويده دون شعور تقبض بقوة على زندها
- عارفة نفسي اعمل فيكي ايه دلوقتي
لهثت بتوتر وهي تشعر بحرارة تجتاحها لتهمس
- تعمل ايه
زفر عاصي بسخط شديد لتتأوه بألم حينما قست يده على زندها مغمغما
- اكسر عضامك دى عشان متكشفيش درعاتك ولا رجلك
شهقت بزعر لترتد للخلف متخلصة من يده لتصيح مرددة بذهول
- ت تت! تكسر عضامي؟!

هبطت عيناها برضا تام تتفحص ملابسها المكون من بنطال حتى كاحليها وقميصها القطني الناعم الملنصق بحناياها الانثوية وفوقه سترتها الرياضية لتهمس
- بعدين ماله لبسي
ضاقت عينيه متفحصا عينيها التي تنظر إليه منتظرة تفسيره، عض باطن خده وهو يرى ثيابها التي لم تحدد تفاصيل جسدها الانثوية لينفجر صارخا في وجهها
- ماله لبسك! انتي مش شايفة نفسك ولا شايفة عيون اللي حواليكي.

اتسعت عيناها بذهول وهي تنظر فقدان سيطرته المبهج لقلبها الغبي
ارتجف جسدها اثر ضربه بكف يده على سيارتها، ارتدت خطوة للخلف محاولة ترك مسافة آمنة للتعبير عن سخطه وغضبه وحنقه بعيدة عنه
لكن قلبها يغرد بجنون لفقدان الرجل المتحكم في أعصابه
صاح بحدة مزمجرا
- انا لولا بس اني ماسك اعصابي كنتي شوفتي تصرف تاني معايا
رفعت بقامتها موزاية طوله لتقول بهدوء
- وانت بأي حق تكلمني بالطريقة دي
رد عليها بعصبية مفرطة.

- وقت ما قولتلك انى بغير عليكي
لمعت عيناها بشغف وتوردت وجنتيها لتسبل بأهدابها مغمغمة بتردد
- بس، بس ده مش كفاية يا عاصي
سكن غضبه
وهدأت شياطينه
ليظل اسيرا لتورد وجنتيها المثير...!
المثير بطريقة موجعة له، أجلي حلقه وهو يغمغم
- تعرفي انك طماعة اووي
لاحت خيبة الأمل على وجهها لتجيبه بيأس
- وانت كلامك قليل يا عاصي
سألها بهدوء، وهو يعلم إلى أين تحاول الوصول
لكنها تحفظ كبريائها كما هو يحاول الحفاظ على مشاعره.

- عايزة ايه
تمتمت بيأس وهي تطلع اليه بعينيها الداكنتين
- تطمني يا عاصي
لاح اليأس على ملامح وجهها المليح ليهمس هو بدفء
- اطمني
ردت عليه بيأس شديد
- وده في حد ذاتها مطمنش
زفر عاصي بحدة ورؤية ملامحها التعيسة جعله يخشى أن يقلل من نظرتها له ليقول بهدوء
- توعديني وعد
عبست ملامحها الناعمة وهي تتطلع اليه لينظر بعدم رضي نحو ملابسها، حاول نفض النيران، لكن عبثا تزداد النيران في صدره مقتاتة من روحه.

- انك هتغيري من لبسك ده
لاح التردد على وجهها لتهمس
- بس
قاطعها قائلا
- مش عايزك تتغيري عشاني، بس على الاقل حاولي تراعي شعوري انا كراجل بيغير جدا عليكي
تهدجت انفاسه وهو يختم جملته النارية، ليري انفراج شفتيها وهي تحدق به متمتة اسمه
- عاصي
وااه من عاصي، وما تفعله تلك الكلمة به!
انفلت عقال تعقله وهو يتمتم.

- صدقيني انتي حلوة في كل لبس بتلبسيه، بس انتى جوهرة والجوهرة دايما مش بتكون مكشوفة للكل، بتكون مستخبية عن عيون الطامعين، وجد انتي جوهرة وانا خايف عليكي لتتعرضي لأي أذي وقت مش هكون قريب منك
صمتت وجد لعدة لحظات لتزفر قائلة
- وانت هتوعدني وعد
نظر إليها متأملا وجهها الذي تألم فجأة لتقترب منه قائلة.

- تقولي فعلا ان فيه حاجه يا عاصي، انا مش عايزة اعيش في وهم لوحدي، ولا اكون تجربة جديدة ليك، مش عايزة اتعذب ولا احس اني كنت بالنسبالك حاجة جديدة او تسلية بنت هايفة او اي كان تفكيرك عني ايه
تهدجت انفاسا وتجمعت الدموع في مقلتيها ليقول بنفي
- انا استحالة اكون شايفك هايفة زي ما بتقولي
نظرت اليه بتشكك شديد وبعض القلق يكاد يقتلها ليقترب منها قائلا
- وانا بوعدك انه هيكون فيه حاجة.

انقشع الظلام وتبدد لينظر إلى ابتسامتها التي أشرقت عالمه ليسمعها تهمس
- وانا هوعدك، اني ههحاول اراعي مشاعرك وانتبه للبس اللي بيضايقك
عيناه تتأمل لمعة عينيها ليميل برأسه هامسا
- جهزي نفسك لأني هشوفك بعد يومين
عقدت حاجبيها بعدم فهم قائلة
- فين؟
اتسعت ابتسامة شفتيه ليحرق مفاجئته قائلا
- في صالون بيتك.

شهقت بصدمة وهي تنظر اليه بعدم تصديق، وضعت كف يدها على ثغرها محاولة إخفاء حماسها لتسارع بالقاء جسدها بين ذراعيه مشددة العناق وهي تلف ذراعيها حول عنقه
لحظات ثم انتبهت انها بين ذراعيه لم يحتضنها ولم يحاول نبذها، رفعت رأسها نحوه لتجد أذنيه تحتقنان من الخجل، شهقت بحدة وهي تتراجع عدة خطوات ووجهها امتقع بالحمرة الشديدة لتتلعثم قائلة بتوتر.

- انا، انا اسفه بجد، متاخدش فكرة وحشة عني، بس انا عمري ما عملتها مع حد، انا بس، بس
تنحنح عاصي بحرج شديد وهو يمرر يده في مؤخرة رأسه قائلا
- مرتين بتحضنيني وكدا يا انسه عليكي غرامة كبيرة تدفعيهالي
انفجرت ضاحكة لتكتم ضحكتها حينما لاحت نظرة الخطر في عينيه، وضعت كف يدها على شفتيها مستجيبة لأوامره، همست بخجل
- وانا هقبل بأي غرامة منك يا عاصي.

في قصر السويسري،
داخل غرفة جيهان تحديدا التي تتلقى عقابا من الأب بعدم خروجها من حدود غرفتها
وهي خضعت ببساطة لتحاول أن تدمر القذر المدعو بنضال
تتعجب كثيرا من وله فرح بذلك الرجل المختل
هذا الرجل يجب ان يوضع في اقرب مشفى للأمراض العقلية، عقل داهية كمثله وعدم اكتراثه للجميع يجب أن يوضع في القائمة السوداء
اشمأزت ملامحها جراء تذكر ملامحه الوسيمة التي تخفي مكرا ودهاء
هي تكره نوعين من الرجال.

الرجال الوسيمين الاغبياء
والرجال الوسيمين اصحاب العقول الداهية
فالوسيمين الاغبياء ربما تشفع لهم بسبب وسامة وجههم، أما النوع الآخر عبارة عن قنابل موقوتة
لا تستطيع أن تأمنهم ابدا!، كيف وقعت فرح في حبه
ماذا وجدت من ذلك المسخ لتحبه وهو كسرها حرفيا، حتى بعدما استطاعت لساعات مطولة استعادة حساباتها جميعا لم تزل اى صورة من الصور لانها بالاساس مزيفة
ليست هي!

فليصدق الناس ما يريدونه، صدق ما قال فعلا سيجتمعون حولك وانت في مركز قوتك، وسينفضون من حولك وأنت في أشد حالة ضعف
رن هاتفها لتترك الحاسوب المحمول جانبا لتجيب بتنهيدة حارة
- وسيم
اجابها بهدوء
-انزلي يا جيجي انا تحت بلكونتك
اتسعت عيناها بجحوظ لتجيبه وهي تخرج من شرفتها تنظر الى السيد الروميو خاصتها!
-انزل فين يا مجنون ودخلت ازاي، انت مش شايف اني محبوسة.

رفع وسيم رأسه ملوحا لها ويده حاملة حقيبة بلاستيكية بها شعار خاص من مطعمها المفضل، انفجرت جيهان ضاحكة وهي تسمعه يتمتم بحنق
- ده على اساس لما تبقى محبوسة بتكوني شاطرة وبتقعدي في الاوضة بتاعتك، انزلي عشان دخلت من غير ما يعرف معتصم باشا
تأمل وسيم يمينا ويسارا بتوتر، يخشى أن يقبض عليه متلبسا خصوصا انه لأول مرة يقوم بشئ دون علم معتصم مسبقا
لكنه اشتاق للفأرة الصغيرة خاصته، صاحبة الألوان الصاخبة.

صمتها وهدوئها لا يحبه ابدا
ابتسمت عيناه قبل شفتيه وهو يستمع إلى صدى ضحكاتها الرنانة لتجيبه
- معتصم باشا ميعرفش! دي لحظة تتوثق يا وسيم، وبعدين انت بتفكرني بالذي مضى يا وسيم
رفع الحقيبة البلاستيكية ليقول باغراء وهو يعلم سر ضعفها الشديد لشطائر الكبدة
-جهزت السندوتشات يا جيجي، بسرعة قبل ما تبرد
لمعت عينا جيهان بجوع لتضع يدها على معدتها قائلة
-جبتلي الطرشي!
هز رأسه موافقا
- جبتلك الطرشي
أنهت حديثها سريعا قائلة.

- خمس دقايق وهكون قدامك
تنهد وسيم وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله ليتنهد وهو يتذكر لحظات جنون تلك الصغيرة المتمردة حينما يقوم والدها بمعاقبتها داخل غرفتها وتتسلل هي خارجا لمقابلته
كانا يلعبان معا في ساحة حديقة منزله المقابلة لهم، ولأنه لم يرد قلق والديها كان يخبرهم انها معه دون علمها، وقضت السنوات وعاد المشهد يتكرر
والصغيرة كبرت، لكن عقلها لم ينضج بعد
أو معه تتشبث برداء الطفولة!

جاءته مسرعة وهي تنظر بين الفينة والاخرى خلفها لتقترب منه قائلة
- هاا، قولي هنروح فين يا وسيم
امسك زندها قائلا بهدوء وهو يتسلل خارجا من الباب الخلفي لحديقتهم التي جاء منها
- مين قالك هنروح في حته
همست باستنكار شديد وهي تنزع يدها من قبضته
- ايه هنشمي على رجلنا
زفر وسيم بيأس وهو يسحبها بقوة تلك المرة، دون الاستماع لاعتراضها ليقول بحدة
- تعالي.

خرجا من البوابة الخلفية القديمة ليتوجها نحو حديقة منزله، تراجعت جيهان عدة خطوات قائلة بسخرية
- ويحك يا رجل، هتوديني فين
عقد وسيم حاجبيه باستنكار قائلا
- ويحك! انتي بتتفرجي افلام قريش من امتي
حاولت جيهان الشعور بالتوتر وهي لاول مرة تكون بمفردها معه داخل منزله الذة توقفت عن زيارته منذ وفاة والديه، أو بالتحديد حينما ادركت مشاعرها الانثوية المراهقة له
اجابته ببرود وهي تعقد ذراعيها على صدرها قائلة.

- من وقت حبستي يا حبيبي
عبست حينما وجدته عابس الوجه، يكاد ينفخ نيرانا من أنفه ليقترب منها قائلا بزمجرة
- قولتيها لكام حد غيري بعفوية منك
نظرت نحوه ببلاهة بسبب تغير ملامح وجهه لمائة وثمانون درجة غير معلوم بالنسبة لها، صاحت بعدم فهم
- قولت ايه
زمجر بخشونة وهو يترك الحقيبة جانبا ليقترب منها ضاغطا بأنامله على ذراعها قائلا
- حبيبي.

فغرت شفتيها بصدمة لتدراك سريعا وهي تقترب منه بمكر تلمس فتحة قميصه المتسعة بعض الشئ قائلة
- امم خليني افكر، قولت لشادي، وفادي، وهاني، وناجي، واكيد شريف وااااه
صرخت بألم حينما قبض على أناملها بقسوة، ابتعدت عنه وهي تنظر اليه بغضب قائلة
- وسيم انت اتجننت تعضني
أظلمت عيناه وما فعلته كان سيودي بهما في التهلكة.

بدأ يتدارك خطأ مجيئها إلى حديقة منزله ليزفر بحدة ممرا أنامله في خصلات شعره بجزع ليصرخ هادرا في وجهها
- مفيش هزار في الموضوع ده
عادت تستفزه مرة أخرى بكلماتها المثيرة لأعصابه وسخطه
- يعني انت فاكر الكلمة مخصوصة ليك يا وسيم
برزت عروقه ليصرخ في وجهها وهو يضم أنامله بعنف في قبضة يده
- ومتكنش ليه؟
توجهت نحو الحقيبة البلاستيكية تخرج شطائر الكبدة المفضلة لتخرج شطيرة متناولة إياها بنهم قائلة
- يا حرام، تؤتؤتؤ.

مرر أنامله مرة اخرى على خصلات شعره ليزفر بسخط قائلا
- هزرتي بما فيه الكفاية مش كدا
لم تحاول انت ترد عليه حتى ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه، ليشتعل غيرة وغضبا لا يهم
شهقت بعنف حينما سحب منها شطيرتها ليقترب منها بطريقة جعلتها تتورد خجلا منه
زفرت بتوتر هامسة
- وسيم
اقترب ناظرا نحو عينيها الضارعتين ليهمس بصوت أجش
- قولتيها لكام حد غيري
ارتجف جسدها اثر جملته لتجيبه بيأس
- يعني الكلمة معفرتاك اووي كدا، انا.

ضغط بأنامله بقسوة على ذراعها لتتلوي الما وهو يهدر في وجهها
- قولتيها لكام حد انطقي
انفجرت تصرخ بيأس في وجهه
- مقولتش لحد، ارتحت
ثم تابعت تمتم بعدم وعي منها
- ومش هقوله لأي حد
انفرجت عن شفتيه ابتسامة هادئة اطفئت جنون غيرته التي لم يستطيع التحكم بها لتصرخ في وجهه قائلة
- بتضحك على ايه دلوقتي
اجابها بغرور شديد وشعور بالبهجة سرت قلبه لانها اعترفت بشكل خفي عن حبها له، وكأنه لا يعلم!
- لاني مثلا انا الشخص ده.

صاحت بسخط شديد وهي تخطف الشطيرة خاصتها تلتهما بجنون
- احلم، احلم كتير يا وسيم
تنهد وسيم وهو يراها تجلس على العشب باريحية شديدة، تتناول الشطيرة بنهم شديد، تصرفات مناقضة لفتاة ذهبية
ولكن منذ متي يوجد شئ طبيعي لجيهان!
جلس هو الاخر بهدوء رافعا رأسه للسماء ليلوح مشهد عابر متذكرا حديثها عن حاجتها لأن تنظر للسماء وهي بين ذراعي حبيبها
ابتسم وهو يرمقها بنظرة جانبية، وداخله أمنية كبيرة لتحقيق ذلك المشهد.

لكنه يخشى أن تجرح كبرياء عائلته وترفضه للمرة الثانية
لن يأتي بعائلته إلا أن يعلم تماما انها لن تقوم بأي حركة مجنونة ويتأكد تماما انها سلمت جميع مقاليدها له...
سألها بهدوء شديد
- هتعملي ايه في حياتك بعد اللي حصل
ظلت تلوك الطعام سريعا لتجيبه ببساطة
- مش عارفة هتصدقني ولا لأ، بس انا قررت اتغير
تناول شطيرة من خاصته ليسألها
- تتغيري ازاي.

صمتت جيهان لفترة وهي تحاول ان تظل لاكبر فترة ممكنة تلك الفتاة اللامبالية للكارثة ووصمة العار التي التصقت باسم عائلتها، مسببة الخراب لجميع عائلتها
وان كانت الصور مزيفة، لكن من يحتاج التصديق سيصدق!
زفرت وهي تجيبه بنبرة باردة
- مش هبقي جيجي اللي بتحاول تعجب واحد بعينه، هبقي جيهان السويسري بنت معتصم السويسري اللي هتحاول متخذلش بباها
سارعت سريعا بمسح دموعها المهددة بالانهيار، تحاول ان تجمع طاقة سلبية.

كالغضب والثأر ولا تسمح بمشاعر ضعيفة غبية تنقض عليها كي لا تستسلم
رفعت رأسها تنظر إلى وسيم والي عينيه الباردتين اللتين تلمعان بسر عجيب
- ايه سر اللمعة اللي في عينك دي
ماطلها قائلا
- اي لمعة؟
عبست قليلا وهي تجيبه
- لمعة انا معرفش افسرها
مال برأسه قائلا
- يعني عيني مطلعتش باردة
ابتسمت رغما عنها وهي تجيبه بحنق مصطنع
- متلجة وساقعة يا وسيم مش باردة بس.

عيناه تفحصت ثيابها التي تكونت من قميص قطني ناعم واسفله بنطال قصير يصل اسفل ركبتيها، يتفحصها تلك المرة نظرة رجل لأنثى
عيناه تتلكأ عند كل موضع وانحناء أنثوي خاص بها وخاصة نص ساقيها العارية ليرفع عينيه التي أظلمت من فورة مشاعره ليسألها بخشونة
- وكدا
أجابت بتلعثم وهي تبتعد بجسدها عنه عدة خطوات قائلة
- عيب على فكرا، انا بنت وانت كدا بتتحرش بيا اه وانا ضعيفة وفريسة سهلة مقدرش اغلبك.

انفجر وسيم ضاحكا وهو يهز رأسه بيأس قائلا
- يعني معترفة انك ضعيفة
رفعت اصبعها محذرة له
- أي لا، اوعي حتى يا وسيم تستغل النقطة دي، انا بحذرك اهو
اقترب منها هامسا بنبرة عابثة
- هتعملي ايه
فغرت شفتيها بصدمة وهي تتلمس ذلك التغير الكبير والانفتاح المريب له لتهمس
- لو هعمل ايه، هعمل حاجات كتير، بس خليها لبعدين
تنهد وسيم قائلا بسخرية
- وبعدين ده امتي هيجي يا جيهان.

حينما نادي اسمها علمت ان مزاجه تعكر، لوت شفتيها مجيبة ببرود
- انت اللي هتقولي امتي
رفع حاجبيه مستنكرا برودها ليتمتم
- وايه ضمني مش هتجرحي اهلي تاني بعد اللي حصل
صاحت في وجهه بحدة
- انت عارف ايه كان رفضي في الاول
سألها بهدوء شديد
- ودلوقتي؟
صمتت وتراجع غضبها الثائر، لتجيبه ببساطة وهي تستقيم من مجلسها مكتفية الجلوس حتى ذلك الوقت
- جرب يا وسيم.

ما إن استقامت حتى رن هاتفها لتستل الهاتف من جيب بنطالها مجيبة على اتصال والدها الذي انفجر هادرا في وجهها
- انتي فييييييييييين
اجابته بصراحة شديدة
- انا في وش الفيلا بشم هوا مع وسيم
زفر بسخط ملقيا سبة خفيضة قبل ان يهدر في وجهها
- تعاليلي فوراااااا
تمتمت بطاعة شديدة وهي تنظر الى ملامح وجه وسيم المتسائلة
- حاضر، اهدي بس انت
تساءل وسيم بقلق
- فيه حاجه.

اجابته بهدوء قائلة وهي تتوجه نحو البوابة الرئيسية خارجة من حديقة منزله قائلة
- مفيش حاجه المعتاد يا وسيم
تمسك بذراعها لتعقد حاجبيها بريبة، غمغم بصوت دافئ
- كلميني لو فيه حاجه حصلت
ابتسمت رغما عنها لتشاكسه بمرح قائلة
- هكلمك في المصيبة الجاية يا شريك متقلقش
غادرت الحديقة وبقي وسيم محدقا لأثرها حتى غابت عنه، تنهد زافرا بحرارة وهو لا يصدق انه اخذ موافقة منها للتقدم رسميا.

لكن يجب عليه التأكد في الصباح ليجلب عائلته بأسرع وقت ممكن قبل تغير رأيها، وان غيرت رأيها لن يكترث لرفضها ابدا بل سيمضي مع والدها في اسرع وقت ترتيبات الزفاف وتصبح المتمردة الصغيرة في قبضة يده!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة