قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

حدقت في المرآة العريضة لتزين شفتيها بأحمر شفاه قاني، رشت عطرها المغوي بإسهاب، عقدت مئزرها الشفاف لتميل بجسدها يمينا ويسارا، تنظر الى مفاتن أنوثتها، أجرت عملية تجميل في منطقة انفها ثم وجنتها، حاولت أن تغير بعض معالم وجهها الا ان هذا لم يكن تنكرا أكثر من رغبة في خوض ذلك التغير لوجهها، عادت الذاكرة بها لسنوات ماضية
كانت تتزين له وتتعطر
ترتدي له ما يشتهي ويجلب التخمة لرجولته المتعطشة.

إلا أنها لم تكفيه ذلك الهركليز
اشترى لخطيبته فستان لحفلة الليلة، رفعت عيناها نحو ساعة الحائط التي خطت السادسة مساءً، هل سيذهب إلى مقرها و ينتظرها تهبط إليه بفستان اشتراه ثم يضع ذراعه حول خصرها
اسلوبه القذر لم يتغير ذلك اللعين، هل يرغب بدفعها تلك الأخرى للموت كما فعل معها!

أم العلاقة مباركة من كلا العائلتان بعكسها، هي الدخيلة عن عائلته المحترمة، مدت يدها نحو هاتفها القابع على طاولة الزينة، بعد رسالتها له لم يأتي، هل يظنها تهدد عبثًا، تقسم انها ستذهب الى الحفلة وليحترق هو، تهديدها لا يخرج عبثًا
رن جرس منزلها لترتسم ابتسامة مغوية وهي تخرج من غرفتها متجهة نحو الباب الخارجي، تفتحه بهدوء شديد لتتسع ابتسامتها قائلة
- مكنتش مصدقة انك هتجيلي بالسرعة دي.

ضم قبضة أنامله ليدفع جسدها نحو الداخل مما جعلها تتعثر عدة خطوات، أغلق الباب بساقه ثم التفت إليها مشرفًا عليها بجسده الضخم ليصيح بحدة
- آسيا، الشويتين دول على حد غيري
تمهلت عيناه النظر والتفحص والتدقيق لما ترتديه
هل جلبته هنا لتغويه، لاحت عليه ذكريات قديمة
يرغب في تمزيقها وتقطيعها اربًا، يرغب في قطع ثورة شبابه مع تلك الحية، اقتربت كالحية وعيناها فتنة قاتلة
تدفعك للتجرد من عقائدك وسقوطك في الدرك.

اناملها تتحسس جسده الذي انتفض لتبرق عيونها وهي تهمس بنبرة اجشة
- بس قول انك وحشتني بعد السنين دي يا لؤي
أجاب باقتضاب شديد وهو يرى الحاح اناملها للاستجابة لها، قبض على اناملها بخشونة قاتلة جعلها تتأوه بتوجع مغوي ليهتف بخشونة
- للأسف لأ
مالت برأسها وهي تسدل أهدابها الكثيفة لتهمس بنبرة ذات مغزى
- بس ده مكنش شعورك لما كنت في المستشفى.

انقبضت معالم وجهه، يوم المشفى التي تظاهرت وقتها بموتها وهو كالمغفل صدق موتها اثر حادث مروري، وهو الذي شعر أنه السبب في موتها نتيجة معرفتها انه ابن عمها، كانت ثائرة وغاضبة، اتهمته وشتمته بأقذر الشتائم بلغة أمها، لمدة شهر لم يعلم أثرها حتى بعد أن أثبت لها نيته الحسنة وقرر أن يعطيها حصتها من الشركة وهذا أكبر قرار غبي فعله يومها، عواطفه من اندفعت وليس عقله ثم بعدها اختفت، وبعدها تلقي مكالمة من المشفى يخبره أن صاحبة الهاتف تعرضت لحادث مروري، طحن ضروسه وهو يغمغم بحنق.

- شيطانة
انفرجت عن شفتيها ابتسامة مغوية لترفع بقامتها وهي تطبع قبلة على عرقه النابض هامسه
- تلميذتك يا هركليز وتلميذه الباشا الكبير
اختلجت عضلة فكيه، وغامت عيناه بشراسة شديدة، ليقبض على عنقها يزهق روحها الفاسدة ليقترب منها والشرر في عينيه تعلن عن الموت، غمغم بشراسة
- عايزة ايه تاني اعتقد اخدتي حقك.

مالت برأسها ببرود شديد، لا تنكر أنها من تلك التجربة أخذت بضعة جنيهات من نصيبها، لكن لم تشعر باستقرار روحها الغائرة والمطعونة، لم تشفي غليلها بعد، عيناها تتسعان بجحوظ نتيجة قبضة أنامله لعنقها، رغم ذلك ظلت ساكنة دون أدني تعبير
هل يظن انها سترتجف خوفًا أو تخبره بالتوقف، أم تخشى الموت.

هي مرت بالكثير و الأبشع من الموت لذلك تشعر بالبرود الشديد وهي تري الموت المرتسم في عينيه القاتمتين، نزع يده عنها لتشهق وتتنفس بصعوبة تدريجيا. غمغمت بخشونة
- شوية ورق يا لؤي مش مهمين عندي، على عكس الباشا اللي ممكن يطب ساكت اول ما يشوفهم
مال شفتيه ساخرًا وقال
- عمرك ما كنتي تحلمي انك تاخديها يا آسيا، ولو انطبقت السما على الأرض مكنتيش هتشميهم حتى
انفجرت ضاحكة بسخرية لتجز على أسنانها هادرة بعنف.

- وصحيان الضمير ده جالك امتي يا لؤي بعد ما خدعتني و استغفلتني، انا اللي مخلية الرجالة خاتم في صباعي تيجي انت وتستغفلني
صمت لؤي لثواني، كيف أحبها؟ إذا كانت تحمل الحقد في داخلها أكبر من حبها المزعوم له، كيف تسعى للثأر غير عابئه بما تخسره نتيجة خيارها، وهي أول ما خسرته هو
يشعر بطعنة في كبرياء رجولته، ترفضه وتختار الانتقام بدلا عنه
غمغم بجمود.

- عمري ما استغفلتك، ولو فعلا كنت عايز ادمرك مكنتش عملت اللي عملته
من أجل بضعة جنيهات أشفق عليها به، شعر وقتها بضمير يعذبه وكأنها منتظرة شفقته بعد كل تلك الأعوام، لعبت في خصلات شعرها السوداء لتقول
- احنا هنحكي كتير عن اللي حصل زمان ولا ايه يا بيبي، ده انا جيالك مخصوص.

فكت عقدة مئزرها واسقطته ارضًا ليظل لؤي واقفًا، تذكره بفتيات الحانة تعرض عليه اجسادهن، رن هاتفه في جيب بنطاله، استل الهاتف وهو ينظر إلى اسم خطيبته، لثواني بقي محدقًا إلى اتصالها الملح منذ الصباح لكن كيف سيكون هادئًا معها وبجواره فتنة طاغية تغوي الناسكين
استمع الى صوتها المغوي
- خطيبتك بترن، تؤتؤ للأسف بتخيل وشها وهي تعرف وشك التاني
غمغم بجفاء وهو يضع الهاتف مرة اخري في جيب بنطاله.

- اللي ليه وشين هو انتي يا اسيا مش انا
استدار مغادرًا لتدركه آسيا لتقف في مواجهته
بكل كبريائها وفتنتها الطاغية
بعينيها الفتاكتين وجسدها الطاغي
بخصلات شعرها الفاتنة ولسانها الحاد هتفت
- رايح فين يا هركليز، دا انا مجهزة ليلة تجنن
دعته إلى نعيمها الخاص وهاويتها
ومن يرفض إمراة بحد فتنتها وهلاكها
ابتسم بغموض وهو يغمغم بنبرة فاترة
- وفري خدماتك ليوم تاني، هحتاجك.

ثم اخشوشن صوته والوعيد في صوته من المفترض أن يرعبها
- احذرك تقربي من حد فيهم يا آسيا، والا قسما بعزة جلالة الله لتشوفي ايام عمرك ما تتخيليها
نظرت له باستخفاف واندلعت نيران حاقدة تكاد تسقطه صريعا من موضعه لتغمغم بخشونة.

- عايز توريني ايه تاني يا ابن المالكي بعد ما جدك منعني من عيلتي ورماني انا وماما واختي في الشارع، ايام ايه تاني هتخليني اشوفها بعد ما ظهرلتلي في حياتي وانا كنت بعيدة عنكم باميال، متجيش تشد ديل الأسد وتقول انك كنت بتلعب معاه يا لؤي.

جملتها الاخيرة كانت محقة بها مئة بالمائة، كيف يلعب بذبل الأسد وحينما يهجم عليه يرتعد قائلا انه رغب باللعب معه، آسيا فاتنة النساء، هلاكه الخاص وجحيمه، هز رأسه وغمغم بنبرة فاترة
- حقدك للأسف عماكي
صفقت يداها بقوة، يعجبها تمثيله البارع في جعل نفسه الخصم الأضعف، يختار المسكنة والخضوع حينما يشعر بالضعف من أمامه، صاحت بشراسة.

- عاجبني انك بتمثل دور المضحوك عليه والغلبان وانت للأسف بعيد كل البعد عن المكانة دي
هبطت حمالة منامتها من شدة انفعال جسدها، حرارة لعينة سرت في جسده، وجزء كبير يكشف عن مفاتنها ليجز على اسنانه بغضب هادر من نفسه
لا هو ب لؤي السابق
ولا هي فاتنته الخاصة
ما يفرق بينهما غضب أزلي تشعب في أطراف جسدها حتى تمكن منها، هل ستظل آسيا القديمة المحبة والمخلصة لعشقه للان إن لم يكن هو ابن عائلة المالكي؟!

اقتربت منه وهي تغمغم بمكر
- انا جاية بس اشد ودانك انت وغالب وجميلة هانم، متستعرضش عضلاتك يا بيبي عليا
رن هاتفه للمرة الثانية، لا يحتاج للنظر الى اسم المتصل، جاءه نبرة آسيا المتهكمة
- رد عليها يا بيبي البت هتنهار اكتر، ولا ايه رأيك ابعتلها مسدج اقولها انه مع عشيقته
ابتسم ببرود وهو يتخطيها متجها نحو الباب، امسك مقبض الباب واداره ليلتفتت برأسه لها قائلا
- في يوم مش هيكفيني اقتلك يا آسيا.

ابتسامة بغيضة هي كل اجابتها، أغلق الباب خلفه لتكشر عن أنيابها بغيظ شديد، رفعت ببصرها نحو ساعة الحائط والثواني ظلت تراقب عقارب الساعة حتى تحول وجهها العابس الذي ابتسامة لعوب والفكرة التي اهتدت إليها جعلتها تضحك بهستيرية مصفقه بكلا يدها، كم تشعر بالأسف لخطيبته لما ستفعله بها!

خطت الساعة منتصف الليل،
ونسيم الهواء يداعب وجهه، ارخي سرمد رأسه على مسند المقعد، يرتشف مشروبه من الكوب الحراري، وذكري الصباح حينما كانت بين ذراعيه جعلته يشعر بلسعات في انامله، أغمض جفنيه وهو يحاول متعرفا على عطرها الخفيف، ليس قويا وليس فجًا بل ليس به رائحة مسكرة، بالكاد استطاع شمه، كان ناعما يشبه نعومة جسده، فتح عينيه ليمرر يده على خصلات شعره الكثيفة، ماذا يفعل معها؟

يسأل عقله ونفسه، المرأة ترجته حرفيًا للإبتعاد رغم نبرتها به كبرياء لعين، ماذا يرغب في امرأة مرتبطة لم تعره انتباهها، لم تغمز له ولم تفعل أفعال النساء في الخارج، ماذا جذبه لمشاكستها؟!

زفر ساخطا وهو يرتشف من كوبه والغضب يستعر من داخله، لم يقدر على المغادرة، ينتظرها بعد فتنتها بفستانها الأحمر في المساء، المرأة جذبت جميع أنظار الرجل حتى خطيبها لم يقدر على إشاحة عينيه عنها جذبها بقوة وفخر كونه من ظفر بها، اللعنة انتفض واقفًا وهو يلعن نفسه، ماذا يفعل هنا وهو يعلم انهما يستمتعان في عشاء المساء، من المفترض أن يسافر لكنه الغاه وحجز تذكرة طائرة في الصباح، انتبه على رنين هاتفه ليرى صديقه المقرب من شجعه للسفر، حينما رد زفر بحرارة وهو يجلس على مقعده قائلا بخشونة.

-النساء، أتعلم انهن اشد اثارة من الخارج
استمع الى رد سخيف من صديقه ليكمل هذيهه الخاص ببرتقاليته
-ناريات بطباعههن، من اقل كلمة غزل تحمر وجنتيهن، متطلبات للدلال رغم رفضهم للدلال
عقد حاجبيه حينما استمع إلى تعليق وقح منه، ثم سؤاله عن رحلته، ابتسم بمكر قائلا
- تلك الزيارة ممتعة، وستصبح حارة أعدك بذلك.

رغم أنها لم تكن زيارته الأولى هنا، لكن تلك المرة الأولي يتعامل مع نساء البلد، المرة الأولى التي يلتقط بها صور برتقاليته خلسة عكس تشجيع النساء في الخارج، غمغم بثرثرة
-لقد زرتها لمرات عديدة لكن لا أعلم لما تلك المرة سأطيل في بقائي لدي الكثير من الأعمال هنا
انفجر ضاحكا نحو كلمات صديقه العابثة، نظر نحو ساعة معصمه ليغمغم
-الحق بي يا رجل، اجزم انك ستجد امرأة قادرة على التخلص من عقدتك.

صمت ثواني وهو يستمع إلى ثرثرة صديقه الرافضة، هز رأسه يائسًا، يعلم صديقه منذ سبعة أعوام، سوري الأصل فر من وطنه واختار الغربة بدلا من العيش مع عائلته التي اتخذت دولة كمواطن اخر، جذب انتباهه سيارة شركتها التي اقتحمت أسوار الفندق وقيادة السائق المتهورة جعلته يضيق عيناه حينما اصطف بالسيارة بتهور وخرج بعنف، حبس انفاسه وهو يراها تخرج، بفتنة خصلات شعرها الفحمية الطويلة تتأرجح خلف ظهرها، عقد حاجبيه حينما رآها تغلق الباب خلفها ليغمغم بتعجب.

- ماذا تفعل تلك
صاح زاجرا لصديقه ليراها تستند على مقدمة السيارة
- اصمت، ما الذي حدث لها
أين ذهب خطيبها؟ هل تشاجرا؟ أم انتهت سهرتهم، اغلق الهاتف حينما ارهفت أذناه السمع لهمس باكي واهتزاز جسدها بعنف، جعل عيناه تلتمع بالإصرار.

عزيزتي المرأة صاحبة الأنفة، المترفعة بكبرياء، المتعالية بشموخ، المتحدثة بتحدي، حواء الواثقة، المنيرة والمشرقة، لقد انتهي وقتك الإفتراضي وحان الآن وقت إقتحام رجل لحياتك حتى يضع كل هذا تحت الأقدام.
الخاطرة بقلم الجميلة هاجر الحبشي.

بعد منتصف الليل،
في فيلا عائلة المالكي..
سحبت نفسًا عميقًا وزفرته على مهل، يداها ترتعش وجسدها يرتجف ولسانها إلتصق في سقف حلقها، بالكاد تبلع غصة مريرة في حلقها وهي تشعر أن ما تقوم به مخالف لتربيتها، لقد قررت أن تغويه!
والكلمة بحد ذاتها يضع تحتها ألف خط أحمر، وهي بسذاجتها قررت أن تمر على تلك الخطوط التي تؤدي إلى مكان واحد، ألا وهو الهاوية!

هبطت عيناها تدريجيا إلى قميص النوم الذي يكشف أكثر مما يستر وما تبقي من عقلها يخبرها أن تتراجع، فهي ليست في منزلة أن تنزل من قدرها لأجله..
كبريائها يتمرد
وطفق يغزو جميع خلاياها
ليأتي القلب و يثبط عزيمتها
يوسوس، ويصور أشياءً يهفو لها القلب.

عادت اللمعة في عينيها وهي تخرج من غرفتها لتقترب من غرفته، تخشى استيقاظ أحد في ذلك الوقت الحالي دون أن تأخذ فرصتها في القرب منه، أغمضت جفنيها لثواني وهي تتمسك بمقبض الباب، تشجعي، هيا تشجعي، خطيبته السمراء ليست أجمل منك، انتِ أكثر أنوثة وجمالاً منها، رغم لطافتها معك إلا انتِ كنتِ مميزة عنده، كنتِ طفلته المدللة.

سبق سيف العزل وهي تفتح الباب لتتفاجئ بخروجه وقتها من الحمام مرتديا بنطال قطني ويجفف بالمنشفة الماء المنحدر على جذعه العاري
عضت شفتها السفلى بحرج شديد والاحمرار بدأ يغزو وجنتيها، وما من طريقة للفرار والرجوع منكسة الرأس، انتفضت على صوته الأجش
- انتي بتعملي ايه هنا، انتي اتجننتي
نكست رأسها ارضًا وهي تتحاشى النظر إليه، ألا يكفي صوته المليء بالصدمة يتخللها الاحتقار.

رفعت رأسها نحوه لتجده ارتدي قميص واقترب غالقا الباب ليسحب ذراعها بحدة قائلا بصوت منخفض
- انتي عارفة وجودك هنا معناه ايه
تلعثمت وهي تحاول فك أسر ذراعها لتهمس بارتباك
- انا، انا
أخفض عيناه نحو ما ترتديه لتجحظ عيناه وهو يفلتها، كمرض خبيث يخشى أن بتوغل جسده ويدمره
- وايه اللي انتي لابساه ده
لا يصدق صغيرته، صغيرة؟!، وهل هناك صغيرة تحاول أن تظهر مفاتنها أمامه؟! زمجر بخشونة وقال.

- انتي عارفة لو حد طب علينا فجاة معناه ايه، بترخصي نفسك وبتعرضي جسمك عليا في نص الليل
افلتت ذراعها عنه بقوة وبدأ عقلها يعمل تدريجيا، أفلتت شهقة من شفتيها وهي تري عيناه كبركتين من الجمر المتقد، كادت ان تنفلت من براثنه إلا إنه سحبها نحوه وارتطم جسدها الرقيق ببنيته القاسية وكأنه جسد حجري تشكل عليه، قال بحدة
- تعالي هنا
رجفت جفنيها و ارتعد جسدها برعب حينما همس بخشونة.

- انا ساكت على تصرفاتك دي يا وجد عشان عارف انك لسه مش ناضجة كفاية اللي بتعمليه
الدموع على وشك الانزلاق
تسب نبضات قلبها التي تققز بلوع لرؤية محياه
رغم غضبه وجنونه إلا أن تلك النبضات الهاربة وخصيصا تتوجه له رغمًا عنها، لا تقدر أن تراه يزف لغيرها، لا تستطيع،
إحتراق هائل يتشعب أرجاء جسدها فقط من رؤية خطيبته بالقرب منه، يعطيها هو لمسة وعناق وأين هي من كل ذلك؟!
لم تستمع إلى تهديده الصريح وهز جسدها بأكمله.

- لكن اقسملك حركة وضيعة زي ده هنسي انك بنت عمي، انتي فاهمة
أنهى كلمته الأخيرة بصراخ أجفلها ليحن وقت الإنفجار الخاص بها حينما رفعت عيناها إليه لتصيح في وجهه
- انا ايه زيادة عنها، بص وقولي فيها ايه زيادة عني
مرر لؤي بطن كفه على وجهه ثم مرر بأنامله على خصلات شعره، يحاول أن يستوعب الكارثة التي أمامه الآن، تحاشي بعينه عن رؤية قميصها الفاضح ليغمغم بجمود
- اطلعي برا
وهي أصبحت في مواجهته.

ترفع رأسها بكبرياء جريح وعيناها في عمق عينيه
شدت من قامتها وتابعت بحدة
- مش هطلع غير لما تقولي فيها ايه احسن مني لقيته عندها وعندي لأ
تنفس لؤي بحدة وهو يقبض بأنامله على راحة يده، يحاول أن لا يمد يده ويصفعها
رغم أن الموقف يستدعي صفعة كي تفيق تلك المغيبة
توحشت عيناه وهو يقول بنبرة خفيضة، مليئة بالكثير من الغضب الذي بالكاد يتمسك بلجامه كي لا تقع تحت بطشه.

- قسما بالله لو مطلعتيش من هنا، هشيل القرابة اللي بينا وهعاملك معاملة الست اللي بتعرض جسمها عليا
شهقت وهي تعود بخطوة للخلف لتنحدر دمعة من عينيها
صورته وضعتها في مكانة عالية
بل عظيمة جدا، أقسمت أن لا يطئها أحدًا غيره
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!
تحاول لملمة كرامتها المبعثرة وروحها التي انطفأت وحبه الذي وئده لتقول
- للدرجة دي شايفني بنت ليل، ده أنا مقدمالك حياتي على طبق من دهب.

همس بنبرة صارمة وهو يشير نحو الباب، قاطعًا أي إنبثاقة أمل في روحها
- مش عايز اشوفك تاني يا وجد، هتغاضي عن اللي عملتيه النهاردة لكن اقسم بالله لو كررتيها تاني متلوميش غير نفسك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة