قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والسبعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والسبعون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والسبعون

في صالة الالعاب الرياضية،
احتدت انفاس سرمد وهو يعيد اتصاله بها للمرة، هل تخطت الخمسون خلال اليوم أم خيل له؟!
القي هاتفه بحدة داخل حقيبته الخاصة ليلتفت نحو صديقه غسان الذي يضع المنشفة حول عنقه
-لا تجيب على اتصالاتي
اكتفى غسان بضحكة متهكمة لينزع المنشفة من حول عنقه ملقيا اياها في وجه صديقه قائلا بحدة
- بعد تلك الليلة مع والدها من المؤكد انه سيغلق الابواب امامك.

شتمه غسان بلغة الام لينظر اليه سرمد بحنق وهو يرمي المنشقة الخاصة بصديقه أرضا، ليتمتم بحدة وهو يخرج قميصه النظيف ليرتديه على عجاله قائلا
-اللعنة، لما لم يتفهم
هبط غسان مناولا منشفته ليقول بحدة
-يتفهم ماذا، اللعنة عليك يارجل، أظهر عرقك الشرقي هذا من دمائك الباردة
عض سرمد على نواجذه غيظا ليتمتم بحدة
-لا وقت لسخافتك غسان.

هز غسان رأسه يائسا، العرق الاوروبي ما زال بداخله رغم جينات والدته العربية، تأفف وهو يستدير إليه قائلا
-إذا مكان الرجل يوما ورأيت رجلا يحوم حول طفلتك يقوم باغواءها ماذا ستفعل؟
تخيله انه ينجب فتاة من برتقاليته جعل حمم بركانية تثور في اوردته، ثم ملامح شخص باهتة يحاول التقرب من ابنته المستقبلية جعل عرقه الشرقي يهمس بقسوة
-سأقتله.

حدق غسان بلا مبالاة إليه، لن يتعجب من ازدواجية شخصيته، فهو يعلم صديقه منذ سنوات، تمتم ببرود تام وهو يغلق حقيبته
-إذا لا داعي الآن للعبوس والتذمر، حاولت ان الطف الاجواء لكن صراحتك تلك تحولت لوقاحة والرجل مهما كان مهذبا ورحب بضيافتنا الا انه بالطبع لن يصمد على كرامته وشرفه.

مرر سرمد أنامله على خصلات شعره الندية، أيام، أيام طويلة بدت كسنين لم يري برتقاليته، حتى أنها توقفت عن الذهاب للعمل، وصفحتها أوقفت بنشر أي صور او مشاركة اي مقاطع فيديو بعد ان علم بعض اللغط الذي ساء بسمعة شقيقتها
لكم الحائط بجواره وهو وشوقه لها اضناه
بات لا يتحكم في اعصابه، بدت كشئ أدمن عليه شخص وثمل حد النخاع
صاح بحنق وعينيه تطلقان شررا ناريا.

- اللعنة، أنا بت لا استطيع الانتظار غسان، اريدها، حقا اريدها، وارغبها بشدة
زفر غسان بيأس، فكرة عودتهم لوالدها سيئة للغاية بعد الانطباع الأول الذي تركه له
انه شخص هوائي، لعوب، يحتاج للزيارة الثانية أن يكون الرجل أكثر هدوءا بعد أن طردهم شر طردة من منزله
سحب حقيبته ورفعها على مرفقه ليميل إلى صديقه هامسا بخبث
-هل تحتاج لمن تطفئ رغباتك القذرة، أخبرني اعرف نادي ليلي يوجد به نساء سترغب بالبقاء فيه الى الابد.

لكزه سرمد بغيظ وهو يلمح بعض نظرات الرجال في حجرة التبديل المتشككة لهم ليقول
- اصمت يا غبي، لا وقت لي لتحمل حماقتك
تلاعب غسان بحاجبيه هامسًا بقذارة
- انسي تلك المرأة وخلال ساعتين سأجلب لك خبيرة تستطيع ارضاء ذوقك المتفرد
ضم سرمد قبضة يده ليرفع يده قائلا بتهديد صريح
- غسااااان
عيناه تقدحان شررا، لا عبث مع الشيطان الان
لم يهتم بنظرات الجميع بل التفت له ليقول ساخرا
- ماذا، لا تقول ان نفسك عافتك عن النساء.

احتدت انفاس سرمد ليسارع بحمل حقيبته ويلقيها في وجهه الا انه تفادها بسهولة غامزا بعينه ليخرج من حجرة التبديل عازما على الخروج للخارج..
سبه سرمد بحدة وهو يسارع بالتقاط حقيبته ليتوجه للخارج وهو يلقي لعنات وسبات الا ان غسان لم يكترث بالرد عليه.

عيناه مسلطة على الناعمات داخل الصالة الرياضية وملابسهن المثيرة لأعصاب أي رجل حار الدماء، وقعت عيناه على امرأة لم تحاول التودد له كالكثيرات ولا كالفتيات اللاتي ينظرن إليه من أسفل رموشهن متحركة كحمل وديع نحو آلة رياضية ليقول بنبرة ماكرة
-انظر، انظر الى ذلك الغزال
اتسعت عينا سرمد شقاوة ليهمس بمكر
-ستسبب في طردنا يوما وادخالنا خلف القضبان.

تأمل غسان قد المرأة وهو يلاحظ ملامحها تبدو مألوفة نوعا ما ليعض على شفته السفلى بحسية قائلا
-رغم نحافتها إلا أن هناك بعض الأشياء ستجعلك تصرف نظر عن ما ترغبه
القى سرمد نظرة فضولية نحو المرأة التي جذبت انتباه صديقه، لن ينكر نحافتها الا ان قال بنبرة ماكرة
- مثل
مرر غسان أنامله في خصلات شعره قائلا بوقاحة
- انت تحب الساقين، حسنا انا احب الجسد بأكمله
ألقى غمزة خاصة نحو صديقه ليتمتم
- تعلمت هذا منك يا.

ألقى حقيبته أرضا وقال بنبرة متسلية
- سأبدأ بمغازلتها
قلب سرمد عينيه بملل، لا يصدق ان صديقه يصل به استفزازه لذلك الحد!
ابتسامة طفيفة ظهرا على شفتيه ليصيح قائلا ببرود
- أن ظهر أنها برفقة رجلها لن أدافع عنك
لم يكترث غسان للرد عليه بل عيناه متجهتان صوب هدفه، ابتسم بنعومة وهو ينظف حلقه قائلا بلهجة مصرية
- مرحبا.

تجهمت ملامحه فور أن رأى الفتاة لم تكترث له اطلاقا بل عينيها تحدقان بتوتر نحو هاتفها، مال بالقرب منها هامسا بنبرة رخيمة
- انسه
جزعت الفتاة حينما اكتشفت المسافة الضئيلة التي بينهما، رفعت عينيها البنيتين محدقة نحوه قائلة بتعجب
- بتكلمي انا
ابتسم غسان بهدوء وعينيه تقيم جسدها النحيل ليقول بنبرة ناعمة
- ايوا حضرتك، معلش على الازعاج بس تعرفى اقدر احضر دروس اليوغا فين.

فغرت شفتيها بصدمة سرعان ما نظرت الى هاتفها الذي رن بأشعار رسالة، توردت وجنتيها ما ان رأت رسالته المقتضبة مخبرا اياها انه سيأتي، حاولت نفض أى أغبرة وردية من حولها لتنتبه نحو الرجل الوسيم الذي امامها متحدثة بلكنة مصرية ثقيلة قليلا على لسانه لتقول
- للاسف انا مش مدربة في الجيم، تقدر تسأل أي حد تاني.

تفرس غسان النظر الى ملامحها وهو يشعر ان تلك المرأة رآها سابقا، رغم أنها لم تبادر في ايقاعه لشباكها وأن عينيها منصبة على هاتفها قال بهدوء محاولا ان لايد يخسر ذلك التحدي مع صديقه الذي لم يترك فتاة في أي مكان عام وأن تودد اليها الا والتصقت به كالعلقة
- انا اسف على ازعاجك لكن بس حقيقي حاسس اني شوفتك قبل كدا
توردت وجنتيها من أثر نظراته الجريئة لتهز رأسها نافية
- لا مظنش.

ملامح انثى ناعمة كتلك لن تغادره مطلقا، يحاول استرجاع أين رآها قبلا!
لم يراها في غربته هو متأكد من ذلك، هو رآها على التلفاز، نعم، نعم رآها على التلفاز في مسابقة عن العاب الاولمبياد وكانت الوحيدة العربية التي اشتركت في مجال لعبة...! تبا لا يتذكر حتى ما اللعبة التي مارستها، مرر أنامله في خصلات قائلا
-لا لا انا متأكد، شوفتك قبل كدا، بتلعبي رياضة.

اتسعت عينا وجد وقد تفاجأت من وجود شخص متابع للعبتها في النادي والمسابقات التي تقدمت من اجلها لتهمس
- تقصد تنس، ايوا فعلا انت مشترك في النادي
نعم التنس، صاح عقله ظافرا حينما علم لعبتها، وما تبقي الآن هو اسم قطعة الحلوى التي أمامه، جاهد التحدث باللهجة المصرية
- لا بس حضرتك بطلة، بتعرفي تلعبي كويس جدا
توردت وجنتيها واجابته بهمس ناعم
- شكرا، مكنتش متخيلة ان الاقي ناس متابعة الرياضة خصوصا زي التنس.

لمعت عينا غسان وهو يجيبها بنبرة غامضة
- صدقيني انا اكتر شخص بهتم بالرياضة وبشجع الرياضيين جدا
ازداد امتقاع وجهها تحت اثر ذلك الرجل الدخيل في حياتها، رن هاتفها مما جعلها تهمس للرجل الوسيم بنبرات معتذرة وهي تبتعد عنه عدة خطوات لترد على المتصل بتلهف
- عاصي انا قولتلك مفيش داعي انك تيجي، ( اتسعت عيناها ذهولا لتمتم ) ايه!

استشعرت بذبذبات خطرة من حولها لترفع رأسها نحو اتجاه معين لتراه واقفا على بعد مسافة ليست بعيدة، ونظرات عينيه كفيلة جدا لمعرفة انها تلك الليلة ميتة لا محالة!

من على مسافة كافية وقف سرمد مشاهدا للمسرحية التي بدأت تزداد حماسا بعد دخول بطل آخر للعبة، استشعر نظرات صديقه لينظر إليه بتسلية شديدة وهو يخبره انه فشل في ذلك التحدي الطفولي الذي أقامه، عبس ملامح غسان وهو يرى صديقه يشير له ان اصبح في عداد الموتى!
تلعثمت وارتبكت وهي ترى ملامح وجهه القاسية لم تلين، ليتقدم نحوهما بخطوات متمهلة كانت لكل خطوة رسالة تهديد ووعيد لها، تقدم قائلا بابتسامة قاسية
- مساء الخير.

القي عاصي نظرة مميتة نحو ثيابها الذي لم تدع الرائح والغادي إلا رأى ما يسره ويعجبه واولهم الذي امامه، يكاد يأكلها بعينيه وهي تقف امامه كعذارء صغيرة لا تدري مكر الثعلب أمامها!
استشعر غسان الخطر على نفسه والنية السيئة التي يضمرها الرجل له، هل عبث مع فتاة مرتبطة؟! تأكد هو من عدم وجود خاتم في اصبعها، لكن بالنهاية هو عبث مع فتاة تخص رجل غيره، اجلي حلقه وهو يبتسم ابتسامة مهذبة
- مساء النور.

تقدم عاصي منه مخبئا بجسده الضخم اميرته الناعمة عن عيني الرجل ليقول بصوت أجش
- مين الكابتن
همت وجد بمجادلته عما قام به، لما يخبئها ويتعمد أن لا تظهر في الصورة!، ابتسم غسان بحرج حينما استعرت النيران في عيني الرجل الغيور ليقول بابتسامة لطيفة
-غسان، غسان الشامي، بطل رياضي
مد يده كمبادرة سلام، تصافحا الرجلان ورسالة الغيور كانت وعيدية.

تخبره الا يعبث بامرأته الخاصة، اصابع عاصي اشتدت بقوة وخشونة قابلها ابتسامة من غسان وهو يلعنه في سره ليجز على شفتيه مائلا برأسه نحوها قائلا
-وياتري الكابتن عايز ايه
نظرت وجد نحوه بعبوس أثر نبرة صوته المتشككة لتشيح رأسها للجهة الأخرى، مما جعل غسان يجيبه
- ابدا، كنت ببدي اعجابي للانسة من خلال لعبها في التنس
ارتفع حاجبي عاصي لثانيتين قبل ان يلتفت إلى وجد قائلا باستنكار
- والله!

والماكرة صاحبة العينين الداكنتين تخلت عن صمتها وخصامها الطفولي لتمتم
- عاصي افهم بس انا
اشار بعينيه للتوقف لينظر نحو الرجل قائلا بجمود
- طيب عن اذنك، انا وهي ورانا مشوار
اختتم عبارته ليهمس بنبرة خاصة
- لمي حاجتك ولينا كلام تاني يا هانم.

تلون وجه وجد بالحمرة من فرط الغيظ والخجل لتسارع بالتوجه نحو غرفة السيدات وهي ترغي وتزبد، اتبعها حارسها الخاص ليكون بالقرب من نطاق مكانها غير ناسيا ان يرشق غسان بنظرات نارية متوعدة!
هز غسان رأسه غير مصدقا الرجل الذي أمامه، تنهد زافرا براحة حينما وجد الرجل لم يقم بتحطيم جسده او تشويه وجهه الوسيم، استمع الى ضحكات ساخرة صدرت من صديقه الذي تمتم بمكر
- لم يقم بتحطيم وجهك.

صمت سرمد لبرهة حينما رأى الغضب في عيني صديقه، ليضربه غسان على مرفقه قائلا
- لكن يبدو أنه هو من سيقوم بتحطيم وجهها
مال سرمد هامسا بمكر
-أو عظامها اللينة
اتسعت عينا غسان ليصيح بغيظ
- أيها الماجن، هل كنت تتلصص النظر عليها؟
انفجر سرمد ضاحكا وهو يستمع إلى شتائم صديقه بلغته ولغة الام الخاصة به، ليهز رأسه يائسا وهو يعيد النظر نحو هاتفه، يعيد وصال لرؤية برتقاليته الممتنعة عنه.

زفر بحدة وهو يعيد الاتصال، ثم يهددها برسالته
ليجبرها على رؤيته، هو مجنون ومتهور وسيتخذ جميع الوسائل لاضعافها واربكاها
سيتخذ جميع السبل والطرق لترضخ له وتستسلم لسلطانه!
اتسعت عيناه غير مصدقا حينما إجابته ليهمس بصوت بخشونة، أثخنته العاطفة و غلبه الشوق لرؤية محياها
- شادياااه
زفرة حارة خرجت منها استمعه عبر الأثير، صوتها المضطرب نبأه انها ليست بخير.

تلك المرأة الناعمة، ذات مخالب شرسة، مفرطة المشاعر، صعبة المراس تمر بحالة ليست اصعب منه، حشرجة خرجت منها جعله متيقظ ومتأهب وهو يحاول تكهن المكان الهادئ الذي حولها
- سرمد، ارجوك توقف عن، لا فائدة، سأغلق
قاطعها بزمجرة شرسة وأمر قاطع
- ان اغلقتي الهاتف اقسم انني سأكون أمام بوابة منزلك ولن ابرح مكاني وان ركلنى والدك
شهقة خفيضة خرجت منها ثم تبعه توتر وتلعثم، لتهمس.

- سرمد، حقا لا وقت لجنونك، انا لا استطيع مقابلتك، نحن نمر بظروف سيئة
ران الصمت بينهما للحظات، صديقه ينظر إليه عابسا وهي تغمض جفنيها يائسة تهدأ من ضربات قلبها، صدر ضجيج من حولها ليعبس سرمد قائلا حينما استمع الى اصوات ابواق السيارات
-لكن الأصوات القادمة منك تخبرني انك لست في المنزل
زفرت بيأس وهي تترجل من سيارتها لتمتم بعفوية
- هناك بعض الملفات اقتضى علىّ أن أذهب لأراها في مكتبي قبل صباح غد.

لم يكن يريد أن يوضح لها انه يعلم انقطاعها عن العمل منذ يوم الرحلة، لذلك سألها بهدوء
- ألم ينتهي دوام عملك؟
صعدت الدرج لتفتح باب الشركة بمفاتيحها الخاصة لتجيبه بيأس من كثرة أسئلته واجاباتها المبررة له والتي بعفوية منها تعطيه اخبار تحركاتها
- سرمد انا لا اذهب إلى العمل، سأجلب الملفات من مكتبى و سأعود للبيت وارجوك، تعقل، ارجوك
تمتمت بها بتوسل منعش لقلبه، وهو يسمع هذا التوسل الناعم منها.

تنهد زافرا بحرارة وهو يغمغم
ما تركتك وما رحمتك يا شادياااه حتى تثملين من نفس الكأس الذي ثملتيني منه، اغلق الاتصال وهو يشد الرحال لرؤيتها ليستمع إلى صوت صديقه المتعجب
- مهلا يارجل إلى اين ستذهب
القي غمزة ماكرة وهو ينظر الى هاتفه محددا موقع عملها عبر تطبيق هاتفه، لحسن حظه ان المكان من الصالة الرياضية حتى شركتها لا يبعد سوى مسافة قصيرة!
قال بنبرة متعجلة.

- إليها بالطبع، تستطيع اللحاق بي، اجمع اشيائك وجهز سيارتك، انت تعلم مكان عملها.

تطلعت شادية نحو غرفة مكتبها التي لم تزورها لعدة ايام، شعرت بالوحشة وهي تتذكر تلك الجدران التي اختبرت بها أزمات نفسية وتوتر ما قبل الزفاف، الشئ الوحيد الذي لم تفقد شغفها فيه هو العمل، حاولت تلك الايام ان تتجاهل اي احتكاك مع اي عامل او من عملائها وخاصة النساء منهن!
جلست على مقعد مكتبها وهي تغلق جفنيها متنهدة بتعب، تعيش ايام عصيبة داخل المنزل.

الاب ثائر طوال الوقت، وشقيقتها باردة لاكثر درجة تخيلتها، حتى فريال وزياراتها المتكررة لم تنجح في عودة الشعلة للمنزل، هناك شئ انكسر
شقيقتها ما عادت كما هي، حتى بمزاحها السخيف و شقاواتها المعهودة، ليست كما السابق، جيهان لم تعد كالسابق، كانها تمر في مرحلة نضج، أو مرحلة فقدان بريق روحها، وهذا لن تسمح به ابدا، يكفي ما عانته هي، لن تسمح لشقيقتها أن تنكسر وتستسلم لألسنة الناس!

فتحت جفنيها بكسل وهي تستقيم من مجلسها، تمر بعينيها حول ارجاء المكتب قبل أن مصابيح الغرفة لتعود لمنزلها كما جاءت...
هبطت درجات السلم وهي تفتح باب الشركة وتغلقه موصدة اياه وهي لا تصدق أن الحارس الذي عينته للحفاظ على عملها غائب
يبدو فترة تغيبها جعل الجميع يتقاعسون عن العمل، لكن ستعود غدًا وستبدأ في خصم المرتبات حتى يعودون للعمل كما يجب!

هبطت السلالم المؤدية للبوابة الخارجية، توجهت نحو سيارتها وهي تفتحها لتشهق مصدومة حينما شعرت بذراع شخص تحتضن خصرها وذراعه ليميل برأسه هامسا بنبرة هامسة
-وقعتي تحت ايدي يا قطتي
ارتجف جسدها تحت وطء انامله المتسبيحة لجسدها، تيبست اطرافها وشل عقلها على التفكير
وعجز لسانها عن الصراخ
أدار جسدها إليه وعينيه الذئبية تنهشها بجوع وتوق، الأسد حصل على وجبة عشائه!

فغرت شفتيها وهي ترمش اهدابها عدة مرات، تحاول نزع صورته من عقلها، وان ما تعيشه وهم، عدة مرات تحاول ايقاع نفسها انها في كابوس مزعج وستستقيظ منه
لكن الكابوس كان واقعا مؤلما، تري ابتسامة الظفر المزينة حدقتيه، لتهمس
- معاذ
انفرج عن شفتي معاذ ابتسامة ماكرة ليلمس بأنامله جسدها بتوق شديد واحترق جسده لأن يتشبع بأنوثتها
-ايوا يا بيبي معاذ، معاذ اللي مش بتردي عليه ولا بتعبريه، معاذ اللي هيموت وياكلك اكل.

جسدها ينفر وراسها لا اراديا تهز بالنفي نزعت جسدها من أنامله لتصيح بصوت مهتز
- معاذ لو مبعدتش عني انا هصرخ وهلم الناس وهفضحك
رجفة صوتها فضح ضعفها
واهتزاز جسدها الظاهر لعينيه جعله ينفجر ضاحكا، لتجلي شادية حلقها وقد انتبهت لوجود جثتين من البشر خلفه
شحب وجهها وهي تستمع الى صدى ضحكاته وهو يقول بثقة
- عايزاكي من هنا للصبح تصرخي، لان المنطقة هادية جدا، وده اكتر وقت مناسب لراجل زي يخطف حبيبته لبيته.

تراجعت خطوة وهي تحدق الى الجسدين بملامحهم الصارمة المخيفة لتعيد النظر إليه وهي تهمس بحشرجة
- بيتك
اقترب خطوة وهو يضع يديه في جيبي بنطاله ليهمس
-ايوا يا بيبي بيتي، فاكراها اللي في شقة المعادى، بعيد عن عيون الناس، انا وانتي وبس
تجمعت الدموع في حدقتيها وهي تنظر اليه برهبة وخوف، هي وحيدة ضعيفة لا حول لها ولا قوة
وهو لن يردعه شئ ليظفر ما جاء لأجله
حاولت نزع رداء الضعف، وهي تشمخ برأسها قائلة بنبرة متهزة.

-معاذ لو بتخوفني بكلامك صدقني
ظهر ضيقه وتملله ليتقدم منها ممسكا عضدها ساحبا إياها بقوة قائلا بنفاذ صبر
-أنا صبري نفذ حقيقي، يلا يا بيبي نروح بيتنا ونقعد ساعتين ندردش ولو انا اظن ان انا اللي هقوم بالمهمة دي لوحدي وبعد كدا تروحي لاونكل معتصم تقوليله عايزة ارجع لحبيبي معاذ
كلماته مقززة كما كانت
رغبته الجسدية يعبر عنها بفجور امام وجهها
زمجرت بحدة وهي تحاول نزع يدها من براثنه قائلة بصراخ
-على جثتي لو اتحركت.

تصرخ علّ أحد من تلك المنطقة الهادئة يسمع صوتها وينقذها من براثن هذا المختل!
انتفخت أوداجه بسخط وهو يرى تملصها وامتناعها مما سيعقد الأمور
ما زال لم يأخذ حسابه بعد، وسيأخذه كاملا مكملا فقط حينما تكون داخل جدران منزله
امسك كلتا عضديها بقوة وهو يراها تتلوى بجسدها يمينا ويسارا ليهمس بنشوة
- هشيلك يا عمري، دي الليلة هعيد فيها كل أمجاد الماضي وهضيف فيها ذكرى جديدة مش هتخليكي تنسيني.

هزت رأسها نافية ورأسها يتحرك يمينا ويسارا رافضة جسدها أن يلمس هذا القذر جسدها مرة اخرى
تلك المرة ستكون نهايتها ان سمحت له أن يمس شعرة منها
هم بحملها ودفعها نحو سيارته ليتفاجأ بصوت جهوري
- اتركهااااااا
تحفز حارسيه الضخمين وكلاهما وقفا بتأهب استعدادا للتدخل ان عقد الأمر، التفتت شادية نحوه تطالعه بلهفة
تجمعت الدموع في حدقتيها وانخرطت في بكاء صامت وهي تستنجده.

همت بالذهاب اليه الا ان معاذ امسك معصمها بخشونة وهو يسألها بسخرية لاذعة
- ومين سوبر مان اللي جايلنا من امريكا ده
تأوهت بألم حينما شعرت باصابعه كادت تحطم رسغها، ليتقدم سرمد بحمائية قائلا بحدة
- اتركها يا قذر ولا تتجرأ وتمد يدك عليها
صرخت مفزعة حينما وجدت كلا الرجلين متحفزين لمقارعة الخصم الجديد
اتسعت عيناها بذهول حينما احكموا الفخ من حوله ووقع هو في المنتصف، من يقاتله في وجهه، ومن يطعنه بخسة في ظهره.

ارتعد جسدها حينما استمعت إلى صوت تأوه منه حينما ركله الرجل بكل خشونة في قدمه، صرخت بلهفة
حاولت أن تتقدم نحوه
أن تطمئن قلبها وتذهب خوفها الا ان يدي معاذ كالكماشة أبت أن تتركها
- سرمدددددد
ضربة وجهت نحو وجهه وحينما حاول الرجل أن يعيد ضربته مرة اخرى الى قدمه تجاوزها ليلقي الرجل الضخم ارضا!
يتابع معاذ المعركة البدائية بنشوة وهو يعتصر يد شادية التي تحاول التملص منه بجنون والذهاب لرجل، اجنبي!

اشمأزت معالم وجهه وهو يرى شراسة الرجل مقاتلا ببسالة وشجاعة فارس أمام محبوبته
لن ينكر أنه قرأ عاطفة من عيني الرجل تستقبلها التي بجواره، الوعيد في عيني الأجنبي بقتله جعل معاذا ينظر باستهزاء مشددا أصابعه حول معصمها، استمع الى صوت تحشرجها وهمسها المتوسل
- معاذ خليهم يسبوه
تأوهت بألم حينما قبض على مرفقها وهو يتمتم بنبرة فاقدة للسيطرة
- طلع اسمه سرمد، طيب يا كابتن أمريكا خليك عارف الست دي بتاعتي لوحدي.

انهمرت الدموع من عينيها وهي تشعر بجسدها المقيد بسببه، نفرت منه حينما صاح مؤكدا بجنون
- وعمري ما بخلي حد ياخد حاجة بتاعتي
جز سرمد على اسنانه طاحنا ضروسه، والنيران التي في جسده لن تهدأ حتى يقتل هذا الجرذ الذي يلمس ما يخصه
وهو مهما بلغت قوته لن يستطيع ان يهزم رجلين اشداء مهما بلغت قوته واستخدام يديه.

تلونت عيناه بشرر وهو يضرب الرجل الاول بحقد وعينيه محدقتان على التي وضعت عليه حمل لا يعلم انا كان قادر على أن تحمله
أن تضع امرأة جميع حياتها وثقتها الكاملة بك
فهو له معنيان لا آخر له
انها تطمئن قربك ولا تخشاه
وانها تكن لك حبا، حتى وإن أبت الاعتراف!
في غمره تلهفه والتعجل بالوصول اليها، استمع إلى صراخها الذي كاد أن يشق عنان السماء
- سرمدددد
الدموع تنهمر بحرقة، الدموع له تلك المرة.

عاد قلبه يضطرب بإخفاق وجنون، وهو يشملها بنظرات تائقة، وعينيه تتأمل تقاسيم وجهها المعذبة، ايدي تفصله عنها
وهي تحارب ببسالة انثى، كغزال شارد وقع بين أنياب الأسد
تحاول الفكاك من يدي القذر، الا انه يمنعها بكل ضراوة لتصل نحوه
ضربة قوية وجهت نحو وجهه جعلت الرؤية تضطرب، ليستغل الآخر ويركله بقوة على الأرض، انهارت شادية صارخة وهي تهمس بتوسل
- خليهم يسيبوه.

نظر معاذ بتشفي نحو الرجل الشجاع الذي ارتمي ارضا، لينظر اليها بنظرات مبهمة، قائلا بنبرة ناعمة
- تحبي نعمله شوو قدامه عشان يتأكد انك بتاعتي لوحدي
فغرت شفتيها، نظرت اليه بعينيها المضطربتين وضربها الندم لعدم اخبارها لوالدها عن عودة هذا المختل لحياتها منغصا حياتها
هزت رأسها نافية وهي تحرك كلتا ذراعيها بعشوائية تحاول صد محاولات لمسات يديه لجسدها
- لاااااا.

صراخها وعويلها قابله ضحكات متشفية وهو ينظر نحو سرمد الذي لم تنكسر عيناه كحاله وهو ملقى أرضا مقيدا من قبل رجليه، يزأر بشراسة مزمجرا ليغمغم معاذ بلغة انجليزية
- امسكوه جيدا، لأنني سأقوم بعرض مشهد حميمي امامه
زاد زئير الليث الحبيس، المقيد في زنزانة تمنعه من التهام الجثة العفنة امامه، تصاعدت انفاسه الحادة وبرزت عروقه تكاد تنفجر وهو يستمع إلى صراخ برتقاليته
- سيبني.

نظر نحو كلتا الرجلين المستمتعان بالعرض الرخيص وهما يرون جسد انثي يستباح امامهما، استغل نقطة اهتمامهم للمشهد وهو يبنطح رجلا أرضا وبكل غضب وثأر محمل في جعبته لوي ذراع الاخر حتى سمع صراخا خشنا منه
- ااااه
لم ينتهي منه حتى استمع إلى صوت قرقعة عظامه ليلقيه كخرقة بالية، سارع كثور رأي رقعة حمراء مثيرة للفتك بها، هجم بجسده على الرجل يلكم وجهه العديد من اللكمات، لم يعطيه مهلة لرد لكماته..
مندفع بغضب.

وحمية شرقية للفتك بالمتحرش الذي لمس ما ليس من حقه لمسه
من أبكي برتقاليته، وسمح للرعب أن يقفز لقلبها
بكائها المتحشرج ولمساتها لذراعه، رفع عينيه المحتقنة بالدماء ليهتف بشراسة
-اتصلي بالشرطة
خذلتها قدماها وهي تبكي بضعف لتهمس
- سرمد
خبئت وجهها بين راحتي يديها، ليسب سرمد بعنف قبل أن يعيد لكم وجهه ثم نفض يداه عنه ليقترب منها ممسكا عضديها، استشعر رجفتها ونفورها، ليعيد السب بقذارة لاعنا الحقير.

حال قلبه نطق تلك المرة وهو يحتضن وجنتيها ليجبرها على النظر إليه
ود للحظة سحق جسدها داخل اضلعه، لكنه غير متأكدا من أنها س تستكين بين ذراعيه
غمغم بصوت أجش، محاولا نحر الذعر من جسدها
- اهدئي يا حبيبتي، اهدئي
تعلقت عيناها بعينيه
انحبس الهواء
وتوقفت عقارب الساعة
وسكنت الاجواء من حولهما
عيناها تتطلعان نحوه بعدم تصديق، تتأمله مليا، فغرت شفتيها لاهثة، ووقع الكلمة عليها بعث، بعث ماذا؟
نبضة.

نبضة هاربة عن مسار شقيقاتها وهي تتطلع اليه بضعف، العاطفة في عينيه لن تستطيع تكذيبها
وهذا جعلها تنفجر في البكاء وهو يحاول تهدئتها بعبارات غزلية ناعمة، تطرب قلبها وتروي صحراءها القاحلة
شهقت بفزع حينما وجدت جثة ضخمة شكلت ظل معتم للرؤية وبكل خسة ضربه بعصا غليظة
سقط قلبها بين قدميها
وفقدت أنفاسها وهي تراه في لحظة
لحظة من شخص يحاول تهدئة روعها، لشخص يصارع بين الحياة والموت.

عيناها جاحظتان نحو جسده الساكن وعينيه غائبتان عن الحياة، لتسمع صوت صراخ معاذ الذي استقام من معركته الخاسرة، يحاول بكل كبرياء رجل معتز بفحولته النهوض من معركة خسر في جولتها الأولي
- انت اتجننت عايز تدخلنا مصيبة، تقوم تموت الراجل بغبائك ده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة