قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والخمسون

رواية أترصد عشقك الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والخمسون

لتقف على أرض صلبة يتمكن شجاعة، شجاعة قوية تخرج من عروقك
وليست شجاعة مزعومة
الجميع يعلم أن ما من خير دائم، بل الحياة أصبحت سباق شرس
عدواني
كمرض عضال يركض خلفك حتى يباغتك في أحلامك.

هزت شادية رأسها وهي تشعر بامتنان شديد لكل ما تفعله شقيقتها، ثم والدها أو صخرتها التي تستطيع أن تستند عليها في وقت ضعفها، تستمد منه قوة، قوة لا تستطيع أن تمنحه لروحها الذي يلفظه بكل خشونة، كأجسام مضادة تسارع بهجوم على عضو غريب..
هزت رأسها ساخرة وهي ترتدي كعبي حذائها بعد أن وجدت مقعدا تستطيع أن تجلس عليه بدلا من أن تقدم عرضا رائعا، كجيهان الحريصة كل الحرص أن تكون نجمة الحفل.

اهتمام لا تكترث له، لكنها ببساطة تنجذب كالفراشة التي تبهرها رؤية النيران، راغبة في الاقتراب منها، استقامت من مجلسها وعينيها رغما عنها تبحث عنه
ذلك الكائن المتصابي المسبب الازعاج لعقلها وجزء خافت صادر من أعماق انوثتها المتعطشة لندائه
ارتعشت شفتيها، ماذا شادية، هل تودين اعادة التجربة مرة أخرى؟ لماذا الآن تودين الانهيار بعد سنين تعلمت أن تكبحي جماح عطشك للارتواء من الحب الذي سمعتي عنه.

سمعت عنه دون ان تحظي به
الا انه هو، سرمد بعيد كل البعد عن خيالاتها، كان صورة مختلفة عكس ما أرادته، كل ما هو عكس ما ارادته يتمثل به
من عجرفته وثقته التي لا تعلم من اين يمتلكها بأنها ستسقط
ستسقط في حباله
سارت رعشة على طول عمودها الفقري، تلك النظرة في عينيه ابدا، ابدا لن تنساها
رجل اعتاد الحصول على ما يريد، وحتما هي، هي بكل شراستها الظاهرة لن تصمد طويلا!

ارتجف بدنها حين شعرت باهتزاز الهاتف من خلال حقيبتها التي المثبتة حول خصرها، رغم انها حقيبة عمل وأفسدت فستانها الا انه افضل من أي حقيبة بحوزتها في خزانتها
اخرجت الهاتف لتنظر الى صاحب الاتصال بأيدي مرتعشة.

هل يجب عليها أن تذكره الآن في عقلها ليتجسد بواقع مخيف، لأول مرة يهاتفها، هل ورد عليه عمل ويرغب بالاعتذار، طافت بعينها تبحث عن شئ خاص به، لم تظن خلال بحثها الغير مجدي عنه أن الاهتزاز بين يدها توقف، زفرت بيأس وحينما همت بإدخال الهاتف في حقيبتها عاد الاتصال مجددا، ربما شئ هام وإلا لما تجرأ على مهاتفتها وهو يملك رقم هاتفها بعد زيارته النارية لمكتبها، لم تصدق جرأته ليأخذ هاتفها ويسجل رقمه به، رفعت الهاتف والضجيج في صدرها أكثر صخبا من أصوات الاحتفال.

- الو
صمت، صمت هو كل ما تلقته، السكون والترقب هما ما يحفزنها، لم تتوقع بحياتها أن تستمع إلى أصوات انفاسه عبر الأثير، يصلها اجشا خشنا كمثله ومثل لحيته الكثيفة، لانت ساقيها تماما حينما استمعت إلى صوته الغاضب، مشحون بطاقة غاضبة لا تعلم مصدرها
- اريد مقابلتك الآن شاديااه، الآن.

عضت على شفتها السفلى وهي تراقب بعينها عنه، بالطبع هو هنا إن لم يكن يهاتفها، اذا لما لا يأتي ويتحدثا؟!، تنحنحت بحرج قبل أن تهمس ببعض التوتر
- لكن ألست هنا؟
قفز قلبها هلعا وهي تسمع تهديده الصريح، نبرات صوته كانت تعبيرا عنه
بثقته المفرطة بنفسه، بوقاحته، ثم شئ، ِشئ يجعلها تلين له وتستسلم صاغرة
- اهبطي تلك السلالم اللعينة شاديااه وقابليني بالاسفل، دقيقة اجدك عندها وإلا...

انحبس مصدر الهواء من رئتيها وهي تسمع نبرة التهديد في صوته، لم يكن يهدد عبثا، تعلم أنه يحافظ بشق الأنفس كي يظهر بدائيته أمامها، رأتها كثيرا في عينه، وحتما ستكون غبية ان اخرجتها..
تخطت المدعوين بابتسامة حذرة، شفتيها ترتجف بخوف وهلع وهي تهبط السلالم، مبتعدة عن الصخب بالاعلي لتهبط إلى الطابق الهادئ، الخالي تقريبا الا منها هي ثم...
- ااااه.

شهقت بفزع مجفلة حينما شعرت بيدين قاسيتين تمسكانها مرفقيها ليدفعها ذلك الجسد الذي علمت رائحته الخشنة الممتزجة بقسوة مع رائحته الخاصة ورشة قرفة تعلم عشقه لمشروبه، قلبها يضخ بعنف وبصورة غير طبيعية تلك المرة
سوى أنها تواجه أكبر كوابيسها
نفس المشهد وهي تجر بلا حول ولا قوة تحت تأثير جسد أكثر منها قوة وصلابة.

ثم دفعة عنيفة لجدار قاسي صلب بارد، اقشعر بدنها و نسيج قماش فستانها لم يساعدها اطلاقا ليتلقي صدمة البرودة بدلا من جسدها الذي نخر فيه البرودة لحد أوصالها
إلا أن التحفز والترقب هما ما استجدا بها، تحاول ان تجعل عقلها يعمل بكفاءة وهي تواجه رجلا يهدد سلاما لحياة تناشدها.

رغم شحة الضوء إلا أنها سمحت لعينيها النظر إليه والتشرب من تفاصيل الهمجية، شعر مبعثر على جبينه وفتحة قميصه واسعة أكثر من اللازم للحد رأت سلساله الجلدي، رغم خجلها الشديد لرؤية تفاصيل رجل خاصة كصدره الرجولي، الا ان الفضول يدفعها لمعرفة كنهه السلسال
فغرت فاها حينما رفعت عيناها بعدم تصديق لما رأته، هل ما رأته لتوها صحيح؟! عيناها لا تصدق ما رأته، لا تصدق، ذلك الماجن، كيف يرتدي شئ مقدس كهذا.

اختنقت انفاسها برعب وهي ترى نظرات جحيمية في عيني الرجل امامها، اجفلت مبتعدة الا ان الحائط البارد عاد يلسعها مجددا مخبرا اياها انها سقطت في مصيدته!

ابتسم بشرر وصدره يعلو ويهبط، يموج بانفعالات غير محمودة لصالحها هي على الأقل، لا تعلم ماذا فعل كل تلك الدقائق السابقة وهو يختلي بنفسه، كيف تسمح لشخص غريب أن يلمسها بينهما هي تمنعه، باصرار مخبرة إياه أنها ( تلوثه )، بحياته لم يقابل شخصا جريئا مثلها، متناقض مثلها، تحرم ما هو له بينما تستبيحه لغيره، غمغم بنبرة ساخرة
- مرحبا بفاتنة الحفل.

زفرت شادية بتوتر وهي تلاحظ نظرة الغضب التي ما زالت متلألئة في سماءه، تلك البدائية المندلعة بشرر جعلها تحاول المحافظة على رباطة جأشها لتصيح بحنق
- سرمد، اخبرتك لا احب تلك التصرفات.

مال برأسه وهو يتمسك بقوة آلمتها، صدر انين خافت من شفتيها المغريتين له في لحظة غضب عمياء وغيرة تحرقه، اللعنة عليه هل وجب على كلا عرقيه الايطالي وشرقية ينطلقان لأول مرة الى امرأة خارج نطاق عائلته، اقترب منها للحد ان سمح لانفه ان يشتم رائحة خفيفة، مسكرة، حلوة للغاية وهو يزفر بحرارة في التجويف الخاص بعنقها، لتسمح عيناه النظر إلى فتحة صدرها المحتشمة بخلاعة، مظهرا تكور حجم صدرها بكل أريحية شديدة، عيناه اندلعت بقسوة ورغبة لرؤية صعود وهبوط صدرها دلالة على تأثرها به، همس بجوار اذنها بخشونة.

- جانب ضعيف منك تجعلك تعشقين تلك الوقاحة مني، والا لما جئت صحيح
أغمضت جفنيها وهي تسند كلتا يديها على الجدار البارد، تستمد برودة من اثر اشتعال جسدها من انفاسه التي تلسعها دون هوادة، ارتعشت شفتيها وهي تتحاشى النظر اليه لتجيبه
- ليس، ليس الأمر كذلك، انا قلقت فقط
قاطعها بقسوة شديدة وانامله ما زالت تغرس في ذراعها ليهسهس بغضب
- ان افعل فضيحة لك، اووه نعم سأفعل بالطبع.

عيناه تهبط وتصعد محددا آثار ذلك الغريب على جسدها، يرغب بازالة اي اثر من ذلك اللعين ويطبع اثاره الخاصة حتى لا تستطيع أن تجعل رجل غيره يقترب منها، غمغم بنبرة فاقدة للسيطرة ويبدو أن كل تدريباته للحفاظ على النفس تطايرت في أدراج الرياح
- هل تعرفين ماذا كنت بفاعله ان لم تأتي إلى..؟
رفعت رأسها حينما استشفت الخطر لتهمس باعتراض
- سرمد لا تتعدي.

لكن اعتراضها ضعيف ككل ما بها، جعله يتمادى بجرأة ساحبا ذراعها لتقترب منه
- كنت جذبت ذراعك الجميلة تلك، ثم اسحب خصرك الهش وجسدك اللين يرتطم بجسدي
ارتطم جسدها اللين كلين عظامها بمكامنها الخاصة لصدره الصلب القاسي، كأنها اصطدمت بجدار لكن مشتعل كحد الجحيم بعيد كل البعد عن الجدار البارد، فغرت فاها بصدمة وشهقة صدرت مذعورة حينما شعرت بيده الأخرى التي تركت ذراعها الأخرى لتلتف حول خصرها ببعض التملك
- سرمد.

لم يتوقف عن جموحه بل تمادي وهو يمر أنامله بيده الأخرى غير تلك التي وجدت طريقها لخصرها ليمر بها على صفحة وجهها، غير مكترثا لانتفاضات جسدها وارتعاشها اللذيذ الذي تأجج بفورة حينما شعر بجسدها بين ذراعيه لأول مرة
هبط بشفتيه يهمس بالقرب من شفتيها
- ثم اقبلك يا وقحة.

اتساع وجحوظ عينيها هو الرد الذي تلقاه، ثم تلك الرجفة الثانية بجسدها وصلته وانتقلت اليه متسببة إليه بأشياء، جامحة، عاصفة، تجعله يود الان سحبها إلى غرفة ليعلم جسدها المشتعل لقربه انه الوحيد القادر على اشباعه فقط.
عاد يهمس بخشونة وعيناه تهيم برغبة متوحشة في عينيه
- أقبلك حتى تزهق انفاسك.

هبطت دمعة من عينيها المغويتين إلا أن هذا لم يمنعه أن يشعر سوى بالتملك، بالدفاع عن امرأة تخصه، كل ما بها، بجسدها وروحها وعقلها وقلبها بات ملكه، لما لم تفهم منذ أن أخبرها حينما يلمس موض نبض رسغها أنها ستكون له شائت أم ابت شاديااااه
انفرجت عن شفتيه ابتسامة قاسية ليتابع مرددا بقسوة
- وأمام الجميع ولن يردعني شخص، حتى انت شاديااه.

ازداد ارتجافها منه نفورا، صارت حبيسة كعصفور بين يدي طائر جارح، لم تظنه مثله، سخر عقلها، كل الرجال شخص واحد حتى لو تعددت اقنعتهم، جميعهم باحثون عما يشبع رغباتهم القذرة التي لا تشبع، دائما جائعون وشرهون ولا يكتفون ابدا، لم تتحمل سماع كلمة منه وجسدها يتعامل بدفاع وحالة نفور ورغم انينها لأنامله الوقحة المتجرأة لخصرها ليضغط عليه بعنف دون الاكتراث بها او بجسدها الضعيف مقارنة به
- ثم.

زمجرت بغضب وهي تتلوى بين ذراعيه
- توقف
الدموع في عينيها تتساقط بحرية، توقفي يا غبية، لا تجعليه يستغل ضعفك لافعاله الدنيئة، دافعي بجسارة، اجعليه نكرة، لا تظهري ضعف فيستغلك لغرضه الدنئ حتى آخر رمق وعلى شفتيه ترتسم ابتسامة ظفر
هسهست بحدة الا انها لم تنسى أنامله الغليظة في خصرها ليصدر أنينا خافتا لكن مسموع لمن أمامها
- ليس، ليس من حقك قول تلك الأشياء القذرة لي.

ثم غلبتها الدموع مرة أخرى، مشيحة بوجهها تهمس ببعض الندم المتجلي في حلقها
- توقعتك انك هذبت تصرفاتك وانك تحترمني
ارتجف جسدها وذعرت حينما وجدت نفسها انتزعت من ذلك الحائط الناري بصدرها لترتطم بظهرها بحائط بارد، آنت بضعف، الغبي لا يرحم جسدها ولو لمرة واحدة
استمعت إلى صوته الأجش يأمرها ببعض الحنق
- لا تبكي امامي.

أخر ما يوده هو بكائها الذي، اللعنة يحفز خصاله الشرقية لجذبها مرة أخرى بين ذراعيه لكن تلك المرة ليس رغبة مشتعلة في جوفه
بل تهدئة تلك المذعورة، لكن هذا لا يمنع ان كان السبيل الوحيد لتقبيلها يمنعها من البكاء، سيفعلها دون أدنى تردد
الرغبة تصاعدت مرة أخرى ليزمجر بغضب
- اللعنة قلت لا تبكي.

ارتفعت وتيرة بكائها والدموع تتقافز من بؤبؤ عينيها الكهرمانية، لعن سرمد بالايطالية والمحيط الذي كان بينهما إزالة، رغما عنه
رغما عنه وعن رغبته وهو قادر على تلبيته إلا أنه ابتعد، ضم قبضة يده بعنف والعروق البارزة كانت تعبر عن أي مدى هو على حافة فقدان السيطرة
الجنون
خبط بعنف بقبضته على الحائط بجوارها لترتعد هي كفراشة علقت بين شباك العنكبوت.

- لا تبكي، كيف تفعلين هذا بي، تجعليني الجاني وتجعلين من نفسك الضحية، في حين انتي هي الجانية
اغمضت شادية جفنيها، وبدي للحظة مجيئها لهنا خطأ
بل كل ما يتعلق به خاطئ
كل فرائصها ترتعد وانفاسه الملتهبة تلفح وجهها، نبضات قلبها تتقافز بعنف، همست برعب
- سرمد لا تقترب مني
زادت زمجرته الخشنة، وهو يخبط بعنف بكل ما أوتي من قوة على الحائط
- اللعنة على تلك القيود التي تشيديها لي كل يوم، وذلك الرجل له الحق بمعانقتك.

تأوهت بألم حينما قبض على ذراعها لتطلق صرخة وهي تهمس بذعر
- اااه، سرمد
زاد انينها، وكل ما يفعله اللعنة، صحيح، هو يعاقب امرأته على الأ تتواقح وتتمايل بجسدها وتعانق غيره
امرأته، الكلمة أصبحت كصدي صوت يتردد في الفراغ من حوله، الا ان العقاب هين مما تستحقه، هي تستحق ما هو أكبر
لكنه يعلم أن عقابه لن يمت بصلة لأي عقاب!

اقترب بجنون، يحاول التعرف تلك المرة على رائحتها الخاصة، رغم تعجبه من عدم نثر أي عطر نسائي يعلمه، وهو الرجل الذي قضى سنوات عمره منذ أن أدرك أنه رجلا جميع عطور النساء، لكن عطرها هو
خاص جدا، رائحة مسكرة، حلوي!
الصق أنفه عند عنقها يشم بهوس شديد، كمدمن وجد مادة السعادة، لكن هذا ليس عطرا، هو كالحلوى، قريب من الجوز الهند وبعيد كل البعد عن الكاكاو، شئ بينهما تقريبا!

استمع إلى تأوهاتها المؤلمة وبدي يدرك إلى مدي يضغط على ذراعها ليرفع رأسه هامسا بجوار اذنها
- لا تنطقي اسمي ابدا شاديااه، احذري ما انتي فاعلة، انتي تضعين قدميك في حقل ألغام
اصوات بكائها، يزيد من سخطه بل وتمرده، انفجر صارخا بحدة
- لا تبكي
ثم ببعض اللين جذب انتباهها
- ولا تخشى مني
حينما بدأت تهدأ من بكائها الهستيري، زفر براحة لكن غضبه منها، مستحيل ان يخمد الا أن يأخذ حقه كاملا.

- توجد لدي طاقة وحشية، طاقة مكبوتة لأعاقبك واعاقب ذلك الرجل، هل هو حبيبك؟
ضيقت شادية عيناها بعدم فهم وبدت للوهلة تظنه مخبول، هي لم تراقص سوى والدها، ثم اخيها، أي حبيب وضع في المعادلة
- عن من تتحدث؟
همست بصوت اجش، بها نشيج بكائها ليزمجر بهدر في وجهها
- ذلك اللعين الذي عانقتيه وسمحتي لي ان يلمس ما هو لي.

اتسعت عيناها بجحوظ، تتلمس ذلك الغضب والحدة والانفجار والتملك، كل موجهه لها، هبطت عيناها سريعا إلى صدره العريض وهي ترى سلساله لتعود النظر إلى عينيه بمواجهة، كل شئ جديد عليها.

هي حتى بحياتها الحافلة بالرجال لم تري شخص يغار، يغار حتى من شقيقها، بهجة خفية انتشرت بين جدران انوثتها الراغبة أن تقترب من هذا الرجل الذي كل يوم تكتشف شئ جديد، لم تكن تتصور أن يرتدي سلسال كهذا، هبطت عيناها لتصدق ما تراه بعينها، غير معقول، غير معقول، سرمد بنفسه لن يكون مصدقا ان درع الحماية الاولي سقط بسبب سلساله فقط وليس تهجمه البربري واعلان أحقية، أحقية حتما ليست من ملكيته، ارتفعت عيناها بمزيج من الحدة لتهمس بارتعاش.

- لك!، أنا لست لأحد
ارتسمت ابتسامة قاسية على شفتيه، وهي تسمح لنفسها أن تري تفاصيل ذلك الرجل بوضوح، دون اختبائها المعروف سابقًا، ألم يكن يتفحصها ويدقق بها! تلك مرتها الاولى وحتما لن تكون الأخيرة، اقترب منها وهو يسرق انفاسها في المساحة الضيقة التي سمح لها به، الا انه قضي على المسافة الضيقة بكل تبجح متوقع منه
- انت تعلمين هذا شادياااه، ركن صغير داخلك يستسلم لي بل ويحفز الاركان المجاورة للخضوع لسلطتي.

اجزائها الداخلية بدأت تستسلم، لكن عقلها، يزجرها، ما سرمد سوى معاذ
كلاهما يبغيان شئ واحد منك فقط، وحتما لن تسقط كغبية لفخ محكم من ذلك الإيطالي
- لا
القسوة في نفيها جعله يرفع حاجبيه المعقودين ليزم شفتيه وهو يرى شفتيها تتحركان برتم سريع
- لن اخضع لرجل مرة اخرى، ابدا، واياك، اياك ان تتحدث بتلك القذارة مرة اخرى.

قاطعها بابتسامة ماكرة والرغبة لتقبيلها كانت جلية حتى لها، وهو يراها تزدرد حلقها ونبضات قلبها يكاد يسمعه
- وإلا ماذا...؟
اجفلها، اجفلها بسؤاله، ليميل مقتربا منها
- ماذا أنت فاعلة؟
التوسل في عينيها بعدم الاقتراب أعلنته، رغم جسدها الذي بدأ بالتراخي لكن التصميم في عينيها أبهره، بشكل مذهل أصبحت تخطف انفاسه
- سأحرص على جعل ايامك هنا بائسة.

قالتها بنبرة باردة والتوسل الممزوج بالتحذير عما ينتويه جعلت ابتسامة هادئة تتزين شفتيه وهو يهمس بدفء
- وجودك بجواري، بعيدة كل البعد عن البؤس
رفعت شادية رأسها، وبدت مساحة الاوكسجين تقل تدريجا، بدأت تلتقط انفاسه، القرفة، تعلمها بالطبع منه، همست بحدة وهي تدفع جسده تبعده عنها
- هل انتهيت الآن؟

لمستها بأناملها المرتجفة لصدره الملتهب كان خطأ، خطأ كبير، امسك بكفها الصغير مقارنة بيده ليضعه على صدره العاري، يجبرها اجبارا للمسه، اتسعت عيناها بهلع وهي تنزع يدها منه بيأس وهو يتمتم بتصميم
- لا
حرارة جسده بدأت تستمدها منه وهي تهز رأسها يائسة، ذلك الرجل مخبول، حاولت مرارا وتكرارا نزع يده من لمس جسده إلا أنه بسط كفها بقسوة لتشعر بجسده، همست بارتجاف
- اريد، اريد الرحيل من هنا
- لذلك اللعين، قطعا لا.

كانت نبرته قاسية جعلها تجهش بالبكاء وهي تنفجر في وجهه
- لا تقول ذلك اللفظ البذيء امامي، لا تسبه
لوى ذراعها بعدما تخلصت من تلك الحرارة، ذلك الرجل سيكون سببا بفقدان ذراعها
- يهمك لتلك الدرجة
بدل من محاولة ان تأمن شره الا انها بصراحة أحبت تلك اللعبة، الوضع غريب بل ومشتعل به لكن هي ارادت إلى أين سيظل محتفظا بمروءته وعهده بعدم الاقتراب
تعلم إنها تراهن بحياتها، لكن اختبارا له.

إن تهور وفعلها، حتما ستغلق صفحته للابد، وإن نجح، لا تعلم ماذا ستفعله، لكن هي متأكدة من خسارته.
زفرت بحدة وهي تجيب ببعض التحفظ والترقب
- بالطبع يهمني، هو ثاني أقرب شخص لي بعد بابا
عادت المفرقعات في عينيه باللعب، لقد نجحت وشدت ذيل الاسد من مخدعه، آنت وهي تحاول الحفاظ على ثباتها وهي تشعر بيده الاخري تتسل لخصرها ليعيد أنامله القاسية لخصرها، يمارس عقاب جسدي بارع للغاية، لكنها ستتحمل.

- وإذا كان هو قريب منك لتلك الدرجة، لماذا ظهر الآن؟
هزت رأسها وانين المها يخرج من شفتيها المهلكتين
- انه يعمل في الخارج
شادية السويسري مليئة بالمفاجآت، كم رجلا في حياتها بعد؟!، بداية من خطيبها السابق وذلك الجرذ السائق، ودلالها الذي يتوقه له بشدة لوالدها، ثم هذا الغريب
ان ظن انه سيعلم تلك المرأة فهو كاذب، فهو كل يوم يكتشف بها شيء يجذبه نحوها
-لا تتغابي امامي، اللعنة
زجرته بعنف وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة.

- توقف عن الشتم سرمد
انغلقت معالم وجهه وهو يترك خصرها الهش كما اختبره، ان لم يترك آثارا بشفتيه على جسدها لتتحمل أصابعه الذي هو متأكد من أنها ستترك آثارا لأيام كفيلة بجعلها تفهم انه لا يمكن العبث به
- لا يحق لك أمري، لا تمتلكين السلطة على
تأوهت بألم وبدأت تشعر بالخدر يصيب ذراعها، لتقول بحدة
- وانت ايضا لا تملك سلطة على.

ترك أنامله وحررها أخيرا ولم يمنع يده للمس من طول ذراعها، ناعم ومغري، مغري جدا للمس ليصل إلى نبضات رسغها هامسا
- أتتذكرين، المس يدك ثلاث مرات ثم تصبحين لي
تمللت بضيق وهي تسحب ذراعها خلف ظهرها مثل الاخري لتقول
- هل هذا ما تفعله لكل فتاة مستعصية عليك سرمد في كل بلدة تزورها؟، تمارس أساليبك تلك.

عقد حاجبيه، هي الوحيدة المستعصية عليه وحتما لم يمارس أي اساليب أغواء أو عقاب تافه كهذا ابدا على امرأة، همس بعدم فهم
- ماذا تقصدين؟
ازاحت جسده بذراعها السليم وهي تتخطاه قائلة ببعض النزق
- يجب ان اذهب
وياليتها لم تلمسه، امسك رسغها السليم وهو يدفع جسدها أن تكون بالقرب منه ليقول
- أنا غاضب لحد اللعنة، انت لا تساعديني للتخلص على رغبة في عقابك وقتله
رفعت حاجبها وبعض التسلية لم تغادر حدقتيها لتهمس.

- ربما لأنني أريدك أن تتعذب مثلا
تحب اللعب معه، انحبست انفاسها وهي تراه يدفع جسده لتسقط بين ذراعيه للمرة الثانية، تعترف تلك المرة بسبب غبائها، نبضات قلبها تتسارع بجنون مع نبضات قلبه التي لم تهدأ ولو لثانية، مال شفتيه ببسمة ساخرة
- احذري اللعب بالنيران يا شاديااه
نظر الى عينيها التي تنظران إليه برهبة ليهمس بصوت أجش.

- انا رجل غيور لعائلتي شاديااه، غيور لحد الجحيم، اجمع عرق ايطالي لعين و عرق شرقي ناري، حتما انت تودين الاحتفاظ بلسانك الجميل هذا كي لا يعاقب
شهقت بذهول وعينيها متسعتان بشكل سمح له التحديق بعينيها الكهرمانتين التي تنظر اليه بنظرة مختلفة كليا عن المرات السابقة، كأنها تتعرف عليه
تتعرف على سرمد النجم بكل ما به، صرخت بألم خفيض حينما ضغط بأنامله على خصرها بقوة ليميل هامسا بجور اذنها.

- اياك ولمسه، لمسة عارضة شاديااه وستكونين في عداد الموتى، حافظي على مسافة بينكما ثم حسابي سيكون مع هذا الرجل.

افلتها لتتراجع بعض الخطوات، ساقيها اللينة كالمعكرونة جعلها تستند على الجدار البارد، عينيها تحدقان باهتزاز واضطراب وهي تري رحيله بعينين مشوشتين، اختنقت انفاسها، زفرت بحدة وهي تحاول بألم ان تتنفس، ما قاله، ما قاله كان غير طبيعي وسلساله، شهقت وهي تكتم صرخة بكف يدها لتسمح نفسها بالانزلاق مغلقة جفنيها تهمس
- ايه اللي عملته ده.

يغار، يغار وبجنون، اليس ذلك احدي امنياتها التي فقدتها تماما حينما تعرفت بمعاذ، الذي كان لا بأس بأن يجعل عيون الرجال تلتهمها، وهو يغار، يغار من هو من دمها، ماذا ان علم ان كل تلك الغيرة واللقاء الخفي والمشتعل لم يكن له داع
طرفت الدموع من عينيها وهي تهمس
- ده طلع مجنون، بيغير من اخويا.

كانت عينا نضال قاسية، شرسة وهو يرمق من منابت خصلات مارية الشقراء حتى كعب حذاء قدميها، ملابسها التي تغيرت لمحتشمة انيقة، جعلت شفتيه ترتسم بسخرية شديدة، والخطر أصبح أقرب من أنفاسه
وتلك الحالة لا يتطلب سوى شجاعة قوية، للتمسك بما هو ملكه حتى آخر رمق في انفاسه
انفجرت ضحكاته تزلزل الارجاء الساكنة الخاوية من قطته الناعمة، كل شئ فقد طعمه بمغادرتها، ربما لن يعترف بها بلسانه الا أنه يعترف بها داخليا.

ماالفرق ان اعترف بها علنا او سرا
فالنتيجة النهائية هو أنه اعترف
تريده أن يفقد اعصابه وقوته وتزعزع ثقته، هي حققت ذلك بالفعل، لكن حينما تصبح في قبضته سيكون شديد الحرص بتعليمها أن أعيبها السخيفة ستعاقب عليها وبقسوة شديدة.

تذبذبت مارية وهي تري نضال الواقف امامها لم يفقد أنش واحد من هيبته وغموضه، الا ان ضحكاته الساخرة تخبئ شيئا بداخله، هل نجحت فرح أن تنتزع قسوته، قدرت أن تنزع ما فشلت هي ومثيلاتها اللاتي انتهي حياتهم بالبؤس ولولا ماهر حبيبها الذي أخرجها من أنقاضها ربما لانتحرت او مضرجة بدمائها في إحدى الضواحي القذرة بأمريكا!

ارتعشت مارية من رأسها لأخمص قدميها وهي ما تزال ترى تلك النظرة الشرسة في عينيه الذهبية، جعلها تتوجس خيفة، ربما فرح أخرجت الأوحش ما بداخله، بالكاد همست ولسانها يرتعش أن علم ماهر بمجيئها هنا بمفردها سيقتلها
- بتضحك على ايه
مال مقبلا شمس التي اندست في عناقه، بلافتة قاسية لمارية والدتها انها غير مرحب به.

طعنة، طعنة قوية دكت دكا في قلبها، والدموع تتقافز في عينيها وهي ترى صغيرتها بكلماتها التي تخرج من لسانها عن والدها، منبوذة بقسوة عنها، لمعت التسلية في عينيه ليقول بابتسامة ساخرة
-للاسف كان نفسي استقبلك في البيت، بس زي ما انتي شايفة انا لوحدي هنا واخاف على نفسي من الإغراء
شهقت مارية متراجعة خطوتين للخلف، ازدردت ريقها لتهمس باضطراب
- انت بتهزر يا نضال.

لمعت عينيه بقسوة شديدة جعل اطرافها ترتجف بجنون، وهو يسأل بوحشية
- فين جوزك يا مدام
أدركت مدى غبائها وهي تترك الفندق مندفعة بشوق لرؤية صغيرتها بدلا من الانتظار في الصباح، الدافع الأول هو غياب شقيقتها بعد وصولها مصر، وتوقف فرح عن الرد على مكالمتها، شعرت أن الأمور تخرج عن السيطرة، بل جميعها وهي تعر بفقدان شقيقتها وابنتها، حاولت أن تستمد بالشجاعة لتهمس ببعض الحدة
- وانت مالك.

لن يشعر سوى بأنامل صغيرته وهي تهمس بأسمه مرارا، تدعوه ب بابا لتسحب كل غضبه ليعيد النظر نحو مارية التي تنظر بدموع إلى المشهد ليغمغم بتهكم
- طيب، روحي يا شاطرة جيبي جوزك وتعالى، الا لو جوزك متساهل انك تجيلي شقتي بليل
حاولت ان تنظر من خلف جسده، تبحث عن فرح لتستطيع أن تتفرد بابنتها، اللعنة من حقها الرؤية واخذها ايضا، سألته بضعف
- فين فرح
سؤالها عنها جعل عيناه تغيم بغموض لتنفرج عن شفتيه ابتسامة ساخرة.

-الا هو انتي متعرفيش
ضاقت عيناه واندلعت الوحشية والغضب يزأر ليقول
- هي مش موجودة
طالعته بعدم تصديق لتغمغم
- نضال، متهزرش من فضلك انا
قاطعها بحدة وقسوة لا زال محتفظا بها
- امشي دلوقتي عشان متسمعيش كلامك يجرحك يا مارية
مسحت الدموع من عينيها لتنفرج عن شفتيها ابتسامة مريرة، بعد كل ما تعرضته بسببه وما الت اليه ظروفها القاسية لفقدانها ابنتها، لا تملك شئ الان يستطيع كسرها مرة اخرى!

- يجرحني، اعتقد دي آخر حاجة ممكن أفكر فيها يا نضال، كله اتجاوزته
لم يملك سوى أنه علق ببرود
-سعيد انك اتجاوزتيه، يلا مع السلامة
مع آخر كلمة قالها أغلق باب منزله، بكل بجاحة وقلة ذوق، انفجرت مارية تهدر بجنون
- حيواااان
لم يكترث نضال بالرد عليها اطلاقا، كل ما فعله أنه اقترب من شمس يقبل وجنتها قائلا
- ايه رأيك نعمل وجبة خفيفة للعشا
قفزت الصغيرة تصفق بكلتا يديها هامسة
-يلا بابا، يلا
- ياروحه انتي.

قبل جبينها بدفء شديد لتطبع الصغيرة قبلة دافئة على لحيته الخشنة، رغم أن شمس أظهرت امتعاضها وانقلبت ملامحها تتغير مائة وثمانون درجة بعد تعرضها للخشونة من لحيته، انفجر ضاحكا رغم غضبه، رغم انفجاره المندلع في جوفه، حسابه مع فرح الغانم بدأ من تلك اللحظة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة