قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثمانون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثمانون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثمانون

اصطفت وجد سيارتها أمام المؤسسة الخيرية وترجلت من سيارتها، لتتسع عينا آسيا بشدة وهي تحدق نحو المكان بريبة سارعت بالترجل لتجد وجد تسحب حقيبة رياضية من حقيبة السيارة لتسارع بسؤالها قائلة
-احنا فين
ابتسمت وجد بعذوبة، وهي تعلق حقيبة سيارتها لتقترب منها ممسكة بذراعها تقودها الى داخل المؤسسة قائلة
- المكان ده اقدر اقولك انه غير مسرى افكارى وخلاني ابص مشاكلي وحياتي من زوايا مختلفة.

-مكان فيه كمية طاقة وبهجة مش هتقدري تتخيليها، انا جبتك هنا عشان في يوم كنت على حافة الجنون والموت، لحظة يأس وضعف اتملكتني وحسيت العالم كله انحني بضهره ليا وبقيت لوحدى بعانى من الوحدة ووجع القلب
فغرت اسيا شفتيها بصدمة، هل تلك الرقيقة الناعمة؟
هل تلك الصغيرة المطيعة لدى عائلتها؟

تأملت تقاسيم وجهه وجد المتألمة وهي تعلم الى من تشير بحديثها عنه، تأججت نيران الغيرة والغضب واسودت ملامحها قتامة لتسترسل وجد وعينيها تومضان بشغف تعلمه
-بس اكتشفت انى كنت غبية، وجع القلب كان وجع كرامة، وجع حلم مش اكتر بس القلب لسه محفوظ، والوحدة عالجتها بالمجانين دول
جزت اسيا على اسنانها وهي تكاد تطحن ضروسها، لترفع عينيها محدقة نحو المكان بوجوم شديد.

لقد علقت مع تلك المرأة، مستفزة مشاعرها وضعفها وهي التي قررت رفع حائط صد ضد أي هجمات عاطفية، تفاجأت بإعصار صغير مقتحم لخلوتهما
ميس وجد، ميس وجد
دفنت تسبيح رأسها في صدر وجد التي هبطت بجذعها معانقة اياها باشتياق، لتميل وجد مقبلة كلتا وجنتيها وتسبيح ترفع عينيها مغمغة بعتاب
- وحشتيني جدا، بقيتي تغيبي كتير
مسحت وجد دموع الصغيرة الواشكة على السقوط لتغمغم
-اسفه بس اوعدك انى هش هكرر ده تاني.

استكانت ملامح تسبيح لترفع عينيها نحو آسيا، فغرت شفتيها بصدمة، تبدو كساحرة الأميرة النائمة فيلهما المفضل، اتسعت ابتسامتها مما جعل اسيا تعقد حاجبيها بريبة لتسأل بفضول
-مين الانسة الاجنبية الحلوة دي
لم تشعر اسيا سوى أنها عقدت حاجبيها بذهول متمتمة باستنكار
-انسه!
ضحكت وجد بشقاوة وهي تقرص وجنتي تسبيح قائلة
-دي تبقي بنت عمي آسيا وتقدري تعتبريها زي صاحبتك.

ثم رفعت وجد عينيها بيأس نحو آسيا التي لم تحاول حتى الاقتراب والقاء تحية
لولا انها تعلم حساسية تسبيح تجاه وضعها الخاص، لما طلبا منها ابدا
انفجرت تسبيح في البكاء وهي تشعر باليأس حينما لاح الاستنكار وبعض النفور من صاحبة العينين الزرقاوين قائلة
-هي خايفة انى اعديها عشان كدا مش عايزة تسلم عليا
نغزة قوية آلمت قلب آسيا وهي لا تعلم لما رق قلب نحو تلك الطفلة، هي لم تنظر ابدا الى مرضها ولم تشمئز منها.

لكنها دائما حذرة في التعامل مع الجميع، حتى ولو كانت طفلة باكية ترغب في احتضانها ومواساتها!
سارعت وجد بالنفي وهي تقبل وجنتيها قائلة
- لا لا، هي عشان تعبانة وعندها برد خايفة تعديكي بس اول ما تبقي كويسة هتاخدك بالاحضان، وبعدين انتي عارفة انك حلوة و كاملة ومفيش حاجه نقصاكي
مطت تسبيح شفتيها بعبوس شديد وهي ترفع عينيها البريئتين نحو آسيا التي هزت رأسها على كلام وجد، لتعود نحو وجد قائلة بصوت متحشرج.

-بس اى حد غريب بيدخل ويشوفني بيشمئز مني يا ميس وبعيط وساعات بتمنى اني اكون مع بابا وماما
ازداد سخط آسيا واشتعل غضبها لتصيح بسخط واضح
- متسمحيش لحد يهز ثقتك بنفسك، لو كانوا بيعاروكي بعيب في شكلك فهما كمان عندهم عيوب في قلوبهم، وعيوب القلب بتعمي الصاحب وبتخليه قلبه اسود وحاقد حتى لما يشوف حد مميز عنه ومتفرد عنه بأي شكل بيغير منه ولأنه عاجز، بيستخدم لسانه عشان يعاير بيه الاحسن منه ويدمره.

رفعت وجد عينيها نحو آسيا لترتسم ابتسامة ناعمة وهي تربت على ظهر تسبيح التي توقفت عن البكاء، عينيها متسعة بذهول شديد وهي ترى زرقة عينيها تتغير بين الفينة والاخرى
بين وهج ازرق قوى الى ظلام حالك، فغرت تسبيح شفتيها لتتنحنح اسيا قائلة
-فهمتي حاجه
لم تفهم بالطبع، لكنها تواسيها وتشد من أزرها هذا ما فهمته، هزت رأسها موافقة وهي تهمس بخجل
- ايوا فهمت، بس انتى حلوة اووي وعيونك حلوة.

انفجرت وجد ضاحكة وآسيا التي عبست واضعة يديها اسفل عينيها قائلة
-عيوني!
هزت الطفلة رأسها وما زالت تحدق بانبهار شديد لتميل آسيا بجذعها وملامح المكر اعتلى وجهها ليزيد وهج زرقة عينيها مما جعل تسبيح تحبس انفاسها بانبهار
-يعني مش بيخوفوكي
سألتها آسيا ببعض المكر لتهز تسبيح رأسها نافية
-لا، دكتور عاصي عيونه ملونة بس عمرها ما خوفتني وانتي كمان، اقولك على سر
خفت صوتها في اخر لتميل اسيا برأسها وتسبيح تهمس بخجل.

-انا بخاف من العيون السودا
رفعت اسيا عينيها محدقة نحو وجد بمكر، لتتصنع وجد البؤس قائلة
-لحقتوا تتقفوا على بعض
تمسكت الصغيرة بكف اسيا التي ارتجف جسدها من لمسة الصغيرة المبتسمة باتساع قائلة بتوسل
-خليها تيجي معاكي يا ميس وجد، انا حبيتها
سكن الصدمة في نفس آسيا، لطالما الجميع يحذر من التعامل معها خشية من مكرها، الا تلك الصغيرة التي لم تخشى منها بل ترى عينيها اشبه بمفرقعات العيد!

صدر نحنحة ناعمة لتلتفت المرأتين ناحية روفيدا التي ابتسمت ببشاشه
-مساء الخير
زينت ابتسامة صغيرة على شفتي وجد التي عرفت المرأتين قائلة
-مدام روفيدا مديرة المؤسسة، آسيا بنت عمى
مدت يديها مصافحة اسيا التي ترددت قليلا قبل ان تسلم عليها، غمغمت المرأة بهدوء
-اهلا بيكي نورتي المؤسسة
لم تملك سوى أن تهز رأسها مغمغمة
-اهلا بيكي
حانت من روفيدا التفاته نحو التصاق تسبيح ناحية المرأة لتبتسم ببشاشة قائلة.

- اسمحيلي اعرفها على الدار عشان معطلكيش يا وجد عن التدريب
هزت وجد رأسها موافقة وهي تنظر بعينيها ناحية تسبيح
-هتلاقيني في ملعب التنس لما تخلصي، تعالى يا تسبيح
ترددت تسبيح وهي تنظر ببراءة شديدة وتوسل أشد ناحية اسيا، وتحت الحاح وجد تركت يدها على مضض وهي تبتسم برقة
-هستناكي يا ميس آسيا
لوحت بيديها ملوحة اياها، مما جلب بسمة لآسيا وهي تتذكر طفلتها.

مشاعر امومة مستفزة غلبتها وهي ترى اتساع ابتسام الطفلة الصغيرة، استفاقت من شرودها على صوت المرأة
-اول مرة تيجي هنا!
غمغمت آسيا بشرود
-بس اول مرة اجربه بعد ما كبرت
عبست المرأة مغمغمة
- قولتي حاجه؟
هزت آسيا رأسها نافية
- ابدا
اكتفت المرأة بالابتسام وهي تغمغم قائلة
-هشرحلك كل حاجه بالتفصيل واتمنى حقيقي متكونش اخر زيارة ليكي هنا
اكتفت آسيا بالابتسام في وجهها، وهي تشعر ايضا انها ربما لن تكتفى بتلك الزيارة!

في قصر الغانم،
يقترب موعد الجلسة وهو لم يأتى حتى
لا تصدق ان نضال استسلم بتلك السهولة
ليست من عادته الصمت
وليس من شيمه الصبر وهي قد استفزته
لما لا يأتي بردة فعل، تخشي انه يجهز مصيبة او كارثة ستوديها قتيلة
أو هو يلعب على اعصابها ويوترها كما الآن!
هي تخشى الخروج من القصر المهيب، رغم ات وقاص اخبرها أنه لن يتجرأ للدخول داخل القرية ولن يطئها ما دامت فيها.

لكن هي تعلم نضال لن يصمت أبدا، وسيستخدم أساليبه الملتوية
اقشعر جسدها من الخوف لتحاول تبديد هذا الخوف مغمغمة
-انا خايفة من سكوته ده، نضال اللي اعرفه عمره ما هيسكت وهيبهدل الدنيا
انتبهت على سؤال أسرار الماكر
-وده اهتمام ده يا فرح
عبس وجه فرح، لن تفكر به ولن تسعى للاهتمام بالجميع، فرح القديمة انتهت تماما
ستكون انانية تلك المرة وستهتم بحياتها
وما فعله لن تسامحه عليه يوما، هو لم يتوانى يوما عن ضربها.

وبخس قدرها
والحط من قدرها
والاستهزاء من مشاعرها
تجهمت ملامحها نفورا وهي تجيبها بصلابة
-لا، انا اخدت قراري ومش هتراجع فيه وانتي عارفة مهما حصل مش هتخلى عن قراري
هزت اسرار رأسها دون محاولة الجدال معها، هي عانت حبا من طرف واحد، وظلت تعاني منه حتى بعد وفاة زوجها الأول وجاهدت بنسيانه تماما
لكن القدر له كلمة اخرى، وفي النهاية استسلمت وقررت عدم السباحة ضد التيار والنتيجة!

تحمل بذرة عشقهم في رحمها، توردت وجنتيها وهي تربت على جنينها لتسمع الى صوت فرح العابس
-بس يا اسرار هو من حقه يلاقي ناس في ضهره وانتو عيلته الوحيدة وكلكم جنبي، انا عارفة انكم قصدكم المساعدة بس صدقوني هقدر اواجهه لوحدى واكمل حياتى
وتقول انها تستطيع العيش بدونه وستفكر بحياتها فقط
ما شبت عليه لن تستطيع تغييره بين ليلة وضحاها، لتقترب منها مربتة على ظهرها قائلة.

- نضال وانا عارفة تفكيره، صدقيني رغم كل غضبه مننا الا انه ممتن انك وسطنا، متستغربيش انا عارفة دماغ نضال وبيفكر ازاي، يقدر يحسسك الذنب بغلطك بس اللى جواه العكس
لم يبدو ان فرح وافقتها كليا لتسترسل اسرار قائلة
-واحناعايزين نحسسه بالغلط اللى عمله معاكي ويعترف بيه جواه وقدامك انتى
امسكتها من ذراعيها وهي تسألها بجدية
-لو جيه في يوم قالك سامحيني هتقدري
صمتت ولم تستطيع الاجابة.

صمتت لبرهة من الوقت وهي تفكر كيف يستطيع نضال يتغير، صعب، صعب جدا ان يتغير وهي لم تتحمل انتظاره ولن تتحمل تقلباته مرة اخرى
غمغمت بحنق رافضة
-لو جيه هرفض، مش هدخل برجلي تاني في نفس الصندوق اللى قدرت اتحرر منه بصعوبة
مالت أسرار برأسها وهي تعيد سؤالها بصيغة اخرى
- ولو اتغير
رفعت فرح عينيها تحدق نحو اسرار بتشوش
لما تبدو متأكدة؟!
هل سيتغير؟
هل ستسامحه يوما؟
صوت العقل رفض وأبى، وصوت القلب يميل.

لكن صوت العقل هو الأقوى لتجيبها بوجوم
-نضال مش هيتغير، هيفضل معاند وهيقنع نفسه انه مخسرش حاجه، هيتغلب على عدم وجودى في البيت ومين عارف يمكن يجيب واحدة يطلع عقده عليها
مالت اسرار محدقة بعيني فرح، تبدو مثلها في مرحلة ما في حياتها
تلغى نداء القلب وتستجيب للعقل الذي سيقتلها يوما لتهمس
-وهتستحملي؟
هزت رأسها مجيبة بصلابة
-هستحمل، انا مش عايزة المعاملة دي تاني يا اسرار، كلها ضرب واهانه وجنون وشك فيا.

مررت اسرار على ذراع فرح مربتة عليها مغمغمة
-تستحقي الافضل يا فرح، صدقيني نصيبك لسه مجاش
لن تجرب داء السرطان هذا مرة اخرى
لقد قضى عليها تماما ولم تستطيع حتى الشعور بحلاوته
هزت فرح رأسها مغمغة باستياء واضح
-رفعت راية الاستسلام خلاص.

برغم كون نضال شقيقها وصديق روحها، الا ان ما شهدته يوم أن ثار في يوم الشركة، مهينا اياها امام الجميع، ضاربا اياها مسببا الجروح والكدمات في وجهها، ولولا استعانتها بوقاص الذي حضر على وجه السرعة بعد خروجه لساعة عمل خارج المؤسسة لربما انتهى الأمر بها في المشفى راقدة فاقدة الوعى وزجه في السجن، ذلك الغاضب لم يحاول حتى تكبيل غضبه جعلها تغير بعض مفاهيمها تجاهه.

يستحق نضال بعض العذاب، يجرب تلك المرة بعد حقيقي
بعد لن يستطيع تقربها، ولا يستطيع رفع يده عليها قط
بل ينظر ويتحسر وهو يرى رجل يقدرها هي، يختبر مرارة الحب
وعذاب الروح
غمغمت أسرار بصوت هادئ
-عايزاكي متقلقيش من المحامي خالص، من اول جلسة هيحكم بالطلاق اللى معانا يخليه ميحاولش يدي فرصة ليه بالصلح
تطلعت فرح بشك قائلة
-تفتكري!
اومات لها أسرار موافقة.

-عايزة اقولك يمكن الحاجة الوحيدة الكويسة أن الطلاق والخلع القانون منحاز للست يعني هانت
انقبض قلب فرح وهي تنتظر وتعد لياليها بفارغ الصبر قائلة
-هانت
حدقت بعينيها نحو عيني أسرار باضطراب ولم تملك سوى الأنتظار سلاحا لها!

في المشفى،
ثلاثة ايام مرت بعد خروجه من العمليات وأربع ليالي
الشقيق والأب يبحثان عن صاحب الفعل والشرطة كذلك خصوصا بعد تلفت كاميرات التسجيل، وحارس الشركة فاقد وعيه بعدما تلقى ضربة مؤلمة في رأسه
يعلم لعب الكبار القذر، ويعلم مدى كل طاقة رجل أعماله بصلاته الوثيقة بأسامي ذات مناصب هامة.

لكن المريض يبلغ قوة وثراء الجميع، يكفي انه حامل الجنسية الاوربية لتتعامل الشرطة بحذر محاولين عدم وصول الصحافة وخاصة الايطالية لسماع عن خبر نجمهم اللامع، وحرصه الشديد على والدته التي لن تتحمل خبرا كهذا، فاتصل بشقيقه بعدما اطمئن من خروج سرمد من حالته الحرجة
الطبيب يخبره مؤشراته الحيوية جيدة، لكن لما الثور لا يستفيق
اينتظر امرأته لتقبله مثلا! ويدعى الغيبوبة حتى يختبر قوة مشاعرها نحوه.

احمق، فالمرأة لن تستطيع الخروج بعد أن حفظها الأب داخل منزلهم مشددا الحراسة حول منزله، ربما يعود القذر معاودة خطفها
وتسمى تلك الطريقة، ضع الطعم في المصيدة وانتظر الفأر الدخول للمصيدة!
زفر غسان بقلة حيله وهو ينظر يمينا مراقبا والدته التي التصقت في المقعد منذ ان اخبرها شقيقه عن إصابة سرمد، لم يصدق كمية الدموع التي ذرفتها والدته.

اشعره ببعض الالم وبعض الغيرة كون الأحمق يحظى دائما بالنساء واهتمامهن وهو مجرد احمق كبير بعقل ثور!
اقترب من والدته التي أنهت قراءة وردها اليومي لتضع مصحفها داخل حقيبتها، قبل جبينها و غمغم بصوت ممتعض
-يا أمي ياروحي ياعيني لك ما الها داعي قعدتك هون بس يفيق بخبرك تجي تطلي عليه
زجرته عايشة بنظرة من عينيها لتضربه على ذراعه موبخة إياه قائلة
- ولا اخرس انت ما بكفي خبيت عليي انو انضرب وفات عالعناية المشددة.

لوى شفتي غسان وهو يغمغم بغيرة طفولية
-الله يعزك ياامي، محسستيني انو سرمد ابنك مو انا
تنهدت عايشة بسأم، لتجيبه بغلظة
-الولد فات عبيتي وصار منا وفينا متل ماانت فتت عبيتن وصرت منن وفيهن متل مابئولو بالمصري اكلت عيش وملح معاهم، بدك ياني بس صارت معو هيك ئصة زت ورا ضهري وامشي خصوصا انو ما الو حدا هون
أشاح غسان برأسه وهو يغمغم بسخرية
-انت استني بس لبكرا وبتشوفي هالمشفى رح يقلب عرس بس يجو اهله.

اكفهر وجه عايشة والألم يحفر طريقه لقلبها، هل عاني طفلها كما عانى صديقه
هل خبأ عليها اوجاعه والالامه، وهي لم يكن لها علم مسبق؟!
غمغمت بصوت مهتز وبدا الشحوب يغزو وجهها
- اي معلي معلي خليهن يجو يطمنو على ابنن والحمد لله هي الدكتور طمنا عنه وان شاء الله يوم أو يومين بقوم بخير وسلامة
استغفرت ربها وهي تحدق نحو ابنها فلذة كبدها الذي قرر السفر والبعد عنهما لعدة سنوات، تجاهل الحاحها.

وطلبها بمجيئه، وابتسمت وهي تشعر قرب ابنها سليم معافى، تطلعت بعينيها نحو معتصم الذي يحدث مع رجل ما، ثم تذكرها ليلة أمس من مقابلتها لشقيق شادية
جذبت ساعد غسان وسألته ببعض الفضول
- خبرني مين عملها
اكتفى غسان مغمغما ببرود
-صدئيني يا روحي مافيي خبرك.

ضيقت عيناها بعبوس شديد، ليست حمقاء حتى لا تعلم ان شادية لها علاقة ولو غير مباشرة بوجود ذلك المسكين في المشفى، استمعت تردد اسم شادية كثيرا من فم معتصم وهو يحدث نحو المتصل لتضيق عيناها قائلة بهمس
-هالشي الو علاقة بشادية
اتسعت عينا غسان بذهول، من أين علمت والدته وهو لم ينطق حرفا مما حدث سوى من رجل الشرطة الذي طلب إخباره بما حدث تلك الليلة!صاح باستنكار
- شووو عرفك
لمعت عينا عايشة وهي تجيبه بحدة.

-ولا شوو مفكر حالك فلهوي زمانك، انا امك ولا، بعدين انت مابتخبرني بشي، يخليلي ياه نزار حكالي وعرفني على ابوها واخوها
هل اخيه أصبح ضده، ألم يخبره بعدم التفوه بحرف واحد، العيب على شقيقه الذي لم يستطيع أن يخبئ عن والدته أكثر بسبب كذبة صغيرة اخبره وقتها أن يطمئن والدته ويخبرها أنه سيجلس مع صديقه بضعة أيام لأنه يشعر ببعض الحمى، لكن عايشة لا تمر شئ مرور الكرام.

ألحت كثيرا، وظلت تهاتفه كل ساعة تطمئن على سرمد إلا أن نزار بالنهاية اخبرها بالنهاية انه ذهب للمشفى ومنذ مجيئها وعلمها بما أصاب صديقه رابطت الجلوس في المشفى!
انتبه على صوت والدته المتذمر
-وبعدين انت شو خصك، بس اتعب بحكي مع نزار يرجعني عالبيت
نحنحة خشنة من رجل جعل غسان يلتفت بجسده وهو يسمع ماهر يغمغم بهدوء
-مساء الخير
اتسعت ابتسامة عايشة ببشاشة قائلة.

-اهلين حبيبي ماهر، طمني عنك وعن أخواتك ان شاءالله مناح، عنجد كتير زعلانة منن لانو بطلو يزوروني
ابتأست تعابير وجهه عايشة ولاح الحزن ليتنحنح ماهر بحرج وهو يجيبها
- والله يا حاجة اوعدك أقرب فرصة هيخليهم يقابلوكي
هزت عايشة رأسها موافقة
- وانا بانتظاركن بتنوروني حبيبي
اشار غسان بعينيه حينما رأي ماهر على وشك بقول شئ ما، ابتعد غسان عدة خطوات كافية لعدم سماع والدته الفضولية، زفر ماهر بحدة قائلا.

-عارف ان انت مستني خبر انهم يقبضوا على ال، بس للأسف كأنه فص ملح وداب
تجهم وجه غسان ليضع في الحسبان شادية التي ستتحطم في المنتصف، غمغم بجدية
-يا ماهر، كرمال الله فهمني سرمد مارح يرضى يفوتا لشادية بسين وجيم وشرطة وتحقيق رفيئي وبعرفو، صدئني رح اختك بهالحالة رح تنكسر بزيادة، انت استناه يقوم وهو بتصرف بمعرفته.

اتسعت عينا ماهر بريبة، والده يحاول استخدام جميع نفوذه لبعد ابنته عن الأمر رغم استحالته، لكنه يحاول بالنهاية حتى وان طلبوها سيحاول أن يجعل الأمر محصورا فقط داخل مكتب التحقيق، قلق غسان على شقيقته وعلمه الشديد باستياء صديقه جعله يشعر بالفضول والغيرة تكاد تتآكله
شاعرا بالتخبط بين صديقه وافعاله وبين استياء والده الواضح حينما اخبره بمجيئه في يوم عارضا بصفاقة وجنون مصاحبة ابنته، تنهد وهو يجيبه بغلظة.

-ولسه هستناه لما يفوق، ده بيني وبينه حساب مخلصش
دار ماهر بعينيه حول المكان لينتبه الى وجود والده جالسا بشرود شديد، استأذن من عشان ليقترب من والده وعلامات الانكسار أعلمته بالرد دون الحاجة للسؤال
لكنه عاند، ربما والده استطاع إيجاده أو أوشك على الوصول له، اقترب منه قائلا
-طمني يا بابا لقيته
زفر معتصم كاتما غيظه وحنقه ليجيبه بشرود.

-روحت لأبوه، والراجل اعترف أنه ظهر قبل الحادثة بشهر، تخيل شهر تخبي عليا بنتي
غصة في حلقه جعلته يعض على شفتيه متحسرا
لما خبئت عليه صغيرته، لما؟
اندلع الشرر في عيني معتصم ليهدئه ماهر قائلا
- اهدي يا بابا، انت عارف شادية اكيد مظهرش في حياتها وحست ناحيته بخوف الا وهتجري تطلب مساعدتك
الشقيق يدافع عن شقيقته، سخر من نفسه وهو يضم أنامله بقوة على عصاه، هل هذا هو جزاؤه؟

بعد أن قرر أن يجعل علاقتهما أعمق من علاقة أب وابنة، بنى هو الثقة ودمرته هي برعونتها ليست مرة
بل مرتين
مرتين ومن نفس الرجل؟ ألم تتعلم شيئا بعد؟
هل هي مغفلة لتلك الدرجة أم حاولت أن تظهر له شخصيتها القوية الهشة؟!، نهره معتصم بحدة.

-ماهر ملهوش لزوم انك تدافع عن شادية، هي اعترفت غلطها وقالتلي على كل حاجه، وانا زي الطرطور في البيت معرفش حاجة، فاكرة نفسها مين عشان تواجهه هي متعظتش باللي عمله وهرب زي الخسيس قبل الفرح وسابني انا وهي نتعرض لكلام الناس اللي زي السم من اللي يسوا وميسواش
انفعل معتصم بشدة واحمر وجهه لينظر ماهر بقلق نحو أبيه قائلا محاولا تهدئة غضبه.

-بابا ارجوك انت عارف شادية مش حمل جفائك وبعدك وهي روحها فيك ومتقدرش على زعلك منها
بكاءها أصدر أنين في قلبه
وكبله عن ضربها، وتعنيفها
لم يستطع رفع اصبعا عليها، واكتفى بالصراخ الحاد وهي التصقت به منهارة في البكاء وانهار قلبه معها
ود ضمها وبثها دفئا واطمئنانا، لكن غضبه تمكن منه واستدار راحلا وبعدها اعتزلت الجميع معتكفة في غرفتها!
صاح بصوت ملكوم
-عارف، عارف يا ماهر، بس لازم تعرف غلطها.

اقترب ماهر مراضيا اباه ويستميل قلبه الى قرة عينه
-انت لو تشوف بكاها كل يوم والله هتحن عليها، ارجوك راضيها دي منعت نفسها من الاكل وخايف تعمل لنفسها بمصيبة
لاح الألم على محيا وجه الأب، القلق والذعر دب في قلبه منتفضا لينظر الى عيني ابنه غير مصدقا انها امتنعت عن الطعام لكن الابن لم يكذب عليه
جز على اسنانه وهو يلعن ذلك القذر الخسيس ليصيح بهدر.

- ولو، لطالما هي عارفة انا كنت بتوعد للنجس ده ازاي، بس اختك نشفت دماغها وعاندت، تستحمل غلطها، مش هحن ولا اتهز واللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط
اصدر الاب فرمان بقطع أى مشاعر أبوية تجاه ابنتيه
لطالما حاول أن يكون هو اب متفاهم، مراعى، مسامح، يسمع اليهم بأذني أم ويرشدهم بقلب أب
لكن ما الفائدة! الفتاتين اعتبروه هرم ولن يستطيع حل مشاكلهم وعزلتا عنه.

استمع الى نحنحة خشنة من ابنه، لينظر إليه معتصم بغضب، غمغم ماهر قائلا بحرج وهو يكتم رنين لرجل لم يكف طيلة اليومين الاتصال بهاتفه
-عارف ان الموضوع ملهوش لازمة بس وسيم بيتصل كل يوم بيا عشان عايزك في موضوع مهم ولولا ظروف اللى حاصلة كان جيه هو واهله في اقرب وقت
اتسعت عينا الأب لبرهة من الوقت، قبل أن يتجهم وجهه صائحا.

- وامتي حن ده اخيرا، ماهر انت فاضي لايه ولا ايه مش شايف الولد اللى مرمي في المستشفي ورغم غضبي منه وكرهي لتصرفاته إلا انى مرغم احط كل مشاعري على جنب واهتم بيه كراجل دافع عن بنتي وعرض حياته للخطر عشانها
جادله الأبن مبتسما بمكر
-مش يمكن حظه عشان يقدر يقرب منها ودينه ليك انه يطلب شادية.

تذكر يوم طلب منه أن يصبح صديق أقرب لحبيب، هكذا قالها صراحة، انه يرغب ان يتعرف عليها، وحينما حاول ان يفهم الى اين يصل بعد التعرف لم يجد منه أى جدية كما توقع
بل صحبة ممتعة، متلاعبا بقلب صغيرته!
-ده أبعد من البعد انه يكون عايزها
جادله ماهر للمرة الثانية
-بس انت عارف انه هو اجنبي ورغم كل تصرفاته وأفعاله وعيلته الا انه اتربي في جو غربي
حدق معتصم بعينين مستنكرين تجاه ولده، هل تأثر هذا الاحمق بالتيار الغربي.

هل مكوثه لمجرد سنوات في التيار الغربي أثر على فكره؟!
عقد جبينه بعبوس تام وهو يتقرب منه قائلا بتهكم مبطن
-لما يكون ليك بنت ويجي ولد بكل وقاحة عايز يصاحبها ويستأذن منك ابقى خلينا نشوف رد فعلك، اللى عايز بناتي يجي يشرفني في بيتي ومع عيلته طالب الجواز غير كدا مش هيشوف حاجه مني.

آثر ماهر الصمت بعدما ما قاله والده، بالنهاية والده محق، هو حاول ان يفكر بالموضوع من زوايا مختلفة كونه يعلم الغربيين وأفكارهم وعاش معهم لفترة، حل الصمت في رواق المستشفى قبل أن يستمعا الى صراخ مفاجئ أدى الى رفع الجالسون رؤوسهم وتوقف الماريين ناظرين ناحية ذلك الدخيل
-غسااااان
بهت وجه غسان وهو يشاهد التتار الذين اقتحموا الرواق ليصيح بتذمر.

-اللعنة يا أحمق، هل جلبت العائلة معك! أهذا ما اتفقنا عليه بسرعة وجودك بمفردك هنا دون علم أحد!

في قصر السويسري،
نظرت جيهان برضى شديد تام بعدما رصت جميع الاطباق وجلبت حزمة البصل الأخضر لتشمر عن ساعديها وهي تسمي الله قبل أن يأتي والدها ويأمر بإلقاء طعامها المفضل خارج المنزل
حسنا هو قال المنزل، والمنزل محله هنا في الداخل، ولم يشير للحديقة، نظرت باشتهاء الى الفسيخ لتميل بأنفها تشمه بتلذذ.

تشكر عبده الفسخانى الذي أوصى لها بكيلو لكلا من الرنجة و الفسيخ، الطعام الوحيد الذي أحبته من والدتها ورفضته شادية وشقيقها ووالدها
على الاقل هي الوحيدة التي أخذت تلك الصفة من والدتها، وضعت أول لقمة ومضغته بتلذذ لتقضم قضمة من البصل أدى الى اغماض عينيها متلذذة بطعم البصل الحارق
عادت تضع عدة لقيمات ثم تقضم من البصل، وهي تتأوه بتلذذ.

حمقى لا يعلمون كيف يأكلون، كيف يكرهون طعام سمك كهذا، كيف يحبون تناول طعام سمك نى عن سمك مملح
شهقت بذعر على صوت وسيم الذي قرر من بضعة دقائق أن يتسلل من باب الحديقة الخلفية القديم المتصلة بحديقة منزله
-يا مجنونة بتاكلي ايه
وضعت جيهان يديها على صدرها تربت عليه من نبضاته المجنونة، نظرت الى وسيم بشرر قبل أن تجيبه بحدة وهي تقضم البصل بحدة
-فسيخ تعالى اقعد ومتقلبش وشك زي شادية اللى اول ما شمت ريحته رجعت.

تقزز وسيم ما ان ذكرت أمر القئ أمام وجهه، ليزجرها بحدة
-نقي الفاظك
اشاحت بيدها قائلة بفظاظة شديدة
-يوووه، سيبني بقي شوية اخد راحتي قبل ما يجي بابا ويشم خبر
تنهد وسيم بيأس قبل أن يشاركها هو الآخر جالسا أرضا ليأخذ رغيف عيش بلدى وأشار نحو حزمة البصل التي اوشكت على الجلوس في حضنها قائلا
-ناوليني بصل أخضر.

عبست جيهان وهي تنظر الى وسيم بشك، هي لم تره يوما اكلها، ولم يخبرها مسبقا أنه تذوقه قبلا! أعطته البصل ولم تمنع أن تقول بتهكم
-ايه يا حبيبي ناوي تاكل معايا، لا انسي روح خد من البرطمان وكل في البيت، هنا انا باكل لوحدى
حدق وسيم نحو الأطباق المتراصة ليغمغم بدهشة
-انتي هتاكلي كل ده!
رفعت جيهان وجهها تخمس في وجهه مانعة الحسد متمتمة الله أكبر ثم علا صوتها لتقول بسخرية لاذعة.

-انا خايفة منك انت يجيلك انتفاخ وتتعب والصراحة انت عارف خروج من البيت ممنوع وبابا ماشاء الله معين حراسة زي الدبب حوالين البيت
رفعت الطبق الذي تأكل منها حينما أنهت سخافتها، ليزجرها بحدة قائلا
-ملكيش دعوة بيا هاتي.

وضعت الطبق بنفاذ صبر وجلست عاقدة ذراعيها على صدرها منتظرة بداية توعك منه لتلقيه خارجا من منزلها، يكفيها شقيقتها التي عزلت نفسها عن الجميع بعدما لفظها والدها حرفيا و اخبرها انه مات في نظرها مادامت تتصرف دون الرجوع له.

تعلم ابيها قالها في لحظة غضب منه، لكن شقيقتها لم تتحمل جفاءه وغلظته وانهارت باكية مانعة أى شخص من الدخول، لكنها بين الفينة والاخرى تفتح باب غرفتها بباب احتياطي يلازمها دائما لتطمئن عليها في فترة نومها وتضع الطعام ثم تلتفت مغادرة بصمت...
كتمت تنهيدة حارة لتنتبه إلى وسيم الذي يأكل بشراهة لتعقد حاجبيها بريبة متسائلة
-اكلت فسيخ قبل كدا؟
هز وسيم رأسه موافقا
-جربته على مرات متقطعة وعجبني.

لوت جيهان شفتيها بامتعاض لتحاول تلين رأس هذا الحجر
-يا وسيم مش هتستحمله قولى لو دى أول مرة
رفع وسيم رأسه واقترب منها بعينيه الباردتين ليسألها
-خايفة عليا؟
هزت رأسها موافقة ولم تختار الانكار ككل مرة
-ايوا خايفة، توردت وجنتيها اثر رؤيتها للظلام الحالك في عينيه، تعثرت شفتيها لتميل بجسدها للخلف حينما لاحظت اقترابه لتهمس بتردد وبعدين ابعد شويتين كدا عشان انا واكلة بصل وهتقرف من ريحتي.

انفجر وسيم ضاحكا وزادت ملامحه وسامة لتزداد تحسرا على هذا الرجل البارد وهو يغمز بأحدى عينيه قائلا
-وماله احنا الاتنين ناكل بصل
استطاع ان يلجم لسانها ويزيد من حمرة وجنتيها ليتابع قائلا بجدية
-اول ما نطمن على شادية هجيلك البيت مع عيلتي وقسما عظما يا جيهان لو لقيتك رفضتيني هدخلك الاوضة وهخلي معتصم باشا يوافق بالاجبار على جوازي منك
جحظت عينا جيهان وشهقت بصدمة قبل أن تحاول التخلص من صمتها قائلة.

-ايه ايه ايه ومين اصلا هيسمحلك تدخل اوضتي
أجابها بثقة
-انا
اتسعت عيناها باستنكار لتجيبه بحدة
-انت مين يا عنيا، وسيم اتغطي كويس قبل ما تنام
نادى اسمها بحدة
-جيهان
ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتيه ليغمز لها بعينه قائلا
-هتجوزك
همت بالصراخ في وجهه، الا انه وضع لقمة في فمه قائلا
- وأعلى مافي خيلك اركبيه
اشاحت جيهان وجهها مرة اخرى، وقلبها يكاد يخرج من ضلوعها من شدة ثورته، القلب الغبي يتأثر من كلمة منه.

كلمة واحدة تستطيع أن ترفعها لعنان السماء، وكلمة تسقطها لأسفل السافلين
غمغمت بغيظ شديد
-غلس
صاح ببرود قائلا
-بتقولي حاجه
نظرت إلى الطعام المغري وقد فقدت شهيتها لتنفض يدها عن الطعام قائلة
-مقولتليش قبل كدا انك بتاكل فسيخ
يعلم أنها لن تكف عن الحاحها، أجابها قائلا
-عزمني عليها صديق قبل كدا في شم النسيم وعجبتني
ارتفع صراخ قوي زلزل أرجاء المنزل الكئيب افزع جيهان التي انتفضت من مجلسها لتصيح بلهفة
-شادياااا.

جرت جيهان بسرعة متجهة نحو الداخل صاعدة السلالم بسرعة رهيبة، ليعلو صريخ اخر أسقط قلب جيهان و كادت تتعثر ساقطة على الارض الا انها سارعت بالتوجه ناحية غرفة شقيقتها التي وجدتها مفتوحة على مصرعيها
دخلت الى الغرفة ليشحب وجهها وكادت أن تفقد وعيها لولا شعورها بجسد وسيم الذي دعم جسدها..

رفع وسيم عينيه ناظرا نحو شادية التي تبكي بصمت، مغمضة عينيها باستسلام تام و فوهة المسدس مصوبة على صدغها ليصيح معاذ بنبرة فاقدة للسيطرة مهددا اياهم بسلاحه ليضغط ذراعه بقوة على جسد شادية التي آنت بخفوت شديد مستسلمة إلى موتها الوشيك
-اللي هيقرب منها هقتلها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة